آخر 10 مشاركات
عاشق ليل لا ينتهى *مميزة*,*مكتملة* (الكاتـب : malksaif - )           »          حب في عتمة الأكــــــاذيب " مميزة و مكتملة " (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          وَجْدّ (1) *مميزة** مكتملة* ... سلسة رُوحْ البَتلَاتْ (الكاتـب : البَتلَاتْ الموءوُدة - )           »          485 - قلب يحتضن الجراح - كارا كولتر ( عدد جديد ) (الكاتـب : Breathless - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          5 - الرجل السراب - جانيت ديلي - أحلام القديمة ( كتابة / كاملة ) (الكاتـب : gasmin - )           »          إشاعة حب (122) للكاتبة: Michelle Reid (كاملة) (الكاتـب : بحر الندى - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          الوصــــــيِّــــــة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          جنون الرغبة (15) للكاتبة: Sarah Morgan *كاملة+روابط* (الكاتـب : مستكاوى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-02-10, 07:53 PM   #31

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


" وعلى الرغم من ذلك , فهو لم يرفض العمل مع الخال أرمون!".
" آه , كانت تلك مسألة مختلفة تماما".
ثم تنهدت مارجريت , وأضافت قائلة:
" كان غرقه قضاء وقدرا , ففي فصل الربيع من كل سنة , عندما تبدأ الثلوج بالذوبان , يرتفع منسوب المياه في النهر وتتدفق كميات كبيرة في الحقول والبساتين المجاورة , وقبل خمسة عشر عاما , حدث فيضان رهيب وأجتاحت المياه كافة أنحاء القرية بنسبة لم تشهد له المنطقة مثيلا من قبل , هب جان وبعض الرجال الأقوياء للعمل على أنقاذ الناس من بيوتهم التي أجتاحتها السيول , وقع طفل من أحدى النوافذ الى السيل الجارف و فأستنجدت الأم بجان لأنقاذ الصغير , أخرج معظم جسمه من النافذة في محاولة يائسة للأمساك بالطفل ,ولكنه هوى وراءه فجرفهما السيل و... توفيا".
شحب وجه أيلاين تأثرا , وقالت بلهجة صادقة لا تعرف التكلف:
"يا للهول والفظاعة! لا شك في أنك حزنت كثيرا".
" طبعا , فقد كان جان رجلا طيبا للغاية ... وكنا سعيدين جدا ".
" قيل لي مرة .... أنك تزوجته , لأنك وجدت الأمر مناسبا وملائما".
لم تكن تود توجيه سؤال كهذا الى مارجريت , وبخاصة أثناء التحدث عن موضوع حساس جدا كحادثة الغرق ,ولكن اللسان كان أسرع من العقل و... سبق السيف العذل أجابتها مارجريت بلهجة عادية أذهلتها:
" طبعا ,طبعا , أردت أن اعيش معه وأكون بقربه طوال الوقت , ولم يكن لدي بالتالي أي حل أكثر ملائمة من الزواج , هكذا كانت تقضب التقاليد والعادات في أيامنا , أيتها العزيزة ... أما اليوم , فالأمور مختلفة".
" هل كنت تحبينه؟".
" الحب؟ أوه, أيلاين , ما هو الحب؟ نظريات , أفكار , آراء؟ هل هو تجاذب مغناطيسي قوي بين ضدين ؟ هل هو أستعداد للغفران وتناسي الأخطاء , وتقبل التغييرات؟ أنت لديك رأيك وتفسيرك , وأنا أيضا لدي نظرة معينة بالنسبة الى هذا الموضوع البالغ الحساسية , وحسب وجهة نظري , فقد كنت أحب جان.... وكنا سعيدين معا ومع أوىدنا الثلاثة ... بيار وشقيقتيه".
تطلعت أيلاين مرة أخرى نحو النهر , وهي تحاول أيجاد الشجاعة الكافية لتوجيه السؤال التالي , تنهدت بصوت منخفض ,وقالت لها:
"خالتي مارجريت , أعذريني على هذا السؤال الشخصي جدا ... ولكنني أريد معرفة الجواب بصراحة , حسب وجهة نظرك عن الحب , هل تحبين أيضا خالي أرمون؟".
" بالتأكيد يا عزيزتي , وهل أسهر على راحته وأعتني به على هذا النحو لو لم أكن أحبه؟".
"لا... لا أعتقد ذلك ,ولكن... هل كنت تحبينه قبل جان ؟".
تأملتها مارجريت بهدوء وجدية , ثم قالت لها:
" أحضري كرسيا وأجلسي قربي , فقد حان الوقت على ما يبدو للتحدث اليك بصراحة , "ولأزالة بعض الأشكالات العالقة في ذهنك ربما بسبب جدتك".
"لا, لا , كنت أعني شخصا آخر , لم تقل لي جدتي أي شيء عنك , وقد سمعت هذه الأقوال من شخص ألتقيته بعد زواجي من بيار".
أحضرت كرسيا وجلست قرب السيدة المسنة , ثم مضت الى القول:
" أنا لا أعرف ألا القليل القليل عنك, يا خالتي , كنت طفلة صغيرة لا تعرف الكثير عن الناس ,وفي الصيف الماضي....".
توقفت عن متابعة جملتها , لأنها أمضت طوال الصيف والخريف الماضيين غارقة في الحب حتى أذنيها .... صماء عمياء عما يدور حولها , قالت لها مارجريت بنعومة:
" يبدو أنني مضطرة لأطلاعك على كل شيء منذ البداية , عندما عملت لفترة كممرضة في أحد المستشفيات في بواتيه , ألتقيت أرمون أثناء تلك الفترة , حيث أمضى بعض الوقت في قسم الجراحة الذي كنت أعمل فيه , توطدت بينننا عرى الصداقة , ودعاني لدى مغادرته المستشفى بعد عمليته الجراحية الى زيارته في شامبورتن , سمعت الكثير قبل ذلك عن القصر والعائلة العريقة التي تتوارثه جيلا بعد جيل , فشعرت بأعتزاز كبير وسعادة فائقة , ولكن أبي وأمي تضايقا كثيرا , لأن أرمون كان عازبا يقيم بمفرده.... ويكبرني بسنوات عدة ... ولأننا أيضا من طائفتين مختلفتين"


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-02-10, 12:39 AM   #32

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وتابعت:
" أتيت مرة الى القصر , فألتقيت ألانور وزوجها البريطاني وأبنها الصغير ... والدك , شعرت على الفور أنها ليست موافقة على صداقتنا , ولما حضرت في المرة التالية , أوضحت لي أنني شابة غير مرغوب فيها بالنسبة الى عائلة سان فيران ... نظرا للفوارق والطائفية , تأثرت الى حد ما , بحيث أنني رفضت الدعوة التي وجهها أرمون لي خلال الأسبوع ذاته ... والدعوات اللاحقة , وفيما كنت أغادر المستشفى ظهر أحد الأيام , فوجئت به ينتظرني في سيارته ,طلب مني مرافقته في نزهة قصيرة , فلم أمانع , وعندما علي الزواج , رفضت".
" أوه ! لماذا؟".
" تعرفت خلال فترة الأنقطاع عن زيارته على شخص آخر أعجبني أكثر من أرمون , لأنه كان مختلفا عنه.... أقوى منه.... أكثر حيوية".
"جان دوروشيه؟".
" نعم , كان جان الأبن الأصغر لرجل يملك مساحات لابأس بها من الحقول والبساتين , ولكنها أصغر بكثير منة شامبورتن , كان أفراد عائلة دوروشيه معروفين بحيويتهم ونشاطهم , وبخبرتهم الواسعة في المجالات الزراعية , طلب مني جان بعد فترة معينة الزواج منه , فقبلت دون تردد وعقد قراننا في بلدتي... قبل أربعين عاما تماما".
" وماذا فعل خالي أرمون؟".
" بعث لنا هدية عرس رائعة ,ولكنه لم يقل شيئا لبعض الوقت , كان يواجه مصاعب جمة في كرومه وبساتينه , لأنه لم يكن نشيطا أو متمرسا بما فيه الكفاية لأدارة أعماله بنفسه, بدأ مستوى الأنتاج والنوعية يتدنى بسرعة كبيرة , بحيث بدا أن المستوى العالمي الذي توصلت اليه عائلته منذ حوالي مئتي عام سينهار الى الحضيض, وعند ذلك , أتصل أرمون بجان وطلب منه تولي أدارة شامبورتن".
" هل شعرت بالسرور نتيجة لذلك؟".
"نعم , لأجل جان , كان ذلك أعترافا واضحا بقدراته , وتحولا جذريا في أوضاعه المالية , فمع أنه ورث نصف ممتلكات والده , ألا أن المساحة كلها لم تكن كافية لسد أحتياجات عائلتين كبيرتين , أحتفظ بنصيبه من بساتين دوروشيه , وأنتقل الى شامبورتن للعمل فيها , خصص لنا أرمون بيتا صغيرا , حيث ولد بيار وشقيقتاه ,وبعد مرور بضع سنين على أقامتنا هنا , طلب مني أرمون أن أعمل كمدبرة لمنزله , وفي السنة الخامسة والعشرين لزواجنا , توفي جان غرقا .... كما تعلمين , لم أترك عملي هنا .... ولما عرض علي الزواج منه بعد أنقضاء ثلاثة أعوام على وفاة جان , ترددت قليلا ثم وافقت , ظل مخلصا لي طوال الوقت , حتى بعد زواجي من رجل آخر , لم يحب أحدا غيري خلال تلك الفترة التي أمتدت أكثر من ربع قرن , وشعرت بالتالي أن علي منحه بعض السعادة مقابل هذا الوفاء الرائع والنادر".
تأثرت أيلاين بهذه القصة العاطفية الرقيقة , وبأخلاص خالها المتفاني للمرأة التي أحبها منذ البداية , قالت لمارجريت بصوت رقيق ناعم:
" أشكرك كثيرا على أبلاغي هذه التفاصيل كلها , فالشخص الذي أطلعني على القصة كان مخطئا تماما.... قالت لي أنك تزوجت جان لتكوني قرب أرمون ,ولكن هذا الكلام ليس صحيحا , لأن جان لم يكن يعلم هنا عندما تزوجتما...".
" العكس هو الصحيح , يا حببتي , فمن بين الأسباب التي حدت بأرمون ليطلب من جان الأنتقال الى شامبورتن وتولي أدارة أعمالها , رغبته في رؤيتي بين الحين والآخر , لم أعرف هذه الحقيقة ألا عندما أخبرني أياها أرمون بنفسه , بعد مضي سنوات على أنتقالنا الى هنا , فالتي أخبرتك خلاف ذلك , لا بد أنها تعمدت الكذب لتشويه سمعتي والحط من قدري وكرامتي أمامك".
عصف الأحمرار بوجنتي أيلاين الشاحبتين , لأنها لم تتمكن من أخفاء ردود فعلها على تلك الملاحظة الصحيحة والذكية , أحنت رأسها خجلا , فضحكت مارجريت فجأة وقالت:
" كم أتمنى معرفة السبب الذي حمل تلك المخلوقة على الألاء بهذه المعلومات الكاذبة والمضللة , لد تأكد لي منذ بداية حديثنا , أن الشخص المقصود هو أمرأة تسعى الى الأنتقام ... لأنها تعرضت للأنتقاد, للتأنيب, وأكثر من ذلك كله ... للرفض".
ضحكت مارجريت ثانية عندما شاهدت الدهشة والأستغراب في عيني أيلاين , ومضت الى القول:
" لا تقلقي , يا عزيزتي , فأنا لست عالمة بأمور الغيب أو قادرة على قراءة أفكار الآخرين ,كل ما في الأمر أنني خبيرة الى حد ما بعقلية الناس وتصرفاتهم , ألم تكن سولانج بورجيه هي التي حدثتك عني؟".
هزت أيرأسها أيلاين بذهول بالغ, ولم تتمكن للمرة الثالثة على التوالي من الرد أو التعليق على كلام مارجريت , لم تضحك السيدة الهادئة هذه المرة , ولكنها تنهدت بأنقباض وقالت:
" كنت أخشى ذلك, وكان من واجبي تحذيرك منها في حينه أقلقتني محاولاتها للتقرب منك ومصادقتك , ولكنك بدوت سعيدة مع بيار... وتصورت أن الحب سيحميك منها".
ظهر الأرهاق بجلاء في وجه مارجريت وعينيها , فأحست أيلاين بوخز الضمير أتجاه حماتها... وبرغبة قوية في التفكير بعض الشيء عن التفكير بها بمثل تلك الطريقة المشينة , قالت لها بصدق وأخلاص:
" أنت متعبة جدا , يا خالتي مارجريت , لماذا لا تأخذين الآن قسطا وافرا من الراحة , فيما أذهب أنا للجلوس في غرفة الخال أرمون , أخبريني فقط عن الخطوات المطلوبة , أذا أستيقظ وأراد شيئا".
" شكرا لك يا أيلاين , على هذا الأقتراح الكريم, أنا حقا منهكة الجسم والأعصاب , بسبب سهري طوال اللليلة الفائتة وسأقبل أقتراحك بكل سرور , أذا وعدتني بأيقاظي في حال حدوث أي تطورات غيرعادية".
" أعدك بذلك".
" أذا أستيقظ , أجلسي على حافة سريره ... أصغي اليه... أمسكي يده... أظهري له أنك مهتمة به وتحبينه , أبلغيني فورا أذا شعرت بأنه متألم , أو على الأقل أطلعي الممرضة الأخرى التي تنام الآن في الغرفة المجاورة , سأطلب من جاك أحضار طعامك الى غرفة أرمون, أوه, أيلاين, ستشعرين بالضجر والملل وأنت جالسة لا تفعلين شيئا .... ساعة بعد ساعة".
أبتسمت أيلاين , وقالت لها بصراحة:
" هذا ما أتوقعه, ولكنني أعتقد أن الوقت قد حان كي أبدأ أنا في مساعدة الآخرين".
بادرتها مارجريت األأبتسامة بأحلى منها , ثم قبلتها وقالت:
" أنت هنا ,ونحن سعداء بوجودك ... نحن جميعا , أيتها الحبيبة , وآمل من صميم قلبي في أن يكون كلامك لخالك عن البقاء , جديا ونابعا من القلب, فهذا هو بيتك , يا عزيزتي ".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-02-10, 12:55 AM   #33

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

أخذت مجلتين وذهبت الى غرفة خالها ,ولكنها لم تتمكن من ركيز عقلها أو أهتمامها على أي من الموضوعات الشيقة والمثيرة فيهما , أحضر لها جاك طعام الغداء بعد حوالي نصف ساعة , فتناولته بشيء من العصبية... وهي تفكر بأقوال تلك المرأة الخبيثة اللعينة سولانج, دخل بيار حوالي الواحدة والنصف , ووقف قرب سرير الرجل المريض ثم قال:
" يبدو مرتاحا كثيرا في نومه , وكأن جميع مشكله قد حلت أخيرا...وبخاصة عندما أبلغته أنك باقية بصورة نهائية".
" أنت لا تريدني أن أبقى , أليس كذلك؟لم تكن أبدا راغبا في عودتي".
" وماذا يحملك على هذا الأعتقاد؟".
"لم تأت لمقابلتي في المطار".
"ماذا دهاك يا أيلاين ؟ ألم أخبرك عن سبب التأخير؟ كنت مع صديق قديم خدمت وأياه عامين كاملين في الجندية , فطالت سهرتنا عن غير قصد ونحن نستعيد ذكريات الماضي".
" حاولت الأستفسار منك عن سبب عدم تجاوزك سيارتي وأيقافي , فأجبتني بلهجة غامضة , فما علاقة السهرة الطويلة حتى الفجر , بعدم تجاوزي...مع أنك كنت قادرا تماما على ذلك؟".
"ها قد عدت ثانية , أيتها العزيزة ,الى تصرفاتك السابقة , تتخيلين بعض الأمور , ثم تتخذين مواقف وقرارات معينة... بناء على هذه التخيلات".
"هذا غير حيح أطلاقا , فأنا لا أريد معرفة الحقيقة , أنت لا تريدني هنا , وترفض مع ذلك البحث في موضوع الطلاق ,لماذا تتهرب ذائما من الخوض في هذه المسألة , على الرغم من أصراري المتزايد لمعرفة السبب الحقيقي لهذه التصرفات المتناقضة؟".
" أهدأي , فسوف تزعجين خالك ,هل تعتبرين أن غرفة أرمون هي المكان الصحيح لبحث مشاكلنا الزوجية؟".
هبت واقفة وهي تتمتم بكلمات مبهمة , ثم توجهت نحو النافذة , لحق بها بيار , وسألها عن قرارها فيما يتعلق بالسيارة الصغيرة المستأجرة , هزت كتفيها ولم تجبه , فقال لها بلهجة مرحة يغلب عليها طابع السخرية:
" سأساعدك في أتخاذ القرار المناسب , يوجد فرع للشركة في أنجولام , وقال لي مديره قبل قليل أنه مستعد لأرسال السيارة غدا الى باريس مع أحد موظفيه ... أذا كنت راغبة في أخذها له بعد ظهر اليوم".
" هل أنت مصمم على أن أتخلى عنها؟".
" أنا مجرد فلاح مقتصد لا يحب التبذير , ويحاول فقط أقناعك بتوفير بعض النفقات غير الضرورية , فأنت لست بحاجة الى هذه السيارة أثناء أقامتك هنا , أذ توجد سيارات أخرى يمكنك أستخدامها في أي وقت ولأي غرض ... حتى أذا أردت الهرب مجددا , وعليه, فهدفي مادي بحت".
"لا أقدر على الذهاب الى أنجولام هذا اليوم , لأنني وعدت الخالة مارجريت بالبقاء مع خالي حتى تتمكن هي من النوم بعض الوقت".
" لا بأس , سآخذ السيارة نيابة عنك , على أي حال , كنت أنوي الذهاب الى أنجولام بعد ظهر اليوم".
" كيف ستعود أذن , بعد أن تترك السيارة هناك؟".
" أوه, أنك تفكرين أحيانا على ما يبدو! لا تقلقي , فسوف أتدبر أمري ... هذا أذا أردت العودة الليلة , أما أذا قررت البقاء هناك خلال الليل , فلن أعود ألا في وقت متأخر من قبل ظهر غد بسبب العطلة الأسبوعية , هل سوي الأمر أذن؟".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-02-10, 06:23 PM   #34

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

لم تهمها السيارة ونفقاتها , بقدر ما همها موضوع بقائه أثناء الليل في أنجولام ,هل سيمضي الليلة في شقة سولانج؟ اللعنة! قالت له متمتمة:
" نعم , أعتقد ذلك".
" آمل في أن تقضي وقتا طيبا مع مريضك, وشكرا لك على مساعدة أمي , سأراك في وقت لاحق ".
" في وقت لاحق؟ ستعود الليلة أذن؟".
أستدار نحوها بعد خروجه من الباب ونظر اليها بتحد, قائلا بصوت رقيق ناعم:
" وهل يهمك أذا عدت الليلة أو لم أعد؟ كنت واضحة جدا معي عندما قلت لي أنك تفضلين النوم على أنفراد , الى اللقاء , يا زوجتي العزيزة".
فتحت الباب الذي أغلقه وراءه بهدوء ,وهي تشعر برغبة جامحة في اللحاق به , ولكن.... ماذا ستقول له عندئذ : ل ستعترف له بأنها مهتمة كثيرا بأمر عودته هذه الليلة , وبأنها لا تريد النوم وحدها؟ هل يمكنها الأفصاح له عن أستعدادها التام لأستضافته في ذلك السرير المزدوج , وللقيام بأي شيء للحيلولة دون تمضية الليل مع سولانج؟ أوه , يا لهذه الغيرة القاتلة التي تثبت بشكل قاطع... أنها.... تحبه ,وتريده أن يبادلها هذا الحب!
دخل حياتها قبل سنة , وتملكها بصورة تامة... قلبا وروحا وجسما , وها هو الآن , وبعد أقل من أربع وعشرين ساعة على وصولها , يعيد الكرة , هل فشلت جميع محاولاتها خلال الأشهر التسعة الماضية لنسيانه , وطرده من حياتها.... وقلبها؟ تصورت أنها نجحت في ذلك وأصبحت على وشك التعلق برجل آخر , ولكن ساعات قليلة معه أحبطت كافة المحاولات والجهود لمقاومة سيطرته وهيمنته عليها!
" أيلاين ؟ هل لا تزالين هنا؟".
" نعم , خالي".
" عظيم , أن سعيد ببقائك هنا , ثمة أشياء كثيرة أريد أطلاعك عليها , وبخاصة وصيتي".
" لا تتعب نفسك أبدا , يا خالي, بالتحدث عن موضوع كهذا ".
"بلى , يا عزيزتي , فمن الضروري جدا أبلاغك كافة التفاصيل , أريدك أن تبقى هنا مع بيار... وتظلي زوجته , أذا هجرته مرة أخرى أو طلقته , ستفشل خطتي .... وستتحول شامبورتن الى أيد غريبة , أيلاين , أنا أعتمد عليك , أريدك أن تبقي هنا وتحافظي على تقاليد عائلتنا , ولكنك لن تتمكني من ذلك وحدك ودون مساعدة بيار".
" أرجوك يا خالي, لا ترهق جسمك وأعصابك , دعني أتحدث اليك وأخبرك عن عملي , فسوف يسرك ذلك الى درجة كبيرة , يقول تشارلز أنني أصبحت خبيرة في المجالات الزراعية , ولدي معلومات وافرة وواقية في حقل التسويق وأدارة الأعمال".
" أنا سعيد جدا , يا حبيبتي , فهذه دماء سان فيراان التي تجري في عروقك , ولكنه يتحتم عليك ... عليكما أنت وبيار, أنجاب طفل... ر, أطفال عدة , لو بقيت هنا , يا أبنتي , لكنت الآن في مرحلة متقدمة من الحمل ... وكنت سأشاهد حلمي يتحقق أمام عيني .... وقبل ماتي , لن أفهم أبدا سبب هجرك لبيار , لا أفهم أساليب شابات هذا العصر , ولكنك عدت وستبقين , وأذا كان بيار من تلك الطينة من الرجال , التي أعتقد جازما أنه منها , فلن يدعك تتركينه مرة أخرى , أبقي معه , لتنجبي وريثا لشامبورتن".
تنهد بحسرة ومرارة وأرتجفت يده الضعيفة الممسكة بيدها , ثم أضاف بلهجة حزينة مؤثرة:
" كنت أتمنى من صميم قلبي أن أحمل طفلكما الأول على الأقل بين ذراعي , وأضمه الى صدري بنفس المحبة والحنان اللذين أكنهما لك , ولكنني أعرف الآن أنني لن أكون هنا عندما يولد ذلك الطفل الحبيب".
أحست أيلاين برغبة في البكاء , ها هو خالها المحتضر ينتظر منها ردا أيجابيا , ولكنها لم تتمكن من ألزام نفسها بوعد كهذا , قالت له بصوت مرتجف:
" أنا أحب الأطفال يا خالي , ولكن الأنجاب قد لا يكون ممكنا بصورة دائمة".
"ماذا؟ ماذا تعنين بأنه ليس ممكنا ؟ أنت شابة قوية وتتمتعين بصحة جيدة , وبيار رجل أكثر من طبيعي ... جسميا وعقليا , هل تحاولين الأيحاء لي بأنك أمرأة باردة جامدة متحجرة , لا تشعر بأي تجاوب مع الرجل؟ أذا حاولت ذلك, فلن أصدقك ... لأنني كنت أراكما في لصيف الماضي بأم العين تتبادلان العناق المحموم حتى قبل زواجكما , أنت لا تعانين من أي مشكلة , أيتها الحبيبة , أليس كذلك ؟ آه , باه, ستكون القشة التي ستقصم ظهر البعير ... أذا قلت لي , لا سمح الله, أنك... عاقر!".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-02-10, 06:38 PM   #35

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

خجلت أيلاين من كلام خالها , وسرها أن ما من أحد يسمع كلامه ويشاهد أحمرار وجنتيها , لم يتحدث معها أي أنسان من قبل, وبخاصة الرجال, بمثل هذه الصراحة المتناهية... عن أمور شخصية الى هذه الدرجة , وأدهشها أكثر من ذلك صدور هذا الكلام عن خالها العجوز , الذي كانت تعتبره دائما رمزا للتعقل والحكمة والجدية , قالت له بتردد:
" لا... لا أعتقد ذلك".
" هذا يعني أنك لست متأكدة , سنعرضك على الطبيب سيرفين لأجراء المعاينات والفحوصات الضرورية , ولمعالجتك في حال....".
" لا , أوه, لا حاجة لذلك أبدا , فأنا لا أعاني أطلاقا من أي شيء من هذا القبيل , يا خالي, فصحتي بخير والحمد لله".
" لماذا أوحيت أذن بأنكما لن ترزقا أطفالا ؟ أنت هنا الآن... أنت زوجته وعلى وفاق معه , فماذا يحول دون ممارستكما مهامكما الزوجية و...و....".
لم يتمكن من أكمال جملته , نتيجة لنوبة السعال الحادة التي أنتابته , قفزت أيلاين من مكانها , ثم نحنت فوقه وقالت بلهفة صادقة ومذعورة:
" أرجوك يا خالي, أهدأ وخفف من توتر أعصابك , سيكون كل شيء على ما يرام... أعدك بذلك , سأحقق رغبتك , بأذن الله ".
توقف السعال , ولكن صدره الضعيف ظل يعلو ويهبط ........... وكأنه غير قادر على التنفس , أختفى اللون تماما من شفتيه المرتجفتين , وحل أزرقاق مرعب محل الأصفرار والشحوب في وجنتيه , سألته بخوف وذهول:
" هل أنت بخير؟ هل تشعر بألم؟ هل أوقظ الممرضة أو خالتي مارجريت؟".
ضغط على يدها بقوة لم تكن تتوقعها , وقال لها:
" لا, لا, يا أبنتي, سأكون بخير خلال لحظات , لقد وعدتني الآن, وهذا يريحني ويسرني , أن لم تبقيا معا ويرزقكما الله عز وجل طفلا , أو بالأحرى مجموعة أطفال , فلن يتحقق حلمي...".
أغرورقت عيناه المتعبتان بالدموع التي بللت خديه ووسادته , فسألته:
" أي حلم , يا خالي؟".
" الحلم أياه,. الذي يراودني منذ سنوات عديدة , الحلو بولادة طفل تجري في شرايينه دماء عائلة سان فيران... ودماء المرأة التي أحببتها , أنت تعرفين أنها تزوجت رجلا آخر... تزوجت جان دوروشيه , ومع ذلك بقيت أحبها عن بعد .... كأولئك الفرسان المساكين في قصص الفروسية والغرام, هل تذكرين , يا أبنتي تلك القصص التي أخبرتك أياها عن أغاني شهداء الحب؟".
" نعم , أتذكرها , يا خالي , وأذكر أيضا بوضوح شبه تام , أن أغنيتي المفضلة كانت تلك التي تتحدث عن الوردة العاشقة ".
" وأنا كذلك , كنت أحبها كثيرا , أعذريني الآن , أيتها الحبيبة , فأنني متعب للغاية وسأنام خلال لحظات , أشعر بأرتياح بالغ, وبخاصة من الناحية النفسية و ولا يهمني بعد الوعد الذي قطعته على نفسك أمامي ... ما أذا كنت سأنام الى الأبد أم لا".
دقت الساعة الرابعة , ففتح باب الغرفة ودخلت مارجريت ثم لحقت بها ماري ...التي كانت تحمل صينية الشاي , طلبت سيدة القصر من الخادمة الشابة أن تضع الصينية على الطاولة القريبة من النافذة , ثم تطلعت نحو أرمون وقطبت حاجبيها , أمسكت بمعصمه لجس نبضه وقالت:
"نبضه ضعيف للغاية , ماذا كان يفعل ؟ يتحدث؟".
" نعم . تحدث طويلا , وبأنفعال وتأثر , عن وصيته , حاولت جاهدة ثنيه عن متابعة الكلام , فلم أنجح كثيرا".
"هل دخلت معه في جدال حول الوصية؟ أنه يشعر بأرتباك شديد كلما تحدث عنها".
" لا , لم أفعل ذلك أطلاقا , ولكنه أصر على معرفة السبب الذي يحول دون أنجابي طفلا! قال أن حلمه لن يتحقق ما لم نرزق أطفالا".
" أنه يتحدث عن هذا الموضوع بأستمرار ,ويتصور أنه قادر على تنظيم حياتكما كما يريد أو يتمنى , مسكين أرمون ... فهو طيب القلب ورقيق المشاعر الى حد كبير , هيا , يا عزيزتي لنشرب الشاي , من المؤكد أن حديثه عن الأطفال قد أزعجك".
سألتها أيلاين بعد قليل عما أذا كانت تعرف شيئا عن الوصية, فأجابتها مارجريت بهدوء:
" لا, فهو يحب الأبقاء على سريتها ... مع أنه يتحدث عنها بأستمرار , أعد هذه الوصية في العام الماضي , وبعد فترة قصيرة جدا من زواجكما".
" هل يعرف بيار محتويات الوصية؟".
" ربما, ولكنه لم يذكر لي أي شيء من هذا القبيل , أذا كان الأمر يوعجك أو يقلقك , فلماذا لا تسألينه بنفسك؟ لقد قمت اليوم بنصيبك من أعمال الخير , فلماذا لا تذهبين الآن وتتمتعين بما تبقى من ساعات النهار والسهرة!".
الرابعة والنصف تماما, ربما لم يترك شامبورتن بعد , قالت:
" أعتقد أنني سأفعل ذلك , هل سأراك أثناء العشاء؟".
" لا, ليس هذه اللليلة , سأتناول طعامي هنا , لأفسح لكما المجال بالأنفراد معا , للتعويض ولو جزئيا عن الأوقات الثمينة التي فقدتماها , هيا , أذهبي الآن".
غادرت أيلاين الغرفة على عجل لتحول دون ذهابه الى أنجولام , وألا فلن يتمكنا من تناول العشاء على أنفراد ... ولن تسنح لها فرصة كهذه للتحدث معه وتوجيه عدد كبير من الأسئلة الهامة اليه, لن تدعه يذهب الى سولانج ,ولكن.... سيارة الرينو لم تعد هناك , قال لها جاك أن السيد بيار غادر شامبورتن قبل نصف ساعة تقريبا ,وسألها عما أذا كانت تسمح له بتقديم الطعام في وقت مبكر نوعا ما... لأنه سيذهب وزوجته الى أنجولام أيضا لحضور مسرحية فكاهية , قالت له بصوت حزين:
" بالتأكيد يا جاك , سأقوم الآن بنزهة في الحديقة , أبلغني عندما يكون الطعام جاهزا".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-02-10, 07:46 PM   #36

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

5- الصدمات تتوالى
جلست أيلاين الى المائدة الطويلة , في القاعة ذات السقف العالي , لتتناول طعامها على أنفراد , شعرت بأنها صغيرة ووحيدة جدا في تلك القاعة الضخمة , مع أن الطعام كالعادة كان شهيا للغاية وجاك يقف متأهبا لخدمتها والسهر على راحتها.
لماذا كل هذا التعب والأزعاج لأجل شخص واحد , بخاصة هي نفسها التي أعتادت على حياة بعيدا عن التكلف والشكليات ؟ ألم يكن بأمكانها مثلا أن تعد طعامها وتتناوله في المطبخ , كي يتمكن جاك وزوجته من الذهاب في وقت مبكر ؟ ولكن وظيفتهما تقضي بأعداد الطعام وتقديمه , وأن لم يفعلا ذلك.... فماذا سيفعلان؟
لا بأس أحيانا بقليل من الرفاهية والعظمة , ولكن الوقت الآن ليس مناسبا أبدا , فهي تحس بوحدة قاتلة وتشعر بأنها رهينة... رهينة حلم خيالي لرجل عجوز , ورهينة زواج من رجل لا يحبها , هل هذا هو هدفها في الحياة؟ هل هي حقا مسؤولة عن تحقيق حلم خالها أرمون؟
أخذ جاك صحنها الفارغ من أمامها , في الوقت الذي تحولت فيه أفكارها نحو بيار , هل يشعر هو أيضا بأنه رهينة , رهينة زواج من أمرأة لا يحبها ... رهينة طموحه وأحلامه؟ مسكين بيار... مسكينة أيلاين , فهما واقعان في شرك يصعب التخلص منه , أحست برغبة في البكاء ,ولكنها سمعت جاك يقول لها:
"سيدتي , وضعت لك صينية القهوة في قاعة المكتبة".
" شكرا يا جاك , يمكنك الذهاب وزوجتك الآن".
كادت تضجك بصوت عال, بسبب اللهجة الرسمية التي غلبت على كلامها , هكذا تتحدث سيدة القصر في القصص والروايات ... السيدة الحزينة , التي تتناول طعام العشاء وحدها , لأن زوجها ذهب في زيارة مبهمة , فتح جاك الباب بهدوء وقال لها بتهذيب ولضح:
" تصبحين على خير , يا سيدتي".
أبتسمت له , وقالت:
" تصبح على خير , يا جاك, أتمنى لكما مسرحية جيدة ووقتا ممتعا ".
ألقت نفسها علىمقعدها المفضل , وراحت تحدق بأبريق القهوة وتفكر بالليلة السابقة , كان بيار جالسا معها , صحيح أنه لم يتحدث ألا نادرا , ولكنه كان هنا ...ز قربها , فهو الآن مع سولانج في أنجولام , فيما هي جالسة وحدها حزينة بائسة.
صبت فنجانا من القهوة وشربته دفعة واحدة, دون أضافة القطعتين المعتادتين من السكر... وذلك كي تساعدها المرارة الشديدة على الأستفاقة من ذهولها , أوه ,يا لهذا الصمت الرهيب الذي يغلفها من كل جانب! تبا لهذه الوحدة المؤلمة التي تشكل عبئا ثقيلا على كاهلها , وتغرقها في جو من الكآبة لم تعرف له مثيلا من قبل.
لم تعد قادرة على تحمل هذا الشعور الخانق , وأحست برغبة للتحدث مع ... مع أي أنسان يمكنه تفهم وضعها ومساعدتها على التخفيف من آلامها , هذا هو الوقت المناسب للأتصال بجيرالد ,لأبلاغه عن أضطرارها للحصول على أجازة طويلة , صبت فنجانا آخر من القهوة ثم حملته الى المكتب الخشبي الأنيق ,ووضعته قرب جهاز الهاتف , لتشربه أثناء أنتظارها المكالمة مع لندن , أتصلت بمركز الهاتف , وأعطت أحدى العاملات فيه رقم الهاتف في شقة جيرالد .
أوصلها المركز بعد دقائق معدودة بالرقم المطلوب , فوضعت فنجانها على الطاولة وأنتظرت سماع صوت جيرالك بين لحظة وأخرى , ولكن عاملة الهاتف الفرنسية نصحتها بعد فترة معينة بمحاولة الأتصال في وقت لاحق , لأن ما من أحد على ما يبدو سيرد على المكالمة الحالية , جيرالد أيضا موجود خارج بيته! لم لا؟ فيوم غد هو عطلة أسبوعية وهذه الليلة مخصصة للسهرات ! ربما ذهب لزيارة بعض الأصدقاء أو لحضور حفلة موسيقية , أو ربما يكون الآن مع أمرأة أخرى .... مثلما يفعل بيار!
حوّلت أيلاين أفكارها فجأة , وبصورة متعمدة , عن المسار الذي أنطلقت فيه ... رأفة بقلبها وبمشاعرها , طلبت من موظفة الهاتف رقما آخر في لندن ,وما هي ألا دقائق قليلة حتى أجري الأتصال بشقة أبن عمها تشارلز وسمعت بأرتياح صوتا ناعما يقول:
" جيني كوبر".
" مرحبا, يا جيني , هل تعرفين من يتحدث معك؟".
" أوه, أيلاين , كيف حالك أيتها الحبيبة ؟ وكيف حال الخال أرمون؟".
" أنا بخير , والحمد لله ,ولكن الخال أرمون ليس على ما يرام , أعتقد أنه لن يتمكن من مقاومة المرض والشيخوخة فترة طويلة ".
" آسفة لسماع ذلك... فهو رجل طيب للغاية".
" جيني , لن أتمكن من العودة في الوقت الراهن , وعدت بالبقاء حتى النهاية ... وهي لن تطول كثيرا على ما أعتقد , أنت تتفهمين الوضع على حقيقته ,أليس كذلك؟".
" طبعا , يا حبيبتي , سأنقل رسالتك الى تشارلز , ليبلغهم في المكتب أنك لن تحضري الى العمل صباح الأثنين".
" شكرا , حاولت الأتصال بجيرالد لأبلاغه المعلومات ذاتها , ولكنه لم يكن في شقته ".
" صحيح , فقد أخذ أجازة لبضعة أيام وذهب في رحلة بحرية , أعتقد أنه أتخذ قراره بصورة مفاجئة , وفي اللحظة الأخيرة , قال أنه قد يذهب الى فرنسا ,ولكنني لا أعرف ما أذا كانت لوسي ستوافقه على هذا الرأي".
هل بدأ جيرالد يغازل لوسي , شقيقة جيني الصغرى, التي تكبرها بعام واحد؟ تمتمت أيلاين ببضع كلمات عادية تعليقا على كلام جيني , فمضت الأخرى الى القول:
" أتصور أنهما قررا القيام بهذه الرحلة البحرية , لأن الطقس رائع للغاية ,كيف حال الطقس عندكم؟".
" حار وجاف جدا".
" هذا الطقس بالذات يناسب كروم العنب.... الأمر الذي يذكرني ببيار, كيف حاله هذه الأيام؟".
" بخير , شكرا".
" هل من أمل في أعادة الأوضاع بينكما الى سابق عهده؟".
" أوه , جيني , لا يمكن بحث مثل هذا الموضوع الجدي أثناء مكالمة هاتفية!".
" حسنا , يا حبيبتي , سنبحثه في وقت لاحق , كنت أتمنى فقط أن تتم المصالحة بينكما , وتتمكنا من العيش معا بوفاق ومحبة , على أي حال , ستكتبين لنا أو تتصلين بنا لأطلاعنا على التطورات الصحية لخالك , أتصور أن وفاته ستحدث ضجة كبيرة عندكم ,بما أنه ليس لديه أي وريث مباشر".
" سيحدث ذلك بالتأكيد , وداعا يا جيني".
" وداعا يا حبيبتي".
, وأهتمي بنفسك".
عادت أيلاين الى مقعدها ,وهي تشعر بوحدة أكثر أيلاما من قبل , جاك وزوجته في طريقهما الآن لحضور مسرحية فكاهية .... الخادمة الحلوة ماري موجودة مع صديقتها , أو على الأقل مع رفيقاتها , وجيرالد على ظهر سفينة سياحية فخمة , أو في ناد على الساحل الفرنسي مع بعض الأصدقاء ..... ولوسي.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-02-10, 09:07 PM   #37

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

نعم , لقد لاحظت أكثر من مرة أهتمام لوسي بجيرالد , لو لم تحضر الى شامبورتن , لكان جيرالد دعاها هي على الأرجح لمرافقته في هذه الرحلة الرائعة , أوه, ليس هذا الأمر هاما على الأطلاق! فالشيء الذي يؤديها كثيرا ويجرح شعورها , هو جلوسها هنا على أنفراد في حين يمضي بيار السهرة الأسبوعية , وبقية الليل , مع سولانج.
يا لسخرية الأقدار وظلمها! لو كانت تعيش هنا مع بيار وحده , وبالوفاق التام الذي تتمناه من صميم قلبها , لما كان القصر موحشا الى هذه الدرجة المذهلة , لو كان ذلك الأمر ممكنا , لكان أولادهما يسرحون ويمرحون مع بعضهم ومع الأصدقاء الكثر .... فيما تقيم هي وزوجها الحفلات والمآدب والسهرات.
وضعت يديها على رأسها وضغطت بقوة , لكي تتمكن ولو قليلا من تخفيف الصداع الحاد الذي بدأ يزعجها ويقلقها , اللعنة! ها هي تغرق مجددا في بحر من العواطف الرقيقة , وتحاول التعلق بتمنيات ليست أكثر من مجرد أضغاث أحلام , لن تقدر على الوفاء بوعدها لخالها أرمون , لأن الظروف الحالية لا تسمح لها بتاتا بالبقاء في شامبورتن بعد وفاته والعيش مع بيار ... كزوجة!
سمعت ساعة الحائط تدق تسع مرات ,فأستفاقت من ذهولها , ستذهب الى غرفتها , حتى في هذا الوقت المبكر , فالقصر غارق في صمت كئيب , ورائحة المرض ,وربما الموت , تعبق بين جدرانه وفي قاعاته وممراته.
أستحمت للمرة الثانية وتعمدت البقاء فترة طويلة في الماء الساخن ,لتريح جسمها وأعصابها بعض الشيء , أرتدت ثياب النوم الرقيقة الشفافة ,وسرحت شعرها وتعطرت ....ثم ضحكت , لماذا هذا الأغراء كله , وهي ستنام وحدها... فيما سينام الرجل الذي تحبه مع المرأة التي يحبها؟
أطفأت نور الغرفة بعصبية , وذهبت الى النافذة المفتوحة , ضوء القمر الساطع , صفاء السماء ودفء الجو, هدوء الليل , عطر الورود الفواح... وعصفور يغني ! ليلة صيف رائعة ومثالية ...ليلة من الظلم والأجحاف تمضيتها على أنفراد! أين العدل والأنصاف؟ أنها ليلة للحب .. للمحبين والعاشقين ,وليست للعزلة والوحدة!
تأوهت بحزن وألم , وركضت بسرعة نحو سريرها , أستلقت علىظهرها وراحت تحدق بسقف الغرفة , علها تتمكن من طرد تلك الأفكار الحزينة والموجعة من رأسها , وفجأة , أنهمرت الدموع بغزارة من عينيها وأخذت تبكي بمرارة لم تشعر بمثلها من قبل , سيساعدها البكاء على النوم ... وسينقذ عواطفها المنهكة من براثن الأنهيار .
سمعت صوت باب يغلق بهدوء , فلم تتحرك من مكانها أو ترفع رأسها عن الوسادة المبللة بدموعها , ربما نامت لحظة وحلمت ... ربما تخيلت أنها سمعت ذلك الصوت , أستدارت نحو الباب... فشاهدت ظلا يتحرك في الغرفة! كادت تصرخ من شدة الفزع , ولكنها سيطرت على أعصابها قليلا وقالت بصوت مرتعش هامس:
" من هنا؟".
" أنا بيار".
جلست في سريرها , وسألته بشيء من الحدة والأنفعال:
" ماذا تفعل هنا؟".
تحرك من مكانه قليلا , فلاحظت بهلع وأستياء بالغين أنه يبدل ثيابه , ثم قال لها ضاحكا:
" يمكنني توجيه السؤال ذاته اليك, ألا تذكرين أنك عرضت علي تبادل الغرفتين , نظرالصغر حجم السرير الآخر ؟ ذهبت الى غرفة الحضانة لأحضار بعض الأشياء , فوجدت السرير خاليا , لم تكوني في قاعة الجلوس أو في غرفة خالك , فتصورت أنك ذهبت الى مكان ما , أتيت الى هذه الغرفة للنوم".
توقف لحظة, ثم مضى الى القول بلهجة ساخرة كعادته في مثل هذه الظروف:
"هل يعني وجودك هنا , أنك غيرت رأيك مجددا وقررت مشاركتي هذا السرير الكبير؟ هل تريدين أنهاء ما بدأته صباح اليوم؟".
" أنا لم أبدأ أي شيء هنا هذا الصباح".
" حقا؟ تكوّن لدي أنطباع آنذاك بأنك تريدينني , لولا دخول ماري المفاجىء ,ولكن.... ماذا تفعلين هنا أذن؟".
صرخت أحاسيسها بألم , طالبة منها تحقيق ما كانت تتمناه قبل فترة وجيزة , شعرت بحرارة الرغبة تلهب عواطفها ومشاعرها , ولكن عقلها رفض الرضوخ والأستسلام , ستذهب الى الغرفة الأخرى ... وتنام وحدها , بدأت تتحرك بهدوء نحو الجانب الآخر للسرير , لتتمكن من مغادرة الحجرة دون المجازفة بالأقتراب منه , تحرك السرير قليلا , فتأكد لها أنه جلس عليه , قالت له بتلعثم واضح:
" نسيت... أنني تقدمت ... بذلك الأقتراح, سأذهب الآن... الى الغرفة الأخرى".
تسللت خارج السرير , وأستدارت حوله لتذهب نحو الباب ولكن بيار أضاء النور المجاور له ,وقفز بأتجاهها معترضا طريقها , أبعدت نظراتها عن صدره الأسمر الذي أظهره ضوء القمر كقطعة من النحاس الأحمر , وقالت له بلهجة جافة:
" أرجوك , دعني أذهب".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-02-10, 09:24 PM   #38

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

" أريد أولا معرفة السبب الذي حملك على البكاء".
" كيف تعرف أنني بكيت؟".
أمسك بذقنها ورفع وجهها نحوه , قائلا لها برقة:
" الوسادة مبللة , وعيناك محمرتان ومتورمتان , ماذا حدث , أيتها الحبيبة ؟ هل بكيت لأنك شعرت بالوحدة؟ أهدأي الآن وأطردي الأحزان من قلبك , فأنا هنا و....".
أحست أيلاين فورا بأنه لا يزال قادرا على أثارة عواطفها , يعرف... يعرف اللعين أنه يتمكن ساعة يشاء , وحتى بعد خلافهما وفرا قهما , من السيطرة عليها بصورة مذهلة... صرخت به , وهي تضربه بقوة على كتفيه:
" توقف, توقف! لا تلمسني! لن أتحمل ذلك , وأنا أعرف أنك كنت معها!".
رفع رأسه ونظر اليها بعينين غاضبتين , وسألها:
" تعرفين مع من كنت؟ وكيف تعرفين , طالما أنني لم أقل ذلك؟".
" لست بحاجة لمن يخبرني , فعندما قلت لي أنك ذاهب الى أنجولام وقد تمضي الليلة هناك , علمت أنك ستكون معا ... مع سولانج, أوه , كيف تجرؤ على معانقتي فور عودتك من شقتها!".
حدق بها فترة من الوقت, ثم قال لها بهدوء كالذي يسبق العاصفة:
" لم أكن مع سولانج".
" أذن كنت مع أمرأة أخرى... آه!".
صرخت ثم أختنق الصراخ في حلقها , وهي ترفع يدها لتتحس الوجنة التي تلقت صفعته قبل لحظة وجيزة , لم تكن صفعة قوية , ولكن الوضع العاطفي الصعب الذي تمر فيه حاليا جعل تلك الضربة الخفيفة تبدو كلسع السياط , نظرت الى وجهه القاسي بعينين دامعتين , وسألته بصوت مرتجف:
" لماذا فعلت ذلك يا بيار؟".
" لأنني تعبت كثيرا من أتهاماتك وأهاناتك".
تركها فجأة وأسند ظهره الى الباب , فيما ظل يتأملها بأستياء وأنفعال , ثم عقد جبينه , ومضى الى القول مؤنبا:
" من أين تعلمت أهانة الناس؟ من لندن؟ من صديقاتك؟ أم من ذلك المدعو جيرالد , الذي كنت تكتبين له هذا الصباح؟".
" أهانة؟".
" نعم , فأنت تهينينني دائما في تخيلاتك وتصوراتك , هل تعتقدين أنني رجل يجهل معنى الشرف والأعتزاز بالنفس؟ أنا لست من أولئك الرجال الذين يقفزون من هذا السرير الى ذاك ,ومن أحضان أمرأة الى أخرى , لم أكن مع أي أمرأة أطلاقا , صحيح أنني حاولت الأتصال بسولانج لسؤالها عن أمر ما , ولكنها لم تكن موجودة في شقتها".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-02-10, 12:18 AM   #39

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وتابع قائلا:
" أبلغني الموظف المسؤول عن المبنى الذي تقيم فيه , أنها في باريس , تناولت العشاء في أحد المطاعم وأنتظرت خروج جاك وزوجته , لنعود مها في سيارتي التي أعرتهما أياها , هكذا أتفقنا قبل مغادرتي شامبورتن حوالي الرابعة , وهذا ما حصل بالضبط ".
أخذن نفسا عميقا , ثم تنهد ومضى الى القول:
" هل ترين؟ لقد قدمت لك الآن ما لم أقدم مثله أبدا لأي أمرأة أخرى... قدمت لك تقريرا مفصلا عن كافة تحركاتي لهذا اليوم ... وعدت الى البيت , هل يمكنك المطالبة بأكثر من هذا , يا زوجتي الحبيبة؟".
" ولكنك كنت ستبقى معها , لو أنك وجدتها في شقتها , ألم تفعل ذلك من قبل؟ ألم تمض معها بعض الوقت في أواخر الخريف الماضي, عندما كان من المفترض أنك ذاهب للقيام ببعض الأعمال؟".
قال لها بلهجة حادة:
" هذا ما قالته لك سولانج , وأنت قبلت كلامها دونما أي أستفسار أو....".
" لا, لم يكن كلامها وحده , بل شاهدت بنفسي أثباتا كافيا ,ألم تترك قفازيك وقداحتك في شقتها؟".
حدق بها بعض الوقت وكأنه لم يصدق أذنيه , ثم ضحك وقال:
" تساءلت مرات عديدة عن المكان الذي نسيت فيه هذه الأشياء العزيزة على نفسي".
مشى نحو منتصف الغرفة ,حيث وقف لحظة ثم توجه الى النافذة مفسحا لها المجال لفتح الباب والخروج منه دون أي أعتراض أو عائق , ولكنها أحست فجأة بأنها غير راغبة في مغادرة الغرفة , وأستدارت نحوه وهي لا تدري ماذا تفعل أو تقول , قال لها:
" لو أنك أبلغتني هذا الأمر في العام الماضي , لكان بأمكاني أن أشرح لك سبب وجود القفازين والقداحة في شقتها".
" أوه , طبعا , كنت ستجد لي بالتأكيد بعض الأعذار الرقيقة المقنعة , كما فعلت هذه الليلة , وكنت ستتوقع مني قبولها دون تساؤلات أو أحتجاجات , لأنه يتحتم على الزوجة حسب رأيك التصرف على هذا ا لنحو , يجب على زوجتك قبول أيضاحاتك , حتى عندما تكون متأكدة من كذبك ونفاقك".
لم تصدق أنها تمكنت أخيرا من البوح بما يجول في خاطرها منذ بضعة أشهر , عوضا عن أبقاء هذه الأفكار تتفاعل داخل عقلها وقلبها وتأكلهما... كما تفعل الدودة عندما تهاجم تفاحة ناضجة .
أستدار بيار نحوها بوحشية ظاهرة , فتراجعت الى الوراء خوفا من تعرضها لصفعة أخرى , لاحظ ذلك , فقال لها:
" لا, لن أصفعك , لن أمنحك فرصة لأضافة القساوة والعنف الى قائمة أتهاماتك وأهاناتك لي".
ثم هز رأسه , وأضاف قائلا:
" رباه , كيف وصلنا الى مثل هذه العقدة المستعصية ! كل ما يمكنني قوله هو أنني لم أكذب عليك قط عن سبب وجود القفازين والقداحة هناك , لأنك لم تعطيني فرصة للكذب... لأنك هربت".
تأملها بعض الوقت, وكأنه يدرس رد فعلها , ثم مضى الى القول:
" هل تسمحين الآن بأن أشرح لك السبب؟".
أحست أيلاين بأن للهجته المهذبة وقعا في نفسها , أشد وأدهى من أي كلمات غاضبة ساخطة , أوحت تلك الكلمات الهادئة بأنها لم تكن عادلة معه , عندما رفضت قبل تسعة أشهر الأستماع الى تفسيرهوتبريره لهذه النقطة البالغة الأهمية ... وأنه يمنحها الآن شرفا لا تستحقه ,خافت فجأة مما سيقوله لها , فتمتمت هامسة:
" ألان؟ وفي وفي هذه الغرفة؟".
" بالتأكيد , فهل ثمة مكان أفضل من غرفتنا؟".
حاولت التهرب من المواجهة المفزعة , فقالت بأرتباك واضح:
" الوقت متأخر, وأنا متعبة جدا".
" أستلقي أذن على السرير , وأعدك بأن الشرح لن يطول".
" ولكن".
لم يفسح لها المجال بمتابعة أحتجاجها , أذ قفز نحوها بتلك السرعة التي أدهشتها دائما... وضع الغطاء عليها حتى ذقنها , ثم جلس قربها ,وسألها بصوت هادىء قاس:
" ألست مرتاحة وجاهزة الآن بما فيه الكفاية , لتسمعي كلامي؟".
ردت عليه بصوت منخفض:
" نعم سأسمع".
أبتسم بمكر , وقال لها بتلك اللهجة الهادئة المزعجةذاتها :
" عظيم , أنا ممتن لك , لأنك قررت أخيرا الأصغاء لما سأقوله , سنظل قادرين ذائما على تصحيح الأمور وأعادة المياه الى مجاريها , مهما طالت فترة التأخير والأرجاء , عليك أولا التفكير مليا , لأنني على وشك البدء بمحاولة جديدة لأنقاذ زواجنا ... الذي يبدو أنك مصممة على تحطيمه وتدميره".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-02-10, 12:44 AM   #40

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ها هو يعود الى ألقاء اللوم عليها ,ولديه بالتأكيد أسباب جوهرية تدفعه الى ذلك, سمعت أيلاين صوتا خبيثا في داخلها , يفسر لها الغرض الكامن وراء هذه المحاولة , أليس من مصلحته المادية البحتة مثلا , أن يظل زواجهما قائما؟
" كما تعلمين , ذهبت في أواخر الخريف الماضي لحضور أحد المؤتمرات الهامة , وعند أنتهاء المؤتمر , توجهت الى أنجولام لزيارة محترف فني صغير وشراء أحدى اللوحات المعروضة فيه , كنت أنوي تقديمها لك كهدية بمناسبة عيد ميلادك , حضرت سولانج الى المحترف أثناء وجودي فيه , فطلبت منها أبداء رأيها الفني في اللوحة التي أخترتها , قالت لي عندئذ أنها أنهت لتوها لوحة عن السفن الشراعية الصغيرة في المرفأ الصغير لبلدة لاروشيل , تذكرت فورا مدى أعجابك بالسفن , عندما زرنا تلك البلدة خلال رحلة شهر العسل , ذهبت الى محترفها لألقاء نظرة على لوحتها , وأمضيت هناك بعض الوقت في شرب القهوة وتبادل الأحاديث... وهذا أمر طبيعي للغاية , لأننا كنا في فترة ما صديقين.".
قاطعته أيلاين بلهجة جافة , قائلة:
" أكثر من صديقين ... كنتما عاشقين".
عقد جبينه ونظر اليها شرزا , ثم أمسك بمعصمها وقال لها مهددا متوعدا بصوت هادىء:
" ألا تريدين سماع بقية كلامي؟".
هزت رأسها بسرعة , وحاولت تخليص معصمها من قبضته ولكن أصابعه القوية ضغطت على المعصم الضعيف , فيما كان يمضي الى القول:
" لا أنكر أظلاقا أنني أقمت معها علاقة عاطفية , ولكن ذلك حدث قبل سنوات عديدة , لم تدم تلك العلاقة طويلا , ولم تترك في نفسي بتاتا أي أثر كبير أو صغير , أما سولانج , فكانت كما هي الآن... متحررة وطموحة وذات أستقلالية ملحوظة , ذهبت الى باريس لتتعلم الرسم , ففقدنا كل أتصال , لم أرها أو أسمع منها شيئا لمدة عشر سنوات , ألى أن أتت الى شامبورتن في الخريف الماضي".
هز كتفيه وكأن حديثه عن سولانج أنتهى عند هذا الحد ,ثم أضاف قائلا:
" لنعد الى قصة اللوحة الفنية , أعجبتني , فأشتريتها وأحضرتها الى البيت , وأذا كنت لا تصدقين كلامي , فأنظري في الجزء الثالث من هذه الخزانة , لا تزال قابعة في مكانها , بأنتظار تقديمها لك ... ربما في عيد ميلادك المقبل , أذا كنت لا تزالين هنا في ذلك الوقت, ومما لا شك فيه أنني نسيت القفازين والقداحة مع سولانج , نظرا لأستعجالي في العودة الى البيت".
حامت بعض فراشات الليل حول النور , فمد بيار مده وأطفأه , غرقت الغرفة مرة أخرى في ظلام لا ينيره سوى ضوء القمر الذي تتسلل أشعته الفضية بخجل عبر الأشجار وأغصانها ,وفي الخارج , أهداها العصفور السعيد آخر أغنياته الرقيقة الحالمة... فحل صمت مرهق, لم يقطعه الا صوت بيار الهادىء:
" هل تصدقينني؟".
أحست أيلاين بأنفاسه الدافئة تدغدغ وجنتيها ,وبيده تتحرك برقة وحنان من معصمها حتى مرفقها , شعرت بتيار حار يندفع من ذراعها الى بقية أنحاء جسمها , حذرها عقلها فورا من التمادي , فالرجل يستغل مجددا قدرته على أثارة مشاعرها لتحقيق أغراضه والوصول الى أهدافه , ألم يتبع نفس الأسلوب في العام الماضي , لأقناعها بالزواج منه ؟ ألا يحاول الآن خداها بالطريقة نفسها , لكي تقبل بالبقاء زوجة له؟ قالت له ببرودة:
" ولكن سولانج أخبرتني أنك لا تزال تحبها ,وأنك زرتها مرات عديدة منذ عودتها".
علق بيار على هذا الأتهام , بنبرة تحمل في طياتها شيئا من المرارة :
ط كانت تكذب, لماذا؟ الله أعلم".
"ليس من السهل علي أبدا معرفة من منكما يقول الحقيقة , قالت لي شيئا , وأنت تقول شيئا آخر ,وعليه , فقد تكون أنت أيضا تكذب".
أمسك بكتفيها وراح يهزها بعنف بالغ , فيما كان الشرر يتطاير من عينيه , قال لها ,وقد أستشاط غضبا:
" لماذا أكذب عليك ؟ أخبريني لماذا؟".
خافت مما قد يقدم عليه في ثورة غضبه العارمة هذه , فحاولت التخلص منه وهي تقول له بصوت ضعيف مرتجف:
" بيار , أرجوك , أتركني".
"لا, لن تهربي مني مرة أخرى, ستقولين لي الآن رأيك بصراحة,عما سأجنيه من كذبي عليك بشأن سولانج".
هل يعرف أنه كان يحبس أنفاسها بصورة نهائية؟ هل يعرف أيضا أن جسمها بدأ يتجاوب مع عواطفها , حتى على الرغم من محاولاتها اليائسة للسيطرة عليه؟ همست بصوت متهدج متقطع:
" أنت... أنت قلت لي بنفسك, أنك تحاول الأبقاء على زواجنا سليما معافى".
" أين العيب في ذلك؟ أشرح لك موضوعا , كان بالأمكان شرحه بسهولة ويسر في العام الماضي... وبالتالي توفير مشاكل كنا بغنى عنها , أخبرك الحقيقة , فترفضين تصديقي , لماذا؟ لماذا؟".
قالت له متهمة:
" لأنك تعرف محتوى وصية خالي ... لأنك لم تتزوجني ألا بعدما رشاك!".
" يا للبلاهة! أنت تعانين من الأوهام , أيتها الحبيبة".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:54 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.