الموضوع: الحب... إستثناء
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-01-22, 07:56 PM   #2

ندى.سعيدى

? العضوٌ??? » 494068
?  التسِجيلٌ » Oct 2021
? مشَارَ?اتْي » 4
?  نُقآطِيْ » ندى.سعيدى is on a distinguished road
Rewitysmile1 الحب... إستثناء / الفصل الاول

فصل 1
توقفا مقابل البحر، حيث تخطفك زرقة البحر وتأخذك لعالم ثان خال من دنائس البشر، نظر لجانب وجهها الحليبى الطفولى، أراد رفع يده للمس نمشها السحرى المنشر فى وجنتها، لكنه تراجع، ورفع بصره لشعرها الأشقر ذاك اللون الذى يميزها، ويرتقى بها من بشرية إلى جنية أحلام، لازال صامتا منذ حوالى عشرين دقيقة، الأمر ليس بيده، فهى كانت ولازالت كالسراب، تختفى حين يعتقد أنه تمكن منها، يراها ببصره، ويحس بها ببصيرته، وهى حقا تعانى هذه المرة، لازالت تقبض على يدها اليسرى مانعة إرتعاشها، وشفتيها منطبقة، إن توقفت إلينا عن الثرثرة، فمعنى هذا هى منكسرة ومتأذية بشدة.
إلتفتت له الشابة، فرفرف قلبه فرحا، إبتسمت له فهى واثقة بحبه لها، ثم تنهدت وتكلمت بأسف
_ هل أزعجتك حين إتصلت بك؟
أراد المعاندة وإظهار بعض الكبرياء، لكنه مكشوف، ودون قول كلمة إنفجرت ضحكا على ملامحه الطفولية وعلقت
_ أعلم أعلم أنا لم أزعجك.
أمسك أيهم حبيبات الرمل فى محاولة منه لإشغال أنامله عن مسح شعرها وإمساك يدها، ثم جمع شتات أفكاره وتساءل
_ لما إتصلت بى منذ أخر لقاء لنا؟
رفعت عينيها الخضراء لتحدق فى الأفق أمامها وردت عليه
_ إتصلت لأعتذر منك.

أخر شيء توقعه أن تعتذر منه هذه الفتاة، وتذكر تلك الليلة، منذ خمس سنوات، حين كان بعمر الثلاثة والعشرين، حين إعترف لها بحبه، وعدها بأن تكون ملكة رغم ظروفه، بها سيصبح قويا، سناضل لأجلها ولأجل مستقبلهما، لكنها ردته خائبا، بل لم تكتفى بذالك بل قالت بكل قسوة " أيهم أنا وأنت كاليل والنهار، أنت ملتزم وأنا متفتحة، أنت الخير وأنا الشر، أنت النقاء وأنا الخبث، والأهم أنت فقير وأنا غنية، لاتعتقد أنه بمجرد كوننا أصديقاء طفولة ستتجاوز حدودك معى، ولاترسم أحلامك على حسابى"

وانقطع سيل ذكرياته حين لمح دبلة خطوبته من إبنة خالته، فنظر لها بمرارة، وتكلم بسخرية
_ هل تعتذرين لتسألينى إن لازال العرض متاحا أم لا؟
لكنها وقفت شامخة،وعادت لها بسمة قوتها، ونظرت إلى أصابعه التى تحرك دبلته وتكلمت
_ أنا أعتذر منك لأنى سأسافر ولن أعود، لاأريدك أن تبقى نقطة سوداء فى الماضى الخاص بى، وخاصة مع صديق مثلك.
أنهت كلامها تحت وقع صدمته، أخر بصيص أمل لتمسكه بها إنقطع، فحملت حقيبتها ووقفت لتسير نحو الطريق، فركز مع الأفق أمامه سامحا لها بالرحيل، لايمكن لهما أن يكونا معا، مصيره أن يبقى "صديقها الوفى" للأبد؟!
...........
وقف أيهم بقلب مقبوض، تعد إلينا صديقة طفولته المقربة، ولاينكر أيضا إختلافهم فى كل شيء، لكنها الوحيدة التى تتفهمه.
وضع يديه فى جيبه متوجها نحو محطة الحافلات، لما عليها فتح جراح الماضى وهو الذى إعتاد نسيانها؟ هكذا تعود لتبعثر كل شيء ثم تغادر، لازالت إلينا أنانية، تفعل ماترغب به غير عابئة بالغير.

أفاق من شروده على رنين هاتفه، نظر للإسم، إنها ليلى خطيبته، خطبها منذ ثلاثة سنوات نزولا عند رغبات والدته، لكن هل يحبها؟ الإجابة هى لا، ومع هذا هو يحترم مشاعرها، والمجهود الذى تبذله للفت إنتباهه، وبالنسبة له العلاقة المبنية على الإحترام والتفاهم أفضل من الحب الذى يخلق التنازل والفجوات.

وتلقائيا قادته قدماه نحو مكانه المفضل، حيث ينفس عن غضبه، وهى مصارعة الشوارع، إنها غير قانونية، لكن الجميع يحترم الأخر، ونادرا ما يضرون بعضهم البعض فى المصارعة.
صعد للحلبة غير مهتم بقدوم دوره أن لا، بل كل مافعله هو المناداة على المنافسين، ليبدأ قتال يبدأ معه رهان حول الفائز.
...........
رغم أنها لم تلقى ردا منه على إعتذارها، لكنها لم تهتم، يكفى أنها حاولت، هل أخطأت حين إعتذرت له؟ لكن الغربة علمتها الكثير والكثير، لقد نضجت بما فيه الكفاية لتقرر الإنزواء عن العالم والعيش بهدوء. ثم نظرت لهاتفها الذى لم يكف عن الرنين، كان رقما مجهولا، لم تعرف لماذا أنبأها قلبها بعدم الرد، لكنها تفعل كل شيء تهابه، لهذا ردت عليه ببعض السخط
_نعم ماذا؟! من المتصل؟!
لم تسمع الرد، كل ماقابلها هو أنفاس مضطربة ثم شهقة خافتة، عرفت من خلالها أن المتصلة إمرأة، لم تهتم كثيرا، بل عقلت بغضب
_ليس لدى وقت للعب مع التفهاء.

ثم أغلقت الخط نازعة منه الشريحة، لاداعى لوجودها مادمت لن تتصل أو تحادث أحد، ثم دست يديها بجيبها مواصلة سيرها، ليستوقفها مشهد الأمواج التى تصارع اليابسة بتحد، هذا المشهد يحاكى شيئا بداخلها، بل بصفة أدق هو يصفها، هى مثل الأمواج حرة، لاتريد حدودا لمساحتها الشخصية، لهذا علاقاتها قليلة وشبه منعدمة، والأهم هى فى صراع متواصل، صراع مع نفسها أولا ثم الجميع وأخيرا صراع مع قلبها.

إبتسمت إلينا براحة نفسية كبيرة جدا، وأطلقت تنهيدة مخرجة كل ذاك الضيق بصدرها نتيجة تراكم التفكير، وبعدها بسطت يديها لتراقص الرياح كورقة فتية، ضحكات وصراخ وجنون، كان هذا سلاحها حين تشعر بالضيق، وحين تعبها وشعورها بالدوار، أوقفت سيارة أجرة متوجهة للنزل.
............................
نظرت ليلى إلى جراح أيهم المنتشرة على كامل وجهه، بعضها سطحية وأخرى عميقة وستتطلب مدة ليزول أثرها، وتأفف من لامبالاته، لتصرح عما بجوفها
_كيف لك أن تكون عديم المشاعر؟! كل هذا ولاتتألم؟! ألم تعدنى أنك ستتوقف عن الذهاب لهناك؟! رباه لما قلة المسؤولية عندك؟! أيهم لما لاتجيبنى؟
لم يكن معها، عقله يعذبه، كيف لمجرد لقاء لعين من إلينا أن يعيد إليه تلك المشاعر الغبية، والأهم هو خان إلتزامه مع ليلى وهذا أكبر عذاب ضمير، لهذا إقترب من ليلى مقبلا جبينها تحت دهشتها وقال بصوته الرجولى
_شكرا لإهتمامك ليلى.

إعترت الدهشة ملامحها، واحمر خديها، لتغطى وجهها بكفيها كى لايكشف خجلها لينفجر ضحكا
_ ألم تعتادى على وضعنا ياليلى؟! نحن مرتبطان وسنتجوز قريبا.
نفت برأسها واشاحت به بعيدا عن نطاق نظراته
_ أنت تفاجئنى دوما، تارة بارد، صامت، وكثير الشرود، ممايجعلنى أضع حواجزا بيننا كى لاأزعجك وأعمل على الإعتياد عليك، وتارة أخرى تفعل سلوك يبعثر لى جميع أفكارى.
صفعته بحقيقته نحوها، ليغلف صدمته بابتسامة دافئة
_ أنا أتصرف على طبيعتى المطلقة معك، وللصراحة هذه هى طبيعتى، وأنت بارعة فى تقبلها.
ثم إقترب أكثر مقبلا كف يدها
_ أنت مميزة، أعترف بهذا، أنت إبتسامة القدر لى، إبقى هكذا وأعدك سأتغير لأجلك.

شلت جميع حواسها بسبب كلامه الصادق والبسيط، تعلم أن فترة الخطوبة تمت بسرعة، وهو كثير العمل والإجتهاد لتأمين المال الكافى الإستقرار المادى، والزواج، وهى تقدر له هذا، ثم فتح الباب، لتدخل خالته حليمة، إبتسمت لإنسجامهما، خاصة حين رأت إحمرار وجه إبنتها، وبصعوبة تمكنت من كتمان ضحكاتها ليلى خجولة، طيبة، ومتفهمة، ربما هذه هى نقطة ضعفها الوحيدة، هى تتفهم الناس وحالاتهم، لذالك هى تتنازل لأجلهم، مقابل إرضائهم، وبالتالى إسعادهم، المسكينة نسيت أن إرضاء الناس غاية لا تدرك، واقتربت داعية إياه لتناول الطعام معهم
_تفضل ولدى، أرجو أن يعجبك.
_بالتأكيد سيكون لذيذ لأنه سيكون من يديك خالتى.
_أيهم أيها المشاكس، لازلت تعبث بالكلمات مع الجميع، مالذى تريده؟
بعثر شعره بسعادة، ثم تكلم بضيق طفولى كأنها كشفته،
_حسما، إسمحى لى بالمبيت هنا الليلة والخروج مع ليلى، لاأريد لأمى أن ترانى بهذه الحالة.

أشرق وجه إبنتها، مبادرة كهذه منه لم تكن حتى فى أحلامها، بالمقابل أيهم تحجج بأنه كى يتقرب من خطيبته، سينسى إلينا، سينسى كلامها الجارح، وسلوكها الأنانى، سيكتشف أكثر خصال هذه الملاك التى أمامه، إلينا محقة، لا يمكن لشيئن متناقضين الإجتماع، خاصة فى حالتهما، وسرعان من نفض هذه الأفكار جميعا من عقله، وهب واقفا لجمع الكؤوس وغسلها بنية تقديم المساعدة، فهو ليس غريبا، "أنت محظوظة به ياليلى" .

.........................
أفعالها روتنية معتادة، العشاء، ثم كأس نبيذ، ثم مشاهدة فلم، وأخيرا النوم، لكن اليوم قلبها منقبض قليلا، الإتصال الذى راودها صباحا أخذ كل تفكيرها، لكنها منذ متى تهتم!! وفى هذه النقطة إبتسمت، ونظرت لإنعكاس صورتها فى النافذة، مغرورة هى بنفسها كثيرا، كل خطواتها محسوبة، أعمالها اليومية مبينة وفق جدول زمني محدد مسبقا، قواعدها فى الحياة ثابتة، لايوجد إستثناء لأنه لايوجد ثقة فى البشر، وفى هذه النقطة عبس وجهها، هل هى وحيدة؟! نعم هى كذالك.

ربما سابقا كانت مجبرة، لكنها الأن مخيرة، حريتها تكتمل بابتعادها عن أى إلتزام مع البشر، حتى صديقها أيهم، كان صديقها، كان مقربا، واستثناء أيضا، لكنها أعادته لنقطة الصفر، أرته حجم هوة صنعتها هى بنفسها، وخلقت ظروفا لأجل إبعاده، ولطالما جاهدت لأجل نسيانه، لأجل إبعاده عن حياتها، لكن ظروف أول لقاء لهما كانت مميزة، يومها!!! كانت تشعر بالضيق، تشعر بنفاذ طاقتها، لاتملك أية ذرة أمل، فقادتها قدماها إلى الحديقة الخلفية، ستشرد حتى تنسى كل شيء، لكن ضحكاته إستوقفتها كان يسكن فى ملحق ملتصق بقصر منزلها، هو إذا يعمل هنا!! كان يهتف بكلمات مشجعة، وأول ماستوقفها هو "سنحاول، لاتيأسى"

توقفت قدماها عن السير ونظرت نحوه، كان طفلا فى الخامسة عشر، لكنه بجسد طويل مقارنة بها، ومقابلا له، إمرأة تشبهه، تقف مستندة على عكازين، فهمت أنه يساعدها على الوقوف دون هذه العصي، رفعت كتفيها بلامبالاة، من الذى سيتم بهذا!! واصلت سيرها، لكنها تركت جميع حواسها معه، مع إبتسامته المشرقة، وعيناه المشعة أملا، حماسه كان يسيطر على المكان، ضمت كفها فى قبضة، متساءلة مالذى يملكه طفل فقير ولاتملكه هى حتى يكون هو سعيدا بينما هى لم تنعم بلحظة هدوء واحدة، يومها حقدت عليه بلا ذنب، ولم تهنأ حتى تجد طريقة ما لتعجزه، ستجعله يفقد إبتسامته تلك البلهاء، فعزمت على تنفيذ خطة فى عقلها، واقتربت منه بخطوات بطيئة ونظرات مظلمة، فى تلك اللحظة كانا يمثلان التناقض، ومازالا كذالك كذالك.
_لقد فقدت قلادتى الذهبية هنا، هلاساعدتنى على إيجادها لأنى لو أخبرت أبى بالأمر سيتهمكم بأخذها.

قالتها باندفاع، لم يكن لها الحق فى قطع تجمع عائلى مهم بين الأم وابنها لكنها فعلت، لم يكن لها الحق فى إفساد سعادة أحدهم لكنها فعلت، وستواصل التقدم وإفساد حياته، هكذا هى فلسفة العدالة لديها، على الجميع عيش ماعاشته حتى لو تطلب منها الأمر صنع مشاكلهم بنفسها، لكنه تقدم نحوها بابتسامة واسعة قائلا ببهجة
_سيدة القصر هنا!! هذا شرف لنا، تعالى إجلسى سأبحث عنها بدلا عنك، لاتتعبى نفسك.

أومأت برأسها بطاعة غريبة، وجلست بعجرفة واضعة رجلا فوق رجل، هكذا هى تذكره بمقامه مقارنة بمقامها، لكن لا أحد إهتم بمكانتها، بل إقترب منه هامسا فى أذنها
_ من فضلك، ساعدى أمى على السير فى حالة إحتياجها للمساعدة.

تحت نظراته الراجية، ووجه المشرق أومأت بابتسامة بسيطة، عرفت أن بضاعتهم هى الإبتسامة، فى حال أردت طلب شيء، أطلبه بابتسامة، وفى حال قدمت شيء قدمه بابتسامة أوسع، ثم ذهب للبحث عن قلادتها الغير موجودة من الأساس، إعتقدت أنها ستهزمه، لكنه من حين لأخر يعود مطمئنا إياها، تارة يخبرها أن الحديقة واسعة، وتارة يقول أنه يتهاون فى البحث، وتارة يقول أن باله مشغول مع أمه، فهى لأول مرة ستقف بعد عملية جراحية لشلل دام ثلاثة أشهر، لتتنهد وتقف منتفضة صائحة فى وجهه
_ لا تهمنى أية لعنة تقوم بها أمك، أريد قلادتى، الأن وفورا، أنا لا أهتم...

أمسكت بياقة قميصه مستعدة للعراك، لكن بدا له أنه يتمالك أعصابه كى لا يرد عليها، وفى النهاية تركته لتعود للقصر، ميزاجها أفسد زيادة عن اللزوم...

ضيقت إلينا عينيها طاردة من عقلها تفكيرها فى الماضى، ثم إرتشفت من نبيذها، لعل طعمه المر يعيدها للواقع أكثر، ثم فتحت النافذة، ناظرة للمطر الذى يهطل بغزارة، وفكرت فى حالها، ستسافر لبريطانيا، ستؤسس حياة هناك، حرة، وحيدة، بعيدة عن الجميع، ثم إلتفتت على صوت طرق للباب، فنظرت للوقت، إنها الثانية صباحا، من الذى قد يزعجها فى هذا الوقت؟! لاتعلم، أرادت تجاهله، لكن الرد لكن قصف الرعد وانقطاع الضوء جعلها تشهق وتسرع لفتح الباب، البهو كله كان مظلما، من لديه مصلحة بإزعاجها فى هذا الوقت؟! وإذا بشيء بارد يضرب عنقها بقوة لتسقط فاقدة لوعيها.
...................
سيجارة تلو الأخرى، ذكرى وراء أخرى وجميعها مرتبطة بها، إلينا عادت لتعتذر منه، هو يعرفها كما يعرف كف يده، إنها أول مرة فى حياته يراها تعتذر، مازالت كماهى منطفئة، وحيدة، قالت إنها مسافرة، تريد الإبتعاد، ستغلق على نفسها فى فقاعة وتنزوى عن الجميع، هو يعرفها، تبا، لو كان أبيها لما فعل لها كما فعل، بل لحضنها مغرقا إياها بكلمات حب، ترى منذ متى لم تبكى؟! حقا إلينا باردة، غامضة، و...

إستغفر أيهم ربه لأنه يفكر بها بينما هو مرتبط بواحدة أخرى، لكن عقله يخونه ويذهب لها مباشرة، هل لازال يحبها؟! لايعلم، هل أحبها أصلا؟! لايعلم، لكنه حقا مشفق عليها، ولعله يفكر بشأنها حتى الأن لأنه مشفق عليها، والتفت على صوت صرير الباب، ليجد ليلي حاملة وشاحا صوفيا واقتربت ليدنو بطوله منها حتى تلفه حول عنقه، وقالت ببعض التلعثم
_ الجو بارد... هكذا أفضل.
ليسأل ببعض العبث
_هل قلقت على؟!
توسعت عيناها ثم أشاحت بهما بعيدا، لينفجر ضحكا مضيفا
_أدفع نصف عمرى حتى أراك خجلة.
زمت شفتيها بطفولية وعلقت مبررة
_لو أصبت بزكام فلن تعمل، ستقلق أمك عليك.
_وستقول أنى إخترت عروسا فاشلة لم تهتم بابنى فأصابه الزكام!
تمكن من سماع شهقتها المستنكرة، واستطاع تخيل ملامحها المصدومة، هذا طبعه، هو يفهم البشر حتى دون كلام، ثم وضع يديه فوق كتفيها دافعا إياها للداخل وداخلا خلفها لقاعة الجلوس
_أنا أمزح، أمى ستعطيك عمرها لو قبلت بشخص مجنون مثلى، هيا للنوم فغدا نملك يوما طويلا عزيزتى، ثم تخيلى لو رصدتنا شرطة الأخلاق فستكون كارثة.

ضحكت بسعادة متناسبة خجلها حين وصف أمها بشرطة الأخلاق، وتركته متوجهة نحو غرفتها متمنية له أحلاما سعيدة، وحين إختفى خيالها رن جرس هاتفه، لينظر للمتصل، لكنه إشعار رسالة، فتحها ليجد صورة إلينا مقيدة بكرسى فاقدة لوعيها، وتحتها كتب "تعال لمكاننا المعتاد إن أردت السلامة لصديقتك، لاتنسى إحضار المال."
لعن بداخله، أى ورطة هو فيها الأن؟؛ من أين له بالمال ليسدد هذا الدين اللعين؟!
.............


ندى.سعيدى غير متواجد حالياً