04-04-11, 12:06 AM
| #441 | |||||||||
| نجم روايتي وعضوة في فريق الترجمة وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقلوب احلام  
|  الفصل الثاني عشر ( أثيرة لديه ) حينما تطلعت تالا في أنحاء مرسمها شعرت بالرضى البالغ , هاقد انتهت الأصلاحات في مرسمها كليا , وهي قادرة تماما على العودة والعمل فيه , فالمكوث في مكان بعيدا عن الأحداث التي ألمت بها ستكون فرصة عظيمة لمداواة كرامتها المجروحة. منذ يومين لم ترى تالا وجه براد قط , كانت كالشبح المتنقل في منزله ويبدو إنه حذا حذوها فهو يخرج منذ الصباح ولا يعود إلا في الليل المتأخر وتكون هي قد خلدت للنوم , رغم إن النوم جافاها تقريبا ..فكانت تتمنى لو إن الحظ لا يدفعها لمقابلة براد صدفة . لقد عاشت أصعب يومين في حياتها , لم يفارقها الأرتجاف قط , حينما تتذكر ما حصل بينهما تغرق في مشاعر الذل والهوان , كيف سمحت له بفعل ذلك ؟.. كيف لم تقاوم قط ؟.. كيف تركته يمحي تلك الفوارق مابين الرجل والمرأة , لقد كانت تحافظ على مبادئها طوال حياتها , تحافظ على شرفها , وحتى نيكوس , لم يتقرب إليها قط , صحيح إنه أفصح عن مشاعره في أحدى المرات وصحيح إنه أمسك يدها وأراد التقرب , ولكنه لم يتجرأ , ولم تسمح له بغير ذلك . فكيف سمحت لبراد أن يعانقها ؟. عانت من الأرتجاف المر , وانهيار الأعصاب خلال ذينك اليومين, وما إن قررت الأنتقال إلى مرسمها لتعيد بناء ثقتها بنفسها تكفل ديزموند بنقل جميع أغراضها , وابقت في غرفتها حامل رسم واحد تحسبا لكل طارئ . في اليوم الثالث خرجت مبكرة من المنزل , قبل أن تصل إلى الباب الخارجي سمعت صوت الباب من خلفها يغلق , لم تلتفت , كتمت انفاسها وهي تخرج من الباب الرئيسي , واعية لوجود براد يمشي خلفها . لا مبرر لدقات قلبها المشتته ولا أحتقان وجهها , لم تعد تعرف نفسها ببساطة ولكنها شعرت بالسعادة لأنه لا يستطيع رؤية انفعالها . حينما اصبحت في الخارج كان دييغو قد وصل لتوه , لقد اتصلت به الليلة الماضية قبل ان تعود إلى المنزل من هاتف عمومي قرب مرسمها , لقد وعدته مرة في أن تريه لوحاتها وكانت ممتنة حينما عرض أن يوصلها بسيارته التي اشتراها مؤخرا . أشرقت معالم وجهها حينما نزل دييغو من السيارة , فبدا مثالا للشاب الأنيق والوسيم , جسمه الرياضي أخفاه بقميص بلون السماء وبنطال جينز أزرق اللون , لم تستطع تالا إلا أن تتنهد وهي تشمله بنظراتها , وحينما توقفت قربه بادلها الأبتسامة وسألها متشوقا :" مرحبا ياجميلة ..هل أعجبتك السيارة ؟" . واعية تماما لوجود براد خلفهما ولكنها تجاهلته وهي تقول ضاحكة :" تتعمد أحراجي بمنظرك الوسيم ". داعبها بقوله :" ألهذه الدرجة سيارتي قبيحة ؟" قالها متظاهرا بأن آماله قد خابت. انفجرت بالضحك وهي ترفع رأسها أكثر وتقبله على خده مرحبة ثم انحت مبتعدة واخذت تتفحص سيارته البي ام دبليو , فتحت فمها لتقول له شيئا ولكن دييغو تحرك نحو براد ليقول له مبتسما :" ابن خالتي ! ..إنها رائعة أليس كذلك ؟" . ولكن نظرة براد الغير ودية حطت على وجه تالا , أشاحت وجهها في الحال وهي تشعر بالتوتر , لم ينتبه دييغو إلى أي شيء غير طبيعي , لأنه تابع يقول :" لقد طلبت احضارها خصيصا , وقد اتصل اصحاب المعرض بي البارحة ليعلموني بوصولها ..تعال بنفسك وتفحصها , لديها مميزات كثيرة ..انظر حتى سيارتك اصبحت قديمة , وقد تفكر بشراء واحدة مثلها " أضاف جملته الأخيرة بمكر . ولكن براد رد عليه بلهجة باردة :" سآراها في وقت لاحق ..لدي عمل ". ولكن نظراته لم تفارق تالا والتي تصرفت بطبيعية ففتحت باب السيارة وجلست في المقدمة . تمنت لو إنها لا ترفع بصرها , ولكن من بين الزجاح الأمامي السميك استطاعت أن ترى نظرة عينيه والتي غلفهما غضب لامع , وأنتبهت إلى تنفسه السريع ..لابد وإنه يشعر بالصدمة ..حسنا , فليظنها فتاة مستهترة ..لم يعد يهمها تصحيح نظرته عنها , فبعد مافعله بها تشك بإنها ستسامحه يوما!. ولكن ها هما أخيرا ينظران لبعض , لم يخفى عنها وجهه المتوتر , خفضت بصرها إلى الاسفل وهي تتمنى أن لايحمر وجهها ثم تمنت عودة دييغو بفارغ الصبر. بعد دقائق , جلس دييغو خلف المقود وحدثها بأبتسامة عريضة :" هل أنت مستعدة لجولة سريعة ؟". غيرت تالا من تعابير وجهها في الحال , فيبدو إن دييغو لم ينتبه لشيء ..لاداعي إذن لتقلق نفسها بالأستفسارات , وهكذا أعطته ابتسامة صغيرة وأجابته :" لا تظهر مهارتك الآن ..فهذا كثيرا علي !". انفجر ضاحكا ثم رد عليها مازحا :" فتاة مشاغبة !". لم يكد يحرك سيارته حتى انطلقت سيارة براد امامهما بسرعة مجنونة مما جعل دييغو يجفل من مكانه ثم نظر من النافذة بعينين متجهمتين ليقول :" غريب !..مالذي حصل له؟ ". لم تجب تالا..ينقصها فقط أن تدافع عن براد أو تتظاهر بالقلق من أجله ..لا يهمها إن لقي حتفه جراء سياقته المجنونة . ولكن دييغو لم يكتفي عند هذا الحد إذ التفت إليها وسألها بقلق ظاهر :" أتراه يواجه بعض المشاكل في عمله ؟". سألته بلهجة ساخرة :" ولماذا تظنه كذلك ؟". رد عليها وهو ينطلق بسيارته :" حسنا ..إن عمله لايخلو من المشاكل ..فهو مطارد تقريبا ". وغدت عيناه ساهمتين . لم تستطع أن تمنع نفسها من الأرتجاف ..حسنا حادث سيارة سيكون ترتيبا من القدر ولكن ..أن يطارد من قبل مجرمين أو قتلة مأجورين ..هذا مريع , جعلتها الفكرة تشعر بالقشعريرة ..فسألته بصعوبة :" من يطارده ؟" . التفت إليها مبتسما وبدد قلقها بقوله :" إنهم يطاردون الصحيفة ..هناك بعض الصحف النافذة التي تود الأستيلاء عليها ". عادت تسأله بفضول :" وماذا بالنسبة إليه ؟.. مادوره في كل هذا ؟" . رد عليها دييغو وهو يركز قيادته على الطريق :" آه ..إنهم يودون منه الأنضمام إليهم ..يريدون السيطرة عليه ". فكرت تالا ..مشاكل في العمل ..يبدو عقابا ملائما يستحقه غروره الرجالي ..لم تعد تفكر به بل قالت لدييغو مغيرة الموضوع :" حسنا ..أين تود أن نذهب أولا ؟". ابتسم بجاذبية ورد عليها :" سنتناول وجبة الأفطار أولا ..وبعدها سنذهب إلى مرسمك ". تقبلت تالا عرضه , فهي كانت جائعة جدا . ذهبا إلى مطعم أنيق يقدم فطائر شهية , كانت رفقة دييغو ممتعة للغاية , نسيت قلقها وخوفها من المستقبل المجهول .. فقد أخذ يحدثها عن المصاعب التي واجهته في اسبانيا وكيف تخطاها دون مساعدة أحد , لم يذكر براد في حديثهما قط . شعرت تالا إنهما يبدوان صديقان حميمان , فهي شاركته جزء من الحديث وبدا لها أمرا طبيعيا أن تحدثه عن اسباب سفرها وهروبها من العائلة التي نبذتها تماما. أصغى إليها دييغو وعاملها بكل لطف , حينما أنهت حديثها مد يده يضغط على اصابعها بحركة ودية وقال بصوت هادئ :" نحن مهاجران مكافحان ". ثم اضاف وهو ينظر إلى طعامهما : " في المرة القادمة سنشرب نخبا خاصا ..أشعر بأني غير قادر على تناول النبيذ ". ابتسمت وهي تراقبه يتناول المتبقي من طعامه ..لقد بدا دييغو رجلا عفويا غير مصطنع , دفئه البالغ وكلامه المطمئن أعادا ثقتها في الرجال . ولكنها تذكرت براد في تلك اللحظة ,فشعرت بقلبها يتقلص بشكل مألوف . انتهت جولتهما في مرسمها , تطلع دييغو في لوحاتها بعينين خبيرتين , بالطبع لم تعرض لوحاتها الخاصة بالمعرض ..فهي لن تكرر فعلتها الحمقاء بترك اللوحات بعد حادثة الحريق المؤلمة . كان دييغو متشوقا لمعرضها الذي سيقام بعد شهرين , ودعها بعد ذلك ليترك مجالا لها لأنهاء عملها وهي في المقابل شكرت وده البالغ ووعدته أن تزور شقته في يوم ما وترى مشغله الخاص . بعد ذلك أنغمست تالا في الرسم حتى حانت ساعة الغداء فخرجت لتتناوله في مطعم قريب , ثم اشترت طعاما سريعا للعشاء وجهزت ثلاجتها الصغيرة الموضوعة في المرسم بمجموعة من الأغذية المتنوعة . انقضت ساعات مطولة لم ترتاح فيها , لأن التزامها الفني غلبها بسهولة , فقضت اليوم كله ترسم دون أن تفكر بشيء آخر .. حتى انتبهت للساعة التي تجاوزت الحادية عشرة ليلا . شعرت في الحال بالذعر , لم تتأخر طوال حياتها لهذا الوقت , كان لديها الحل في أن تتصل بديزموند وتطلب منه أن يقيلها للمنزل , ولكنها تخلت عن الفكرة في الحال . لما عليها أن تقلقه ؟..ولماذا لا تعتمد على نفسها وتعود بمفردها ؟. توجهت لتخرج ثم تراجعت عن قرارها , لن تعود كي تواجه براد مرة ثانية ..ولما عليها العودة في حين إن وجودها يزعجه , في تلك اللحظة خطرت في بالها فكرة المبيت في المرسم , كانت لاتزال تملك كنبتها الأثيرة وهي ملائمة للنوم كما إن المرسم يحتوي على غرفة حمام صغيرة , تستطيع حتى أن تنام في ملابسها دون أن أن تنزعج . لا أحد سيقلق عليها , وليس هناك من ينتظر عودتها . رغم إن افكارها غدت بائسة ولكنها تحمست للبقاء في المكان الوحيد الذي تجد فيه الأمان التام , هذا إن لم تتكرر حادثتها المشؤومة وتشب النار في ارجاء المرسم . حدثت نفسها أن لاتكون متشائمة أغلقت الباب خلفها وتوجهت للحمام , بعدها توسدت على الكنبة وفكرت بأنها في الصباح لن تبدو فكرة النوم جميلة لها كما هي الآن . لابد وإن عضلاتها ستصاب بتشنج فظيع !. بالرغم من إنها لم تكن ليلة مثالية , ولكنها كانت لابأس بها , استيقظت عند الساعة السابعة وهي تعاني ألم في ظهرها , ولكن بعد أن انعشت وجهها وبللت شعرها في المغسلة زالت في الحال كل مظاهر التعب والأرهاق . كانت مسرورة أيضا لأن لوحتها بدت مثلما أرادت ..لن يجد ديزموند أي عيب في الألوان التي استخدمتها فقد بدت متجانسة بشكل أرضى احساسها الفني . ارتدت حذائها بعد ذلك وقررت أن تعود إلى المنزل لتغير ملابسها وتتناول افطار شهي . حينما وصلت إلى هناك لم تعرف كم إن شعرها بدا مجعدا , وكم بدت ملابسها مكرشة بشكل سيئ . أسرعت في الحال لتدخل وهي تتمنى لو إنها لا تصدر صوت كي لا تنبه براد بوجودها , وهكذا وصلت عند الباب الداخلي وخلعت حذائها لتحمله بيدها وتسللت إلى المنزل بخفة وكأنها لص محترف. ولكن حظها لم يكن جيدا , لابد وإن براد سمع صوت الباب المغلق , لانه خطى بسرعة ليفتح باب المكتب ووقف هناك ينظر إليها كالمارد . تجولت عيناه المليئة بالأتهام من أعلاها حتى أخمص قدميها , أحمر وجهها في الحال وأدركت كم إن منظرها يبدو غير لائق , حينما رأت يداه تنقبض جانبا بلعت ريقها ومرت بسرعة من قربه لتصعد السلم ,ارتعد قلبها حينما تذكرت نظرة الجرم التي بدت في عينيه . حاولت أن أن تتجاهله فصفقت باب غرفتها بحدة ولكنها جلست على السرير لتحاول تهدئة دقات قلبها التي كادت تفضحها .لم تفكر كثيرا ..غيرت ملابسها ومررت مشط سريع في شعرها ثم جلست مجددا وهي تحاول استجماع شجاعتها لتنزل إلى الطابق الأرضي كي تتناول فطورها . ثم وبخت نفسها في الحال فهي لابد وإن مرت بأوقات أسوء من هذه ..أخذت انفاسا عميقا وتطلعت إلى وجهها المحمر فتجهمت ممتعضة ..هذا التوتر لن ينفعها ..إنها قوية وهي قادرة تماما على مواجهة براد .ولكن عند دخولها المطبخ وشاهدت براد واقفا وقد انحنى بجسمه مستندا بيديه على الطاولة .عادت ذكرى تلك الليلة في بالها فحدثت نفسها بأسى , إنها مخطئة ..فلاشيء أسوء من الوقوف معه في نفس المكان . رفع إليها وجهه المتجهم فبدت عيناه مخيفتان , وكأنه لم ينم لثانية واحدة في الليلة الماضية وكان ذلك جل ما تتمناه , فليبقى ساهرا ولتتعفن جفونه تعبا ويحترق بنار جهنم . أشاحت بوجهها عنه وأتجهت لتصنع قهوة . ولكنها اضطرت لتقف قربه , كتمت أنفاسها حينما داعبتها رائحة مألوفة . لقد كان قريبا منها تلك الليلة , لن تنسى قط ما شعرت به وهو يضمها , لن تنسى تلك القبلة ما حييت . ضغطت على اسنانها بقوة وحاولت ابقاء افكارها بعيدا عن ماحصل , لأن عليها التصرف بلا أبالية . وتحملت قربه بأعصاب من حديد بحيث إنه حينما تكلم لم تركز حقا بما قال ..كل الذي فمهته أن الكلمات كانت تخرج من فمه بصعوبة ..وكأنه نسي كيف يتنفس .. تجاهلته تماما وهي تصب القهوة في كوبها الخاص ثم سحبت الكرسي لتجلس عليه , ماهي إلا ثانية واحدة حتى سحب الكرسي من امامها وجلس عليه براد بعنف وغدا صوته واضحا هذه المرة ..لسعتها نظرات عينيه الغاضبة وهو يسألها بتصميم بالغ :" لقد سألتك أين أمضيت ليلة البارحة ؟" . ولكي لا تنفجر بجملة ( اذهب إلى الجحيم ) المعتادة وتبين له كم هي غاضبة لأسلوبه الفظ أخذت تقول بعذوبة ساخرة :" أمضيتها بصحبة اسباني رائع ". جفلت لأنقلاب الكرسي من جانبها ..كل غضب براد انفجر مرة واحدة وهو يقف على أقدامه , وكاد صوته يصم إذانها وهو يصيح لاعنا :" امضيت الليلة مع دييغو ؟" . ادركت تالا بكل ذعر إنها نست امر إبن خالته الأسابني ..أكان عليها قول اسباني من دون كل الجنسيات ؟.. أحتقن وجهها لبذائة تفكيره فأعتبر ذلك اجابة جزئية , إذ اسودت نظراته وشحب وجهه بشكل جعلها تنكمش خوفا ولم تنتبه إلا وهو يضرب الجدار الجانبي بقبضة يديه وكأنه لم يكتفي بقلب الكرسي ..كان بحاجة لتفريغ غضبه بطريقة ما . قفزت تالا على قدميها وتوجهت نحوه دون تفكير ..هذا الأحمق الغبي ..لقد صدق كلماتها بسهولة ..فهو لايزال يطعن في شرفها بكل وقاحة , سحبت ذراعه الصلبة وصاحت غاضبة :" انظر ماذا فعلت ". لابد وأن مفاصل اصابعه قد تظررت بشكل سيء , ارادت أن تلقي نظرة أكثر ولكنه سحب ذراعه وكأن شيء ما لسعه ثم أخذ يدور في المطبخ يحاول السيطرة على أعصابه ثم توقف في منتصف المطبخ وتخلل شعره بحركة يائسة وكأنه لا يعرف كيف يفكر بطريقة سلمية . لم تشفق عليه تالا .عادت وجلست في كرسيها وهي تغلي من الغضب ..أقترب منها ليقول متأوها :" تبا تالا ..لاتنهكي أعصابي أكثر .." وبدا كما لو إنه يسير على أرض مليئة بالأشواك لأنه رفع الكرسي من الأرض وجلس عليه ليقول لها بلهجة متسارعة وقد زال الغضب منه :" أتعرفين بأني لم أستطع النوم ليلة البارحة ..كنت قلقا بحق الجحيم , كبريائي الوحيدة التي منعتني من الأتصال بدييغو .." وتحولت نبرة صوته إلى هامسة وكأنه يتعذب بنار حارقة :" مرت الساعات بي كالجحيم ..حتى رأيتك تدخلين ..وكنت بهذا المنظر .." . التفتت إليه ورأت تلك النظرة الهادئة الفريدة واضحة في عينيه ..تمنت حقا لو تصفعه ولكنها قالت بتهكم بالغ :" كنت قلقا على فتاة تود رحيلها من هذا المنزل !!..كم أنت متناقض سيد فاريل ". أخذت تشرب قهوتها فأحست به يقترب أكثر ثم يقول بصوت غير ثابت :" أعرف إنك غاضبة ..من حقك ..صديقني لأني كنت نذلا ..لم أتصرف عمري بكل هذه النذالة .." . قاطعته تتصنع الدهشة :" يالى الأطراء الذي أشعر به ..عرفت الآن كم إني مميزة " . قامت من مكانها وأتجهت نحو الثلاجة فقد شعرت بجوع بالغ , سحبت كيس الجبنة الخاص به وعادت إلى مكانها , كانت تعرف إنه يراقبها , فأخذت تتصرف بكل طبيعية , ولكن في اللحظة التي مدت يدها لتمسك كوب القهوة حتى شعرت بيده تمنعها من ذلك ..ظل ممسكا باصابعها فقاومت بصعوبة مشاعرها الهشة ورفعت عينيها فأرتجف قلبها للندم الواضح في عينيه ..لم تعرف ماذا عليها أن تفعل . تشوشت أفكارها للحظة ثم مدت يدها الحرة لتزيح يده عنها ولكن ذلك أدى الى احتجاز يدها الثانية بين اصابع يده الكبيرة . حاولت تالا أن تتخلص من قبضة يده المحكمة ولكنها فشلت . زفرت بقوة لتنظر إليه فأقترب بوجهه منها ليقول بلهجة صادقة :" أنا آسف ". علق تنفسها في المنتصف ..أشاحت بوجهها بعيدا وهي تشعربالارتجاف اللعين يهز جسمها , لابد وإنه شعر به إذ خفف قليلا من ضغطه على يدها ومد يده الأخرى ليضعها على ذقنها ويجعلها تنظر إليه ثم كرر كلماته بصوت متشنج :" أنا آسف ". كانت تالا كالمسحورة ..تجمدت في مكانها حينما رفع يده بعدها ليداعب شعرها وكأنه غير واعي لحركته تلك بل إن تابع يقول بذهن شارد :" أعدك إن ذلك لن يتكرر ..لن أسمح لنفسي أن اؤذيك أكثر ". ورفع يدها المحتجزة إلى مكان قلبه فشعرت تالا وكأن قلبها يتوقف عن الخفقان ..كان جنونا ..تحركت مشاعرها في الحال وتلاشى الغضب منها ..لم تتوقف يده عن مداعبة شعرها , رأته يبلع ريقه ويقول :" هل يمكنك مسامحتي تالا ؟" . اختنقت تالا بأنفاسها , شعرت بالأحمرار يغزوها فقد كانت نظرته حميمية , وأكثر مما تتصور اشاحت وجهها بعيدا لتستنشق الهواء النقي بعيدا عن نظراته التي توحي لها كم هي أثيرة بالنسبة إليه , ثم قالت بصوت مرتجف :" مسامحتي لا تعني شيء..أنا لا أستطيع أن أثق بك ..بعد ..الذي حصل ". وطأطأت رأسها خجلا . أمرها بصوت رقيق :" أنظري إلي ". وحينما تصلبت في مكانها سارع يقول متأوها :" كلا .. سأغير عبارتي ..تالا .." . رفعت بصرها فتعلقت عيناها بجمال عينيه المتلئلئة بلمعان غريب ..أنحنى برأسه جانبا وهمس قائلا :" سأعمل جاهدا كي اكسب ثقتك من جديد ". أطلق سراح يدها بعد ذلك , فضغطت يدها على كوب القهوة لتوقف ارتجافها ولكنها سمعته يقول بصوت لحوح وكأنه لم يطق الصبر أكثر :" وأنت لم تمضي الليلة مع دييغو ؟.. صحيح ؟" . فتحت تالا فمها لترشقه بأتهامات متعددة ولكنها أغلقته لتنظر إلى القهوة وغمغمت بسخط :" حقا مالذي يمنعني من سكب القهوة على رأسك ؟" . شعرت به يبتسم وهو يضع جزء من شعرها خلف إذنها ويقول ببساطة :" لأن لديك قلب يتسع لكل حماقاتي ". نظرت إليه بحذر ..وهي تفكر بأن هذا الرجل لديه قدرة على قلب مزاجها كليا ..حاولت أن لا تبتسم له ولكنها فشلت ..اختلجت شفتيها بأبتسامة صغيرة ولكنه لاحظها فصاح مبتهجا :" لقد استحقيت جائزتي " . وقبل أن تدرك ما سيفعله . أنحنى برأسه وقبلها على خدها بسرعة خاطفة بحيث للحظة تصورت إن ذلك كان جزء من خيالها ..أتسعت عينيها بصدمة ولكنه اسكت احتجاجها بقوله :" لقد عدنا صديقين في السكن ..اليس كذلك ؟" . ردت عليه بحدة :" ليس قبل أن تتوقف عن تملقك لي ..لآخر مرة أقولها لك ..أنا لست أحدى حبيباتك ". ابتسم براد ضاحكا ورد بنبرة ماكرة اشتاقت لها :" لا ..أنت أشرس من كل حبيباتي ". غمغمت تالا مجددا :" كم أتمنى لو كنت في غرفة الجلوس ورشقتك بالوسادة ". أجابها بلهجة مازحة :" ولكنت تصديت لها مثل كل مرة ". ثم تابع يسألها برقة :" وبعد ..لما تنزعجين إن قبلتك على خدك ..أنت تفعليها عادة مع دييغو ووكيل أعمالك ..لما لا تتقبليها مني ببساطة؟" ماذا تقول له ..إنه ليس مأمون الجانب ؟.. حينما ترددت في قول شيء تراجع هو ليتكأ على كرسيه وقال بلهجة متوترة :" فمهت ..أنها مسألة ثقة ..ألست محقا ؟" . اختارت تالا اجابتها بعناية :" ليس الأمر هكذا ..أنا وأنت لا نعرف شيئا عن بعض ". فسألها بلهجة جامدة :" وأنت ودييغو كذلك ؟..". رأت النور في عينيه يظلم فجأة قأخذت تقول :" لم نبدأ أنا وأنت بداية طيبة ..كنا عدوين ألا تذكر؟.. والآن .." .توقفت عن أكمال عبارتها .. لا تعرف كيف ستصف علاقتهما الحالية , فكل شيء انقلب فجأة . أكمل براد جملتها بلهجة لاتفصح عن شيء : " عدنا أعداء ..أهذا ما تريدين قوله ؟" . اعترضت تالا في الحال :" لم أقل هذا ..أنا .. يجب أن نترك لنفس مجالا كي نفكر , كي نحاول أن نعيش في منزل واحد دون ان يؤذي أحدنا الآخر .." واضافت بلهجة جافة :" وهذا ما أردت قوله قبل شجارنا ..". ارتخت معالم وجهه وهو يرد عليها :" حسنا ..أنا أفهم ذلك , ولكن دعينا نضع كل هذا في الماضي ..مارايك أن نبدأ صفحة جديدة ". لم تستطع تالا أن تمنع نفسها من السخرية :" ألن ترسي بعض القواعد ؟" . نظر إليها معاتبا وقال بعدها :" لا قواعد هنا ..سنكون كأي شخصين بالغين يتشاركا السكن , سنقتسم كل الفواتير بيننا في التساوي ..حتى ..يمكنك أستخدام الهاتف .." فقاطعته بعناد :" كلا , لن أفعل " رد عليها بلهجة حازمة ورقيقة بذات الوقت :" ستفعلين ..كنت سخيفا ذلك اليوم , كان ذهني مشغولا في العمل , أنا أعرف إن هذا ليس عذرا ولكني كنت كذلك ..وبهذا فالهاتف سيكون مشتركا بيننا , أتصلي ب ..أصدقائك في اليونان كما تشائين ". تمتمت بهدوء :" إنها ..نيسا فقط ". رفع بصره بحدة ثم أدرك للتو ما عنته حينما قالت صديقة , لقد اساء فهم الكلمة , أخذ يفرك شعره بعصبية وقال بعدها بصوت خشن :" يارب السموات ..علي أن أعد قائمة مليئة بالأعتذارات ". ابتسمت تالا وقامت من من مكانها لتقول بعذوبة :" لا أحتاج لقائمة ..أحتاج لتوصيلة فقط ". أتجهت لتقف عن باب المطبخ وسألته هازلة :" لقد تسائلت عن مكان مبيتي ليلة البارحة ..قم بتوصيلي في سيارتك وسيتضح لك كل شيء ". لمعت عيناه وهو يقوم ليقف أمامها وقال :" بكل سرور ..مادام الأمر ليس له علاقة بأبن خالتي ". حينها صاحت بسخط :" براد !". رد مستسلما :" حسنا ..كنت أمزح فقط " ابتسم بعدها ليقول :" تالا ..تالا هلا تصافينا ؟". لهجته الدافئة جعلتها تظن مرة ثانية بأنها أثيرة بالنسبة لديه ..عارضها المنطق في الحال , هذا جنون ..إنها مجرد أفكار لا معنى لها . أدركت إنه يطلب مصافحتها , كعادته في الصلح دائما ..مد يده وقال بصوت دافئ وكأنه قرأ أفكارها :" لقد اصبحت لدينا عادة ". وهكذا تصافحا وعادت الأمور إلى مجراها الطبيعي . | |||||||||
|  |
|
04-04-11, 12:35 AM
| #442 | |||||
| روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء  
| مشكورة جلنار على الفصل الرائع ... براد ... واو لقد أوقعتك سمراء اليونان رأساً على عقب لدرجة أنك تضرب الحائط بقبضتك من شدة الغيرة ... أنتظر القادم بشوق فلا أعتقد أن الهدنة الحالية ستستمر طويلاً  جلنار متابعاكى و شكراً لك | |||||
|
| |
|
04-04-11, 12:38 AM
| #443 | |||||||||
| نجم روايتي وعضوة في فريق الترجمة وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقلوب احلام
| ههههههههه لا أحد يعلم مايجري في دماغ الرجل لكني أوافقك أنه وقع أخيرا هههههههههه هباوي الوردة ..منورة | |||||||||
|
| |
|
04-04-11, 02:57 AM
| #450 | ||||
 
| تحـــــــــــــــــــــــ فـــــــــــــــــــــه بجد مش لاقيا كلام بجد مش ممكن بارت روووعه بجد من كاتبه فعلن متميزه براااد :: هتوحشنا الخناقات بتاعتكو .......... بس بجد كان في البارت ده جاامد اويي اخيرا فك البرود ده شويه مع انو جت بدااالو ناااااار (الغيره) بس كده احسن كتييييير تالا :: يعني كان لازم تباتي ف المرسم يوم ما تخرجي مع دييغو و تحلي الواد ياعيني النار بتاكل فيه ....... لا بس فقعتيه بجد لما قلتي مع اسباني دا انتي طيرتي البرجين العاقلين من عقلوو بجد ابدعتي جلنار و مستنيين الباقي على نااااااااااااااار | ||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
4Likes
.png)
.png)
العرض العادي
