عرض مشاركة واحدة
قديم 30-03-20, 07:50 PM   #1

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
Icon24 ندوة _ نبيل فاروق


السيد / .... .... نتشرف بدعوة سيادتكم لحضور الندوة التى تقيمها ..........
لم يصدق ( وجدى ) عينيه ، وهو يطالع تلك الدعوة للمرة الثالثة ، منذ وصلت إلى بريده هذا الصباح..
كانت أول مرة فى حياته ، يدعوه فيها أحدهم إلى ندوة ما ، أية ندوة..
ولكن الاسم على المظروف صحيح ، وكذلك العنوان.. لا يوجد خطأ إذن إنها دعوة موجهة إليه بالفعل..
ألقى نفسه على مقعد قريب وراح يلهث فى انفعال ، وذهنه يستعيد الموقف مرة ثانية ، وثالثة ، ورابعة..
منذ تخرج من كلية الآداب ، وبدأ رحلة البحث عن لقمة العيش ، وهو يحلم بأن يصبح كاتباً شهيراً مرموقاً ، وعلى الرغم من عشرات المقالات ، التى أرسلها إلى كل صحف ومجلات ( مصر ) ، ومئات القصص القصيرة ، التى نسخ منها عدة نسخ ، وأنفق نصف راتبه المحدود على إرسالها ، إلا أنه لم يحظ سوى بنشر مقال واحد ، فى صفحة الرأى ، فى جريدة محدودة..
وعلى الرغم من هذا ، فقد ابتاع عشر نسخ من تلك الجريدة ، وأهداها إلى أمه وشقيقته ، وجاره ، وصديقه ، وتمنى لو استطاع أن يهدى نسخة منها إلى كل زملاء العمل ، إلا أنه اكتفى بأن لصق الصفحة ، التى نشر فيها اسمه على الجدار المجاور لمكتبه ، ليطالعها كل من يأتى إليه..
ولفترة طويلة ، كان يشعر بالفخر..
إلا أنه كان المقال الوحيد ، ولم يحظ آخر بالفرصة نفسها قط ، على الرغم من أن حماسه قد تضاعف ، وأرسل بعدها ألف مقال ، لكل الصحف والمجلات الأخرى..
ومع مرور الوقت ، بدأ يشعر باليأس والإحباط ، ويتخلى عن الفكرة كلها ، ويغرق نفسه فى عمله الروتينى البائس..
ثم فجأة ، وصلته تلك الدعوة..
وأنعشت الأمل فى صدره مرة أخرى..
إنها دعوة لحضور ندوة ثقافية ، وهذا يعنى أن المجتمع الثقافى قد اعترف به أخيراً..
شعر بنشوة عارمة مع الفكرة ، وطالع الدعوة الدعوة للمرة الأخيرة ، وقرأ اسم الفندق المدون بها ، ثم نهض يختار ثياباً ملائمة للندوة..
إنها ستقام فى فندق من فنادق خمسة النجوم ، وهذا يعنى أن عليه أن يرتدى أفضل ما لديه ، لذا فقد أخرج حلة الأفراح والمناسبات الخاصة ، وأرسلها إلى الكواء ، وانتقى قميصاً ناصع البياض ، ورباط عنق زاهى الألوان ، واقترض من صديق عمره ساعته الكبيرة الذهبية ، وحلق ذقنه ، وهذب شعره ، واستخدم أفضل عطر لديه..
كانت الأيام الأخيرة من الشهر ، ولم يتبق معه الكثير ، إلا أنه لم يكن ليجازف بركوب حافلة عامة ، حتى لا يتلف زيه ، لذا فقد جازف وركب سيارة من سيارات الأجرة ، تقاضى سائقها كل ما تبقى معه تقريباً ، ليوصله أمام باب الفندق مباشرة..
ولكن مظاهر الاستقبال عوضته عن كل هذا..
كانت هناك فتاة جميلة ، أعطته زهرة حمراء ، لمجرد أنه يحمل دعوة رسمية ، وقادته إلى صفوف متراصة من المقاعد ، وأجلسته فى منتصفها ، ثم منحته ابتسامة عذبة ، وغادرته لتستقبل الآخرين..
وعلى مقعده ، جلس هو منتعشاً ( منتعظاً ) ، يبحث عن أية إشارة إلى موضوع الندوة ، وعيناه تفتشان عن أية وجوه شهيرة بين روادها ، الذين راحوا يتوافدون واحداً بعد الآخر..
لم يكن هناك أى وجه مألوف بين الحضور ، الذين تزايد عددهم حتى بلغ المائتين تقريباً ، مما بدأ يشعره بالتوتر والعصبية ، خاصة وأن الوقت يمضى ، دون أن تبدأ الندوة ، ودون أن يعرف حتى ما هو موضوعها..
ثم وصلت كاميرات التليفزيون..
وعادت إليه النشوة..
المصورون انتشروا فى القاعة ، ووضعوا الكاميرات فى عدة أماكن وتصور هو وجهه على شاشة التليفزيون ، وانتشى أكثر وأكثر ، وخاصة عندما ظهرت تلك المذيعة الشهيرة ذات الوجه الجميل ، وبدت عصبية أكثر مما ينبغى ، وهو الذى اعتاد رؤيتها باسمة الثغر دوماً على الشاشة..
وبسرعة ظهر كاتب شهير ، يعتبره مثله الأعلى ، وهو فى الوقت ذاته رئيس تحرير مجلة كبرى ، أرسل إليها العديد من المقالات ، التى لم تنشر قط..
وتسارعت دقات قلبه ، وهو يرى كاتبه المفضل عن قرب ، وتمنى لو أمكنه أن يصافحه ، أو يلتقط صورة إلى جواره ..
وفور وصول الكاتب الشهير ، بدأت الندوة ، وأعلنت المذيعة الشهيرة ، وقد استعادت ابتسامتها العذبة ، وواجهت كاميرات التليفزيون..
عندئذ فقط علم هو موضوع الندوة..
وتبخرت نشوته..
وارتجف جسده بشدة..
فالندوة عن الكتاب الفاشلين ، الذين يرسلون مقالاتهم إلى الصحف والمجلات ، فلا تنشر لضعف مستواها ، أو ركاكة أسلوبها .. ولقد تمت دعوته ليمثل هذه الفئة..
لهذا لم تبد الوجوه مألوفة..
فكل الحاضرين مثله..
فاشلون..
انكمش فى مقعده بشدة ، وارتجفت كل خلية فى جسده ، وهو يحاول الاختباء من الكاميرات ، التى تجوس خلال الوجوه طوال الوقت ، والكاتب الكبير يتحدث..
ويتحدث..
ويتحدث..
ووسط حديث الكاتب الكبير ، وعلى الرغم من عدسات التصوير ، تسلل هو وسط المقاعد ، حتى بلغ مدخل القاعة..
وخرج..
أول ما فعله ، بعد أن غادر الندوة ، هو أن حل رباط عنقه ، وطواه بإهمال ، ودسه فى جيب سترته..
ثم ضحك..
ضحك من كل قلبه ، وهو يسير على قدميه ، ويداه فى جيبى سراويله ، متجها نحو موقف الحافلة العامة..
هذا كل ما تبقى له ..
أن يعود..
وأن ينسى..
إلى الأبد.

------------------------------------------------------
د. نبيل فاروق
سلسلة كوكتيل 2000 ـ العدد 43 ذلك اليوم وقصص أخرى




MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس