عرض مشاركة واحدة
قديم 20-09-21, 07:50 PM   #7

سميرة زكريا بلقب (سمر)

? العضوٌ??? » 491612
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 12
?  نُقآطِيْ » سميرة زكريا بلقب (سمر) is on a distinguished road
افتراضي

الفصل السادس :"
صعد الى حيث يجلس السيد جون في المكتب يحتسي كوب القهوة تركية البن ويطالع آهم ملفات الإستقبال .. قال الطبيب : " هل هذا مفيد؟ " عقد حاجبيه وهو يتفحص المعلومات بشكل دقيق .. رفع رأسه وتحدث قائلا : " من اين لك بها؟ " أجاب : " حدث ووجدتها! " تقبل الأمر وقال : " حسناً لابأس جيد جداً أشكرك دكتور على المساعدة..لقد أصبح الامر أكثر سهولة.." لم يجب ولم يبدِ تعليقا فأكمل :" متى من الممكن ان يستغني عن المستشفى؟.." رفع عدسة بصره بنظرة باردة وأجاب بعد فترة : " ﷲ أعلم ليس بإمكاننا ان جزم على شيء لكن ربما حوالي خمسة أو ستة أشهر وسيكون بحالة طبيعية ان شاء الله.. هل من الممكن ان تجد له مسكناً وعملاً مناسبا ؟ " حرك جزءاً من شفتيه بتفكير : " لاأدري لكن علينا اولاً أن نعرف ما يجيد فعله.. "
.*~~~~~~°°°~~~~~~*
التقت xxxxب مسرح الساعة على سطح استعراض الوقت لتصدرا صوتا ثنائيا معلنتان عن اجتماع النجوم وانتشارها وقمرها نصفي المنزلة على سواد السماء وغلاف الأرض! .. تتأرجح الأسئلة والحوارات في باطن عقله الوحيد .. أسئلة وحوارات لاتنتهي وتستمر ولم يعد بإمكانه تصديق أي شيء .. همس بداخله جملة ندم على طرحها لأنها أخذته في دستور من اسئلة واستنتاجات اخرى بعيدة المنطق .. انه لايشعر برغبة في استيعاد ذاكرته فاجزائه تركض هاربة من ماضٍ بائس ومن المؤلم عودتها لذا تغاضت عن النظر لما تخاف .. مر ممرض أمام غرفته يتفحص امورهم ويرعى احتياجاتهم الخاصة .. طرح ظله الطويل ناحية غرفة رائد .. صرير فتح الباب كان هادئا يكاد يسمع لكن الهدوء المحيط بالمكان جعل من صوته عاليا بعض الشيء وقف أمامه ملقيا نظرة عامة على المكان ثم ابتسم : " أراك مستيقظا حتى الآن! " بالكاد رائد استطاع ان يبتسم بعفوية قائلا في نفسه :" ألا تكفي ثلاثة عشر سنة كلها في النوم؟ " اقترب منه أكثر وسأل : " هل تحتاج إلى شيء لو سمحت؟.. هل تريد بعض الماء؟ " أومأ له بعينيه إيجاباً فرد : " الآن سيصلك إذاً " أمسك بهاتفه وأرسل رسالة إلى احدى الممرضات بجلب قليل من الماء فأوجبته بعبارات مملوئة بالأحاسيس والمشاعر فلم تكن سوى مخطوبته منذ شهر لاأكثر ... دقائق وكان كأس الماء في يد الممرض يساعد رائد على شربه .. الممرض :" هل تشعر بالجوع؟ " لم يومئ له بشيء فتنهد وقال : " إذاً في حال احتجت الى شيء رجاءً اضغط هذا الزر الذي هو الآن تحت اصبعك مباشرة وأعتقد أن اطباء القسم دربوك على ضغطه وسآستي فوراً لمساعدتك وهذا من دواع سروري.." وة حمل هاتفه وغادر .. التفت رائد نحو الأمام محاولا اقناع نفسه بالنوم....
*~~~~~~°°°~~~~~~*
مرّ أسبوعٌ واحد منذ أن استيقظ رائد حتى الآن وهاهو ذا قد أتقن طريقة إمساك الملعقة وتناول الطعام بنفسه دون أي مساعدة فلقد ذكر الأطباء المختصون أن فقدانه للذاكرة الداخلية لم تكن شديدة وهذا جيد بالنسبة له .. تبسم السيد جون ناظراً إلى رائد ثم امسك ببطاقة هوية وبعض الأوراق ومدها إليه قائلاً : " انظر! " تهلهل مكملاً : " هذه هويتك وأوراقك الخاصة في المحكمة وشهادة دخولك إلى المستشفى ونحن ننتظر شفائك ان شاء الله لنعطيك شهادة تصريح .." اعتلته دهشة عارمة فور معرفته بأنه عربي فِلسطيني!..فإن كان فلسطينيا فمالذي جاء به الى بريطانيا؟ .. تنهد بحيرة واستغراب مما يجري ويحدث! رافعاً نظره محدقا في وجه المحامي جون فقال : " رائد عثمان خليل هذا اسمك الثلاثي..يبدو مناسباً صحيح؟؟ " لم يتحدث فهو يزال لايتقن الكلام فاكمل مستنتجا : " وجدنا هذه المعلومات مع الدكتر صادق..ان عائلتك........." يقاطع جهره همسٌ من صادق والذي غير ملامحه للإرتباك والتوتر .. همهم جون وقد اشاح بوجهه عن الدكتور بينما اشتدت حدة مطلته على جون ثم نادى :" سيد جون! أتمنى حضورك على عجلة الى مكتبي الخاص فلدي ماأقوله .." عض طرف شفتيه بسخط وهو ينهض يتبعه نحو مكتبه كما طُلب بتأهب! .. لم يعر رائد اهتماما بالغاً فهم يبدون غريبي الاطوار الا ان الأمر يجول في باله ويحيك المزيد من الافكار الغريبة التي لاطالما واجهته! .. كانت الممرضات والطبيبات يضحكن بصوت عالٍ في الردهة أمام باب غرفته مماسبب الإزعاج لكثير من المرضى .. علّ بعض هذه الرياح تبعثر الضباب الذي يكتسي شعوره وحياته انه حتى الآن لايدرك مايشعر به بالضبط! .. نطق بسرعة وبدون وعيٍ منه بصوت صخب متضايق! : " غادروا حالاً!! " نال الفرح قلبه وفي لحظة كأنه سيطير ويرقص امامه!! لقد نطق أخيراً!! فلقد اعتقد لحين انه ربما يحتاج لشهرٍ على الأقل ليتقن بعض الكلمات .. عاود المحاولة لكن بدون جدوى فهو لم يفلح بالمحاولة بعدها ولو لمرة واحدة.! ابتعد ثلاثتهم عن مدخل غرفته باستغراب من حالته النفسية المفاجئة ففي نظرهم لاشيء يدعوا إلى الغضب ثم الفرح في آنٍ واحد! ...
*~~~~°°~~~~*
ضرب الدكتور المنضدة التي كانت أمامه بفنجانه اضطرابا من الحنق وعيناه متلاقطتان مع عيني جون البنية : " اذاً لماذا؟؟ " تفاجئ جون ورد الأخير : " تسألني لماذا؟..عفواً لكن انا من يجب ان يسألك لماذا! مالذي يدفعنا لإخفاء امرٍ كهذا عنه!؟ " عقد الدكتور حاجبيه وقال بين اسنانه : " هذا كان طلب والديه ماذا دهاك؟؟ ثم من يدري انهم لايزالون على قيد الحياة؟! جون أرجوك ابقَ هادئا ولو قليلا سوف احاول أن أتدبر الأمر..! " أصبح ممتقعاً لوجهه فلم يعجبه أيٌّ مما قيل فتنهد الدكتور مطبطبا على كتفه الأيسر وقال :" جون ارجوك..هذا لمصلحته! " ادار ظهره بتجاهل وغضب مكتوم ثم رشح :" الى لقاء قريب " فعلها حتى لايتلكم كلاماً دون معنى فقد تناقشا كثيراً في هذا الموضوع .. ضغط على اصابعه محاولا تهدئة نفسه فقد كاد مجهود اعماله أن يطير بلا اجنحة في لحظة جهل جون بما يتفوّهه الا أن قلبه ينبع بالطيبة ويجزع من المشاكل! .. جلس الدكتور وقد احتسى رشفة من قهوته الملاصقة لأنامل كفه .. هزت الرياح اوراق الشجر حتى تطايرت أمام النافذة الزجاجية لتصل نغمات الإتصال الى مسامعه في لحظة شروده الهادئ .. رفع السماعات قائلا : " مرحباً! هنا المكتب الرئيسي لمستشــ....." صعق ذهنه من صوت لم يكد ليذكره منذ ان سمع صداه قبل ثلاثة عشر سنة! .. كان صوته كالفحيح فهذا آخر ماكان يتوقع! فمن آذى مرة لتحقيق أهدافه سيؤذي كرة لكن عبثاً ضميراً يكافح ويكابد!...........


سميرة زكريا بلقب (سمر) غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس