عرض مشاركة واحدة
قديم 25-09-21, 12:56 AM   #9

سميرة زكريا بلقب (سمر)

? العضوٌ??? » 491612
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 12
?  نُقآطِيْ » سميرة زكريا بلقب (سمر) is on a distinguished road
افتراضي

*الفصل الثامن* :"





تمضي الأيّام كأنما ليس لها عودة وتنقضي الأعمار كأنها يوم فيه قصرٌ من الوقت .. وتلتف xxxxب الساعة كانها لن تتوقف ..
شهورٌ أصبحت في طيّ الذكريات ولحظاتٌ لايعرف حالها من الم لابتسامةالإشراق فدوام الحال من المحال .. فكم من ميعاد حقق المستحيل وكم من صدفة كانت خيراً من ألف ميعاد ..

طُرق الباب لعدة مرات حتى أذن بالدخول فرفع بصره الى جون والذي كان الفرح قد ظهر في قسمات وجهه ..
ابتسم رائد بعفوية لينطق بعد محاولة :" مرحـباًسسيد جونـن! "
استبان الفرح على جون وجلس بدوره على حافة السرير ليقول
:" رائع! انت تستطيع الكلام إذاً! "
>>:" أأجـل .. الـحـمد للّه "
ابتعد عنه قليلاً بعدها أردف :" سعيد جداً لأجلك..هذا رابع شهر لك في المسشفى لقد تعلمت بسرعة! هذا مبهر "
التفت ناحية قدميه ثم تابع :" هل تستطيع السير أيضاً؟ "
ردت عليه الطبيبة جوانا :" خطوات قليلة لكن بشكل بطيء وغير متزن..نأمل أن يشفى بسرعة "
عقص حاجبيه :" أعتقد انني سألت رائد.."
تطلعت اليه بانزعاج ثم مسحت المنضدة بجانب السرير فأكمل :" اتمنى لك الشفاء العاجل لقد جئت لأطمئن عليك هل تريد شيئاً؟ "
هز رأسه بالنفي :" أشـشكرك .."
استند على ركبته قائلاً :" الى اللقاء " ثم غادر خارجاً ..

في مكتب الدكتور صادق كان الطبيب يسند رأسه على زجاج المكتب ويلف اوجه بذراعه وهو يتلوّى بين النوم والوعي ..
في تلك الغرفة الهادئة اخترق قوانين راحتها صوت الهاتف النقال حالما رنّ منادياً صاحبه ..
امسك به دون أن يراه ولازال على وضعية جلوسه ففصل الخط وعاد للنوم ثانية متمنيا الاسترخاء والراحة ..
لم يقدروا أهمية الهدوء عنده فعاودوا الإتصال مرة أخرى وكأن مهمتهم الوحيدة هي إيقاظه من النوم ..
أمسك به بعنف وفتح الخط باستعداد للتأنيب فقاطعه الصوت الذي كره سماعه .. :" اووه مرحباً دكتور منذ زمن لم نسمع صوتك الجميل! "
رفع رأسه وقال بكسل :" يكفي ماذا تريد؟ "
ضحك باستهزاء ألايجيد إلا الضحك والسخرية؟ :" لماذا تتحدث بجفاءٍ هكذا كن بشوشاً وسألني عن حالى على الأقل ولو لمرة واحدة! "
اتكأ على قبضة يده وأغمض عينيه :" لاأسألك ولاتسألني أجب باختصار فلن أكرر كلامي! "
رد بسخط :" انت حر افعل ماتشاء..يبدو لي أن هناك أخباراً جديدة فلما لم تخبرني بها حتى الآن؟ "
>>:" ومن أنت لأخبرك بها؟ كفّ عن هذا الهراء "
تباخرت آثار الدخان من فمه عندما أخرج لفافة السيجار :" متآكد أنه لم يحصل أي شيء؟ "
>>:" سواء حدث أو لم يحدث لاعلاقة لأحد بالأمر! "
قهقه قائلاً بصوت خافت :" سنرى اذاً..وستندم! "
ثم الغى متابعة الخط .. نظر صادق الى الهاتف باستهزاء ليحركه مستحقراً ويرميه مكانه ويعود للنوم وهو يقول :" امعة مزعج! "
لم يفهم مقصود الرّوسي انه قد علم الحدث! .. بعد دقيقة طرق جون الباب فلم يجد اجابة ..
ثم طرق ثانية فلم يجد اي رد منه ففتح الباب بهدوء ودخل الى الغرفة ..
همهم ولم ينظر اليه مطلقًا منذ أن دخل :" مرحبـاً دكتور صادق .."
وأيضاً لم يجد ردًّا :" هل ترغب بشرب أي شيء قبل ان نتحدث؟ "
شعر بأن رأسه ثقيل جدا وهو يرفعه والأرق والنعاس واضح على عينيه :" لاأريد شيئا فقط اتركوني قليلاً "
>>:" وهل كنت نائما؟ "
ضحكة خافتة نالت منه فلقد غط في النوم قبل أن يكمل كلامه مع جون! خرج من الغرفة حتى لايكون مصدراً للإزعاج متوجهاً خارج المستشفى ليكمل الأمر وحده ..!
صعد سيارة أجرة استوقفها على الرصيف واعطى للسائق العنوان المطلوب .. خلال عشرين دقيقة كان قد وصل الى وجهته ! دخل الى سوق المدينة اذ كانت جميع انواع المتاجر محصورةً هناك مما يجذب السياح إليها ..
تجول برهةً من الزمن ..
الاطفال بعضهم من يبيع البيض والزهور ومتاجر رائعة مليئة بالملابس الثمينة والعطور الفخمة ومتاجر لبيع الغذاء والأدوات المنزلية ولاتوجد شقة واحدة في تلك المنطقة السياحية والتجارية ..
الضجيج يملئُ المكان ونداءات التجار تخرق الآذان وتجول الناس وتبضعهم يثير الزحام في الطرقات .. وأخيراً وقف عند ماكان يرموا اليه!
~~~~°°°~~~~
دخل الى المنزل وبين اصابعه مسبحة يقلبها بين اليمين والشمال ..
كانت ترتدي عباءة الصلاة وتجلس على سجادتها الخضراء تمسك بين يديها المصحف الشريف وتتلو منه الآيات ..
تربّع بجانبها فاغلقت المصحف وضمته قائلة :" أهلا بك بني ياحبيبي كيف حالك؟ لم لم تخبرني بموعد مجيئك؟ "
تنفس حنانها وهي بين يديه وذراعيها تحيط كتفيه .. تنحت عنه جانباً عندما قال :" اعلم ان عمي سيغضب ان علم بمجيئي اليك لذا لم ارد لاحد ان يعلم بذلك! "
سقطت يداها عنه وكسرت حاجبيها ونظراتها تحكي الرجاء :" وهل أصبحت عبئا ثقيلاً ياولدي؟ "
انفعل برده وعقد الكمَد :" ومن يجرء أن يقول ذلك؟! لو منعني عنك اهل الأرض كلها ماكنتُ لأنساك واشعر بعبئ تجاهك!..معاذ الله "
انهمرت الدموع فجأة كأنها كانت تنتظر من يقول لها اهبطي لتسترسل في النزول على خديها ذات التجاعيد ، شهقاتٌ لم تخرج الا من قلبٍ مكسور وخواطر مجروحة! توسعت بها عيونه وامتدت يده فمسح دموعها بحنان قائلاً :" تبكين؟؟ اتبكين ياأمي؟ لماذا؟! "
اشاحت بوجهها عن ولدها فجذبها نحوه مستندة على صدره وعاودة البكاء وهو يربت على بعض شعرها الخارج الذي طغت شيبته لقد نفيت من الأرض تماماً فقد أصبحت وحيدة لااحد يتحدث معها ولايزورها تنفير من كل مكان اضافة الى ابعاد ابنها عنها .. لقد تحملت فوق قدرتها وعانت بعد وفاة زوجها وحتى الآن لازالت في ضيق نفسي شديد! نظر حوله في المكان ..
اثاث بسيط واغراض باسعار بخيسة ممايجعل منظرها قديماً بعض الشيء الغذاء قليل والأرهاق واضح على والدته! اتته فكرة رائعة شجعته لفعلها وحالاً!!
~~~°°~~~
رفص الطاولة امامه حتى سقط كل شيء كان فوقها واشتعل الغضب وفار هائجاً صرخ ساخطاً جائراً مبالغاً جعل الضجيج يخرج الى مسامع الناس :"سحقاً لك أيـها الحقيـر!! "
غطت لولوا فمها بكفيها وفزعوا جميعاً وبدؤا بالابتعاد عنه في حين قبض يده حتى استبانت عروقها :" كيف فعلتها؟؟ "
نظر اليه نظرة ازدراء فسحبه من ياقة قميصه ومافي افعاله حكاية سوى العنف والتوعد :" وتبتسم آيـها السافل!!؟ "
شهقت الفتاة وتدمعت عيونها عندما علا صوت ارتطام يد والدها على وجهه .. تلمّس خده ثم نزعها وقال بهدوء تام :" هذا حق ابي! ماشأنك لتصفعني وتهينني هكذا "
حمق رغبته في اذيته وبدا صوت تنفسه اكثر حقدا قال :" خسيس عاق واحمق! "
عقد حاجبه بانزعاج :" مابك ياعمي؟ لقد اخذت حقي المرهون فقط! "
رد عليه بنبرة كلها تهديد :" الم امنعك من ذلك حتى اوان؟ "
ضحك ساخراً :" آهاا نسيت آسف فعلاً لقد اضطررت لذلك..ومن له كلامٌ معي فليأتني حالاً هذا حقي من ابي ولاعلاقة لااحد كيف اتصرف به! "
اسشاط غضباً :" يالك من طائش وأين ذهبت بالثروة الباهظة؟؟! "
ابتسم بطرف شفته :" جددت بها معيشة أمي! " أوغلت نظراته بدهشة وكاد ان يرتفع ضغطه لأعلى درجاته :" ماذا؟؟ أعد ماقلته! ياجاهل اتسرف المال على تلك الخردة الفانية؟؟! كيف فعلت ذلك؟! "
التفت اليه وشده بمئزره معنفاً مرهباً قال غاضباً :" من هي الخردة ياهذا ؟ احترم نفسك قبل ان اتصرف بجنون!! امي ولها حق علي والمال مالي فلا تتجاوز حدودك! "
هرعت لولوا الى والدها وحاولت فكهما وتمسكت بذراعه الا انه صرفها عنه بان رماها بعيدا فوقعت على الأرض
قالت بالأم :" آه ابي ماذا فعلت بي؟! "
اعطاها نظرة طفيفة لكنه تجاوز الجميع الى الخراج كالسكران من الامتعاض نحو وجهة يرموا بها اصابته بالأذية!!قائلاً :" أحمق! هذا ماكان ينقصني! "...............


سميرة زكريا بلقب (سمر) غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس