عرض مشاركة واحدة
قديم 28-08-20, 03:18 AM   #177

سيلينان
 
الصورة الرمزية سيلينان

? العضوٌ??? » 388542
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,266
?  مُ?إني » في حضن و دفء عائلتي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
الطيبة ليست غباء! .......... إنما هي نعمة فقدها الأغبياء!
افتراضي



***
بعد خروجهن من منزل لميس التزمن هن الثلاثة الصمت على الأقل في الدقائق العشر الأولى حتى قررت أجوان أن تكسر حاجز الصمت هذا بسؤالها المنهك
" ما اسم المستشفى عمتي؟"
" أي مستشفى؟" تساءلت مرزاقة بغباء
زفرت اجوان بنفاذ صبر:" الذي فيه علي يا عمتي "
تنهدت مرزاقة ثم ردت بوجوم:" خذينا للبيت ... لا يوجد أي مستشفى ؟"
أحست أجوان برأسها على وشك الأنفجار:" ماذا تعنين لا يوجد أي مشفى... ألن نذهب للإطمئنان على علي ؟"
في الخلف نكست مرزاقة رأسها بخزي :" قلت لكي لنعد للمنزل "
شددت أجوان قبضتها حول مقود السيارة وهتفت بحنق:" وعلي!"
" علي بخير لم يصب بأي حادث" صرخت بها مرزاقة
امتد الهدوء للحظات حواء تحدق لاظافرها بلا مبالاة بينما اجوان تضيق عينيها تحاول أن تفهم كلام عمتها المتشابك
" ماذا تعنين؟"
تنهدت مرزاقة بلا حيلة:" علي لم يصب بأي حادث ... أنا كذبت على حورية ... لقد رد على اتصالي... وقال إنه لن يحضر وامرني أن ألغي كل شيء وأن اخبرهم ... أخبرهم بأنه لن يتمم الزواج "
جحظت عينا أجوان بصدمة بينما تعالت ضحكات هستيرية من حواء .. ضحكات جلبت الدموع لعينيها والألم لأمعاءها بينما كانت مرزاقة تتميز غيظا منها
" اجوان اطلبي من اختك أن تغلق فمها وإلا والله لأذكرها بأيام زمان "
نهرت أجوان اختها عدة مرات لتصمت لكن حواء لم ترتدع بل ازدادت ضحكا
انقضت مرزاقة على كتف حواء تعضه بينما هذه الأخيرة تحاول الانفلات من بين براثنها
سارعت اجوان لصف السيارة على جانب الطريق ثم فكت حزام الامان واستدارت لتفض الشجار الدائر
هتفت حواء من بين ضحكاتها:" أبعدي عني عمتك المجنونة لقد خلعت كتفي من محله "
حدجتها أجوان بنظرة نارية:" تكلمي بأدب عن عمتك يا أختي "
ابتعدت مرزاقة اخيرا عن حواء تاركة إياها تتاوه بالم
ثم قالت بلهاث متشفي:" تستحقين مانالك من فمي أيتها الخبيثة "
ذبلت حواء عينيها السوداوتين وقالت بمسكنة:" حرام عليك ياعمتي الغالية... أنا خبيثة؟ .. والله جرحت قلبي الصغير بكلامك هذا ...سامحك الله "
" هششش! لو فتحت فمك مرة أخرى لاقتلع لحمك واطحنه بين ضروسي "
ردت حواء بسخرية:" والله فيك البركة... لكن دعي اقتلاع لحمي لوقت آخر وركزي على مصيبة ابنك الذي وضعك في موقف لا تحسدين عليه أمام الجماعة "
وسارعت لفتح باب السيارة قبل أن تنقض عليها مرزاقة مرة أخرى
هتفت أجوان باختها:" إلى أين أنت ذاهبة يا مجنونة "
ردت حواء باستمتاع:" أهرب بجلدي و...لحمي...لا يمكنني البقاء مع عمتك في مكان واحد خاصة بحالتها هذه... سلام"
تنهدت اجوان بلاحيلة بينما مرزاقة احست بانها مستنزفة القوى تماما
" لنعد للبيت يا حبيبتي "
أدارت اجوان مفتاح السيارة وغمغمت بخضوع:" حاضر "

***

" توقف هنا ! "
" لكننا لم نصل بعد للمقهى يا مدام " قالها سائق الاجرة الشيباني
" أعلم... أريدالتوقف هنا لقد اختنقت من رائحة عرقك "
شهق سائق الاجرة وبرطم بحنق:" ماهذه الوقاحة... فوق ما انا أقلك "
" من يسمعك يقول انك تقلي هكذا لوجه الله"
اوقف السائق سيارة الاجرة بغضب وقال وهو يغلي :" هيا انزلي ياقليلة الأدب وسليطة اللسان... ألم يعلمك والدك أن تحترمي من هم اكبر سنا منك "
ناولته حواء نقوده و تمتمت تكتم ضحكتها:" خذ... هذه نقودك والباقي اشتري به زجاجة عطر وإلا لن يركب معك احد مستقبلا وسيهرب كل زبائنك "
تفوه الرجل بسلسة من الشتائم البذيئة
لتقول حواء:" عيب ... عيب ياعمي فوق ما انا خائفة على رزقك ورزق احفادك "
ما إن
ترجلت حواء من سيارة الأجرة حتى ابتعد بها السائق بسرعة تاركا وراءه زوبعة غبار

أرسلت رسالة نصية قصيرة لآدم تخبره فيها أن يلقاها في الحديقة المقابلة للمقهى، ثم أعادت هاتفها لحقيبتها الصغيرة الفضية... لم تكلف نفسها عناء تغيير ملابسها... وبينما هي تتمشى تذكرت فعلة علي ... حقا لم تتوقع هكذا فعل من ابن عمتها المهذب... أفلتت ضحكة صغيرة من بين شفتيها وهي تتذكر وجه مرزاقة وقبلها وجه لميس الحزين... ابن عمتها ضربهم بقنبلة ثلاثية الأبعاد تحييه عليها... رغم أنه تأخر كثيرا في فعلها... المهم انه فعلها... هي لا تهتم بسعادته او تعاسته لكنها تمقت تحكمات العائلة وتدخلاتها وأكثر ما تمقته هو رضوخ الرجل وإفساده لعائلته... عمتها اخطأت بفرضها لقرارها على حساب سعادة ابنها وعلي اخطأ بقبوله لذاك القرار على حساب سعادته الزوجية
ما إن استفاقت حواء من شرودها حتى وجدت نفسها وسط الحديقة.. اختارت كرسيا خشبيا فارغا وجلست عليه تريح ظهرها.. أخذت تتطلع للمارة والذي كان عددهم قليلا وهذا أثار استغرابها ففي هذا الوقت من اليوم عادة تكون الحديقة مليئة بالعائلات والأطفال
فكرت حواء أن هذا احسن فليست في مزاج رائق لهرج الأطفال واكتظاظ الناس
مرت ببصرها بلا اهتمام على بائع الفشار وغزل البنات ثم فتى مراهق يبيع بالونات ملونة ومختلفة الأشكال فمراة ثلاثينية مع ابنها الصغير الباكي لتتوقف أخيرا على عجوز بدى عليه التعب الواضح وهو يجلس على صخرة صغيرة وامامه عربة خشبية مليئة بالأزهار... لو كانت أجوان هنا كانت ابتاعت منه على الأكيد ...بدى بائسا في جلسته تلك وكأن كل هموم الدنيا وقعت على كاهله ... ملابسه نظيفة لكن يبدو عليها القدم... حذاءه الاسود تحول لون باهت تحت جور السنين ... تأملت عربته البسيطة والجميلة في آن واحد... السلال المليئة بالازهار كانت منسقة بشكل رائع يبعث على الراحة والطمئنينة... عندما نهض العجوز سارعت بالإشاحة بنظرها بعيدا عنه... استمعت لصوت عجلات العربة يقترب من مجلسها... لم تنظر إليه مرة ثانية بل ادعت انشغالها بهاتفها ... لا تدري من أين أتى هذا التوتر الذي تشعر به ... شعرت بظل العربة يسقط عليها ثم رأت زهرة ذابلة وباهتة اللون لا حياة فيها تلقى في حجرها امسكتها بإصبعيها ثم رفعت عينيها الواسعتين نحو العجوز تنظر إليه بتساؤل
غمغم العجوز بصوت رخيم:" هذه لك ... خذيها "
ابتسمت حواء بسخرية ثم احنت رأسها قائلة :" شكرا لك ياعم ... لقد اخجلتني بكرمك "
تجاهل العجوز كلامها المبطن باستهزاء وراح يجر عربته بخطى ثقيلة مبتعدا عنها
صدح رنين هاتفها بأغنية 《كيل ذيز لوف 》 لفرقة 《بلاك بينك》 وضعت الهاتف على أذنها وقالت بنبرة نزقة :" أين أنت يا آدم ؟"
أتاها صوت آدم حادا وغاضبا:" بل أين أنت يا حواء لقد بحثت عنك في كل إنش من هذه الحديقة اللعينة "
ناغشته بصوت انثوي جذاب:" أنا بجانب شجرة "
سمعت حواءصوت لهاثه الحانق يصلها عبر سماعة الهاتف وكانت تستطيع تخيل حركته المعتادة منه حين يكون غاضبا ألا وهي تخليله لشعره باصابعه بعنف
" والله ساعدتني كثيرا.... بحق الله المكان مليء بالأشجار يا حواء كوني أكثر تحديدا ومنطقية "
أرادت أن تلعب على أعصابه قليلا فقالت :" حسنا ... دعني أرى ... امممم... توجد صخرة صغيرة "
هدر آدم بنفاذ صبر :" حوااااء!"
" حسنا... حسنا ..على مهلك لقد ثقبت طبلة أذني يا رجل " قالتها حواء بمهادنة ثم وصفت له مكانها بالتفصيل الممل
وماهي إلى دقائق حتى كان آدم واقفا أمامها ... تأملت ملابسه الشبابية والمكونة من بنطال جينز غامق اللون مع تي شيرت أسود فوقه جاكيت رمادية خفيفة بدى جذابا لعينها
انتظرته ليتفوه بأي شيء وعندنا لم يفعل بادرت هي بالقول بنبرة مرحة:" هل ستظل واقفا كالحطبة... أجلس... فرقبتي بدأت تؤلمني بالفعل وأنت لست قصيرا لحسن الحظ"
قوس آدم شفتيه بعدم رضا لكنه جلس دون أن يعلق وكتف ذراعيه أمام صدره العريض
دمدمت حواء دون النظر إليه :" ألازلت مستاءا... لقد كانت مجرد مزحة... ألديك حساسية ضد المزاح"
" نعم خاصة المزاح الثقيل و الذي ليس له طعم"
قوست حواء شفتيها المطليتين بأحمر شفاه مشمشي لامع وقالت بحزن مصطنع:" مقبولة منك "
تجاهل آدم كلامها وسأل وهو يلتقط الزهرة الذابلة من حجرها:" من أين لك بهذه "
اختطفتها حواء من يده بخفة ثم اجابت بعبوس :" إنها هدية من عجوز يبيع الأزهار "
"ومن بين كل تلك الأزهار الجميلة والفتية ولم يجد غير هذه الزهرة الهرمة ليهديك إياها "
لا تدري حواء لما أزعجتها كلمات آدم ولا تدري من أين أتتها الشراسة لتدافع باستماتة عن هذه الزهرة :" لابد وانه رأى تميزي فاراد أن يعكسه بهذه الزهرة "
اطلق آدم ضحكة ساخرة :" أنا متأكد من ذلك "
ثم سكتا... هما الأثنين سكتا فجأة.. كل شارد في عالمه... آدم يفكر في خطيئتها السادسة والتي يعرفها ولا يريد سماعها منها... لم يكن سيأتي اليوم خاصة بعد الأحلام المزعجة التي بدأت ترواده في الآونة الأخيرة ... تامل المرأة الجالسة بجانبه... هذه الأحاسيس الغريبة والجديدة عليه بدأت تؤرقه فعلا... لا يحتمل أخطاءها التي تجاهر بفعلها بكل وقاحة... كما لا يحتمل حقيقة كونها زوجة لرجل آخر في حين أن كل مايحسه اتجاهها هو أنها تخصه وهذه الفكرة في حد ذاتها تعتبر سخيفة كثيرا إلا أنه لا يستطيع إقصاءها من فؤاده مهما حاول ... إنه يكن مشاعرا لهذه المرأة رغم كل عيوبها وثغراتها هو آدم ... فقط آدم يكن لها مشاعرا قوية ... وفكرة أنها متزوجة تقتله في الصميم ولسخرية القدر لم تكن متزوجة فقط بل متزوجة مع وجود عشيق موضوع على الرف .... هذا إذا اقتصر الأمر على واحد
" أظنك تعلم خطيئتي السادسة "


انتهى


سيلينان غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الحالية : أغلى من الياقوت .
الجزء الأول من سلسلة أحجار كريمة .









رد مع اقتباس