عرض مشاركة واحدة
قديم 26-09-21, 07:05 AM   #10

سميرة زكريا بلقب (سمر)

? العضوٌ??? » 491612
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 12
?  نُقآطِيْ » سميرة زكريا بلقب (سمر) is on a distinguished road
افتراضي

الفصل التاسع :"




كانت أوراق الخريف الصفراء تتناثر في الأرجاء وتطلع الشمس الفاتنة على مطار ميناء القاهرة!
سار ادهم مع عمه وفي كل لحظة يرمقه بسوء الاستصغار والاهانة كأنه يراقب ردات فعله بالانفاس! وادهم من جهته لايتعرض له بكلمة او لهجة وكل مايدور حوله في خياله لاشيء ..
قطرات دموعها التي كلما خفضت من اجفانها تغرز في قلبها طعنات من ألم .. حملقاتها في الوجوه تشحد ابنها اثقلت كاهله واوقفت سير الدم عروقه مع جريانها!
حروف خرجت من شفتيها تعزف الاستسلام وتطلق مسد عزتها لتحظى بابنها تراه دوما بين ذراعيها!
انهار فؤاد امه عندما هم عمه بطرده من البلد بموعد بعد شهر وهاقد حان الموعد و لم يسمح لها بتوديعه في المطار وبقيت في وحدة قاتلة ..
نكزه من كتفه :" هيا اصعد! ماذا تنتظر؟ "
رفع مقلتيه فإذا بالطائرة تنقله من مسقط رأسه! تنهد بهدوء واسترخاء لتنفس اكبر قدر ممكن من هوائها العذب ..

مرت عدة ثوان حتى فتح عينيه ثانية ليصعد السلّم أبيض اللون والذي يجتمع حوله العيان مودعين ..

رفع السلّم عن الأرض فإذا بها آخر لحظات يرى فيها بلاده المزدهرة وتنحت الطائرة لتحلق في الفضاء وتنقل المئات الى حيث بقاع الارض ناورت كتل الغيوم وارتفعت لتسير في عالم السماء .. اشتد المُضيّ وخزنت الرحال وسارت نحو البلاد!

~~~~°°°~~~~

كان رائد يجلس بحضن احدى الأرائك في مكتب صادق و الهدوء مسيطر على المكان ..
نظر صادق الى مكتبته المليئة بالملفات وبعض الكتب .. لاقصص ولارواياتٍ في هذه المكتبة فمن طبعه انه لايتحمل القراءة الطويلة .. وقعت عينه على ملفٍّ أحمر فأخذ به سريعاً ووضعه على المكتب ..
نظر اليه جون :" ماهذا؟ "
ابتسم بعفوية وعاود الابتصار الى ملفه ..
كانت مصابيح الإضاءة تبعث نوراً خفيفاً وأصولها مرصعة بالخرز والكريستال ممايناسب جو الغرفة .. :" هذا يعني بأن ملف القضية قد اغلق وانني سأبقى بلى عائلة سيدي؟ " قالها رائد ليرد صادق :" اردت ان اطلعك على الملف حتى لاتظن بأننا نخفي عنك أي شيء..هذا ملف القضية المغلقة..المهم بعد ان تأكدت بنفسك يارائد اريد منك ياجون ان تخبرنا بالمكان الذي دبرته لرائد والعمل كذلك "

تنهد جون : " في الحقيقة ياصديقي لقد وجدت له عملاً وهذا مااستطعته فكما تعلم هذا ليس عملي لكنني فعلت ذلك خصيصاً لرائد..الأسواق تعج بالعمال ولاأحد بحاجة لعامل جديد حاليا .."
قال صادق :" وبعد؟ تعني بانك لم تجد أبداً؟ "
زم عينيه مع ابتسامة لطيفة :" وهو كذلك..لكن صدقني بالكاد وجدت له عملاً في محل لبيع الزهور "
هز صادق رأسه بتفهم فنظر لرائد محاولاً اقناعه وهو يميل بشفتيه :" لابأس جيد..أليس كذلك بداية هكذا وبعدها ان شاء الله تتعدل الأمور "
جون :" اذا لم يكفه راتبه البسيط؟ "
اتكأ بذراعيه على الطاولة وفي يده مسبحته الزرقاء :" حينها لكل حادثٍ حديث "
وأخيراً نطق رائد :" لامشكلة ليس لدي مانع كما قال الدكتور صادق بداية هكذا وبعدها ان شاء الله تسير الأمور على مايرام "
رفع جون حاجبه بنوعٍ من اظهار الملامح والرضا :" صحيح! "

مرت ثوانٍ قليلة حتى مد صادق كفه لرائد وطالبه بالمصافحة! تبسم معدلاً وقفته وبادله التحية فأخرج صادق شهادة خروج من المستشفى ووقعها وناوله اياها قال بشيء من السعادة :" مبارك لك الشفاء الحمد لله على السلامة "
أومأ له :" الحمد لله شكراً جزيلاً "
شاركهم جون التصافح فبسط كفه فرد عليه رائد وسلم :" شكراً لك سيد جون هذا من لطفك "
>>:" لاشكرَ على واجب عزيزي "
قال صادق :" جون من فضلك هلا دللت رائد على مكان عمله ؟ "
توسعت ابتسامته :" بكل سرور "

خرج جون وتبعه رائد حتى وصل الى أسفل الدرج .. :" هل أنت سعيدٌ بعد خروجك؟ " قالها جون وهو يسرع في المشي ..
رائد :" الحمد لله ومن لايفرح بعد زوال الهم عن قلبه؟ "
عكس جون مقبض بوابة السيارة :" معك حق "......

وصلا الى وجهتهما في ربع ساعة تقريباً حالما توقفت السيارة نزل جون ورائد فقال الأخير :" أجرة التوصيل من فضلك "
أعطاه الثمن ومشى مع رائد الى أن وصل الى ( الزهور الفوّاحة ) واجه استقبالة المحل يبدو صغيراً ومتواضعاً بعض الشيء ..
خرجت امرأة عجوز غلبها الهرم .. مسحت كفيها قائلة :" مرحباً .. أأنت رائد؟ "
اقترب منها :" تشرفنا سيدتي..سمعت انكم تحتاجون لعامل فترة من الزمن فرغبت في انتهاك الفرصة واي شيء فأنا تحت آمرك "
رمقته من أعلى الى أسفل ثم دخلت تقول :" أدخل اذاً "
>>:" حاضر "
التفت الى جون فوجده يشير بتحية ويقول بخفوت :" بالتوفيق "
اشار له بذات التحية وأكمل طريقه الى داخل المتجر ..
قالت له :" اسمعني يارائد المكان هنا مليئ بالسياحة وهم يعشقون الزهور لكن ما من شيء يلفت الإنتباه في متجرنا لذا أطلب منك منذ الغد بأن تجعل الناس أكثر مجيئا لهذا المكان بإعلانٍ او بأي شيء تراه مناسباً المهم ان يحصل ماأريده "
وضع حقيبته الصغيرة فوق الكرسي :" كما تريدين "
احتد صوتها :" لكن اعلم انه لاوقت لدي لأضيعه لااريد منك كسلاً أو تغيباً هذه قوانيني واذا لم يعجبك فارحل! "
ضحك متعجباً :" كما تريدين فهذه قوانين جميع الأعمال! لما الغضب "
اصابها تضايق من قبله فقالت بهدوء :" احترم عمرك امامي يافتى وقف بهدوء لاكالصبية الصغار اتسمع!؟ "
أيضاً رد عليها :" كما تريدين "
خطت الى الأمام وبالكاد تستطيع الوقوف :" تعال لأدلك على غرفتك! "

تنهد ممسكاً بالحقيبة فتبعها الى الأعلى ففتحت احد ابواب الممر ثم نزلت باستعجال تقول :" ليلة سعيدة! "
قهقه من الضحك :" ليلتك أسعد!..تخشى على زهورها من السرقة لذا نزلت هرولة هههه "
اغلق الباب وراءه ثم فتح النافذة واستند على حافتها :" مكان هادئ ومريح "
الأثاث جميل لقد اختاره جون وكذلك هو بسيط ..
حركت النسمات شعره الأسود وهزت ياقة القميص وتأرجحت الأوراق في الخارج لاوجود للقمر على مرء العين فالنجوم غلبت المساحة فلم يبرز القمر في ليلته ..

تنهد بأسىً ثم رمى بنفسه على السرير المقابل وتمددت أطراف جسده .. لقد مكث طويلاً في المستشفى حتى انقضت ستة آشهر ونصف مع تعب وجهدٍ مضاعف ................


سميرة زكريا بلقب (سمر) غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس