آخر 10 مشاركات
93- الشمس والظلال - آن هامبسون - ع.ق ( نسخه أصلية بتصوير جديد ) (الكاتـب : angel08 - )           »          مرت من هنا (2) * مميزة *,*مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          القليل من الحب (81) للكاتبة Joss Wood .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          القرار الصعب (ريما وعبد المحسن) / للكاتبة روح الشمالي ، مكتملة (الكاتـب : أمانى* - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          أعاصير ملكية (57) للكاتبة: لوسى مونرو (الجزء الثاني من سلسلة العائلة الملكية) ×كاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          حب في عتمة الأكــــــاذيب " مميزة و مكتملة " (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (الكاتـب : الحكم لله - )           »          صدمات ملكية (56) للكاتبة: لوسي مونرو (الجزء الأول من سلسلة العائلة الملكية) ×كــاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-05-08, 06:38 AM   #11

Shining Tears
 
الصورة الرمزية Shining Tears

? العضوٌ??? » 1639
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 218
?  نُقآطِيْ » Shining Tears is on a distinguished road
افتراضي


-ورأيتن رينالدا هناك ؟
-اجل .
فقال رامون مفكراً :
-كان ذلك قبل المصارعة في مانيسالاس حيث اصابه الثور بجرح بالغ
ثم رمق لورا بنظرة حادة اخرى وتابع يسألها :
-من دعاكما وامكما الى حضور المصارعة ؟
-الخالة ايزابيلا ، فأخ زوجها هو دييغو كورتيس متعهد مباريات المهرجانات .
لم تقدر غابرييلا ان تصمت طويلاً ، فاندفعت تقول :
-كانت الحفلة مثيرة جداً ، ولدى انتهاء المصارعة تقدم " الشجاع " وانحنى امام المقصورة التي كنا نجلس فيها مع السنيور كورتيس ، وبعد ذلك عرفنا اليه .
فسألها رامون :
-وهل كان يرتدي بزة التزلج آنذاك ؟
طربت غابرييلا لسخرية ابيها فقهقهت بعصبية وقالت :
-بالطبع لا . كان يرتدي لباس مصارع الثيران ! سترة رائعة مطرزة بأكملها بالستراس الاحمر والاسود . بدا وقتها وسيماً جداً ، وما يزال وسيماً لولا الندبة الطويلة على جانب وجهه الأيمن حيث نهشه الثور .
كادت سوريل ان تختنق بطعامها .. فعاد رامون يحدجها بارتياب وحدة . ثم استدار الى غابرييلا وقال بنفاد صبر ظاهر :
-لكن حصولك على الامتياز السخيف لرؤية رينالدا يصارع في الحلبة حاملاً الوشاح الاحمر لا يفسر معرفتك لنوع بزة التزلج التي يرتديها .
-عرفت ذلك لاني رأيته هذا الصباح عن قرب وفي هذا المقهى بالذات .
اليس كذلك يا لورا ؟ لقد رأيناه هنا مراراً حين كنا نأتي مع ماما ، واضطررنا في احدى المرات الى الاحتماء واياه مع اناس آخرين في الملجأ ذاته حيث قضت سوريل الليلة الفائتة .
فنظر رامون الى سوريل بقسوة وعيناه تلتمعان في وجهه الصارم وقال:
-اذن حلّ اللغز يتطلب ان نسأل سوريل اذا كانت هناك ندبة على خد الرجل الذي شاركها اللجوء الى الكوخ .
فسألتها غابرييلا وبدون ان تعي مبلغ احداثها للمشاكل :
-سوريل ، هل رأيت على وجهه ندبة تمتد من هنا الى هنا ؟
ورسمت باصبعها منعطفاً بدأته من تحت اذنها اليمنة وحتى زاوية فمها ، وتابعت :
-وهل كان طويلاً ، اسود الشعر وذا عينين رماديتين فاتحتين ؟ وهل ابتسم هكذا ؟
اكتفت سوريل بايماءة ايجابية لعجزها عن النطق فصفقت غابرييلا بانتصار وقالت متبجحة :
-الم اقل لك ه ذا يا لورا ؟ كنت على حق ! على حق!
فسألت لورا والقلق الشديد يبدو عليها جلياً:
-اذن لماذا اخبر سوريل ان اسمه دومينغو ؟
فقال رامون مستوضحاً سوريل :
-هذا سؤال وجيه . لماذا فعل ذلك يا آنسة برستون ؟
ارعبتها حدة صوته البارد ورسميته المفاجئة ، كما لو انه اكتشف لتوه انها اقترفت خطيئة ما ، وبالتالي انقلب ضدها . اجابته :
-لا ادري السبب ، اعتقد انه لم يشأ ان يدعني اعرف هويته .
ازاح كرسيه الى خلف ونهض واقفاً ثم علق ناظراً اليها بغضب :
-هل تريدينني ان اصدق ان هناك مصارع ثيران يصل الى هذا الحد من التواضع وانعدام الغرور ؟ لا يمكنني والله ان اصدق ذلك ، فالذي اعرفه عن رينالدا انه اكثر المصارعين غروراً ، ولا عجب ، فهو في نظر معجبيه بطل شعبي اصيل ، ولد هنا في كولومبيا ولم يُستورد من اسبانيا او المكسيك . انه كمعظم فصيلة المصارعين ، رجل استعراض وتفاخر حتى رؤوس اصابعه !
رمقها بنظرة عدائية مستعرة واردف :
-هناك سبب آخر يحدوك الى تسميته بهذا الاسم دومينغو ، وأنا عازم على اكتشاف السبب .
ثم استدار الى ابنتيه وقال لهما محتداً :
-اذهبا واجمعا حوائجكما . سوف نعود فوراً الى ميدلين .
فاحتجت لورا بقولها :
-لكن الظهر لم يحن بعد والطقس ممتاز للتزلج .
وهتفت غابرييلا ثائرة وعيناها تطفحان بالدموع :
-لا اريد العودة الى البيت بهذه السرعة .
اما سوريل فبدأت تقول :
-سنيور انهل ، لم يخطر لي ابداً ...
فقال لهن بنزق :
-اصمتن جميعاً ! لن اسمح لأي منكما بالمجيء هنا مرة اخرى ! لا يمكنني السماح لبناتي بالاختلاط مع مصارعي ثيران واناس على شاكلتهم .والآن ، اذهبا واجمعا اغراضكما ...
رحلة الاياب كانت مزعجة بالمقارنة مع رحلة الذهاب الى مركز التزلج، فلورا وغابرييلا جلستا في صمت حرد ، فيما بدا رامون متغطرساً ومنعزلاً خلف مقود السيارة وقد استطاع ان يعبر عن استيائه وغضبه من ابنتيه ومن سوريل من خلال قيادته المجنونة حول المنعطفات ومسابقته لكل السيارات بتزمير عال يصم الآذان .
صمت رفاقها جعل سوريل تنعزل مع افكارها الخاصة وهي تجلس في زواية المقعد الخلفي تراقب اشكال التلال البعيدة القاتمة والمحنية الظهر في لافق الغربي المشمس وقد بدت انها تتحرك وتغير اشكالها الى نماذج جديدة تبعاً لانعطاف الطريق حولها .
مصارع الثيران ! كان يجب ان تحزر مهنته من خلال مشيته الرشيقة المختالة او من خلال الطريقة التي راقبها بها كما لو انه يراقب وينتظر ثوراً يتقدم الى منتصف الحلبة ، أو من خلال الندبة على خده وحيث بدا ان اللحم قد مزقه قرن حيوان هائج ... الآن ، وقد عرفت ، فمن السهل ان تتصوره مرتدياً القبعة السوداء المثلثة . السترة القصيرة البراقة ، السروال اللاصق بالجسم ، الجوربين الزهريين والحذائين الاسودين وهو يغري الثور ويخدعه بهزه من وشاحه الصوفي الاحمر .
ارتعدت قليلا . فهي لم تشاهد مصارعة ثيران واحدة وما رغبت ابداً في مراقبة رجل يواجه ثوراً ثائراً ويشتبك معه في معركة مميتة . لقد اعتبرتها دائماً عملية استعراض قاسية للحيوانات ، ولغاية الآن لم يخطر لها اطلاقاً انها قد تكون قاسية ايضاً على المصارعين انفسهم .
ولكن لماذا حجب عنها اسمه ؟ لماذا كذب عليها ؟ ولم ارتاب رامون انهل الى هذا الحد في اتصالها العابر بمصارع الثيران ؟ ما الذي ينفره منهم ويجعله يرفض ارسال ابنتيه الى اي مكان قد تلتقيان فيه بواحد منهم ؟
وما ان اوقف السيارة خارج المدخل الامامي المزين بالاعمدة حتى ظهرت امرأة على رأس الدرج كانت نحيلة ، صغيرة الحجم ، سوداء الشعر وترتدي فستاناً انيقاً من حرير الجيرسيه لونه ابيض واسود .
هبطت الدرج صوبهم فحياها رامون قائلا بدفء :
-آه ، ايزابيلا ، يسرني ان اراك . هل جئت لتؤنسي مونيكا ؟



Shining Tears غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-05-08, 06:38 AM   #12

Shining Tears
 
الصورة الرمزية Shining Tears

? العضوٌ??? » 1639
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 218
?  نُقآطِيْ » Shining Tears is on a distinguished road
افتراضي


ابتسمت له بعينيها البنيتين الغامقتين ، والغائرتين قليلاً تحت حاجبين مقوسين دقيقتين قبل ان ترمق سوريل ، المترجلة من السيارة ، بنظرة فضولية جانبية . اجابت :
-نعم ، لقد خابرتني بالتلفون وقالت انها تشعر بالوحدة في غيابكم وارسلت بيدرو ليأتي بي ؛ لم نتوقع ان تبكروا في العودة الى هذا الحد ، فما السبب .؟
-حدث شيء . تعالي الى الداخل لاطلعك عليه .
احاط كتفها بذراعه وقادها على الدرج الى داخل البيت .
فقالت غابرييلا وهي تنظر خلفها عابسة :
-انا لاافهم ، لماذا بابا غاضب الى هذا الحد ؟
فردت لورا متذمرة وهي تساعد سوريل على انزال الزحافات من على سقف السيارة :
-لأنك لم تكفي عن الحديث عن خوان رينالدا . لما1ذا لا تستطيعين اقفال فمك مرة في العمر ؟
-لم افعل شيئاً سوى التعريف عنه . اي خطأ في ذلك ؟
-اخطأت في كل شيء وكان من الافضل لو بقيت صامتة ، فبابا سيؤنب الخالة ايزابيلا لكونها باعتنا البطاقات لحضور تلك المصارعة ، وماما ستواجه مشاكل لأنها اخذتنا اليها بدون اذنه . اما نحن فسوف نحرم من التزلج في المستقبل .
-لكني لا افهم السبب . اي خطأ هناك في حضور مصارعة ثيران او في التعرف الى مصارع ؟
-انه تصرف خاطئ بالنسبة الى بابا ، فهو يقول ان مصارعة الثيران ماهي الا استعراضات وحشية مشينة ويجب ان تحرم قانونياً.
-لا اعتقد انها كذلك بل اجدها مثيرة ودراماتيكية و...
لكن لورا تابعت بصوت طغى على صوت اختها :
-ويقول بابا ان المصارعين رجال خشنون وبلا مبادئ خلقية وان من كان في مركزنا الاجتماعي فلا يجب ان يختلط بهم .
-يالهذا الهراء ! في رأيي انهم رجال فائقو الشجاعة ، واعتقد ان الثيران شجاعة ايضاً. كذلك اعتقد ان خوان رينالدا هو اشجع الشجعان بالرغم من انه بلا ... كيف عبّرت عن ذلك قبل قليل ؟
-بلا مبادئ خلقية . اوه ، غابرييلا ، لا تقولي انك تجهلين معنى ذلك !
-بل اعرف ماذا يعني لكن لا يهمني ان كان رينالدا من هذا النوع سأروي لماما ما حصل معنا ، تعالي معي يا سوريل فأنا اكيدة ان ماما تحب ان تسمع تفاصيل المغامرة .
-سأفعل حالما أبدل ملابسي . علي ان اعيد اليها بزة التزلج .
اغتسلت سوريل وارتدت فستاناً اخضر من الكتان ذا ياقة مستديرة بسيطة زينتها بايشارب حريري مزركش ودخلت الغرفة الفسيحة المشمسة في الطابق الارضي والتي حُوّلت الى غرفة نوم وجلوس للسيدة المقعدة .
وجدت مونيكا تجلس كعادتها على الكرسي المتحرك الذي اعتادت الطواف به ارجاء البيت ، وبقربها غابرييلا تجلس على كرسي منخفض وتثرثر بلا هوادة . وقالت سوريل لمونيكا :
-اشكرك لكونك اعرتني البزة . لقد ناسبت جسمي تماماً. هل أضعها في الخزانة .؟
فابتسمت لها عبر الغرفة واجابت :
-نعم ، من فضلك .
كانت مونيكا شقراء الشعر تعقصه على قمة رأسها ، ذات وجه مستدير دقيق التكوين وعينين زرقاوين غامقتين . زارت كولومبيا لأول مرة في سن الثامنة عشرة ، وكانت برفقة ابيها الذي رئس آنذاك بعثة تجارية بريطانية ، وقد التقت رامون حين زارت مهرجان النسيج والزهور في ميدلين ، وبعد خطوبة قصيرة تم زواجهما . الآن بلغت الرابعة والثلاثين من عمرها وما تزال تحتفظ بقسط من جمال الشباب مع انها تمر في حالات اكتئاب تهدل فمها وتحفر خطاً عميقاً بين حاجبيها الجذابين .
وقالت تثرثر كغابرييلا الى حد ما :
-هل استمتعت بالتزلج يا سوريل ؟ اليست الجبال رائعة ؟ اوه ، كم كنت شغوفة بالتزلج وكم اتمنى ان امارسه ثانية .
اهتز صوتها قليلا وارتجفت شفتاها لكنها حاولت الابتسام مجدداً واردفت :
-تعالي ، اجلسي هنا وخبريني عن الرحلة . غابرييلا ، اذهبي الآن وغّيري ثياب التزلج .
قفزت الفتاة واقفة وعانقت امها بحرارة ثم غادرت الغرفة تاركة الباب مشقوقاً .
انحنت مونيكا الى الامام قليلاً وقالت وعيناها الزراقاوان تتألقان اهتماماً :
-اخبرتني غابرييلا انك قضيت الليل مع رجل في الملجأ . كانت تقول لحظة دخولك ان لديها فكرة عن هوية الرجل . هل كان خوان رينالدا بالفعل ؟
-من الجائز ان يكون هو لكنه لم يقل لي ذلك .
عادت مونيكا الى خلف وعيناها تبرقان ثم اومأت وكأنها فهمت السبب الذي جعل الرجل يخفي هويته . سألت :
-كيف شكله ؟
وصفته سوريل باختصار فاصغت اليها مونيكا بدقة ثم اومأت ثانية وقالت بصوت لاهث :
-انه خوان . هل ذكرت له شيئاً عن نفسك او عنا نحن ؟
-اجل ، فعلت.
فعادت مونيكا تميل الى الامام وسألتها بلهفة :
-وماذا قال ؟ هل علّق بشيء ما ؟ خبريني يا سوريل ، هل بلّغك رسالة لتوصليها الي؟
اسكتتها الدهشة لبضع لحظات . وحين همت بالقول ان خوان رينالدا لم يظهر اهتماماً كبيراً لدى سماعه اسم مونيكا ، احست شعر عنقها يقب محذراً ، فاستدارت تنظر صوب الباب وهي متأكدة من وجود شخص يسترق السمع خلفه مباشرة .
وسألتها مونيكا بالحاح :
-ماذا قال يا سوريل ؟ ما بك ، لم لا تريدين اخباري ؟
-هناك شخص خلف الباب يستمع الى حديثنا .
فنادت مونيكا بشيء من نفاد الصبر :
-غابرييلا ؟ أأنت هناك ؟
-لا ، هذه انا .
انفتح الباب ودخلت ايزابيلا كورتيس الغرفة وتابعت تقول :
-الديكما مانع من دخولي ام انكما تتبادلان الاسرار من جديد ؟
-كلا ، كلا ، انا وسوريل لا نتبادل الاسرار ، اننا نتحدث عن اشياء كثيرة لكوننا من بلد واحد ونتكلم اللغة نفسها . كانت تروي لي كيف اعتقلتها العاصفة الثلجية على الجبل يوم امس وضبعت طريقها الى الفندق.
تقدمت ايزابيلا اكثر وقالت لسوريل باهتمام ظاهر :
-لا ريب انها كانت تجربة مخيفة وكان من الجائز ان تضيعي الى الأبد . اعتذر عن مقاطعتي لحديثكما لكن هناك شيء يجب ان اطلعك عليه يا مونيكا قبل انصرافي . انه امر مهم جداً وله علاقة بما حدث امس على الجبل .
وفكرت سوريل ، ان لايزابيلا اسلوباً هادئاً حميماً في الكلام يجعل الشخص الذي تخاطبه يشعر دائماً بأنها تهتم بمصالحه اشد الاهتمام ولا تتوانى عن فعل اي شيء كفيل بمساعدته ! نهضت واقفة وقالت بتهذيب :


Shining Tears غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-05-08, 06:39 AM   #13

Shining Tears
 
الصورة الرمزية Shining Tears

? العضوٌ??? » 1639
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 218
?  نُقآطِيْ » Shining Tears is on a distinguished road
افتراضي

-سأترككما تتحدثان على انفراد واستأذن بالانصراف .
فنادت مونيكا وهي تخرج :
-عودي في وقت لاحق يا سوريل فانا احتاج الى بعض التدليك قبل ان آوي الى فراشي ليلاً . لقد افتقدت رعايتك كثيراً هذين اليومين . لاتنسي ان تأتي.
-لن انسى .
اما ايزابيلا ففتحت لها الباب لتخرج ، وربما لتغلقه بنفسها وتتأكد من انغلاقه قبل ان تبدأ حديثها مع مونيكا ، وغمغمت بألطف ابتسامة وارقها :
-كم انت متفهمة يا سوريل .
خرجت سوريل الى الممر وعبرته الى الحديقة سارت على الدروب المتعرجة المحفوفة بشجيرات ، واخذت تفكر في ايزابيلا . كانت تعلم انها ارملة اوريليو كورتيس الذي اختص في تطوير الرياضة والذي قتل قبل ثلاث سنوات في حادث تحطم طائرة على جبال الأنديز . ومنذ ذلك الحين بدأت ايزابيلا تتردد بكثر على منزل آل انهل حتى اصبحت صديقة مقربة من مونيكا . ولكن في اثناء اقامة سوريل مع العائلة لاحظت ان المرأة تصرف وقتاً في التحدث مع رامون في مكتبه هو مماثل تقريباً للوقت الذي تصرفه مع زوجته . هل من الجائز ان ايزابيلا كانت سبب الشقاق الحاصل بين الزوجين ؟ تنهدت سوريل متضايقة من منحى افكارها المتطرف ، فهذه الامور ليست من شأنها بتاتاً ولا يجب ان تتورط اطلاقاً بمشكلات اية مريضة تعالجها ، بل ان تلزم حدودها المهنية .
الا انها كانت تشعر احياناً بالشفقة على مونيكا وبرغبة في مساعدتها.
ابتسمت بمرارة اذ تذكرت ان هذه الشفقة نفسها هي التي ورطتها مع مارتن... كان يتعالج اذ ذاك في مستشفى بلدتها حيث تدربت وعملت كمدلكة بدنية مختصة . لقد ساعدته هو الآخر على تعلم المشي من جديد وفي غضون ذلك وقعت في حبه او توهمت انها فعلت . لقد اصغت الى مشكلاته الزوجية واملت ان يفي بوعده بأن يحصل على الطلاق ليستطيع الزواج منها . ثم ، في احد الايام ، جاءت زوجته الى المستشفى واخذته معها الى البيت ، وهكذا تحول كل حبها السابق له الى ... قرف .
وهنا هتفت شيئاً عبّر عن ضيق صدرها ثم استدارت على عقبيها وقطعت الدرب بخطوات ثابتة عائدة الى البيت . وفيما هي على منتصف الدرج سمعت رامون يناديها من البهو مستوقفاً ويقول :
-اريد التحدث اليك . تعالي الى غرفة مكتبي من فضلك .
-نعم ، سنيور .
عادت تهبط الدرج وتبعته الى الغرفة المرصوفة بالكتب وحيث يقضي معظم وقته خلال وجوده في البيت وحين اشعل المصباح الكهربائي على طاولة المكتب واضاء وجهه الطويل الضيق ، فكرت في نفسها ، انها غرفة قاتمة صارمة تشبه صاحبها الى حد كبير ... قال لها :
-اجلسي .
بدا منفعلاً جداً بسبب امر ما ، لكنه توقف اخيراً قبالتها وقال بانكليزية دقيقة:
-لقد قررت ا بقاءك هنا قد بات مستحيلاً . اريدك ان تغادري البيت غداً صباحاً.
-ولكن لماذا ؟أي خطأ ارتكبت ؟ اوه ، انك غير راض لأن زوجتك لا تتحسن ظاهرياً لكن ترويض المفاصل المشلولة على الحركة يستغرق وقتاً أطول ...
فقطاعها قائلا ً:
-تقدم زوجتي او عدمه لا علاقة له بفصلك من خدمتي . بالطبع سأدفع لك ثمن تذكرة الاياب الى انكلترا كما سأدفع لك الراتب حتى نهاية هذا الشهر . هذا كل ما لدي من كلام ويمكنك الآن ان تنصرفي .
فهبت واقفة على قدميها واخذ قلبها يخفق منفعلاً حين اجتاحتها رد فعل غاضب على معاملته المتغطرسة هذه ، وهتفت حانقة :
-ليس هذا كل مالديك من كلام ! فبوسعك ان تعلمني سبب فصلك لي من الخدمة ، ومن حقي ان اعرف!
بدأت عصبيته تثور هو الآخر فتقلص فمه والتمعت عيناه وهو يجيبها :
-لست مضطراً لأن اشرح لك مطلق شيء فأنا سيد هذا البيت وصاحب الكلمة الاخيرة فيه .
تنفس بعمق وسار الى النافذة بخطوات واسعة حيث ازاح الستائر الثقيلة المطرزة ، وتابع قائلا :
-صدقيني يأني اقدم على هذا بأسف كبير لأنك جئت الينا بأفضل التوصيات ، سواء من المستشفى حيث كنت تعملين او من والدة مونيكا التي هي ايضاً صديقة لامك ، كما علمت . لقد بذلت جهوداً كبيرة في مساعدة مونيكا ، وانا ممتن جداً لذلك ، انما لا استطيع المجازفة بتكرار الحادثة .
-تجازف بتكرار اية حادثة ؟
رمقها بنظرة عصبية وعاد يذرع ارض الغرفة ثم توقف فجأة امامها واتهمها قائلا:


Shining Tears غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-05-08, 06:40 AM   #14

Shining Tears
 
الصورة الرمزية Shining Tears

? العضوٌ??? » 1639
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 218
?  نُقآطِيْ » Shining Tears is on a distinguished road
افتراضي

-اذن انت تتظاهرين بجهلك لكامل العلاقة ! تصرفك هذا لايدهشني لانه ينسجم مع كذبتك بخصوص هوية الرجل الذي قضيت واياه ليلة في الملجأ.
ارتفع مافيها من دم لاتيني قليل الى درجة الغليان واجابت بحرارة :
-لم اكذب . الهذا السبب تريد فصلي ؟ الأعتقادك بأنني كذبت عليك ؟
-نعم . لقد اتضح لي ايضاً انك لست اهلاً للثقة وانك متورطة مع زوجتي في مؤامرة .
وسألت وهي لا تصدق اذنيها :
-اية مؤامرة ؟
ثم ضحكت فجأة واردفت :
-اوه ، ممن سمعت ذلك ؟
-لم اكن بحاجة الى معلومات احد ، فانا ادرك تماماً ان زوجتي تأتمنك على اسرارها . وكان يجب ان اتكهن بحصول الأمر حين طلبت الي ان آتيها بمدلكة من انكلترا ، بشخص اكثر عطفاً وتفهماً ، على حد تعبيرها !
ثم هتف غاضباً :
-يا الهي ! كيف قدرت مونيكا ان تخدعني طوال هذ الوقت !
قالت سوريل ببرود وقد استردت هدوءها:
-ليست لدي اقل فكرة عما تتكلم . لكني لم اكذب عليك بخصوص ذلك الرجل . كنت اجهل هويته ، وهو رفض التعريف عن نفسه ، واصر على ان اسميه دومينغو . ولو ان غابرييلا لم تكشف هويته لما عرف احدنا بشيء.
-ولهذا السبب بالذات لا استطيع المجازفة بان تُرسلي لملاقاته ثانية .
-لكن لا احد ارسلني لملاقاته ، اللقاء حصل عرضاً. لقد اخبرتك انني ضللت الطريق و ...
فقاطعها قائلا بمرارة :
-وهو وجدك على اهون سبيل ، اذ كنت ترتدين بزة مونيكا التزلجية وهكذا رأى فيك شيئاً يرتبط بها .
شهقت سوريل وغطت فمها بيدها اذ تذكرت قول الرجل انه حسبها امرأة كان يعرفها . وتابع رامون قائلا :
-اوه ، كانت خطة متقنة ... لقد رآنا مجتمعين في المقهى فلحق بنا الى قمة الجبل ، وعندما شاهدك تسقطين ، استعان باغراءه وجعلك تقصدين الكوخ . ليس هناك من هو اقدر على الاغراء من رينالدا! انه خبير في الثيران وفي النساء ، وماعليك الاّ ان تسألي اي متتبع لهذا النوع من المصارعة ليؤكد لك هذه الحقيقة !
-ليتني افهم السبب وراء هذه الجلبة ... فزوجتك سألتني اذا كان الرجل قد حملني رسالة اليها ، وها انت ...
فهتف رامون بانتصار :
-اذن كنت مصيباً ... لقد استعملوك فعلاً !
ادركت انها اخطأت في ذكر الرسالة ، فسألته بقلق :
-من استعملني ؟
-زوجتي و رينالدا .
حدقت اليه بخيبة اذ وعت انه قد يكون محقاً . فمن الجائز انها قد استعملت كوسيط بغير ان تدري . سألته :
-ولكن لماذا ؟ ارجوك ان تخبرني السبب . من حقي ان اعرف .
فأجاب بصوت جامد :
-لا استطيع ذلك انها قضية تمس شرفي .
مبدأ الشرف الاسباني الذي مازال بعض الرجال الكولومبيين يحافظ عليه ! انها تعلم عنه ما يكفي لجعلها تدرك ان رامون لن يبوح لها بأي شيء . اشار الى المكتب وقال :
-انه هنا ، وصل مالي باسمك ، والمبلغ يغطي نفقات عودتك الى وطنك وبقية راتبك . خذيه من فضلك . غداً صباحاً سيأخذك بيدرو الى المطار ، ورجاء ان تسقلي اول طائرة الى انكلترا .
التقطت الوصل ولم تجد اية جدوى من رفضه . فحتى لو لم ترجع الى وطنها ستظل في حاجة الى المال . قالت :
-حسناً ، سأذهب لأنه ليس هناك شيء استطيع فعله كي اثبت لك انني لم اتآمر مع زوجتك ولم اقم بدور الوسيط وبينها وبين رينالدا ! اعتقد انك سخيف جداً !
سألها بصوت اجش وقد اتقدت عيناه وجن جنونه :
-اتجرؤين على انتقادي ؟
-اجل ، اجرؤ ، فانا لا ارتعب منك كما هو الحال مع زوجتك وابنتيك ، ولذا اجرؤ على نعتك بالسخافة لانك لا ترى ابعد من انفك الاسباني المتكبر ! لا ترى ان زوجتك تحبك ولا تحب سواك . تصبح على خير يا سنيور .

اتمنى تنال اعجابكموغدا التكلمة بإذن الله
تحياتي:icon_smile_waving:



Shining Tears غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-05-08, 07:09 PM   #15

Emy Abo-Elghait

نجم روايتي و قلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية Emy Abo-Elghait

? العضوٌ??? » 2605
?  التسِجيلٌ » Feb 2008
? مشَارَ?اتْي » 5,170
?  مُ?إني » عروس النيل
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Emy Abo-Elghait has a reputation beyond reputeEmy Abo-Elghait has a reputation beyond reputeEmy Abo-Elghait has a reputation beyond reputeEmy Abo-Elghait has a reputation beyond reputeEmy Abo-Elghait has a reputation beyond reputeEmy Abo-Elghait has a reputation beyond reputeEmy Abo-Elghait has a reputation beyond reputeEmy Abo-Elghait has a reputation beyond reputeEmy Abo-Elghait has a reputation beyond reputeEmy Abo-Elghait has a reputation beyond reputeEmy Abo-Elghait has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم
ووووووووووووووووووووووووو اوووووووووووووووووو
مرسـى كتييييييييييييييييييييييي ير اختى Shining Tears على الروايه
بلييييييييييييز نزالها بسرعة
:006::006::006:


Emy Abo-Elghait غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 06-05-08, 04:50 PM   #16

Shining Tears
 
الصورة الرمزية Shining Tears

? العضوٌ??? » 1639
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 218
?  نُقآطِيْ » Shining Tears is on a distinguished road
افتراضي


3-مهمة فاشلة
تناولت سوريل عشاءها كالعادة مع لورا وغابرييلا في غرفة الطعام الصغيرة القريبة من المطبخ وحين استأذنت سوريل بالانصراف قبيل انتهاء العشاء قائلة انها تريد رؤية السنيورا انهل ، التفتت اليها مدبرة المنزل التي كانت تجمع الاطباق عن الطاولة وقالت بسرعة :
-السنيورا ليست على مايرام . لقد آوت باكراً الى فراشها وطلبت اليّ تبليغك أن لا تذهبي اليها .
فعادت سوريل الى غرفتها تصعد الدرج بتمهل وهي تشعر أنّ الخطوة الوحيدة التي بقيت لها قد سدّت الآن في وجهها . فهي ان لم تستطع أن تشكو لمونيكا الطريقة الظالمة التي طردها بها رامون ، فلمن تشكو امرها ؟
وهنا تذكرت عبارة الرجل الذي زعم ان اسمه دومنيغو ...
" اذا واجهت مصاعب مع مخدوك ، فهل لك ان تعلميني ؟"
لابد انه كان يتوقع حصول مشكلة في حال اكتشف رامون هويته . اذن ، ألا يعني ذلك انه ومونيكا استعملاها فعلاً كوسيط ؟ ولكن ، ما سبب حاجتهما الى وسيط ؟ شهقت بغضب حين اجابت سؤالها بنفسها .
إن خوان رينالدا هو السبب وراء اهتزاز الزواج . لابد أنه ومونيكا كانا على علاقة عاطفية قبل حادث السيارة ، ويحاولان الآ ن احياء تلك العلاقة.
لهذا السبب ايضاً ، اقترحت عليها مونيكا ان تذهب للتزلج في نهاية الاسبوع لعلمها بأن خوان سيكون في مركز التزلج وسوف يمرر اليها رسالة ما .
لكن هناك حلقة مفقودة واحدة ، فخوان لم يسلمها رسالة الى مونيكا ، بل لم يأت على ذكرها اطلاقاً ، وبدلاً من ذلك حاول جهده أن يبدأ علاقة معها هي بالذات .
آوت الى فراشها والأفكار تتصارع في ذهنها فقضت نصف الليل تتقلب ارقة وهي تحاول فك الخيوط المتشابكة التي تلفها . لكن ذلك مستحيل بدون مساعدة مونيكا ، وهكذا ظل الحل مستعصياً عليها عندما نامت أخيراً.
لم تستيقظ الا حين احست بيد تهز كتفيها وبصوت مدبرة المنزل يهتف بها :
-سنيوريتا ، سنيوريتا ، الوقت متأخر والسنيورا انها تريد رؤيتك فوراً !
استوت جالسة وأزاحت شعرها عن عينيها ثم سألت وهي تقفز من الفراش وترتدي روبها بسرعة :
-هل هي مريضة ؟
-كلا ، كلا ، انها متعبة فحسب . لم تذق طعم النوم ليلة امس .
-وهل السنيور انهل في البيت ؟
-كلا ، ذهب الى مكتبه . لقد طلب ابلاغك ان بيدرو سيرافقك الى المطار بالسيارة عندما تستعدين للذهاب . يؤسفني كثيراً انك ستتركينا فالسنيورا تحسنت كثيراً منذ مجيئك .
فابتسمت لها سوريل وقالت وهي تغادر الغرفة :
-شكراً، لكنني لم ارحل بعد.
وجدت مونيكا في سريرها على الوسائد الحريرية وهي تعبث بطعام الافطار . كان جفناها محمرين من البكاء هتفت بسرعة :
-اوه ، احمدالله انك هنا ! قال لي رامون انه سيطلب اليك الرحيل . توسلته الا يفعل لكنه رفض الاصغاء الي ، ونتيجة لذلك أرقت طوال الليل .
جلست سوريل على حافة السرير وسألتها :
-وهل تشعرين بعذاب الضمير ؟
-اجل ، فأنا السبب وراء فصلك من الخدمة .
ثم اطلقت ضحكة واجمة قصيرة وأردفت :
-يعتقد رامون انني ارسلتك عمداً الى مركز التزلج كي تتصلي بخوان نيابة عني .
-الم تفعلي ذلك حقاً؟
-كلا ! اوه ، لقد املت بشكل ما أن يكون خوان هناك وأن يقول شيئاً للورا أو لغابرييلا ، انما لم اخطط لأي شيء.
-لكنك سألتني ان كان خوان قد حملني رسالة اليك .
-فعلت ذلك لأنك اخبرتني انك حدثته عني ، وحسبت ، لشدة غبائي ، انه سيهتم كفاية ليسأل عن صحتي .
وهنا ارتجف صوتها على رغم منها ، وأردفت :
-لكنه لم يفعل ، على مايبدو .
-كلا ، لم يسأل ، بل لم يلمح اطلاقاً الى معرفته السابقة بك .
فتقلص وجه مونيكا كأنها اصيبت بطعنة سكين . استلقت على الوسائد وأغمضت عينيها ثم غمغمت :
-وتلك كانت رسالته على ما اعتقد . ما عاد يهتم بأمري بتاتاً . يا الهي ، كم كنت غبية حمقاء !
فتحت عينيها وقالت ناظرة الى الفتاة :
-والآن غطستك أنت ايضاً في ورطتي ! آسفة جداً يا سوريل . ليتني استطيع فعل أي شيء لمساعدتك .
-يمكنك اعلام زوجك انه مخطئ في حقي وانك لم ترسيليني لملاقاة خوان.
-فعلت ذلك مراراً لكنه لا يصدقني ... يعتقد انني خنته مع خوان .
-وهل خنته بالفعل ؟
فقالت متنهدة :
-كلا . ولا مرة واحدة بالفعل . لم تتح لي الفرصة ابداً ، انما بالنسبة الى ماهي عليه سمعة خوان أو ما كانت عليه ، فلن يصدق أحد هذه الحقيقة ابداً ... رامون يعلم انني ذهبت لرؤية خوان في مزرعته قرب ايبارا عندما تحطمت بي السيارة ، مع انني كنت اجهل معرفته الأمر ولغاية ليلة امس ، حين اخبرني قراره بفصلك وانه اذا لم اتوقف عن محاولتي رؤية خوان فسوف يذهب الى محاميه ليبحث معه الترتيبات اللازمة للطلاق.
-لِمَ ذهبت الى رينالدا ؟ اي علاقة كانت بينكما ؟
-اوه ، كيف لي أن اشرح تلك العلاقة المعقدة ؟ كان هناك شيء ولم يكن هناك شيء في الوقت نفسه .
-الا تستطيعين ذكر الأجزاء المتعلقة بتورطي في الموضوع ؟ اعلم انك تعرفت اليه بعد حضورك احدى مصارعات الثيران ، وحيث عرفتك اليه صديقتك ايزابيلا ، اليس كذلك ؟
-صحيح ، وهي التي الحت علينا بحضور مصارعة في كوبايا ، لكنني لم أره ثانية ولمدة تسعة اشهر تقريباً بعد اصابته بجرح بالغ في مصارعة جرت في مانيسالاس ، اذ استغرقه الشفاء وقتاً طويلاً.
-وماذا حدث حين التقيته ثانية ؟
-وقعت في حبه ، على ما اظن ..
استدارت سوريل تحدق اليها فتابعت تقول :
-اعلم أن هذا يبدو سخيفاً بالنسبة الى امرأة في سني ، انما لا يمكنك أن تتصوري مدى الضجر الذي كنت اعانيه آنذاك . فرامون كان دائماً مشغولاً ، بمصنع النسيج ، والبنتان في المدرسة طوال النهار . لم يكن لدي ما أفعله سوى الجلوس في البيت أو دعوة صديقاتي الى لعب البريدج أو لعب الغولف أو الذهاب للتزلج .
وهنا ارتجف صوتها قليلاً وتابعت تقول بتعاسة :
-ومن حين فقدنا الصبي الصغير ، بدأنا أنا و رامون ، نبتعد عن بعضنا بعضاً.
-اي صبي صغير ؟


Shining Tears غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-05-08, 04:59 PM   #17

Shining Tears
 
الصورة الرمزية Shining Tears

? العضوٌ??? » 1639
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 218
?  نُقآطِيْ » Shining Tears is on a distinguished road
افتراضي

-ابننا الذي توفي بعد بضعة ايام من ولادته . كان رامون يرغب دائماً في انجاب ابن وهذه رغبة ملتصقة بمذهب التعصب الذكري الذي يعتنقه بعض الرجال اللاتينيين اذ يعتقدون أن حصولهم على ابن يثبت رجولتهم أو شيئاً سخيفاً من هذا القبيل . في أي حال ، قال الأطباء آنذاك أن لا انجب اطفالاً آخرين ، وهكذا ...
هزت كتفيها وكسا وجهها شجن وهي تضيف :
-فقد رامون اهتمامه بي ... يمكنك تخيّل حياتنا منذ ذلك الوقت ، كلانا في اتجاه ، انما نعيش تحت سقف واحد ، ويمكنك أن تتصوري ايضاً حالتي النفسية و العاطفية عندما التقيت خوان وحيث كنت في حاجة ماسة الى الحب و الصداقة . كان قد تعلّم التزلج كنوع من الترفيه بعد مرضه الطويل، وبدا لي مختلفاً عن أي شخص التقيته من قبل . كان يمتلك نوعاً من السحر الخشن وعساك تفهمين ما أعني . قيل لي أن سحره هذا نابع من كونه مصارع ثيران وحيث توجد دائماً هالة رومانسية حول هؤلاء المصارعين لأنهم كثيراً ما يلاصقون الموت أثناء المصارعة ! لكن لا بد لي من الاعتراف بأن تصرفي لم يقل سخافة عن تصرف فتاة مراهقة تشغف بنجم سينمائي ! كنت الحقه هنا و هناك وأذهب الى الأماكن التي اعرف انه سيتوجه اليها .
فسألتها سوريل :
-هل علم بشعورك نحوه ؟
-هذا ما ظننته . على الأقل ، لم يدر لي ظهره ابداً وطالما تزلجنا معاً ، لكنك كنت اكثر حظاً مني اذ لم أقدر ابداً ان اجلس واياه منفردين . ثم مضت فترة طويلة لم أره خلالها وصارت الحاجة الى رؤيته تزداد في نفسي يوماً بهد يوم . كنت أعلم عنوانه من ايزابيلا ، وهكذا ذهبت ذات يوم الى مزرعته بسيارتي . اعتقد اني كنت مزمعة وقتها على ترك رامون والبنتين في حال رضي خوان أن يبقيني معه .
-ماذا حدث ؟
فغمغمت مونيكا مجيبة :
-اتمنى احياناً لو اني ما قصدته ابداً . اوه ، حدث شيء مريع ، مهين ... ومع ذلك اعتقد انه كان عقاباً عادلاً على طيشي . لا ... لا أستطيع اخبارك ما حدث ، الاّ انه اعادني الى رشدي وجعلني أعي مدى تهوري . خرجت من بيته أعدو و صعدت الى سيارتي . كان هدفي الوحيد ان ارجع الى هنا ، الى حيث الأمان و الضجر و رامون ... قدت السيارة بسرعة هائلة وعند أحد المنعطفات انحرفت بها عن الطريق . عندما استعدت وعيي في المستشفى تظاهرت بأني نسيت أين ذهلبت ذلك اليوم. أملت ان لا يكتشف رامون الحقيقة ابداً لكنه كان يعرفها طوال لاالوقت . وهكذا يعتقد الآن بوجود علاقة سابقة بيني وبين خوان ، وبأننا نحاول اليوم احياء تلك العلاقة ، وهذا غير صحيح ، غير صحيح ، لكن الدلائل كلها ضدي يا سوريل ، ولا تبدو هناك أية طريقة تمكنني من أن اثبت له عكس اعتقاده .
-هناك طريقة واحدة .
انحنت مونيكا قليلاً وسألت بلهفة :
-ما هي ؟
-بوسعك أن تطلبي الى خوان رينالدا أن يأتي و يوضح لرامون الحقيقة .
-لكن كيف يمكنني ان افعل ذلك ؟
-اكتبي اليه ، أو ربما بوسعك أن تخابريه بالتفون .
-لا . لا استطيع . فبعد ما حدث في المزرعة لا يمكنني ذلك ، سيكون الأمر في ... منتهى الاذلال بالنسبة الي .
فقالت سوريل بصبر :
-اسمعي ، اذا كنت تريدين زواجك فعليك أن تجازفي بتعرضك لبعض المهانة . ان طلب المساعدة من رينالدا هو في رأيي الطريقة الوحيدة لاقناع زوجك بأنه كان مخطئاً في ظنونه ، ليس فقط بشأنك بل بشأني كذلك .
فبدا الغضب على مونيكا وأجابتها بانفعال :
-اذن ، اذهبي أنت و اطلبي الى خوان بأن يأتي ويكلم زوجي ! اذهبي الى مزرعته واكتشفي أي نوع من الاستقبال ستواجهين !
وضعت سوريل يديها في جيبي روبها ، وأجابت على تحدي مونيكا قائلة بصوت هادئ :
-حسناً ، سأفعل . لكن عليك أن ترشديني الى كيفية الوصول الى هناك .
حدقت اليها مونيكا بذهول ثم سألت ببطء :
-انت تقصدين ما تقولين ، اليس كذلك ؟
-بالطبع ، اعني ما اقول ، فلقد فصلت من عملي بطريقة جائرة و بلا رسالة تزكية ولا يمكنني أن أرضخ بصمت لما حصل . يجب أن أفعل شيئاً لأبرئ سمعتي ، ولأتمكن في الوقت نفسه من مساعدتك على ترميم زواجك وذلك بتوضيح الحقيقة لزوجك .
-لكني لست متأكدة يا سوريل ان كان يجب ان اسمح لك بالذهاب .
-ليس باستطاعتك أن تمنعيني ! في أي حال ، لقد ذهبت مرة بنفسك فلم لا أذهب أنا أيضاً ؟
فتمتمت مونيكا قائلة :
-ما كان يجب أن أتهور بالذهاب . هذه ليست انكلترا كما تعلمين . انها بلاد كبيرة عنيفة وأهلها لا يتصرفون دائماً بطرق راقية متحضرة . لنفترض أن شيئاً حدث لك ، فماذا سأقول لأمي أو لأبويك ؟
-وماذا يمكن أن يحدث ؟
-قد يخطفك أحد أو يسرقك باستعمال العنف أو يغتصبك حتى .
-هل حدث لك أي من هذه الأشياء ؟
-كلا . لكني ذهبت في سيارتي الخاصة . أما أنت فعليك أن تأخذي الطائرة الى مانيسالاس ومن ثم تستعينين بشكل من أشكال النقل المحلي ، لست متأكدة من أنواع المواصلات هناك ، كما أن المزرعة بعيدة جداً ، وقد يتصرف معك خوان بشراسة فتضطرين الى ايجاد طريق عودتك...
فهتفت سوريل :
-هل لك أن تكفي عن القلق ؟ لن يحدث لي شيء ، ومادمت أعلم الآن كيف ابدأ الرحلة فسأعرف كيف اكملها بنجاح . سأدع بيدرو يأخذني الى المطار وكأني ذاهبة لاستقل طائرة الى انكلترا ، وبدلاً من ذلك سوف استقل واحدة الى مانيسالاس . سأجد طريقي الى المزرعة بشكل ما ، وأحاول العودة غداً ، الاّ اذا استطعت اقناع رينالدا بأن يأتي هذا المساء .
بعد ساعة كانت حقائبها مودعة بأمان في احدى خزائن المطار ، وهي داخل طائرة تقلها الى مانيسالاس . أخذت معها حقيبة سفر صغيرة في حال اضطرت الى المبيت في ايبارا أو في مانيسالاس بعد زيارتها لمزرعة رينالدا . كانت واثقة تماماً من نجاح مهمتها فمن المؤكد ان مصارع الثيران سيسارع بلهفة الى انكار التهم الزائفة التي الصقت به .
لدى وصولها الى مانيسالاس ، قيل لها في مكتب الاستعلامات السياحي في المطار ان باستطاعتها الوصول الى ايبارا بواسطة الباص المحلي الذي عليها أن تستقله من الساحة الرئيسية والذي يغادر في الساعة الثانية تقريباً . شعرت سوريل كأنها في اجازة . فاستمتعت بالرحلة في ذلك الباص الهرم و المطقطق . لم تكن المناظر برية كما توقعت بل أشبه بمنتزه فسيح ذي اراضٍ عشبية مشمسة ، مرقطة بشجيرات صغيرة أو غيض أشجار ، و يخترقها نهر متلألئ تتدفق مياهه على الصخور العديدة . كانت ايبارا عبارة عن مجموعة بيوت طينية ذات


Shining Tears غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-05-08, 05:00 PM   #18

Shining Tears
 
الصورة الرمزية Shining Tears

? العضوٌ??? » 1639
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 218
?  نُقآطِيْ » Shining Tears is on a distinguished road
افتراضي

أسطح من التنك المغضن أو من القرميد العتيق الذي تحوّل لونه ، بفعل التقلبات الجوية الى لون رمادي مخضر . سائق الباص أشار الى سوريل بأن تسأل في الفندق عن طريقة نقل توصلها الى مزرعة رينالدا ، وبعد أن ترددت لبضع لحظات بسبب رهبتها من مشهد الفندق المتداعي ، عبرت ابوابه المهتزه الى ردهة المدخل المعتمة .
ولما اعتادت عيناها على العتمة رأت أن هناك عدة رجال يجلسون بارتخاء امام المقصف ، وأنهم توقفوا عن الحديث و الشراب ليحدقوا اليها بدهشة شديدة .
-ماذا تريدين يا سنيوريتا ؟
كان المتكلم امرأة قصيرة مكتنزة ذات شعر أسود مبعثر و بشرة دهنية ، تدخن سيكارة بنية طويلة و تحمل صينية مكدسة بالأطباق . فأجابت سوريل وهي تجعد انفها قرفاً من رائحة المكان وقذارته :
-اني ابحث عن سيارة توصلني الى مزرعة رينالدا .
فأشاحت المرأة برأسها الى شخص كان يقف خلف سوريل ونادت قائلة :
-بانشو ؟ وجدت لك راكبة .
ثم القت على سوريل نظرة تقييمية من عينين يضيقهما دخان السيجارة ، وقالت لها :
-سيأخذك بانشو وستكونين معه في أمان لأنه يعمل لدى رينالدا .
بعد خمس دقائق كانت سوريل تتمسك بمقبض الباب داخل شاحنة ثابتة تشقطريقها قفزاً على طريق محددة متعرجة ، وتساءلت ان كانت في أمان فعلي مع بانشو الذي عكف على قيادة الشاحنة بسرعة هائلة وكأنه لايعرف معنى التمهل .
سألها صارخاً ليطغى صوته على ضجيج المحرك :
-لماذا تأتين الى المزرعة ؟
-لأقابل السنيور رينالدا لأمر هام .
-هل يتوقع قدومك ؟
-اجل .
ليست هذه الحقيقة تماماً لكن خوان رينالدا طلب أن تتصل به في حال واجهت مشاكل مع مخدومها . وعاد بانشو يسألها زاعقاً :
-هل أنت اميركية ؟
لم يكن السؤال جديداً بالنسبة اليها وقد رح عليها عدة مرات منذ مجيئها الى كولومبيا، فحين يسمعها الناس تتكلم الاسبانية بلهجة انكليزية خفيفة يفترضون فورا انها من الولايات المتحدة الاميركية. اجابته:
-لا، انا من انكلترا.
فأهداها ابتسامة عريضة بيضاء، وهتف:
-يا الهي! انها بعيدة جدا من هنا. حسبتك صديقة للسينورا لأنها كانت تعيش في اميركا.
اية سينورا يقصد؟زوجة خوان رينالدا؟ بالطبع، لماذا لم تفطن الى هذا من قبل؟ الان فهمت لماذا ذكرت مونيكا تعرضها للاذلال حينما زارت المزرعة. لابد انها التقت بزوجة خوان رينالدا. سرها ان تتسلح بهذه القطعه الجديدة من المعلومات فأحست بمودة مفاجئة نحو الشاب الذي يقود الشاحنة. سألته:
-ماذا تعمل في المزرعة؟
-اعمل مع الثيران واتعلم من "الشجاع" كيف اصبح مصارع ثيران. في الوقت الحاضر انا مجردمروض، اغرز الرماح في الثور كي اجعله يتهيج في الفصل الاول من المصارعة. هل تفهمين ما اقول؟فلم تملك الا ان تقول:
-ياللثور المسكين! الا تخاف ان تخرج كما حصل للسينور رينالدا؟
-اجل. اخاف، لقد جرحت مرتين لغاية الان، لكن مصارعة الثيران تشكل امتحانا عظيما لشجاعة الرجل، يقولون ان "الشجاع"فقد جرأته بعد مصارعته الاخيرة لانه اصيب بجرح بالغ. لكنني لا اصدق ذلك.
ثم خفض بانشو صوته وقال بهمسة دراماتيكية:
-لقد حضر تلك المصارعة. رأيتهم يحملونه خارج الحلبة ووجهه كتلة من الدم وثيابه ممزقة.
فأحست سوريل بغثيان لم يتسبب فقط عن ترنح الشاحنة وقالت بسرعة:
-اوه،ارجوك،لاتخبرني المزيد... اعتقد ان مطلق انسان يجرف الثور لحمه من شأنه ان يفقد جرأته.
-لكن ليس خوان رينالدا ابمن رودريغو رينالدا وعضو اشهر العائلات الاسبانية في مصارعة الثيران! انا محظوظ جدا لكوني اتعلم من شجاع اين شجاع. انظري سنيوريتا. لقد وصلنا البيت تقريبا. اليس جميلا؟
كان بالفعل جميلا. بناء مستطيل، منخفض ومترام، له نوافذ صغيرة مغطاة بحواجز حديدية مزخرفة، يقوم على ارض مرتفعه تطل على النهر الجاري. خلفه، كانت الاراضي تتالق تحت اشعة الشمس، وعلى جدرانه البيضاء ظلال سوداء تطرحها شجيرات مزهرة. الدرب الذي اقتربا عليه الى البيت، انعطف حول الجدران البيضاء ثم تحت قنطرة والى ساحة رئيسية حيث اوقف بانشو الشاحنة والتفت الى سوريل يقول ببسمة انشراح:
-هاقدوصلت. سأنزلك هنا
مد ذراعه من امامها وفتح الباب الى جانبها لتهبط واردف:
-اذهبي الى الباب هناك. مدبرة المنزل ستعلم السنيور رينالدابقدومك. مع السلامة.
فترجلت وصفقت الباب خلفها . تحركت الشاحنة من جديد وانطلقت بسرعة مثيرة الغبار لدى مرورها العاصف تحت القنطرة. وقفت سوريل وحيدة، تصغي الى صدى المحرك المتباعد وتتأمل ماء ينساب على تمثال برونزي لصبي قائم في منتصف بركة صغيرة تحيط بها اكوام من الزهور.
استدارت على مهل صوب البيت وحرارة الشمس تلسع ظهرها وعنقها. مرت تحت قنطرة ثانية الى رواق مسقوف مبلط الارضية ويلف البيت من ثلاث جهات. اما الباب الخشبي الثقيل فذو مفاصل حديدية مزخرفة، وقبضة عبارة عن حلقة ضخمة من الحديد ذاته. كانت على وشك ان تقرعه حين فتح الباب فجأة، هتفت الشابة التي فتحته:
-يالهي! لقد ارعبتني! من انت؟ ماذا تبغين هنا؟
كانت طويلة مكتنزة،ترتدي تنورة بنية مخملية وجزمة طويلة من الجلد البني. بلوزتها حريرية بلون الكريم، وسترتها قصيرة تشد الخصر، بنية مخملية كما التنورة. اما شعرها فكان بنيا غامقا ذا غرة جانبية تطل على عينين رماديتين متباعدتين ومعقوصا الى خلف بتسريحة ذيل الفرس. وعلى يدها الممسكة بحافة الباب رأت سوريل عدة خواتم، معظم فصوصها من الزمرد والماس وذات الق وهاج شد بصرها بانسحار. تحت الخواتم رأت محبسا ذهبيا سميكا. وفجأة، قالت الشابة بلهجة اميركية على انكليزية:
-حسنا، انت لا تفهمين الاسبانية. سأحاول ثانية. من انت وماذا تريدين؟
فاقتلعت سوريل بصرها من الثروة المتألقة على اصابع الشابة وقالت:
-اسمي سوريل برستون. جئت لاقابل السنيور خوان رينالدا. اهو موجود؟
اتسعت العينان وراحت نظرتهما تجرف سوريل من قمة شعرها الاحمر كورقة سنديان خريفية الى بلوزتها القطنية الصفراء وتنورتها الغجرية المزهرة وحتى صندليها الجلديين البنيتين، وغمغمت:
-يالهي! ماذا تراه فعل الان؟


Shining Tears غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-05-08, 05:01 PM   #19

Shining Tears
 
الصورة الرمزية Shining Tears

? العضوٌ??? » 1639
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 218
?  نُقآطِيْ » Shining Tears is on a distinguished road
افتراضي

ثم استجمعت شتات نفسها واضافت ناظرة في عيني سوريل:
-كلا، انه خارج البيت يلاحق الثيران في مكان ما على اراضي المزرعة، يجب ان يأتوا بها استعدادا لمصارعة يوم غد. يمكنني ارسال شخص لاستدعائه ان كنت لاتمانعين في الدخول والانتظار.
اجابت سوريل وهي تعبر العتبة:
-شكرا. كيف عرفت انني اتكلم الانكليزية؟
فردت الاخرى بصوت هادئ:
-من ثيابك. تفضلي، من هنا.
قادتها المرأة الى غرفة واسعة مستطيلة تطل على مروج مشمسة تنحدر الى تلال مشجرة مستديرة، وسألتها:
-كيف جئت؟
شرحت لها سوريل التفاصيل فأومأت برأسها. جلست على حافة مكتب انيق وقالت:
-سمعت صوت شاحنة وهذا ماجعلني افتح الباب, كنت انتظر وصول سيارة من كوبايا لتحملني بعيدا من هنا. لقد سئمت هذا المكان.
طوحت يدها البراقة في حركة شملت الغرفة وما وراءها واردفت:
-اني راحلة. منذ مدة وانا افكر في الرحيل لكنني لم اطلع خوان على قراري الا مساء امس. منذ متى تعرفينه.؟
-لقد... التقينا... يوم الاحد.
فاتسعت العينان مجددا، ثم قوست الشابة عنقها الرائع واطلقت ضحكة طويلة. رمقت سوريل بنظرة ناقدة وقالت:
- ما اسرع خوان في التحرك!هل لديك طباع حاد تنسجم مع شعرك الناري البديع؟ اذا كان الامر كذلك، سيواجه خوان اياما عصيبة يستحقها! لقد حان الوقت لان يجد من يروضه!
هبطت عن المكتب واردفت:
-استأذنك الان لاكمل توضيب حقائبي. سأطلب من احد الصبية ان يستدعي خوان. في رعاية الله يا سنيوريتا وتمنياتي لك بالتوفيق. لقد مرت ستة اشهر على وجودي هنا، انما لدي شعور غريب بأنك ستمكثين مدة اطول ، اطول بكثير...
غادرت الغرفة بسرعة ، مثيرة في سوريل شعورا جارفا من الحيرة. هل جاءت في اللحظة المناسبة لتشهد زواجا يتحطم؟ فمع ان المرأة لم تعرفها باسمها ، الا ان سوريل مقتنعه بانها زوجة خوان، السينورا التي ذكرها بانشو وقال انها جاءت من الولايات المتحدة. لقد تكلمت الانكليزية بلهجة امريكية، وتلبس محبس زواج، اضافة الى قولها انها سئمت العيش هنا. ستة اشهر! قبل ستة اشهر جاءت مونيكا الى هذا البيت الجميل وتعرضت لمهانة واذلال. من اهانها؟ الشابة التي تركت الغرفة لتوها؟ ربما... وهل اهينت مونيكا هنا، وسط كل هذا الجلد الاحمر والستائر الحمراء والخشب الداكن والزخارف الفضية والنباتات المعربشة والصور الفوتوغرافية العديدة على الجدران؟
انفتح الباب فتقلصت عضلاتها اذ توقعت رؤية خوان رينالدا يدخل عليها ، لكنها رات امرأة هجينة ضئيلة ، تتقدم بصينية عليها ابريق قهوة وفنجان وطبق حلوى. قالت المرأة وهي تضعها على طاولة قرب مقعد سوريل:
-طلبت السنيورا انيز ان اتيك بهذا، وقد ارسلت تستدعي السينور خوان.
-شكرا
-لاشكر على واجب.
استدرات المرأة صوب الباب فاستوقفتها سوريل قائلة بسرعه:
-لحظة من فضلك. اود التكلم مع ثانية مع السنيورا.
-لاجدوى من ذلك فقد رحلت.
ثم غادرت الغرفة بهدوء كما دخلت. احست سوريل بحاجتها الى شراب ينعشها فسكبت القهوة في فنجانها واخذت تقضم قطعة حلوى من جوز الهند، وهي تأمل ان ياتي خوان في اقرب وقت.
وبعد فنجان ثان من القهوة وقطعة من الحلوى نهضت تجول في ارجاء الغرفة وتتامل باعجاب نماذج رائعة لمعدنيات هندية محلية، معروضة في خزانة زجاجية الواجهة من خشب الورد. العديد من القطع النحاسية والبرونزية كانت نسخا طبق الاصل عن قطع من الذهب الخالص شاهدتها من قبل في زيارتها الوحيدة لمتحف مصرف الجمهورية في يوغوتا. وفي خزانة اخرى رات مجموعة من الاثريات الفضية، قدرت ثمنها بالوف الجنيهات.
انتقلت الى الصور الفوتوغرافية التي تغطي معظم مساحات الجدران ، وكل واحدة تظهر مشهداً متحركاً في مصارعة ثيران ، اضافة الى صورتين نصفيتين ، احداهما لرجل خمنت انه رودريغو رينالدا ، والد خوان ...
عينان قاسيتان وفم مائل في وجه نحيل خشن . اما الصورة الثانية فتمثل امرأة شقراء الشعر ذات عينين رماديتين ضاحكتين . زوجته ؟ والدة خوان؟ وفيما هي تحملق فيها شعرت فجأة بخفوت ضوء الشمس فنظرت بسرعة الى ساعتها واذا بها تناهز السادسة . كانت الشمس تغرب ، ومن خلال النافذة استطاعت رؤية الحقول تتألق كذهب عتيق تحت اشعة تميل عليها من تحت غيوم رمادية ملبدة ، تنذر بالمطر .
حان الوقت لأن ترجع الى ايبارا ، لكن خوان لم يظهر بعد . ثلجت الخيبة اطرافها ... هل اخطأت غابرييلا في التعرف الى شخصيته ؟ ربما اتضح في النهاية ان الرجل الذي قضت معه ليلة في الملجأ هو غير مصارع الثيران الشهير ؟ كم ستشعر بغبائها وهي تشرح لرجل غريب تماماً ، سبب مجيئها لرؤيته ! وراحت تحدق بذعر الى الصور ، علها تجد صورة تشبه الرجل الذي التقته . عجزت عن الرؤية الواضحة بسبب العتمة المتزايدة فأشعلت أحد المصابيح الكهربائية واستدارت الى الجدار المقابل حيث بدت نوعية الصور اكثر عصرية . لم تجد بينها صورة نصفية . جميعها تظهر مشاهد مأخوذة أثناء الصراع ، الثور يخفض قرنيه وهو يهجم بجنون على رجل في لباس المصارعين يمسك بعباءة لصق جسمه . استحال عليها ان ترى وجه الرجل . و لكن ، أليست وقفته مألوفة ؟ وتوالت هذه المشاهد المتشابهة حتى توقفت أمام الصورة الأخيرة وحيث اصيبت برعدة خفيضة لأن الثور كان يقذف الرجل في الفضاء . الم تؤخذ هذه الصورة في مصارعة رينالدا الأخيرة ؟
جلّست ظهرها وحدقت الى صور اخرى ثم أحست بالصمت المخيم على البيت . لم يأت خوان رينالدا لأنه لم يعرف اسمها ، لأنه غير الرجل الذي التقته في الملجأ ! يجب أن تغادر هذا البيت فوراً . هرعت تلتقط حقيبتها الصغيرة وما ان تقدمت في اتجاه القنطرة المؤدية الى الردهة حتى قفزت مندهشة وغطت فمها بيدها لتمنع نفسها من الصراخ . رأت شخصاً في العتمة ، يقف ساكناً يراقبها ، وفيما هي تشخص اليه ، دخل الغرفة ببطء واذ به ، في ضوء المصباح ، رجل متين البنية يرتدي بنطلوناً ، داكناً ، فضفاض الرجلين وسترة جلدية مفتوحة حتى الخصر . رجل تبرق عيناه الرماديتان في وجهه النحيل الأسمر وعلى الأيمن ندبة طويلة ، قال لها :
-مساء الخير يا سوريل ، اعتذر لأنني جعلتك تنتظرين ، لكني حسبت انيز تمارس معي لعبة احتيال عندما قيل لي ان هناك امرأة انكليزية ذات شعر احمر تنتظر رؤيتي ، ولذا تقاعست عن المجيء . ان لها طريقة خبيثة في المزاح .
غمرها الارتياح لكون غابرييلا لم تخطئ التعريف ، فأحست ارتجافاً مفاجئاً في ساقيها وخفقاناً في قلبها . ارتياحها هو حتماً السبب الحقيقي لانفعالها ،


Shining Tears غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-05-08, 05:02 PM   #20

ΜāŘāΜ ~ Ś

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية ΜāŘāΜ ~ Ś

? العضوٌ??? » 134
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 17,112
?  نُقآطِيْ » ΜāŘāΜ ~ Ś has a reputation beyond reputeΜāŘāΜ ~ Ś has a reputation beyond reputeΜāŘāΜ ~ Ś has a reputation beyond reputeΜāŘāΜ ~ Ś has a reputation beyond reputeΜāŘāΜ ~ Ś has a reputation beyond reputeΜāŘāΜ ~ Ś has a reputation beyond reputeΜāŘāΜ ~ Ś has a reputation beyond reputeΜāŘāΜ ~ Ś has a reputation beyond reputeΜāŘāΜ ~ Ś has a reputation beyond reputeΜāŘāΜ ~ Ś has a reputation beyond reputeΜāŘāΜ ~ Ś has a reputation beyond repute
افتراضي

Shining Tears يعطيك الف عافيه على المجهود المميز لأنـي أكثر وحده عارفه قد إيش الكتابه متعبه .. مشكوووووووووووووووووووووو ره ياالغاليه .. أنا الروايه هادي ما قريتها بس أن شاء الله لما ألقى وقت راح اقراها ..




ΜāŘāΜ ~ Ś غير متواجد حالياً  
التوقيع


.. يااا حضن أمي .. ماأقسى رحيل الأمهات ..
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
177-انقذني الغرق ..فلورا كيد - ع.ق - (كتابة/ كاملة )** Fairey Angel روايات عبير المكتوبة 270 15-04-24 07:15 AM
158 - مصارع الثيران - فلورا كيد - ع.ق pink moon منتدى روايات عبير القديمة 933 24-03-24 07:45 PM
169 - لحن الجنون - فلورا كيد - أحلام القديمة ( كتابة / كاملة *) lola @ روايات أحلام المكتوبة 1376 16-12-23 10:23 PM
30- لا تقــــولي لا - فلورا كيد - ع.ق ( كتابة / كاملة **) Fairey Angel روايات عبير المكتوبة 273 23-11-23 09:02 PM
10 - اليخت - فلورا كيد - ع.ق ( كتابة / كاملة **) جين اوستين333 روايات عبير المكتوبة 272 21-11-23 09:24 PM


الساعة الآن 08:08 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.