الموضوع: Zodiac او الابراج
عرض مشاركة واحدة
قديم 30-12-07, 06:25 AM   #2

فرح

كاتبة في قلوب أحلام


? العضوٌ??? » 8
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 9,286
?  نُقآطِيْ » فرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond repute
افتراضي




ياسمينا صالح:
الانفراج يبدأ في آذار 2008

تكرّرت زيارات ذلك الرجل وألفت ابنة السابعة أن تراه كل ليلة عند حافة سريرها.
كان يجلس بهدوء ويخاطبها هامساً انها قريباً ستغادر البلد. كانت الرؤيا تليها الأخرى تلاحق الفتاة الصغيرة. وعندما كانت تصرخ بخوف في الليل كانت والدتها تنقلها إلى سريرها وتهدهدها. ولكن "المشاهد" التي تأرجحت بين الخيال والواقع لم تفارقها. فما كان من عائلتها الا أن استشارت طبيباً نفسياً. وشرعت الصغيرة تزوره كل شهر، ولكن شيئاً لم يتغيّر. لم تعلم ماذا كان الطبيب الشفوق يقول لوالديها، ولكن الرؤيا استمرّت طيلة عامين.
كان ذلك عام 1968.
وكانت ياسمينا صالح، إحدى أهم العرّافات في العالم، تعيش حياة آمنة ومترفة في الأشرفية. وكان لبنان يعيش فترته الذهبية. ولكن الصغيرة كانت ترى من خلال الرؤيا التي كانت "تنسلّ" إلى ذهنها، ان الحرب في طريقها إلى لبنان.
هكذا بدأت قصتها مع استشراف المستقبل، كما ترويها، لـ "نهار الشباب".
كانت فتاة صعبة التعامل، وقد طُردت من مدرستها لأنها كانت تدخّن في إحدى الغرف، ولأنها اعتدت على أحد الأساتذة. تم نقلها إلى مدرسة تهتم بالأولاد الذين يشبهونها بجموحهم وتمرّدهم على كل شيء.
وفي أحد الأيام، قرّرت جدتها أن تعلّمها كيف تقرأ ورق الـ tarot. وكانت السيدة المسنّة موهوبة جداً في استشراف المستقبل. وكانت قادرة من خلال الـ tarot أن تكتشف الأكاذيب الصغيرة التي كانت ياسمينا تتفوّه بها.


***

ننتقل إلى 13 نيسان 1975.
بدأت الحرب الأهلية.

تحققت النبوءة التي كانت تلاحقها في طفولتها. وفهمت ياسمينا ان الحياة ستتغيّر إلى الأبد.
قرر أهلها أن يرسلونها وشقيقتها وبعض الأقارب إلى بريطانيا. وهناك وقعت في حب شاب فلسطيني اعترف لها بحبه الذي لن يموت. ولكنها لم تصدّقه لأنها كانت تقرأ في الورق انه يخونها. وبعد أيام قليلة، صدقت نبوءة الـ tarot، واكتشفت انه بالفعل يخونها.
كانت حياتها في المدرسة جحيماً حقيقياً، ولكن الحالة الأمنية في بيروت كانت في تدهور مستمر، وكان عليها أن تبقى في بريطانيا.
مرة أخرى، اعتدت على أحد الأساتذة الذي كان يهين الشعب اللبناني.
تمّ إرسالها إلى دمشق لتعيش مع جدها وجدتها. ولكن جموحها وتمرّدها أجبرا الأهل على إعادتها إلى بيروت، ومن العاصمة مجدداً إلى لندن.
وهناك، لتجني القليل من المال، شرعت تعمل نادلة في مطعم إيراني. صحيح انها كانت فاشلة في عملها، بيد انها كانت تعوّض على الزبائن بقراءة مستقبلهم في غرف المطعم الخلفيّة.
عام 1979 تخرّجت من المدرسة في لندن وإلتحقت بإحدى جامعات بيروت، كانت تدرس الحقوق ولكنها لم تجد نفسها في هذا الحقل. ورسبت أكثر من مرة. ولكنها تمكنت من التخرّج في العام 1983، لأنها تمكّنت من خلال الـ tarot، أن تعرف مسبقاً ما هي الأسئلة التي سترد في الامتحان النهائي.
ومع الحقوق، درست الفلسفة التي سحرتها ودفعتها إلى قراءة عدد كبير من الكتب لتغوص بها "على الأصول".
وفي أحد أيام 1982 استشرفت بأن كارثة كبيرة ستحل على البلد، وفي اليوم التالي وقعت مجزرة صبرا- شاتيلا.
عام 1986 عادت إلى لندن لتكمل دراستها الجامعية في الفلسفة. ولأن الحياة في المدينة البرّاقة كانت غالية، شرعت تعمل في 3 وظائف، منها الاستبصار.
وفي إحدى الجلسات تنبأت لسيدة بأنها ستخسر كل مالها. فما كان من السيدة الا أن طردتها، وفهمت ياسمينا يومذاك ان عليها أن تتعلم كيفية التعامل بديبلوماسية مع الزبائن، وكيفية نقل الأخبار السيئة لهم بأسلوب لا يصدم. التحقت بدروس ترتكز على كيفية إعطاء الاستشارات. وبعد أشهر قليلة اتصلت بها السيدة التي كانت قد تنبأت لها بأنها ستخسر ثروتها، واعترفت لها بأن زوجها فقد كل ما يملك.
وفي احدى ليالي لندن الباردة، في العام 1987، نظرت في "البلّورة"، وقرأت بعدها في الورق، وعلمت انها ستتعرف بعد قليل على الرجل الذي سيصبح زوجها في المستقبل.
وهذا ما حصل. وعندما التقت به بعد 10 دقائق، قررت انها ستمتهن استشراف المستقبل، وتألقت في أوروبا، ولكن قلبها بقي في لبنان.
وفي يوم زفافها في عام 1991، أنذرها حدسها بأنها تقترف خطأ كبيراً. ولكنها لم تستمع إلى صوتها الداخلي.
وبعد الزواج، لمع إسمها في عالم الاستشراف. وشرعت تجول في بلدان عدة وتتعرف الى النجوم والمشاهير. وبعد 4 سنوات، انهار زواجها لأنها وضعت مهنتها في المرتبة الأولى من اهتماماتها.
وفي إحدى الليالي حلمت بشراشف حريريّة الملمس كُتب عليها اسم روبرت. وفي العام 1996، تعرّفت على الذي أمسى زوجها، وكم ذهلت عندما قال لها ان اسمه روبرت!


***

هي اليوم زوجة سعيدة وعرّافة شهيرة. واسمها معروف في أوروبا كما في لبنان.
ولدى سؤالها عن السبب الذي يدفع الناس إلى البحث عن شتى السبل لمعرفة ما ينتظرهم في المستقبل، قالت إن أكثرية الأشخاص تعوزهم الثقة في النفس، ولهذا السبب يجدون في استشراف المستقبل الوسيلة التي تساعدهم على رؤية شتى المواقف من منظار مختلف.
"يزورني أشخاص من كل الأعمار"، والمشكلة التي تتعامل معها باستمرار ترتكز على خوف الناس من الوحدة والفشل. "ولكنني أحاول أن أقنعهم بأن يتعاملوا بإيجابية مع ما يحدث معهم، والمشكلة الكبيرة التي تواجه الأكثرية هي السلبية التي ينطلقون منها والتي تعزز نسبة حصول الأمور السيئة معهم. إن قراءة الـ tarot، تسمح لي بأن أعطي كل شخص أكثر من تفسير لما يحصل معه".
هل يزورها الشباب؟
"60% من الزبائن الذين يزورونني في أوروبا وبيروت هم في سن الشباب. وغالباً ما يطلبون النصائح ليعرفوا الطريق التي عليهم أن يسلكوها. والذي يحزنني انه خلال الـ 5 سنوات المنصرمة جلّ ما يفكر فيه الشباب هو الهجرة من لبنان".
ماذا ينتظر لبنان في سنة 2008؟
تقول ان الهدوء سيستقر في البلد ابتداءً من آذار. وستتعافى معظم القطاعات، منها السياحة التي ستشهد ازدهاراً حقيقياً. "أؤمن ان الوقت قد حان للشعب اللبناني لينعم بمستقبل خال من التدخلات الخارجية".
أما حياة بيروت الليلية فـ "ستفرقع"، وتعيش بركاناً حقيقياً من الجموح والفرح.


فرح غير متواجد حالياً  
التوقيع
]
رد مع اقتباس