آخر 10 مشاركات
خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          أترقّب هديلك (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          2– التجربة - شارلوت لامب - ق.ع.قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          سراب الحب (8) للكاتبة الخلابة: نور الهدى *مميزة & كاملة* (الكاتـب : نور لينة - )           »          وشاح من دخان-قلوب شرقية(79)-حصرياً- للكاتبة:داليا الكومي{مميزة}-(مكتملة&الروابط) (الكاتـب : دالياالكومى - )           »          حنين الدم ... للدم *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : رؤى صباح مهدي - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          [ تحميل] من تحت سقف الشقى أخذتني للكاتبه نـررجسـي?? ( جميع الصيغ ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          بخصوص رواية قبلة المموت … (الكاتـب : فجر عبدالعزيز - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-05-10, 09:59 PM   #31

مايا مختار

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

 
الصورة الرمزية مايا مختار

? العضوٌ??? » 33
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 6,026
?  نُقآطِيْ » مايا مختار has a reputation beyond reputeمايا مختار has a reputation beyond reputeمايا مختار has a reputation beyond reputeمايا مختار has a reputation beyond reputeمايا مختار has a reputation beyond reputeمايا مختار has a reputation beyond reputeمايا مختار has a reputation beyond reputeمايا مختار has a reputation beyond reputeمايا مختار has a reputation beyond reputeمايا مختار has a reputation beyond reputeمايا مختار has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة * أميرة الحب * مشاهدة المشاركة
الغرور، العجرفة الثقة الكبيرة في النفس، التسرع والثريت في الأحكام المد والجزر في الأحاسيس، كل هذا في روايتك يا مايا، بدأت الأمور تشتعل كثير بين العنصرين والله راح تنقلب حرب عالمية ثالثة

:7r_014: :7r_019: :7r_001:
حبيبتى اميرة الحب
مرحبا بيك يا برينسيس المنتدى
سامحينى ما شفت المداخلة الحلوة دى الا الان...يبدو ان عملية الليزك لا تسير بشكل جيد...ههههه...العتب على النظر
مرسى يا قلبى على تعليقاتك العسل
وسعيدة باهتمامك...ويشرفنى انك حبيتيها
بااااااى


مايا مختار غير متواجد حالياً  
التوقيع
انى لأحمل فى هواك صبابة يا مصر قد خرجت عن الأطواق




رد مع اقتباس
قديم 11-05-10, 12:36 AM   #32

فاطمة كرم

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية فاطمة كرم

? العضوٌ??? » 103308
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 18,261
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond repute
B11

[imgl]https://www.gulflobby.com/upload/get-6-2009-gulflobby_com_6477jogz.gif[/imgl]
شكرا عيون المها على النقل للبارتات ولمايا مختار على ابداعهم
((
لامار ... هو ده سلو بلدكم يا انسة لامار فى واحدة في الدنيا بابها ومامتها ربوها تعرف عن واحد انه زير نساء وتقوم بالخطوة دي يا لهوي عليكي وتقوليله ايه رايك في العطر اذا كان عجبني انا مش هيعجبه هو هههههههههههه جبتيه لنفسك يا حبيبتي اشربي بقى
((
نيكولا ... يابني اتهد ايه انت من اول لقاء شغال وداخل في المفيد مش ممكن لا وطبعا انت اكيد الرجل الغامض اللي عمل .... وبرده من غير ما تعرفها قال ايه اعذريني في اللي هعمله وتدخل في الموضوع مباشرة لا ولامار الهانم ساعتها كانت مصدعه ساعتها طبعاً راح الصداع " مياصة بنات هههه"
لا والمصيبة يا نيكولا انك ناجح وكبرت شركة والدك ممكن سؤال واحد يا مستر نيكولا لو سمحت عندك وقت تشوف شغلك بكفاءة اوي كده وفي نفس الوقت مشطب على ستات البلد لا وايه عارف جميع انواع العطور ما هي كل واحدة بعطر مختلف حقيقي بحسدك على توفيقك فى وقتك يا ناس دا انا امتحنت اسبوع واحد بس في كام مادة مكنتش عارفه ادخل المنتدى ها سامعين المنتدى مش عشاء وبعد العشاء قناع خدتوا بالكوا من حتة القناع دي لا بجد الرجل الخارق بجدرارة اكيد ومؤكد خدت دورات جامدة جداً لادراة الوقت والا ازاى هتلاقى الوقت لشغلك ووقت لهوياتك في اكتشاف العطور الجديدة هههههههههه قصدي صاحبات العطور
((
لامار ... يا مسكينة زعلتي يا حبيبتي انه قالك يتجوزك ما تتجوزيه ياختي يعني عجبك اللي عمله ده كله من غير جواز على الاقل المسالة تكون شرعي الحمدلله الراجل قصده شريف قال هتحول حياته لجحيم عشان حب يصونك لكن مزعلتيش وهو شغال ولا همه حاجه صحيح يا بنات على راي مصطفى كامل لو لم اكن مصرياً لوددت ان اكون مصرياً او عربياً المهم اي بلد فيها ابجد هوز
الله يرحمك يا مصطفى كامل ويبشبش الطوبة اللي تحت تربتك
((
مايا متبعاكِ يا قمر ويارب يا نيكولا ربنا يهديك يا يهدك حل من الاتنين انا دعيت ومش هقدر ارجع في دعوتي ربنا يستر بقى
في امان الله مايا


فاطمة كرم غير متواجد حالياً  
التوقيع


لقراءة أعمالي (روايات- قصص- مقالات- جوابات :D ) انقر هنــــا
رد مع اقتباس
قديم 11-05-10, 01:02 AM   #33

مايا مختار

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

 
الصورة الرمزية مايا مختار

? العضوٌ??? » 33
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 6,026
?  نُقآطِيْ » مايا مختار has a reputation beyond reputeمايا مختار has a reputation beyond reputeمايا مختار has a reputation beyond reputeمايا مختار has a reputation beyond reputeمايا مختار has a reputation beyond reputeمايا مختار has a reputation beyond reputeمايا مختار has a reputation beyond reputeمايا مختار has a reputation beyond reputeمايا مختار has a reputation beyond reputeمايا مختار has a reputation beyond reputeمايا مختار has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة * فاطمة كرم * مشاهدة المشاركة
شكرا عيون المها على النقل للبارتات ولمايا مختار على ابداعهم
((
لامار ... هو ده سلو بلدكم يا انسة لامار فى واحدة في الدنيا بابها ومامتها ربوها تعرف عن واحد انه زير نساء وتقوم بالخطوة دي يا لهوي عليكي وتقوليله ايه رايك في العطر اذا كان عجبني انا مش هيعجبه هو هههههههههههه جبتيه لنفسك يا حبيبتي اشربي بقى
((
نيكولا ... يابني اتهد ايه انت من اول لقاء شغال وداخل في المفيد مش ممكن لا وطبعا انت اكيد الرجل الغامض اللي عمل .... وبرده من غير ما تعرفها قال ايه اعذريني في اللي هعمله وتدخل في الموضوع مباشرة لا ولامار الهانم ساعتها كانت مصدعه ساعتها طبعاً راح الصداع " مياصة بنات هههه"
لا والمصيبة يا نيكولا انك ناجح وكبرت شركة والدك ممكن سؤال واحد يا مستر نيكولا لو سمحت عندك وقت تشوف شغلك بكفاءة اوي كده وفي نفس الوقت مشطب على ستات البلد لا وايه عارف جميع انواع العطور ما هي كل واحدة بعطر مختلف حقيقي بحسدك على توفيقك فى وقتك يا ناس دا انا امتحنت اسبوع واحد بس في كام مادة مكنتش عارفه ادخل المنتدى ها سامعين المنتدى مش عشاء وبعد العشاء قناع خدتوا بالكوا من حتة القناع دي لا بجد الرجل الخارق بجدرارة اكيد ومؤكد خدت دورات جامدة جداً لادراة الوقت والا ازاى هتلاقى الوقت لشغلك ووقت لهوياتك في اكتشاف العطور الجديدة هههههههههه قصدي صاحبات العطور
((
لامار ... يا مسكينة زعلتي يا حبيبتي انه قالك يتجوزك ما تتجوزيه ياختي يعني عجبك اللي عمله ده كله من غير جواز على الاقل المسالة تكون شرعي الحمدلله الراجل قصده شريف قال هتحول حياته لجحيم عشان حب يصونك لكن مزعلتيش وهو شغال ولا همه حاجه صحيح يا بنات على راي مصطفى كامل لو لم اكن مصرياً لوددت ان اكون مصرياً او عربياً المهم اي بلد فيها ابجد هوز
الله يرحمك يا مصطفى كامل ويبشبش الطوبة اللي تحت تربتك
((
مايا متبعاكِ يا قمر ويارب يا نيكولا ربنا يهديك يا يهدك حل من الاتنين انا دعيت ومش هقدر ارجع في دعوتي ربنا يستر بقى
في امان الله مايا
فاطمة ياااااااا عسل دمك شربات:icon30::icon30:
مش معقووووول...انا عمالة اقرا الرد بتاعك وكل مرة اخلصة اقراة تانى واضحك
لا واية..وقعت فى ايد مدرسة تفسير وعلوم القران...ههههه:crazy::crazy::crazy:

يعنى فى ايد من لا يرحم:crazy::crazy::crazy:
اوكى يا فاطمة..ربنا يجعل كلامى خفيف عليكى..وما تعلقيليش المشنقة..على العموم بينى وبينك انا استحقها..واعترف بذنبى امام اللة وامام الجميع ....هههه
بس لى دفاع وحيد ارجو من عدالة المحكمة سماعة..اعتبريها يا ستى نوع من انواع الهروب من الواقع..ي:41::41::41:عنى حاجة كدة ولا فى الاحلام زى ما بيقولوا..هههه..يعنى كدة وكدة..
وانا اكيدة ان السنيور نيكولا كريستيانو بعد ما وصل لدرجة الثراء دى وبعد كفاح
عندة دلوقتى اللى بيشتغل بدالة...يعنى هو يحط رجل على رجل..ويؤمر بس..ولا يقشر بصباعة الصغير...وبعدين من حقة يشوف نفسة شوية..ماهو تعب بردة..ولا اية...لازم يكون عندنا رحمة...
واللة بحقد عليها..لامار دى هى مش البطلة بتاعتى...بس بكرهها ..وربنا يهدهم هما الاثنين يا ستى ولا تزعلى
بجد اسعدتنى تعليقاتك الساخرة اللذيذة..:45::45:واتمنى انو الباقى يعجبك..وماييعليش الضغط عليكى..زى ما بيعلية عليا كل ما اقرأها... :crazy::crazy::crazy:تانى
وفى النهاية اتمنى لك كل السعادة والحب يا معلمتى النجيبة...
اة...نسيت..وبردة اصبرى على رزقك..يا فطومة الحلوة....باااااااى


مايا مختار غير متواجد حالياً  
التوقيع
انى لأحمل فى هواك صبابة يا مصر قد خرجت عن الأطواق




رد مع اقتباس
قديم 11-05-10, 04:54 PM   #34

عيون المها
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 11706
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,990
?  نُقآطِيْ » عيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الرابع

الفصل الرابع

كانت الطريق أثناء العودة ونيكولا يقود سيارته ليعيد لامار للفيلا كما سبق ووعدها ..طويلة في صمت يشوبه التوتر.. لم تستطيع لامار احتمال الصمت أكثر من ذلك.. وهى ترى نيكولا يقود بهدوء وثقة.. وكأنه لم يسقط عليها منذ دقائق بأكبر قنبلة تلقتها في حياتها...
قالت ببرود وهى تنظر إليه بلا مبالاة..
ــ أنا لا افهم إصرارك على هذا الشرط الغريب... لماذا تريد منى ألا ابدأ العمل على المشروع إلا بعد شهر من الزواج .. أريد أن افهم..
انتبه نيكولا ناظرا إليها وكأنه يشعر وجودها معه في السيارة لأول مرة... وابتسم لها قائلا..
ــ اقتربي لامار..اقتربي منى..
ــ لا .. لا أريد أن اقترب منك.. فقط اجبني على سؤالي...
ــ لن أجيبك إلا بعد أن تقتربي منى..أم تريدينني أن أجبرك على ذلك.. نحن الآن خطيبين ..لقد وافقت على الزواج.. بالتالي من حقي أن اطلب منك أن تقتربي منى كما أريد.. يجب أن تتعودي على ذلك.. سيكون بيننا كثيرا من تلك الأمور من الآن... هيا لامار .. لا تكوني عنيدة .. حسنا ... من فضلك تعالى بقربى...
زفرت لامار بعصبية ..مقتربة منة...
ــ والآن اخبرني عن السبب..
ــ مد يده محيطا كتفيها بذراعية ..مقربا رأسها منة.. وطبع قبلة رقيقة على خدها... أريد يا عزيزتي أن تكوني متفرغة لي وحدي لشهر كامل..لا تفكرين بشيء عداي..أنت لا تعلمين كم انتظرت كثيرا لتكوني لي...
ــ أنت تكذب نيكولا... أنت تريد أن تتأكد...أنني سأدفع نصيبي من الاتفاق... فقط... لا تريدني أن اهرب دون أن تأخذ ما تريد منى... فأرجوك لا تتصنع اللهفة ... اعرف تماما ما بيننا...
ــ تنهد نيكولا بيأس وقال ..
ــ لا.. أنت لا تعلمين شيئا ..يوما ما ستعلمين .. أرجوك لا تحولي لحظاتي الجميلة معك لشجار دائم لا ينتهي... حاولي الاسترخاء والاستمتاع بما سأقدمه لكي... ثم إذا لم يعجبك... ارفضيه.. والآن اهدئي قليلا ..كدنا نصل..لا أريد أن يراك من في المنزل متوترة وغاضبة ... من المفترض انك سعيدة بعد طلب الزواج.. قال الجملة الأخيرة بسخرية مشوبة بالمرارة....
ــ صمتت لامار متكئة برأسها على كتفة دون أن تعترض..ساد الهدوء طريق العودة مرة أخرى ..مما أتاح للامار بعض الوقت للتفكير بالأحداث السريعة في هذا اليوم الغريب...
ها هي تجلس الآن بجانب رجلا سيكون زوجها ..كان بالنسبة لها اليوم صباحا رجل غريب وخصم عنيد... ما هذا القدر الغريب... ما الذي أقحمت نفسها فيه... لقد قلب نظام حياتها كله في نصف يوم ..ما الذي سيحدث إذا بقيت معه لباقي عمرها؟؟؟ ...كانت لشهر مضى قد أنهكها التعب من محاولة الإبقاء على الشركة متماسكة.. رحلات يومية إلى عدة بنوك ... دراسة عدة طرق وأساليب لتخطى الأزمة المالية ... سهر لفترات طويلة في الشركة ... ارق باستمرار من كثرة التفكير...كثير من حالات اليأس والإحباط للرفض المستمر من البنوك بإعطائها القرض...وها هو نيكولا يأتيها بالحل المثالي لجميع مشاكلها ..الحل السحري.. ولكن ماذا كان الثمن .. حريتها؟؟...كانت أكثر اللحظات انكسار وإهانة في حياتها .. شعرت وكأنها بيعت بسوق الرقيق....
الغريب أنها تشعر بين يديه بجانب ثورة مشاعرها بالسكينة الغريبة..مزيج غريب من المشاعر بينهما ..للحظات تكرهه ..وأخرى تريد أن تتوسل إلية ألا يتركها.. أيكون هو من تريد.. لا .. لا .. لا يمكن..إنها لن تسامحه أبدا على عرضة الزواج بهذه الطريقة إنها تكرهه... لا ..إنها تريد أن تكرهه... هذا الرجل الغريب... يختلج قلبها لرؤيته.. وتتوسل إليها أصابعها لكي تصفعه وتمحى عن وجهة تلك النظرة الواثقة المدمرة .. وكأنة يملك كل ما حوله ..كل الإجابات... وكل الحلول ..المغرور الهمجي .. من يظن نفسه .. وأدركت فجأة أنها استسلمت للأمر..لم يترك لها الفرصة حتى للتفكير بعرضه... لكي تتجنب الإذلال وافقت بسرعة متصنعة رباطة الجأش.. وها هي الآن نائمة على كتفة .. وكأنها نسيت ما فعلة منذ دقائق... المغرور الهمجي.. من يظن نفسه .. انتفضت فجأة من تحت ذراعه ..قامت لتنظر إليه فجأة وهى غاضبة وصاحت بصوت عالي ...!!
ــ من تظن نفسك ...؟؟!!
نظر إليها نيكولا وكأنه ينظر إلى إنسان معتوه... وتنفس بنفاذ صبر قائلا ...
ــ ماذا الآن ... ما الأمر لامار ... ما الذي فعلته هذه المرة .. ومن الأجدر أن يكون تفسيرك وجيها لهذا الصراخ الذي أفزعني..
ــ كيف تجبرني على!!!... وصمتت مفكرة بارتباك..كيف تجبرني على شيء لا أريده .. لقد أجبرتني أن أبقى نائمة على كتفك... أنا لا اسمح لك بهذا..
ــ أيتها النمرة المجنونة ... يبدو إنني رميت بنفسي في جحيم مستعر دون أن أدرى.. أنا لم أجبرك على شيء ..فقط كنت أريد قبلة .. قبلة لعينة واحدة...ثم احتضنتك.. وأنت التي بقيت بين ذراعي ... لم أجبرك على شيء.
نظرت إليه مقطبة وهى تفكر ثم أدارت وجهها إلى النافذة بصمت ... لدقيقة عاد خلالها الهدوء وفجأة التفتت إليه ..
ــ يجب أن تعلم شيئا مهما...
ــ يا إلهي سوف افقد عقلي ...ماذا الآن لامار ...
ــ أنا ند لك في كل شيء.. يجب أن تعاملني كامرأة مستقلة لها تفكيرها الخاص ... لن اسمح بان تهمشني في حياتك .. انا لست إحدى نسائك ... يجب أن تتعلم احترام عقلي... مثلما تحترم ..!!وصمتت للحظة..ثم استرسلت بسخرية...الأشياء الأخرى !!...
ابتسم رغما عنة قائلا ...
ــ اطمئني لامار ...لو لم أكن احترم عقلك واراك ندا لي ...لم أكن لأعرض الزواج منك ... ابتسم مقهقها ... لقد سئمت حقا من يرتمين تحت قدمي .... أريد الآن من تجبرني على التفكير وأنا معها ..لست أريدك شيئا مسلم به أبدا... أريد دائما أن أتساءل ...ترى ما هي خطوتك التالية؟؟؟... اطمئني يا عزيزتي ... أنت ند لي في كل شيء... إلا شيء واحد ... ولا تقلقي ستعلمينه في وقته... وأدار رأسه ليهتم مرة أخرى بالطريق...
ــ حسنا ... والآن سوف أعلن هدنة قصيرة معك ... دعني الآن ولا تتكلم حتى نصل ..أنا الآن فعلا مرهقة ..كان اليوم طويلا ..محتاجة حقا للراحة ... ولحمام طويل يهدئ من أعصابي ....
ـــ فكرة رائعة ...عزيزتي... هل أنا مدعو ... غمز بعينة مداعبا.... سأكون مفيدا ... أجيد الماساج ...
ـــ أوه ... أرجوك نيكولا .. توسلت إليه بإعياء وقد ظهر عليها الإرهاق الشديد وجاهدت لتبقى عيناها مفتوحتين ... واستسلمت في النهاية لنوم عميق ... كانت تحلم إنها تقف في وسط حقل كبير من عشب اللامار وأحست بهبات هواء ساخن طار منها شعرها للوراء ..رأت نيكولا من بعيد يشير إليها ويناديها ...حبيبتي تعالى إلى ... بدأت تجرى محاولة أن تصل إليه والمسافات تطول ... حبيبتي... لامار ..أفاقت ووجدت نفسها بين ذراعية مرة أخرى... كانت أنفاسه الدافئة على وجهها ..
ــ عزيزتي ..لقد وصلنا .. صدقيني ..فعلا هذه المرة لم أجبرك على النوم بين ذراعي .. أنت من وقعت حين مالت العربة أثناء الدوران...
ــ لقد كان حلما ... قالت لنفسها ..كان يقول عزيزتي لا حبيبتي... أشكرك نيكولا ..وهمت بالخروج من السيارة لكنة سبقها وخرج ليفتح لها الباب..سأوصلك بنفسي للبوابة... أعطيني المفتاح ... لم تجادل هذه المرة من شدة ما تشعر به من إرهاق .. أعطته المفتاح واتجها معا للبوابة ... فتح لها الباب وأعاد لها المفتاح ...
ــ آسفة نيكولا ..لا استطيع دعوتك للدخول ..الساعة الآن تعدت الثانية والنصف بعد منتصف الليل ... هيلدا الآن نائمة .. لن يكون هناك قهوة جاهزة...
ــ لا تستطيعين لامار .. أم لا تريدين ... ابتسم بهدوء ورفع يده لامسا وجهها بأنامله الرقيقة ... لا باس .. ولكن ألا يحق لي بقبلة قبل النوم...
أدارت وجهها بضيق ..
ــ من فضلك نيكولا أنا حقا متعبة... وهمت بان تدخل المنزل وقد خطت بالفعل أولى خطواتها للداخل لولا ذراع قوية أوقفتها تجذبها للخارج..التفتت إليه بغضب وهمت بالاعتراض لولا نظرة عينية التي أسكتتها
ــ لامار ..أنا لا استجدى منك حين أطالب مراعاة لأقل وابسط رغباتي... ولا أنا أجبرك أيضا على شيء تكرهينه ..كما نعرف أنا وأنت جيدا ...إذن هو شيء يجب أن تعتادي عليه ومن الآن... لن نتعارك في كل مرة اطلب منك ذلك .. ففيما بعد لن يكون طلبا ... بل سيكون واقع اعتيادي عليك مسايرته.. أنا لست ناسكا ..وزواجنا سيكون حقيقي بكل ما في الكلمة من معنى ... الأجدر لك أن تعتادي هذه الفكرة ...
ــ نظرت له ببرود وقد استعادت شراستها من صدمة الكلمات ... الم تستطيع تأجيل محاضرتك للغد.. تعلم جيدا كم أنا الآن مرهقة جسديا ونفسيا .. أشكرك على تفهمك للموقف .. تفضل أنا آسفة يا سيدي ...
اطرق نيكولا للأرض وكأنه يحسب حسبة عويصة ثم رفع رأسه ...
ــ لن تخدعيني لتحركي فيني الشهامة الآن ...لقد جرحت كبريائي .. ولتدفعي الثمن ...اقترب منها وعانقها بتصميم أن يحصل منها على تجاوب ... ولكنة لم يجد سوى لوح من الثلج ...
لم يكن برودها عن قبيل تصميم منها ...انه فقط الحظ ..كانت مرهقة إرهاق قاتل ..لم تتجاوب رغم العناق المحموم .. فقط بسبب الإرهاق واليأس ... ولكنة قد فهمة كرفض منها له... تركها ونظر إليها بحزن وازدراء ...
ــ لن اخذ بين يدي أبدا لوح من الثلج ... إلى اللقاء لامار ... سأغيب ليومين .. سأسافر لليونان لأبلغ أمي خبر الخطبة بنفسي ..وهناك بعض الأمور العالقة في العمل.. يجب أن انهيها بنفسي .. وأعود بعدها لنحدد موعد الزفاف... لا أرى داعي للانتظار ... أتمنى أن أجدك أكثر تجاوبا معي المرة القادمة ... أراكي قريبا يا نمرتي.. ورفع يدها لشفتيه مقبلا باطنها نفس قبلته الحميمة ثم تركها وذهب إلى سيارته.. استقلها دون أن ينظر للوراء ... تاركا إياها وهى تشعر أنها هي من ذهبت للجحيم وليس هو........
استيقظت على دخول الشمس لغرفتها..كانت صوفيا تزيح الستائر لتعطى أشعة الشمس فرصة للدخول...مازالت صوفيا بملابس النوم... وجهها مشرق سعيد علية ابتسامة كسولة راضية..
ــ قامت لامار لتجلس متكئة على وسادتها وهى تبتسم... صباح الخير صوفيا كم الساعة الآن؟؟
ــ اقتربت صوفيا وجلست على السرير أمامها... صباح رائع.. لقد تخطت الساعة الحادية عشرة والنصف...
ــ قطبت جبينها متسائلة.. لما لم توقظيني حتى الآن... حتى انك لم تذهبي للشركة بعد ما الأمر صوفيا؟؟؟
ــ حسنا لامار... حدث شيء غريب... لقد اتصلوا من الشركة واخبروني أن هناك رجل يدعى نيكولا كريستيانو أتى للشركة وأمر بتجميد كل المعاملات وإيقاف العمل وأعلن إغلاق الشركة لمدة شهر ونصف لحين الانتهاء من التجديدات وإنهاء المشاكل المالية..ووعد العاملين باستمرار مرتباتهم لحين الافتتاح مرة أخرى...
ــ رفعت لامار يدها لجبينها بإعياء مصدومة... يا الهي كيف يفعل شيء كهذا دون إعلامي...؟؟؟ لا يمكن انه كابوس؟؟
ــ تنهدت صوفيا متعجبة... الأغرب من هذا انه اخبر العاملين انه يقوم بذلك بتفويض منك بصفته خطيبك!!!
ــ أطرقت لامار بارتباك ... لم أتوقع تلك الخطوات بهذه السرعة... صوفيا أنا يجب آن أخبرك شيء مهم...
ــ ما الأمر لامار اشعر بقدوم شيء يقلقني.. هل تخفين عنى شيئا؟؟
ــ قامت لامار من السرير وفتحت نافذتها تستنشق عبير البحر ثم رفعت يديها معيدة شعرها للوراء تستمد الثقة...
ــ صوفيا .. أنا... لقد.. لقد طلبني نيكولا للزواج البارحة.. وقد وافقت...
ــ أوه..لامار .. انه خبر رائع... بل مفاجأة مذهلة... قامت لتحتضنها مهنئة...توقفت فجأة... مهلا لما لا تبدين سعيدة.. أولست سعيدة بهذا العرض...
ــ اقتربت منها صوفيا مطمئنة... لا تكوني سخيفة ..بالطبع أنا سعيدة..نيكولا رجل رائع.. أنا فقط مرتبكة من السرعة التي تجرى بها الأحداث...
ــ ابتسمت صوفيا براحة ... لا تقلقي سوف أكون معك دائما إذا كنت في حاجة لي... انه شيء رائع... صفقت بيديها بسعادة وحماس وقالت بانفعال... لا اصدق ..أخيرا لامار ..سنحضر لعرسك قريبا... كم هو محظوظ بك يا عزيزتي..
ــ ابتسمت لامار بهدوء ملتفتة لإحدى النوارس يطير على مسافة قريبة من الشاطئ البعيد وقالت بصوت خفيض ..
ــ بل أنا هي المحظوظة.. صوفيا .. أنا المحظوظة...
وقفتا تتأملان المناظر خارج النافذة ومرت لحظات هادئة صامتة حتى قطعها دخول هيلدا الغرفة...
ــ صباح رائع فتياتي..أليس رائع..لقد أتى سائق السيد نيكولا ومعه مفاتيح سيارتك لامار.. وجاء أيضا بخطاب من السيد نيكولا مع بعض الإزهار الحمراء ... وعلبة ملفوفة بقماش من الساتان الذهبي وأشرطة حريرية ....
التفتت الفتاتان في وقت واحد وقد بهرهما منظر باقة الأزهار الرائعة.... كانت باللون الأحمر الزاهي..ندية..وكأنها قطفت لتوها ..وقد عبقت الغرفة بعبيرها الرائع...جرت صوفيا لتقف أمام هيلدا وتناولت منها الباقة وقد أخذت منها البطاقة الموضوع بوسطها...التفتت للامار قائلة... يوجد به رسالة لك لامار..ياه ..إن الهدية تبدو شيء ثمين جدا حتى تغلف بمثل تلك الرقة والفخامة....
وكأن لامار قد سمرت قدميها بالأرض لا تقوى على أن تخطو ناحية الورود .... تنظر إليها ببلاهة متعجبة... وكأنها تنظر لعرض سحري...منتظرة خروج الأرانب من باقة الورود...
اقتربت منها صوفيا واضعة الباقة بين يديها بحرص... انظري لامار كم هي رائعة... نيكولا مليء بالمفاجآت..يبدو أن الهدية أيضا شيء خاص.. ألا تجدين ذلك تصرف ساحر منة... تنهدت حالمة بحسرة... ليتني أجد شخصا مثله لنفسي..ولكن ..لا أظن ..أن مثله نادرين جدا.. إنهم كالإبرة في كومة القش.. يصعب الوصول إليهم...
ــ ضحكت هيلدا بمرح قائلة..اصبري يا ابنتي...أنا متأكدة أن هناك رجل مناسب ينتظرك في مكان ما..رغم انك لا توفرين جهدا أبدا في البحث عنة باستمرار..ودون كلل...
ــ قطبت صوفيا جبينها مداعبة هيلدا... أوه...لا تبدئي هيلدا بالمحاضرات.. أنا افعل ما على فعلة فقط..كل من يحاول أن يقترب اجعله يقترب ولكن بالقدر الذي أريده أنا... الست على حق لامار؟؟... لامار .!!..ما الأمر أنت لست معنا ...يبدو أنك بعيدة... ترى أين ذهبت .. أنا أحسدك ..لك الحق أن تفكري فيه ليل نهار.. انه يستحق...
ـــ هيا ..هيا بنا صوفيا لنتركها تقرأ الرسالة في هدوء..لا تكوني فضولية... واتجهت هيلدا نحو صوفيا تجرها من يدها خارج الغرفة وقبل أن تختفي سمعتها تناديها... لامار .. لا تنسى أن تخبرينا ما هي الهدية!!!..
ــ أمسكت لامار البطاقة بحذر لتقرا السطور المكتوبة ونسمات الأهواء تداعب خصلات شعرها وعبق الزهور تتنفسه مع نسمات الهواء....
" نمرتي الفاتنة
أرجو أن تعجبك الزهور الحمراء التي اخترتها بنفسي ويعجبك عطرها الذي لا يمكن بالطبع أن يضاهى عطرك جمالا ورقة... لقد ذكرني لونها الأحمر بما يشتعل بيننا حين نلتقي دائما... إنها جذوة من الجحيم الذي ترسلينني إليه كلما رأيتك...مرسل معها قلادة بها ماسة واحدة زرقاء .. من أكثر قطع الماس ندرة في العالم... تشبه في لمعانها عيناك حين ينبعث منهما الجليد...
بإمكانك أن تأخذي من الآن عطلة طويلة... تستريحي فيها من عناء العمل وإرهاقه..سأحمل عنك من الآن هذا العبء..ولا تقلقي من القرارات التي اتخذتها... سأفسر لك كل شيء حين أراك خلال ثلاثة أيام..
اشتاق إليك من الآن... هل اشتقت إلي؟؟؟
المخلص
نيكولا
ــ فتحت لامار العلبة ونظرت إلى محتواها... كانت قلادة رائعة من الذهب يتدلى منها إطار رفيع على شكل دائرة من أوراق الشجر الصغيرة تحيط بماسة زرقاء رائعة بريقها أخاذ... سرقت القلادة أنفاسها..إنها بالفعل من أجمل الهدايا التي تلقتها في حياتها..وكان لمعان الماسة كأمواج البحر الزرقاء حين يكون هادئا...مست الهدية قلبها رغما عنها... ولكن مهلا .. انه لم يبرر بذلك تصرفه الغريب في إغلاق الشركة... ما هذا الرجل...يشبه البحر في تقلبه.. تحيرني تصرفاته..من يشاهد ما يفعله..يظنه رجل عاشق ...لا رجل تحركه رغبة قوية في الحصول على امرأة...
ترى ما الذي تخبئة بعد في جعبتك لي نيكولا...
ــ قطع أفكارها رنين هاتفها الخلوي بجانب السرير.. إنها أرقام غريبة ليست مسجلة لديها من قبل...
ــ الو.. نيكولا...من أين تتحدث..
ــ مرحبا عزيزتي...أنا أتحدث من اليونان..هل أعجبتك الهدية؟؟؟
ــ نعم إنها رائعة ..أشكرك..ولكن كنت أريد أن أتحدث إليك بشيء هام ... كيف تتخذ تلك القرارات الهامة دون الرجوع إلى..واستشارتي...
ــ هل اشتقت إلى لامار...
ــ تنهدت بنفاذ صبر ... وقالت بعناد.. أبدا..
ــ سمعت صوته من الطرف الأخر ساخرا ... أبدا ..أبدا؟؟؟...كاذبة...على كل حال لقد أردت أن أتأكد من استلامك لهديتي... مضطر الآن لقطع المكالمة.. لدى عمل هام .. أراك قريبا.. إلى اللقاء..
ــ سمعت لامار صوت انقطاع الخط..رمت الهاتف من يدها بغضب على السرير.. المغرور الأحمق...يعاملني كطفلة بلهاء.. اللعنة..لقد كنت أدير شركة كاملة وحدي...صمتت بحزن... ولكن إلى أين وصلت بها؟؟..إلى الدمار وها قد أتى من سيتحكم بها ...شركة والدي ووالدتي...ليت أمامي حل آخر...
ــ فتحت رسالته وقرأتها متنهدة... ماذا تنوى أن تفعل بي نيكولا..أصبحت الآن بين قبضتيك...ترى....هل ستحطمني يوما ما؟؟؟... ربما... ربما بعد أن تمل منى...من يدرى...لا أظنك ستستطيع البقاء معي للأبد... طوال عمرك تنتقل من امرأة لأخرى... ما الذي سيغيرك الآن... لا ..لن تحصل على بسهولة وتطفئ نيرانك المشتعلة ثم ترميني... لن يكون الأمر بهذه السهولة... لن أسهل عليك الأمر أبدا...هذا وعد منى..أبدا..
مر اليومين التاليين قبل عودة نيكولا بسرعة...اعتادت لامار خلالهما أن تصحو في وقت متأخر..تدلل نفسها بحمام شمس جانب البركة والسباحة لوقت قصير ثم تناول الطعام بشهية واخذ اكبر قسط من النوم تعوض به إرهاق الأيام الماضية من قلق ويأس... اعترفت بينها وبين نفسها إنها كانت في حاجة ماسة لتلك العطلة ...فقد عاد لون بشرتها لنضارته السابقة.. وشعرت بتحسن هائل في صحتها..حتى إنها استعادت جزء كبير من قوتها وعزيمتها لكي تستطيع أن تواجه الأيام القادمة بما تحويه من تطورات خطيرة... أقرت رغما عنها أن نيكولا كان على حق في أن يجبرها بأخذ قسط من الراحة... ذكرها اليومين الأخيرين بالأيام التي كانت قبل وفاة والدها الحبيب ..كم كان يدللها ويهتم براحتها..كم كانت سعيدة ..كانت لا تحمل فوق عاتقها أي هموم... لا مشاكل ولا حيرة...فقط الاستمتاع بحياتها قدر ما تشاء...وها هو نيكولا يعرض عليها كل ذلك مرة أخرى... الحياة الهانئة دون هموم...ويكون هو فيها بجانبها...هل ستكون سعيدة...هل يستطيع أن يمنحها سعادتها الضائعة... تعترف أنها لا تستطيع أن تقاومه أو تقاوم عناقه المليء بالشغف والحرارة... حين يهمس في إذنيها كلمات الغزل يشعل فيها نيران لم تختبرها من قبل... أحاسيس جديدة وجريئة..يجعلها تطلق العنان لمخيلتها لتدخل عالمه السحري...إنها لا تريد أن تقع في حبه وهى في هذا الموقف الضعيف ..يجب أن تكون أولا قوية مالكة لأمرها...مسيطرة على الوضع ... وإلا سيكون حبها له مرضا يضعفها ويكسر كبريائها... لو استسلمت ستكون مثل أي امرأة أقام معها علاقة ... إنها لا تتصور الآن أن هناك نساء غيرها في حياته..لقد اخبرها بنفسه انه ليس بناسك... إن له حاجاته التي يحتاج أن يشبعها... ترى هل هناك واحدة في اليونان... يقضى معها لياليه... اللعنة ؟؟.. إنها لا تحتمل أن تكون هناك امرأة غيرها بين ذراعية يهمس لها تلك الهمسات المشتعلة... لا ..يا الهي..لا ..أيمكن أن تكون قد أحبته في يوم وليلة... شيء يبعث في نفسها الرعب حين تفكر مجرد التفكير في احتمال وقوعها في حبة... انه رجل يشبه العاصفة...لكي تخرج منها سالمة يجب أن تنحني لها حتى تحتفظ برأسها على كتفيها...فكيف إذا أحبته... انه يقدم لها كل شيء..ولم يطلب سوى أن تكون له...أيكون هذا مقابلا غاليا بعد كل ما يقدمه... لما لا تعطيه ما يريد... انه في عرف القانون وما يعطيه لها ...ستصبح ملكة... إذا..؟؟؟
..ما المشكلة في مبادلته الحب... كلا انه ليس حبا أيتها الغبية... لقد بدا يدب في قلبك الضعف... يجب أن تعي أن ما بينكما ...رغبة... مجرد رغبة وتوق.. حين ينطفئ لهيبها..ينتهي كل شيء... انتبهي لنفسك لامار...لا تضعفي...
كانت نهاية اليوم الثالث... ونيكولا لم يأتي بعد... قاطع أفكارها صوت صوفيا تدخل لغرفتها وعلى وجهها ابتسامة ماكرة....
ــ جيد انك قد استيقظت من النوم...لقد نمت لأكثر من ساعتين وكأنك لم تنامي منذ سنة...أرى أيضا انك لم تبدلي بيجامتك الحريرية ... قهقهت بصوت عالي...سيكون ذلك رائعا...
ــ ابتسمت لامار متسائلة... ما الأمر صوفيا ...في عيناك بريق ماكر يقلقني... تبدين كمن يخطط لكارثة رهيبة؟؟؟
ــ أمسكت صوفيا بالفرشاة وزجاجة العطر من فوق طاولة الزينة... اعتقد انك ستحتاجين لهما الآن..جيد انك قد غسلت وجهك من أثار النوم... استعملي الفرشاة والعطر وستكونين رائعة..حتى بدون مساحيق التجميل...
ــ قطبت لامار تتساءل بتعجب... لماذا ..ما الأمر؟؟
ــ يا عزيزتي إن هناك ضيف على باب غرفتك ..ينتظر الإذن بالدخول....
قطع حديثها صوت ساخر يقول...لقد انتظرت ما فيه الكفاية....
ــ صاحت لامار بذعر وعيناها متسعتان من المفاجأة...نيكولا؟؟...ما الذي...
ــ مرحبا نمرتي الفاتنة... هل اشتقت إلى؟؟؟
دخل نيكولا للغرفة وفى يده باقة من الورود الحمراء وبخطوات سريعة وابتسامة ساحرة مرسومة على وجهه...غمرها بين ذراعية بقوة وكأنه لا يصدق أنها بين يديه...رفع أنامله ممسكا بوجهها برقة وهى مازالت مصدومة فاغرة فمها من المفاجأة...
ــلا...عزيزتي لا استطيع أن أقبلك مثلما كنت احلم حين أراك وأنت تفتحين فمك كالبلهاء هكذا... أغلقي فمك قليلا من فضلك حتى استطيع تقبيلك... وأطاعت لامار الأمر كالمنومة..وحاجبيها مرتفعان كأنهما سيشتبكان مع شعرها...وبالفعل غمرها بين ذراعيه .. بعث بالرعشة بين جنبات قلبها... أقرت في نفسها أنها قد اشتاقت إليه.. انه إحساس غريب..حين رأته الآن ..كمن وجد شيئا مفقودا دون أن يعلم انه كان مفقود...بادلته العناق دون أن تعي أن صوفيا مازالت بالغرفة... تنحنحت صوفيا قائلة..
ــ سعدت بعودتك سالما من السفر نيكولا ..استأذنكما لأنني استعد للخروج الليلة.. إلى اللقاء نيكولا...
ابتعد نيكولا عن لامار بهدوء ودون ارتباك..
ــ أراك لاحقا صوفيا...اة...نسيت شيئا مهما أريد أن أحدثك به...سألحق بك بعد دقائق.....
ــ أجابت صوفيا بمرح..حسنا سأكون بالخارج حين تنتهي من عملك هنا!!!
أخرجها من الحلم الجميل حين ابتعد عنها وهو يتأمل عيناها مبتسما بحنان...
ــ هل ما أراه حقيقة... لقد ذاب بعض من جليد عيناك...بل اقسم أنني قد لمحت من ثانية واحدة..شعلة صغيرة من النار فيهما... هل انتقلت إليك جذوة من ناري دون أن انتبه...لم تجيبيني حتى الآن ... هل اشتقت إلى...امسك بزهرة من الباقة التي وضعها على الطاولة..ودسها خلف إذنها...تأملها طويلا ثم قال.. رائعة...هيا أجيبيني..
ــ تنفست بعمق تتمالك نفسها مبتسمة بمكر...أبدا..أبدا..!!!
ــ أبدا؟؟...كاذبة...أتعلمين إنها لا المرة الأولى التي أراك فيها ببيجاما النوم...مرر يديه برقة فوق قماش البيجاما قائلا.. أنه من الحرير؟؟..كم يناسبك الحرير لامار.. رفع يديه ممررا إياها فوق عنقها ومنها لشعرها يرفع خصلاتها الكثيفة للوراء وقد اقترب منها هامسا...حتى إن يداي لا تستطيع التفريق بينة وبين بشرتك الناعمة... أنت نفسك تشبهين قطعة من الحرير الرقيق بين يداي...
دفعته برفق عنها وقد ارتدت قناع البرود...
ــ تمثيل رائع...من يراك يظنك عاشقا؟؟؟..ابتعدت وجلست تمشط شعرها أمام المرآة ..وهى تخرج الزهرة الحمراء بلامبالاة وتضعها على طاولة الزينة..
اقترب ليقف ورائها ينظر إلى عيناها بثبات في المرآة... وهل تريدينني أن أكون عاشقا؟؟؟
ــ تركت الفرشاة بعصبية وأدارت رأسها ناحية النافذة..تنهدت مفكرة..ثم نظرت إليه مرة أخرى...
ــ لماذا أوقفت الشركة عن العمل؟؟؟
ــ ابتسم ابتسامة واسعة لها أظهرت غمازتيه الساحرتين بوضوح وقد تبعثر بعض من خصلات شعرة الناعم فوق جبهته وهو يمسك بكتفيها...
ــ جبانة؟؟.. حسنا...لقد أوقفتها لسببين... أولا كنت أنت في حاجة شديدة للراحة وأري أنني الآن كنت على صواب ...تبدين رائعة وأكثر إشراقا من قبل...وابتعد ليجلس على طرف سريرها متكئا على وسادتها وقد ظهرت بوضوح علية علامات الإرهاق...تثاءب قائلا... ثانيا الشركة كما تعلمين في حاجة للتجديد والتنظيم فلم أجد أي داعي لاستمراره اقبل إتمام ذلك..وبالنسبة للعاملين ..لقد أمرت باستمرار أجورهم كما هي لحين ميعاد الافتتاح كما علمت بالتأكيد... تثاءب مرة أخرى بإعياء...
ــ وقفت لامار متجهة إليه... كان يجب أن تستشيرني أولا..
أغمض عينية وهو يقول ...
ــ وهل كنت ستقبلين باقتراحي... لا أظن .. أرجوك لامار لا داعي لاستجوابي الآن ..لقد أتيت فقط لأني كنت أريد رؤيتك ..لقد أتيت مباشرة من الطائرة إلى هنا ..أنا لم أبدل ملابسي بعد...ولم اغسل عن وجهي حتى عن إجهاد السفر...هل يمكنني أن اطلب منك شيئا... هل يمكن أن تسمحي لي بالنوم هنا ..فقط لساعتين... واعدك حين استيقظ سوف أعود للمنزل فورا... أنا فقط لا استطيع تخيل الطريق من هنا لمنزلي وأنا انتظر لأصل وأنام على سريري...حقا أنا اشعر بإرهاق شديد... وسع ربطة عنقه وفك بعض أزرار قميصه قائلا... لقد كان اليومين الأخيرين مليئين بمتاعب العمل...أرجوك اسمحي لي بالنوم هنا الآن...

ــ قالت لامار بارتباك... نعم نيكولا ولكن أنا لا استطيع ..ماذا ستقول هيلدا ... إذا علمت بنومك في غرفتي... لا ..لا يمكننني..

ـــ قال وهو يتثاءب بعمق.. لا تنسى إننا مخطوبين ...من حقي أن أزورك في غرفتك وقتما أشاء؟؟؟

ــ نعم ولكنة ليس مبررا كافيا لبقائك أنا... قطعت حديثها بعد أن رأته وقد راح في نوم عميق دون أن يستمع لباقي ردها عليه..

ــ اقتربت منه بهدوء على أطراف أصابعها وتوقفت أمامه منحنية تتأمل وجهه وهو نائم...كان شكله هادئا وديعا دون انفعالات كطفل صغير...قاومت مد يدها لتلامس خصلات شعرة الناعمة فلم تستطيع ذلك..لامست يداها شعرة وحاولت الاقتراب أكثر لتلمس ذقنه التي بدا ينبت فيها شعرا صغيرا... بدا وسيما وسامة خطرة!!!.. فتعثرت ووقعت فوقه دون إرادتها.. اتسعت عيناها بذعر وهى تنظر إليه منتظرة أن يفتح عينية ويرى وضعها الغريب ولكنة لم يتحرك؟؟ كان مستغرقا في النوم... تحركت من فوقه ببطء شديد وهى تصلى ألا يفتح عينية الآن... وأصبحت بجانبه همت بان تتحرك لتخرج من ورطتها وتبتعد عن السرير.....فوجئت بتململه ووضعه ذراعه فوقها يحتضنها وحين حاولت أن تعترض وتقاومه... احكم ذراعه حولها واقترب من إذنها هامسا ...

ــ ابقي معي حتى أنام واعدك أن لا افعل شيئا يغضبك منى... قبل عنقها قبلة صغيرة ثم أغمض عينية مرة أخرى... مبتسما بهدوء وراحة...

ــ كتمت أنفاسها ولم تجبه ولم تتحرك من مكانها... كان حاجبيها مرتفعان صدمة وذهولا...الماكر.. لقد كان واعيا لكل شيء وانتظر اللحظة المناسبة .... احتفظت بهدوئها ...شعرت بعد دقائق بان يديه ترتخيان..تحركت ببطء تحرر نفسها منة..حتى وقفت بجانب السرير..تأملته وهى مذهولة ..ها هو قد وصل إلى سريرها ونام فيه ..!!

ترى؟؟ إلى أين سيصل أكثر من ذلك...أطفأت أنوار الغرفة بعد أن وضعت فوقه غطاء السرير... ذهبت أمام المرآة وتناولت الزهرة الحمراء من فوق الطاولة وخرجت بهدوء وهى تحرك رأسها متعجبة من مفارقات قدرها الغريب ثم خرجت مغلقة الباب....


نهاية الفصل الرابع


عيون المها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-05-10, 05:48 PM   #35

غرام العيون

? العضوٌ??? » 110268
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 505
?  نُقآطِيْ » غرام العيون is on a distinguished road
افتراضي

تسلمي عيون المها على النقل.............ومشكوره مايا علىالروايه الروعه
لامار.................ليش ما تستسلميش لمشاعرك يعني نيكولا راح يوفرلك الامان والحمايه ايش الطلوب منه اكتر من كده.............
تسلمي عيون المها ومايا وفي انتظاركم


غرام العيون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-05-10, 08:36 PM   #36

عيون المها
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 11706
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,990
?  نُقآطِيْ » عيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond repute
B11 الفصل السادس


الفصل الخامس

ــ نظرت هيلدا نحو لامار متعجبة وفى يدها سكينا تقطع به قطعة من اللحم على طاولة المطبخ... لماذا ترتدين روب صوفيا فوق بيجامتك؟؟..ولم تبدلي ملابسك للعشاء حتى الآن؟؟.
أمسكت لامار بمشط بلاستيكي للزينة عقصت به شعرها فوق رأسها وهى تجيب متنهدة....
ــ لان هناك رجل احتل غرفتي و نام فيها ..ولم استطيع تغيير ملابسي!!!!
جلست لامار على إحدى كراسي طاولة المطبخ التي على هيئة البار والتقطت إحدى التفاحات الموجودة بطبق الفاكهة أمامها وشرعت تأكلها...قضمت منها قطعة وقالت بغيظ....
ــ انه لم يعطيني أي فرصة لأغيرها...فقد أصيب بالإغماء فور ملامسته لسريري....ولم أجد سوى غرفة صوفيا لاقترض منها هذا الروب...
ــ قطبت هيلدا حاجبيها قائلة.. رجل؟؟..أي رجل تقصدين ...من هذا...ثم أدركت ما تقصده لامار وأومأت مبتسمة...أمم..تقصدين نيكولا؟؟؟.. نعم المسكين حين فتحت له الباب كان واضحا علية الإرهاق...هو في حاجة حقا لبعض الراحة!! نظرت إليها لامار مذهولة تردد بسخرية....
ــ المسكين!!!..ويحتاج للراحة؟؟!!...ما الأمر ؟؟..ما الذي يحدث في منزلي ولا افهمه...هل القي عليكم هذا الرجل سحرا أو تعويذة...لقد سحرك كما سحر صوفيا...ألن تسلم منة أي من نساء عائلتي...؟؟هل قرر الحصول عليهن جميعا بما فيهم أنت هيلدا؟؟؟...
ــ أوه ..لا تكوني متزمتة ...ولا تظلميه يا عزيزتي. أتريدين كوبا من القهوة..لقد صنعت الآن قهوة طازجة...!!
هزت لامار رأسها نافية..فقالت هيلدا....ثم أنا لا أرى حرجا في الأمر..فأنت خارج الغرفة وهو داخلها ...إذن لا يوجد أي مشكلة!!...وابتسمت لها تسألها...كم مضى علية من الوقت نائما؟؟.
ــ هزت رأسها بلا مبالاة. وهى تقضم قطعة تفاح أخرى...لا أدرى..ربما ساعة؟؟..
ــ هل تعتقدين أنه سيتناول العشاء هنا.. هل أزيد من كمية الطعام؟؟..إن الساعة الآن السابعة والنصف وموعد العشاء اقترب؟؟؟..
ــ لا أدرى إن هو...قطع إجابتها صوته وهو يدخل من باب المطبخ مبتسما وقد غسل يديه ووجهه فعادت إليه حيويته...اقترب من يدها الممسكة بالتفاحة وانحنى وقضم منها قطعة ثم نظر للامار قائلا ..
ــ أمم..لذيذة!! ثم التفت لهيلدا قائلا..لا يا عزيزتي هيلدا...لا انوي أن أتناول العشاء هنا ..ولامار أيضا لن تتناوله هنا..اقترب من لامار ..سوف تتناول خطيبتي الجميلة العشاء الليلة برفقتي..!!..وصعد على الكرسي القريب منها وجلس..
فوجئت به هيلدا قائلة...أوه ..نيك ..لقد أفقت من نومك سريعا...يوجد قهوة طازجة ..تريد كوبا؟؟..
ــ ابتسم لها بلطف..نعم هيلدا من فضلك..والتفت للامار مداعبا خدها بسبابته...
ــ أشكرك لامار على استضافتك لي اليوم في غرفتك..كنت في حاجة..لتلك الساعة من النوم...لقد نمت دون أن اشعر بنفسي..حتى إنني حلمت أحلاما سعيدة..وغمز لها مذكرا إياها بما حدث معها حين كان نائما فتصاعد الدم لوجنتيها وقالت بارتباك..
ــ لا داعي للشكر ..ولكن بالنسبة للعشاء أفضل أن ابقي الليلة في المنزل .. بإمكانك أنت أن تبقى أيضا إذا شئت..أما أنا فلا انوي الخروج..
ــ اقترب منها بنظرة مهددة يقول..لا يا عزيزتي لن نبقى أنا أو أنت ..لقد جهزت لك مفاجأة ولا أريدك أن تفسديها بعنادك...واقترب هامسا لإذنيها... لقد اشتقت إليك كثيرا وأريد أن أتناول العشاء معك وحدي...هناك فاتورة عليك لم تدفعيها من آخر مقابلة لنا ..ألا تذكرين؟؟!!
ــ نظرت له ببرود قائلة..لا لا اذكر ولن اخرج..
ــ بل ستخرجين وسأذكرك بنفس...سأحرص على أن أذكرك بدقة بكل التفاصيل...الليلة..والتفتت لهيلدا التي تظاهرت بانهماكها في تقطيع اللحم بين يديها...هيا هيلدا ...اخبريها أن خطيبها المسكين مشتاق إليها وفى حاجة لقضاء بعض الوقت معها وحدهما...أليس من حقي ذلك؟؟؟...
ـــ اقتربت منة هيلدا معطية إياه الكوب قائلة .... وهى ترفع حاجبيها مبتسمة بمكر..!!
ــ بالطبع يا عزيزي من حقك..هيا لامار لا تكوني عنيدة...اذهبي وبدلي ملابسك .. انك لم تغادري المنزل منذ ثلاث أيام ..أنت في حاجة لتلك السهرة أيضا....وسأضطر الليلة لتناول العشاء أنا واميجو وحدنا ..ولكن لا بأس..مادام الجميع سيكونوا سعداء..وغمزت لنيكولا مداعبة....
ابتسم لها نيكولا قائلا..
ــ هيلدا..أنت حقا رائعة..!! ارتشف من كوبة رشفتين سريعتين ثم امسك بيد لامار قائلا....هيا بنا الآن لامار لنبدل ملابسنا..وامسك بيدها يجرها من المطبخ...
ــ كانت تجذب يدها من يده معترضة...ولكن ليس لديك ملابس أخرى هنا؟؟؟!!
توقف في الردهة احتضن خصرها مبتسما بغمازتينه الساحرتين وقال لها...
ــ لا تقلقي يا نمرتي ..لقد طلبت من صديقي العزيز اميجو أن يحمل حقيبة سفري إلى غرفتك حتى يتسنى لي تغيير ملابسي والاستحمام!!!
ــ قالت متعجبة..صديقي اميجو؟؟؟... بالتأكيد هدفك هو احتلال منزلي...إذن لقد خططت لهذا من البداية وكنت متأكدا من موافقتي على بقائك بغرفتي...أيها اللللللللللللللل...
ــ أمم..لا يجب أن تتلفظ نمرتي الجميلة بكلام دنيء.. ثم أين حسن الضيافة...أنا الآن لست مقتحما...أم ما زلت ترينني كذلك؟؟؟؟.كوني واسعة الصدر واعترفي بهزيمتك الليلة؟؟!!...
ــ تنهدت حانقة..حسنا نيكولا ..لهذه الليلة فقط..ولكن لم تنتهي معركتنا!!!
ــ قبل يدها مبتسما...تلك فتاتي المطيعة..والآن ما رأيك ببروفة صغيرة على ليلة زفافنا...وقبل أن تفتح فمها للاعتراض..حملها مثل ريشة خفيفة وهو يصعد بها سلالم البهو وهى تضرب كتفيه وتحرك قدميها بغضب وذهول صارخة...أنزلني نيكولا..قلت لك أنزلني الآن والااااا...قاطعها مقهقها ...
ــ وإلا ماذا ...
ـــ وإلا ؟؟..وإلا....سأخنقك بيدا هاتين ...أنزلني أيها المجنون...توقف بوسط السلالم واحتضنها بشدة وهو يحملها مقربا إياها من صدره اكسر ودس وجهه بشعرها هامسا...ما أجمل أن يكون الموت بهاتين اليدين الجميلتين...
ثم أكمل الصعود بها مسرعا نجاة غرفتها وقد صمتت وضربات قلبها تزداد كدقات الطبول بصدرها رافعة يديها ملتفة حول عنق وقد أشعلت همساته النيران بها ...
ظلت تنظر في عيناه وهو يبادلها النظرات وقد تعطل عقلها عن العمل...
ــ وصل بها للغرفة ودفع الباب بقدمه دون أن يحول عيناه عن عيناها...وصل بها سريرها واضعا إياها برفق كأنها كنزت الثمين وتمدد قربها وهى مشدوهة مبهورة بما يحدث ..لا تجرؤ الكلمات على الخروج من شفتيها..
اتكأ على مرفقة بجانبها ورفع يده الأخرى مداعبا لشعرها... وقد فك مشبك شعرها محررا إياه يقول..
ــ لا تقيديه مرة أخرى !!..أحبه حرا مثلك نمرتي!!!..
قالت بصوت متقطع ..
ــ نيكولا ..أنا..أرجوك..لا ..استطي..
ــ قال ناظرا لعمق عيناها مفتشا في ملامح وجهها ..لا تستطيعين ماذا ...لا تريدين أن احبك وأدللك...
ــ أنت لا تعلمين الآن حالتي... أنا اشتعل لامار... اشتعل ..تأوه معترضا..أرجوك دعيني ابقي ..وهو يتنفس عبير شعرها ..ألا تريدينني نمرتي... ها ..أجيبيني...اشعر دقات قلبك من تحت ردائك ...استطيع سماعها بوضوح...أنت تريدينني كما أريدك...وهمس بأذنها..بل أكثر مما أريدك...وضع يده مكان قلبها ..انظري كيف يدق بعمق مناديا إياي ..دعيني ابقي ...
رفعت يديها محتضنة إياهئ هامسة ...
ــ نيكولا...
ـــ أخيرا لامار..تسمعك إذناي تناديني متوسلة... أخيرا...كم انتظرت تلك اللحظة..أنت ملكي لامار ...قولي انك لي...
وكأن ما قاله قد سكب فوق رأسها ماء باردا...كم من مرة قالها لنسائه..أنت لي!!...عاد لها وعيها ودفعته بعيدا عنها...
انتفضت وقامت لتجلس معتدلة تقول بارتباك...
ــ أرجوك نيكولا دعني الآن...لملمت ردائها تتنهد ببرود ..نحن لسنا عاشقين..وما تريده ستحصل علية ..ولكن ليس قبل الزواج..ابدأ.!!

ضرب قبضته بعنف على الفراش قائلا...
ــ اللعنة ...لماذا لامار..لماذا... منذ ثواني كنت بين يدي تتوسلين...كنت أخذتك لو أردت ...لقد سبق لك ذلك مع غيري ...فلماذا ترفضينني رغم اشتعال الرغبة يعيناك...أراها بوضوح...فلا تنكري...اللعنة..لماذا أنا لا افهم..لم أقابل مثلك من قبل..تعذبينني وتعذبين نفسك...يا لك من جحيم بارد...
أدارت وجهها ترفض النظر إليه وعيناها تمتلئان دموعا...
ــ اتركني نيكولا...لن أفسر لك أي شيء...لست مدينة لك بأي تفسير...لم تملكني بعد..دعني الآن لاستعد للخروج..ثم نظرت إليه متحدية..ألا إذا كنت قد غيرت رأيك..
تنفس بعمق ليهدئ من ثورته ثم رفع عيناه إليها بتصميم...
ــ لا عزيزتي ..لم أغير رأيي... أبدا!!..سأمهلك نصف ساعة لكي تتهيئي للخروج وأكون أنا أيضا بدلت ملابسي...سأستخدم الحمام في غرفة الضيوف...
ــ نظرت إليه ساخرة تقول...خذ راحتك كأنك في ببيتك...
اطرق وعلى وجهه ابتسامة مريرة ...
ــ شكرا عزيزتي ...غادر سريرها بسرعة البرق وخرج من الغرفة صافقا الباب ورائه بعنف دون أن يلتفت وراءه....
ــ تنفست بعمق محاولة تهدئة ثورة مشاعرها العنيفة...فكرت بذعر...ماذا لو لم يقل تلك الكلمات المتملكة...يا إلهي!!..لكان انتهى كل شيء...كيف كانت ستصبح حالتها حين يعلم سرها الذي تنكره أمامه..
بالتأكيد كان سيسخر منها...لامار التي تدعى الخبرة...والنضوج..مجرد طفلة بلهاء!!!
حمدا لله أنها مازالت تحتفظ ببعض عقلها وهى بجانبه...حركت رأسها تنفض تلك الصور المرعبة من رأسها..ونهضت مسرعة لتأخذ حمامها قبل إن يقتحم غرفتها وهى لم ترتدي ملابسها بعد!!!!
أنهت استحمامها وخرجت إلى غرفتها وهى تلف المنشفة حول جسدها ...وقفت أمام المرآة تضع بعض مساحيق الزينة على وجهها..فاختارت احمر شفاه بلون الزهر أعطى شفتيها اكتنازا ولمعان مغرى..ثم وضعت الكحل لعيناها مع بعض الظلال الرمادية والفضية الخفيفة ..ووضعت بعض قطرات من عطرها الخاص ..ثم أمسكت الفرشاة وبدأت تمشيط شعرها...تذكرت مداعبات يديه على خصلاته منذ دقائق...كانت ستمنحه نفسها دون تعقل...فقط لو لم ينطق بكلماته الأخيرة..أنت ملكي ..ليذكرها بوضعها المذل معه..لكانت الآن تبكى على اللبن المسكوب...هل كانت ستبكى حقا...أم ستكون سعيدة فوق الغيمات..!!!
لم تعد تدرى ما تريد...للحظات ظلت تؤنب نفسها على تهورها المشين معه...وكانت ستضرب رأسها في الحائط لأنها تركته يخرج مهزوما من غرفتها..انه الجنون؟؟..الجنون المطلق..
أتكون قد أحبته..لا.. حين ستحبه حقا بكل كيانها..ستجد نفسها تعطيه ما يريد دون أي تفكير مهما كانت كلماته قاسية عليها..لن تفكر وقتها بكرامتها أو يطغى على مشاعرها الغرور وتدب في قلبها تلك البرودة المرعبة...حينها فقط ستمنحه نفسها وتستسلم بكل الرضي..حمدا لله أنها لم تحبه بعد..بالتأكيد هو هذا الانجذاب اللعين..فقط الانجذاب... أوه..أيجب أن يكون ساحرا هكذا..قالت لنفسها متنهدة بغيظ...
كعادته قطع أفكارها بدخوله المفاجئ غرفتها ودون استئذان.....
ـ دخل واضعا يديه في جيبيه مبتسما بخبث...
ــ يبدو إنني أتيت باكرا..دائما آتي في الوقت المناسب..ينظر لجسدها تلفه المنشفة متفرسا بوقاحة شديدة..
ـ قذفت بالفرشاة من يدها على طاولة الزينة وقالت ملتفتة إلية في ثورة..الأبواب صنعت للاستئذان ..لكن واضح جدا انك لا تعرف ابسط قواعد اللياقة؟؟!!..
اقترب منها ممسكا كتفيها يقول..
ــ أهداي لامي..أنا سأكون زوجك وسيحق لي أكثر من ذلك بكثير فلا تكوني متحفظة هكذا..انظري لقد حلقت ذقني ..ورفع يدها لخده مبتسما..هل هي ناعمة؟؟؟
ـ لمست يديها غمازتيه فارتعش قلبها كم حلمت بان تلمس وجهة وتلك الغمازات القاتلة..كان يبدو وسيما بحلته الرمادية وقميصه الوردي الحريري مع ربطة عنقه المقلمة بالفضي والوردي والرمادي..وسامته مدمرة..أناقته تظهر جسده الرياضي الرشيق..وشعرة لامع مازال رطبا بعد الحمام..وعطر ما بعد الحلاقة برائحة الصنوبر الجبلي يدغدغ انفها... انتبهت على صوته..
ــ هل اشتقت إلى يا نمرتي؟؟؟!!
ـ قالت متصنعة البرود.اسمي لامار ولست لامي..ثم.لم تمر سوى ربع الساعة..ولا ..لم اشتاق إليك ولن اشتاق أبدا..أبدا..
ودفعته عنها برفق معطية إليه ظهرها لتعيد تمشيط شعرها.. اقترب منها يهمس..
ــ كاذبة رائعة. ألا يحق لي أن ادلل خطيبتي باسمها..؟؟. أتعلمين .يخيل إلى عقلي أن نلغى سهرتنا ونبقى هنا..احتضنها من الخلف قائلا..ما رأيك..هل نبقى؟؟!!..
التفتت بطرف عيناها إلية قائلة..
ــ لا بالتأكيد لا..أمهلني بضع دقائق وأكون جاهزة..هل يمكن أن احصل على بعض الخصوصية في غرفتي؟؟؟
انزل يديه قائلا..
ــ آسف لامي..لن اخرج..يجب أن تعتادي قربى منك في أي وقت أريد..أهذا واضح كفاية..رفع كفيه نحوها بلا مبالاة قائلا...حاولي أنت أن تجدي مخرجا لموقفك وترتدي ملابسك في وجودي..
نظرت إلية في تحدى ثم قالت..
ــ أتسمح؟؟..حملت كرسي الزينة ووضعت ظهره إليها وقالت..تفضل اجلس يا عزيزي كما تشاء..ولكن اقسم لك إن التفت لتنظر إلى وأنا أبدل الملابس اللعينة ..اقسم.. ألا اخرج معك الليلة أبدا وألا تبقى أيضا بغرفتي مهما حدث ..حتى لو خسرت كل شيء..حتى لو خسرت المال كله..
ابتسم لها بثقة..
ــ أعدك وعدا بشرفي ألا اختلس النظر إليك إلا إذا سمحتي أنت بذلك..اتفقنا؟؟!!..وجلس وعلى وجهة التسلية...
اختارت الليلة أن ترتدي الفستان الوردي التي أشارت عليها به صوفيا المرة الماضية..فارتدته وكان قصيرا مهدولا على خصرها ..بمشبك فضي كبير حول وسطها ودون أكمام يظهر كتفيها ونقاء بشرتها بشكل مغرى رائع..ارتدته بسرعة وهى ترتعش خجلا من وجودة معها في هذا الوضع الغريب الذي لم يسبق لها أن مرت بمثله من قبل..لم تكن أبدا دون ملابس في غرفة مع غريب وحدهما..
ـ هل بإمكاني اختلاس نظرة إليك لامي؟؟؟..أتوق حقا لاختلاسها الآن..قال بهدوء خطير..
ـ ابتسمت لامار وقد اطمأنت لارتدائها ملابسها...نعم..بإمكانك!!
التفت إليها مترقبا المفاجأة...ثم نظر إليها بصمت وعينية تلمعان إعجابا ووقف مقتربا منها قائلا...
ــ إن ما أراه لم يكن ما أتوقع رؤيته..ولكن أروع منة بكثير..تبدين فاتنة يا عزيزتي..كل قطعة منك تلمع بريقا وسحرا ..كم اشعر بأني محظوظ بك لامي..لقد حصلت على فينوس..وليس على امرأة عادية!!..بل شعلة مضيئة ستنير حياتي كلها...
نظرت إلية وقلبها يخفق بعنف بين ضلوعها تتصنع البرود...
ــ الم اقل أن من يراك يظنك عاشقا...هيا بنا قبل أن ينتهي الليل دون أن أأكل..أنا حقا جائعة..!!
نظر إليها محبطا من ردها البارد وقال..
ــ لا مشكلة عزيزتي ولكن نسيت شيئا بسيطا..
ـ فالت متسائلة..وما هو؟؟
ابتسم برقة ورفع يديه ممسكا بوجهها قائلا بهمس..
ــ أنت حافية القدمين؟؟..هل سأحملك؟!..ليس عندي مانع؟؟؟
نظرت لقدميها ببلاهة ثم التفتت إلية تقول بشرود.."نعم..أنا حافية؟؟؟
ـ هل لديك حذاء إذن أم أحملك؟؟
ـ ردت مشدوهة..ماذا؟؟؟
ـ أقول هل لديك حذاء..قال متشدقا بكلماته..
ـ آه..نعم..نعم..بالطبع..أمهلني دقيقة واحدة...ذهبت قرب دولابها وفتحته مخرجة منة حذاء فضيا بشرائط حريرية وجلست على المقعد وارتدته ونيكولا ينظر إليها دون أن يحيد عيناه عنها..
اقترب منها بعد أن أنهت ارتدائه ومد يده ليمسك بيدها مساعدا إياها على النهوض من المقعد ورفع يدها لشفتيه مقبلا إياها قائلا..كل ما تفعلينه يسحرني لامي..هيا بنا...
جذب يدها وخرجا من الغرفة دون أن تنطق لامار أي كلمة بعد كلماته التي غمرت يدفئها قلبها المرتعش!!!
استقلا سيارته المرسيدس السوداء وكان الصمت الهادئ يلف المكان...كانت ليلة صافية لا غيوم فيها وملايين النجوم التي تبدو واضحة رغم الظلام الدامس إلا من ضوء القمر الباهت وبعض أضواء السيارات البعيدة وإشارات الطريق التي تمر بسرعة...
انساب لحن فرنسي بصوت خافت أضفى على الأجواء داخل السيارة لمسة من الرومانسية...وقد ترك نيكولا للسائق مهمة القيادة هذه المرة ليتفرغ للاهتمام بوجود لامار.... امسك يدها برقة قائلا..
ــ تبدين هادئة الليلة ..ما الأمر لامي؟؟؟..اعتدت عليك نمرة متوحشة...فلماذا الهدوء؟؟؟
نظرت له مبتسمة...
ــ ربما قررت الليلة أن اعقد هدنة قصيرة...مع نفسي ومعك!!.
ـ غمز لها بعينة مبتسما ..لا ..اعتقد إنني اعتدت عليك متحمسة ثائرة..أحب..أحب أن أراكي كما أنت ..لا تتغيري لامي..لا تتغيري أبدا لأجلى أو لأجل غيري...أنت .؟؟..
ـ سالت باهتمام..أنا ماذا نيكولا؟؟
اطرق مفكرا للحظة ثم رفع عيناه إليها قائلا..
ــ لا شيء!!...كم عمرك لامار؟؟...
ـ إنها المرة الأولى التي تسألني فيها عن عمري؟؟؟...أنا في الخامسة والعشرين...وابتسمت ساخرة...وأنت!!
ـ أنا في الثالثة والثلاثون...هل ترينني مناسبا؟؟؟
ـ وان كنت لا أراك مناسبا..هل سيغير ذلك من الأمر شيئا؟؟..لا أظن !!..لقد انتهت المسالة من وقت طويل فلا داعي لتلك الأسئلة السخيفة...
ضحك باقتضاب قائلا..
ــ يبدو ان الهدنة بيننا قد انتهت..ها قد عادت لامار مرة أخرى..شرسة ووقحة!!
تنهدت بنفاذ صبر قائلة بغيظ..
ــ أنت من يسأل أسئلة لا داعي لها...فلا تلمني على إجابات لا تريد سماعها..
رفع يده باستسلام قائلا يرجوها ..
ــ أرجوك لامي..لا تقلبي الطاولة على راسي من الآن..أريد أن تكون هذه الليلة..ليلة مميزة لكلينا...تنهد محبطا..أرجوك؟؟!!..
ــ نظرت له حانقة..ولكن أنت من بدأ بالـ..
رأت في عينية حزن غريب للحظة ثم اختفى..دارت الحيرة بعقلها..فصمتت ثم قالت ..حسنا ..كما تريد..وأدارت وجهها للنافذة تحدق بالليل الأسود الذي يلف العربة وقد لاحظت أن البحر بدا بالظهور على جانب الطريق ..إذن هما يتجهان للميناء...!!؟
غريب أمر هذا الرجل..قالت في نفسها..أحيانا تشعر أنة مألوف لها وأنها كانت تعرفه من قبل..ربما رأته في إحدى الحفلات التي كانت ترتادها مع والدها.. قالت لنفسها بحيرة...لا ادري؟؟!
أنت تصيبني بحيرة شديدة نيكولا..لا أفهمك أبدا..وأحيانا كثيرة لا استطيع تفسير هذا الحزن الذي يظهر للحظات في عيناك..وكأنة يؤلمك مثل جرح يفتح فجأة رغما عنك... جرح قديم ربما؟؟!!..
تجاهد لكي تخفيه عن من حولك..أوه..أنت لغز نيكولا...
ترى ما سبب تلك النظرات الغريبة والحزينة... أيمكن أن تكون امرأة هي من سببته..لا..لا تتصوره تحت رحمة أي امرأة..ربما قد جرحت مشاعره حين تحدثت عن رأيها في عمرة...اللعنة..إنها لا تقصد أبدا أن تجرحه..ولكنها طبيعتها العنيدة..تظهر في وقت غير مناسب بالمرة...والذي يجعلها أكثر غيظا..إنها ترى أن فارق السن بينهما مناسبا جدا..لقد عانت مع انطونى وكان العمر متشابه بينهما..كان يفتقد الخبرة والمراس التي يتمتع بهما هو..وها هي تسخر من عمرة و تغضبه منها دون سبب..وهو الذي منذ عرفته ..لا يوفر جهدا لإسعادها منذ أن تقابلا وحتى الآن....
شيء غريب..لماذا أصبحت تهتم بمشاعره فجأة...لماذا تهتم إن كان حزينا أو سعيدا..انه نذير الخطر لامار..لا يجب أن ترق مشاعرك له......صدمتها الحقيقة المرعبة كضوء باهر في غرفة مظلمة...لقد وقعت في فخه..تنهدت بدون صوت...لقد بدأت تحبه...ولا تستطيع أن توقف مشاعرها عن الوقوع في تلك الهوة المدمرة..الحب..تشعر أنه يملا المكان من حولها ..وجودة قوى ...تشعره بشدة منبها كل حواسها..تشتم عطرة وتتلمس دفئه الذي يتسلل لقلبها دون إرادتها...تشعر انه يجرى الآن مع دمائها...إنها لا تبدى حبها له ...ولكنها قد انتهت وأحبته...نعم ..أحبته..يجب أن تعترف لنفسها وتكون شجاعة في مواجهة الواقع الجديد...إنها تحبه..بل تعشقه..كيف لا تعشق رجلا مثله...أتاها بماسة تشبه عيناها كما وعد...أتاها ورودا حمراء ..كنيران همساته المشتعلة...ووعدها بالأمان...وأزال عن عاتقها هما كبيرا وقلقا قاتلا..كيف لا تحبه..
التفتت تنظر إلية بصمت ...احبك نيكولا و...أدركت الآن أن حبك يسرى في دمى منذ اللحظة التي رايتك فيها خلف مكتبك تجلس ناظرا إلى ...ماذا إن أخبرته؟؟؟..لا لا...آيتها الغبية المتهورة...أتخبرين رجلا اشتراك بماله بأنك تحبيه...متى ستنضجين يا فتاة..انه يرغب بك فقط..لا يحبك...لا يحبك لامار..!!
أفاقت من شرودها على صوته وهى تحرك رأسها يمينا وشمالا بإحباط ويأس...
ـ ما الأمر لامي؟؟...هل أنت متعبة عزيزتي؟؟..قال وفى صوته رنة من القلق..
ـ ابتسمت ابتسامة لم تصل لعيناها قائلة...
ــ لا نيكولا ..لا شيء أبدا ..أنا بخير..لا تقلق...
ـ ربت على خدها بأنامل رقيقة قائلا...حسنا ..لقد وصلنا!!..
نظرت حولها حائرة وهى لا ترى من النافذة سوى رصيف الميناء...
ــ أين نحن..لا يوجد هنا أي مطاعم..المطاعم بعيدة على الجانب الأخر من الطريق..لماذا أتينا هنا؟؟!!...
ـ خرج من السيارة ودار حولها ليفتح لها الباب ومد يده يساعدها على النهوض مبتسما..
ــ لقد أحضرت لك المطعم إلى هنا!!..انظري ..
وأشار بيده لإحدى أجمل المفاجآت في عمرها.... قالت هاتفة بانبهار..
ــ آه نيكولا.!!..انه يخت..يخت رائع..ولمعت عيناها بطفولية ..لم اركب يختا خاصا من قبل..اهو لك..هل تملكه هو أيضا؟؟...
امسك بيدها ليقودها لسلم اليخت قائلا بسعادة...
ــ لم أرك من قبل متحمسة وسعيدة بأي شيء كما أراك الآن...سعيد أنا لأني استطعت أن ارسم تلك الابتسامة النادرة على وجهك لامي...
لقد جعلت طاقمي الخاص يجهزه لأمسية خاصة بنا نحن الاثنين ..حتى إننا سنبحر به في عمق المياه..وقد حضرت لأجلك عشاء خاص أيضا..لتشريفك لي بالمجيء هنا لأول مرة..توقف أمام الدرجات قائلا بقلق...
ـ أرجو ألا تكوني من الذين يخافون البحر ويصابون بالدوار...آسف نسيت أن أسالك من شدة لهفتي لتلك المفاجأة...
ابتسمت ولأول مرة ابتسامة واسعة..
ــ لا تخف نيكولا..سأكون بخير..انا اعشق البحر...
تنهد بارتياح قائلا..
ــ إذن هيا بنا يا مولاتي أثينا...!!
صعدا معا على ظهر اليخت وقدمها للقبطان واثنين من البحارة..ثم عرفها على النادل الذي سيقوم على خدمتهما أثناء الرحلة....قابلها الجميع بابتسامة مشجعة ومرحبة مما ساعدها على نسيان قلقها لبعض الوقت...حتى إنها حدثت نفسها قائلة...لاستمتع الليلة بما هو متاح وغدا أعيد ترتيب أفكاري من جديد...
كان اليخت تحفة رائعة من إحدى روائع ممتلكاته...والأغرب من هذا انه كان باسمها...لامارينا...تعجبت من الاسم للحظات ...ثم جرفها تيار الانبهار بروعة المكان...ونسيت أن تسأله عن سر الاسم الغريب...
طلي اليخت باللونين ..الأبيض والأزرق القاتم ..في المقدمة كابينة القيادة وقد أخذها نيكولا إليها لتشاهدها عن قرب من الداخل..مليئة بالمعدات الخاصة بالإبحار وماكينات الرصد والأجهزة الخاصة بالطقس ...ولكن طغى عليها الفخامة و الحداثة...أراها غرفة المطبخ والمعدة بأحدث أجهزة الطهي رغم ضيق المكان...كان واضحا مدى اهتمام نيكولا بأدق التفاصيل مهما كانت صغيرة تافهة...
حقا هو كما يقول...يحب رؤية الجمال حوله في كل مكان...ولكن ما كان مذهلا حقا هو الجزء الخاص بالركاب ..كان تحفة هندسية لم ترى مثلها من قبل...
كان الملك فيها هو الزجاج..........!!!
لقد بني غرفة زجاجية كبيرة مفروشة بأرقى الأثاث به حمام خشبي فخم فيه كل وسائل الراحة..المغطس والحوض والعديد من الزيوت العطرية والصابون للاستحمام...مناشف من ارقي الماركات وملابس خاصة للسباحة بمقاسات عديدة للظروف الطارئة...
شعرت حين رؤيتها بغيرة شديدة أن يكون هناك من استخدمها من نساء قبلها..طردت أفكارها جانبا وعادت لتأمل ما حولها...شيء رائع و كأنها تجلس على الماء في ليلة شديدة السواد لولا بعض من أشعة القمر الباهتة...بعض الأرائك بلون القشدة العسلية ومقاعد مريحة باللون الأخضر وكلها مصنوعة من الجلد الفاخر مع بعض الوسائد الصغيرة لزيادة الرفاهية والشعور بالراحة....
ـ ما رأيك بقاعة الجلوس...هل أعجبتك؟؟؟..نبهها من شرودها صوته الهادئ..
ـ لا اعتقد أنني يمكن أن اصف جمالها بالكلمات..بالتأكيد لديك ذوق رائع نيكولا...إنها تحفة هندسية لم أرى مثيل لها..!!
ـ هناك أيضا غرفة جانبية للنوم لم تريها بعد ..هل تحبين أن تشاهدي محتوياتها؟؟
ـ أومأت برأسها ..نعم بالطبع...وحاولت أن تكون لا مبالية..
دخلا معا غرفة النوم وكأنها دخلت غرفة في فندق فاخر...السرير كبير والغرفة واسعة رحبة..على الطراز الايطالي الحديث ..جدرانها خشبية لامعة وأثاثها بني قاتم...الأرض خشبية أيضا يعلوها سجادة كبيرة باللون الوردي مع خطوط بنية عريضة وقد غاص فيها كعب حذائها العالي...الفرش وردى وثير وكان السرير يغرى من يراه بالنوم علية بدعوة صريحة...
ـ قال بمكر هامسا...اهتم كثيرا براحة ضيوفي!!
ابتسمت ببرود له وهو يقف خلفها..
ــ خاصة إذا كانوا من النساء أليس كذلك؟؟؟
ـ احتضن خصرها برقة قائلا...
ــ هل أرى بعض من شرارات الغيرة أم إنني أهلوس...
ـ بالتأكيد تهلوس ..من يغار يا عزيزي ..يحب ..وإنا لا أحب ..ولن أحب أبدا...!!
ضحك ضحكة ساخرة وتركها واضعا يديه بجيبه ثم قال ...
ــ من يدرى لامار...ماذا يخبئ القدر لي ولكي...هيا لأحضر لكي بعض الشراب ولنخرج للجلوس على السطح ..إن الليلة دافئة ليس بها هواء بارد....
احضر لها بعض من شراب العنب في كأس لامعة من الكريستال ثم قام بفك ربطة عنقه وبعض أزرار القميص بعد أن خلع الجاكت ونظر لها قائلا...لأكون على راحتي..لا أحب الرسميات في ليلة كهذه وأنت معي هنا..!!
تناول شرابه في يده واخذ يدها ليخرجا على السطح وقد اعد لهما مائدة صغيرة ومقعد وثير واحد يتسع لشخصين بجانب سور اليخت حتى يمكنهما رؤية البحر والأمواج الهادئة عن قرب وانبعثت الموسيقى حالمة هادئة من الغرفة الزجاجية....
ثم بدا طاقم اليخت بالإبحار للمياه العميقة وانساب المركب بسلاسة وهدوء على سطح الماء في تلك الليلة الساحرة منيرا لها الطريق ضوء القمر البارد.....!!
ابتعدت أنوار الميناء شيئا فشيئا وساد الظلام والسكون حولهما..كان يجلس ملاصقا لها ويده على المقعد خلف عنقها..التفتت إلية وابتسمت باقتضاب ثم أدارت رأسها تتأمل البحر بارتباك كاتمة أنفاسها لا تجرؤ على قطع هذا السكون المثير بأي كلمات...قطع هو السكون ببضع كلمات قليلة وهو يدير وجهها إلية بأنامله...
ـ بماذا تفكرين؟؟؟
ـ هزت رأسها متعجبة.. أفكر كيف انك قلبت حياتي رأسا على عقب...كنت منذ أسبوع مضى اخطط لكل شيء ..أتحكم بكل شيء ..والآن أنا لا اعرف أي شيء عن أي شيء...ها أنا بعيدة عن منزلي في عمق البحر مع رجل دخل حياتي كالإعصار وأخذني إلى دوامته ...أصبحت لعبة بين يديه يحركني كيف يشاء؟؟؟... هل عرفت الآن بماذا أفكر...
قال مقطبا جبينه..
ــ هل القرب منى بهذا السوء لامار؟؟..هل أنا سيء لهذا الحد؟؟!!..ألا تشعرين نحوى بأي عاطفة سوى الحقد والغضب الأعمى...
ـ قطبت حاجبيها باستغراب..غضب اعمي؟؟!!
ـ تنهد بعمق قائلا..نعم لامار غضب أعمى...يعميك عن كل شيء جميل بيننا..تتجاهلين الحقيقة..وتغفلين عن أهم ما فيها ...لامار يجب أن تعرفي إني كنت..كنت..!!
ـ كنت ماذا نيكولا...؟؟
حرك رأسه رافضا الإجابة...
ــ أوه..لا عليك الآن لامي...لن نتشاجر في ليلة ساحرة كهذه...هل استطيع أن اقترح عليك اقتراح...
ـ لماذا تهرب من الإجابة دائما..أنت تصيبني بحيرة شديدة نيكولا..أحيانا لا أفهمك حقا!! وأدارت رأسها الناحية الأخرى حانقة..
ـ أنا لا اهرب من شيء ..فقط حين تكوني مستعدة لتسمعيني ..سأتكلم كما تريدين..أنت الآن فقط غير مستعدة..
ـ لا افهم شيئا مما تقول..قالت بغضب..
ـ أرجوك لامي لا تغضبي منى...قال متوسلا!!...والآن هناك شيء أحضرته لك ...أرجو أن أراك ترتدينه الليلة..انه في علبة بداخل الدولاب في حجرة النوم..علبة بيضاء بشريط اسود.. هل يمكن أن تجيبي مطلبي وترتديه لامي؟؟!!
ـ ولكنى مرتاحة بما ارتدي..لقد كان يعجبك منذ قليل؟؟..ألا يعجبك الآن...
قال بنفاذ صبر..
ــ ألا يمكن أن تنفذي رجائي دون أن تكثري من الأسئلة...ألا يمكن أن تقللي من عنادك ولو قليلا..إن ثيابك رائعة عزيزتي ولكن الرداء الأخر سيجعلك أكثر راحة..صدقيني اعرف جيدا ما أقول...انه ما تحتاجينه تماما في ليلة كهذه..توسل قائلا..هيا لامي..؟؟..من فضلك..
قامت بعصبية ترفع يدها محذرة...
ــ حسنا نيكولا ..سأذهب لأراه ومن الأفضل لك ألا يكون قميصا للنوم ..وإلا رميت بك بنفسي في تلك المياه وتركتك لتغرق ..وصدقني لن التفت ورائي حينها أبدا..أبدا..
ـ ابتسم نيكولا مقهقها..أبدا أبدا؟؟....اهمم...ارتعش خوفا...هيا ..اذهبي الآن...
رفعت رأسها بكبرياء وذهبت لداخل الغرفة الزجاجية ومنها لغرفة النوم ثم فتحت الدولاب ووجدت العلبة بسهولة وفكت الشرائط ونظرت لداخلها بشوق وفضول...ترى ماذا أحضرت لي الآن حبيبي؟؟!!....
ليتني استطيع أن أقولها لك...ليتني لا أكون بهذا البرود والجمود وأنا معك ..كم أتمنى أن...
الفصل السادس
قطع استرسال أفكارها ما رأته داخل العلبة....إنها عباءة!!!!..عباءة مغربية رائعة...ليست قميصا شفافا للنوم كما توقعت ..بل عباءة طويلة حين ترتديها ستصل لتغطى كاحلها..ليست مفتوحة أو فاضحة بأي شكل...ستغطى جسدها كله ...ولكن مع ذلك هي تحفة لم ترى مثل حياكتها الرقيقة من قبل..هي من الحرير الهندي باللون الليلكي
مطرزة بخيوط فضية ووردية وبعض اللآلئ السوداء اللامعة على الصدر والكمين...أمسكتها ممعنة النظر فيها وقلبها يخفق تأثرا بشدة...شعرت أنها ترتفع عن الأرض حين ارتدتها..تنساب على جسدها كشلال من المياه ونسمات الهواء...
وجدت معها خفا عربي مثلما رأته من قبل في عروض الأزياء العربية على التلفاز..انه لم ينسى شيئا..حتى إنها وجدت شريطا حريريا بنفس اللون لتربط به رأسها من الأمام مطلقة باقي شعرها مهدولا وراء ظهرها..فربطته على شكل عقدة صغيرة فوق جبهتها..ونظرت لنفسها في المرآة متعجبة..
لقد تغير شكلها وكأنها امرأة عربية غجرية الملامح...ابتسمت لنفسها بسعادة وخرجت تمشى بحرص للخارج وكأنها تخشى على ملابسها من أن تخدشها نسمات الهواء...إنها اغلي الهدايا وأقربها إلى قلبها من الآن....
تهادت في خطواتها بدلال وخرجت للسطح تنظر لنيكولا بخجل ثم توقفت وأطرقت برأسها بحياء ودارت حول نفسها مبتسمة ثم توقفت تسأله بصوت خافت..
ـ ما رأيك؟؟...هل تناسبني....آه..بالمناسبة ...أشكرك...إنها رائعة...حقا لا ادر....
ـ قام من مقعدة مبهورا بنظرات ولهة ووضع إصبعه على شفتيها يمنعها الكلام وقال....ارقصي معي لامي؟؟؟
مدت يديها بصمت تحيط بهما عنقه وقربها منة محتضنا إياها كشيء يخشى علية من الكسر ورقصا معا على أنغام الموسيقى وأغنية تلامس كلماتها جنبات قلبها...
اجبني على السؤال أنت يا حبيبي
لماذا أظلمك
يا حبيبي إن كنت حبيبي
انسي ما بيننا من حزن
خذ عيناي وشاهدني بهما
ترى كم احبك
أغمضت لامار عينيها وكأنها تريد أن تحتفظ بتلك اللحظة بينهما إلى الأبد... سكون المكان يلفهما وخطواتهما كأنها ليست على الأرض بل فوق غيمات بعيدة عالية تلمع بضوء القمر الفضي...لقد أخذها في لحظة لدنيا غريبة
لم تستشعر تلك المشاعر من قبل...أوه..كم تحبه..
تود أن تبقى بين أحضانة إلى الأبد...لو يتوقف الزمن...إنها لا تريد منة شيئا..لا تريد المال..لا تريد الشركة...إنها تريده هو..هو فقط..!!
أتي صوت قوى من أعماقها يهتف بغضب..لقد أصبحت خائنة لامار...تخونين ذكرى أبيك ووالدتك...تهبين نفسك لمن اشتراك بماله وقت أزمتك..انه لا يستحق هذا الحب..يفعل ما يفعل ليلغى عقلك..
لتستسلمي راضية إلية بسهولة دون مقاومة...لم يقل انه يحبك ...بل قال يريدك...يريدك!!!
وانكسرت لحظة السحر انتفضت بين يديه وكأنها كانت غائبة عن وعيها...نظرت إلية بارتباك وانسلت مبتعدة عنة مستندة لسور اليخت تنظر للأفق المظلم البعيد...نظر إليها عاقدا حاجبيه بحيرة ثم ابتعد يجلس على طاولتهما وحيدا وفى عينية حزن ويأس...
ـ رفع يده ممسكا بكأسه يرتشف منة وقال بمرارة....
ــ لن أسألك ما الأمر لأني اعرف...قال بسخرية مريرة...كلما اقتربت منى تهربين...ما لا اعرفه هو لماذا الهرب؟؟؟...وبالطبع لا إجابة لديك تريحني....
قام وبخطوات صغيرة أصبح قربها....هل أحببت من قبل لامار؟؟؟؟....من هو من يصنع تلك الحواجز بيننا ...هل مازلت تحبينه...أدارها إلية مصمما ...أجيبيني من فضلك..هل ما زلت تحبينه؟؟؟
لم لا ...لم لا توهمه بأنها مازالت تحب غيرة..ربما لا يضيق الخناق عليها باستمرار..ولا يحاول أن يرغمها على شيء...كيف لم تنتبه لتلك الفكرة من قبل!!! رفعت يديها تعيد شعرها للوراء قائلة...
ــ تسألني إن أحببت من قبل وان كنت مازلت أحبة...وأنت تصر على معرفة الإجابة...إذن ..وأدارت عيناها بعيدا عنة كيلا يكتشف كذبها...نعم نيكولا أحببت من قبل..ونعم مازلت أحبة ولم أنساه أبدا حتى الآن....

امسك بكتفيها ضاغطا عليهما بقسوة وعضلة في خده ترتعش من الغضب...نظر في عينيها بكبرياء مجروحة..
ـ مازلت تحبينه للآن؟؟..متأكدة لامار من هذا الحب؟؟....هزها كأنة يفيقها من كابوس...
قاومت إظهار الألم وأجابته ببرود...نعم متأكدة ...هل أهنتك نيكولا...!!..ليس بمقدار أهانتك بعرض الزواج القذر....وكان ما فعلة من قسوة معها اخرج منها الشيطنة الباردة التي تسكنها...
ـ ماذا كان اسمه لامار...أجيبيني..وقال محذرا ...وإياك والمراوغة...
لمعت في عيناها برودة الثلج وهى تقول...
ــ كان اسمه انطونى...انطونى ديميرا..كان يوناني الأصل مثلك..ولكن للأسف لا اعلم عنة شيئا من مدة طويلة...
ـ ترك كتفيها منكسا رأسه وقال بصوت خافت....إذن انطونى من كنت !!....أدار نفسه للبحر مبتعدا عن النظر إليها....الم تحبي احد غيرة ...
ـ لا..ولم اسمع أيضا أي كلمة منة منذ شجارنا الأخير...كان ذلك منذ ثلاث سنوات....
ـ قال وهو ينظر بشرود للمياه السوداء...الم تحاولي البحث عنة ..؟؟؟
ـ تنهدت قائلة...لم يكن بإمكاني ...لم أكن اعرف عن عائلته الكثير..أو عن تفاصيل حياته...لذلك لم يكن بين يداي معلومات كافية للتقصي عنه...
التفت إليها وقد ظهر الحزن الغريب في عينية...
ــ أتساءل..كيف كانت تبدو عيناك في لحظات الحب وأنت معه...هل كانت تبدو بتلك البرودة القاسية التي تظهرينها إلى الآن؟؟؟...
أدارت نظرها بعيدا عنة قائلة في نفسها...لم يكن في حياتي احد غيرك قادر على إشعال تلك المشاعر المحرقة في روحي...
ابتسم ساخرا بمرارة وقال....
ــ لا بأس لامي...لن أحارب ظل رجل .. وصمت للحظة ثم همهم..غير موجود...أنا اعلم باني قادر على جعلك تنسينه...فقط إذا أعطيتني وأعطيت نفسك الفرصة لذلك....
صدمت من كلماته التي لم تكن تتوقعها أبدا..انه لم يستسلم؟؟!!...التفتت إلية بحدة قائلة...
ــ ماذا إذا لم أكن ارغب بذلك...
امسك بوجهها بين يديه وقال مقتربا يهمس ...
ــ إذن سيكون على أن أرغمك على ذلك... وصدقيني يا عزيزتي.....لن يكون بالأمر الصعب...
ولم يمهلها فرصة لتجيب على كلماته واقترب منها معانقا إياها حطمت كل مقاومة لديها برغم محاولات أبعاده...كانت تحاربه بشراسة في البداية ولكنها استسلمت أخيرا وتركت نفسها للمشاعر الجامحة...
تركها أخيرا ينظر إليها متفحصا ..ثم قال مبتسما بانتصار....
ــ أعطيك ثلاث نجمات من خمسة على أدائك في تلك القبلة..كان أداء جيدا...أعدك في المرة القادمة بتحسن سيكون ملحوظا ...وبوضوح...
نظرت إلية بغضب ...لقد كان يعاقبها على كلماتها الجارحة... كانت أنفاسها تتلاحق بسرعة ولم تجد من الكلمات المناسبة ما تجيب بها علية..فقط ظلت تنظر إلية ببلاهة وكأنها فقدت النطق...
قال بسخرية..
ــ أغلقي فمك يا عزيزتي حتى لا تصابى بالبرد!!..آه..كنت أريد أن أسألك وانسي دائما..من أين حصلت على تلك الشامة الرائعة...أحيانا أتصور أنها ستختفي من شدة عناقي..ولكنى اطمأنت الآن أنها لن تختفي أبدا مهما كانت قسوتي في عناقك...
قالت حانقة...
ــ لا اعتقد أن هناك قسوة أكثر من ذلك...وكأنها أخيرا وجدت الكلمات وها هي تخرج منها بشكل غبي تافه...لن يكون لها اي تأثير!!!
ـ أوه ..لا تكوني ساذجة وأنت صاحبة خبرات سابقا ...انه الشغف يا عزيزتي أم انك لا تعلمين؟؟!! رفع حاجبيه متحديا..
ـ نعم بالطبع ...انه الشغف... الشغف اللعين!!..بالطبع اعلمه جيدا...قالت وكأنها تعلم جيدا ما تقول وبثقة...
ـ ابتسم مقهقها...أو..نعم بالطبع تعلمين...والآن ألا تريدين أن تأكلي ..لقد اخترت لك الطعام بنفسي...سيعجبك أنا متأكد...هيا فلنجلس...مدت إلية يدها فامسكها وسار بها إلى المائدة وجلسا معا على المقعد ثم احتضنها قائلا..تلك فتاتي المطيعة.. أرجوك أفيقي من حالة الذهول هذه لتستمتعي بالطعام...
ـ ونادي النادل قائلا...دوكاس..احضر إلينا المقبلات...
أتي النادل يحمل صينية وقدم لهما طبقا واحدا كبيرا يحتوى على...معجنات فرنسية صغيرة من الباتييه مغطاة ببعض الجبن الفرنسي والكافيار الروسي مع سلطة القيصر الشهية...
كانت جائعة وقد زاد من شهيتها هواء البحر الدافئ برائحته المميزة وقد قدم إليهما النادل شراب مع المقبلات اللذيذة...
أكلا معا في هدوء وصمت حتى انتهيا من تناول تلك المقبلات وكان النادل يعلم جيدا متى يكتفيان منها فأتي يحمل الطبق واضعا بدلا منة الطبق الرئيسي من لحم العجل المشوي والمتبل بالطريقة اليونانية مع الخبز الفرنسي الطازج وحساء الفطر والدجاج بالثوم والكرفس والأعشاب ...كانت في أخر قضمة من الطعام تأكل بشهية حين فاجأها قائلا...
ـ لامار ..قررت أن نتزوج بأسرع وقت ممكن!!...سنتزوج بعد ثلاث أيام....هل تحبين أن تشربي القهوة الآن أم تفضلين بعض الكاساتا أولا؟؟!!..
غصت لامار بالطعام واختنقت وظلت تسعل لفترة طويلة...اقترب منها لاعنا ــ يا لغبائي ..دائما اختار الوقت غير المناسب... آسف عزيزتي إذا كنت قد فاجأتك.. آمل أنها مفاجأة سارة..؟؟..قدم إليها كوبا من الماء أمرا..اشربي.
ارتشفت منة القليل ثم قالت ووجهها احمر من السعال...
ــ تقرر هكذا دون استشارتي...أنا العروس إذا كنت قد نسيت!!...من حقي أن تأخذ رأيي...ربما كنت غير مستعدةً بعد...
تنهد بنفاذ صبر...
ــ حمدا لله انك بخير..خفت أن تختنقي وأكون انأ السبب... والآن لامي..تعلمين انك لن تكوني مستعدة ابد .. فلماذا الانتظار؟؟...هل انتهيت من الطعام..لنرقص إذن...
قالت في نفسها...يا إلهي سأتزوج مجنونا مندفعا بنصف عقل!!!.. وامسك بيدها وجعلها تقف محتضنا إياها بخطوات هادئة على أنغام الموسيقى...قال لها هامسا...
ـلم اعد أطيق الانتظار أكثر من ذلك..أريدك معي من الآن...ولكنك أنت من تصر على الانتظار بعد الزواج..إذن ليس أمامي سوى أن أسرع به...إلا إذا غيرت رأيك وبقيت معي الليلة؟؟؟
ــ إذن تعترف انك تتزوجني رغبة..لا لشيء أخر...قالت ببرود..
ـ وأي سبب آخر تريدين..لقد أوضحنا أسبابنا جيدا..إلا إذا كان لديك سبب آخر تريدينني إن أتزوجك لآجلة..هل هناك سببا آخر لامي؟؟...وصمت برهة وهو ينظر لعيناها بثبات وهما يتمايلان مع الموسيقى...ما هو؟؟؟
خفضت بصرها مبتعدة عن حصار عينية قائلة لنفسها...أن تكون قد أحببتني نيكولا...ولكنة أمل بعيد وصعب المنال...التفتت إليه قائلة...
ــ بالطبع وأي سبب آخر غير ما تقول؟؟؟...فقط أنا ممتنة لصراحتك!!
ـ قبل يدها محتضنا إياها برقة يقول...بإمكاننا التأجيل إن شئت ولكن فقط ابقي معي الليلة...
ـ لا نيكولا...كما أخبرتك ..لن تحصل على بهذه الطريقة أبدا....نتزوج أولا...وبعدها سنرى...
ـ حسنا لامي..كما تشائين ...إنها إرادتك..
ردت بسخرية مريرة...نعم إرادتي ...كما قلت تماما...هي إرادتي وحدي...
نظر إلى السماء قائلا بحماس...انظري هناك شيء يلمع في السماء...أشار بيده لنقطة تومض من بعيد...إنها نجمة تسقط...هل ترينها؟؟.
ـ التفتت لمكان إشارة يديه تقول بابتسامة باهتة...نعم أراها ...جميلة...
ـ نظر إليها بعاطفة جامحة يقول...بإمكاني أن أسقطها بين يديك...هل تريدينها...؟؟!!



نهاية الفصل الخامس


عيون المها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-05-10, 08:44 PM   #37

* paris *

نجم روايتي وقارئة متألقة ونجم تغطية The Vampire Diaries ورئيسة نادي مسلسل Fringeومشارك بنادى supernatural

alkap ~
 
الصورة الرمزية * paris *

? العضوٌ??? » 52226
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 11,404
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » * paris * has a reputation beyond repute* paris * has a reputation beyond repute* paris * has a reputation beyond repute* paris * has a reputation beyond repute* paris * has a reputation beyond repute* paris * has a reputation beyond repute* paris * has a reputation beyond repute* paris * has a reputation beyond repute* paris * has a reputation beyond repute* paris * has a reputation beyond repute* paris * has a reputation beyond repute
¬» قناتك action
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
ما تَعثرتُ ارتباكاً يا حَصى أو جُنوحاً لاختصارِ الألفِ ميلْ ليس ذنبي أنّ دربي ما استوى كان ذنبي ثوبُ أحلامي الطّوووووويلْ !
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

زيزي ...
يسلمووووووووو ياااقلبي روااااااااااااااية رااائعة قرأتها من فترة بأحد الموااااااااقع ..
بصرااااحة اقمة في الابدااااااع ..
مشكووورة حبيبتي على النقل ..
وفرصة لأقرأها مرة أخرى ..
تحياااااتي لك زينب ..


* paris * غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 11-05-10, 09:31 PM   #38

moilolitta

? العضوٌ??? » 101894
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 159
?  نُقآطِيْ » moilolitta is on a distinguished road
افتراضي

رائعـــــــــــة الهمسات المشتعلة، يا لها من صدفة جميلة، لم تمر سوى لحظات على إقتراحي قراءة الرواية في دردشة الرومانسيات حتى قرأت هذا الموضوع. مايا مختار إني أهنئك وأشد على يدك بحرارة إعجاب بلا حدود لأجل نجاحك في إخراج هذه الرائعة إلى الوجود، فعلا هذا شرف لي أن أنتمي إلى نفس المنتدى مع كاتبة في براعتك، روايتك أكثر من رائعة بل هي أجمل وأحلى ما قرأت عينى، أتمنى لك ومن القلب كل التوفيق للمضي إلى الأمام بعبقريتك حتى ترى الوجود المزيد المزيد من الهمســــــــــــــــــــ ات المشتعلة.
لك مني أرقى تحية.

هدى.


moilolitta غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-05-10, 11:35 PM   #39

امراة بلا مخالب

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية امراة بلا مخالب

? العضوٌ??? » 60605
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 22,356
?  نُقآطِيْ » امراة بلا مخالب has a reputation beyond reputeامراة بلا مخالب has a reputation beyond reputeامراة بلا مخالب has a reputation beyond reputeامراة بلا مخالب has a reputation beyond reputeامراة بلا مخالب has a reputation beyond reputeامراة بلا مخالب has a reputation beyond reputeامراة بلا مخالب has a reputation beyond reputeامراة بلا مخالب has a reputation beyond reputeامراة بلا مخالب has a reputation beyond reputeامراة بلا مخالب has a reputation beyond reputeامراة بلا مخالب has a reputation beyond repute
افتراضي

ميرسى يا حبيبتى الرواية باين عليها حلوة من الملخص انا بحب النوع دة اوى من الروايات
تسلم ايدك يا احلى عيون على تنزيل الرواية وتسلم ايد الكاتبة مايا تسلمى يا قمر على رواياتك الحلوة زيك
وميرسى لهدى ( moilolitta ) لانها هى اللى لفتت نظرى على الرواية ميرسى يا قمر
ومنتظرين التكملة


امراة بلا مخالب غير متواجد حالياً  
التوقيع


سألوني لماذا رأسك مرفوعة و عيونك قوية
قلت عفوا..... كلنا بشر
لكن
جنسيتي مصرية ...

********
سأغيب عن المنتدى لفترة طويلة ... افتكرونى بالخير ...
رد مع اقتباس
قديم 12-05-10, 12:19 AM   #40

ريمـــاس

نجم روايتي وعضوة في فريق التصاميم

alkap ~
 
الصورة الرمزية ريمـــاس

? العضوٌ??? » 59844
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,422
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ريمـــاس has a reputation beyond reputeريمـــاس has a reputation beyond reputeريمـــاس has a reputation beyond reputeريمـــاس has a reputation beyond reputeريمـــاس has a reputation beyond reputeريمـــاس has a reputation beyond reputeريمـــاس has a reputation beyond reputeريمـــاس has a reputation beyond reputeريمـــاس has a reputation beyond reputeريمـــاس has a reputation beyond reputeريمـــاس has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

رواية أقل ما يُقال عنها أنها رائعة بكل تفاصيلها
سبق وقرأتها واستحوذت على إعجابي الشديد
دام ابداعكِ لا ينتهي ..


ريمـــاس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:54 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.