عرض مشاركة واحدة
قديم 21-12-13, 07:14 PM   #1231

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي


الفصل الخامس
طيف من الماضي

أغلق باب خزانة غرفة نومه في شقته بعد ان أحاط نفسه برشات من عطره الفخم المفضل وخرج من باب الغرفة ولكن بدلا من التوجه نحو باب الغرفة قادته قدماه نحو غرفة المعيشة الحميمة والبسيطة التي اختارتها غزل بنفسها كما اختارت كل ما في المنزل من اثاث... بسيط…كل ما حوله بسيط وضروري!! نعم اقتصرت تجهيزاتها على الضروريات فقط وكأنها حددت تواجدها في بيته تحت بند ضروري فقط.
تأمل الغرفة وجلس على صوفا حمراء مختلفة عن بقية طقم الكنب المريح القابع بالغرفة وتحسسها ليعرف سبب اختلافها ووجودها أساسا هنا ليدرك أنها تتحول الى سرير!! اذا فقد أخطأ عندما اعتقد أن تواجدها في منزله ضروري فقط... اذا هو ضروري و مؤقت!!
أرجع كرم رأسه للخلف بعد أن أشعل سيجارة وأخذ منها نفسا طويلا وأغمض عينيه بينما نفسا عميق جدا يخرج من أعماقه ليقتل الصمت المحيط به ويتخلله القليل من الضجيج القادم من الأسفل.
لم يرها كثيرا خلال الأيام الماضية فقد أجادت التهرب منه باحتراف فتارة تدرس لامتحاناتها وتارة تتحضر لهذا اليوم، هذا طبعا في الاوقات التي لا يكون فيها هو بنفسه مشغولا بالتأسيس لشركته الصغيرة جدا للمقاولات التي يخطط لها!! لكنه لم يستطع منع نفسه أمس من اللحاق بها حال أن عرف انها ترتب ملابسها في غرفتهم وحدها دون وجود ظلها الدائم هذه الأيام... سراب!!
تسلل بخفة حتى وصل غرفة نومهم وما ان خطا بقدميه داخلها حتى بهت واقفا مكانه خافقا الفؤاد يتأملها منحنية الظهر وخصلات شعرها العسلي المحمرة تتهدل فتخفي ملامحها كما الغيوم وشمس الصبح الدافئة حولها تخفي بهاء طلتها بعبث فوضوي مغيظ، لا ينكر أن دقات قلبه الخائنة تهافتت على رؤيا ذلك الشعر الذي حرم رؤيته منذ وصوله أرض الأردن
زجر عقله قلبه بقسوة بينما يستمع لهمهمات غير واضحة ، فاقترب بخطى وئيدة فرآها تحاول اقفال حقيبة ملابس كبيرة بطريقة فوضوية بحتة بأصابع مرتبكة بينما تقول: يا الله يلا بسرعة... شو هالمصيبة يا ربي ... قولتلهم ما بدي مااا بد..
فقاطعها قائلا بصوت تعمد جعله مرتفعا ليثير فزعها: يعني مش بكفيني كل العبر اللي فيكي.. كمان مجنونة وبتحكي مع حالك
تجمدت أصابعها لثوان معدودة لتعود لما كانت تفعله بسرعة اكبر وفوضوية اكثر فما تزيدها محاولاتها الا فشلا!! أثارت ريبته باصرارها الغريب على قفل الحقيبة فاقترب أكتر بينما صوت لهاثها السريع يصله بوضوح وقال: شو اللي مخبيته بالشنتة وخايفة هالقد اني اشوفه!
تجمد غزل تماما لتهمس بتلعثم: ووولا اششي!
اقترب منها أكثر وانحنى امامها قائلا: ابعدي ايديكي خليني اشوف شو مخبية بهالشنتة وما بدك اياني أشوفه!
وقبل أن تبدر منها أية ردة فعل أزاح يدها وأمسك بسحاب الحقيبة ليبدأ بتحريكه ليتفاجأ بها تمسك بيده تمنعه عن المواصلة قائلة بتوسل: لا تفتحها.. ما فيها شي.. ما فيها شي!
تجاهل الاحتراق الملامس لذراعه والشعاع الصادر من عينيها بينما ينظر لها بتركيز شديد متفحصا ملامحها وقال: طيب طالما ما فيها اشي ليش هيك خايفة؟
بدأت دموعها بالجري على خديها تحت الحاح نظراته لتهمس: أشششيااااء خخاصصة
ابتسم بتهكم قاسي ليجيبها بكل الحقارة التي ولدت وترعرعت بظل مكيدتها القاتلة له منذ أربع سنوات : حلو... طالما انها أشياء خاصة فلازم أعرف ايش هي ولا نسيتي اني جوزك!
غزل بدأت تهذي برعب: من شان الله لا تفتحها.. لا تفتحها!
رعبها واصرارها حركت كل الفئران التي لا تغادر صدره أساسا ليزيحها بقسوة من طريقه فتقع مباشرة على السرير وبدأ بفتح الحقيبة تحت انظارها الهلعة! بحلقة عينيه واحمرارهم المفاجيء أنبأت عما به من صدمة... عدا ذلك ما كان الا صنم هامد لا حياة فيه بينما يقف أمام ما كانت تستقتل لاخفاءه عن ناظريه.... رزمة مغلفة بأكياس من النايلون الشفاف ظهرت بقاع الحقيبة... حمراء وسوداء وخضراء و نيليه والكثير غيرها وتحتهم كلهم ملقى بفخامة قميص النوم الأبيض!!!
وفجأة لف وجهه ناحية السرير لينظر لها بقسوة مذهولة بينما هي بدأت بالتراجع فوقه وهي تهمس برعب: مش أنا.. والله مش أنا.. عمتو.. عمتو.. ما كنت أعرف... أنا ما بدي...
اقترب منها بهدوء مميت مناقض لنظرات عينيه الحارقة حتى وضع ركبته على السرير ومال بكل جسده ليقبض على فكها بقبضة يده الشديدة وقال بهمس مقهور: شو بتفكريني ابن مبارح تضحكي على عقله بكم قميص نوم وحركة اغراء ينسى كل اللي عملتيه فيه؟!!
أكمل بينما يشعر بعينيها تكاد تفيض من محجريهما رعبا: لا صحصحي منيح و ركزي... أنا كرم... كرم اللي انخدع فيكي مرة ومش ناوي يكون حمار مرة تانية!!
تأمل احتقان وجهها وبروز ذلك العرق الاخضر الواضح ببشرتها الشفافة لينزل بعينيه متأملا حبات العرق المزينة رقبتها وجيدها بحباتها اللؤلؤية... نزل بنظراته أكثر رافضا صوت العقل الصارخ بالنهي ليتأمل صدرها المختنق بأنفاس يصارع للفظها بصعوده وهبوطه المتكرر!!
غافلا عن حالة الرعب التي اجتاحتها همس بصوت متحشرج بكلمات حاول اقناع نفسه بها قبل اقناعها: بس ما في مشكلة ممكن نجرب عينة من اللي انت ممكن تقدميلي اياه
ما ان اقترب برأسه من الحد الفاصل ما بين عنقها والكتف حتى أطبقت على رأسه بكلتا كفيها تبعده عنها بقوة لا تلائم جسدها الصغير ولكن توازي رعبها القادر على اقتلاع شعره من جذوره.
ابتعد عنها ما ان احس برعبها الشديد ليتركها فاغر الفاه متلاحق الانفاس بينما هي تركته لتركض على عجل تفرغ كل ما في جوفها بالحمام التابع للغرفة امام نظراته المتعجبه وتشهق بقوة أثارت جزعه... لحظات وسمع صوت الماء الجاري وهي ترشقه على وجهها لتخرج بعد القليل من الوقت فتاخذ حجابها وتخرج بوهن صامت أمام عينيه المبهوتتين!!!
أخذ نفسا عميقا آخر حارقا به جوفه فالرئتين ليطلق آهة منطوقة بحرقة قلب محاولا بعثرة الأفكار التي تلوح له بالحاح شديد!! لا يريد أن يصل لنقطة لطالما تجاهلها بتعنت رجل شرقي مجروح الفؤاد... مكسور الكرامة... مهدور الشرف!! ما أسهل أن يعلق كل آلامه وعذاباته على شماعة انوثتها المغبونة ليريح العقل من اعمال الفكر... ما أسهل أن يقنع نفسه بخطئها ليخفف على روحه الهائمة بها تخيل ما عانته من ألم وامتهان!!! وما اسهل اقناع نفسه بثعلبة كل الاناث ان كانت ملاكهن ثعلبة باحتراف!!
وقف ساحقا السيجارة في منفضتها وأمسك بكيس فخم متربعا على الطاولة أمامه متوجها للطابق الأرضي حيث عذاباته بانتظاره!!
.................................................. ................................
دخل كرم غرفة عمر بعد أن طرق الباب ليجده جالسا أمام مكتبه سارحا، نادى عليه بخفوت، حين رآه عمر واقفا أمامه كشّر و أنزل وجهه لكتابه متجاهلا اياه! تكدرت ملامح كرم ولكنه حاول أن يضبط أعصابه قليلا فهو هنا ليكسب أخيه لا ليخسره، يشفق عليه كثيرا من يتم قريب وهذا ما دعاه أساسا ليحاول التقرب منه خاصة وهو يلاحظ جفاءه معه... جفاء كان لا يعرف له سببا حتى ألمح له احمد البارحة أنه ربما يغار منه فهو متعلق جدا بغزل منذ كان طفلا وأنه يعدها اما صغيرة له رغم أنّ فرق العمر بينهم لا يتعدى الأربعة سنوات... أما مهمتها الوحيدة تدليله فقط!!
جلس كرم على الكرسي المقابل لأخيه الأصغر دون دعوة سائلا اياه بصراحة لا يعرف غيرها أسلوبا: أنت مش سامعني بنادي عليك ولك؟ ولا يمكن بتفكرني لسة بلعب معاك بالحارة!!
نظر له عمر بحدة ليقول: أنا من زمان بطلت ألعب بالحارة على فكرة ولا مش ملاحظ أني صرت زلمة
أجابه كرم بذكاء: والزلمة لما بيجي ضيف بوقف وبحترمه خاصة لو كان هاد الضيف أخوه الأكبر منه بخمستعشر سنة على الأقل مش هيك؟!
بلع عمر ريقه بارتباك حرج فيسكت حائرا لا يعرف ما يقول فتابع كرم: يلا أشوف خليك زلمة زي ما بتحكي واحكيلي شو اللي مدايقك مني؟
أشاح عمر وجهه عن كرم بغضب، فعقد هذا الأخير كلا حاجبيه مدركا أنّ الموضوع أكبر من القليل من الغيرة الطفولية فقال له: لسة هسة كنت تحكي انك زلمة والزلمة بواجه مش بدير وجهه وبسكت
أدار عمر رأسه له بسرعة ليقول بقهر منخفض النظرات بينما العيون تشتعل بغيظ مكبوت: أربع سنين غبت فيها ما سألت على حدة.. وراجع هسة كأنه ما صار اشي...
رفع كرم حاجبيه بصدمة حقيقية على حدة ضيق عمر الواضح منه ليسمعه يكمل: لااااا واللي بغيظ وبقهر انهم كلهم مرحبين فيك بكل أريحية عاااادي... واذا بدنا نحكي ابوي قلب الأب ما بستحمل ومشتاق وما بسخى ببكره حبيبه طيب وهي؟! كيف هيك بتنسى اللي عملته فيها بكل بساطة وبتوافق ترجعلك من غير اي احساس بالكرامة؟
قست نظرات كرم ليسأل عمر مدققا في ملامحه: وشو اللي عملته فيها؟
وقف عمر لا اراديا لشدة قهره كازا على أسنانه ليقول: شو اللي عملته فيها؟ لااااا سلامتك ولا اشي بس تركتها وانتوا ما الكم كم يوم متجوزين عشان خافت وقررت ما تسافر معاك على اميركا وطلع معها حق لأنه فعلا طلعت ما الك أمان.. تركتها وما سألت فيها ولا اتطلعت وراك.. لا تذكرتها ولا تذكرتنا
كاد كرم يفقد القليل من بروده الذي يدعيه لولا حشرجة لونت صوت عمر بينما ينهي كلامه!
أطرق كرم برأسه أرضا قليلا ليرفع رأسه ويقول بصوت خشن واضح النبرات: أنا آسف انو ما سألت عليك بالسنين الماضية... ما عندي اشي ابرر فيه قطيعتي الكم بس بدي تتأكد من شغلة وحدة بس
انتظر قليلا حتى نظر له عمر ليكمل: ما عندي أغلى منكم بالدنيا والغيبة أنا كنت مجبور عليها وكانت لمصلحة الجميع... اما غزل... فموضوعي معاها مش مفروض انت أو غيرك تتدخلوا فيه لأنه موضوع بخصني أنا واياها وبس
عاود عمر الجلوس مكانه ليقول مطرق الرأس: لو شفتها كيف تعبت وانهارت بعد سفرك كان بتفهم سبب قهري منها.. أجلت دراستها... ومرضت كتير وتعبت ودخلت المستشفى... بعدين تركتنا...
نظر كرم بعيون فارغة شبه ميتة لعمر الذي شاب صفحة مقلتيه القليل من البلل وهو يكمل: طلعت من المستشفى لدار خالي ضلت عندهم أشهر كتير... كرهتنا وتركتنا بسببك!!
أخذ كرم نفسا طويلا متقطعا ليضع كلتا يديه على ركبتيه ووقف قائلا: برجع بحكيلك اللي بيني وبين غزل ما بيخص حدة غيرنا
ثم مال بجسده قليلا ليتناول الكيس الفخم الذي دخل به الغرفة ليقدمه لأخيه كعربون أخوة أبوية واضعا اياه على مكتبه قائلا: هاد الك.. بتقدر تعتبروا صلحة متأخرة!!
وقف عمر وأخرج ما بالكيس ليفاجأ بما أسعد قلبه غض الشباب... موبايل أحدث طراز لم يملكه أيا من أصدقائه بعد!!
تبسمت عينا كرم قليلا عندما رأى فرحة أخيه بهديته متناسيا كل أسباب ابتئاسه من غيبته الطويلة مدعي الرجولة المبكرة ذاك! استدار متوجها للباب ليقف عندما ناداه عمر قائلا له بصوت خجول: شكرا
أجابه كرم متابعا نحو الباب: مبروك... المهم ما يلهيك عن دراستك.. بدنا علمات بترفع الراس!!
.................................................. ................................



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 25-04-16 الساعة 11:26 AM
bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس