عرض مشاركة واحدة
قديم 07-12-13, 06:10 PM   #984

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

يتقلب على الجانبين على فراشه الأرضي بغرفة المعيشة الصغيرة يجاوره على فراش آخر شقيقه أحمد... يعلم من تنهداته وحركته الدؤوبة أنه يحاول بيأس أن يجد له وضعية مريحة ينهي بها عذاب يومه! يبتسم كرم ساخرا من وضعهم فهل كان عليهما حقا أن يتصرفا بكرم ولباقة بغير موضعهما فيرفضان احتلال غرفتي يوسف وعمر!! يتذمر بداخله ساخطا... ساخرا ... فلولا شرط والده لكان الآن ينام برفاهية أكبر ولما كان مضطرا ليتصبح بوجه أحمد بعد ساعات قليلات!!
قال لأحمد مشاكسا: بالله عليك هاد وجه الواحد يتصبح فيه اليوم بس يصحى!
ضحك أحمد رغما عنه دون أن ينظر لكرم: كرم احكيلي الصراحة ... انت بتشوف حالك بالمراي!!!
فهم كرم تلميحات فأجابه بخباثة: بصراحة لأ ما عندي وقت!
ضحك أحمد وسكت وفعل مثله كرم متجاورين بالأجساد متباعدين بالأرواح كل تسبقه روحه لتحوم بملكوته الخاص!!
ردّ اعتبار بين الأهل... هذا ما يريده والده... و مهر... جهاز وشبكة وتفاصيل لا تهمه ولا يفهمها، و فوق هذا وذاك عليه أن يفرش بيته الذي لم يكن يعرف عنه شيئا فوالده العالم بأسرار وخبايا البناء كمتعهد بناء خبير منذ أكثر من خمسة وثلاثين عام كان يوفر لكرم بعضا من المال الكثير الذي كان يرسله لهم بسنوات غيابه ليساعدهم بمصاريفهم و دراسة يوسف وغزل الجامعية فهو يعلم أن التعليم بالأردن يكسر الظهر لكثرة مصاريفه!! كرم شعر بفخر شديد وشعور بالامتنان لأن والده فكر فيه وشيد له هذه الشقة بالطابق الثاني عندهم فهو ) ليكن صادقا( لم يكن ليفعل هذا ولو بعد سنوات، أقصى أمانيه لهذا الزواج كانت بيت صغير مستأجر بأثاث بسيط فهو لا يستجدي منه خيرا حقا ليصرف عليه مبالغ مهولة مشروعه المنتويه أبدى بها!!
تنهد كرم وأغمض عينيه ليتحايل عليهما كما المعتاد وكما المعتاد خذلتاه! كان لديه قناعة أنه الليلة وقد أصبح بالأردن في بيته وبين أهله سينام قرير العين هانيء البال خاصة بعد صفاء الأجواء الحالية بينه وبين والده ولكن الحقيقة أن رؤيتها أتعبته! شيئا ما يتآكله بالداخل فاليوم والده وضعها بعهدته في الوقت الذي احتواءها واكرامها كأي زوج طبيعي كان آخر ما قد يفكر به وهو ما أرادها حاليا إلا ليخمد فيها قليلا من النار التي تنهش رجولته... يريد أن ينتقم لرجولته.. لقلبه الذي سلمها مقاليده منذ سنين لا يستطيع أن يحصيها... لشرفه الذي انتهك بالضبط كما شرفها وان اختلفت الطرق!
يتقلب على الجمر ويشد على عينيه ليجلي الماضي من أمام عينيه فيأبى عقله إلا خيانته وخذلانه مثلها تماما فيأخذ بيده بلا حول ولا قوة لذلك اليوم قبل أربعة سنوات!
*
*
*
ليست له القدرة على تحمل ثرثرة النساء عند الأبواب... دائما لديهن القدرة على إيجاد المزيد ليتناقشن حوله فها هن خالته أم أحمد وعماته أم مجد و أم عماد التي قدمت خصيصا من العقبة لحضور العرس ...مرهقات ومع ذلك يقفن على أبواب قاعة الأفراح الخارجية يتناقشن بأحداث العرس ويكللن العروسين بوابل من التمنيات القلبية الحارة... يتحسرن على بناتهن اللواتي لم يحضرن العرس.... سراب الراقدة بالمستشفى بسبب جرح عميق في يدها (كما يعتقدن) وغزل التي لا يسمح لها وقتها بإهدار المزيد منه دون التحضير لامتحانها بعد يومين! غزل .... آه وآه وآه منها ولها
نبضات قلبه تتقافز بغباء لا يتلائم مع سني عمره التسعة والعشرون وهو يتذكرها تودعهم عند باب البيت ساخطة على موعد العرس العاجل الذي حدده احمد بسبب اضطراره للسفر قريبا للدراسة! دمعة حانقة تقف على رمشها تهدد بعاصفة من الدموع كبتتها حتى لا تنغص على العريس و أمه!! وبقلة صبر صاح ينادي على والده: يابا أنا سابقكم أجيب عشا وأروح عالبيت حد بدّه ييجي يطلع معي بسيارتي؟
أعرض عنه والده بنظرة غاضبة ليقول من طرف انفه: روح توكّل الله معك
تبسم كرم قليلا مدركا سبب غضب والده لينادي بعدها: عمتي أم عماد تروحي معي؟
تجيبه عمته كارهة أن يضيع عليها شيئا من تفاصيل التفاصيل من الحوار الدائر: لا الله يرضى عليك حبيبي هلأ عماد جاي... والله ما أنا عارفة هاد التاني شو المشوار الاضطراري المستعجل اللي خلاه ترك العرس بنصه وطلع؟
ركب كرم سيارته متضايق من غضب والده منه... متضايق من قلة ثقته به! فهو ما إن رآه بالسيارة المظللة مع أحد أصدقاءه ذوي السمعة السيئة حتى تبادر لذهنه فورا أنه يشاركه بكأس من الخمر! ألا يثق به والده؟! ألم يقطع له عهدا منذ تسع سنوات أنه لن يتذوق هذا السم الزعاف!! لا ينكر أن سنوات عمره الطويلة التي قضاها بالولايات المتحدة كمواطن اميريكي من جهة الأم قد أثرت كثيرا ببعض طباعه...
خلع كرم ربطة عنقه ورماها بجانبه وفتح أعلى زرين من قميصه الأزرق... مرهق بشكل قاتل....لم ينم ليلة أمس أبدا وهي تلوح له في كل مرة يسدل فيها رمشيه بثوبها الوردي فلا يجد معه للنوم مكانا! يتذكر ارتباكها ليلة أمس وهو يهمس بأذنها مقرعا بما خضب وجنتيها بألوان دفء بعثرته أكثر مما بعثرتها " كبرتي يا غزل وصار لازم تعملي لحالك حدود ما حد يتجاوزها حتى اخواني!" ليكمل بصوت متهدج من إثارة يكاد يفقد سيطرته على لجامها، وعبق عطر الطفولة التي توشك على الرحيل يداعب أوتاره كلها فتعزف عليه ألحانا لا إيقاع لها ولا وزن "ما بحب حد يلمس ممتلكاتي الخاصة... حتى لو ببراءة وحتى لو كان أحمد"... يجد نفسه يميل لملاعبة أعصابها و عواطفها بشكل أوضح في إجازته هذه ففتنتها باتت تتعبه وتؤرقه وهو يشفق عليها فعلا من عشق جارف لو أطلق له العنان لأثار فزعها وجعلها تنطلق مولية الأدبار. باتت تشعر به وتلاحظ نظراته المسروقة التي على ما يبدوا فضحته حتى أمام عيني والده المتفرسة! يذكر ملاحظة والده التي رماها على مسمعه جيدا فقط منذ ثلاثة أيام "اللي بيصبر بنال!" لم يوضح له والده وهو لم يسأل.
سيصارحها قبل سفره الأسبوع القادم... نعم سيصارحها وليحصل ما يحصل ... سيخبرها أن تنتظره فلا تسلم قلبها لغيره وهو سيجتهد بعمله أكثر هناك ليعود لها بعد أربع سنوات تكون فيها قد أنهت دراستها... وعد هو فقط ما يريده منها... وعد!
بحث كرم بجيوب بدلته الكحلية كلها عن مفاتيحه الخاصة بعد أن قرع جرس الباب مرتين ليعلم غزل بوصوله ولكن لا هو وجد مفاتيحه ولا هي فتحت الباب... تمنى كرم أن لا يكون قد أضاع مفاتيحه في معمعة العرس فميدالية أثيرة على قلبه معلقة فيها أهدته إياها غزله قبل أعوام... دمية صغيرة بفستان أبيض!!!
عندما تأخرت عليه غزل كثيرا أدرك أنها نائمة فأخرج جواله ليتصل على أهله يستعجلهم وبحركة لا واعية أمسك قبضة الباب يحركها ليجده يفتح بصورة مفاجئة! دخل المنزل سريعا ونبضات قلبه تسبقه خوفا على غزل من ... من ... لا يعرف ماذا بالضبط... سارق ... قاتل... الكثير من الأفكار السوداء خطرت بباله إلا ما رآه... إلا هذا يا الله إلا هذا!!!
.................................................. ................................
ما أن داعب النوم عيون كرم و أحمد حتى شعروا بدخول شخص عليهم وإنارة قوية تتسلل من بين جفونهم وبقايا صوت والدهم الجهوري يناديهم: كرم... أحمد... يلا يابا الله يرضى عليكم قوموا توضوا خلينا نروح عصلاة الفجر مع بعض!
في حين تحرك أحمد وهمهم قائلا:" يلا يلا يابا هيني قايم" همس كرم باستغراب: صلاة!!!
بصوت عاتب أجابه والده: آه صلاة ولا ما بتعرفها؟! أنا رايح أصحي يوسف وعمر وأنت يلا قوم وبس نرجع بتكمل نومتك.
*
*
خارجين من المسجد وهمسات الاستغفار والتوحيد والتسبيح تطهر مسامعهم فتجيب بأصداءها قلوبهم فتجليها من بعض من دنس علق بها من غرور دنياهم!! كان كرم يمشي وراءهم وشعور بسلام خجل يطرق روحه يطلب الاذن بالدخول... سلام كل ملكاته تتشوق له فيرفضه هو بحسرة ندم خائفا من ظلال خزي تحوم حوله تفضحه أمام... السلام!
أمامه كان أحمد ووالده يتهامسان بصوت منخض احتراما لهيبة صمت الغسق!!
أبو كرم: أحمد انت فعلا خلص مش ناوي ترجع مرتك؟!
احمد: يابا خلص أنا ودلال النصيب انقطع بينا... الله يسهللها ويستر عليها!
أبو كرم: أنا يابا يا أحمد بعدّ أيام وإذا كملت هاليوم ما بضمن بكرة وحالتي كل يوم من سيء لأسوأ
ليقاطعه احمد: الله يطوللنا بعمرك يابا وما في اشي على الله بعيد... انت بس لو .....
قاطعه والده قائلا: لا بس ولا اشي موضوع الكيماوي انتهينا منه هالكم يوم اللي ضايلينلي بدي أقضيهم مرتاح ومصحصح... أنا يابا ما الي حيل عالكيماوي ان شاء الله ربنا يكتب في الشفا لغيري وما يبتليكم فيه
همس أحمد: اللهم آمين وربنا ما بحرمنا حسك...
أبو أحمد: الله كريم! شوف أنت زلمة اتجوزت أربع سنين وعرفت شو يعني بيت ومرة وما بصير أبدا تضلك عزابي... أخوك كرم إن شاءالله كلها أسبوع عشر أيام وبيستقر ببيته هو وغزل... بدي أفرح فيك أنت كمان
أحمد يداعب والده: ما أنت فرحت فيّ مرة خلص هو ملبس؟!
لينهره والده: أحمد!! أنا ما بمزح وبحكي جد... إذا في وحدة محددة ببالك كان بها ما في من بكرة امك بتبدا اتدورلك... نفسي هالروح ما توصل باريها إلا وهي متطمنة عليكم كلكم! (ليتهدج صوته ويكمل) ياريت لو اقدر أتطمن على يوسف وعمر بس هاي قسمة ربنا وأنا راضي فيها!
فيتدخل كرم وقد التقط آخر الحوار: يا حج حرام عليك تحكيش هيك يوسف وعمر ان شاء الله بتجوزهم وبتفرح بولادهم كمان!
لينظر له والده بحنان ملهوف ويقول بغصة حسرة: يا ما كان نفسي أشوف ولادك يا كرم ( فيكمل وهو ينظر ليوسف وعمر الذين كانوا يسبقونهم بخطوات فيهمس) أما هدول الله يخليكوا انتو التنين الهم تكونوا الهم الأب والأخ وما بدعي ربي غير الله لا يفرقكم!
.................................................. ................................
أعدت غزل و أمها سفرة افطار عامرة بكلّ ما لذّ وطاب يتربع على عرشها رغم بساطته صحون الحمص والفول والفلافل الذي خرج يوسف مبكرا خصيصا ليشتريهم احتفاءا باخوته! فكأكلة شعبية جدا ببساطتها افتقدها كرم وأحمد جدا كما لا بد يفعل أي أردني يحرم منها! تحلقوا جميعا حول طاولة السفرة لتدخل غزل بصينية الشاي وتنظر حولها تسأل بلهفة: عمر وين؟
أجابها يوسف بقلة حيلة ونفاذ صبر: ناديته تلات مرات وما اجا
وضعت غزل ما بيدها قائلة بلهفة بينما هي تدخل بعضا من ذوائب شعرها التي ظهرت من غطاء الصلاة: هلأ بروح أنا أنادي
ما ان غادرت الصالة حتى اقترب كرم برأسه من يوسف سائلا اياه بهمس: من متى غزل بتتحجب قدامكم؟
لينظر له يوسف بدقة دارسا ملامحه: من بعد ما أنت سافرت!!!
طرقت غزل باب غرفة عمر ودلفت من الباب لتجد عمر ممددا على سريره يمسك هاتفه النقال يعبث به بنظرات شاردة بغضب، نادته غزل مرتين دون أن تجد أي ردة فعل منه لتجلس على سريره سائلة بلوم: شو مالك ليش مطنشني وما عم ترد علي؟
نظر لها عمر بطرف عينه قائلا: ما انتبهتلك
تبسمت غزل بمسايرة قائلة: وهيك انتبهتلي... يلا الفطور جاهز تعال كل معنا
أجابها عمر باستخفاف: مش فاضي بدي أدرس!
غزل باستغراب: ما انت عم تلعب بالموبايل هلأ خلص تعال افطر وبعدين بتدرس
قال عمر بينما يدير ظهره لها: مش جوعان
غزل الفاهمة لكل ردات فعله: خلص وأنا كمان ما بدي آكل... خليني أروح أدرس زيك
ما ان قامت غزل عن السرير والتفتت جهة الباب حتى ناداها عمر قائلا بنبرة محرجة: خلص روحي كلي هيني جاي وراكي!
ما ان جلست غزل على طاولة السفرة بجانب أحمد تقابل يوسف بمقعدها حتى تبعها عمر وانضم اليهم تحت أنظار كرم الحانقة المستهزئة ولم يمنع لسانه من القول: شو سيد عمر يعني ما بتشرف عالسفرة غير اذا اجاك مندوب شخصيا يقدملك الدعوة؟
نظر له عمر بحقد ليجيبه باستفزاز: لأ... وأنت الصادق ما بشرف الا اذا كانت غزل بس هي المندوب!!
.................................................. ................................



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 25-04-16 الساعة 11:25 AM
bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس