30-10-10, 06:26 PM | #28 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| أقتطع غصنا كبيرا من شجرة قريبة , ثم انزله في الماء الى ان أرتطم بالجسر . ومع ان نظراته الغاضبه كانت كافية لمعرفة النتيجة , الا انها اصرت على سماع الجواب النهائي . سألته بتردد : " هل يمكننا العبور ؟". " كلا " . صمتت لحظة , ثم سألته ثانية : "ألا توجد طريق اخرى ؟". ضحك فجأة وقال : " الحياة مليئة بطرق اخرى " . " يجب تجاوز هذا الجسر أذن , مهما كانت الظروف " . " سنضطر لقطع مسافة تبلغ حوالي ثلاثمئة وخمسين كيلومترا ". " مستحيل" !. " هل لديك أي اقتراح اخر ؟". " يمكنك المجازفة بعبور الجسر " . " انسي هذه الفكرة كليا في الوقت الحاضر " . تأكد لها من لهجته الحازمة أنه لن يعود عن قراره هذا , حتى تنحسر المياه الى المستوى الذي يقبل به . تأملته طويلا , ثم قالت له بصوت رقيق ناعم : " انت خائف علي ؟". " ها قد عدت لتوجيه المديح والأطراء الى نفسك , أيتها الهرة الشرسة , المتسللون لا يستحقون العناية والأهتمام من أحد , ما يهمني في المقام الاول هو سلامة معداتي " . تألم قلبها من تلك الطعنة الحاقده التي وجهها اليها لسانه السليط , وشعرت برغبة جامحة لتوجيه صفعة قوية الى وجهه اللعين . رددت كلمته الاخيرة بذهول بالغ : " معداتك ؟ معداتك ؟". " نعم , معداتي الموجوده تحت ذلك الغطاء السميك . هيا بنا " . " لا ....". ركضت وراءه وأمسكت بذراعه لمنعه من الصعود الى الشاحنه , قائلة : " لدي فكرة لا بأس بها " . أستدار نحوها , وقال لها بشيء من الجدية : " حسنا , لنسمعها " . " سأسير أمام الشاحنة وأرشدك الى الطريق " . لم يسارع الى التهكم عليها , فشعرت بوجود بصيص من الامل واضافت بحماسه : " انا قادرة على ذلك , يا اندريه ! صدقني , سأقدم على هذه الخطوة بدون أي تردد !". " ألن تخافي ؟". " لا , ابدا ! اوه بلى , سأخاف قليلا ...... ولكنني مستعده تماما للقيام بذلك " . لمع في عينيه بريق لم تتمكن من تفسيره , مع أنه جعل جسمها يرتعش قليلا ونبضها يتسارع الى حد ما . ثم قال لها : " أعتقد انك ستفعلين ذلك , فيما لو سمحت لك , ولكن الجواب سيظل على حاله , هيا بنا , يا سالي ." اوه ! ناداها بأسمها الأول ولم يستخدم ذلك التعبير المزعج ... الهرة الشرسة ! لا شك في أنها قالت شيئا أعجبه , أو تصرفت على نحو أرتاح اليه . أحست بدفء يغمر قلبها ومشاعرها , كنتيجة فورية لذلك التحول المافجئ في اسلوبه .... ونظراته . أدار محرك الشاحنة بعد صعود سالي الى جانبه , ثم قام ببعض المناورات الذكية والجريئة في وسط الطريق وعلى جانبيها ألى أن أصبح الجسر وراءهما .سيعودان الآن الى ستريمز ليتحولا فيما بعد ألى طريق أخرى تسمح لهما بتجاوز هذا الجسر اللعين , لن تصل ألى حوض التماسيح الا في وقت متأخر جدا , أذ لا يمكن لشاحنة ضخمة كهذه قطع مسافة تزيد على ثلاثمئة كيلومتر بأقل من خمس ساعات ..... مهما كانت الطريق خالية والسائق ماهرا. | ||||
30-10-10, 06:28 PM | #29 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| وفجأة, خطرت ببالها فكرة جديدة أزعجتها وضايقتها الى درجة كبيرة . كيف يمكن لرجل واع قدير مثل أندريه ألا ينتبه لأحوال الطرق التي يعرفها جيدا ؟سألته بهدوء يخفي قلقا وتوترا : " ألم تكن تعلم بوجود ذلك الفيضان ؟". " لا , فقد أبلغني الموظف المسؤول في الفندق بأن العبور ممكن " . " ولكنك كنت تعرف أن أمطارا غزيرة هطلت في الأيام الماضية" !. تأمل وجهها بعض الوقت , ثم قال لها : " طبعا , ولكنني كنت غائبا عن المنطقة لأكثر من اسبوع . وثقت بكلام الموظف عندما أبلغني أن مستوى أرتفاع مياه النهر أنخفض الى نسبة تسمح بعبور الجسر . كيف يمكنها مجادلة هذا الرجل وهو يتحدث بأسلوب منطقي متزن ؟ التهور لا يعني الشجاعة , والتطرف في المغامرة والمجازفة ليس دليلا على القوة والرجولة .لم تعلق بشيء على كلامه , اذ أنها بدأت تفكر بالرحلة الطويلة التي تنتظرها ابتداء من ستريمز . وما هي الا لحظات حتى تحول أندريه بشاحنته عن الطريق الرئيسية الى اخرى جانبيه ترابية , سألته سالي, وهي تعلو وتهبط بسبب الارتجاجات القوية المتواصلة : "هل هذه هي الطريق التي سنستخدمها لتجاوز الجسر". " نعم , ألست سعيدة لأنك جالسة عوضا عن التمدد على ظهر الشاحنة ؟". لم تكن بحاجة لتوجيه سؤالها , كي تعلم مدى العذاب الذي كانت ستواجهه فيما لو سمح لها بالصعود ألى ظهر الشاحنة ,لكن سخريته اللاذعة لم تكن ضرورية ابدا ! لا شك في أنها أخطأت كثيرا في تقييمها لهذا الرجل , عندما كانا قرب الجسر , فهو بعيد كل البعد عن الانسانية والرقة والنعومة,ولا يستحق ألا الأحتقار !انه قاس ومتسلط ومتعجرف , وقادر على ان يكون فظا ومتوحشا للغاية في اعماله وتصرفاته ! لاحظت سالي أنه يركز نظره وأهتمامه على الطريق الوعرة , ومع ذلك فقد احست انه يقرأ أفكارها ويعرف حقيقة مشاعرها .لا , لن تسمح له بذلك مهما كلف الامر . قررت الرد عليه ولو بعد حين , فرفعت رأسها وقالت : " لا فرق عندي بين الجلوس هنا أو على ظهر الشاحنة " . ضحك بتلك الطريقة المغرية التي اصبحت مألوفة لديها, وقال : " طفلة صغيرة , تأكدي من حسن تصرفك ,أيتها الهرة الشرسة وألا فقد تجدين نفسك مرة أخرى تحت ذلك الغطاء السميك " . ها أنه يعود الى هذه التسمية المزعجة ! ولكن ... هل هي حقا مزعجة وتثير أعصابها وأشمئزازها لا ؟ فالغريب في الأمر أنها بدأت تعجبها الى حد ما .... مع انها لن تدعه يعرف ذلك اطلاقا . أدارت وجهها نحو النافذه, وراحت تتأمل تلك الحقول الخضراء التي تمتد الى ما لا نهاية . المناظر الطبيعية خلابة وتدخل البهجة والسرور الى القلوب الحزينة المعذبة , ولكن الوحدة بشعة مؤلمة وتذكر الأنسان بأنه معزول وغريب .لم تشاهد جرارا زراعيا أو مزارعا , ولم تسمع غناء راع ثغاء شاة . هل سيتابع طريقة بدون توقف , أم سيمضيان الليل في فندق صغير ليواصلا الرحلة صباح اليوم التالي ؟ وأذا قرر ذلك , فكيف سيكون رد فعل جون على وجودها وحيدةمع أندريه ؟ انه رجل واع ومنطقي , ومن المؤكد انه سيتفهم وضعها ومشكلتها . ولكن الطريق أزدادت وعورة , وتضاءلت معها الى درجة مرعبة أحتمالات ايجاد فندق يبيتان فيه حتى الصباح , احست بتوتر شديد في أعصابها , فاق الى حد كبير الأرهاق العاطفي الذي تعاني منه .ألتفتت نحو أندريه مرتين لتوجه أليه سؤالا بسيطا للغاية , ولكنها لم تتمكن في أي منهما من حمل نفسها على ذلك .سيجيبها بسخريته المعهودة , وبطريقة لا تمكنها من الرد عليه , صممت سالي على البقاء صامتة الى ان تعرف ماذا سيفعل , وعندها فقط ستتخذ القرارات المناسبة . | ||||
30-10-10, 06:29 PM | #30 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| ظهرت الجبال مرة أخرى أمام عينيها المتعبتين , ولم يبد بعد أي اثر لقرية أو بيت أو ... أنسان فأزداد قلقها وارتباكها نقباضها ,ألم يكن من الأفضل لها البقاءفي ستريمز حتى يوم غد ؟ اللعنة على تسرعها , وعلى قرارها الأرعن بالتسلل الىشاحنة اندريه !لم تتبادل وأياه أي حديث على الأطلاق , منذ تلك الكلمات القليلةالقاسية حول المقارنة بين مقعد الشاحنة وظهرها, ولكنها كانت تشعر بين الحينوالأخر أنه ينظر اليها خلسة ... ويسخر من قلقها وانزعاجها .غابت الشمس وبدأتجيوش الظلام تزحف بسرعه , فيما اخذت فلول النهار تتراجع ... وتختفي عن الأنظار .أوقف أندريه الشاحنة فجأة ثم فتح بابه وتطلع نحو سالي بعينين سوداوين براقتين . قالت لنفسها أنه يريد أعادة النشاط والحيوية الى رجليه اللتين اتعبتهما بالتأكيدقيادة شاحنة كبيرة مقل هذه المسافة الطويلة.... .وألا فما من سبب آخر يدفعه الى التوقف فيهذا المكان بالذات ! ولكنها أحست بغصة عندما راته يوقف المحرك وينزل من الشاحنة,تظاهرت بانها لا تشعر بأي انفعال او ... خوف , وقالت بهدوء : "أستغرب توقفنا فيهذه المنطقة المهجورة ". "حقا ؟ أعتقد أنها أختيار مناسب للغاية , أذ فيها كلشيء نحتاج اليه ... بما في ذلك مياه الشرب الصافية , التي يمكن استخدامها لأعدادالشاي ... والأغتسال " . "تعني .... تعني اننا .... لا .....". اختنقت الكلمات فيحلقها , فقال لها ما كانت تخاف منه وتخشاه: "سنمضي الليلة هنا , يا صغيرتي . هيا أنزلي وتحركي قليلا. " " لا ! لا , لن امضي الليلة هنا !". لم يأبه للهجةالتحدي القاسية , وسألها ببرودة : "هل تعرفين مكانا أفضل من هنا ؟". "أي فندقمع غرفتين منفصلتين " . قال لها بكثير من الهدوء والأرتياح , وكأنه يتمتع بذعرهاوعذابها : "كلمة فندق غير معروفة في هذه الأدغال والبراري " . "ولكن ... ولكنجون سيشتعل غيظا وحنقا " . "هذا أمر يتعلق بكما , أنت وحبيبك , أنا لم اطلب منكأو أسمح لك بمرافقتي . سأتمشى قليلا قبل العشاء . اذا اردت التحرك قليلا , فهيابسرعه وبدون تردد " . لاحظت سالي انه لم ينتظرها او يعر رغباتها أي أهتمام علىالاطلاق , فتأكد لها ان أي محاولة للأعتراض أو الأحتجاج ستكون عقيمة وفاشلة , لحقتبه رغما عنها .فرجلاها بحاجة للرياضه والبقاء على أنفراد أصعب بكثير من وجودهامع .... أي شخص آخر ..... حتى اندريه كونورز!كان الصمت مطبقا ورهيبا , بعد توقفالمحرك ,ولم يقطعه ألا صراخ طائر وحيد حلق فوقهما برهة ..... ثم أختفى . لماذا لمتختف معههذه الأفكار السوداء التي تضج في رأسها وعقلها... .. وقلبها ؟ لم تعدخائفة مما سيقوله جون , لأنه انسان عاقل وحكيم ..... ومستعد لتفهم الأمور على حقيقتها . ولكنها خائفة من نفسها , ومن هذا الرجل الذي يلهب مشاعرها ويثير احاسيسها ! ماذاسيفعل ؟ وكيف سيتصرف ؟هل سيحاول التحرش بها , وهي في هذا الوضع الضعيف الذي لايسمح لها بالدفاع عن نفسها ؟ لا , لا يمكن للرجل الذي أنقذها من مارني كروجر انيتصرف مثله ! ومع ذلك , فعليها أخذ جانب الحيطة والحذر ... | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|