عرض مشاركة واحدة
قديم 17-02-10, 03:06 PM   #1

عيون الرشا

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية عيون الرشا

? العضوٌ??? » 105883
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 273
?  نُقآطِيْ » عيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond repute
افتراضي البــريــق الزائــف *مميزة ومكتملة*






البريق الزائف
..( قليل من الرعب وكثيرا من الأثارة )...










1
استيقظت من نومها مذعورة . . . أنه الكابوس ذاته الذي يساورها منذ ثمانية عشر عاما ، أنها امرأة داهمت الأربعين من سنها فقد أظهرت سنين العمر التي قضتها أرملة مع أولادها الثلاثة( أسامة ، حنان و نشأت) التجاعيد في وجهها ويداها وبعض خصال شعرها القصير الذي تغلب عليه الزمن ليصبغه بلون الفضة ، لكن بالرغم من ذلك ما زالت تحتفظ بلمسة من الجمال مقارنة بالنساء اللواتي في عمرها . . التفت يمينا ويسارا . . أنها وحدها في هذه الحجرة الواسعة المضاءة ببعض ما يصلها من ضوء القمر في ليلة صافية مرصعة سمائها بالنجوم . نهضت متوجهة نحو النافذة وهي تجد صعوبة في التنفس . . ليس من هناك من يمنعها عن التنفس ولكنها اعتادت على هذه الحالة عندما تستيقظ من ذلك الكابوس . . فتحت النافذة ووقفت تستنشق الهواء الخارجي من خلالها . أخرجت تنهد من أعماقها كأنها تحاول أن تخرج معه حملا يثقل كاهلها . . امتلأت عيناها السوداء الكبيرتان بدموع ساخنة . . أزاحتها بيدها كي لا تتخذ طريقا إلى وجهها ذو البشرة الحليبية . .أشعلت مصباح كان بجور السرير ثم نظرت إلى الساعة . . كانت الxxxxب تشير إلى الثالثة وخمس عشر دقيقة . . ارتدت معطفا كان معلقا على عامود من النحاس الأبيض ثم خرجت من الحجرة،متوجهة إلى حجرة أخرى كانت بجوارها.
-" أمي . . كدت تفزعينني " .
-" أسامة ! . . أعذرني لم أشاء أن أطرق الباب ظنا انك نائم. . ".كان متكأ على سريره يقلب بعض الأوراق." . لقد جاوزت الثالثة صباحا وأنت مازلت تعمل !".
-" غدا مرافعتي الأولى في هذه القضية . . وعلى أن أستعد لها كامل الاستعداد ".
-" أتمنى لك التوفيق يا عزيزي . . والآن يكفى تلك الساعات التي قضيتها أمام تلك أوراق، عليك أن تأخذ قسط من الراحة لتعطي عقلك فرصة أكبر في استيعاب ما ستواجهه غدا ".
-" حسنا . . أنت محقة . . هيا إلى النوم " قالها مبتسما إلى (فخرية حارث) المرأة التي يراها ويراها الذين حولها المرأة الفاضلة لما بذلت من جهد وعناء في تولي أمور أولادها ورعايتهم بعد مقتل زوجها بالعيار الناري نتيجة دفاعه أمام سارق كان يحاول سرقة المنزل . . الجميع يكن لها الاحترام و التقدير لما تناظله . . فقد وهبت عمرها إلى أطفالها بعد الحادثة ولم تصغي إلى كلام الذين حولها في الارتباط ثانية بالرغم من تقدم عدة خطاب . . فقد كانت تملك من الجمال والفتنة ما يجعلها تنافس أي امرأة على الحصول أي رجل . لكنها أبت هذا واستمرت ترعى أولادها وتصرف عليهم على ما تدر المزرعة التي ورثتها من زوجها من الأموال إضافة إلى الأرباح الناتجة من الأسهم الذي اشتراها قبل وفاته من إحدى شركات الاستثمار التي جعلت من حياتهم رغيدة العيش .
-" نعم !" قالتها بعد أن سمعته يناديها. . عاد يشعل المصباح ويتكأ على سريره قائلا :-
-" لدي سؤال فكرت فيه عندما استلمت هذه القضية ، لكن لم أجد الإجابة الشافية له . ."
-" ما هو؟ . . أخبرني به فلعلني أساعدك في أيجاد الجواب الشافي ". قالتها بعد أن اقتربت منه وعلى وجهها ابتسامة خفيفة . . أنه أسامة الذي يلجأ إليها رغم انه تجاوز الرابعة والعشرون من عمره . . أنها ما زالت تذكر كيف كان منذ طفولته . . طفل وديع ثم ولد مشاغب بعدها شاب هادى و الآن رجلا يعتمد عليه يصرف على نفسه من ما يوفره له عمله كمحامي . يملك شخصية قوية لا يرضى بالظلم قط . . تذكر انه عندما كان في الخامسة عشر أحتج لأنها صفعت حنان دفاعا عن نشأت رغم انه كان السبب في الشجار.
-" حسنا . . برأيك ماذا فعل رجلا ليستحق أن يموت طعنا على يدا زوجته ؟ . . . هل أفزعتك بسؤالي ؟" قالها بعد أن لاحظ شحوب بشرتها و اصفرار ابتسامتها وكأن صاعقتا أصابتها لتجعلها جافله لا حراك .
-" كلا ، ولكن سؤالك فاجئني . . " قالتها بعد أن حدقت بعينيه النرجسيتين التي ورثها من والده كأنها تحاول قراءة أفكاره.
-" نعم . . أنت محقة فمن يتخيل أن أمراه تقتل زوجها في مجتمعنا الذي يعد الدين ركيزته الأساسية المحافظة عليه من الأفكار الغربية ".
-" هل القضية التي تعمل عليها تخص هذه الجريمة ؟"
-" نعم . . أمراه تقتل زوجها بأداة حادة وتتداعى انه أنتحر " .
-" وأنت . . لصالح من تدافع ؟"
-" لأهل القتيل الذين يطالبون بعقاب قاتلة أبنهم ".
-" ماذا لو أنها بريئة ؟"
-" كيف تكون بريئة وكل الشواهد والبراهين تثبت عكس ذلك ؟".
-" أذن أنت تبحث عن السبب المقنع لارتكابها الجريمة رغم أنك ضدها؟ "
-" نعم . .فمنذ استلامي هذه القضية وهذا السؤال يطرح نفسه علي . . ما الذي يجعل تلك المرأة تقتل زوجها علما انه رجل ثري وله مركز مرموق في المجتمع . . ".
-" وطباعه جيده ؟"
-" لست متأكد ، ولكن يقال والله أعلم انه يملك طباع سيئة ".
-" ألا تجد أن هذا سبب كافي لقتله ؟!"
-" كلا بالتأكيد .. أين العدالة أذن لو فعلت كل أمراه ما فعلته هي . . ربما سنمسي بعد عامين الرجل بعشرة نساء ".
-" أنت محق . . حسنا ربما الخيانة الرجل تعد سبب كافي لقتله "
-" ربما . . و ربما دفاعها عن نفسها عندما تكتشف أنه عرف بأمر خيانتها له "
-" ربما " قالتها وهي تتلمس وجنته الحمراء . . أنها لا تريد أن تطيل النقاش معه لإحساسها انه سيتغلب عليها في النهاية .
-" حسنا أمي . . الساعة أشارت ألان إلى الرابعة وعلى أن أنام لغدو نشيطا في الغد . . "
-" ألان أصبحت أنا من يمنعك عن النوم أليس كذلك ؟"
بادلته الأبتسامه ثم انصرفت بعد أن أسدت له قبلة على جبينه ، متمنية له نوم هانئ . . اتجهت إلى الحجرة المقابلة لحجرته وفتحتها . . أنها حجرة نشأت التي كانت حجرة حنان قبل أن تتزوج . . أقترب من السرير حيث هو نائم عليه . . أنه في مقتبل الشباب بلغ قبل أسبوع سن الثامنة عشر وهو على عكس أسامة في أغلب طبائعه . . متهور ، أناني ، وحاد ويرجع ذلك إلى طريقة معاملة والدته له . . فهو الولد المدلل الذي لا يرفض له طلب .
-" يا صغيري العزيز . . أه لو تعرف كم ناضلت لأجلك " قالتها هامسة مع نفسها وهي تسترجع صورا ومشاهد من الماضي . . رجل ملقى على الأرض ينزف دما بأثر عيار ناري . . وأمراه شابة تحمل مسدس . . و رجلا أخر في السجن . . . عادت الدموع تغرغر في عيناها . . مسحتها من جديد وهي تحاول أن تغطي نشأت جيدا بالملاءة الموجودة على سريره . . قبلته من جبينه ثم خرجت متوجهة إلى حجرتها وقبل أن تفتحها حدقت نحو باب حجرة تقع في نهاية الممر . . أنها حجرتها السابقة التي تشاركت مع زوجها فيها قبل مقتله . .لقد مضى وقت طويل لم تدخلها فقد استبدلتها بحجرتها الحالية ولم تخرج منها غير ملابسها وحاجياتها . . وفجاءة سمعت صوت منبه الساعة الموجودة في الطابق الأرضي . . أنها ساعة عظيمة على هيئة كوخ . . كانت تشير إلى الرابعة صباحا . . توجهت إلى سريرها لتستسلم إلى النوم الذي بدا يتسلل إلى عيناها .

يتبع بقلم رشا الصيدلي


رابط تحميل الرواية كاملة ككتاب الكتروني
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي






التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 14-01-18 الساعة 04:10 PM
عيون الرشا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس