عرض مشاركة واحدة
قديم 26-09-22, 08:02 PM   #590

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

( الوادي )

صمت القبور
ذلك أقرب وصف لما أصبح عليه منزلهما منذ ما حدث !
فغالية التي بدأت شهرها السابع بصحة جيدة ووضع جيد كما أخبرهما الطبيب البارحة تلتزم الصمت طوال الوقت ..
لكنها ورغم ذلك لم تقصر في أي شيء يخصه
فطعامه دائمًا مُعد في موعده
وملابسه نظيفة مكوية وجاهزة كل صباح كما اعتاد
لكن مذاق كل شيء اختفى
وكأنها أزالت لمستها الخاصة عن حياته !
وهو لا يدري ماذا عليه أن يفعل ليُنسيها ما سمعته في منزل عائلته ..
محقة ، بل معها كل الحق
امرأة غيرها كانت أقامت الدنيا فوق رأسه بسبب هذي أخته وحقدها الذي لا ينتهي
" اللعنة عليكِ يا بدور "
هتف بها بخفوت ثم بحث عنها في أرجاء الشقة وهي التي اختفت عن أنظاره تمامًا منذ وقت لا بأس به وما هي إلا لحظات ووجدها غافية في غرفة الأطفال التي أعدت كل شبر فيها بحماس شديد لأستقبال طفلهما ..
رمقها عزيز بعجز وهي التي تنام بشكل غير مريح فوق الفراش الصغير وشعرها قد انسدل من ربطته فباتت كلوحة فنية رائعة لكن مضمونها هو الحزن والانكسار .. !
وقف عزيز يراقبها لوقت لا بأس به يفكر في حل لمعضلته معها
يبحث عن وسيلة لإنهاء حزنها ولحمايتها من شر أخته التي لا تتوانى عن ايذائها في كل فرصة تسنح لها ..
وما هي سوى دقائق وعاد عزيز إلى غرفتهما يتوضأ ويصلي صلاة استخارة بعد أن تذكر صديقه الذي افتتح فرعًا لمعرضه في بلدة مجاورة وطلب منه حينما انفصل عن العمل مع والده أن يديره له لكنه فضّل البقاء هنا في الوادي وحين رفض عزيز عرضه أخبره أن له صديق آخر يعد فرعًا في العاصمة وإذا أراد سيتحدث معه من الآن ..
ربما هذا هو الحل .. !
أن يترك الوادي وراءه بكل ما يدور فيه
ربما الحل أن يبعد غالية عن مصدر الأذى تمامًا !
أن يبحث عن عمل في العاصمة فتصبح غالية قريبة من شقيقتها قدر الإمكان ووقتها سيستطيع الاطمئنان عليها وإن لم يكن جوارها .. !
أنهى عزيز صلاته ثم التفت وراءه حينما شعر بحركتها التي أصبحت بطيئة بعض الشيء فوجدها تأخذ ملابسها وتتجه نحو دورة المياه ..
" غالية "
التفتت نحوه بصمت فبحث عزيز في عقله بسرعة عن حجة للتحدث معها ثم قال بعدها :
" أنا جائع "
جائع !
لقد تناولا طعامهما منذ ساعتين لا أكثر .. !
وبخ عزيز نفسه سرًا بينما همست غالية بخفوت :
" حاضر "
لتضع بعدها الملابس في دورة المياه ثم تخرج وتتجه نحو المطبخ وتُعيد تسخين الطعام فيتبعها عزيز فيما يقول بمناكفة ليجعلها تتحدث معه :
" لم تسألينني عن ما أرغب بتناوله .. أنا لا أريد من طعام الغذاء مجددًا "
أطفأت غالية الموقد في لحظتها ثم التفتت له تهمس ببرود :
" ماذا تريد ؟!! "
" لا أعرف "
خرجت منه تلقائيًا فعبست غالية بعدم فهم بينما أتبع عزيز وهو يشعر أنه أغبى أهل الأرض :
" أي شيء "
هزت غالية رأسها ثم تمتمت وهي تتخطاه :
" أنا في الداخل لحين تقرر ما ترغب بتنـ..... "
أمسك عزيز بذراعها قبل أن تتخطاه تمامًا ثم خرجت حروفه غاضبة منها ولها :
" وآخرتها يا غالية ؟!! .. إلى متى سنظل هكذا ؟!! "
هزت غالية كتفيها ثم قالت بجهل مفتعل :
" كيف هكذا ؟!! .. ماذا بنا ؟!! "
قربها منه عزيز ثم تمتم أمام وجهها الجميل رغم غضبه :
" لقد وجدت حلًا يا غالية .. فقط أمهليني بعض الوقت لأرتب أموري وأعدك أن أراضيكِ بعدها كمل ترغبين "
حاولت غالية الابتعاد عنه وهي تهمهم بتعنت وكبرياء جريح :
" أنا لا أرغب في شيء يا عزيز وأنت لم تخطئ معي لتراضينني الآن أو فيما بعد "
" ست الحُسن "
دمعت عيناها بجرح حين ناداها بلقبها المحبب ثم همست بصوت مكتوم وهي تفلت منه بالفعل :
" سأتحمم إلى أن تقرر ماذا تريد أن تأكل "
لتوليه ظهرها وتهرب منه قبل أن تنفلت دموعها أمامه ..
فهي تمقت الضعف والانكسار
تمقت إلصاق صفة الوهن والمرض بها
تمقت تبدل عائلته معها منذ إدراكهم لجنس الجنين ونظرتهم لها على أنها وعاء تحمل قيمتها بين احشائها
تمقت قربهم منها ولا تريدهم في حياتها وحياة ولدها وفي نفس الوقت لا تستطيع أن تتحمل وزر قطع صلة الرحم بينه وبينهم
إنها تائهة ..... ومرتعبة !
مرتعبة من أن يلعب القدر لعبته فتنتهي حياتها في أي لحظة ويبقى ولدها بينهم وهم بكل هذا الشر
استغفرت غالية بصوت خافت وهي تدعو الله أن يحمي طفلها من عائلة والده ومن كل أذى يحيط به .... وبها .
____________________


يتبع بالمشهد الأخير ......


على هذا الرابط

https://www.rewity.com/forum/t483259-60.html



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 30-09-22 الساعة 12:04 AM
Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس