عرض مشاركة واحدة
قديم 19-09-21, 09:12 AM   #5

سميرة زكريا بلقب (سمر)

? العضوٌ??? » 491612
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 12
?  نُقآطِيْ » سميرة زكريا بلقب (سمر) is on a distinguished road
افتراضي

حياكم الله .. معكم الفصل الرابع ، ستكون هنالك مفاجئة صادمة وكذلك محزنة !!






الفصل الرابع :"

طنطنات جرس المدرسة جعلت سربا من الأطفال يركضون نحو البوابة ويزدحمون بضراوة .. اصطدم أحد الأطفال بالمعلمة التي كانت تجمع أغراضها فوقع كل ماكان في يدها على الأرض فقالت بنفاذ صبر : " بهدوء بهدوء لم كل هذا الإستعجال؟؟ " ضحك الصغير عليها بخجل واستمر بالجري بعيدا .. ورائد يستعد للسباق على قدم وساق فوق أعتاب المدرسة حيث تشرق الشمس وتصدح في وسط النهار في حين تتسابق الطيور وتطنب أجنحتها الناعمة لتحلق في الفضاء الواسع في مملكتها الخلابة طالبة قوت يومها بصبر واجتهاد .. يركضون بسرعة وسعادة .. أصوات ضحكاتهم الآسرة تبهج النفوس .. هم لايستطيعون العيش بغناء ورخاء .. لكن حياتهم لذة ورغد .. كالقطط ترضى بأي شيء دون تذمر .. فمهما آذت أقدامهم الحجارة الصلبة فكأنها ورد اعتادوا السير عليه .. يتعثرون ويعيدون النهوض ويستمرون فوقعة على الأرض خير من سقطة من على شفا الوادي الشطب حيث هناك الموت المحتم..! تحلق الطيور حول الشمس معلنة التزام النشاط وتبعث أشعتها الذهبية الى تلك الزهور حتى أتت نسمة عليلة جعلت من الملابس المعلقة على الحبال تتحرك وتلتطقط من الأزهار عبقها الجميل وتنشرها في الأرجاء كساع البريد .. والنساء يجلسن يستنشقن الهواء النقي ويعملن في المنازل وبعضهم كان يخبز الخبز فتهرب رائحة لذيذة من التنور لتجذب الجائعين والجامعين .. تعثر أحد الأولاد على غصن شجرة يابسة تماما فأخرج آهات الألم والإنزعاج بسبب خسارته النكراء فتجمع الأطفال حوله يصفقون وينشدون بسخرية : " فآاااشل..فآااشل.. ههههه " رفع يده عليهم بتهديد وسخط فهرولوا بهرب وعندما اسجتمع وقوفه ولحق بهم التفت اليه أحدهم وأخرج له لسانه محركا إياه بعشوائية وطريقة استفزازية جعلت من رأس الفتى أمامه كقدر على ألسنة النيران فأخذ قبضة من الطين وكورها باحترافية ورماها .. لوكان يعلم أنه ليس بماهر في الرمي فقد أصاب أحد الملابس المغسولة للتو فتلطخت بالطين والأوساخ فخرجت امرأة عجوز ترتدي فوق رأسها منشفة وردية تستر شعرها الأبيض الذي كسته الشيبة وتخفي تحت نباتات شعرها تجربتها في الحياة .. صرخت عليهم بغضب وأمسكت بملعقة طبخ كبيرة وبدأت تلاحق الفتى فعلت أصواتهم من الضحك والإستهزاء فهو يزيدها غيظا وياله من متبجح .. عجوز لاتستطيع أن تمشي أسرع من طفل له من العمر سنة ونصف وتكاد تسقط وهو بكل مهارة يستعرض أمامها شبابه ويركض بأسرع ماعنده .. يركض الأولاد وراء المتسابقين يشجعون ويترقبون الفائز فيهم وبعضهم يستعرض قوته أمام البنات ويحاول جذب انتباههن فقد كن جميلات ولطيفات للغاية .. ماهي الا بضع أمتار ويحاول رائد بكل جهده الوصول والفوز لكن إرهاق جسده مانعه وطرد النشاط .. صاح الأولاد بفرح وصفقوا بحرارة وليس هم فقط بل حتى بعض الرجال من فوق الشرف صفقوا معهم وفرحوا لفرحهم .. مع محاولات رائد بالفوز الا أنه لم يكن الفائز هذه المرة .. أطلق أحدهم عليه لقب : ( السلـحفاة ) لم يزعج رائد هذا التعليق بل على العكس استمر بالضحك معهم بكل ارتياحية وسرور .. أيامهم لطيفة كزهرة التفاح جميلة ورائعة .. تمر أيام رهيبة كالإختناق وتمر أيام حلوة كالعسل .. هذه هي الحياة .. يوم لك ويوم عليك وقد يكون لك .. على الإنسان أن يتفهم ويتقبل سنن الله في الكون .. فهي اسمها دنيا وقانونها كما تدين تدان وأسلم تسلم .. هي ليست الحياة على الإطلاق!.فالحياة تكمن في الآخرة فهناك حياة بلا موت ورغد بلا انقطاع .. والحظ قسمة بين البشر .. فليس كل غني سعيد وليس كل فقير سعيد .. انما مفتاح السعادة في القناعة .. فإن كنت غنيا بلا قناعة فلن يكفيك مال الدنيا كلها .. وان كنت فقيرا فستتشائم بكل صغيرة وكبيرة .. فالقناعة قانون السعادة والقناعة تحتاج الى صبر والصبر يحتاج الى دعاء ثم همة .. ليس من ضمن قوانين البشرية أن أقول لا لكل شيء وليس نعم لكل شيء .. علت إبتساماتهم لأمد بسيط حتى تلاشت الإبتسامة من وجه رائد كما تغيب الشمس خلف السحب .. فجأة كادت ضربات قلبه المتسارعة أن تتوقف .. يالها من مفاجئة ..! ألم استولى على صدره .. وجف حلقه تماما في لحظات معدودة .. ليته لم يكن قبل أن يرى مارأى ويسمع ماسمع .. لم تطرف عينه نهائيا! شعر كأن سهما أصابه في عقله وقلبه! ماذا يريدون أكثر من ذلك؟ كم من السهام سيلقونها في قلوبنا بعد ذلك؟ .. شعر بأن قدميه تهددانه بالسقوط فلن تتحمل أكثر! يريد أن يبكي ليخرج مافيه من الأحزان لكنه يخاف من جفافها فقد بكى كثيرا وقد أرهقت .. صرخات متتالية ويشعر مع كل صرخة أنه يتراجع خطوة بعد خطوة حتى يقع ! يصرخ الرجل الروسي بقسوة وزمجرة ويخرج أسوأ الكلمات وأقبح الشتائم ومما هو في النفس ضيق تهديده بأخذ أخته سناء! .. حدج رائد في لحظة صامتةٍ عن الإعتراض وصنمه في مكانه بإهانته قائلا باللغة البريطانية : " قذرون وحثالة!! ".. ولم يتخيل رائد قدر وقاحته عندما ركب سيارته التي شاهدوها في طريقهم بعد أن فعل مافعل وبدون أي اعتذار أو شفقة! اقترب بضع خطوات ثقيلة الى الأمام .. لم يتحمل مشهد البيت .. أمه مستلقية على الأرض تدرف الدموع كما الغيوم حين تمطر المطر وفي يدها نسيج من خيوط برتقاليه نوت بها صنع وشاح لسناء ابنتها الصغيرة عل ثلج الشتاء يخف عن كتفيها ويقيها لذعة السقيع .. ثوب عبائتها الطويلة مبعثرة أطارفها تشدها أخته سناء وتغطي جسدها به من الخوف! أخذت والدته شهقة قوية امتد بعدها صوت بكاء يمزق روح والده الذي يحتضن رأسها ويغطي وجهها بذراعيه ولم يرفع رأسه إطلاقا منذ اللحظة فلعله يخفي دموعه الحزينة .. وأخته الشابة تأخذ على عاتقها سباب وشتام ذلك الروسي بازدراء وخَسف.! بلع ريقه باضطراب واقترب أكثر فشعرت أمه بصوت أقدامه فرفعت رأسها ونظرت إليه بعيون منتفخة وخدود اغتسلت بالدموع ووجه شاحب .. تنهد عثمان وكل ذرة خرجت من فمه تحمل فوقها هماً في دنياه لقد كان سبب كل ذلك! لقد أودى بحياة ابنته الى الجحيم!!..عادت ذكرياته الى ما قبل سنوات عندما هم بالخروج الى انجلترا .. في ذلك الأوان لم يكن ليملك القدر الكافي من المال للسفر خارج هذه البلاد التي لم تدع الحرب لها وقتا للتنفس! ولم يتوقع أن يغريه الروسي الجشع بقرض كبير وهو يرتدي قناع ابتسامة ماكرة جعلت من والد رائد لعبة بين يديه في دقائق كتخديره فكريا .. بصمت أنامله على عقد رهن بأحد أولاده الم يتمكن من سداد المبلغ في الوقت المحدد! .. كُتم الأمر لسنوات طويلة لكن ماكان للأمر أن يبقى في سبيل حاله.! لم تعلم والدة رائد شيماء بأي شيء عن القرض وعن عدم قدرة هذا الروسي على الإنجاب وأن الناس يعيرونه بهذا المرض ولايتحمل سخريتهم .. ولا حتى عن الرهان وعن ماذا يعني لزوجها الذي تحمّل عبئ الكتمان كمن يقبض على جمر ويبتسم!..صرف بصره عن الجميع فليس لديه طاقة تحمل لتلاقط الأبصار والمفاهيم لكن بقيت أنظار زوجته تحدق به فلم تجد جوابا واضحا فأعادت شيماء رأسها في حضنه وأجهشت في بكاء حاد يثير الألم وكأنها تندب حظها السيء .. ركض نحو أمه وفتح ذراعيه ليحتضنها لكنه تفاجئ بسناء تركض اليه وتضمه بدلاً من أمه وكأنها وجدت ملجأ تحتمي فيه أخيرا..! جلس بحزن وربت على شعرها الناعم والطويل كأمواج البحر وشلالات الجزر يتكافت على أكتافها بانسدال .. كم كانت تشبه عمته الجميلة والمختلفة مظهرياً عن العائلة .. عيناها تشتهي الطيور السباحة فيهما فلا فرق بينها وبين مشهد السماء الصافية بينما بقيت نوارق النجوم تتلألئ رغم أنه قد حان وقت سفرها ، وأسوار عيونها الرمشية الطويلة تعكس أنوثة هيمنت على الفن والجمال .. لاحظ دمعة سارت بيأس على خديها الناعمين وقد غسلتهما من التراب بسبب اللعب والهواء .. تنهد حزيناً مع أنه لم يفهم من الأمر سوى أن هناك فردا ما سيذهب دونما مقابل كبضاعة بخسة أو علبة سجار .. مسح دمعتها الوحيدة كنجمة بلا قمر أو نجوم بإبهامه ثم أمسك بكفها وساعدها على النهوض ومشى بها عدة خطوات ثم آسرع بالجري .. صاحت به سناء وهي تلتقط أنفاسها : " الى أين يارائد؟..الى أين؟ ياإلهي أصبحنا بعيدين.."... بعد حوالي خمسة عشرة دقيقة بعد أن ابتعد كثيرا توقف متكئا على ركبتيه ثم حاول استعادة دورة أنفاسه وجرايان الدم في عروقه .. شعر بملمس يديها البطيئ وهي تترك يده بنظرات متوسعة ومذهولة .. فتحت فمها لتصف روعة المكان لكن مامن كلمة مناسبةٍ ينطقها لسانها .. كانت الأشجار متطرفة على أسوار النهر الكبير .. وتتطفو ورود الأقحوان والنرجس على مقربة من العشب الأخضر .. رمال ذهبية براقة تأتي مع غروب الشمس على سطح المياه .. لون ارجواني مائل الى الزرقة حول الشمس التي شارفت على الانصراف لتستقبل السماء بتأهب دور القمر وفرقته اللامعة .. تتحرك الورود بترحيب والعطور الزكية تتوالى عليهم بينما تغازل النسمات شعرها الكستنائي كخيوط من ذهب تحت شمس الغروب فيتناثر مع سيريه حول الأمكان فماكان منها سوى النشيد بحرية .. تخرج الكلمات كالجواهر من شفتيها فهزت الرياح الأوراق للحظة ووقفت بعض العصافير فوق أغصان على مقربة منها وعزفت بجانبها مقطوعة من أجمل الألحان على الإطلاق .. توقفت عن النشيد ونظرت الى رائد .. هذا ماكان يريده رائد بحق! أن تبتعد عن ذلك المكان البئيس بعض الوقت فعلى الأقل حتى لايؤثر عليها أو بصيغة أخرى هو من أراد الإبتعاد فلن يتحمل فؤاده رؤية أمه تبكي وإلا فإنه سيشاركها البكاء ولايريد ذلك أمام زملائه .. أمالت بشفتها السفلية بغيظ قائلة : " خائن!.. كيف تعرف هذا المكان الرائع دون أن تخبرني؟ يالها من طبيعة ساحرة! ".. ضحك مشيرا الى شجرة بعيدة ورائها بيت ريفي ضخم سقفه ملون بالأحمر وجداره أبيض يميل في لونه للأصفر كالجبن الفرنسي وفي البقع الأخرى يبدو تصميمه تصميما قديما كتصميم بيوت جبال الألب وقال: " لكن هنا يكمن عملي انظري .. هنا بيت الرجل العجوز الذي حدثتكم عنه..وأنا آتي الى هنا كل مرة لآخذ له الماء ليس لدي وقت للتسكع مع البنات! " عقدت حاجبيها بغضب ثم رفعت احدهما وأشارت الى نفسها : " حتى أنا؟! " ضرب كتفها بسخرية وقال : " لابكل تأكيد آنتي مميزة ههه ".. أزهار أليستروميريا تحضن بعضها وتتكئ على الأسوار البيضاء وقطرات ندى الشتاء على منحدرات آوراقها الوردية .. اقتطف خمسة من ورود الأيستروميريا ثم وضع يده على صدره وثنى على الآرض مقدما لها الورود بهيئة الأمراء : " تفضلي ياأميرة!.. " فهمت مقصوده وقلدته في حركاته قائلة : " أشكرلك لطفك أيها الأمير.. هههه" افترّ ضاحكاً بسعادة .. جلس على الأرض وعكف قدميه ثم جعل جزءا منهما على النهر فجلست سناء وفعلت مثله وفي كل خطوة تنظر الى قدميه حتى تقلده تماما .. تبسم لها بإشراق ثم خزر الى الماء وسأل : " أختي " فأصدرت صوتا من حنجرتها كنعم؟ فقال : " لماذا كنتي تبكين؟ من كان سبب بكائك؟أخبريني لأحطم رأسه! " تطلعت اليه وحاجبيها مرفوعان وتتكئ على ذراعيها وكأنها أميرة تنظر الى فارسها بغرور وفخر : " وإذا قلت لك فهل ستحطم رأسه حقّاً؟! " أومأ لها بإيجاب فابتسمت وهي تمسح على ركبتيها وساقيها بخجل ورقة : " لأن أمي كانت تبكي..أنا بكيت! " ابتسم بمرارة وحزن فاق صدره يالها من صغيرة .. صغيرة وبريئة! إنها لاتعلم ماذا تخبئ الأيام ومايدور حولها بعد!. إنها فقط لاتدرك كم الناس شرسون! وأن ليست جميع القلوب نظيفة وطيبة .. سقطت دمعة حارة من عينيه دون أن يشعر فنظرت إليه بتعجب ثم اقتربت منه ومسحت دمعته بإبهامها الصغير قائلة : " لماذا تبكي؟ من الذي تجرأ أن يبكيك فأحطم رأسه! " ابتسامة حزنٍ اكتست الألم وحكايا أيامه تتوالى عليه ومن حزنه وضع يده خلف رأسها عند موضع اسناد الرأس في الوسادة ثم احتضنها بكل حنان وأخوة وأدرف الدموع حتى لاتنظر اليه وهو يبكي كالنساء فتضحك عليه وتسخر منه .. ابتسمت له من خلف ظهره كأنه يراها وضمته هي الأخرى بحب ووئام تملأها السعادة...مرت عليهما الدقائق دون أن ينتبها .. صوت أنفاسها المتناسقة جعله ينتبه الى أنها قد نامت أخيرا وأنا السماء قد استقبلت القمر وعليهما العودة .. حملها على ظهره رغم ثقلها ومشى الى الأمام نحو بيته .. كان الجو بارداً والسماء تملأها الغيوم التي حجبت نصف القمر .. لايوجد أي صوت غريب سوى صوت تحطم الأشواك تحت أقدامه لم يكن الشارع بعيدا لدرجة كبيرة .. عمود ضوء واحد في الطريق .. يأتي الضوء ويعود ليختفي .. أولئك السكار غير متواجدين على الرصف والشوارع المعتمة ولاحتى أصوات البكاء والشجار الدائم من خلف المنازل .. الستائر الممزقة تتحرك مع تحرك الهواء البارد .. اختفى ضوء عمود الكهرباء ولم يعد ثانية .. اقشعر جسده فجأة من الخوف.!. إنه لوحده في هذا المكان الواسع والمعتم يحمل فتاة صغيرة .. ظلال بعض الأشجار مخيفة المظهرجعلت مخيلته تسبح في الأحلام هل ستظهر الأشباح من داخل الأغصان والأشجار؟ أم من المنحدرات وبعض المنازل المهجورة؟..!! صمت لفترة ثم همس بخوف وارتجاف : " أمي ".. وفي تلك الأثناء رائد رأى ضوئين ثنائيين يقتربان بسرعة كبيرة ولطفولة عقله لم يستطع أن يتخيلها سوى عيني وحش مخيف ذو نوايا مؤلمة كأن الدنيا فجأة قد تغيرت فصرخ بأقصى مايستطيع وكأن الصراخ سيلقي له بحبل النجاة : " النجدة!!! " لم يكن يعلم أن هذه آخر لحظات حياته في هذه المحطة من الدنيا .. دقات قلبه تسارعت وأصبحت أسرع من القطار أوراق الأشجار تناثرت فوق رأسه مع صرخته المدوية! في حين انسفح وانهلّ الدم بتدفق وتلطخت الأوراق الخضراء بالمادة الحمراء .. وتناثرت خرزات فستان سناء وتساقط الورود من بين كفيها لتصبح تحت عجلات السيارة وتبتل بالدماء .. لحظات معدودة قلبت حياته رأسا على عقب!. ودمرت طفولته ووضعت حدا لأيامه .. لم تنل الرحمة قلوبهم بل لم تتحرك أو تهتز مشاعرهم قط.!! ومع آخر حرف توقف الصوت!.. توقف صوته عن الخروج! وكانت آخر كلمة يقولها في طفولته!! لم يعد يرى شيئا! انه يسبح في سماء من ظلام .. أنامله وأطرافه لاتتحرك..! جسده لايستجيب له ولايطيعه .. أنه لايشعر بأي شيء .. ولم يخطر بباله سوى والدته وفي نفسه تتردد كلماته (:" أمي! إنني مشتاق إليك! شفتاي! إنهما لاتتحركان...! أبي أمي! ") توقف عن التفكير آو النداء بصوت داخلي فحتى عقله المتعب لايستجيب!!!!




ماذا جرى لهما ؟؟
ومن قام بذلك ؟.
وماذا سيحدث لبطلنا رائد وعائلته ؟!

انتظرونا في الفصل القادم ان شاء الله !


سميرة زكريا بلقب (سمر) غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس