عرض مشاركة واحدة
قديم 30-11-13, 06:05 PM   #816

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

الفصل الثالث

محاكمة مبكرة


جالسان وحدهما بغرفة المعيشة.... أحمد يكتم ضحكته في داخله من منظرهما.. هو جالسا على ركبة واحدة يحضن كاحلها بين كفيه فوق ركبته الأخرى يتحسّسه بدقة... هي وجهها محمرا بشدة .. تهرب بعينيها الدامعتين منه من شدة الألم... شفتاها الرقيقتان مزمومتان و ... أنفاسها متلاحقة!
زفرت سراب الهواء بقوة من بين شفتيها.. سألها أحمد: بتوجعك هيك؟
أحرجت سراب بشدة من سؤاله فسايرته قائلة غير بعيدة عن الحقيقة: آه بتوجعني كتير!
ماذا تقول له؟ أتقول أنها لم تعد تستطيع احتمال لمساته رغم حرفيتها فوق كاحلها؟ أتقول له أن الشوق أضناها لقربه؟ تشعر بأن دموعها تخنقها من ألم عشقها له.. لا تكاد تشعر بألم كاحلها رغم تورمه الشديد! جلوسه هكذا أمامها أثار فيها شوقا جارفا أحرجها جدا.. فهي واثقة أن وجهها قد فضحها باحمراره.. وهي التي نادرا ما تحمر!!! في الحقيقة هي تتساءل بينها وبين نفسها عن تلك الجرأة التي تمتلكها أين اضمحلت! وماذا عن خططها للايقاع به؟! غبية... غبية وجبانة!
قال لها أحمد باهتمام دافئ: هلأ بدهنلك إياها وبلفها وان شاء الله بخف الوجع و راح أكتبلك على مسكن قوي عشان تعرفي تنامي الليلة
" من وين بدّه ييجيني النوم بس!" هكذا فكرت سراب لتغافلها إحدى دموعها فعلا قافزة من بين رموشها ... لم تفت هذه الدمعة أحمد ليقول ممازحا ظنّاً منه أنها تبكي من الألم: لا لا ليش هيك؟ شايف لساتك عيوطة و دلوعة زي زمان! بعدين تعالي هون في وحدة قدامها دكتور أمور وجنتل وحليوة قاعدلها على ركبة ونص وبتعيط؟!!
غالبت سراب نفسها لتكبت دموعها حتى لا تحرج نفسها أكثر و فرضت على نفسها ضحكة صغيرة ناعمة لتنهي الموقف بينهما .. دفء غريب تسلّل إلى نفسه عند رؤيته لتلك الضحكة المقهورة! شعر بالحنين لطفلة تتشبث بظهره بعنف تسكب نهرا من الدموع تستجديه أن يسمح لها فقط أن تحبه.. أرادت أن تعطي و تعطي وتعطي .... ويا الله كم هو محتاجا لياخذ!
لاحظ أحمد كيف بدأت تتململ في جلستها وقد زاد احمرار وجهها لتهمس بصوت مخنوق: بدي أروح أشوف إذا بدهم مساعدة بالمطبخ عشان الغدا
لينتفض أحمد وقتها جزعا ملاحظا كيف تعلقت عيناه بتلك الدمعة اليتيمة عالقة كقطرة ندى فوق زهر شفتيها وأصابع يده قد تباطأت فوق كاحلها وأنفاسه قد... تثاقلت! تنحنح محرجا بشدة ليقول لها مستغفرا الله بينه وبين نفسه: يفضل ما تتحركي كتير عشان الكاحل يرتاح ويخف تورمه

.................................................. .................................................. ..............................

ما إن حضر بقية المدعوين من المقربين من العائلة حتى وضعت الوليمة الفاخرة التي استمتع بها الجميع بجو من الصخب والمرح و أكثرهم فرحا كان أبو كرم الذي ضمّ ولديه بين جناحيه بعد أعوام من البعد.
كانت الوليمة ولكثرة العدد قد قسمت لجلستين.. مجموعة كبيرة جلسوا على طاولة السفرة الفخمة بالصالة الواسعة وخاصة الكبار منهم؛ أبو كرم كان يجلس على رأس الطاولة وعلى يمينه جلست أم احمد رغم أنهما كلاهما لم يأكلا حقا هو بسبب مرضه و عدم قدرة معدته على أداء مهمتها الوظيفية بكفاءة وهي بسبب انشغالها بالاهتمام بضيوفها بشكل عام وضيفي الشرف بشكل خاص! جلس معهم على الطاولة العمة و زوجها وكنتها حسناء... وبالطبع أم مجد لم تتوقف عن الكلام والضحك وإثارة البهجة من حولها، عائلة خالهم أبو خالد كانوا أيضا مدعوين في هذا اليوم المميز وذلك لتميزه في قلوب أولاد أخته لما يفرضه شخصه من هيبة واحترام، فيما بالجلسة الأخرى الأرضية تصدر كرم و أحمد الجلسة حولهما اخوانهما و بقية الضيوف، أما سراب وغزل فقد فضلتا تناول طعامهما على طاولة الطعام في المطبخ.، وطبعا غزل كأمها لم تتناول حقا الغداء بينما هي تلبي طلبات المدعوين الكثيرة!
قبل أن ينتهوا تماما من تناول غداءهم استيقظت سارة ابنة مجد من النوم وملأ المكان بكاءها الصاخب وقبل أن تتناولها أمها من كرسيها أخذتها غزل قائلة: كملي غداك أنا بسكتها
ابتسمت حسناء محرجة وقالت: لأ خلص مش مشكلة تعودت عليها لازم تصحى وقت الأكل تقولي عاملة تنبيه!
أصرت عليها غزل: والله ما بتوخديها أصلا أنا شبعت
غادرت غزل الغرفة تاركة وراءها نقاشات أمومية حامية حول عادات الأطفال وأوقات استيقاظهم غير المناسبة في كثير من الأحيان و ... زوج من العيون السوداء الحادة!!

.................................................. .................................................. ..............................

فيما كانت غزل جالسة بغرفة الجلوس العائلية الدافئة تلاعب سارة وتهدهدها لتلهيها عن والدتها سمعت نحنحة ذكورية ناعمة عند باب الغرفة. نادت على من الباب متوجسة من الداخل خائفة من مواجهة أخرى مع كرم لتطمئن وتبتسم تلقائيا وهي ترى رأس ابن خالها معتز الأشقر يمتد من خلف الباب فقالت: ادخل مالك واقف ورا الباب هيك.. والله ما عرفتك وأنت مؤدب
همس لها معتز بأسلوب درامي ساخر: لا يا حبيبتي من اليوم و طالع لازم تتعرفي على معتز الجديد
ضحكت غزل برقة تميل رأسها برقة وتسأل: خير يا طير شو في ليش يعني؟
أشار لها معتز بعينيه ساخرا نحو الصالة الواسعة التي اجتمع فيها الجميع وقال: في واحد طويل وعريض برة شكله هارب من فيلم أكشن بقولوا عنّه جوزك!!
تبسمت غزل رغم الضيق الذي أصابها عند لفظه كلمة "جوزك" وقالت مسايرة: طيب شو يعني؟!
فتح معتز عينيه على آخرهما وهتف: شو شو يعني؟ شايفتيني بايع عمري ؟ مش ناقصني هسة ما أشوفوا ولا هو كابس علينا زيّ القضا المستعجل يروح يطلع بروحي ولا حتى أضعف الإيمان .... ينفخ عيني!! بالله عليك الأحد بدي أروح عالجامعة بدك برستيجي كللو يخرب وأنا رايحلهم وألوان قوس قزح كلها على وجهي؟!
قهقهت غزل منشرحة البال من حديثها مع معتز كما دوما... دائما له هذا الأثر على نفسها.. فهو ببساطته وتبسيطه لكل أمور حياته يشيع نوع من الراحة حول كل من يتواجد قريبا منه... معتادة عليه جدا وتعدّه أخ لها، تقاربا كثيرا في تلك الفترة المتأزمة من حياتها... تحملها وتحمل انفجاراتها الدائمة وكرهها الشديد لكل ذكر حولها، احتواها هو وعائلة خالها كلهم عندما كرهت هذا المنزل وكرهت ذكرياتها فيه... هربت... نعم هربت من ضمير لاحقها بعيون خالها المجروحة والكسيرة... هربت من ألم لاحقها في عيونهم كلهم ومن شفقة تنحرها بنظراتهم، فقضت أشهر طويلة في بيت خالها بالحاح منه كانت هي له ممنونة، تدواي جراحا كانت لهم بسبب هجر كرم المهين لها وكانت لها أعظم بكثير!!!
جارته بمزاحه وسألت بذات أسلوبه: وليش يعني بدّه ينفخلك عينك ولا يعيدلك هيكلة معالم وجهك؟
رفع معتز حاجبا وانزل الآخر وسأل باستنكار: يا سلام! وليش يعني زمان كان كل ما يشوفني أحكي معك أو قاعدين بنضحك وبنمزح وعين الله علينا ييجي يسم بدني ويبهدلني على أي اشي و ولا اشي؟! هاد وما كان جوزك لسة!!
تضايقت غزل وقالت: لا يا معتز يعني مش لهالدرجة!!
غادرت معالم المزاح كلها معالم وجه معتز ليقول بشكل جدّي: غزل أنت هبلة ولا بتتهبلي؟! أنا قبل أربع سنين وبيوم حفلة سهرة الشباب تاعت عرس أحمد أجاني تهديد مباشر وصريح منه انو ما احكي معاك وإلا راح يعلقلي ايدي برقبتي!!
بهتت غزل واختنقت بشدة لتلفت نظرها الصغيرة التي بين ذراعيها وقد نستها تماما عندما بدأت بالبكاء من جديد، أخذها معتز وبدأ يلاعبها؛ يرميها عاليا ويعاود امسكاها بشدة حال أن تسقط بين ذراعيه لتفاجئه أخيرا بأن ترمي كل ما في معدتها عليه بينما كان مستمرا بقذفها عاليا!!!
معتز أبعد عنه سارة بقرف وملامح وجهه كلها مشمئزة بشكل مضحك وبدأ يشتم ويسب: ينعن أبوكي يا بنت الكلب!! أنا حمار اللي عبّرتك وحملتك!!
أعطى الطفلة لغزل التي كان وجهها قد انفجر باللون الأحمر من شدة ضحكها عليه وشماتتها به.. أخذت كومة من المناديل أعطتها لمعتز: خد امسح قميصك منيح وبعدين اطلع امسحوا ببشكير
أخذت هي أيضا كومة من المناديل وبدأت تنظف للطفلة وجهها وملابسها، حال أن انتهت لفت نظرها بقعة بيضاء على قبة قميصه فقالت: امسح على قبة قميصك في عليها بقعة
عندما رأت غزل أنّ معتز لم يستدل على البقعة اقتربت منه وأشارت له دون أن تمسه فعلا لتدله على مكانها تحديدا .. لاحظت غزل التي كان ظهرها للباب توقف يديه عن العمل فنظرت إليه لتنتبه لعينيه المتركزتين على الباب خلفها فاستدارت بجسدها لتشاهد عيناه السوداوتان جمرتان تنفثان لهبا.. ارتعبت غزل فرجعت خطوة غير مدروسة للوراء لتتعثر لولا اليدين الصلبتين اللتين أمسكتاها من عضديها لتسنداها أمام عيني ... زوجها!!!




التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 25-04-16 الساعة 11:23 AM
bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس