آخر 10 مشاركات
نساء من هذا الزمان / للكاتبة سهر الليالي 84 ، مكتمله (الكاتـب : أناناسة - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          قبل الوداع ارجوك.. لاتذكريني ! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          السر الغامض (9) للكاتبة: Diana Hamilton *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          عشقكَِ عاصمةُ ضباب * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          تريـاق قلبي (23) -غربية- للمبدعة: فتــون [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : فُتُوْن - )           »          ارقصي عبثاً على أوتاري-قلوب غربية(47)-[حصرياً]للكاتبة::سعيدة أنير*كاملة+رابط*مميزة* (الكاتـب : سعيدة أنير - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-04-11, 04:18 PM   #11

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


أنهى شرب قهوته ووضع الكأس على المقعد وأستدار بأتجاه فيكتوريا قائلا بأيجاز:
" هل أنت مستعدة يا آنسة مونرو؟".
أومأت بالأيجاب وسارت تتبع خطاه , وفي هذه الأثناء فتح باب المطبخ مرة أخرى ولكن من الردهة التي تقود الى غرفة فيكتوريا وجاءت صوفي أيضا وعليها ملامح الفرح , كانت فيكتوريا قبل ذلك تفكر بمكان صوفي لأنها لم تكن هناك قبلا , هتفت قائلة:
" أبي!".
عندما شاهدها والدها وأندفعت نحوه وطوقته بشدة بذراعيها الناعمتين قائلة:
" الى أين ذاهب؟".
قال لها والدها بلطف وهو يحل نفسه من ذراعيها المتمسكتين به:
" تكلمي بالأنكليزية يا صوفي , أنا ذاهب الى مكتبي وسأناقش مع الآنسة مونرو أجور تعليمك".
رجعت صوفي الى ذراعي والدها وقطبت أنفها نحو فيكتوريا ولم يعترض البارون عليها.
" لا أريد أن أدرس يا أبي , أريد أن أخرج معك , هل يمكنني ذلك يا أبي؟".
" هل ترغبين يا صوفي بأن يقال أن صوفي فون ريشستين غير ذكية وغير مثقفة وأمية؟".
ثم عانقها بلطف مضيفا:
" ألا ترغبين أن أكون فخورا بك؟".
" طبعا أريد ذلك ولكنك تستطيع أن تعلمني جميع ما أحتاج اليه".
" كلا يا صوفي".
" لماذا؟".
" لا وقت عندي , أنني متأكد أن الآنسة مونرو ستكون مدرّسة ممتازة , حاولي أن تكوني طيبة معها وأن تتعلمي".
" أنك لا تهتم بي".
شعرت فيكتوريا بأنها غير مرتاحة , ورفعت بصرها الى ماريا , كانت المرأة المسنة تلقي نظرة عجلى يشوبها القلق وكانت فيكتوريا تشعر بأن هذا المشهد تكرر سابقا مرات عديدة , تجهمت ملامح البارون أزاء أبنته وقال:
"هذا ليس صحيحا يا صوفي , أنا لا أستطيع بمفردي أن أكرّس نفسي لتثقيفك , عليّ واجبات كثيرة نحو القصر كما تعلمين , لا يمكنني أن أكون معلمك الخصوصي علاوة على ذلك من الأفضل أن تستفيدي من خدمات مدرّس محترف".
ألقى نظرة عجلى كئيبة لجهة فيكتوريا وتأكدت أنه تردّد متعمدا أن يذكرها بأنها لم تكن ذات خبرة في التعليم , مسحت صوفي عينيها بيديها وقالت:
" أذهب عني بعيدا لا أريد أن أراك بعد اليوم".
أجال البارون نظره فيها لفترة طويلة وأستدار مشيرا الى فيكتوريا بأن تسبقه وتخرج من الغرفة , قامت بما أملاه عليها البارون , وكانت عينا صوفي مركزتين عليهما عند ذهابهما.
أغلق البارون الباب وراءه وأشار الى فيكتوريا بأن تجلس على المقعد القريب من النار , ثم جلس قرب المنضدة وأخرج سيكارا من علبة خشبية منقوشة فأشعله وبدأ يدخن قبل أن يبدأ حديثه , كانت نوافذ المكتب تطل على جهة من القصر وبأستطاعة فيكتوريا أن تشاهد وهي جالسة في مقعدها المياه المتدفقة في الجدول والمنظر الشامل للأشجار المتجمدة ومنحدر التل بين قمته وسفحه , كانت الغرفة رائعة جدا وبدأت فيكتوريا تشعر بالأنتعاش من الدفء والراحة في مقعدها الوثير , عندما بدأ البارون بتدخين السيكار ووجد لذة في ذلك فألقى عليها نظرة عميقة وقال مداعبا :
" أنك مذهولة يا آنسة مونرو ؟ كنت تفكرين بأنه لم يكن عندنا ألا كراسي نجلس عليها وجدران متصلبة نحدق فيها؟".
" أذا كنت فكرت بذلك فلأنك أنت الذي أوحيت به".
" أنني متأسف , ربما كنت قاسيا أزاءك ولكن من الأفضل أن يفكر المرء بالأسوء عند بداية العمل , فلو كنت قدتك بطريق يختلف تماما عن ذلك لكنت تروعت , ألا توافقينني على ذلك؟".
أرتفعت شفتا فيكتوريا وأجابته بلهجة تتسم بالمقاومة:
" هكذا تجعلني أعتقد أنك بربري يا سيدي البارون؟".
" كلا هذا لم يكن أطلاقا , على أنه يجب أن تتأكدي منذ الآن بأن ما يمكننا أن نقدمه لك ليس هو نمط الحياة التي أعتدت عليها".
" أنك لا تعرف ما هي المعيشة التي أعتدت عليها يا سيدي البارون".
" كلا , لم أمض حياتي هنا في ريشستين يا آنسة , يمكنني أن أميّز القماش الصوفي الناعم عندما أتطلع مثلا الى كنزتك الصوفية الغليظة وكذلك فأن بنطالك غير مصنوع من الغزل الصوفي الرديء".
" لا يمكنك أن تحكم على شخص من خلال ثيابه".
" كلا , لا يمكنني ذلك , أنا أقبل بهذا القول لذلك فأنني أريد أن أختبرك , على أنني أجازف بالقول بأن المربيات اللواتي قبلك كنّ مهيئات للمهمة التي تنتظرك أكثر منك".
شعرت فيكتوريا بأنها قد أهينت فهتفت قائلة بدون تفكير :
" كيف يمكنك قول هذا الكلام بينما لم تستطع واحدة منهما النجاح في مساعيها؟".
رفع البارون حاجبيه الداكنين وقال :
" أرى أنك يا آنسة تثبتين وجهة نظري".
قالت بحدة وهي تضغط على شفتيها:
" لماذا؟ لأنني لم أراع الأحترام الواجب لشخصيتك؟".
لمعت عينا البارون بالغضب وتطاير الشرر منهما وقال بنبرة تشوبها الخشونة:
" سنترك مسألة مركزي على حدة".
لاحت علاشم الأنكماش على ملامح فيكتوريا فتمتمت بأضطراب :
" كما تريد"." كما تريد".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-04-11, 04:36 PM   #12

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

نهضت على قدميها وأجالت نظرها في الأوراق المنثورة على المنضدة , فشاهدت رسالة عرفت مباشرة بأنها من عرابتها.
فاجأها البارون بالسؤال وهو يحدّق فيها:
" لماذا رغبت بمغادرة لندن يا آنسة؟".
أجابت فيكتوريا بلطف وهي تشبك أناملها:
" هل لهذا الأمر أية أهمية يا سيدي البارون؟".
أمسك البارون بالرسالة التي بين يديه وقال :
" أذا كان سبب مجيئك الى ريشستين هو الفرار من شيء بغيض فيجب أن أكون مطلعا على ذلك".
حدقت به فيكتوريا وصاحت قائلة:
"لماذا؟".
" أذا حدث المستحيل وسارت الأمور على ما يرام من غير المستحب التفكير بأنك قد تتركنا أذا أنحلّت مشكلتك".
" على أي شيء تستند بقولك هذا؟".
" رسالة عرابتك مبهمة والأنطباع عند قراءتها يوحي بأكثر مما قيل الآن ,ومع ذلك بما أنك تبدين نافرة , أعتبر أن هناك قضية شخصية واثقا بأنه ما من شيء يمكن أن يورطنا في مشكلة".
ضغطت فيكتوريا على أصابعها وهي مستشيطة غضبا ولكنها لم تجب بشيء , فلا شأن لبما يفكره البارون وسيبرهن الزمن أنها جديرة بالمهمة , وأنه سوف لا يشكو من أي عمل تقوم به , أدركت بأن حياتها في لندن كانت تقهقرا ووجودها في ريشستين هو الحقيقة بالذات.
أن قلقها على فراق مرديت على نحو مفاجىء أقل أهمية بالنسبة اليها من النجاح في مهمتها كمربية, لقد رفضت الليلة الماضية في خلوتها التفكير به أو ربما أحست ببعض وخزات الضمير ولكن ما يعيد الطمأنينة الى نفسها أن قلبها لم يتحطم كما كانت تعتقد قبلا.
أن ذكر خيانة ميرديت لها لا تزال تؤلمها , ولا خطر على كبريائها في هذا المكان البعيد أكثر من ألف ميل عن أي شخص عرف بعلاقتهما.
كانت عرابتها على حق عندما قالت أن ألم فيكتوريا سببه أنها ستبدو حمقاء وليس ألما حقيقيا ساحقا للقلب , أتكأ البارون على أطار الموقد وهو يرمقها بشدة وبدأ يقول:
" علي أن أحذّرك بأن صوفي ليست من البنات اللواتي يمكن التعامل معهن بسهولة وأنت عالمة بأمرها بعد هذه الضجة الصغيرة التي حدثت بصورة مبكرة".
تفرست فيكتوريا في أظافر أصابعها ولم تستطع أن تجابه هذه النظرة المحدقة الى النافذة فأكتفت بالقول:
" نعم".
" بدون ريب أنك يا آنسة تعتبرين أن موقفي منها مؤسف ويفتقر الى الحزم".
أطلقت فيكتوريا تنهيدة خفيفة وتساءلت ما عساها أن تجيب ولكنها جازفت وقالت على مضض:
" أعتقد أن صوفي أبنة وحيدة".
" كم أنت لبقة بجوابك؟ ليس مرد ذلك كونها وحيدة , عندما مرضت صوفي بذلنا في سبيلها كل عناية ممكنة , كانت أتفه رغبها لديها بمثابة أمر واجب التنفيذ, أنها عزيزة جدا علي , طبعا أفسدتها بالأفراط في التدليل والآن هذه هي النتيجة".
" كم كان عمر صوفي عندما أصبحت مريضة يا سيدي البارون؟".
" كانت في الثامنة من عمرها قبل الآن بثمانية عشر شهرا وأبلالها من الفالج كان لا يقل عن أعجوبة , لا يمكن أن تتصوري مبلغ الأرتياح الذي شعرت به عند شفائها وبدا لي لفترة من الزمن أنه من المستحيل أن تصبح مرة أخرى فتاة طبيعية".
" وزوجتك البارونة؟".
" لسنا في معرض الحديث عن والدة صوفي , والآن علينا أن نبت في مخطط المنهج الدراسي".
أحمر وجه فيكتوريا وتركته يوجه حديثه نحو الأمور الثقافية وهي أن يكون التدريس في هذه الغرفة أي في مكتبه حيث تقوم المنضدة الكبيرة للقراءة والكتابة ومراجع كثيرة في الزوايا الملأى بالكتب , رأت كتبا مدرسية باللغتين الألمانية والأنكليزية تستطيع من خلالهما أن تزن مقدرة صوفي والتجهيزات الأخرى الضرورية لتأمين المواد الكتابية كل ذلك كان في أدراج المنضدة.
عندما أكمل البارون تعليماته المتعلقة بصوفي نهضت فيكتوريا مستأذنة بالأنصراف ولكنه أشار اليها بأن تبقى في مكانها فعادت وجلست في كرسيها وأستطرد قائلا:
" من الضروري أن أبيّن لك وقت الراحة الذي ستتمتعين به وكيف ستقضينه , أذا كنت تفضلين الطعام في غرفتك فأنا على أستعداد لأتخاذ الترتيبات الضرورية لتهيئة صينية تؤمن لك ذلك".
" كلا لا أرغب بذلك , لا بأس بالأكل في المطبخ".
ثم توقفت كانت على وشك القول بأنها تفضل الرفقة على العزلة.
" لقد فهمت يا آنسة , لا تعتقدي أنني بدون مشاعر , أنا أيضا بحاجة أحيانا الى رفقة الآخرين".
عاد البارون للتكلم عن الأوقات الفارغة فأستعادت فيكتوريا رباطة جأشها :
" طبعا ستكونين غير مشغولة بالعمل كل يوم بعد أنتهاء الدروس التي ستكون ساعتين بعد الغداء , لكنني سأكون ممتنا لك أذا أعتبرت نفسك رفيقة صوفي لجزء من النهار".
أحمر وجه فيكتوريا وقالت بتوتر:
" لا حاجة للأشارة الى هذا الموضوع , أرغب من كل قلبي أن أعامل صوفي كصديقة طالما هي ترغب في ذلك , أما بخصوص الوقت الذي أكون فيه غير مشغولة فعندما أرغب بشيء سوف أطلبه دائما منك".
" على الرغم من ذلك أجد من الضروري ألا تشعري بأنك دائما منهمكة في أداء وظيفة ما , أنني أقدر أقتراحك ولكن يمكن أن تجدي القيام بوظيفة في أسرة مرهقا".




أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-04-11, 05:23 PM   #13

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

نهضت فيكتوريا مرة أخرى وخرجت بخطى واسعة نحو الباب وقبل أن تدير المقبض قال لها:
" شعرك طويل جدا".
لم تكن تتوقع هذا التعليق مطلقا فأستندت الى الباب وقد تملكها الذهول وتمتمت والدمع يشيع في وجهها:
" لماذا؟".
أدار البارون ظهره اليها محدقا في اللهب:
" لا توجد حولنا يا آنسة صالونات تجميل للسيدات فمن الأفضل أن تبقي على شعرك قصيرا".
تجهمت ملامح فيكتوريا وبصوت متقطع قالت:
" هل هذا طلب أم أمر؟".
أجاب البارون بنبرة تشوبها الكآبة :
" لا هذا ولا ذاك , كانت مجرد ملاحظة , هذا كل ما في الأمر يا آنسة".
" أنني على أستعداد تام لتجميل شعري بنفسي يا سيدي البارون , هل هذا كل ما في الأمر؟".
" نعم هذا كل ما في الأمر".
هزت رأسها هزة خفيفة وفتحت البب وخرجت من الغرفة , يا للرجل الغريب الأطوار , وأية أهمية لشعرها بالنسبة اليه؟ رفعت كتفيها وقد ساورتها الحيرة ومشت في موازاة الممر عبر الردهة الواسعة , وما أن دخلت هذه القاعة الفسيحة حتى رأت كلب الصيد يحوم حولها محدقا فيها , تملكها الرعب وشعرت بدقات قلبها تتصاعد , عقدت العزم على أن تكون رابطة الجأش , فتشجعت وأجتازت الردهة وبعد أن أغلقت الباب وراءها أطلقت نفسا عميقا مرتعشا بالأرتياح , سارت نحو المطبخ علّها تجد صوفي وتحدثها عن الترتيبات المتّخذة بشأنها فلم تجد غير غوستاف وماريا , كان غوستاف يشرب القهوة ويدخّن غليونه , كان رجلا عملاقا ذا شعر كثيف رمادي وقسمات وجه أسمر مشوّه .
أومأ برأسه أيماءة خفيفة محييا فيكتوريا بلطف , فردت بمثلها ثم قالت لماريا:
" اين صوفي ؟ ظننت أنها هنا".
أطلقت ماريا تنهيدة خفيفة وقالت :
" أظن يا آنسة أنها خرجت , بعد أن ذهبت مع والدها أنتعلت حذاءها العالي الساق وأرتدت فراءها وربما تجدينها في الأسطبل مع أوتو وألس".
سألتها فيكتوريا وقد أستولى عليها الذهول :
" أوتو وألس , من هما؟".
" فرسان يا آنسة , لم يبق من الخيل ألا أثنان فقط ".
" لقد فهمت , سأنتعل حذائي العالي الساق وأذهب لأراها".
قال غوستاف مومئا برأسه بأرتياح:
" نعم يا آنسة".
أذعنت فيكتوريا وخرجت من المطبخ وصعدت الى غرفتها لترتدي ثيابها الدافئة , أرتقت درجات السلم وقد أعتراها الذهول من ضخامة جدران القصر , تصاعد صوت من الدور السفلي وتمنت لو أنها أصطحبت معها جهاز الراديو.
تناهى الى سمعها فجأة صوت صادر عن أحدى الغرف المتصلة بشرفتها , فغمرتها موجة من الخوف أنسابت في عمودها الفقري , ظنت أنها وحدها في البرج الصغير , وبما أنها تعرف جميع من في المنزل سبب لها الصوت شعورا بعدم الأرتياح , لم يكن في القصر أحد لذلك فمصدر الصوت لا يمكن أن يكون ألا من الفئران والجرذان , ألا أذا كان نبضها أنخفض قليلا أو أن صوفي تحاول أخافتها.
تردد الصوت مرة أخرى وبصورة أكثر صلابة , مهما كان مصدره فسينتابه التعب وهو ينتظر بدون جدوى أن تجيب عليه , فكرت وقد نفذ صبرها ربما كانت صوفي ولا أحد سواها , لا يمكن أن يكون البارون ومنذ لحظات تركت ماريا وغوستاف.
سرت قشعريرة من الخوف في جميع أنحاء جسمها , فمهما كان الشيء يجب أن تكتشفه بنفسها وألا لما نعمت براحة البال , بخطوات خفيفة يشوبها التردد والأحجام عبرت فيكتوريا سلم المبنى الى الباب ووضعت أذنها على لوح الباب مضغية بأنتباه شديد فأذا بضجيج قوي وراء الباب يتمثل في أطلاق الأنفاس ووقع الأقدام والعويل المستمر.
تروعت فيكتوريا ورجعت خطوة الى الوراء ثم تشجعت وعقدت العزم على تحريك مقبض الباب ودفعت الباب نحو الداخل وهي موجسة من وقوع كارثة رهيبة عليها , وفي لحظة من الزمن كانت تشعر بأن لا أمل لها بالنجاة وأن قلبها يكاد يتوقف من الرهبة , كانت تترنح وتحاول أن تتشبث بالباب وأذا بجسم ضخم مكسو بالفراء يندفع فرحا بقوة نحوها يلعق وجهها بلسانه القرنفلي الكبير.



أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-04-11, 10:16 PM   #14

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

3- طبيب الثلوج

كانت فيكتوريا تهتز وقد تملكها الفزع لكنها أرتاحت عندما أحاطت بذراعيها جسم الحيوان الضخم الودود.
دفعت فيكتوريا كلب الصيد بعيدا عنها وهزت رأسها بوهن ضاغطة بساعدها على جبينها الحار , أما وقد عاد اليها رشدها وبدأت تفكر بالعقل السليم فتيقنت أنه من الصعب جدا أن يكون الكلب قد أقفل الباب على نفسه داخل هذه الغرفة , وعلاوة على ذلك فأن الباب كان دائما مغلقا وفجأة تذكّرت علائم الرضى التي بدت في عيني صوفي عندما ألتقت بها وبوالدها في المطبخ لذلك قد تكون هي التي قامت به.
عرت فيكتوريا موجة عارمة من السخط هزت أوصالها عندما تذكرت تلك اللحظات الرهيبة التي قضتها قبل فتح الباب , كم تمنت أن تنقض على الأصطبل وتقبض على صوفي وتجلدها بالسوط , طبعا أنها لا تستطيع ذلك , لا سلطة لها على ضرب صوفي , سبيلها الوحيد هو عرض الأمر عل البارون والألتماس منه بأن يتصرف معها بالطريقة التي يراها ملائمة , فتحت باب غرفة نومها ومشت فيها بخطى وئيدة , وبعد تفكير عميق تراءى لها أنها لا تستطيع عرض الأمر على البارون , لم تكن في طبيعتها تحب سرد القصص ومن المحتمل أن يكون ذلك ما كانت تأمله صوفي , وهذه الأخيرة تستطيع نكران كل شيء , من هو الشخص الذي يستطيع أن يؤكد أن البارون سيصدق هذه أو تلك , قد يظن أنها أخترعت القصة بكاملها في محاولة للأساءة الى صوفي , عندما أصبحت جاهزة خرجت من غرفة النوم وبدأت تنزل درجات السلم الملتوية , كان كلب الصيد يتبعها بخنوع , أرتسمت أبتسامة على شفتيها , لقد أمنوا لها حاشية جاهزة لخدمتها , تبعها الكلب حتى المطبخ فألقت ماريا عليه نظرة تشوبها الحيرة وقالت له بنبرة حادة:
" الى الوراء فريتز".
هزت فيكتوريا رأسها وقالت بسرعة:
" أتركيه لا بأس أذا حضر معي".
" فريتز وهلكا هما كلبا السيد البارون , عليك أن تستأذني منه يا آنسة".
قال غوستاف بحدة:
" الكلاب بحاجة الى التمرين , أتركي الآنسة وشأنها يا ماريا , لا ضرر بأن يأتي فريتز معها.
هزت ماريا كتفيها أستهجانا ورجعت الى مخبزها , خرجت فيكتوريا من الباب وأغلقته وراءها بأحكام وهي مسرورة من رفقة الكلب , ربتت بلطف على رأسه وسارت عبر الفناء ثم دلفا الى أحد أطراف القصر ثم عبرا طريقا الى الفناء الداخلي حيث شاهدت الأصطبل قبل ذلك , كان الهواء باردا ومؤذيا , ألتقطت فيكتوريا حفنة من الثلج وألقت بها على فريتز فبدأ ينبح وتراءى لها وهي تقهقه أن فريتز تخيّل أنها منقذته وولاؤه الطبيعي أنتقل مؤقتا اليها.
أخترق صدى الضجة جدران الأصطبل وبرز فجأة وجه شخص صغير مكسو بالفرو وقف منتصبا يراقبهما فتوقفت فيكتوريا عن مداعبة الكلب لتستطيع مواجهة مهامها فسمعته يطلق هريرا خفيفا , وحدّقت به فرأته يحدق في صوفي وعلائم الحقد تبدو عليها , كان هذا دليلا واضحا على أن صوفي هي التي سجنت كلب الصيد في الغرفة.
شابت ملامح وجه صوفي علامات التمرد عند أجتيازهما الفناء متجهين نحوها ورأت أن الطريقة المثلى في الدفاع هي الهجوم فقالت بحدة:
" والدي وحده هو الذي بسمح لفريتز بالخروج يا آنسة , سيستاء كثيرا عندما يكتشف أنك خالفت أوامره".
نظرت اليها فيكتوريا بهدوء وقالت لها:
" وماذا لو قلت لك بأنني حصلت على أذن من والدك لجلب الكلب الى هنا".
تجهم وجه صوفي ساورها الحذر وسألت غير مقتنعة بصحة الأقوال:
" أنا لا أصدقك يا آنسة".
هزت فيكتوريا كتفيها بلا مبالاة وأوحت اليها برفق بما يلي:
" لماذا لا تسألينه ؟ قولي له أنني وجدت فريتز المسكين مقفلا على نفسه في أحد أبراج الغرف وعندما أطلقته أصر على أن يتبعني".
أزداد تجهم وجه صوفي فقالت:
" تعتقدين أنك ذكية جدا".
" كلا, بل ربما أذكى منك يا صوفي,والآن لدي تعليمات من والدك بخصوص تعليمك , أقترح أن نذهب الى مكتبه ونبدأ بأكتشاف مدى ذكائك الحقيقي".
نظرت صوفي أليها وهي تستشيط غضبا وبصمت أستدارت وأندفعت بطريقها متجاهلة تماما أقوال فيكتوريا.
وقفت فيكتوريا تجيل نظرها في الهضبات المتجمدة التي تسرّب صقيعها الى أخمص قدميها وبدأت تشعر بالهواء البارد يدب في أوصالها فرجعت مسرعة الخطى ألى البوابة المقوسة , كان فريتز قد تعب من الوثوب حولها طربا , يسير في أثرها عندما أجتازت الفناء الى المدخل الرئيسي للقصر المؤدي الى مكتب البارون , أزالت فيكتوريا الثلج عن ثيابها ونزعت عنها وشاحها وأجالت نظرها فيما حولها لتلتقي بنظرات البارون البغيضة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-04-11, 12:24 PM   #15

خفايا الشوق

نجم روايتي وعضو فعال في التراس المنتدى الادبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية خفايا الشوق

? العضوٌ??? » 141888
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,302
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Oman
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » خفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

رررررررررررررروووووووعه
بانتظار التكمله،،،


خفايا الشوق غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgl]https://upload.rewity.com/upfiles/6YQ92892.jpg[/imgl]عـــابرون لا أكــُـثــــــر

[imgr]https://im32.gulfup.com/FYwSN.gif[/imgr][imgl]https://upload.rewity.com/upfiles/NBo28712.gif[/imgl][imgr]https://www.rewity.com/vb/signaturepics/sigpic242556_32.gif[/imgr][imgl]https://upload.rewity.com/upfiles/FXq17526.gif[/imgl][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/NxQ01099.gif[/imgr][imgl]https://im31.gulfup.com/57mdD.gif[/imgl][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/DbH16903.gif[/imgr][imgl]https://im40.gulfup.com/uAdq7.gif[/imgl][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/qbv87689.jpg[/imgr][imgl]https://im39.gulfup.com/aYnT2.gif[/imgl][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/r3w92892.jpg[/imgr][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/rfY65786.jpg[/imgr][imgl]https://upload.rewity.com/upfiles/fBm45664.jpg[/imgl]
رد مع اقتباس
قديم 06-04-11, 11:24 PM   #16

اربيلا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 167404
?  التسِجيلٌ » Mar 2011
? مشَارَ?اتْي » 364
?  نُقآطِيْ » اربيلا has a reputation beyond reputeاربيلا has a reputation beyond reputeاربيلا has a reputation beyond reputeاربيلا has a reputation beyond reputeاربيلا has a reputation beyond reputeاربيلا has a reputation beyond reputeاربيلا has a reputation beyond reputeاربيلا has a reputation beyond reputeاربيلا has a reputation beyond reputeاربيلا has a reputation beyond reputeاربيلا has a reputation beyond repute
افتراضي

[شو يا امول بدنا نستنى كتير
شدىالهمة
الرواية حلوة
فعلا انك ذوق FONT="Arial Black"][/FONT]


اربيلا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-04-11, 10:00 PM   #17

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

كان جالسا قرب المدفأة الضخمة , ولهيب النيران يحوّل لون شعره الى ذهبي متوهج , وكلب الصيد الآخر جالسا قربه بدون حراك , عندما رآهما فريتز قفز نحوهما بفرح وهو يحتك بساقي سيده , رفعت فيكتوريا معطفها وقالت بلطف:
" قمنا بنزهة أنا وفريتز , أنه حقا لمنعش التنزه في الهواء الطلق".
تحرك البارون ورأت فيكتوريا أن صوفي كانت جاثمة فوق مقعد خشبي قرب المدفأة تدفىء رجليها , كانت تبدو على ضوء الجذوع المشتعلة وكأنها قطة , ألقت على فيكتوريا نظرة وقحة ثم تطلعت الى والدها بهيام , قال البارون لها بنبرات حادة:
" هل فكرت بأن تسخري مني الليلة الماضية يا آنسة؟".
تجهم وجه فيكتوريا عند سماعها ملاحظته المحيّرة فأجابت وهي تهز رأسها:
" أخشى أنني لم أفهم ما تقصده يا سيدي البارون".
طوى البارون ذراعيه وقد بدا السيد الأقطاعي في كل ذرة من ملامحه , قال بنبرة كئيبة:
" الكلبان , تظاهرت بالجين أمامهما ( والآن تبدين بأحسن حال مع فريتز حتى أنك خالفت أوامري المتعلقة بالحيوانات".
أجابت فيكتوريا بغضب وأقتضاب:
" أذا كنت لا تعير أي أهتمام لما أقوله فيبدو أنك تريد أن تجادل حول مسألة تافهة , لم يكن خوفي في الليلة الماضية سوى حقيقة بصورة مطلقة , ولكن كما ترى أصبحت وفريتز صديقين".
" بل أريد منك أن تطيعي التعليمات".
بكل تأكيد لم يكن البارون معتادا أن يتلقى أجوبة من هذا النوع من مساعديه.
" لم تصدر تعليماتب بخصوص الحيوانات لتبقى مجرد حبر على ورق , بل لتطبق بحذافيرها , وعلاوة على ذلك يجب أن لا يكون موقفك من الوظيفة اللامبالاة بل عليك أن تعيريها مزيدا من الأهتمام".
رأت فيكتوريا وجه صوفي الصغير بنفسه وأرادت أن تصرخ لكنها بدلا من ذلك تمالكت أعصابها وقالت بنبرات تشوبها السخرية:
" ماذا تقصد بكلامك؟".
" بعد محادثتنا هذا الصباح توقعت أن تبتدئي بأعطاء دروسك لصوفي وبدلا من ذلك أختفيت مدة تزيد عن ساعة مع حيوان مزاجه الخاص غير موثوق به".
حدقت به فيكتوريا لفترة طويلة ثم أنصرفت , قال لها البارون بنبرات جافة:
" الى أين تذهبين؟".
خطت فيكتوريا الى الوراء وقالت بحذر:
" كنت ذاهبة الى غرفتي لأحزم أمتعتي".
مشى البارون بخطى واسعة أمامها وعلائم الغضب بادية على وجهه ثم صاح بنبرة حادة:
" ما هذه الحماقة؟ لا يجوز يا آنسة أن تتصرفي بأهتياج لمجرد حديث معك".
حملقت فيكتوريا به غاضبة وهتفت قائلة:
" أتسمّي هذا حديثا أمام فتاة صغيرة في التاسعة من عمرها........".
أجاب البارون بنبرة فاترة:
" أنه عبارة عن نصح وتحذير , من غير ريب لي الحق بصفتي رب عملك أن أسأل عن تحركاتك خلال الساعات التي أتوقع أن تقومي فيها بمهمتك".
داست بقوة على رجليها وأزالت آثار الثلج المتبقية على حذائها العالي الساق ثم رفعت بصرها اليه بكره وقالت:
" حسنا جدا , ربما كنت ذات حساسية شديدة في هذا الصباح".
تطلعت نحو صوفي فتشجعت عندما رأت أن صوفي بدأت تبدو مرتبكة.
فسأل بغرابة مركزة:
" ما الذي جعلك شديدة الحساسية يا آنسة؟".
ثم ألقى نظرة عجلى نحو صوفي قائلا:
" هل لأبنتي صوفي علاقة بهذا الأمر؟".
أصبح أكثر قدرة على الفهم عندما بدت صوفي أنها هي المقصودة بالحديث , ولم يعد ضروريا أن تبررر فيكتوريا موقفها وأن تسرد الحكاية وتهدم أحترام ذاتها وتنشىء عداوة مع صوفي في المستقبل , فرحت بأنفتاح باب مدخل الممر في تلك اللحظة حيث دخلت ماريا حاملة صينية عليها جرّة من الحليب الساخن وأخرى من القهوة وثلاثة كؤوس كبيرة وضعت الصينية على المنضدة الطويلة المصقولة , ترك البارون فيكتوريا وأقبل على ماريا والأبتسامة ترتسم على شفتيه وأومأ برأسه محييا بلطف:
" شكرا ماريا هذا ما يرحب به الجميع".
أحمر وجه ماريا خجلا وتطلعت الى فيكتوريا وقالت بشيء من الأرتياح :
" وهكذا رجعت يا آنسة , كان غوستاف على وشك الذهاب للبحث عنك".
" عني ولماذا؟ لم أكن ضائعة؟".
أذن البارون لماريا بالأنصراف بهز رأسه وبعد أن تركتهم المرأة المسنة قال:
" الطقس رديء في هذه الجبال , أن عاصفة ثلجية مفاجئة يمكن أن تفسد تقدم أكثر متسلقي الجبال خبرة فيهوون ويغطون بالزكام".
" لم أكن أتسلق الجبال , كنت أتمشى خارج أسوار القصر , هذا كل ما في الأمر".
" مع فريتز , حيوان لا تعرفين عنه شيئا... أشاع الرعب في أوصالك الليلة الماضية".
شعرت فيكتوريا الآن بأنها أصبحت متمردة فقالت وقد نفذ صبرها:
" ماذا تريد يا سيدي البارون أن أقول؟ أنا آسفة لأنني سببت لكم بعض القلق ولكن بالتأكيد لم أقصد ذلك , عندي الأدراك الكافي بعدم محاولة السير بعيدا عن القصر بدون حرس للحماية".
" يسرني ذلك".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-04-11, 10:36 PM   #18

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

تطلع البارون الى أبنته وقال لها:
" ستبدأين دروسك بعد الظهيرة يا زهرتي الصغيرة".
مشت صوفي خلسة من المكان الذي كانت جاثمة فوقه ودنت منه معاتبة وقالت منكسة رأسها بهون:
" أتشعرين بأنك لست على ما يرام؟".
ثم كرر كلامه بالأنكليزية لتفهمه فيكتوريا:
" كنت قبل الآن في أتم الصحة".
" أنه وجع رأس , ألا نترك الدرس الى الغد بأعتبار أن الآنسة لم تبدأ به في هذا الصباح".
ألقى البارون ببصره الى رأس صوفي اللطيف ثم تطلع الى فيكتوريا التي لم تكن تستطيع أن تخفي تماما نفاد صبرها وقال البارون بحزم:
" سنترك المباشرة بالدروس الى الغد وبعد الظهيرة تستطيع الآنسة مونرو البدء في تفريغ محتويات صندوق ثيابها الموجود حاليا في الخزانة ذات الرفوف وسأنقله أنا وغوستاف الى غرفتك بعد الغداء يا آنسة".
نسيت فيكتوريا نفاذ صبرها بسرورها الشديد عند علمها بأن صندوق ثيابها وصل بالفعل , وكان بودها أن تسأل البارون عنه في الليلة الماضية بعد العشاء ولكن عدم ظهوره حال دون قيامها بذلك , وفي هذا الصباح نسيت كل شيء حول الموضوع , وهتفت بأهتياج:
" كنت على وشك أن أسأل عنه , أكثر ثيابي فيه".
ألقى عليها البارون نظرة عجلى ملتوية:
" أذا كان الصندوق ممتلئا بثيابك يا آنسة فقد لا تكفي التسهيلات الموجودة في غرفتك لأستيعابها".
" الصندوق يحوي أكثر ثيابي ولم أقل أنه مملوء بها , توقعت أن الليالي هنا قد تكون مملة بدون قراءة بعض الكتب أو خياطة بعض الأشياء".
صرخ البارون متعجبا:
" هل تخيّطين يا آنسة؟".
ظنت أنه يهزأ بها وبدون أن تجيب مشت بسرعة نحو الباب وأدارت المقبض وأذا به يقول:
" قهوتك يا آنسة".
رجعت منزعجة وقبلت بفنجان القهوة , تلى ذلك سكون مطبق لبعض اللحات أستأذنت بعدها فيكتوريا بالأنصراف وأجتازت الرواق وأرتقت درجات السلم المؤدي الى غرفتها .
كيف يمكن كسب ثقة البارون , هذه هي النقطة الأساسية في الموضوع , الآن هي ليست أكثر من منطقة على الأسرة ومنطقة عابرة , ولهذا يجب أن تقنع بأنها جديرة بالقيام بالمهمة الموكولة اليها.
تناولت طعام الغداء مع ماريا وغوستاف وقد كان البارون وأبنته غائبين أيضا , عندما أشارت فيكتوريا الى هذا الأمر لدى ماريا تبيّن لها بأن صوفي ووالدها يتناولان وجبة طعامهما في المكتب الذي شاهدته في ساعة مبكرة من هذا اليوم.
قالت ماريا وهي تقطع اللحم الى شرائح وتضعها في صحونهم:
" السيد البارون يتناول طعام الغداء في مكتبه وأحيانا يسمح للبنت بأن تنضم اليه".
قالت فيكتوريا :
" نعم فهمت".
قطبت وجهها أشمئزازا وبدأت تلتهم الحساء الشهي الذي قدمته لها ماريا , وكانت تشعر بالمرارة لأن البارون بيّن لها أن بأمكانها تناول طعامها في صينية تقدم لها في غرفتها , كانت تعتقد أن الجميع يأكلون في المطبخ وأذا بها تكتشف حقيقة الواقع المزعج بأنزال منزلتها الى منزلة ماريا وغوستاف بينما وضع البارون وأبنته يختلف تماما عنها , غضنت أنفها مستسلمة , ماذا يضيرها أن تأكل في أي مكان؟ فالمطبخ لا يقل شأنا عن أي مكان آخر من هذه البناية الضخمة المظلمة وعلى الأقل تجد فيه رفقة لها , أصبحت متأكدة بأنها لا تعتبر أكثر من أحد أجزاء البيت.
وبعد ظهيرة ذلك اليوم جلب غوستاف ورب عمله صندوق ثيابها الى غرفة نومها وبعد أن ذهبا فتحته بأهتمام شديد .
في أسفل صندوق اثياب وجدت جهازا مزودا برادية ترانزيستور يعمل على البطاريات ومسجلة نسيت بأنها وضعتها في صندوق الثياب وهكذا تستطيع أن تستمع عندما تشاء ببعض القطع الموسيقية , وبعد أن أخرجته ضغطت على الأزرار فأذا بلحن موسيقي حالم شعري الطابع يدوي في الأرجاء , أبتسمت لنفسها وأكملت أفراغ حقيبتها صورة خالتها لوري التي جلبتها معها على المنضدة.
وبعد أن أتمت عملها أقفلت الصندوق ودفعته بجهد نحو زاوية الغرفة تحت النافذة , أنه بمثابة مقعد أضافي , أمام النافذة كانت بحاجة اليه وكان من الضخامة بحيث يمكن الأختباء وراءه , ألتقطت أحدى الروايات الطويلة وجلست قرب المدفأة , كانت جلسة مريحة جدا للقراءة وبعد فترة سببت لها الحرارة النعاس قوضعت كتابها ونامت.
لا بد أنها أستغرقت في النوم أذ أنها أجفلت في يقظتها عندما سمعت شخصا يقرع بابغرفتها التي يكتنفها الظلام , كان القارع غوستاف وجاء يتفقد نيران المدفأة وأخبارها عن موعد العشاء.
بعد أن أتمت تناول طعام العشاء كانت مترددة في الرجوع فورا الى غرفتها فأستأذنت من ماريا وغوستاف , مشت أبتغاء للنزهة عبر الممر الذي يقود الى الرواق الكبير.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-04-11, 11:28 PM   #19

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


كانت فيكتوريا تتفحص عمدا أحد السيوف المصنوعة من الصلب عندما تناهى الى سمعها صوت سيارة تسير في فناء القصر , أعتقدت أنه البارون وقد عاد من جولة.
" هورست أين أنت؟".
تأكدت أنه لم يكن البارون , كان الشاب الذي دخل داكن الشعر ولا يبدو عليه أنه أكبر سنا من فيكتوريا نفسها , تبدلت سيماؤه عندما رآها وأرتسمت أبتسامة أعتذار على قسمات وجهه الجذابة , تمتم بضع كلمات وأنحنى أنحناءة خفيفة وقال:
" عفوا يا آنسة هل يمكنني رؤية البارون؟".
" آسفة أنا لا أفهمك يا سيدي , لا أتكلم الألمانية".
" ألست المربية الأنكليزية؟".
" هذا صحيح , أنا فكتوريا مونرو وأنت؟".
رفع الشاب قفازيه السميكين المعدين لقيادة السيارة وتقدم نحوها قائلا:
" أنا كونراد زيمرمن يا آمنسة , أننس سعيد بالتعرف عليك , أنني طبيب القرية , أنا والبارون صديقان نلعب الشطرنج سوية".
تأكدت فيكتوريا عند رؤيته من خلال النور أنه أكبر سنا مما تخيلته في بادىء الأمر أنه يناهز الثلاثين من عمره , كان نحيل البنية معتدل الطول لذلك فقد كان يبدو أصغر سنا.
" كيف حالك؟".فكتوريا يدها منه بقوة بينما كان ينظر اليها بأهتمام.
" هل تقيم في ريشيستين يا سيد زيمرمن؟".
" نعم , أقيم فيها ولي دار في ضاحية القرية أتخذ منها أيضا حجيرة للعمليات الجراحية , يرغب جميع الناس العيش في أضواء سالزبورغ وفيينا الساطعة أما أنا فأحب العيش هنا".
" أعتقد أنك مشغول جدا في هذا المكان البعيد ".
وافق الطبيب على كلامها وراح يصف الصعوبات التي يلاقيها في ممارسة مهنته أذ أن بعضا منة مرضاه يعيشون في مناطق لا يمكن عمليا الوصول اليها عندما تكون الممرات مكسوة بالثلوج , قال وهو يفك أزرار معطفه :
" طبعا أنزلق على الثلج , أنه ليس بالعمل الشاق وأستمتع بالتمرين".
ثم رفع معطفه ووضعه على أحد الكراسي قرب المدفأة .
لم يتحرك عند دخوله أي من الكلبين , أجال نظره متأملا في فكتوريا وقال لها:
"ما رأيك في رشيستين يا آنسة ؟ هل تظنين أن وضعك سيكون في العزلة كاللتين سبقتاك؟".
هزت فيكتوريا كتفيها بلا مبالاة وترددت في الجواب ثم قالت:
" أوافق على أنه منعزل , لكنني أتصور أن بأمكان المرء معالجته بأيجاد وسائل للتسلية".
" هذا صحيح , هل تمارسين التزلج يا آنسة ؟".
أبتسمت فيكتوريا وقالت بنبرة يساورها الشك:
" حسنا لنقل أنني أعرف كيف أتزلج , قضيت مرة عطلة في سانت موريتز ولكنني خائفة لأنني لست خبيرة بالتزلج".
" طبعا علينا القيام ببعض الترتيبات لمعالجة هذه الحالة يا آنسة , بالنسبة الي الجبال هي كل شيء والتزلج طيران فوق سطح مجلد".
قدرت فكتوريا حماسته الواضحة وكانت على وشك أن تشرح له بأنها لم تأتي الى ريشيستين للمتعة , لكن ماريا دخلت الردهة وهي تسمح يديها بمئزرها , حيّت الطبيب الشاب بلغتها ورغم معرفة فكتوريا البسيطة بالألمانية فهمت من حديثها أنها تسأله عن صحته وصحة والديه.
فجأة تذكرت الدكتور كونراد زيمرمن , طبعا هو الشخص المثالي الممكن التحدث اليه , صديق للأسرة يعيش في ريشيستين من المفروض أنه يعرف البارونة وأرتباطاته كانت غير عاطفية , ربما كان عليها أن تغتنم فرصة أيحائه لها بعض دروس في التزلج لتعرف منه هذه التفاصيل , على أنها عندما ستعرفه بصورة أفضل يمكن أن يكون لها صديقا حميما.....



أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-04-11, 07:48 PM   #20

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

4- خصلة الشعر العاصية

في الصباح نهضت فكتوريا باكرا على أشد ما تكون حماسا للبدء بعملها , أرتدت ملابس اليوم السابق زكنزة صوفية , وعندما كانت تصفف شعرها خطرت ببالها الملاحظة التي أبداها البارون في اليوم السابق.
حاولت أن تتركه طليقا ولكن الذوق السليم سيطر عليها ونظرت الى الأمور بتعقّل وتروّ ورباطة جأش.
ولما كانت غرفة الحمام واقعة في الدور السفلي من المبنى جلبت لها ماريا طاسة وأبريق ماء وأغتسلت في ذلك اليوم بالماء الشديد البرودة.
ممارسة كهذه في أنكلترا قد تروعها ولكنها تقبلتها هنا عن طيب خاطر كجزء من نمط حياتهم , قدمت لها ماريا طعام الأفطار وعندما أشارت فكتوريا الى زيارة الدكتور كونراد الليلة السابقة أفاضت ماريا بمكنونات صدرها وتحدثت عن شعبيته بين الناس في القرية وكم عانى والداه لأدخار المال اللازم لأرساله الى كلية الطب ثم قالت بأرتياح شديد:
" طبعا أن السيد البارون ساعده والسيد كونراد لا ينسى ذلك".
" أتعنين أن الدكتور زيمر من عاش كل حياته في ريشيستين ".
" نعم , بعد تخرجه طبيبا رجع الى القرية ليحل محل الدكتور كلاين الذي أصبح متقاعدا".
قالت فكتوريا وهي ترتشف قهوتها :
" يبدو أنه شاب وسيم".
أومأت ماريا برأسها بالموافقة بقوة وقالت:
" أنه موضع فخر والديه".
تيّار بارد أنبأ بوصول البارون , وكما في اليوم السابق كان البارون خارج القصر مبلل الشعر , أومأ برأسه محييا فكتوريا بلطف ثم ألقى جانبا ملابسه الخارجية وراح يدفىء يديه.
" صباح الخير يا آنسة مونرو أرى أنك جاهزة للعمل باكرا هذا الصباح".
" نعم يا سيدي البارون ".
" أخشى أن لدي بعض الأنباء السيئة لك يا آنسة".
عندما أدارت فكتوريا عينيها المضطربتين نحوه أستطرد قائلا:
" صوفي لا تستطيع متابعة الدروس , كانت بالأمس منحرفة الصحة ولا تزال على حالها ولا أرغب في أجبارها على العمل وهي شاحبة وسقيمة".
أرتاحت فكتوريا لأنه لم يكن في أقوال البارون لها أشياء خطيرة مع أنها شعرت بخيبة لنجاح صوفي مرة أخرى بالأمتناع عن الدرس , لم تستطع فكتوريا أن تزيل رد الفعل الطبيعي عند سماع هذا الخبر فقالت بنبرات يشوبها التهكم:
" كم هي محظوظة صوفي!".
تفرّس فيها البارون بعينين ضيقتين حتى أن ماريا توقفت عن متابعة عملها وحدقت فيهما وقال لها بنبرة فاترة:
" ماذا تعنين بالضبط بهذه الملاحظة يا آنسة؟".
ألقت عليه فكتوريا نظرة تتسم بالشجاعة وكان الغضب الذي أنتابها يزيد ما وطّدت العزم عليه , لكنها أجابت بنعومة:
" فكرت أنه كان واضحا يا سيدي البارون بأن صوفي نجحت مرة أخرى في التملّص من دروسها!".
" ماذا تعنين مرة أخرى؟".
توردت وجنتا فكتوريا أحمرارا , لم تكن تقصد أثارته بقولها هذا , لكن البارون بدا الآن مغتاظا , أحنت رأسها ورشفت قهوتها محاولة بيأس أيجاد سبب لتتراجع عن أقوالها:
" حسنا يا آنسة أنني بأنتظار جوابك".
" طبعا كنت أقصد يوم أمس بعد الظهر".
" تعنين عندما كانت تشكو من وجع الرأس".
" أعتقد ذلك".
وضع البارون أبريق قهوته على رف المستوقد بقوة فأحدث أرتطامه صوتا مكتوما:
" ربما كنت تلمحين بأنها لم تكن مريضة؟".
لم تعد فكتوريا تتحمل أكثر من ذلك , رفعت بصرها اليه بتحد , وقالت :
" ربما كنت بالفعل ألمّح الى ذلك , طبعا أنا غريبة ولا أعرف صوفي كما تعرفها , فأذا قلت أنها مريضة فعليّ أن أقبل بذلك".
كانت عينا البارون تقدحان شررا فرد بحدة قائلا:
" أنك يا آنسة مونرو شابة عدوانية".
ثم لاحظ وجود ماريا فقال لها:
" أذهبي يا ماريا وأتركينا! من الأفضل أن يبقى ما أقوله للآنسة مونرو سرا".
" نعم سيدي البارون".
أنسلّت ماريا من الغرفة كأرنب خائف وشعرت فكتوريا بقشعريرة تدب في جسمها , وكما هو حالها دائما كان لسانها ينطلق بعيدا بدون أن تستطيع ضبطه , لكنها ما زالت تعتقد بأنها على حق , أنتظر ابارون حتى خرجت ماريا وأغلقت الباب وراءها , فرجع الى فكتوريا وكان وجهه كالسحابة الراعدة وقال لها:
" أنا يا آنسة لست برجل صعب , وفي حالات كثيرة أنا رجل صبور ولكنني واثق من شيء واحد وهو أنني لا أسمح لفتاة شابة مثلك أن تقول عني أنني كاذب!".
شاب وجه فكتوريا الأحمرار فأكدت بحزم قائلة:
" لم أقل مطلقا أنك كاذب".
" كلا , لا تظنين ذلك , تودين القول بأن أبنتي تهزأ بي!".
" أذا كنت تطلب مني المديح فأنا على أستعداد تام أمام ماريا أذا كان ذلك يهدىء روعك".
أستشاط البارون غيظا وتفوّه بكلمات لاذعة وصاح بقساوة وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة:
" ماذا تعتبرينني ؟ ولدا بحاجة ال أعادة طمأنته أمام حاضنته؟ كلا يا آنسة أنا رجل يطلب بأن يحجم أحد مستخدميه عن التلميح بالتفسيرات حول ما أقرره ويقبل بما أقوله بأنه الحقيقة!".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:27 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.