عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-22, 02:21 PM   #2

رومي ملك البحار

? العضوٌ??? » 485849
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 216
?  نُقآطِيْ » رومي ملك البحار is on a distinguished road
افتراضي Part 01

في إحدى الدولة العربية. وتحديدا في إحدى مدنها الكبرى. وفي أحد الأحياء الفقيرة في أطراف المدينة. حيث تسكن السيدة الجميلة "زهراء" في البيت الذي تركه لها زوجها الوسيم والأنيق والحبيب قبل أن يفارق الحياة. فبعد أن غمرها الحزن على فراقه. تعود إليها الفرحة من جديد، بعد أن علمت أن زوجها لم يتركها وحيدة.

علمت السيدة "زهراء" بحملها بعد أربعة شهور من وفاة زوجها. شعرت بآلام في بطنها وبتضخم كبير في معدتها. فأخبرها الأطباء بأنها في الشهر السادس من حملها وأنها تنتظر طفل. فرحت الأم بحملها وكانت سعادتها لا توصف بهذا الخبر.

استمرت زهراء تراجع المستشفى بسبب الآلام التي تأتيها باستمرار. وفي كل مرة يعمل الدكتور الصور الصوتية يضع ستار بينها وبين الشاشة. ثم يستدعي دكتور آخر فيتناقشون بلغة لا تفهمها الأم. سألت الأم الدكتور ماذا يجري ولماذا لا أستطيع أن أرى الشاشة او آخذ صورة لأبني مثل النساء الأخريات. قال لها سيدتي من الأفضل ألا تعرفين السبب الآن. الطفل يكبر بسرعة في بطنك ويجب أن نخرجه في أقرب وقت ممكن. لا يمكن أن ننتظر للشهر التاسع.

وافقت الأم على العملية القيصرية، فبدأ الدكتور في التحضير للعملية. وبعد عدة ساعات استخرج الطفل من بطنها. ووضِع في العناية المركزة. خلال تلك الأيام كانت السيدة زهراء تريد أن ترى أبنها وترضعه مثل أي أم. لكن الدكتور قال يجب أن تنتظري قليلا حتى تستعيدي قوتك. فألحت عليهم وزاد قلقها على طفلها؟ هل هو بخير. أو هل أصابه شيء؟ لماذا لا أستطيع على الأقل أن أراه.

قال لها الدكتور إن ابنك بأحسن حال وخرج من العناية المركزة لكن لديه وضع خاص. يجب أن تنتظري قليلا حتى نتأكد من حاله. انتظرت الأم حتى المساء، ثم خرجت من غرفتها متجهة إلى غرفة الأطفال. فرات جميع الأطفال من خلف الزجاج. سالت الممرضة أين هو طفلي. قالت لها الممرضة أن طفلك في غرفة خاصة. بكت الأم وتوسلت طالبة من الممرضة أن تريها ابنها. فأشفقت الممرضة عليها فقالت أولا يجب أن تكوني مستعدة لهذا الخبر وهذا المنظر. قالت الأم ماذا تقصدين. قالت الممرضة رأيت الكثير من الأطفال في مستشفيات مختلفة وفي الإنترنت لكن أبشع من طفلك لم أرى.

قالت الأم لعلك تبالغين. قالت الممرضة: هل انت مستعدة. قالت الأم افتحي الباب. فتحت الممرضة الباب للأم وتقدمت إلى طفلها وهي تشبك بأصابعها وقلبها ينبض بشدة. فلما رأته قالت لا شعوريا أعوذ بالله. هذا ليس بطفل هذا عفريت صغير. نظرت إلى الطفل وبدأت تتفقده وقلبها يكاد يخرج من مكانه من الرعب. رأت أن جسمه كله طبيعي ومتكامل إلا رأسه كبير وبشع بشكل ملاحظ.

بقيت الأم تبكي طول الليل عند سرير ابنها. وفي الصباح الباكر طلبت من الدكتور أن يكتب لهما الخروج من المستشفى. أخذت ابنها وعادت إلى المنزل ولم تريه لأحد إلا لمن زارها من الجيران والأصدقاء. فكل من رآه لا شعوريا يتعوذ من شكله.

أطلقت عليه أمه اسم "كريم" لأن زوجها أراد هذا الاسم. ولكن لبشاعته أصبح الكل يناديه "كريه". لم تعد الأم تستطيع أن تنظر أليه أو تتقبله، ولم تحب أن تنظر إلى شكله، ولم يحبه أحد منذ طفولته

حاولت الأم مرةً أخرى تجبر نفسها على تقبله. لكن مجرد النظر إليه كان يسبب لها الرعب والغثيان. فاستأجرت له عاملة اسمها خديجة وأعطتها الكثير من المال لتوافق على تربيته وتقوم بالاهتمام به. ولم تراه منذ ذلك الوقت حتى أصبح عمره عشر سنوات. كان الأطفال يخافون منه ولا يتواجدون في المكان الذي يتواجد فيه. فلم تقبله أي مدرسه ولم يتقبّله المجتمع. فكان يخفي نفسه باستمرار. ولا يستطيع أن يلتقي بالناس. ولما قرب أجلها. طلبت أن تنظر إليه مرة أخيرة لكنه لم يدخل عندها ولم يحضر جنازتها فماتت بحسرتها على ابنها. ولم يبكي على فراقها.


رومي ملك البحار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس