شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.rewity.com/forum/f202/)
-   -   175- نور العمر - فيوليت وينسبير - روايات عبير القديمة(كتابه/كامله*) (https://www.rewity.com/forum/t135176.html)

أسيره الصمت 21-03-11 07:05 PM

أوووه ليش ماكملتي الروايه متشوقه أعرف الأحداث
وتسلمين على هالروايه الأكثر من رائعه

nor11 22-03-11 06:08 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

أمل بيضون 22-03-11 07:22 PM

أخرج من جيبه أسوارة ذهبية وقبّل يدها ثم وضعها فيها , كان هذا تقليدا أسبانيا يعني أنه يطلبها رسميا للزواج , حدقت به وهي مذهولة من هول المفاجأة .
" جربي هذه , لو سمحت".
" أنزعها أرجوك".
" أذا كنت لا تريدينها , فما عليك ألا أن تنزعيها بنفسك يا عزيزتي".
" أرجوك , هيا , نحن لا نلعب".
" أنا أوافقك الرأي تماما , نحن لا نلعب بالفعل".
" أذن فأنت تعني؟".
" تماما , غدا خلال العشاء سأطلب يدك رسميا".
" ومع هذا , سوف يبقى جوابي على حاله".
" ورفضي لهذا الجواب سيبقى أيضا على حاله , فأنا قادر على أن أمنحك حبا كبيرا يا أنجي بعكس رايك , أنه سيتزوج من أيزابيل , ألا ترين هذا؟ أنه واجبه نحو العائلة وأنا متأكد من أنه سوف يقوم به كعادته".
أحست أنجي بأنها ستبكي لا محالة , أذا بقيت هنا تستمع الى كلام سيب , فأستدارت على أعقابها وركضت نحو المنزل بسرعة .
ما أن وصلت الى غرفتها حتى أرتمت على سريرها وهي تتنهد , راحت تفكر بأنه من الأفضل لها أن تطلب من دون كارلوس أن يعفيها من مهمتها لتعود الى أنكلترا فتتخلص , ولمرة واحدة , من كل هذه المشاكل التي تتراكم يوما بعد يوم.
فجأة فتح الباب , فأستدارت وهي تعتقد أن القادم سوف يكون رايك , ولكن توقعها لم يصح , فقد كانت مايا التي بادرت أنجي بالقول والأضطراب باد عليها:
" أنجي , يجب أن أكلمك".
" أدخلي أذن يا مايا, أدخلي , وأقفلي الباب وراءك".
بدت مايا جذابة بملابس الفروسية وأيقنت أنجي أنها كانت مع توركال , فقالت لها:
"تبدين رائعة! هل تمرنت جيدا؟".
فأومأت مايا بالأيجاب وجلست على كرسي صغير قرب السرير .
" تبدين قلقة , ما بك؟".
" كيف تعرف الواحدة منا أذا كنت تحب فعلا , يا أنجي؟ لقد ظننت في السابق بأنني كنت أحب رودي , لكن تأكدت من أن الأمر لم يتعد كونه بالنتيجة تمردا على آراء أبي وعلى سلطته , لقد كنت دائما...........".
وقاطعتها أنجي سائلة بتردد:
" هل هو.... توركال؟".
" تماما , لقد كنت تعلمين بما حصل له , أليس كذلك؟ لهذا السبب لم ترغبا , أنت ورايك بأن أرتبط بعلاقة معه , لقد شعر هو بهذا الأمر , فشرح لي الموقف بدقة .... هل فوجئت بهذا الأمر؟".
فأجابتها بوداعة:
" كنت فوجئت لو لم يخبرك بنفسه".
" أنه أنسان رائع , ساحر , جذاب! أريد أن أبقى الى جانبه على الدوام , ولقد أخبرته بذلك ! أنني لا أطيق أن يغادر بايلتار وحيدا! لا أطيق أن يغادر بايلتار بدوني يا أنجي , آه , أنت تظنين أني , ولا ريب , مجنونة".
" لا , أنت لست مجنونة , أنه رجل جذاب وأنا أفهم مشاعرك جيدا , لكن ما هي مشاعره أتجاهك , هل أخبرك بها؟".
" لقد أخبرني بأنه لا يمكننا أن نتزوج , ولقد أصر " .وتابعت باكية:
" علي أن أنساه وأقع في حب شاب بمثل سني , بمقدوره أن يمنحني حبا وأولادا , لكنني لا أرغب بأحد سواه , أنا أشعر في أعماقي بأنني قادرة على أسعاده".
" لكنه لا يقدر على منحك حبا كاملا يا مايا, أتفهمين ما أعني؟".
أومأت مايا بالأيجاب وكرت دمعة على خدها:
"أنا أحبه كثيرا وأفضل الموت على الأبتعاد عنه , أن أجبرت على التخلي عنه فسوف أدخل الى الدير , فليكن كلامي واضحا وهذا ما سأقوله لأبي".
" في كل حال , أنا أنصحك بالتفكير مليا قبل أتخاذ أي قرار حول هذا الموضوع , أن الأمر ليس بالسهولة التي تتصورين , وقد يكون عليك المرور في حقل ألغام قبل الوصول الى مبتغاك".
كانت مايا في هذه الأثناء تحدق بالأسوارة الذهبية في معصم أنجي وما أن أنتهت هذه الأخيرة من كلامها حتى سألتها:
" أنجي , هل أنت واقعة في الحب؟".
" نعم".
وأيقنت أنها تسرعت بالأجابة على السؤال , لقد أصبح الآن بأمكان مايا أن تسألها عن أسم الشخص الذي تحبه ولن يكون بمقدورها أن تتفوه بأسمه.

أمل بيضون 22-03-11 07:50 PM

أقتربت مايا منها وأمسكت بيدها متأملة الأسوارة الذهبية:
" من أعطاك هذه؟".
لم تجد أنجي مفرا من الأجابة:
" أنه سيب, لكن لا تستنتجي أستناجات خاطئة , مايا , لقد طلب مني أن أجربها وهذا لا يعني أنني سأبقيها ".
" أنها جميلة على أية حال , لماذا تتصرفين بهذا البرود؟ لو قدم لي توركال واحدة مثلها لطرت من الفرح , ثم أنت تعلمين عاداتنا هنا , لذلك أنا أعتقد بأنك ما كنت سمحت له بوضعها في يدك لو لم تقبلي بالزواج منه".
" لقد فاجأني وأربكني فلم أعد أعرف ماذا أفعل , أنه عنيد على ما يبدو , ويرفض أن يسمع جوابا سلبيا مني عن موضوع الزواج , سأضع الأسوارة لبضعة أيام ثم أعيدها اليه".
" ولماذا تعيدينها ؟ أنه شاب وسيم , ألا تعتقدين؟ ثم أنتما تعرفان بعضكما منذ مدة طويلة , منذ كنا أطفالا".
خيم سكون على الغرفة فقطعته أنجي بسؤال:
" هل صحيح... أن رايك وأيزابيل سوف.... سوف يتزوجان؟".
" هذه ترتيبات عائلية أعدها والدي منذ زمن بعيد , أنت تعرفين رأيي في هذا الموضوع , لكن المهم هو رأي رايك".
" أتعتقدين بأنه يحب .... أيزابيل؟".
طرحت أنجي سؤالها والحزن يكاد يخنقها , لقد أحست بأن كلماتها تخرج من مكان بعيد .... بعيد عنها , لقد شعرت بأحساس غريب بدائي , أضعف أقتناعها بأن الحب هو الأساس لزواج ناجح وسعيد".
" لا أعتقد بأنه يحبها , لكن العائلات الأسبانية غالبا ما ترتب زيجات من هذا النوع, خاصة عندما يتعلق الأمر ببكر العائلة".
" هذا ما يحدث غالبا , أن الحب مؤلم وقد يكوم من الحكمة ألا يقع الأنسان فيه , لكنه قسم من حياتنا , أليس كذلك؟ أنا عندما أنظر الى عمتي فرانشيسكا ألاحظ أن الحياة قصيرة وتمر بسرعة آخذة معها لذة الشباب , أراقبها وهي تطرز وأتصور نفسي مكانها , حياتي أشرفت على نهايتها وزالت كل آمالي وأحلامي , هذا ما سيحصل أذا ذهب توركال وتركني , ألا تشعرين بنفس الشيء أتجاه أخي سيب؟".
" أنا معجبة به كثيرا , لكنني لا أحبه!".
" أنت تتكلمين بطريقة جدية , آه , الآن تذكرت حديثنا منذ عدة أيام , أذن أنت تحبين رايك , وهو ملك لأيزابيل , يا ألهي , يبدو أننا عاشقتان تعيستان ".
" قد يكون الأمر كذلك , لكن ما يواسينا هو أننا , على الأقل نعرف بأننا نحب أشخاصا جديرين بالثقة والأحترام".
" كم أتمنى أن يقتنع توركال بوجهة نظري , كم أرغب في ضمه الى صدري والعناية به , ألا ترغبين يا أنجي بأن تفعلي الشيء نفسه , مع رايك؟".
أومأت بالأيجاب ولم تجد أنه من الضروري أن تخبرها بأنها سبق وفعلت هذا عدة مرات عندما كانت تدخل الى غرفته وتجده في حالة يرثى لها من تأثير الكوابيس , فكرت أن أيزابيل ستسر كثيرا بمركزها الجديد كزوجة لأبن حاكم الجزيرة , لكنها لن تتمكن أبدا من التفاهم مع رايك , لأنها لن تستطيع أن تفهم مخاوفه وأكتئابه , أنها تحب نفسها أكثر من أي مخلوق على سطح الأرض , لقد كانت أنجي متأكدة من هذا.
فجأة قفزت مايا وهي تقول بعصبية :
" لقد قررت ألا أخضع لرأي أحد , أنا أعرف أن توركال يحتاج الي ولذلك سوف أذهب معه الى أسبانيا!".
حدقت أنجي بصديقتها بقلق وأضطراب وقالت لها:
" أنت تعرفين الظروف التي تحيط وستحيط بهذه القضية أذا أقدمت على القيام بما قلته لتوك , هل تعتقدين أن تصرفك سيكون حكيما؟".
" وهل تتصرفين أنت بحكمة , أذا عرفت بأن رايك يحبك مثلا؟".
" لا , لا أعتقد".
فنظرت مايا اليها وكان التصميم على التنفيذ باد في عينيها :
" أذن قفي الى جانبي , أن لم يأخذني توركال معه , فسوف ألحقه كظله الى أن يقبل بي , أنا أريده تماما كما تريدين أنت رايك , رغم أصابته , أن الحب يقاس بمقدار العطاء ولا يحق لأحد أن يحرمنا من هذا الحق , ألست على صواب يا عزيزتي؟".
" بلى , أنت على صواب , متى سيغادر توركال الجزيرة؟".
" أنه يخطط للسفر غدا أثناء الحفلة التي سيقيمها أبي , لقد تعرف على أحد مالكي اليخوت في الفندق حيث ينزل , وهذا الأخير سيقله ألى كوردوبا , سوف أتصل بالسيد ماكينوس وأسأله أذا كان يقبل بنقلي معه في اليخت , وأطلب منه ألا يخبر توركال بالأمر لأنني أريد مفاجأته , سأغادر الحفلة مع توركال متذرعة بأنني أرغب في توديعه على المرفأ , سوف يقيم الدنيا ويقعدها عندما أصعد الى اليخت , لكنه بالتأكيد لن يرمي بي في البحر".
وأردفت قائلة وهي تبتسم:
" على الأقل هذا ما أتمناه , تمني لي حظا سعيدا يا أنجي".
" الى اللقاء يا مايا , في أمان الله!".
وبعد لحظات أصبحت أنجي وحيدة في الغرفة , فلقد أغلقت مايا الباب وراءها , وقررت بأنها سوف تتبع توركال في السراء والضراء , أصبحت تعرف تماما ماذا تريد , فقد نضجت ووجدت الشجاعة الكافية لتواجه قدرها مع من تحب.




أمل بيضون 22-03-11 08:31 PM

8- نحيا مع أو....

أنشغل خدم الفيللا طوال النهار بالتحضير لحفلة الأستقبال المسائية التي سيقيمها دون كارلوس بمناسبة زيارة سيب , كانت عملية الأعداد هذه مرهقة بالفعل للجميع وكانت الأثارة تضفي على الجو نكهة خاصة , لأن الحفلات التي يقيمها دون كارلوس هي أجمالا حفلات كبيرة , يزينها رقص الفلامنغو والطعام الممتاز.
أبتدأت الشمس تغيب في الأفق وما هي ألا لحظات حتى تضاء الأنوار ويبدأ المدعوون بالتوافد.
ووقفت أنجي في غرفتها , تتأمل أمام المرآة فستانها الحريري الأزرق , لقد أشترته في صبيحة هذا اليوم بالذات من أحد متاجر الساحة ناسبها تماما وكأنه صنع خصيصا لها , بطوله الذي يلامس الأرض وأكمامه القصيرة , تعطرت بعطرها المفضل : شانيل رقم 5, ثم سرحت شعرها القصير بسرعة , أطفأت النور وجلست تفكر كعادتها , كانت مأخوذة بأفكارها الى درجة أنها لم تلاحظ أن شخصا ما قد دخل الى غرفتها.
فجأة لامست كتفها العارية يد , فأنتفضت كمن أصيب بمس :
" لا تنتفضي هكذا , أذا كنت أخفتك فهذا يعني أن الغرفة مظلمة".
" فعلا".
أعادتها لمسة رايك الى الواقع , وقفت لتضيء النور فقال لها:
" يبدو لي أنك تتحضرين للسهرة".
ثم أنحنى عليها ليشتم رائحة العطر على بشرتها , فلفحتها أنفاسه الحارة , وتابع قائلا:
" ألست أنت من قال لي , بأن عليّ أن أعوض بيدي وببقية حواسي عن فقدان البصر؟".
" بلى , تماما".
كان الراديو الى جانبها يصدح بأغنية قديمة لشيرلي باسي عنوانها ( أنت تسكن في مسام جلدي).
" غريب هو شعور المرأة عندما يتلمسها أنسان غير قادر على رؤيتها , ما هو لون ثوبك , أنجيلا؟".
" أزرق , أزرق غامق".
" يبدو لي أن هذا اللون يحبه الأنكليز كثيرا , فأنت ترتدين ملابس زرقاء في أغلب الأحيان .... أن رائحة الهواء البحري المختلط بأريج الياسمين تبدو فواحة هذه الليلة , أنا سعيد لأن هذه الأمسية ستكون ممتازة بالنسبة لسيب..... هل تحبينه كثيرا؟".
أحست بأمتعاض من السؤال , فهي تفضله هو على كل رجال الأرض , لكنه لا يعلم ذلك , عندما طال أنتظاره ولم يسمع جوابا , أستطرد مستفهما:
"هل تدخلت في أمور لا تعنيني , أنجيلا ؟ أنا أحترم صمتك ". وتابع وهو يبعد يده عنها:
" ولكن كوني على ثقة بأن علاقتكما هذه ستحظى بدعمي وتأييدي أذا واجهتكما مشاكل مع العائلة , أنا لن أتخلى عنكما لأنني أحبكما وأريدكما أن تبقيا معا".
أحست أنجي أن كلماته تنفذ كالسكين الى داخلها , لكي تنسى ألمها وجدت ملجأ لها في الثرثرة :
" أني أضع الآن الأسوارة التي قدمها لي سيب , لذا أتمنى أن يحظى هذا الزواج على موافقة والدك , ألا تريد أن تتحسس الأسوارة؟".
" حسنا , ما دمت تصرين".
ثم تمتم بعد أن فعل:
" أهي من الذهب؟".
" وماذا غير ذلك؟".
أمسك بساعدها وقال لها:
" أنت تريدين أن تتزوجي من سيب , أليس كذلك؟".
" تماما , أنه بهي الطلعة , كريم النفس وحنون القلب , وأية فتاة لا تتمنى أن تجد كل هذه الصفات في رجل واحد ؟ ثم , ألم تقل لي أنت , منذ أسابيع , بأنني كنت دائما أفضل سيب عليك , ألا تتذكر؟".
أمسك بكتفيها وأدارها لتواجهه قائلا:
" أنجيلا , ما الذي حصل بالضبط؟".
" لا , كل ما في الأمر أنني أرتبطت بشخص جذاب وساحر , فلماذا تريد أن يكون في الأمر شيء؟".
أنها ما تزال تحبه بصدق , لكنها تحاول أن تدافع عن كرامتها وكبريائها أمامه , فهو لم يترك لها المجال لكي تعبر عن مشاعرها , بسبب عدوانيته المفرطة.
" أن أيزابيل قد صورت لك بدقة دون شك , عناقنا أنا وسيب تحت النخلة , أليس كذلك ؟ نحن بالكاد نقوى ". وتابعت ببرود:
" على أنتظار عقد القران , من حسن الحظ أن سيب ليس أبن العائلة البكر , وليس بالتالي مضطرا للزواج من فتاة أسبانية , ألا توافقني الرأي؟".
فأجابها بسخرية :
" أهذا ما يفعله الأبن البكر دائما , أذا كان أسبانيا؟".
وأردف قائلا بعد هنيهة:
" أحس بأنك ترتجفين يا أنجيلا , أنه الشوق الى سيب , أليس كذلك؟ يجب أن تتزوجا في أسرع وقت , سأتدبر الأمر , فأنا لا أريد أن يفوتني الزفاف".

أمل بيضون 22-03-11 09:29 PM

فدفعته عنها وأرتدت نحو النافذة وهي تنهره:
" رايك , بحق السماء ألا تكف عن التحدث عن الموت , أهذا ما تريده؟ لقد بدأت أتساءل.....".
" أنا أعلم جيدا بأنني لن أرى مرة ثانية , لقد أرغمت الدكتور رومالدو على قول الحقيقة , أن الأصابة غير قابلة للشفاء , لأن أعصاب النظر قد أتلفت , لكننا بشر ونؤمن بالمعجزات".
" أن المعجزة هي أنك حي ترزق , وأنت في وضع صحي يؤهلك للبقاء حيا لمدة طويلة جدا , ألم يخبك الطبيب هذا أيضا؟".
هز كتفيه بلا مبالاة وصمت , فراحت تحدق به فيما الوجوم يسود الغرفة , كانت تتمنى لو أنها الشخص الذي تم أختياره للبقاء بجانبه مدى الحياة , لكن هذا الحق كان يعود لأيزابيل حتى أشعار آخر , لقد أتخذ القرار العائلي منذ زمن ويبدو أن الرجوع عنه صعب لا بل مستحيل , رغم أن أيزابيل لا تفهم رايك مثلما تفهمه أنجي.
أتجاه لامبالاته شعرت بدمها يفور فصرخت به:
" أتعلم , أنت لست كفيفا فحسب , بل أعمى البصيرة أيضا , الم تلاحظ أن العمى لم يفقدك قوتك وشجاعتك؟".
وقف أمام النافذة ورفع عينيه نحو القمر الذي تنعكس أشعته على صفحة الماء:
" أنت تقولين هذا الآن مع أنك ترين كيف أرتجف من الخوف, عندما تداهمني الكوابيس في الليل, يجب أن أقر بأنني سوف أفتقد خدماتك عندما سيأخذك سيب من الجزيرة , لكنني بطبيعة الحال لا يمكن أن أقف في.... طريق سعادتكما".
شعرت أنجي برغبة جامحة لتكذيب هذا الكلام والبوح بالحقيقة المجردة , لأن الوضع لم يعد محتملا , لقد عرفت فجأة أن المرأة عندما تحب لا تعود ملكا لنفسها , بل تصبح ملكا لحبيبها شاء هذا الأخير أم أبى , وتشعر أنها أصبحت مقيدة به بعواطفها ومشاعرها.
" كيف حال الطقس في الخارج الليلة؟".
" أنه رائع , النسيم العليل يداعب الأشجار , القمر مكتمل وأشعته تضيء صفحة الماء".
فقال لها بحزن:
" يبدو أنها ستكون أمسية ممتعة لكليكما ويقال أن.....".
فأمسكت بكم قميصه وقاطعته:
" أنا لن أتركك وحيدا , سأبقى بجانبك الى أن أتأمد من أنك لم تعد بحاجة الي".
" هذا تصرف كريم منك يا أنجيلا , لكنني أشك في قبول أخي لهذا الأمر , فهو يريدك له وحده , هل نذهب الى الحفلة الآن؟".
" نعم".
ثم توجهت نحو الرادية وأطفأته:
" كانت أغنية رائعة , ألمانية , أليس كذلك ؟ أنا لست مطلعا بعمق على الموسيقى , فالأغاني التي يغنيها الجنود قلما تكون عاطفية".
" أن عنوانها هو : ضياع الحب".
فوقف لحظات صامتا ثم بادرها :
"عليك أن تفكري الليلة بفرح الحب الكبير , هيا , سيري بي نحو المرح واللعب يا أنجي , أنا بحاجة لبعض الطعام ولأغاني الفلامنغو!".
فتأبطت ذراعه وهي تتمتم:
" وللنساء؟".
فأجاب ببطء:
" فقط أيزابيل الجميلة".
كانت أضواء المصابيح تشعشع في الخارج وصوت الموسيقى الأسبانية المنبعثة من الغيتار تضفي على المكان أجواء رائعة , كانت الفسحة تعج بالمدعوين من كل حدب وصوب , وبعض الغجر يرقصون الفلامنغو بملابسهم التقليدية الرائعة , وكانت أنجي الأستثناء الوحيد في الحفلة بملابس السهرة التي ترتديها.
ما أن شاهدها دون كارلوس حتى أقترب منها وفي يده وردة قدمها لها وهو يقول , بعد أن قبّل يدها وحدّق في عينيها كمن يبحث عن سر ما:
" لقد أخبرني سيب بأنه يرغب في أن يكون زوجا لك , فهل هذا صحيح؟ هل تريدين الزواج منه يا أبنتي؟".
في هذه الأثناء كان سيب يراقص بعض المدعوات بعيدا عن المكان , ما أن لاحظت أن رايك يقف مع أيزابيل بالقرب من المكان , حتى أجابت بصوت عال ومسموع:
" نعم , دون كارلوس , أنا أرغب بالزواج من سيب".
لكنها كانت تعرف في قرارة نفسها أنها كانت تكذب عليه وعلى نفسها , أنها كانت تكذب عليه وعلى نفسها , فهي طوال حياتها لم تحب سوى رايك , رايك وحده.

بسمة طفولة 22-03-11 09:56 PM

:Ts_012: رائع أمووووووووول ......يعطيك العافية .

ننتظر باقي القصة .......الله يحفظك .

أمل بيضون 23-03-11 05:42 PM

فأبتسم دون كارلوس بحنان وردد:
" يبدو أذن أن الحفلة أتت في وقتها وأن بطريقة عرضية".
ثم تطلع صوب أبنه البكر ولمحت أنجي على وجهه مسحة من الحزن , لقد كان واضحا أن هذا الهم يثقل عليه.
أصر سيب على أن تبقى أنجي بجانبه طوال السهرة وكان يحرص على أطعامها بيده , لقد أكلت وشربت , وضحكت وتحادثت مع بعض المدعوين , رغم هذا لم يفتها وداع توركال لرايك أثناء الحفل , لقد شاهدتهما يتعانقان كشقيقين , في نفس الوقت , رأت مايا وهي تنظر اليها نظرة تأكدت منها أنها سوف تغادر مع توركال مهما كلف الأمر ومهما كانت النتيجة , فأبتسمت وهزت رأسها وهي تتمنى لها التوفيق والسعادة , كانت تدرك أن هذه الرحلة ستكون قاسية بالنسبة الى مايا لكن هذا الأمر لا مفر منه لكي تصل الى ما تصبو اليه.
تمتمت قائلة لها:
" الى اللقاء يا صديقتي , في أمان الله!".
وأذا بسيب يناديها قائلا:
" لماذا كل هذا الصمت يا حبيبتي ؟ ماذا في الأمر؟ ألم تعجبك الحفلة؟".
" أنها حفلة رائعة والموسيقى تحرك مشاعري بسهولة".
" أعتقد هذا".
أرغمت نفسها على الأبتسام ثم راحت تراقب غجرية شابة وهي ترقص فوق أحدى الطاولات بفرح ونشوة , وفجأة قفز شاب من بين الحضور ليشاركها الرقص بصحبة حماس الحاضرين وتشجيعهم عبر صرخات مدوية بأستمرار .... أوليه , أوليه...
خلال أنشغال الجميع بالرقص راحت تنظر ال حيث كان يقف رايك وأيزابيل فلاحظت أنه كان يضطر للأنحناء عندما تكلمه أيزابيل , لم تكن أنجي تحبها , لكنها تقر بأنها تبدو الليلة جميلة جدا ورائعة , فجمالها الأسباني التقليدي وتسريحة شعرها جعلاها تبدو كوردة ولا أجمل.
رفع رايك كأسه الى شفتيه فألتقت عيناه بعينيها وخيل اليها للحظة أنه رآها , لكن لم يرها وكيف يقدر على ذلك وهو ضرير ؟ لم تكن ألا مجرد ظل أسود لا يعني له شيئا , لأن المرأة لكي تعني له شيئا يجب أن تكون بمتناول يده كأيزابيل الآن.
" كانت رقصة الشاب والفتاة الغجرية رائعة , أليس كذلك؟".
ثم أبتسم سيب وهو يرمقها بنظرات الأعجاب والمحبة وتابع يقول:
" تبدين رائعة الليلة يا عزيزتي , هل أرى أنعكاس أضواء المصابيح في عينيك , أم ما زلت أرى دموعا؟".
" بعض من هذا وبعض من ذاك , ربما".
أخذ الكأس من يدها وقال:
" يبدو أنك بحاجة لكأس جديدة , سأعود بعد لحظات , فأبقي وأنتظري هنا تحت أشجار الياسمين , أنظري , لقد وقعت بعض أوراقها عليك , أنت تبدين كالعروس!".
راحت تراقبه وهو يبتعد , ثم جذب شيء ما أنتباهها نحو رايك , لقد أحست فجأة بأن خطرا ما يحدق به.
ما أن ألتفتت حتى شاهدت أحدى الراقصات الغجريات تمسك بيده وهي تضحك , داعية أياه الى حلبة الرقص , كان واضحا أنها لم تلاحظ عاهته , فجأة دفع بها بعيدا وهو يصيح:
" أبتعدي عني وأذهبي الى شخص يستطيع أن يراقصك".
قال هذا وأستدار على نفسه محاولا التخلص من أنظار الفضوليين , ورغم أن أنجي صرخت محذرة ألا أنه أصطدم مباشرة بجذع النخلة , صرخ بعض الذين شاهدوه على هذه الحال فورا , فيما كانت أنجي تركض نحوه.
لم يعد يهم أنجي ما سيقوله الناس عندما يشاهدونها تركض بهذا الشكل الهستيري نحوه , لم يعد يهمها ألا رايك , هذا المسكين الملقى تحت النخلة الآن , عندما وصلت اليه كان ضائعا في ظلامه الدائم , يشتم ويلعن الساعة التي شارك فيها المحتفلين فرحتهم.
أنحنت عليه وأحتضنته بيديها قائلة:
" سيكون الأمر على ما يرام , يا عزيزي , أنا هنا , ستكون بخير !".
" أنجيلا!".
" هل أنت بخير , يا صديقي؟".
ثم لمست جبينه بيدها , فأحست بدمائه تغطي أصابعها:
" أوه , يبدو أنك أصبت!".
أستند الى كتفها وهو يقف قائلا:
" لا شيء مهم , فقط أخرجيني من هنا , أنجيلا , أرجوك , فلنذهب حالا!".

أمل بيضون 23-03-11 05:44 PM

سمعته أيزابيل , فسألت أنجي والغضب يتطاير من عينيها:
" ما هذا؟ ما هذه المهزلة التي تقومين بها؟ من تظنين نفسك ؟".
فأنتهرها رايك:
" أنها الشخص الوحيد في الدنيا الذي يعرف ما أشعر به ! دعيها بسلام!".
تسمرت عينا رايك بأيزابيل والدم يغطي جبهته:
" هل ينظر الجميع الينا ؟ هل شاهد الجميع ماذا يصيبني عندما لا تكون أنجي بجانبي لتمسك بيدي؟ سيب, هل أنت هنا؟".
وكان سيب واقفا هناك حاملا بيديه أقداح المشروب , راح يحدق كالمعتوه , بأنجي وهي تحيط رايك بذراعيها , شاهدته على هذه الحال فقالت له:
" أنا آسفة يا سيب, ألم تكن تعرف في قرارة نفسك بأنني لن أتزوج منك؟".
رفع الكأس الى شفتيه وشربه بجرعة واحدة:
" بلى , كنت أتوقع هذا , أذا كانت كل هذه الدموع من أجل رايك , أكل شيء لرايك دائما؟".
لم يكن بمقدورها الأجابة , كان على رايك أن يقول أذا كان يرغب بها أم لا! وهل يرغب بها كممرضة أو كزوجة! يجب أن يكون واضحا للجميع أنه لم يطلب من أيزابيل أن تكون الى جانبه في محنته ! وكيف يفعل أذا كانت هذه الأخيرة تعتبر أن أصابته تشكل أزعاجا لها أكثر مما تسبب ألما له.
" سيب , أطلب من الموسيقيين أن يعزفوا , ومن الراقصين أن يرقصوا , وأسهر على فرح الجميع , أين أبي؟".
" أعتقد أنه ذهب ليتكلم على الهاتف , يبدو أنه أمر يتعلق بمايا ".
" مايا؟ أليست هنا؟".
" لا , لقد ذهبت مع توركال دويباس".
فتدخلت أنجي شارحة:
" لقد ذهبت معه الى أسبانيا , أنها تعرف كل شيء عنه ومع هذا فهي ترغب بالبقاء الى جانبه , أنها تحبه!".
فتنهد رايك وقال :
" تعالي أنجي , خذيني في نزهة , خذيني الى الشاطىء , سيري معي على الرمل وأبقي ممسكة بيدي , هل تعديني؟".
فألتمعت عيناها من شدة فرحها :
" أعدك , لكن يجب أن أغسل جرحك وأضمده قبلا".
" لا عليك , لن يقتلني جرح كهذا! يلزمني شيء أهم بكثير , أليس كذلك؟".
وغرق في ضحكة طويلة قطعتها أيزابيل:
" وماذا عني أنا ؟ ماذا أفعل؟".
" أنصحك بأن تجدي شخصا يتغزل بجمالك مئة مرة في النهار فهذا الشيء الوحيد الذي تفهمينه , هل نذهب , أنجيلا؟".
" الى القمر ". وتابعت ضاحكة:
" أذا شئت!".
سارا معا جنبا الى جنب على الطريق المؤدي الى الشاطىء , والذي تحيط به أشجار من الجانبين , كانت رائحة الزهور تفوح بقوة يساعدها على ذلك نسيم المساء العليل , نظرت أنجي الى السماء فوجدتها ناعمة كالحرير ونقية تتلألأ نجومها كما يتلألأ عقد من الجواهر على جيد داكن , كل شيء كان رائعا.
" ها قد وصلنا".
" هل يمكنك أن تصفي البحر لي يا أنجي؟".
" أنه هادىء وصفحته كالزيت ينعكس عليها ضوء القمر المكتمل , كل شيء خلاب هنا السكون يلف المكان".
ثم صمتت فجأة ووقفت تتأمله منتظرة منه أن يخبرها شيئا يتعلق بهما.
كانت تنتظر منه أن يقول لها ماذا يعني وجودها هنا بالنسبة اليه.
" غريب كيف يتكلم الناس بنعومة عند المساء , تماما كما لو كانوا يستمعون الى معزوفة موسيقية لبيتهوفن , بماذا تفكرين , أنجيلا؟".
" أن البحر والسماء والأشجارتعمر جميعها أكثر منا , أليس هذا كافيا لكي تقتنع بأن حياتنا قصيرة ويجب أن نستفيد منها الى أقصى حد ممكن؟".
تجاهل سؤالها وسألها بدوره:
" أذن كنت على علم برغبة مايا في السفر مع توركال؟".
" نعم , لقد وثقت بي فأخبرتني أنها تحبه كثيرا , يا رايك".
" وأنت , أتحبينني حقا يا عزيزتي؟".
" نعم , وسأبقى أحبك الى أن تغيب النجوم عن السماء".
" لقد غابت منذ زمن بعيد بالنسبة ألي , يا صغيرتي , ولن تعود أبدا , أذا أمسكت بيدي فأنا عندها لن أدعك تفلتين مني , فكري جيدا قبل أتخاذ أي قرار".
" أعطني يدك يا حبيبي , آه , لماذا كنت دائما تدفع بي بعيدا عنك؟ لماذا فعلت كل هذا بي؟ كان يجب أن تفهم حقيقة شعوري أتجاهك , كان يجب أن تعرف ذلك عندما كنت أقضي الليالي بطولها الى جانبك ونتحدث حتى الفجر...".
" نعم , ولكنك صغيرة , هذا ما جعلني أتردد كثيرا".
" لكنني أمرأة مكتملة يا رايك , ضمني اليك وستلاحظ ذلك من تلقاء نفسك".
ضمها بقوة الى صدره وقبل شعرها قائلا:
"أنا أعلم بأنني لست أفضل ما يمكن أن تحصلي عليه فسيب يستطيع أن يسعدك أكثر مني بكثير......".
فقاطعته متظاهرة بأنها تدفعه بعيدا عنها وقالت:
" حسنا , كما تشاء , سوف أعود اليه وأطلب منه أن يستعيدني , لا تنسى , أنا ما زلت أضع أسوارته حول معصمي ".
" اللعنة , أنزعيها فورا !".

أمل بيضون 23-03-11 10:03 PM

فضحكت وفعلت , ثم وضعتها في جيب سترته :
" سوف أقدم لك واحدة لها جرس , هكذا يمكنني أن أعرف دائما أين تكونين , أنجي , عانقيني".
أحاطت عنقه بذراعيها بنعومة وعانقته طويلا للحظات.... أحست كأنها أمتدت بهما الى آخر الزمن.
" رايك , أنا أحبك كثيرا , لم يكن بأمكاني أن أقبل بالزواج من أحد سواك".
فضحك وعاد يعانقها قائلا:
" أتعرضين الزواج عليّ , يا حبيبتي؟ أتحبين حقا هذا الأعمى الجالس قربك؟".
" أن الحب أعمى بحد ذاته , أليس كذلك؟ يا رايك , لهذا السبب يحتاج الناس لبعضهم البعض , وأنا أحتاج اليك كثيرا ... كثيرا !".
" أذن , أبقي معي يا أنجيلا! أبقي معي يا حياتي!".
" هذا ما أردته دائما , وما أريده الآن أكثر!".
" أريد فقد أن أتأكد من شيء واحد يا حبيبتي , هل كان عناقك لسيب يعني لك شيئا؟".
فصحّحت كلامه قائلة بنرفزة :
" هو الذي عانقني ".
" هذا يعني أنه أجبرك على الأنصياع له؟".
" تماما".
" وقبولك لأسوارته؟".
فلمست وجهه بحنان:
" لقد كانت أشارة تحد مني , لقد بدا لي بعض الوقت أنك ترغب بهذا , لكنني قررت فيما بعد أن أعيد الأسوارة اليه , لا أكتمك سرا بأنني فكرت بمغادرة الجزيرة مرارا لأن البقاء فيها كان قد أصبح فوق طاقتي على الأحتمال , كنت أتألم لأنني أحبك وأنت لم تكن تفكر بي".
" لقد أحببتك , يا حياتي , منذ عودتك الى الجزيرة , بل لأكون دقيقا أكثر , أحببتك منذ لاحظت تصميمك على الأعتناء بي وأعادتي الى ( الجنس البشري) , كما قلت يومذاك , أنا ما زلت أراك في ذاكرتي ". وضمها اليه ضاحكا:
"فتاة صغيرة ذات جدائل ومعفرة بالتراب من رأسها حتى قدميها , لكن عندما ألمسك أشعر بأنك أنسان أريده أن يبقى قربي أكثر من أي شيء في الدنيا , أنجي , عليك أن تقرري الآن , فأنا ما زال بأستطاعتي أن أتركك تذهبين أذا كنت.....".
فكمت فمه بيدها وقالت :
" لا تتفوه بها , يا حبيبي , أنا لست خائفة من مشاركتك في الظلمة , أن كل ما أريده , هو أن أعود بك الى النور , لقد أحببتك منذ طفولتي , وكنت أحلم دائما بأن أكون لك ولك وحدك, وها أنذا الآن أمامك , أنا لك , لك لتفعل بي ما تشاء".
فقال لها وهو يكاد يطير من الفرح:
" لي؟ أحقا , آه يا عيني , يا حياتي".
وراح القمر يرتفع في السماء فيما كانت أنجي تتكىء الى كتف رايك وتتنهد بأرتياح , لقد عادت الى المنزل في بايلتار لكي تبقى , وسوف يكون على رايك أن يفاتح والده الحاكم برغبته في الزواج من فتاة أنكليزية , أحست أنجي , بطريقة ما , أن دون كارلوس لن يكون حزينا لهذا القرار.


تمت


الساعة الآن 08:01 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.