آخر 10 مشاركات
خذني ..؟ -ج1 من سلسلة عشقٌ من نوعٍ آخر -قلوب قصيرة - للرائعة ملاك علي(كاملة& الروابط) (الكاتـب : ملاك علي - )           »          حنينٌ بقلبي (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          88 - لو كنت حبيبي - ربيكا ونترز (الكاتـب : فرح - )           »          موضوع مخصص للطلبات و الاقتراحات و الآراء و الاستفسارات (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          209. أنشودة الحب - مارغريت واي - عبير الجديدة ( اعادة تحميل ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          138- إذا كان له قلب - آن هامبسون - ع.ق (كتابة أكملتها strawberry )** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          206- العائدة - كاي ثورب - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          415 - لن أعود إليه - ماغي كوكس (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree12Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-10-10, 09:22 PM   #21

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي



وعلا الأحمرار وجهها حين أدركت أنه رآها تحدق أليه , فسألها قائلا:
" والآن ماذا بعد؟".
" لا شيء , أنما يبدو لي أنك متعب ".
" أذن , علي أن أقنعك بأنني غير متعب , وألا أصررت على الأعتقاد أنني قضيت معظم ليلة البارحة مع الآنسة فينتس !".
فأرتبكت وقالت :
" كيف أدركت ما كان يجول في خاطري ؟".
" لم يكن من الصعب أن أدرك ذلك.... وأؤكد لك أنني عدت بالآنسة فينتس ألى بيتها في ساعة متأخرة من الليل ".
" أذن , لا بد أن تكون أورسولا السبب في التعب الذي يبدو عليك".
فصاح بها قائلا :
"أنت يا زوي كالكلب الذي في فمه عظمة ".
فأجابته بغضب:
" أنني أظهر أهتمامي بك , لا أكثر ولا أقل , وبالشركة أيضا أذا شئت !".
" أنني أقدر لك هذا الأهتمام".
" ومن واجبي أن أنبهك ألى أمر هام , وهو أن رفيقاتك كثيرات !".
" ولكنني لا أفكر ألا بواحدة على حدة ..... والليلة أنا معك أنت وحدك........".
" أنا لست من رفيقاتك يا مكادم !".
" ألا تريدين أن تكوني واحدة منهن ؟".
" لا أجيد المنافسة ..........".
" أذا كانت المنافسة تنحصر في اللسان السليط فلا تقلقي , لأنك ستكونين الرابحة ! ".
وأبتسم بأبتسامة تخلو من المداعبة وأضاف قائلا:
" لن أؤدبك.... ولن أعانقك ثانية .. فلا رغبة عندي لتكرار التجربة مع فتاة مشاكسة مثلك!".
فآلمها كلامه , خصوصا حين تذكرت كيف ذابت ذوبانا بين ذراعيه وحين أضاف الآن قائلا :
" نعم , مشاكسة ...... أم لعلك نسيت كيف تنكمشين على نفسك كلّما حاولت أن ألمسك!".
" أنا أفعل ذلك دفاعا عن النفس ".
" ولكنك لم ترفعي سورا بينك وبين غراهام عندما عانقك , ولا عندما أبتسم لك فردي فينتس مغازلا!".
ولم تشأ زوي أن تصرح له بحقيقة الأمر , وهي أنها تعتبره رجلا من نوع آخر , رجلا يتفوق على كل الرجال الذين عرفتهم , رجلا تخشاه وتخشى الوقوع في شراكه من دون أمل في الخلاص .
وفوجئت , بل شعرت بالأرتياح حين نادى الخادم وطلب كأسين من الشراب , وما أن جلس جلب كأسها المليء بعصير الليمون حتى جرعته بعجلة , ولكن فقاقيعه تطايرت ودخلت أنفها , مما جعلها تسعل , فقال لها مكادم وهو يناولها منديله :
" يبدو لي من الطريقة التي شربت بها هذه الكأس أنك كنت في حاجة أليها".
وقبل أن تجيبه أرتفع صوت بمناداتهما , فأذا بآل فينتس مقبلين نحوهما بسرعة , وصاحت الآنسة كارول :
" ريس , السيد مكادم , يا لها من مفاجأة سارة !"
فتمتمت زوي متذمرة ,ولكنها أبتسمت حين نظر أليها مكادم بأزدراء وهو ينهض للترحيب بهم قائلا:
" أنا وزوي في طريقنا ألى الغرفة المجاورة للرقص!".
فقال لها فردي وهو يرمق زوي بنظرة أعجاب:
" أنتهينا الآن من تناول طعام العشاء...... أنه لمكان جميل حقا هذا الذي دللت كارول عليه ليلة أمس.......".
فقاطعته كارول قائلة:
" نعم , ولذلك عزمنا على المجيء أليه ....... والدتي لم ترافقنا لأنها تخاصمت مع والدي ....... وأنا متأكدة أنها لو رافقتنا لأعجبت بالمكان كثيرا".
ولم يتفوه شارل فينتس الأب بأية كلمة , فنظرت زوي أليه محتارة في أمره , ولزم مكادم الصمت أيضا , دون أن يبدو على وجهه ما يدل على ما يخالجه من شعور.
وألتفتت كارول أليه قائلة بأبتسامة :
" قلت أنكما ذاهبان ألى الرقص , فهل تمانعان بأن نرافقكما؟".
وتمنت زوي أن يجيبها مكادم بالرفض , لئلا يتعكر صفو ليلتهما أكثر مما تعكر حتى الآن , غير أن ذلك , بالطبع , لم يكن ممكنا .
وأجابها مكادم :
" لن نبقى هنا طويلا , ولكن على الرحب والسعة".
وقالت له زوي وهما في حلبة الرقص :
" هل تواعدت معهم ألى اللقاء هنا؟".
" كلا!".
" أنها , أذن , مصادفة غريبة!".
" أرجوك يا زوي , لا تزيدي الجو تعكيرا أكثر مما هو عليه حتى الآن".
وشدها حول خصرها بعنف موجع , وأما هي فخطر لها أن هذه هي المرة الأولى التي تسهر فيها معه على هذا النحو ,فمن قبل لم تقترب منه كل هذا لأقتراب , ما عدا تلك الحادثة التي جرت لهما في السيارة , كان واحدهما يلائم الآخر تماما , غير أن جسمها كان يشكو من شدة الحساسية , فظهرها حيث يلامسه مكادم بأصابعه وهو يراقصها كان يتقد كالجمر , وعبثا بذلت جهدها في الظهور بمظهر الفتاة الرائقة , ذلك أن العواطف التي تستعر في داخلها كانت تهددها بالأحتراق.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-10, 12:02 AM   #22

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وهمست في أذنه قائلة:
" مكادم....... أشعر........".
فقاطعها منتهرا:
" لا يهم الآن ماذا تشعرين!".
وأبعدها عنه قليلا , غير أنها أزدادت رغبة في التعلق به والنظر أليه بعينين ناعستين شاردتين , وحين أدركت أن وجهه بمثابة قناع لا يتأثر بشيء , شعرت بأن جسمها يتصلب وينطوي على نفسه .
وقالت له بذلة:
" أنني أحيانا لا أستطيع أن أفهمك".
" ولا تستطيعين أيضا أن تفهمي نفسك , وألى أن تدركي تماما ما تفعلين , أياك أن تلعبي بالنار........ ألا أذا كنت مستعدة أن تقبلي بأكثر مما راهنت عليه".
وحارت زوي في أدراك ما يعنيه , فهل يكون كلامه تحذيرا لها من التدخل بينه وبين رفيقاته ؟ فقالت بمرارة:
" أدركت معنى كلامك.....".
" أشك في ذلك!".
" ليتني خرجت للسهر مع أيان هذه الليلة , فهو على الأقل يسهل فهمه".
" هذا صحيح , فلا تعقيد ولا مشاكل في العلاقة معه , لأنه ينشد غاية واحدة فقط لا غير , وهي كيف يقنع المرأة بأن تشاركه الفراش , وكلما كانت الفتاة عذراء ساذجة , سهل عليه الأمر".
وحدقت أليه زوي بعينين واسعتين وقالت:
" أيان غير معقول !".
فهز رأسه قائلا:
" جربي تتأكدي من صدق ما أقول ........ ولكن لا , لا أريدك أن تجربي على أمل أن تبرهني غن خطأ رأيي فيه".
وبعد صمت قليل تابع كلامه قائلا:
" أقول ذلك لصالحك , لئلا ترمي أثمن شيء لديك ألى رجل لا يستحقه".
فأجابت بغيظ :
" ربما يكون هذا خيرا من الأحتفاظ به لرجل لا يريده !".
" ومن في رأيك لا يريده ؟".
" لا أقصد أحدا على الخصوص".
" بلى , أنت تقصدينني ولا يحق لك أن توجهي ألي مثل هذه الأهانة!".
فتفاقم غضبها وقالت :
" أتمنى لو أوجه أليك أكثر من أهانة .........".
وحين أدركت أن غيظه بدأ يشتد , سرها أن تتوقف موسيقى الرقص , ولكن على الرغم من الكلمات القاسية التي تبادلاها , فأنها شعرت بالخيبة , ذلك أنها كانت تتطلع بشوق ألى الرقص مع مكادم , على أن كل ما فعله هو تكرار النصائح والمواعظ.
وكان شارل فينتس األأب جالسا ألى طاولتهما وعيناه تحدقان ألى فتاة شقراء , فتعجبت زوي من هذا التصرف.
ودعا مكادم الآنسة فينتس ألى الرقص معه, وما أن بلغا حلبة الرقص حتى سمعتها زوي تسترسل في الضحك وهي تقول:
" أنظر كيف يحدق والدي ألى تلك المرأة الشقراء!".
وخطر لزوي أن ذلك هو سبب الخصام الذي وقع بينه وبين زوجته , ورأت أن وجهه وسيم ولو مع بعض التجاعيد , وحين قادها فردي فينتس ألى حلبة الرقص قالت له:
" هل يشعر والدك بالكآبة ؟ آسفة لهذا السؤال عن أمر لا يحق لي التدخل فيه!".
فأكتفى فردي بالضحك وقال :
" لا تقلقي يا حلوتي ..... فقضية والدي لم تعد سرا.... زوجته فقدت حسها الزوجي , وهي الثالثة ولا قرابة لي بها , ولكنني أنا وكارول متفاهمان معها ونتفهم موقف الوالد , فهو يسعى لأشباع عواطفه حيثما تتاح له , والأعجوبة هي أنهما لا يزالان يعيشان تحت سقف واحد".
وحارت زوي في أمرها ولم تعرف ماذا تقول , وأستغربت كيف يتحدث الأبن عن والده بمثل هذه الصراحة مع الغرباء , وأذا كانت لا تحب الطريقة التي يعيش بها السيد شارل فينتس حياته , فهي لا تحب على الأطلاق طريقة أبنه فردي أيضا.
وقال لها فردي:
" هل تريدين أن تسمعي أكثر؟".
فهزت رأسها في دهشة , خصوصا حين لمحت في نظراته أليها أنه يعتبرها فتاة رجعية السلوك , مما أثار فيه روح المرح واللهو , وقالت له :
" لا أعرف ماذا يجري بينكم ولا يهمني أن أعرف, فلكل أنسان حياته الخاصة به!".
فأجاب قائلا:
" يبدو لي أن الناس هنا لا يريدون أن يتخلوا عن الأفكار المستقيمة الضيقة.....".
فردت عليه وعلامة الأنزعاج بادية في نبرة صوتها :
" لا تكن غبيا".
فضحك وقال :
" خذي السيد مكادم مثلا , فأنا لا أظنه يتصرف كملاك ".
فأجابته قائلة بخشونة :
" لا أريد أن أتحدث عنه :
" أذن , أنظري أليه الآن يا حلوتي , كيف يطوق كارول بذراعه وهو يراقصها ....... وأنظري كيف تشده كارول أليها وذراعها حول عنقه..........".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-10, 12:25 AM   #23

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ورفع مكادم رأسه وتطلع ألى زوي من فوق رؤوس الراقصين , ولمحت زوي الهزء والسخرية في نظراته , وآلمها أنها , وهو يتصرف مع كارول هذا التصرف , لا تستطيع الدفاع عنه أمام فردي.
وقال لها فردي متمتما:
" وأنا بحاجة ألى بعض الأثارة يا حلوتي ....... ما رأيك أن نتناول طعام العشاء معا في الأسبوع المقبل؟".
وكانت زوي عادت ألى صوابها فرفضت دعوته قائلة:
" لا أعرف ماذا سأفعل في الأسبوع المقبل ....... فما عليك ألا أن تتلفن لي ".
وأملت في أنه سينسى أو ينشغل , وأحست أن ما يعانيه هو الضجر والوحدة , فتمنت أن ينصرف ألى أيجاد عمل ينفق فيه وقته , عوض أن ينفقه في البحث عن رفيقة .
وبعد حين غادرت المكان مع منكادم , فقال لها مكادم بعد صمت , وهما في طريقهما ألى البيت:
" أرجو أن تكوني تمتعت بسهرتك".
فأجابته ببرود قائلة:
" نعم , كما توقعت......".
" يبدو لي من جوابك أنك غير متحمسة.... فهل أرتكبت خطأ ما في سلوكي نحوك ؟".
" لا أظنك تنتظر مني أن أكون متحمسة , خصوصا بعد أن أسأت التصرف معي الليلة مرتين.....".
فقاطعها مكادم بعصبية ظاهرة:
" مرتين؟ هذا يثير أهتمامي يا عزيزتي, فدعينا نبدأ بالمرة الأولى....".
" نعم , المرة الأولى هي الطريقة التي كنت تحدق بها ألى أورسولا وهي في ثوبها المنزلي الشفاف , أذ بدا عليك أنك تريد أن تلتهمها ألتهاما".
كان كلامها هذا على شيء من المبالغة , بالطبع.
" والمرة الثانية؟".
" المرة الثانية هي الطريقة التي كنت تراقص بها كارول فينتس ..... كانت تطوق عنقك بذراعيها !".
" نعم , هذا صحيح , وماذا كان علي أن أفعل في رأيك؟".
" لا أدري , ولكن تصرفها هذا وقبولك به أمر سخيف حقا !".
" هل أختبرت مثل هذا التصرف؟".
" كلا!".
" لو فعلت , لوجدته شيئا ممتعا حقا!".
" ما الذي يجعلك تعتقد هذا الأعتقاد ؟".
" عانقتك مرة , ألا تذكرين ؟ فوجدت أنك موضوع قابل , لديك في هذا المجال أمكانات ممتعة".
فأزعجها هذا الكلام ودفعها ألى القول ببرودة:
" فردي فينتس يرى رأيك هذا !".
" وهل هذا يعني أنه دعاك ألى السهرة معه؟".
" نعم!".
" وأنت رفضت , بالطبع!".
" طلبت منه أن يتلفن لي في الأسبوع المقبل.....".
" وحين تلفن ستقولين له أنك على موعد ولا يمكنك تلبية دعوته !".
" وأذا لم أكن على موعد ؟ فهل تريدني أن أكذب؟".
" سأنظر في الأمر ....... حتى ولو كان علي أن أتواعد معك أنا بنفسي!".
وتمنت زوي لو أن في أستطاعتها صفعه , ألا أنها سارعت ألى القول :
" لا أطمح أبدا ألى تكبيدك مل هذه المشقة....".
" لا مشقة في ذلك".
وهنا كان مكادم أوقف السيارة أمام بيت زوي , فهمت بالنزول وهي تودعه قائلة :
" ألى اللقاء يا مكادم ....... طابت ليلتك".
وقبل أن يلحق بها كانت تورات في الرواق المؤدي ألى البيت , وكان جدها وجدتها نائمين , فشعرت بالأرتياح , ودخلت غرفتها ونزعت عنها ثوب السهرة الطويل الذي أشترته ذلك النهار ولم تدع مكادم يدفع ثمنه , وسرها ذلك , ولكنها تذكرت بكثير من الللذة كيف كان مكادم يداعب ذلك الثوب بشغف وهو يراقصها , وطوته ووضعته في داخل خزانة الثياب وهي على يقين أنها لن ترتديه مرة ثانية.
ومر اليوم الثاني , يوم الأحد , ببطء على غير عادته , فبعد الغداء ذهبت ألى الميناء , خلافا لما عزمت أن تفعل , حيث غالبا ما كانت تجد مكادم , فيدعوها ألى مرافقته في نزهة بحرية , ولكنه هذه المرة لم يكن هنا , وحاولت أن تبعد عنها الشعور بالخيبة , فقفلت راجعة من حيث أتت.
ثم أخذت تتجول في البلدة على غير هدى , وهي تشعر بالغم والوحدة , وكان الطقس باردا ولكنه مشرق , وهو النوع الملائم كل الملائمة لنزهة في البحر , وكان لها أصدقاء آخرون , غير مكادم تستطيع أن تبحر معهم , ولكنها في ذلك الحين لم تشعر بالرغبة في مرافقة أحد سواه.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-10, 12:49 AM   #24

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وحين وصلت ألى المكتب , في صباح اليوم التالي , كان جرس التلفون يرن بدون أنقطاع فتناولت السماعة وأذا بصوت مكادم يصيح بها في الطرف الآخر قائلا:
" أين كنت ألى الآن ؟".
وكانت الساعة لم تتجاوز الثامنة , وهو وقت البدء في العمل , ولم تشأ أن تذكره بذلك , بل آثرت أن تسارع ألى القول :
" أين أنت؟".
" أنا في الفراش ؟ ".
" وهل أصبت بأذى؟".
" أذى؟ أنا في حالة من الزكام يرثى لها !".
" أنا آسفة .... ومتى ستحضر ألى المكتب؟".
" لا تكوني غبية ألى هذا الحد , هل أكون في الفراش الآن لو كان في أستطاعتي أن أنهض؟".
فقالت بلهفة:
" أصحيح هذا ؟ هل تعني ما تقول؟".
" نعم , نعم , تعالي في الحال ..... أنا في أنتظارك ...... هيا!".
" أليس من الأفضل أنتظار مجيء البريد لأحمله أليك؟".
" يمكنك أن تفعلي ذلك فيما بعد .... أفعلي الآن ما آمرك به!".
وسيطر الذهول على زوي بعض الوقت وتساءلت:
" ماذا أصابه ؟ وهو الذي قلّما شكا من الزكام أو لزم فراش المرض".
وسألها أيان , وكان بجانبها :
"ألى من كنت تتحدثين ؟".
" فأستدارت نحو طاولتها ولم تشأ أن تخبره بشيء , فقال :
" أين المدير ؟ هل أصابه مكروه ؟".
" أنه مريض .......في الفراش , ولعله مشرف على الموت!".
" من يكون مشرفا على الموت لا يصيح مثل هذا الصياح عبر خط التلفون".
" هذا صحيح , ولكن صوته لا يبعث على الأطمئنان ".
فقهقه أيان ضاحكا وقال :
" ومهما يكن ...... دعينا نعمل ما يمكن عمله , ما دام السجان غائبا".
قال هذا وحملها بين ذراعيه وعانقها .
فصدته ودفعته عنها بغضب وهي تقول :
" قد لا يروق لك أن أذكرك دائما بأن السيد مكادم يدفع لنا أجورا مرتفعة ...... فلا يحق لك أن تعتاد على معانقتي هنا في أوقات العمل".
وسارعت ألى جمع الأوراق التي تحتاج أليها في لقائها مع مكادم , ثم ألتفتت ألى أيان وقالت له:
" أذا تلفن أحد فأخبره أنني لن أطيل الغياب عن المكتب , هذا أذا كان الأمر يتعدى صلاحياتك ".
فقال لها أيان :
" أذن , أنت ذاهبة أليه ؟".
" هكذا أمرني!".
ولم تكن زوي دخلت بيت مكادم من قبل , ولكنها كانت تعرف عنوانه , وكان البيت لخاله , وهو يقع في التلال جنوبي البلدة , وكم أحبت زوي منظره على الرغم من قدمه ومرو الزمن عليه.
ودقت الباب مرارا قبل أن يفتحه مكادم , وحين نظرت أليه رأته مقطب الجبين , يلبس ثوبا منزليا شبيها بثوب الحمام , فعلا الأحمرار وجهها وهو يقول لها :
"لو لم غبيا ,لصرفتك من الخدمة في الحال!".
" ولماذا؟".
" لأنك دققت الباب ووقفت تنتظرين من يسمح لك بالدخول , ألا تعلمين أنني وحيد هنا , وأنني مريض في الفراش؟".
" الحق معك ...... وأنا آسفة , ظننت أن أحدى نسائك قد تكون هنا , وأنا لا أريد أن أحرجك!".
فحملق فيها قائلا:
" عدنا ألى السيرة ذاتها .... أية نساء؟".
فأجابته بلؤم :
" أعني المرأة التي تأتي يوميا لتدبير شؤون منزلك ؟".
" هناك أمرأة واحدة فقط تأتي كل أسبوع , لا كل يوم , لتقوم بهذا العمل , ظننتك تعرفين ذلك!".
" كيف لي أن أعرف وأنت لا تخبرني عن شيء!".
" السكرتيرة الماهرة لا تحتاج ألى من يخبرها عن شيء كهذا ".
" نعم , وهي تعرف على الأقل شيئا واحدا , وهو أن من كان مريضا مثلك لا يقف طويلا هنا عند عتبة الباب!".
" أنت على صواب هذه المرة".
ومال عنها وبدأ يصعد أمامها ألى الطبقة العليا , منتظرا منها أن تتبعه.
وتبعته بعد أن أغلقت الباب وراءها وأخذت تتأمل عضلات ساقيه الطويلتين القويتين وكان يصعد الدرج درجتين درجتين كمن لا يشكو من أي داء.
ورأت زوي أن البيت واسع رحب , قديم الأثاث ولكنه مريح , ولحقت بمكادم ألى غرفة النوم , حيث أخذت تجيل النظر فيها بشيء من الحيرة والأهتمام , وكانت الغرفة كسائر أنحاء البيت واسعة ومهملة.
وسمعته يتكلم هو جالس على حافة السرير , كمن يهذي قائلا:
"أنا بحاجة ألى عناية , لا ألى طبيب ".
وحين رآها تشيح النظر عنه صاح بها :
" لماذا ؟ لماذا لا تنظرين ألي؟".
" آسفة ...... لم أتعود أن أرى رجلا نصف عار".
" أذن , تمتعي ...... فكم من النساء في هذه البلدة يتمنين لو كن مكانك!".
فرمقته بنظرة غاضبة , ولم تشأ أن تدخل معه في جدال , فأكتفت بالقول :
" أنت لم تستدعني ألى هنا لتخبرني بذلك !".
فأجابها معتذرا:
" أنا في حالة لا أحسد عليها , ولا يبدو عليك أنك تصدقينني".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-10, 02:32 PM   #25

نسمه الصباح
 
الصورة الرمزية نسمه الصباح

? العضوٌ??? » 141141
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,723
?  نُقآطِيْ » نسمه الصباح has a reputation beyond reputeنسمه الصباح has a reputation beyond reputeنسمه الصباح has a reputation beyond reputeنسمه الصباح has a reputation beyond reputeنسمه الصباح has a reputation beyond reputeنسمه الصباح has a reputation beyond reputeنسمه الصباح has a reputation beyond reputeنسمه الصباح has a reputation beyond reputeنسمه الصباح has a reputation beyond reputeنسمه الصباح has a reputation beyond reputeنسمه الصباح has a reputation beyond repute
افتراضي

يسلمواااااااااااااااا الايادى

نسمه الصباح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-10, 04:15 PM   #26

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

4- لا رفض في الحب

لم تكن زوي تصدق أن مكادم الذي أتصف بالكبرياء والأكتفاء الذاتي والصلابة , قد يشعر يوما بالحزن وأنكسار الروح , أما الآن , وقد أتيح لها أن تتعرف أليه عن كثب , فأنه بدا لها عليلا , لم يحلق ذقنه منذ يوم السبت , وتحت الشعر الذي نما وطال على خديه تراءى لها وجهه كالحا , وكان شعر رأسه غير مصفف وعيناه محمرتين , مثلما كانت تراه أحيانا بعد رحلة بحرية شاقة مضنية.
وقالت له :
"هل أنت مصاب بالزكام أم بما يشبهه؟".
" ربما , كما أحس بتعب في ساقي وبوجع في سائر جسمي ".
وتطلعت أليه بلهفة تحولت فجأة ألى أرتعاشة وقالت:
"أتريدني أن أذهب ألى البيت وآتي بجدتي؟ فهي خبيرة بهذه الأمور , هذا أذا كنت لا تريد أن تستشير الطبيب ".
فأجابها بجفاف :
" لا , شكرا , فمع أحترامي لجدتك , فجدك تاغرت سيجد أن من واجبه أن يرافقها , وهذا ما لا أستطيع تحمله !".
فقالت له زوي وقد سرها أنه على الأقل قادر على المزاح:
" أرى أنه من الخير , على كل حال , أن تذهب ألى فراشك".
" نعم........ من الأفضل أن أفعل ذلك ".
وأشاحت بنظرها عنه وهو يخلع عنه رداءه المنزلي , وقال لها مكادم بفروغ صبر :
" بربك يا زوي , لا تخافي , فأنا لن أغتصبك , خصوصا في الحال التي أنا فيها!".
ثم أضاف قائلا بسخرية :
" يمكنك الآن أن تحولي نظرك أليّ !".
وكان داخل فراشه ورفع الغطاء حتى كاد يستر وجهه , وبدا عليه التعب الشديد , فقال لها:
" ما رأيك بفنجان من الشاي ؟ فهو قد يريحني , وربما بيضة مسلوقة أيضا وكسرة خبز محمصة وبعض المربى ".
فقالت مازحة :
" كل هذا؟".
" لا أعدك بأن لي القدرة على آكلها كلها".
" أين المطبخ؟".
فدلها عليه , فأذا هو مكان أنيق ولكنه غير مرتب ولا نظيف , وفيما هي تنتظر الماء لتغلي قامت بترتيبه وتنظيفه بعض الشيء ,وبدا لها أن مكادم بحاجة ماسة ألى من يعتني بأمره ,وأفضل من يفعل ذلك هي الزوجة , وفجأة شعرت بالذنب لعدم تشجيعه على الزواج من أحدى اللواتي يعاشرهن بدل أن تعيّره بذلك , على أن فكرة زواج مكادم لم ترق لها , ذلك لأنها تريده أن يبقى كما عرفته دائما , وتخشى أن تغيّر الزوجة سلوكه وطباعه.
وبعد أن هيأت الطعام ووضعته على طبق نظيف , حملته أليه في غرفة نومه , فوجدت عينيه مغمضتان .
فقالت بصوت مرتفع :
" ها أنا عائدة , هل أنت نائم؟".
ففتح عينيه وقال :
" كيف لي أن أنام مع الأصوات التي تثيرينها ؟".
فأجابته بنبرة قاسية:
" جئتك بطعام الفطور , وأذا كنت لا تتصرف معي بلطف وتهذيب , فسأعود به ألى المطبخ!".
فنهض جالسا وصاح قائلا:
" لا , لا , ألهذا الطعام رائحة طيبة كرائحتك ؟".
فأجابت وهي تضع طبق الطعام أمامه على الفراش :
" لا تحاول أمتداحي , فأنت بغنى عن ذلك".
وسكبت الشاي في فنجانه وهي تبذل جهدها أن لا تنظر ألى صدره الواسع المليء بالشعر , كانت قد رأته بملابس السباحة في الميناء وفي البحر, ولكنها هنا , بين أربعة جدران , أحست نحوه بشعور غريب لم تحس به في تلك المناسبات.
وقال لها ساخرا وقد رأى يدها ترتجف :
" أفضل الشاي في الفنجان لا في الصحن!".
فأستولى عليها الأرتباك , وأضاف مكادم قائلا:
" وصلت بعد طول التفكير ألى نتيجة , وهي أنني بحاجة ألى مدبرة لمنزلي !".
" تعني زوجة ؟".
" ربما , هل تعرفين واحدة تقوم بهذه المهمة !".
وساءها تجاهله أمرها , فقالت :
" أنت رجل من الصعب على أمرأة أن تساكنك !".
" ولكن قد يكون هناك بعض النساء المستعدات لذلك , مثلك أنت مثلا".
فسارعت ألى القول :
" لا تكن سخيفا , أرجوك!".
ثم أضافت لتثير غيرته وتظهر كبرياءها :
" أفضل رجلا مثل أيان !".
" غراهام ؟ هل أنت جادة في ما تقولين ؟".
ولما لم أضاف قائلا:
"هل هو يعانقك أيضا هذه الأيام؟".
" أذا فعل , فأنما يكون ذلك مداعبة ومزاحا !".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-10, 04:53 PM   #27

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وهنا ظهر الغيظ عليه , فقالت بصوت أجش :
" أعرف أي نوع من الرجال هو , ويزيدني معرفة بك تفضيلك أياه عليّ....ليتني أعرف رأي تاغرت في علاقتك معه وتبادل العناق واللقاءات بينكما ليلا عند شاططىء البحر , ربما يكون من واجبي أن أخبره بالأمر لأنعم بمشاهدة العقاب الذي سينزله بك!".
فقالت وهي تكاد تشهق بالبكاء:
" كفى يا مكادم , لا صحة لكل هذا الذي تتخيله عني وعن أيان , فتسيء ألى نفسك لا أكثر ولا أقل".
" نعم , وأنت تجعلين حالتي أسوأ!".
تأكد أنني لا أضيع عليك وقتك في المكتب , ولا يمكن أن أفعل ذلك , وقلت لأيان قبل أن أغادر المكتب أنك تدفع لنا مرتبا شهريا جيدا".
" وهل هو بحاجة ألى تذكيره بهذه الحقيقة".
فتطلعت أليه زوي وأحمرار الغضب يصعد ألى وجها , وخطر لها أن مكادم لا يخفى عليه شيء حتى ولو كان مريض.
وفيما هي تبحث عما تجيبه , دون أن يكون له علاقة بأيان , دفع مكادم طبق الطعام نحوها قائلا:
" خذيه ........ فقدت شهيتي , والأفضل أن تذهبي من هنا قبل أن ترتفع حرارتي , وضعت قائمة بما أريد أن تفعلوه في المكتب , فأعطيها لدونالد أو سواه من المسؤولين , وحين يأتي البريد , أجلبيه لي في الحال".
وسر زوي أن تذهب , على الرغم من شعورها بالذنب لأنها لم تعمل ما فيه الكفاية , وأملت أن يكون مكادم في مزاج رائق حين تعود أليه فيما بعد , فتلميحاته عنها وعن أيان أزعجتها ولكنها عزمت أن لا تأخذها بجد , فهو لم يكن يتفوه بما تفوه به لو لم يكن مريضا , ولعله كان يهذي من النعاس والعياء , والدليل على ذلك أتهامه تاغرت بأنه يشك في براءة علاقته معها , وكيف يكون لك وتاغرت يعلم أن مكادم يدافع عنها ويصونها أكر منه , وأذا كان عانقها مرة , فهذا لا يعني شيئا , وقد يكون لجعلها تدرك أنها أصبحت أمرأة ناضجة.
وحين عادت أليه قبل ظهر ذلك النهار , كان حلق ذقنه وعاد ألى الفراش وهو يرتدي , كما تخيلت زوي , بيجاما حريرية , وكان البيت دافئا , لعله شغّل مكيف الهواء , وحين سألتها مبتسما هل تروق لها درجة الحرارة , أجابته قائلة:
"كان عليك أن تطلب مني أن أشغل مكيف الهواء عندما كنت هنا , فلا أقلق عليك طول الوقت وأنا في المكتب من دون أن تكون في جو بارد , فأنا لم ألاحظ وجود المكيف وألا كنت عمدت ألى أشغاله .
وأحس مكادم ببعض الأرتياح وهو يتأملها بنظراته ,وسره أن تكون أنطوت صفحة المشاحنات التي جرت بينهما قبل ساعات .
وقالت زوي :
"جئت بالآلة الكاتبة وبالمراسلات التي تحتاج ألى ردود عاجلة وسأذهب ألى المطبخ لأفرزها وأعيد النظر في شأنها".
فقال لها :
" أذهبي ألى غرفة مكتبي هنا , فهي أفضل من المطبخ ".
فأجابت قائلة :
" جئت ببعض الطعام للشورباء ...... والواقع أنني وضعتها على النار حال وصولي , ومن الأفضل أن أشتغل في المطبخ , ليتسنى لي مراقبتها عن كثب , وسيكون طعام الغداء جاهزا في الواحدة , وكذلك الردود على المراسلات لتوقيعها بأمضائك ".
ودهشت لأن مكادم لم يبد أية معارضة , أذ بدا عليه العياء , فما كان منها ألا أن سارعت ألى الفراش ترتبه .
وفيما هي منحنية وقعت جدائل شعرها الكث على وجهها , فأزاحته بفارغ صبر.
وترامى أليها صدى ضحتكه وهو يقول لها :
" أنت بحاجة ألى شريطة لشعرك.. ولكن رائحته طيبة! ".
فعادت بها هذه الملاحظة ألى تذكر عناقه لها في السيارة وكيف علا الأحمرار وجهها , وتطلع مكادم بنظراته أليها قائلا:
" ألا أستحق منك عناقا؟".
فرفعت رأسها وهي تتنهد بعمق وأجابت قائلة :
" أما أنك تمزح أو أنك تهذي تحت تأثير الحمى ".
" لم أكن أهذي ليلة السبت الفائت! ".
" أذن , لم يكن لديك عذر في ما فعلته آنذاك ".
فرد عليها متهكما :
" لا أتذكر أنني أستخدمت العنف , ولا أتذكر أيضا أنك قاومتني!".
ثم أبتسم وهو يمسك بذراعها ويجذبها أليه :
" ربما كان علينا أن نعيد التجربة بنرى.......".
فحملقت في وجهه قائلة:
"كفاك.......".
وبدا الذعر في عينيها الخضراوين وأخذ قلبها يخفق خفقانا سريعا وتساءلت ماذا تفعل أذا خطر له أن يشدها أليه ليعانقها ؟ فلم يسبق أن أختلت مع رجل وأذ نظرت الآن ألى جسم مكادم الفارع الصلب , أجتاحها شعور لا قدرة للعقل بالسيطرة عليه.
وأفلت مكادم ذراعها بغتة وقال :
" ما هذا؟ أنت بارعة في الأستسلام ألى غراهام لا لي ...... ويشهد الله أنني لم أكن أريد أن أعانقك مرة ثانية ..... ولكن لا بأس , فهذه التجربة كانت مفيدة لي !".
وأعادت هذه الكلمات وعيها الكامل أليها فقالت :
" كنت أحاول ترتيب فراشك , لا أكثر ولا أقل!".
" شكرا! ولن أنسى أن أدفع لك أجرتك !".
فأغتاظت من كلامه , ولكنها تمالكت أعصابها وأكتفت بالقول :
" أنني أكرهك أحيانا يا مكادم".



أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-10, 07:22 PM   #28

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ثم سارعت في الخروج من الغرفة , وحين أنتهت من طباعة الردود على المراسلات , وضعتها على طبق بجانب صحن الشورباء وبعض كسر الخبز المحمص , وبعد ذلك غلت القهوة وأبقتها ساخنة ألى ما بعد , ثم جالت بنظرها في أنحاء المطبخ وشعرت بالرغبة في تناول طعام الغداء هناك بسلام , لا مع مكادم على فراشه , ولكنها خشيت , أن هي فعلت ذلك , أن تعكر مزاجه وتثير نقمته .
وتلذذ مكادم بالشوراباء ولم يأكل من الخبز غير كسرة واحدة , ولكنه شرب فنجانين من القهوة , وبدا لزوي أن حاله تحسنت قليلا , وبعد أن وقّع بأمضائه على المراسلات حدق ألى زوي بجفون يغالبها النعاس فرأت أن من الأقضل أن تتركه وحده ليستسلم ألى النوم , وقال لها :
" عليك أن تعودي ألي عند العصر , فقد يكون لدي عمل أوكل به أليك".
فهزت رأسها علامة القبول, وأما هو فأضاف قائلا :
" لا تنسي أن تتلفني لبانتلاندس وتستخبري عن الطلب الذي أرسلناه , وقولي لأيان أن يذهب ألى دالمالي ويتحدث ألى المايجور كامبل عن يخته الذي أهمله طويلا حتى صار من الصعب أصلاحه...
فسألته قائلة:
" هل بأمكانه أن يتلفن للمايجور بدل أن يذهب أليه؟ فالطريق ألى دالمالي طويلة .......".
" السفر ألى هناك يقينا شره بعض الوقت! وأذا تذمّر من القيام بهذه المهمة , خففي عنه بأخباره أنني أريد منه أن يذهب ألى المكسيك يوم الخميس عوضا عني , فلن أكون في حالة صحية تمكنني الذهاب بنفسي ألى هناك ".
فقالت بدهشة :
" وكيف لا تكون في حال صحية جيدة ؟".
" لا تنظري ألي هكذا , قد لا أكون يومئذ على حافة قبري , ولكنني متأكد أنني لن أمون على ما يرام!".
وسرها أن يعترف لأول مرة بأنه مغلوب على أمره , فلا يكابر على الداء ولا يعتد بنفسه , فمن قبل كان يهزأ بأقل علامة تشير ألى وجود ضعف فيه , فيتصدى للقيام بعمل ما مهما صعب , بالرغم من شورتها وشورة أي كان .
وقالت له :
" المهمة التي توكلها ألى أيان مهمة خطيرة , فهل تظن أن بأستطاعته القيام بها ؟".
فأجاب ببرودة :
" لماذا لا ؟ أما له لسان يتكلم ؟ وعندما أوفدناه ألى فرنسا في السنة الماضية لم يكن لدينا شكوى من الطريقة التي أدى بها المهمة الموكولة أليه ..........".
" صحيح , ولكن أصر على اقول بأنه من الحكمة الأنتظار ألى أن تشفى , فتذهب ألى المكسيك بنفسك , فالمكسيك غير فرنسا ...".
فقاطعها بقوله:
" لا تقلقي عليه , فلن يحدث له أي مكروه , وهو لن يغيب أكثر من أسبوع!".
وحين أخبرت أيان بأمر السفر ألى المكسيك طار فرحا , وقال :
" لم أكن أظن أنه يوكل ألي مثل هذه المهمة ....... هل أنت واثقة من أنه مالكا لقواه العقلية حين أخبرك بذلك؟".
فأجابت قائلة :
" يبدو أنه يؤمن بكفاءتك ....... فعليك أن تكون أهلا لذلك , وأن لا تفعل شيئا من اليوم ألى الخميس القادم يجعله يغير رأيه فيك".
ولم يفعل أيان شيئا من هذا القبيل , بل أنصرف ألى عمله بجد ونشاط وترك زوي وشأنها , فلم يقم بأي محاولة لمعانقتها , وأن كان دعاها ألى تناول طعام العشاء معه بعد عودته من المكسيك , هذا أذا كانت رحلته ناجحة.
فقالت له زوي ضاحكة:
" أذا كانت رحلتك ناجحة , فلا أرى مانعا من الأحتفال بهذا النجاح ".
وفي يوم الخميس سافر أيان وعاد مكادم ألى عمله في المكتب كالمعتاد , وهكذا أنقضى الأسبوع ببطء , لأنها أفتقدت وجود أيان الذي كان يضفي على المكان جوا من المرح , خصوصا في غياب مكادم عن المكتب , وبدا أن مكادم أستعاد عافيته بسرعة , على الرغم من الأصفرار على وجهه والأنقباض في حركاته .
وقالت له زوي :
" ألا يكون من الحكمة أن تنصرف في المساء باكرا ألى أن تستعيد كامل صحتك ؟".
وأبدت هذه الملاحظة , وهي تلبس معطفها لمغادرة المكتب بعد أنتهاء وقت الدوام في السادسة مساء , وكان مكادم لا يزال منكبا على عمله , كأنما كان في نيته أن يستمر ساعات أخرى .
فقال لها بنبرة لم تخل من الأنزعاج :
" زوي ........ أخرجي من هنا ...... أرجوك!".
فتمالكت أعصابها وقالت له :
" كانت عازمة على دعوتك ألى بيتي لقضاء السهرة ....... جدتي ستشوي قطعا من اللحم على طريقتها اللذيذة الخاصة ........ أنا أعلم أن مثل هذا الطعام لا يلائمك بعد مرضك , ولكنني واثقة أن اللحم الذي تشويه جدتي طري وخفيف على المعدة ! ".
وشعرت بضيق النفس قبل أن ننهي كلامها , غير أنها أضافت :
" أما أن تقبل دعوتي وأما أن تعود وحدك ألى بيتك الخالي وتبقى بدون عشاء !".
" وهنالك بديل آخر , هو أن أتلفن للآنسة فينتس وأدعوها ألى العشاء في أحد الفنادق الفخمة!".
فعلا الأصفرار وجه زوي , فمالت عنه والدموع تترقرق في عينيها , وقالت :
" أعتذر لسخافة دعوتي لك ...... طابت ليلتك ".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-10, 10:05 PM   #29

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وقبل أن تخطو بضع خطوات لحق بها وألقى يده على كتفيها قائلا :
" أنا الذي يجب أن أعتذر يا زوي ...... يسرني جدا أن أقبل دعوتك ...... لا أعلم ماذا يصيبني أحيانا... ربما لأنني تعب ومستوحد!".
وفركت زوي عينيها وهي تلقي رأسها على صدره العريض , ثم لم تلبث أن تراجعت عنه مخافة أن يحس بخفوق قلبها الشديد .
فسارع ألى القول :
" زوي........".
ثم صمت وعاد ألى مكتبه يرتبه أستعدادا لمغادرة المكتب وقال لها :
" أذهبي وأنتظريني في السيارة ريثما ألحق بك ".
ولم يكن بيت جدتها فخما , وهو أرث من والد زوجها تاغرت , أحبته ووجدت فيه الراحة .
وحين وصلت أليه برفقة مكادم , كان تاغرت في غرفة الجلوس يقرأ , فيما زوجته جانيت منشغلة في المطبخ , فحين رفعت عينيها ورأت زوي برفقة مكادم شع الفرح في وجهها وصاحت مرحبة :
" أهلا بك يا مكادم".
فقال لها مبتسما :
" أصرّت زوي على دعوتي لتناول طعام العشاء هنا ..... وآمل ألا أكون مصدر أزعاج لك!".
فضحكت جانيت قائلة :
" وكيف يكون ذلك؟".
ثم أضافت بلهجة أكثر رصانة :
" زوي أخبرتنا هذا الصباح بأنك كنت متوعك الصحة.... وأرجو أن تكون الآن بخير.... هيا تاغرت في غرفة الجلوس وهو يسر بلقائك والتحدث أليك ريثما ننتهي أنا وزوي , من تهيئة العشاء".
وبعد حوالي نصف ساعة كان الجميع حول مائدة العشاء , ولم يقع جدال هذه المرةبين تاغرت ومكادم , على غير عادتهما , وكان تاغرت كثير المطالعة في أي موضوع , ولما كان مكادم واسع الأطلاع على الشؤون الأدبية , فأنهما غرقا في البحث والنقاش,فيما أستسلمت زوي ألى ذلك الجو العائلي الحميم وهي تشعر بالراحة والهناء .
ولم ينقض وقت طويل حتى كان الجميع حول الموقد يحتسون الشاي بهدوء , غير أن هذا الهدوء لم يدم ,أذ سألت جانيت مكادم ببراءة كيف قضى أيام مرضه وهل كان هنالك من يعتني به .
فأجابها مبتسما :
"كانت زوي ملاكي الحارس , وهي التي كانت تعتني بي ".
فظهر العبوس على وجه تاغرت وقال قبل أن تستطيع زوي أن تمنعه من الكلام :
" وهل كانت تختلي بك في بيتك؟".
فنظر أليه مكادم قائلا:
" كنت مريضا........ فما الضرر من ذلك ؟".
فطار صواب تاغرت وكاد ينهال عليه بالكلام , ولكن مكادم نهض واقفا على قدميه قائلا :
" سأراك غدا صباحا يا زوي ".
ثم شكر جانيت وتاغرت على حسن ضيافتهما , وقالت له زوي مبتسمة :
" سأودعك عند الباب ".
وقال لها وهما في طريقهما :
" ما هذا ؟ أراك على أستعداد هذه المرة للتصدي له من أجلي".
" لا من أجلك ولا من أجلي..... وعلى أية حال , أرجو أن تكون , على الأقل , تلذذت بعشاءك ".
فأجابها بسخرية رافعا حاجبيه الأسودين :
"نعم , وكيف لا , والواقع أنني تلذذت به ألى حد يجعلني أبرر مخاوف تاغرت وشكوكه في علاقتنا , فأنهي هذه السهرة كما يجب عادة أن تنتهي ........".
وقبل أن تتأهب للدفاع عن نفسها , كان مكادم قد طوقها بذراعيه وأخذ يعانقها بعنف ثم أفلتها وهو يتمتم كلاما غير مفهوم.
وفيما هي تحدق أليه غير مصدقة ما جرى لها , بادرها بالقول متهكما :
" طابت ليلتك يا زوي , وشكرا".
وفي الخميس التالي عاد أيان من رحلته ألى المكسيك وجعبته مليئة بالطلبات التي حصل عليها من جميع الذين ألتقاهم , ما عدا رجلا واحدا أصر على مقابلة مكادم نفسه , قبل أن يقدم طلبه ألى الشركة .
وسر مكادم من نتائج رحلة أيان , فسمح له بالذهاب في عطلة نهاية الأسبوع ألى زيارة عائلته , وشكره أيان على ذلك وأجابه بأنه سيسافر غدا صباحا , وفي تلك الليلة خرج برفقة زوي ألى تناول طعام العشاء كما تم الأتفاق بينهما .



أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-10, 10:39 PM   #30

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ولم تكن زوي في الحقيقة , راغبة في مرافقته , ولكنها عزمت فجأة على أقناع نفسها بأن هنالك رجلا في العالم غير مكادم , ورأت أن على مكادم أن يدرك هذا الأمر , فمنذ تناول طعام العشاء في بيت جدها أخذ يتجاهلها ويعرض عنها , وكلما تذكرت كيف عانقها عند الباب وهو يودعها , أحست بالمهانة ولم تجد سبيلا للأنتقام سوى أقناعه بأنها لا تقيم وزنا لمعانقته لها تلك الليلة .
وسافر أيان في صباح اليوم التالي ,ولم يبد مكادم أية ملاحظة عندما أخبرته زوي بالسهرة التي قضتها برفقة أيان وأخذت تصفها بحماسة شديدة , ولكن بعد أن خفت حماستها أشار ببرودة ألى أنه كان من الألبق أن يحتفل أيان بنجاح رحلته ألى المكسيك بدعوة بعض زملائه في المكتب أيضا .
وكان هذا الكلام كافيا لتأنيب زوي , بحيث وجدت أن من الصعب عليها الأنصراف بكليتها ألى العمل بقية النهار , وسرها أن يكون ذلك اليوم يوم جمعة , وستليه عطلة نهاية الأسبوع .
وقبل أن تغادر المكتب في آخر النهار , سألت مكادم أذا كان سيذهب في نزهة بحرية يوم الأحد , فأجابها أنه سيذهب ولكن وحده .
" ولماذا وحدك؟".
" لأنني هكذا أريد".
فكبحت جماح كبريائها وقالت :
" لي رغبة في مرافقتك كالعادة ".
" لن آخذك معي هذه المرة".
فأتسعت حدقتا عينيها الخضراوين وهي تجيب :
"لعلك وعدت أمرأة أخرى!".
" كلا , لم أفعل , وقبل أن أقوم بما أندم عليه فيما بعد , فأنا الآن آمرك بأن تغربي عن وجهي".
وحين أستولى عليها الأضطراب أضاف قائلا :
" وعلى كل حال , فالطقس ينذر بالعواصف ".
" ولذلك ستجتاح ألى معونتي ".
فأنتهرها بشدة , وفكرت وهي تفارقه أن هذه هي المرة الأولى التي يرفض فيها أصطحابها معه من دون عذر , فهل تراه عزم نهائيا عزم نهائيا على أخراجها من حياته ؟
ويوم السبت قضت وقتها في مساعدة جدتها في تدبير شؤون البيت , وفي شراء الحاجيات والأستماع ألى ثرثرة جدها تاغرت بعض الشيء , وأكتشفت أنها لن تستطيع ألا التفكير في مكادم , أحيانا بغضب وأحيانا أخرى بخيبة أمل ويأس , فرفضه أياها أوجعها أكثر مما كانت على أستعداد للأعتراف ولكن ماذا كان في وسعها أن تفعل؟
وحاولت أن تهرب من مثل هذه الأفكار , فذهبت في نزهة عند شاطىء البحر , ثم ألتقت لدى عودتها فردي فينتس , وفيما كانت تتحدث أليه مر بها مكادم من دون أن يتوقف , بل أكتفى بالنظر أليهما ورفع يده بالتحية.
وقال لها فردي :
" ما به؟ يبدو أنه يميل ألى الأعتزال ..... ولدي ما يجب أن أقوله له".
وهبت كالعادة للدفاع عن مكادم فأجابت قائلة :
" كان مريضا".
وأراد فردي قبول هذا العذر ودعاها ألى تناول فنجان من الشاي معه , وأخبرها أنه كان في لندن ولذلك لم يتلفن لها في الأيام الأخيرة , وعلمت منه أنه شريك في أحدى المؤسسات التجارية التي بدأت تعاني المتاعب .
وقبلت زوي أن تتناول معه فنجانا من الشاي , ولكنها أعتذرت عن قبول دعوته للقيام في اليوم التالي بنزهة في سيارته.
ويوم الأحد بعد الغداء , ذهبت ألى الميناء على أمل أن تجد مكادم هناك وتقنعه بأن يصطحبها معه في نزهته البحرية , وتساءلت كيف سيستقبلها أذا وجدته , غير أنها أحست فجأة بأنها لم تعد تبالي بخصوص النزهة البحرية , فسواء عندها أجابها بنعم أم بلا .
وما أن وصلت ألى الميناء حتى وجدته قد هيأ الزورق للأبحار , ورأت باب المكتب مفتوحا , فقدرت أنه لا يزال يلملم بعض الحوائج , فأسرعت الخطى وصعدت ألى المكتب فوجدته هناك كما توقعت.
فنظر أليها من وراء طاولته وصاح بها :
" لا يا زوي... لن أغير رأيي ... أخرجي من هنا في الحال!".
وخرجت زوي مسرعة , لا لتذهب وتترك مكادم وشأنه , بل لتتده نحو زورقه المتأهب للأبحار.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:25 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.