الموضوع: عرس الشهادة ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 15-03-12, 01:12 AM   #1

small baby

نجم روايتي وعضوة في الورشة والموسوعة الماسية لقصص من وحي الأعضاء ومصممة بمنتدى وحي الخيال

alkap ~
 
الصورة الرمزية small baby

? العضوٌ??? » 36649
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 11,880
?  مُ?إني » الشارقة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » small baby has a reputation beyond reputesmall baby has a reputation beyond reputesmall baby has a reputation beyond reputesmall baby has a reputation beyond reputesmall baby has a reputation beyond reputesmall baby has a reputation beyond reputesmall baby has a reputation beyond reputesmall baby has a reputation beyond reputesmall baby has a reputation beyond reputesmall baby has a reputation beyond reputesmall baby has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي عرس الشهادة ..


عرس الشهادة

الغلاف تصميم أختي وصاحبتي حبيبتي رشا
يسلموووو إيديكِ ما يحرمني منك يا رب





إهداء إلى كل أم تزف شهيدها في هذه اللحظات


استيقظت كعادتها عند سماعها صوت المنبه قبيل الفجر بقليل، لتصلي ما استطاعت من قيام الليل وهي تدعو ربها بأن يوفق أبنائها وبناتها إلى ما يرضي الله، انتهت وذهبت لتوقظ عائلتها الصغيرة كي يستعدوا للصلاة ويذهب أبنائها الشباب إلى الصلاة في المسجد.
أتمت صلاتها وهي تحمد الله على أن رزقها الله بزوج صالح وأبناء بارّين تتمنى لهم أن يسعدوا بحياتهم، ذهبت للمطبخ لتجهز طعام الإفطار كما العادة قبل عودتهم من المسجد، وكانت ابنتيها تقومان بتنظيف البيت الصباحي المعتاد، جهزن سفرة الطعام وجلسن بانتظار عودة الشباب والوالد، ولكن انتظارهم هذه المرة طال، لم تعد تستطِع أن تتمالكَ نفسها فأخذت تبتهل إلى الله بأن يحفظ لها زوجها وأولادها، وأن يكون تأخرهم خير ..
ساعة، اثنتان، تلاثة، أربعة، هذا كثير ستذهب وتبحث عنهم علها وجدتهم في قارعة الطريق، لم تكد تنتهي من تجهيز نفسها للخروج إلا وسمعت صوت الباب يدق بعنفوان كبير، وابنتها الكبرى ذات الخمسة عشر عاماً تنده بصوت باكٍ يقطع نياط القلب:
-لاااا أبي، أرجوك لا تتركنا أبي
ما الذي يحصل؟! لمِ هذا البكاء الشديد؟! خرجت من غرفتها كالملسوعة وهي تركض لترى ما بال ابنتها تصرخ بهذا الشكل، لتتفاجأ بجثة زوجها الدامية ملقاة على الأرض، وابنتيها راكعتان عند رأسه يناجونه ليصحو، أخذت عيناها تدور في المكان باحثة عن فلذات أكبادها وقد بدأت الدموع تحرق مقلتيها ولم تجد من تبحث عنه إلا شابان يقفان منكسين رأسيهما والحزن بادٍ على وجهيهما،
-أين أبنائي؟! ما الذي حصل يا معاذ ؟
كان هذا ابن جارتها الذي قام هو وأخيه بإحضار جثة العم راشد إلى بيته لتشييع جثمانه من هناك، رفع رأسه وهو يحبس دموعاً أبت أن تنزل وهو يقول:
-خالتي أرجوكِ تمالكي أعصابك، ولكن العم راشد قد قتل بيد إحدى الظلام، حيث خرجنا بعد الصلاة بمسيرة ندعو بها لإصلاح حال بلادنا، ولكن ..
بدأت دموعه بالهطول وهو غير شاعرٍ بها ويكمل كلامه بغصة تحرق القلب:
-لكن أعوان النظام أبَوْا أن يتركونا بحالنا حيث انهالوا علينا بالضرب بالرصاص وبسحب أي شخص كانت له يد في ظهور هذه المسيرة، وكان يامن من ضمن المأسورين ..
توقف عن الكلام عندما رأى الخالة وداد تسقط عند سماع الخبر ولكنها استجمعت أنفاسها وأخبرته بحركة من يدها أن يكمل كلامه:
-ذهب عمي راشد وباسم كي يعترضو ولكن .. لكن .. أطلقوا الرصاص عليهم وقد أُردِيَ عمي مقتولاً، لا يا خالتي ليس مقتولاً بل شهيداً بإذنه تعالى، شهيداً في جنة الخلد،
-لاااااااا
صرخة مدوية خرجت من حنجرتها لتُدَوّي في أرجاء المنزل الصامت لتأتي ابنتاها ويحتضناها في ألم موجع والدموع ما زالت تغرق وجنتيهما على فقيدهم .. زوجها، رفيق دربها وأبا أولادها، يُردَى شهيداً، قتلوه لأنه أراد أن يدافع عن حقوقه ويسترجع ابنه، ولكن .. أين باسم ؟ طرق السؤال بعقلها لترفع رأسها باتجاه معاذ لتسأله بصوت لم تكن تعرف مدى عُلُوِّه:
-أين باسم ؟!
نظر إليها معاذ وهو يقول بصوت متحشرج:
إنه ما زال يهتف بإسقاط النظام، بعد أن رأى والده يُقتَل أمام عينيه وأخاه يُجَرُّ بدون ذنب يقترفه
هزت رأسها بدون وعيٍ منها لتقوم وقد استجمعت قواها لتمسح وجهها الممتلئِ بالدموع وتقول:
-انهضا، انهضا أنتما يجب أن تكونا فخورين بوالديكما، لقد مات شهيداً، نعم، إنه شهيد سيدخل الجنة بإذنه تعالى، وأدعو الله أن يُلحِق أخويكما به .. وأخذت تزغرد ليعلو صوتها في أنحاء المنزل، تزغرد والدموع تهطل وتهطل تأبى التوقف، أخذت تحمد الله وتشكره على كل شيء وهي ما تزال تزغرد فهذا عرس زوجها وزفه إلى الجنة بإذن المولى عز وجل ..
قام الشابين وبعض شباب المنطقة ورجالها بتدبير أمر دفن العم راشد وتشييع جثمانه، كانت تسمع تهليلاتهم وهي تحمد الله، إنه الله العلي القدير على أخذ حق زوجها وأبنائها من الطغاة الظالمين، توضأت وأخذت تصلي ركعتي شكر لله وهي تبكي بحرقة، تبكي زوجها وتبكي فلذة أكبادها الذين لا تعرف مصائرهم، تخشى أن يكون مصيرهم مؤلم، لم تكن لتتحمل، لا تستطيع التذمر، فهي تعتبر هذه الشهادة هبة من الله ..
فتحت منزلها لثلاثة أيامٍ لتقيم العزاء لزوجها الراحل، وإلى الآن لم ترى باسم ولا تعرف خبراً عن يامن، كانت تبكي بصمتٍ مؤلمٍ وموجع، تحاول أن تكون قوية من أجل ابنتيها اللتان تيتمتا مبكراً، فحتى أبنائها لا تعرف لهم مصير ..
طلع فجر اليوم الرابع عليهم، أنهت صلاة فريضتها وجلست كي تدعو الله أن يثبت شباب هذا الوطن الغالي وأن يطمئن قلبها على حال أبنائها، ولم تكد تنتهي حتى سمعت صوت التهليلات والتكبيرات والشهيد حبيب الله، زحفت ابتسامة ألمٍ على وجهها وهي تقول لنفسها بأن مبارك لأم هذا العريس الذي سيُزَفُّ الآن إلى الحور العين، نهضت عن سجادة صلاتها وما زال لسانها يبتهل إلى الله بالدعاء لتذهب وترى من هو هذا الشهيد الجديد، لتتفاجأ بأن مسيرة هؤلاء الشباب وهم يحملون الجثمان تقترب من بيتها، ومن ثم يضعون الجثة رويداً رويداً لتحط على الأرض أمام باب منزلها، لترى حبيب قلبها وروحها يامن لم يظهر من جسده إلا رأسه الملطخ بالدماء، ووجهه المشوه بالكدمات والجروح الكثيرة التي شوهت ملامح وجهه الجميل، لم تستطِع منع دموعها من النزول ولكن بنفس الوقت لم تستطِع منع زغرودتها بأن تعلو في أرجاء المنطقة لتَزُفَّ شهيداً آخر من عائلتها الصغيرة،
-شهيد يا ابني شهيد، ستكون مع والدك الآن فأنت شهيد،
لتعود وتزغرد من جديد وهي تبكي بحرقةٍ كبيرة وتُبكي معها نساء الحارة وشبابها ورجالها أيضاً، وأخذت النساء يزغردن معها ويرثين فقيدها ..
كل يوم وكل ساعة، هناك أم تبكي وتصرخ بلا إله إلا الله، والشهيد حبيب الله، وتقدم أبنائها فداءً للوطن .. بإيمانهم، بقوتهم، وبأبنائهم سينصرون، مهما طال الزمن سيأتي النصر ويبشرون بعودة بلادهم إليهم بدون طغاة ولا كفرة مستبدين، سيبشرهم الله بنصر قريب، فما يحصل ما هو إلا عقاب لأولئك الظلمة كي يزيد الله من عذابهم في الآخرة ..
النصر آتٍ بإذن الله، فيا أمي لا تحزني، فالله إن وعد لا يخلف ..



التعديل الأخير تم بواسطة small baby ; 05-01-13 الساعة 02:06 AM
small baby غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس