آخر 10 مشاركات
الفرصة الأخيرة (95) للكاتبة: ميشيل كوندر ...كاملة... (الكاتـب : سما مصر - )           »          عن الحكيم إذا هوى (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة في الغرام قصاصا (الكاتـب : blue me - )           »          485 - قلب يحتضن الجراح - كارا كولتر ( عدد جديد ) (الكاتـب : Breathless - )           »          29 ـ الغجري الاسمر - مرغريت روم - ع.ج (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : درة الاحساء - )           »          تناقضاتُ عشقكَ * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : ملاك علي - )           »          031 - تدابير القدر - مارجريت روم - روايات عبير دار الكتاب العربى (الكاتـب : samahss - )           »          بريق نقائك يأسرني *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : rontii - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          حاول أن ترى الحقيقة- أليسون فرايزر-๑•ิ.•ั๑ روايات غادة๑•ิ.•ั๑ (الكاتـب : اسفة - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-11-11, 01:06 AM   #31

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


عندما وصلت أليسون الى الباب ، كانت جسي قد سبقتها اليه وادخلت نيال قائلة له:
" سوف اخطر السيدة ماكاي بحضورك".
لكنها توقفت عندما رأت أليسون ، إبتسمت اليسون بحرارة وقالت:
" لا باس يا جسي".
ولكن هذه البسمة غابت عندما إلتفتت الى نيال قائلة:
" سوف اقودك الى أمي يا سيد ماكيين ، فهلا تبعتني؟".
" شكرا لك".
إنحنى قليلا لجسي قبل أن يلحق أليسون التي إستدارت عائدة من حيث اتت ، سارت منتصبة القامة وهي تحس بنظراته القاسية تلاحقها ، وإستغربت أليسون كيف أن وجوده يشعرها دائما بالأنزعاج وكأنها تريد أن تهرب منه.
قرعت على الباب وفتحته قائلة:
" تفضل يا سيد ماكيين".
نظر مباشرة في عينيها ن فإضطرت الى إبعاد بصرها أمام نظراته الحديدية الباردة ، لكنه لم يقل اكثر من كلمة شكر ، ثم دخل الغرفة ، اغلقت أليسون الباب خلفه بيد مرتجفة وسمعته يقول:
" لقد وصلت الان من المدينة ، هل جاء احد؟".
وإختفى الصوت تماما عندما تركت المكان هاربة من صوته ووجوده ... الان فقط ادركت أليسون لماذا تجده الأم جذابا ، فصوته – مع الأم طبعا – كان دافئا وصادقا كأي رجل لطيف في حضرة سيدة محترمة ، وفكرت أليسون وهي تغادر البيت الى الحديقة إنه عندما يمتلك المكان وتصبح امها مجرد موظفة عنده ، فلا شك أن اللطف سيزول وتظهر طبيعته الحقيقية.... وعندها فقط ستكتشف الأم كل الواقع ، لكن الأوان يكون قد فات آنذاك.
عند المساء ابلغت السيدة ماكاي إبنتها ان نيال سياتي في نهاية الأسبوع لإجراء بعض القياسات والحسابات المتعلقة بمواد البناء اللازمة للتعديلات المقترحة ، نظرت اليسون الى أمها بغضب قائلة:
" وبالطبع ، وافقت على طلبه".
ردّت الأم بحزن:
" طبعا ، انا آسفة يا حبيبتي لكن الأمور يجب أن تسير ، وعليك ان تظلي خارج المسالة كلها ، لماذا لا تتصلين بصديقتك التي لم تشاهديها منذ مدة وتسالينها ما إذا كانت مستعدة لأستقبالك في عطلة نهاية الأسبوع؟".
" إنها فكرة ، ساتصل بها فورا ، ساكون مسرورة لرؤيتها مرة أخرى".
لكنها أضافت قائلة لنفسها : ( وسأحدثها عن هذا الشخص الكريه وأخفف من الأعباء التي أحملها من جراء وجوده) ، طلبت أليسون رقم هاتف صديقتها وهي تتمنى أن لا تكون ميغ قد قررت الذهاب الى مكان بعيد مع زوجها بيل والأولاد ، وعندما سمعت ميغ صوت صديقتها هتفت بسرور:
" أهلا وسهلا يا أليسون ، كم انا مشتاقة لرؤيتك ، ستاتين الجمعة مساء بسيارتك؟ انني في إنتظارك على احر من الجمر".
فرحت اليسون كثيرا لسماع صوت صديقتها وأدركت أنها ستكون قادرة على الفضاء بمكنونات صدرها الى تلك الصديقة القديمة ... وهذا ما خفّف عنها بعض العناء.
راقبت ميغ صديقتها وهما تتناولان القهوة وقالت:
" يبدو أنه كريه جدا ، لكنه حسب كلامك ثري جدا ، انا متأكدة انك تبالغين في الوصف".
ضحكت اليسون بسعادة إفتقدتها طيلة الأسبوع الماضي ، كانت الساعة قد جاوزت منتصف ليلة الجمعة ، والصديقتان جالستان تتسامران حوالي النار ، وفي الخارج مطر غزير لا ينقطع ، في إحدى الغرف رقد طفلا ميغ التوأمان البالغ عمرهما ثلاث سنوات ، اما الزوج فقد ذهب الى غرفته بعد أن حذرهما قائلا:
" ساترككما مع ثرثرتكما التي لا تنتهي ، لكن ارجوكما ان لا توقظاني بضحكاتكما العالية ... وإلا هجمت عليكما وعاقبتكما".
أدى هذا التحذير الضاحك الى إيجاد جو من المرح في جلسة الصديقتين الحميمتين ، كانت ميغ الصدر المريح الذي تحتاجه اليسون ، فقد إستمعت الى حكاية صديقتها بإهتمام منذ أن جاء نيال القرية وحتى التحذير المبطن الذي أطلقته الأم بعد ظهر ذلك اليوم.
راقبت اليسون صديقتها ميغ التي قامت لتجلب فنجاني القهوة مرة أخرى ، فاحست بإرتياح شامل ما كانت تتوقعه بمثل هذه السرعة ، كانتا في العمر نفسه تقريبا وتخرجتا سويا من معهد أدنبرة ، وإفترقتا : ميغ الى دينجوال واليسون الى شيلينغ .
كان قد مضى على إلتحاق ميغ بسلك التعليم سنة واحدة فقط عندما إستطاع مدرس الرياضة الوسيم بيل غراهام أن يغزو قلبها وينقلها الى عش الزواج الذهبي ، ومع ان الزوجين قررا مواصلة العمل عدة سنوات قبل الإنجاب ، إلا ان إرادة الله حققت العكس ، فبعد سنة فقط ، كانت أليسون تهنىء صديقتها بميلاد طفليها التوأمين ، وطيلة هذه المدة ظلتا على إتصال مستمر عبر الهاتف أو بواسطة الرسائل ، وكثيرا ما ذهبت ميغ مع زوجها وطفليها لنصب خيامهم في اراضي بيت اليسون ،وكانوا يرفضون بحزم إستعمال غرف النوم في البيت ، ويكتفون بتناول الفطور يوم الأحد مع جميع أفراد العائلة.
بعد أن ملأت ميغ فنجاني القهوة ، عادت الى مقعدها متسائلة:
" نيال ألم ينقذك في السابق من حادث جرى لك؟".
إنفجرت اليسون ضاحكة:
" إنه هو ، والسبب نزاع عائلي قديم ...وهكذا ترين".
" لكنني بصراحة لا أجد الرابط بين الشيئين ، وانا أتذكر أننا كنا نتحدث عن الموضوع في الكلية بنوع من الرومنطيقية....".
أحمر خداها عندما واجهتها أليسون بنظرة إستغراب لكنها تابعت تقول:
" ما أقوله صحيح ، لا شك أنكما كنتما عدوين لدودين ، لكنه انقذك من ذئب بشري ، ثم عانقك أقصد أن ما حدث لكهو ما كنا نحب أن نقرأ عنه في سن المراهقة ، الا تتذكرين يا أليسون؟".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-11-11, 09:36 PM   #32

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

..... وتذكرت أليسون ، إستغرقت في الصمت للحظات وهي تسترجع المتعة التي عاشتها في الماضي ، وبلا شك ، كان هناك جو من الرومنطيقية حول القصة كلها في ذلك الوقت ... اما الآن ، فمجرد ذكر نيال يثير في أوصالها قشعريرة باردة.
" يجب ان تريه الان يا ميغ حتى تدركي ما قصدت ، فهومختلف تماما ، هناك شيء في شخصيته يثير الفزع والخوف".
أمعنت ميغ النظر في وجه اليسون قائلة:
" حسنا ، لا ارى إلا واحدا لذلك ، علي ان أقنع بيل بحمل عدة التخييم والذهاب لقضاء عدة ايام عندكم .... وعندما سأرى كل شيء على الطبيعة".
حدّقت اليسون في صديقتها ثم إنفجرت ضاحكة:
" هل ستفعلين ؟ لا شك أنك فاعلة ، آه يا ميغ ، لماذا لا تسكنون بالقرب منا؟".
إبتسمت ميغ:
" ربما ننجح في نقل مدينتنا الى مكان قريب من قريتكم ".
جاء يوم الإثنين ممطرا وباردا ، وقد إنعكس الجو على التلامذة الذين بدوا في حالة متوترة ، فيونا ستيوارت ، التلميذة الهادئة ضربت ويلي ماكلويد لسبب غير معروف ، مما خلق حالة من الفوضى في الغرفة أخذت وقتا طويلا من اليسون كي تعود الى طبيعتها ، وعندما حل الهدوء أخيرا ، كانت الساعة قد قاربت الرابعة بعد الظهر ، أطلقت أليسون سراح التلامذة وهي متأكدة أن الشجار سيندلع مجددا بمجرد مغادرتهم باب المدرسة.
توجهت الى النافذة لتراقبهم وهم يركضون على طول الطريق ، وعند الباب ، شاهدت رجلا يخلي الدرب للصغار المسرعين ... وسرعان ما لاحظت أنه نيال ماكبين ، وهو يتوجه صعودا الى المدرسة ، نظر الى الأعلى وشاهدها ، كانت على وشك ان تبتعد عن النافذة لكنها توقفت ، انها موجودة في مكانها الطبيعي ، لذلك قررت البقاء بغض النظر عن وصول الزائر غير المرغوب فيه ، لعله يقصد أحد البيتين الواقعين خلف المدرسة ؟ إستبعدت هذا الإحتمال لأن سكان المنزلين ارملتان طاعنتان في السن تعيشان وحيدتين مع بعض القطط ، وقلّما تختلطان بسكان القرية .
إبتعدت أليسون عن النافذة قليلا عندما وجّه نيال نظرة أخرى الى غرفتها ، ثم سارت بإتجاه طاولتها لترتيبها تمهيدا للعودة الى المنزل ، وبعدها لملمت حاجياتها ، وإرتدت معطفها وسارت نحو الباب ... الذي إنفتح فجأة وظهر منه ماكيين ، قائلا بهدوء:
" هل استطيع الدخول؟".
ترددت قبل ان تقول:
" تفضل ، ماذا تريد يا سيد ماكيين؟".
قال :
" أريد أن اتحدث اليك قليلا ".
أضطرت أليسون الى توجيه نظرها نحو ربطة عنقه لأنها كانت عاجزة عن النظر مباشرة الى عينيه ، على الأقل حتى تزول الصدمة التي احدثها دخوله ، تنفست بعمق قبل أن تنظر اليه وتقول:
" اعتقد أنه من الأفضل لك أن تقول ما تريد لأمي ، انا متاسفة ، لكنك تتعامل مباشرة معها".
هزّ رأسه ببطء وقال:
" لا ، ما أريده لا يتعلق بالبيت ، الموضوع على علاقة بالمدرسة".
" لست افهم ".
ظهرت علامات التعجب على وجه اليسون ، أما هو فقد تابع الحديث قائلا:
" أؤكد لك أن المر ليس مزحة ، جئت لأسال عما إذا كان بإمكانك إستقبال تلميذ آخر في ضفك؟".
حاولت جاهدة ان تخفي إستغرابها المتزايد :
" طبعا طبعا ، هناك سبعة تلامذة فقط ، هل افهم من كلامك أنك تريد تسجيل تلميذ في امدرسة؟".
" اجل".
توجهت اليسون الى طاولتها وأخرجت دفتر التسجيل الرسمي وفتحته عل إحدى الصفحات في حين كال نيال يراقبها بصمت ، وطيلة هذا الوقت كانت غير مصدقة لما يحدث.
نظرت اليه متسائلة:
" ما هو أسم التلميذ وعمره؟".
" إسمه أندريه لويس غارسيا وعمره ست سنوات ".
سجّلت الأسم والعنوان ثم سالت:
" ما هو عنوانه؟".
" عنوانه الحالي غير مهم ، عندما يصل الى القرية سيسكن معي أنا في منزل والدي في شيلينغ".
كتبت أليسون العنوان كاملا ، ثم قالت:
" اعتقد انه ليس أنكليزيا ، هل يمكن ان اعرف جنسيته والمدة التي ينوي قضاءها هنا؟".
" إنه برازيلي ،وهو.....".
توقف عن الكلام وقد علت وجهه ملامح قاسية وعندما لاحظ نظرات اليسون المتسائلة حوّل عينيه الى قاعة الصف ، ظلت أليسون صامتة للحظات خوفا من تحطيم الصمت المتوتر الذي خيّم عليهما ، لكنه تدارك الموقف وقال:
"سوف يعيش هنا الى الأبد ، هنا وطنه الجديد".
شكرته واخذت تردد ما تكتبه .
ثم أغلقت الدفتر الكبير متسائلة:
" عليّ ان ابلغ السلطات الرسمية ، فمتى تريده ان يباشر الدراسة؟".
" سيصل يوم الأربعاء المقبل ، هل ترين ان الإثنين الذي يليه سيكون مناسبا؟".
" حسنا ، يوم الإثنين ، لكنني اريد أن أعلمك بأن المدرسة قد تغلق ابوابها عند مطلع العام الجديد ، ففي ذلك الوقت لن يكون هناك غير تلميذين ... بالأحرى ثلاثة ،وهؤلاء سينقلون الى مدرسة أخرى بعيدة ".
هز راسه قائلا:
" سأهتم بهذه المشكلة في وقتها ، أما الآن فإنه سيتابع دروسه هنا اليس كذلك؟".
"نعم".
نقل نيال نظره الى الغرفة متأملا المقاعد والطاولات والجدران المزينة برسوم الأطفال ، لا شك ان المدرسة لم تتغير كثيرا عما كانت عليه في ايامه ، المقاعد ما زالت هي نفسها ، وعليها خربشات وكتابات أجيال متعاقبة مع الأطفال.
لاحظت اليسون ان عينيه فقدتا بعض القسوة التي كانت فيهما قبل قليل.
سألها وهو يتوجه الى الباب:
" هل هذا كل شيء؟".
" أجل ، لكن هناك شيئا آخر نسيت ان أسجله ، من هو ولي أمر أندريه؟".
وبينما كانت اليسون منهمكة بإعادة فتح السجل الرسمي جاءها الجواب المفاجىء:
"انا ولي أمره".
أخفت أليسون دهشتها وهي تسجل ( ولي الأمر ) السيد نيال ماكيين ... وقبل أن تنتهي فاجاها مرة أخرى بقوله :
" مهلا كان يجب أن أضيف إسم ماكيين بعد إسم غارسيا ... فأندريه هو إبني".
وبفعل الصدمة العنيفة ، لم تجد اليسون غير العبارة التقليدية :
" لم أكن أعرف أنك متزوج".
تقلّصت عضلات وجهه وهو ينظر اليها بحدة قائلا:
" ولماذا يجب أن تعرفي؟".
ثم إستدار مغادرا قاعة الصف.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-11-11, 11:35 PM   #33

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

4- لعبة غامضة
وجدت أليسون نفسها تنتظر على أحر من الجمر مجيء يوم الأربعاء حتى تتعرف الى إبن نيال ماكيين ، ولا شك انه لم يشر الى هذه الواقعة امام أي إنسان غيرها ، والدليل على ذلك الأحاديث التي ملأت القرية عن عملية بيع البيت بدون الإشارة لا من قريب ولا من بعيد الى هذا الإبن ، أو الى زوجته ، لكن المسألة إتضحت الان بالنسبة لأليسون ، فكوخ أبيه يتسع لعائلة كبيرة ، وأكثر فأكثر ، وجدت نفسها مهتمة بمعرفة هوية زوجته وطبيعتها ، توقعت ان تكون شابة برازيلية على قدر كبير من الجمال ، فهذا وحده يرضي غرور نيال ... ولا بد ان تكون غنية ايضا مما يفسر الثروة التي هبطت عليه فجأة ، ولكن ، هل يعقل ان تقبل زوجة غنية وجميلة مثلها بالإستقرار في منطقة منعزلة مثل شلينغ؟
غادرت اليسون المدرسة بعدظهر الأربعاء مستعملة سيارتها في ذلك النهار الممطر ، كان نيال قد غادر القرية مساء أمس وحتى الان لم يعد ، ربما وصلت زوجته وإبنه الى أينفرنيس قادمين من لندن ، فذهب الى إستقبالهما وقضاء ليلة معهما هناك قبل ان يحضرهما الى القرية ... او ربما اراد إعدادهما للعيش في القرية ومواجهة الأوضاع الجديدة ... أو ربما...
هزّت اليسون رأسها في محاولة لطرد هذه الأفكار وأسرعت عائدة الى البيت ن لماذا هذه التساؤلات والأفتراضات حول رجل قلب حياتها رأسا على عقب ؟ أدركت ان عليها تناسيه ، أو على الأقل إهماله ؟ إذا ما أرادت أن تعيش حياة طبيعية بعد الان ، خاصة انه سيصبح جارها لسنوات وسنوات ، وفكرت بإستغراب ، لعل مسألة زواجه ستساعد على إقامة نوع التعايش معه.
سمعت صوت محرك سيارة خلفها ن وعندما نظرت في المرة الخلفية شاهدت سيارة نيال تتجاوزها مسرعة ، لمحتها للحظات ، وبدا لها أن احدا لا يجلس الى جوار نيال.
وما أن أطل يوم الخميس حتى كانت القرية تضج بالأنباء ، الروايات التي أطلقت كانت متنوعة ومختلفة ، ولكنها تدور حول ذلك الصبي الصغير الذي لم تره أليسون في سيارة أبيه أمس ، كان صغيرا وشاحبا ، وفي قاعة الصف ، وقف الى جوار النافذة ممسكا بالستائر وكأنه يحتمي من شيء مجهول.
عندما دخلت أليسون مكتب البريد بعد إنتهاء الدراسة في ذلك اليوم ، خيّم صمت ثقيل على الموجودين ... وقطعت السيدة فيليسون الصمت كعادتها قائلة:
" هل صحيح يا اليسون ، ان ماكيين متزوج من إبنة تاجر قهوة برازيلي ثري جدا؟".
نظرت اليسون الى السيدة فينليسون بإستغراب شديد ، وهي تدرك أن عليها عدم الدخول في عالم الشائعات ، خاصة انها مدرّسة الصبي.
قالت:
" لا أعرف ، ولكنني لا أعتقد ذلك ، فحتى الآن لم أر زوجته".
وهنا تدخلت الأختان ديزي ودوريس اللتان تعيشان قرب كوخ عائلة ماكيين ، وهما تمضيان وقتهما في مراقبة الناس والإستماع الى أخبارهم .
قالت ديزي:
" ونحن لا نعرف ايضا ، لكنه وصل مع الحقائب امس ، كانت الحقائب.......".
قاطعتها اختها دوريس:
" جميلة جدا ،وجديدة ، وهي تحمل بطاقات طيران".
وجاء دور ديزي مجددا :
" كتب عليها ريو- لندن".
كان من الصعب على اليسون أن تناقشهما ، فهما تقاطعان بعضهما دائما... لكن المعنى في كلامهما واضح تماما ، كان الموجودون في مكتب البريد ينظرون الى أليسون وكأنهم يتوقعون منها أن تعرف كل شيء ، إتضح السبب عندما قالت دوريس فجاة :
" الم يأت الى المدرسة لرؤيتك يوم الإثنين الماضي".
قاطعتها ديزي:
" لا شك أنه يريد تسجيل الصغير ".
واخذت دوريس دفة الحديث مجددا:
" ومن الطبيعي ان يذكر إسمه و.......".
فجأة صمتت دوريس ليس لأن أختها قاطعتها ، بل لأن الباب خلف اليسون إنفتح بهدوء وظهر منه نيال ماكيين بنفسه ، غادرت دوريس وديزي المكان وهما تحييان نيال الذي رد التحية بلطف ، وتشاغلت المرأة الثالثة بمطالعة بعض المنشورات ... اما أليسون فقد إنصرفت الى شراء الأغراض التي جاءت من أجلها اصلا ، بدون أن تنسى الرجل الذي يقف خلفها.
سمعت صرير القلم على بعض الأوراق ، التي عبأها نيال ، ولاحظت ان السيدة فينلسون عضّت على شفتها وهزت راسها بهدوء وكأن شكوكها قد تحقّقت ، تمنت اليسون لو تستطيع الهرب ، وكم شعرت بالإرتياح عندما تسلمت اغراضها وإستدارت خارجة .... وفي هذه اللحظة لمحته منكبا على كتابة برقية.
في الخارج ، خذت أليسون نفسا عميقا وهي تشعر بالإرتياح لخروجها من الجو الموبوء المعتم في مكتب البريد ،وبما ان الحياة روتينية في القرية ، فان السكان يجدون تسلية في تتبع أخبار الاخرين .... وبالتحديد تلك التي تثير أكثر من علامة إستفهام ، ومع ان أليسون حاولت دائما الإبتعاد عن اجواء الثرثرة المتفشية ، إلا أنها وجدت نفسها أكثر رغبة من الجميع في معرفة المزيد عن الطفل الغريب.... وايضا معرفة الزوجة الغامضة التي لم تظهر على مسرح الأحداث بعد.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-11, 12:46 AM   #34

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

سمعت السيدة ماكاي وجسي حكايات كثيرة عن نيال ماكيين ، إنه مطلق ، إنه أرمل ، زوجته قادمة الأسبوع المقبل ، إنها ممثلة سينما برازيلية ... بل هي مطربة مشهورة ، الطفل عاجز عن الكلام باللغة الأنكليزية .... لا ، إنه يتكلمها بطلاقة ، كانت الروايات كثيرة ومتناقضة وكلها نابعة من مخيلة اهل القرية الذين لا عمل لديهم إلا تمضية الوقت الطويل في الأحاديث والأخبار.
كانت جسي هي الأولى التي تقول كلمات لها معنى حول الموضوع:
" وماذا ستفعل الزوجة المسكينة عندما يغادر إبنها المدرسة بينما يعمل زوجها في الفندق هنا ؟ عليها أن تأتي فورا وإلا اصبح الطفل وحيدا ومنزويا ، هل تتصور أن يرعى ماكس العجوز هذا الولد ؟ لا أعتقد ذلك ، فكل همه الآن تمضية أيامه مع أصدقائه في النادي.......".
تبادلت الأم وإبنتها نظرات الموافقة ، وبدات اليسون تدرك الحقيقة كما صوّرتها كلمات جسي ، لكن السؤال الذي ظل يلح على فكرها هو إذا كانت الزوجة قادمة ولا ريب ، فلماذا لم تأت مع الطفل في الوقت نفسه؟
تساءلت اليسون عما إذا كان نيال سيرسل الصبي وحده الى المدرسة صباح الأثنين ؟ وتمنت ألا يفعل تاركا الصغير يواجه أمكنة جديدة وأوجها غريبة عليه ، وعندما حلّت الساعة التاسعة نظرت الى الصغار قائلة:
" كلكم تعرفون ان تلميذا جديدا سينضم الينا اليوم ، إنه اصغر منكم جميعا وقد جاء مؤخرا من أمريكا الجنوبية ، وأتمنى عليكم أن تفعلوا ما بوسعكم لجعله يشعر بالراحة والإستقرار".
علت همهمة في القاعة ، تجاوزها صوت فيونا القوي:
" لقد تعرفت اليه يا آنسة أليسون ، إنه يقيم في الكوخ المجاور ، وهو ولد خجول وضعيف ، وسأعمل جاهدة كي اساعده".
وقبل أن تنهي أليسون كلمة الشكر ، تابعت فيونا قائلة:
" إنه يمضي الليل في البكاء والنحيب منذ ان وصل الى البيت".
تركت هذه الكلمات تاثيرا غريبا على اليسون ، ووقعت على قلبها مثل ضربات قاسية مؤلمة ، تنهدت بعمق وقالت:
" لا شك أنه يحن الى وطنه ، لذلك يجب أن نبذل جهدنا كي نسليه ونرفّه عنه".
وفي اعماقها كانت تشعر بالكراهية اتجاه اب قاس لا يبالي بمعاناة إبنه ، كيف إستطاع ان يحضر هذا الولد الصغير من وطنه الى بلد غريب عليه ، للعيش مع رجلين .... حيث لا وجود لدفء الأم تمسح عن عينيه دموع الغربة ، بل سرير بارد في غرفة صغيرة ينام فيها وحيدا؟
وفجأة ، سمعت أليسون ضجة في القاعة ، فإلتفتت لتجد الطفل الصغير يده بيد نيال ، كان الطفل في ثياب انيقة يقف في ظل ابيه الذي غطى الباب كله ... ولأول مرة لاحظت أليسون على وجه نيال نظرة إنسانية هي غير نظرة الغرور والتكبّر ، كانت صورة الأثنين مميزة بحيث أدركت انها زرعت في مخيلتها الى الأبد.
سارت اليسون نحو الباب وشفتاها تتحركان بشكل آلي ، وعندما وصلت الى الصغير مدّت له يدها قائلة:
" مرحبا يا اندريه".
إنتظرت عدة لحظات وهي تتمنى ان يستجيب ليدها الممدودة ، وهكذا كان ، ووجدت يده اليمنى مستقرة في يدها بهدوء وحزم ، نظرت الى عينيه مباشرة فإذا بهما مثل عيني والده .... مع ملامح من الوحدة والإستغراب والعجز ، كان شاحب اللون ، شعره أسود مثل شعر نيال وإن كان أكثر نعومة ، أنفه مستقيم وصغير ولم تكن هناك إبتسامة على الشفتين ، فقط نظرة خوف من طفل يحاول جاهدا ان يكون شجاعا ، ولكن دون نجاح.
نظرت أليسون الى نيال الذي إبتسم بهدوء وكأنه يقرأ افكارها ومشاعرها ثم قال:
" هل تريدين مني شيئا يا آنسة ماكاي؟".
"كلا يا سيد ماكيين ، سيكون اندريه على ما يرام هنا ، وسأهتم شخصيا بإيصاله الى البيت عند الغداء".
" شكرا لك".
ثم إلتفت الى إبنه مربتا على راسه بلطف:
" وداعا يا أندريه ، كن عاقلا".
وإسدار مغادرا قاعة الصف قبل ان تستطيع اليسون الكلام.
اليسون تعرف أن اليوم الدراسي الأول مهم جدا في حياة الطفل ، وان أي شيء يحدث اليوم سيؤثر على مسيرته الدراسية الى الأبد ، القت إبتسامة عريضة على القاعة وهي تشعر بالإرتياح لأن تلامذتها طيبو القلب ، صحيح ان الصبيان مشاغبون قليلا ، لكنهم يحبون بعضهم ولا يخلقون المشاكل ، نظرت اليسون الى هيثر البالغة من العمر ثماني سنوات وقالت:
" هيثر ، اندريه سيجلس بالقرب منك ، وأنت يا فيونا ، تعالي معي الى المخزن كي نحضر كل ما يحتاجه اندريه من ادوات وكتب".
وقفت الفتاتان بإحترام ، ثم توجهت هيثر وامسكت يد اندريه بحنان ، في حين سارت فيونا نحو أليسون ، شعرت أليسون بالإرتياح لتجاوب الفتاتين ، وأدركت انها خطت خطوة بالإتجاه الصحيح.
مضى الصباح على ما يرام ، وقد حاولت أليسون عدم التركيز على اندريه تاركة له مهمة الإندماج مع التلامذة الباقين حسب طريقته الخاصة ، وسرعان ما إكتشفت أنه ذكي ومنفتح ، ويتكلم الإنكليزية بلكنة أجنبية مما يمكنه من التعبير عن نفسه مع الاخرين.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-11, 11:59 PM   #35

خفايا الشوق

نجم روايتي وعضو فعال في التراس المنتدى الادبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية خفايا الشوق

? العضوٌ??? » 141888
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,302
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Oman
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » خفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يسلمووووووووووووووووووووو


خفايا الشوق غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgl]https://upload.rewity.com/upfiles/6YQ92892.jpg[/imgl]عـــابرون لا أكــُـثــــــر

[imgr]https://im32.gulfup.com/FYwSN.gif[/imgr][imgl]https://upload.rewity.com/upfiles/NBo28712.gif[/imgl][imgr]https://www.rewity.com/vb/signaturepics/sigpic242556_32.gif[/imgr][imgl]https://upload.rewity.com/upfiles/FXq17526.gif[/imgl][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/NxQ01099.gif[/imgr][imgl]https://im31.gulfup.com/57mdD.gif[/imgl][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/DbH16903.gif[/imgr][imgl]https://im40.gulfup.com/uAdq7.gif[/imgl][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/qbv87689.jpg[/imgr][imgl]https://im39.gulfup.com/aYnT2.gif[/imgl][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/r3w92892.jpg[/imgr][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/rfY65786.jpg[/imgr][imgl]https://upload.rewity.com/upfiles/fBm45664.jpg[/imgl]
رد مع اقتباس
قديم 22-11-11, 06:38 PM   #36

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

في وقت اللعب ، ظلت أليسون في القاعة لتراقب من بعيد كيف سيستطيع هذا القادم الجديد أن يجد لنفسه مكانا بين الصبية الكبار ... لكنه قرر ان يبتعد عن المشاكل وظل في صبة هيثر وفيونا ، إبتعدت أليسون عن النافذة مبتسمة ، فإبن نيال ماكيين يسير على ما يرام.
وهكذا بدأت حياة أندريه في مدرسة شيلينغ ، إنها نقطة تحوّل في حياته... ولكنها لم تدرك انها ستكون نقطة تحول في حياتها أيضا .
لم تر اليسون نيال ماكيين لعدة ايام بعد ذلك الصباح ، مع ان سيارته كانت دائما أمام كوخ العائلة في اوقات الظهيرة وعند المساء ، اما اندريه ، فقد بدأ يستقر في حياته الجديدة ، وراح يتعامل براحة مع الأولاد الذين أخذوا يعرفونه الى ملاعبهم وألعابهم المختلفة ، كانت اليسون تدرك أن الطفل خجول للغاية...ولكنها عاجزة عن حمايته من القسوة غير المتعمدة التي يطرح بها الأطفال أسئلتهم حول حياته السابقة.
ودّعته بعد ظهر الجمعة بقلب مثقل وهي تتمنى ان يسمح له نيال باللعب مع الأولاد قرب الشاطىء إذ يبدو عليه أنه بحاجة الى الهواء الطلق والطعام المغذي ليتجاوز نحافته الواضحة.
وقد فهمت اليسون من الملاحظات المتناثرة التي ابداها الأطفال أنه يلازم البيت عندما يعود من المدرسة بعد الظهر حتى صباح اليوم التالي ، دون أن يغادره ابدا.
روت اليسون هذه المعلومات الى جسي وهما تتناولان الشاي بعد ظهر ذلك اليوم ، فرفعت مدبرة البيت العجوز عينين حادتين الى اليسون وهي تقول:
" هل بدأت تميلين الى هذا الصغير؟".
إضطرت اليسون للإعتراف بهذا الواقع مدركة أن شيئا لا يفوت عيني جسي الفاحصتين :
" اجل.... إنني اهتم به كثيرا".
قالت جسي:
" إذا أخذنا بعين الإعتبار مشاعرك نحو نيال ماكيين ، فإنني أستغرب موقفك من الإبن !".
ردت اليسون:
" مشاعري نحونيال ماكيين لا علاقة لها بهذه المسألة ، لو انك رأيت الإبن لعرفت حقيقة موقفي منه ، إنتزع من وطنه الى بلد غريب ... وهو لا يحتاج إلا الى إمرأة تعطف عليه وتهتم به".
عضّت أليسون على شفتها نادمة على كلامها هذا ، لكن جسي كانت اسرع في الرد :
"كم أنا آسفة لك ! آه لو انك ترين تعابير وجهك وانت تتحدثين عنه ، هناك شيء وحيد يمكنك ان تفعليه من أجل الصبي ، عندما يأتي نيال مرة اخرى إعترضي وإسأليه عن موعد حضور زوجته... وقولي له السبب ايضا".
رمت اليسون المرأة العجوز بنظرة حادة وقالت:
" لا أستطيع ذلك يا جسي ، فأنا غير قادرة حتى على الحديث معه دون .... مستحيل فهو سيهاجمني بشدة وفظاظة".
" من أجل الطفل فقط".
إلتقت عيون اليسون وجسي في نظرة عابرة ، فهمت منها جسي الكثير ، صحيح أن مدبرة البيت العجوز طيبة القلب ومرحة ، إلا أنها تتحول الى لبؤة شرسة إذا ما تطلبت الظروف ذلك ، وفي هذه اللحظة أحست أليسون ان العجوز محقة في كلامها ، فقالت مبتسمة:
" معك حق ، سأكلمه عندما ياتي".
ردّت جسي بإبتسامة مماثلة:
" حسنا ، يمكنك ان تكلميه الليلة ، فهو آت هذا المساء".
حكت أليسون بدهشة :
" آه أيتها العجوز الماكرة".
تلفّتت جسي حولها وكانها تفتش عن الشخص الذي عنته اليسون بكلماتها الأخيرة، لكن أليسون تابعت تقول:
" لماذا هو آت الليلة؟".
ردّت جسي:
" هناك بعض التفاصيل الصغيرة التي يجب البت فيها ، فأدوات البناء ستصل الأسبوع المقبل ، ثم يبدأ العمل فور توقيع عقد البيع".
ردت أليسون بهدوء:
" قبل بدء العمل يجب ان نغادر البيت".
" اجل ، لكن عملية ترميم الكوخ وإجراء الديكور اللازم له ستبدأ الأسبوع المقبل ، وقبل أن ننتقل".
صرخت أليسون متسائلة:
" ماذا؟ ومتى تقرر هذا الأمر؟".
" لا ادري ، إتفقا على الأمر فيما بينهما ، اعتقد ان أمك تريد ان تفاجئك ، لذلك أرجو ان لا تقولي انني أخبرتك".
" إطمئني يا جسي ، لن اخبرها".
لكن أليسون أحست بأنها طعنت من الخلف لأن كل هذه القرارات تتّخذ من دون علمها ، وبدا لها ان امها تتآمر مع نيال ماكيين ، وأنهما قررا إبقاءها خارج الموضوع برمته ، اليسون تدرك ان خيالها زيّن لها هذه الأفكار ، لكنها لا يمكن ان تتجاهل التعبير الذي طرأ على امها مؤخرا ، فهي تتكلم وتتصرف وكأنها عادت الى الحياة من جديد ، وكل ذلك بسبب الديكور الذي ستجريه للبيت تحت إشراف نيال.
عندما وصل نيال ماكيين ذلك المساء ، كانت اليسون في الصالة مع أمها تشاهد التلفزيون ، وما ان سمعت صوت الجرس حتى هبّت واقفة وهي تقول:
" انا سأفتح الباب ، اريد أن أحدثه على إنفراد ايضا".
بدات الأم قائلة:
" أليسون ".
لم تدعها أليسون تكمل كلامها :
" لا يا امي ، الموضوع يتعلق بإبنه".
فتحت اليسون الباب لتراه واقفا هناك عملاقا صلبا ، ترددت في الكلام لأعتقادها بأنه لن يقبل تدخل أحد ، لكنها إستعادت شجاعتها عندما تذكرت وجه اندريه النحيل والحزين ، وقالت:
" قبل أن تتوجه الى حيث أمي ، اود ان احدثك قليلا يا سيد ماكيين ".
دخل الى القاعة الجانبية دون أن ينقل عينيه عنها وقال:
" نعم ، ماذا هناك؟".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-11-11, 07:04 PM   #37

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

تمنت أليسون لو كانا في غرفة أصغر من القاعة ، فالإتساع يجعلها تحس بالضعف أمامه ، ومع ذلك لا مجال أمامها إلا المضي قدما ، فقالت:
" المسالة تتعلق بإبنك ، قد تعتقد بأنني اتدخل فيما لا يعنيني ، لكن ما يهمني فعلا هو اندريه ، إنه صغير ولا حول ولا قوة ، فهل يمكنني أن اعرف متى ستأتي زوجتك من السفر ؟ كما ارجو أن تسمح له باللعب مع الأطفال الآخرين بعد إنتهاء الدراسة".
وبينما هي تتكلم ، لاحظت أن وجه نيال إزداد تجهما وعبوسا ، وعندما إنتهت حلّ صمت مطبق على القاعة ، وأخيرا خرق حاجز الصمت بقوله:
" هل هذا كل شيء".
اجابت أليسون بصعوبة:
" نعم".
" إذن سأجيب على السؤال الثاني أولا ، أندريه ولد حساس وضعيف البنية وغير معتاد على الألعاب الخشنة ، فقد أمضى معظم سني حياته مريضا ، ولم يبدأ بإسترداد العافية إلا مؤخرا ، وعندما يتعرف الى المدرسة أكثر ساسمح له باللعب في الخارج ، فانا مثلك أقدر قيمة الهواء الطلق ، اما بالنسبة للسؤال الأول ، فما هو السبب الذي دفعك لطرحه؟".
إنفجرت اليسون بصوت عال:
" إذا كنت تريد ان تسال ، فانت لن تفهم السبب ابدا".
ردّ بإقتضاب وقسوة:
" جربي".
إستجمعت انفاسها وقالت:
" حسنا ، سأفعل ، إنني اتكلم بصفتي معلمته الآن ، وليس للسؤال أية علاقة بالأمور الشخصية ، فهل تفهم؟".
أجابها ، وعيناه لا تحيدان عن وجهها:
" أعتقد ذلك".
" إنه يحتاج الى حنان إمرأة ، الى من يكون بجانبه عندما يشعر بالوحدة والضيق كما يحدث معه الان في هذا البلد الجديد ، إنه مجرد طفل عاجز دون وجود امه ، لقد سمعت من تلميذ يقطن قرب منزلكم ان أندريه أمضى الليالي الأولى في بكاء ونحيب ... وكم كنت حزينة لسماع ذلك ، أعرف أن كلامي هذا يبدو سخيفا وعاطفيا لأن الرجال يريدون أبناءهم قساة واقوياء ... لكن ارجوك أن تهتم به ... فهو طفل طيب وممتاز".
" إنني اصدق إهتمامك به".
إلتقت نظراتهما للحظات في ما يشبه الهدنة المؤقتة ، ولمحت اليسون على وجهه ملامح التردد ، قبل ان يحزم أمره ويقول:
" سأخبرك الحقيقة ، امه لن تأتي أبدا ... فهي ميتة ، لقد توفيت قبل وقت قصير في ري ودي جانيرو ، وكل ما تبقّى له الآن ... أنا".
إستوعبت أليسون كلماته ببطء شديد:
" إنني متاسفة جدا ... لم اكن أعرف!".
" وكيف ستعرفين ؟ لقد اخبرتك لأنني أصدق إهتمامك بمصلحة الولد ، ولهذا اشكرك ، ولكنني لا أستطيع ان أفعل له شيئا بل عليه ان ينشأ في عالم صعب ، تماما كما نشات أنا".
هزت اليسون راسها قائلة:
" ارجوك أن تسامحني لأنني سألت ، سآخذك الان الى حيث امي".
وقبل أن يصل الى باب غرفة الجلوس ، توقفت فجأة وسألت :
" ماذا سيحل بالصغير عندما يبدأ العمل في البيت ؟ اقصد من سيهتم به ويرعاه؟".
توقف بدوره قائلا:
" لم افكر بهذا الموضوع بعد ، إهتمامي الأول كان ان احضره الى هنا قبل أن...".
تردّد للحظات ثم اضاف:
" سوف افكر بحل ما ، أبي سكون في المنزل ، وهناك عدة رجال سيعملون في البيت... وبالتالي لست مضطرا لتمضية وقت طويل في العمل".
" فكرة جيدة".
تساءلت أليسون وهي تفتح الباب عما تردد نيال في قوله ، فتحت الباب وقالت:
" السيد ماكيين يا امي".
شكرها وتوجه نحو الأم مسلما ، خرجت أليسون وكل فكرها مع أندريه ، إنه وحيد فعلا ، مسكين هذا الطفل... كم تتمنى لو تستطيع إحتضانه بحنان ومحبة.
بدأت معدات البناء تصل الى البيت مع مطلع الأسبوع ، وعندما عادت اليسون الى البيت بعد ظهر الأثنين شاهدت شاحنة محملة بالخشب يقوم على تفريغها رجلان شقيقان تعرفهما اليسون من القرية المجاورة ، القت عليهما السلام وهي تتساءل عما إذا كانا سيقومان بالعمل أيضا ، إلتقتها جسي فورا وقالت:
" أمك في الكوخ ، وهي تريدك ان تلحقي بها بأسرع ما يكون".
وضعت أليسون حقيبتها على كرسي مجاور وقالت:
" سوف أذهب الان يا جسي".
لم تكن أليسون تتوقع المفاجأة التي كانت تنظرها في الكوخ ، وجدت الباب مشرّعا ، أصوات تنبعث من الداخل ، إعتقدت ان مها تتحدث مع نيال... لكن الشخص الذي لمحته في غرفة الجلوس مع السيدة ماكاي لم يكن نيال ، بل هو رجل تتذكره تماما من الليلة المشؤومة قبل تسع سنوات... إنه جوني غوردون الذي اصبح رجلا ناضجا وجذابا.
أخفت أليسون دهشتها وتوجهت الى جوني الذي إستدار نحوها مبتسما ومسلما بصوته الهادىء العميق:
" اهلا بك يا اليسون".
تصافحا بحرارة ، لكن افكار أليسون كانت تتساءل ( من المؤكد ان هذا الرجل ليس الذئب الذي قاتله نيال في تلك الليلة ، كم يبدومختلفا الان ، فقد إختفى الشاب ذو العينين الزائغتين وحل محله رجل في الثلاثين ، طويل القامة ، انيق المظهر ولطيف المعشر أيضا .


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-11-11, 11:52 PM   #38

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ردت اليسون:
" مرحبا يا جوني".
قالت الأم:
" جوني سيقوم بعمل ديكورات الكوخ ، وقررت ان نناقش الموضوع في البيت ، وغدا سيحضر ورق الجدران والطلاء من اينفريتس".
" وفي الأسبوع المقبل سابدأ العمل في البيت مع الأخوة كاميرون ، الان حصلت على جميع المقاييس اللازمة ، وما عليكما ألان الأختيار حسب ذوقكما من النماذج التي تركتها لكما".
سالته السيدة ماكاي:
" ما رايك في تناول فنجان من الشاي معنا؟".
أجاب مبتسما:
" هذا لطف منك يا سيدة ماكاي".
لمحت أليسون في عينيه شرارة خاصة جعلتها ترتعش وترتجف ، قالت الأم :
" هيا بنا من هنا ، اعتقد أن هذا الكوخ العتيق سيبدو أجمل بكثير بعد إنهاء الديكورات اللازمة".
سار الثلاثة بإتجاه البيت ، وطيلة الوقت كانت اليسون تفكر بالإختيار الغريب الذي قام به نيال.
إستغربت كيف ان نيال عرف أن جوني أصبح صاحب محل خاص لبيع الطلاء وورق الجدران وأيضا تنفيذ إلتزامات متنوعة ، فجوني إفتتح المحل في فترة غياب نيال ، ومن غير المعقول ان تكون اخبار عمله قد وصلت اليه عبر البحار ، والأقرب الى الإحتمال ان يكون نيال قد سال المحامي عن شخص مناسب ، فدلّه هذا الأخير على جوني ، وشعرت أليسون بالخوف لكل هذه المصادفات المتسارعة ، وظلت هذه المشاعر تضج في راسها حتى بعد أن ذهبت الى فراشها تلك الليلة ، بحيث لم يزرها النوم إلا لماما ، كان وجه إبن نيال يلح عليها ويحتل افكارها طيلة الوقت ، كم تتمنى ان تساعده؟ لكنها تعلم ان ذلك محكوم بالساعات القليلة التي يمضيها في المدرسة ، وبالفعل ، إستغلت كل دقيقة منها ومع مرور الوقت لاحظت إستجابة منه ، وإنفتاحا لتقبل عطفها ومحبتها ، إنها تريد النجاح في مهمتها ، وتريد ان تراه صبيا طبيعيا وسعيدا.
نهار الأربعاء ، رافق نيال إبنه الى المدرسة بعد فسحة الغداء ، في هذه الأثناء كانت اليسون قد عادت مبكرة وراحت تراجع بعض الدروس ، دخل الإثنان الى القاعة ، فوقفت اليسون لأستقبالهما ، وما أن فعلت حتى إنتزع اندريه يده من يد ابيه واسرع نحوها مبتسما:
" اهلا يا اندريه".
أخذت أليسون يد الصغير بحنان ، ثم التفتت الى نيال متسائلة:
" هل هناك شيء ما يا سيد ماكيين؟".
الغريب في الأمر أن هدنة غير معلنة كانت تقوم بين الإثنين ما دام أندريه موجودا ، وكأنهما متفقان على التعامل بحذر أمامه.
هزّ راسه مبتسما وقال:
" لا ، لكنني جئت اطلب خدمة ، هل يمكنك ان ترافقي اندريه الى البيت عند الساعة الرابعة؟ إذ علي الذهاب الى المحامي مع امك ، كنت في بيتكم اليوم ، وقد تعهدت جسي برعايته حتى عودتنا".
أجابت اليسون بحماسة لم تكن راغبة بإظهارها :
" سأكون على اتم الأستعداد للإهتمام به".
خيّم كثيف للحظات ، قبل ان يقول:
" انا آسف ، لم اقصد هذا ، لقد تصورت ان تكوني مشغولة بعد المدرسة !".
هزّها إعتذاره بشدة ، إذ لم تكن تعتقد انه قادر على التعامل الإنساني مع الآخرين ، قالت له بحدة لإعتقادها بانه يشير الى رفضه السماح لإبنه باللعب بعد المدرسة:
" في العادة انا مشغولة ، لكن اندريه هادىء ولا يثير المتاعب " ثم إلتفتت الى الصغير وهي تداعب راسه : " هل تحب ان ترافقني الى البيت وتتعرّف على الكلب راستي؟".
إبتسم الصغير دون ان يجيب ، فقد كان من عادته ان لا يجيب على الأسئلة في أحيان كثيرة ، وادركت أليسون أن أندريه يفهم كلام الاخرين لكنه لا يبذل جهدا لرد عليهم ، وقررت في الوقت الحالي على الأقل أن تترك الأمور على علاّتها ما داما متفاهمين ، ويحققان تقدما في علاقتهما.
نظرت الى الأب مجددا وقالت:
" الامور مرتّبة إذن ، وسنهتم به الى حين عودتك ، وإذا لم يكن لديك مانع نحن نتناول عشاء خفيفا عند الساعة الرابعة والنصف ، ويمكن أن تقدم جسي الشاي أيضا".
شكرها نيال وإلتفت الى إبنه قائلا:
" هل سمعت يا أندريه ؟ كن ولدا عاقلا ، سارجع لأخذك من بيت الآنسة ماكاي عندما أنتهي من عملي ، فوداعا".
بعد مغادرته القاعة ، قالت أليسون للصغير:
" سوف نلهو في البيت ، أليس كذلك؟".
وكعادته التي أصبحت أليسون تعرفها جيدا ، فكّر اندريه في لسؤال وكانه يقلبه من جميع اوجه قبل ان يقرر الإجابة قائلا:
" لست ادري إذا ما كنت ساحب الكلاب".
إرتاحت اليسون لجوابه ، وقالت:
" حسنا ، سنرى عند المساء ، واؤكد لك أن راستي كلب طيب ويحب الأطفال الصغار كثيرا !".
فكّر أندريه في كلام اليسون لعدة ثوان ، ثم هز رأسه دون ان يتكلم ، وبعد لحظات تركها لياخذ مقعده في القاعة ، وسرعان ما علت الضوضاء والضحكات في الخارج ، عندما بدأ الأطفال يتوافدون الى الصف بعد الظهر.
تجولت اليسون مع أندريه في مختلف أرجاء البيت ، وعندما وصلا الى العلية قالت:
" هناك حصان خشبي في العلية ، فهل تريد ان تراه؟".
نظر اليها مبتسما دلالة على الموافقة ، ثم صعدا معا السلم الطويل المؤدي الى العلية.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-11-11, 12:34 AM   #39

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

راقبت اليسون وجه أندريه وقد علت الدهشة والإستغراب وجهه ، عندما شاهد الحصان الخشبي الضخم المغطى بغبار كثيف ، سألها بعد صمت دام لحظات .
" هل استطيع أن ألمسه؟".
ردت عليه قائلة:
" طبعا ، إسم الحصان بيغاسوس... وبإستطاعتك ركوب صهوته أيضا ".
وقف أندريه الى جانب بيغاسوس يتأمله بدهشة طفولية واضح ، ثم مدّ يده بهدوء وراح يداعب الشعر الصناعي الكثيف المنسدل على ظهر الحصان.... فإهتز الحصان بفعل لمسات اندريه الذي إستدار متسائلا ناحية اليسون.
إقتربت أليسون منه وحركت الحصان بقوة قائلة:
" لا باس في ذلك ، إنظر ، إنه يتحرك بسرعة الى الأمام والى الخلف".
وبلمح البصر إمتطت أليسون صهوة الحصان وراحت تحركه بسرعة، في حي كان أندريه مستغرقا في الضحك وقد افترت شفتاه عن اسنان ناصعة البياض.
" إنه حصان جيد ، هل أستطيع...".
ترجّلت اليسون وقالت:
" هيا جرّب ، سأسندك بنفسي".
رفعته الى صهوة الحصان بهدوء ، ثم ركزت قدميه وأعطته اللجام الجلدي ، وعندما تأكدت من إستقراره ، اخذت تحرك الحصان بلطف شديد ، عند اول حركة احست بيده تتمسك بذراعها بشدة وقد تشنّج جسده من الخوف ، لكن مع مضي الوقت إرتاح في مكانه وأفلت يدها نهائيا ، مركزا على حركة احصان المتسارعة ، إستمتع اندريه بهذه اللعبة بحيث نسي كل شيء حوله إلا الحصان ، مستغرقا في الضحك والقهقهة بإرتياح شديد ، أنه الان ولد يختلف تماما عن الولد الحزين المنطوي على نفسه الذي بدأ الدراسة قبل ايام ، وفكرت اليسون ان الحصان يجب ان يصبح ملكه ، وبهذه الطريقة على الأقل تتخلص امها من قطعة غير مرغوب فيها في الكوخ الصغير.
فجأة ، سمعت حركة خفيفة على الباب جعلتها تلتفت ، فرأت نيال ماكيين واقفا يراقب المشهد.
قال لها:
" لم اقصد أن أخيفك ، كنت فقط اراقب اندريه على صهوة الحصان".
شعرت بالإرتباك وكأنه شاهدها بالجرم المشهود سالته:
" هل أنت هنا منذ وقت طويل؟".
" دقيقة أو دقيقتين فقط ، لم ارد ان أزعجكما".
ازاحت اليسون عينيها عن نيال ، وتشاغلت بالتطلع الى ساعتها قائلة :
" الأفضل أن نذهب الآن ، فلا شك أن جسي قد اعدت السندويشات لأندريه".
قال نيال دون ان يبعد عينيه عنها:
" اجل ، وقد أرسلتني للبحث عنكما".
إستدارت أليسون وانزلت أندريه عن الحصان قائلة:
" هيا بنا ، هل إستمتعت بذلك؟".
نظر اليها بعينين لامعتين وقال:
" لقد احببت الحصان كثيرا".
" إذا سمح لك والدك بالحصول على الحصان ، فأنه هدية لك".
نظرت اليسون الى نيال وقد ادركت أنه كان عليها طرح الموضوع في غياب اندريه.
قطع نيال حبل افكارها قائلا:
" هل انت متاكدة ؟ فالحصان للعائلة منذ سنوات طويلة".
أجابته فورا:
" تمام التأكيد ، على كل ليس للحصان مكان في الكوخ ، واتمنى صادقة ان يأخذه أندريه".
نظرت أليسون الى الطفل بحنان ، فهالها أن تجد في عينيه بعض الدموع ، وبحركة غريزية رفع يديه نحوها فإنحنت اليه وعانقته بسجية ، ومع انه كان ضعيف البنية إلا ان يديه تشبثتا بعنقها بقوة غريبة...وهو يهمس في اذنها:
" انت سيدة رائعة ، وانا اتمنى الحصول عليه".
وكانه تذكر أن اباه موجود ، لذلك إلتفت اليه قائلا:
" أبي هل يمكن ان أقبله؟".
" أجل يا أندريه ، عليك أن تشكر الآنسة ماكاي".
" اشكرك كثيرا يا آنسة ماكاي".
" لا ضرورة لذلك".
سارت بإتجاه الباب ، وأندريه ما زال بين ذراعيها ، حاولت في طريقها أن تتجاوز عشرات الكتب والمجلات المتناثرة دون إنتظام ، ووجدت صعوبة في ذلك لأن أندرية كان يحجب عنها الرؤية السليمة ، ولذلك عندما داست على احد الكتب الضخمة إختل توازنها وكادت تسقط إلا أن نيال كان اسرع اليها ، ممسكا اندريه باليد اليمنى ومحيطا خصر اليسون باليد الأخرى ، إستغرقت العملية كلها عدة ثوان فقط ، إستعادت اليسون توازنها بعدها وسلمت أندريه الى والده الذي أنزله الى الأرض بسلام.
لم تستطع اليسون ان تحدّد بكلمات واضحة طبيعة الذي حدث ، لكن شيئا ما تغير في هذه اللحظات ، فقد كان الجو مشحونا بتوتر كثيف ينذر بعواقب غير مستحبة في اية لحظة ، لذلك شكرته بإقتضاب وأسرعت الى الخارج ، وما هي إلا لحظات حتى كانت تنزل السلم برفقة اندريه وكان شيئا لم يكن ، إذ لأول مرة في حياتها تشعر بقرب رجل الى هذا الحد ، صحيح انها متعبة وقلقة وغاضبة ، لكن الصحيح ايضا أنها تمنت أن يظل اندريه ممسكا بها الى الأبد ، حاولت أليسون إستبعاد الأفكار السخيفة ، وفكرت أن صديقتها ميغ ستضحك كثيرا عندما تعرف التفاصيل ، وراحت تتصور التحليل النفسي الساخر الذي ستفسر عل ضوئه مشاعر اليسون ، وإبتسمت أليسون بصمت قائلة لنفسها : ( القصة كلها سخيفة .....فنحن نكره بعضنا كثيرا ) .


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-11-11, 11:26 PM   #40

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

إنتهى كل شيء واصبح البيت قانونيا ملكا لنيال ماكيين ، بدا غوردون العمل في إعداد ديكورات الكوخ ، في حين كانت كل معدات البناء اللازمة لتحويل البيت الى فندق جاهزة بإنتظار إنتقال عائلة ماكاي الى سكنهم الجديد ، هناك الكثير من العمل ، لكن بمجرد الأنتهاء منه سيغص المكان بالغرباء من كل حدب وصوب ، قد يستغرق الأمر عدة أشهر ، وفي هذه المرحلة على اليسون ان تتأقلم مع الواقع الجديد ، ولأول مرة تشعر أليسون بالراحة لأختيارها مهنة التدريس ، فالإنشغال بالتلاميذ ومشاكلهم وفروضهم المدرسية لا يترك لها فرصة كبيرة للتفكير في شجون البيت ، وبالإضافة الى ذلك فهناك أندريه ، الذي إستطاع أن يتسلل الى قلبها ويحتل مكانا بارزا فيه ، وراقبته أليسون وهو يقوى يوما بعد يوم ، ويزداد إستقلالا وإعتمادا على نفسه فقد كان ذكيا ومرهف الشعور ويدرك فورا ما هو المطلوب منه ، إنها تحبه بكل جوارحها ، لكنها كانت مضطرة الى إخفاء ذلك ... فهي لا تستطيع أن تنسى ابن من هو !
أصبحت لقاءاتها مع امها متباعدة ، فالسيدة ماكاي مشغولة هذه الأيام بالرسم والتخطيط وإعداد الديكورات اللازمة لفندق ، وإعترفت لجسي في احد الأيام أن مها قد تغيّرت كثيرا بعدما صارت حياتها ذات معنى عملي ، واكدت لها ان الرسوم التي أعدتها في هذه الفترة تعتبر من أجمل ما ابدعته يداها ، فقد حوّلت القاعة القديمة – على الورق حتى الان – الى صالة إستقبال حديثة يتمناها أي فندق فخم ، وعندما تمعنت أليسون الرسومات ، احست عمق الحب الذي يحرك أمها في عملها.... والحقيقة أن أي إنسان غريب ما كان يستطيع مجاراتها مهما بذل من جهد.
كانت أليسون وجسي تتناولان الشاي بعد ظهر يوم الجمعة في المطبخ الذي يغص بفوضى شاملة للإنتقال بعد أسبوع واحد فقط ، نقلت أليسون نظرها في المكان ، ثم قالت:
" آه يا جسي ، سوف يضع أدوات مطبخية جديدة هنا وسيتغير الحوض ايضا ، لن يظل البيت كما كان في السابق".
وافقت جسي قائلة:
" هذا صحيح ... وأنا لا امانع في العمل معه في المطبخ !".
صرخت اليسون:
" جسي؟".
إنفجرت العجوز ضاحكة وهي ترى دهشة أليسون ، ثم قالت:
" حسنا ، عن أمك تعمل معه الان ، وأعتقد انه سيجد عملا آخر لها عندما ينتهي ديكور الفندق .... وفي كل حال ، الفندق يحتاج الى موظفين عديدين".
" هل تقبلين العمل معه.... هنا؟".
" نعم ، لكن لبعض الوقت فقط ، فانا لن أتخلى عنك وعن أمك .... لأنكما عائلتي ، ومع ذلك يجب الإعتراف بان العمل معه ممتع ومفيد".
سالتها اليسون بتحد:
" كيف تعرفين ذلك؟".
هزّت جسي رأسها وقالت:
" انا اعرف ، لقد قضيت من العمر شوطا بعيدا بحيث أستطيع الحكم على الناس ، إن نيال ماكيين رجل شريف وصادق... وليكن ذلك بعلمك".
نظرت أليسون الى جسي بإستغراب قائلة:
" إنك تدهشينني برأيك هذا".
" ربما ! لكنني أقول الحقيقة، الا ترين بنفسك المواصفات الجيدة التي يحملها؟".
قالت أليسون:
" اجل ... وكلّما قلّ تعاملي معه ، كلما كان افضل بالنسبة الي".
سألتها جسي بلطف بالغ:
" وماذا عن إبنه؟".
إعترضت اليسون بشدة:
" ليس من العدل المقارنة ، أندريه مجرد طفل ، وحسب ما أراه فهو لا يشبه والده مطلقا ، ما عدا مظهره الخارجي ، ونشكر الله ان اندريه ليس كما كان ابوه وهوطفل".
وجّهت جسي نظرة صارمة الى أليسون ، ثم إبتسمت وهي تقول:
" هذه هي الحقيقة".
أدركت جسي فجأة أنها تضيّع وقتها في نقاش لا جدوى منه مع أليسون ، لذلك عادت الى إفراغ الأدراج قائلة:
" الأفضل أن نعمل بسرعة".
قالت أليسون وهي تقف:
" وأنا سأذهب الى غرفتي لحزم أشيائي ، آه يا جسي ، هل تعتقدين باننا سنكون مرتاحين في الكوخ؟".
ضحكت جسي:
" طبعا ، سنرتاح ، سيكون اصغر وأكثر حميمية ... على الأقل لن نكون وحيدين في الشتاء".
إبتسمت اليسون :
" اتمنى أن تكوني على صواب ، بالإضافة الى ذلك فإن الفندق سيكون خاليا من النزلاء في الشتاء ، الحقيقة أنني لا أتوقع عددا كبيرا فيه حتى في الصيف .... لكن نيال يبدو واثقا مما يفعل".
وهنا لمحت أليسون على وجه جسي تعبيرا غريبا ، سرعان ما زال بلمح البصر ، لكن اليسون ألحّت في السؤال:
" جسي ماذا في الأمر؟".
هزّت مدبرة البيت راسها قائلة:
" لا شيء.... لا شيء أبدا".
" بل هناك الكثير ، إذ ما أن أشرت الى الضيوف حتى تصرفت وكأنك تعرفين شيئا".
" حسنا ، كل ما هنالك أنني سمعت بعض الشائعات الغريبة".
وإستدارت جسي متشاغلة في اغراض المطبخ الكثيرة لكن أليسون ألحت اكثر:
" شائعات حول ماذا يا جسي؟".
نظرت جسي اليها وقالت:
" لن أخبرك بها لأنها قد تكون كاذبة ، وأنا لا أريد ان أكون سببا في إثارة الإضطرابات، انا ىسفة يا أليسون ، لكنني لا أستطيع".
واصرّت جسي على رفض الكلام حول الموضوع ، في اليوم التالي إكتشفت أليسون بنفسها ما رفضت جسي البوح به ، كانت في مكتب البريد لشراء بعض الحاجات عندما دخلت إمرأة أخرى الى المكتب ، هي أليس قريبة الأختين دوريس وديزي ، التي تعيش في منطقة غير بعيدة وتاتي بين الحين والاخر لزيارة قريبيها.
سلمت أليس على اليسون قائلة:
" ألست معلمة المدرسة؟".
ردّت أليسون السلام بأحسن ما تستطيع محاولة تجنّب هذه المرأة التي تثرثر أكثر من ديزي ودوريس ، ولكن أليس واصلت كلامها قائلة:
" من المؤسف ان تغادروا البيت الكبير بعد كل هذه السنين ، سمعت انه سيتحول الى فندق ، فهل هذا صحيح؟".
أجابت اليسون بإقتضاب شديد:
" نعم ". ثم إلتفتت الى السيدة فينليسون قائلة:
" هل جهزت أغراضي يا سيدة فينليسون؟".
تابعت أليس الحديث:
" لا شك ان ذلك الشاب يعرف ماذا يريد لقد قلت لدوريس وديزي قبل قليل انه سيذهب بعيدا بعيدا جدا ، وسيحقق ثروة طائلة بعد أن يشق الطريق الجديد ، تصوري ، هذا المكان العتيق سيتحول خلال سنوات الى ما يشبه أفيامور".
إضطرت أليسون للإستناد على الطاولة خوفا من السقوط أرضا بفعل الصدمة التي كانت قوية بحيث شعرت أن الدم تجمد في عروقها ...وسمعت صوت السيدة فينليسون وكأنه آت من البعيد:
" ماذا بك ؟ هل أحضر لك كاسا من الماء؟".
أحست بشفتيها جافتين يابستين فاقبلت على كأس الماء تشربها بلهفة ، ووسط هذا التوتر الشديد كانت أليسون تدرك أن عليها عدم إظهار مشاعرها ، وإلا إنتشر النبأ بسرعة الصوت في القرية كلها ، إغتصبت إبتسامة صفراء وقالت:
" شكرا لك ، لقد أحسست بدوخة مفاجئة ، أعتقد أنها ناتجة عن نوع من الحساسية".
ثم نظرت الى اليس وقالت:
" كنت تتحدثين عن الطريق الجديد؟ لا شك أنه سيحدث تغييرا ملحوظا ، ولا اعتقد ان الكثيرين يعرفون عنه شيئا حتى الآن".
إبتسمت أليس بخبث قائلة:
" من المفروض أن يكون سرا ، لكن اخي يعمل في البلدية وقد حصل على التفاصيل من هناك".
وأخيرا قررت السيدة فينليسون التدخل بعد أن كانت صامتة طيلة الوقت:
" أعتقد ان نيال ماكيين عرف التفاصيل من عمه الأكبر الذي يعمل في مشروعا الطرقات الرئيسية في أيفرنيس".
ثم إلتفتت الى اليسون قائلة :
" كان عليكم التمسك بالبيت أكثر ، إذ يبدو أنه اصبح مركز كل الحركة في القرية ، ونحن مقبلون قريبا على نشاط ملحوظ في كل المجالات".
وفي النهاية إستطاعت اليسون الهرب من مكتب البريد وعندما وصلت الى مكان منعزل أخذت ناحية مخفية ووضعت حاجاتها أرضا ، كانت ترتجف أضطرابا وغضبا... إضطرابا لأنها فوجئت بالنباء من مصادر مختلفة،وغضبا من الرجل الذي سرق عمليا البيت منهم ، فهو قد عرف أن طريقا جديدا سيشق ومنتجعات سياحية ستقام ، وهذا بالتالي سيضاعف سعر البيت في غضون أسابيع من اعلان الأنباء .... لكنه إستبق الجميع وإشتراه بسعر بخس.
فكرت بمرارة ان نيال كان ذكيا... وذكيا جدا ، لا شك انه كان يضحك في سره كلما إجتمع وأمها الى المحامي ، وما عرضه العمل على السيدة ماكاي إلا لبقائها صامتة ، وجسي التي سمعت الشائعات لم تفه بكلمة لأنها عاجزة عن التأثير في شيء ، واحست اليسون بالألم الشديد لهذه الخيانة المستترة ... وفكرت أنه حقق الإنتقام الذي ينشده ، وأكثر.
وكم كانت مخطئة عندما إعتقدت قبل ايام ، عندما كانت مع اندريه في العلية ، أنها عرفت جانبا آخر من شخصية نيال ، فهو لم يتغير أبدا ، والسنوات لم تزده ألا قسوة وإحتيالا ، وما أن إنحنت لألتقاط حوائجها مجددا حتى سمعت صوته من الخلف قائلا:
" سأحملها عنك".
إنتفضت أليسون بفعل المفاجأة ، وألتفتت لتجد نيال مقبلا نحوها.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:06 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.