07-02-12, 11:29 AM | #1 | ||||
قاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| صفعة وقبلة ! رأيت " منيرة " لأول مرة في حياتي منذ عشرة أعوام.. وقتها كان عمري ستة أعوام.. طفل نحيف أسمر، غامق السمرة .. غارق في طين وتراب ( الحجز ) * ..عندما عاد خالي " أشرف " فجأة من الإسكندرية ومعه أسرته الصغيرة.. زوجته الإسكندرانية الحسناء التي تجري في عروقها دماء تركية من ناحية أمها.. وطفلة صغيرة جميلة ذات ضفيرتين شقراوين وجبهة ناصعة البياض متوردة الخدين في الخامسة من عمرها.. هي " منيرة " .. أو " موني " كما كانوا يدللونها ! وكانت عودة خالي على هذه الصورة إيذانا ببدء حرب عائلية شعوا شنتها جدتي على خالي وزوجته " هاله ".. فالمرأة الصعيدية المتشددة لم تقبل أن تسير زوجة أبنها الشابة الجميلة في طرقات القرية حاسرة الرأس مكشوفة الوجه.. كما راحت تضايقها أيضاً بموضوع الإنجاب وتعايرها بالتلميحات والغمز واللمز على أنها لم تنجب في عمر زواجها الذي أربي على الستة أعوام سوي هذه " البت " ! بل إن جدتي جامدة الرأس أعلنت صراحة أن هذا العام هو آخر فرصة ل" هالة " .. فإذا أنتهي دون أن تحمل ثانية فسوف تزوج ابنها - أي خالي " أشرف "- فوراً من احدي بنات قريتنا ! كل هذا دفع خالي إلى أن يهرب بزوجته وابنته ويعود بهما إلى الإسكندرية بعد شهرين فقط .. فلم يعودوا إلى " الحجز " سوي اليوم ! *********** بالأمس توفيت جدتي في الفجر فاندلع الصراخ والعويل في البيت.. وأسرعت أمي إلى التليفون تبلغ خالي " أشرف " بالخبر باكية ناحبة.. وترجوه في انكسار أن ينسي ما كان وكل ما فعلته جدتي بزوجته وبه.. والشتائم التي كانت تصبها على أذنيه في التليفون.. واصفة إياه __________________ * قرية تابعة لمركز البلينا محافظة سوهاج بـ ( عديم الرجولة ) و ( عديم النخوة ) و ( الدلدول ) و( شرابه الخرج).. رجته أمي أن ينسي كل هذا ويأتي ليشيع جنازة أمه.. ويكفي أنها ماتت دون أن تراه ! وفي هذا الصباح كنت في الحقل مع أخي الأكبر " إبراهيم " نفحص القطن لنتحقق من عدم وجود لطع الدودة اللعينة.. وبينما أنا وأخي مغروزين وسط عيدان القطن جاءنا صوت أختي " سناء " ليمزق الفضاء صارخة : " يا " براهيم " أمك بتقولك تعالى سلم على خالك " أشرف ".. وهات الواد " محمود " معاك ! " " هو َّجه من إسكندرية ؟! " " أيوه.. جه هو ومراته وبناته.. تعالى حالاً.. وما تنساش تجيب الواد " محمود " معاك ! " أسرعت أختي بالذهاب .. وهرولنا وراءها أنا وأخي " إبراهيم " !! *********** ازدادت زوجة خالي جمالاً على جمال.. أما ابنتيها " منيرة " والصغيرة " مي " فقد غدت كلاً منهما آية في الجمال ! قال لي أخي " إبراهيم " وهو يمسح على عنقه علامة الغزل عند الفلاحين : " شفت الجمال يا واد ؟! " " سيدي .. يا سيدي ! " " قال وستك كانت عايزاه يطلقها ولا يتجوز عليها ؟! " " ولا البنات كمان ! " " يا سلام .. يا سلام ! " " الله يخرب بيت أبوه ! " " مين هو ؟! " " العرق التركي.. العرق التركي يا حمار ! " *********** بعد ثلاثة أيام كان بيت " أبو سعيد " يقيمون فرح كبير لولدهم الوحيد " سعيد ".. وكانت الليلة أمام دارنا مباشرة فعزمت على " منيرة " ؛ ابنة خالي ؛ أن نصعد إلى السطح لنشاهد الزفة بوضوح أكثر! أمسكت يدها حتى لا تتعثر وسط أكوام السباخ والحطب التي تملأ السطح.. وقفت أمامي وأعطتني ظهرها.. وأخذت ترقب الزفة الفلاحي بدهشة وسعادة من خلال طاقة مفتوحة في منتصف الحائط.. ولكن الطاقة كانت عالية كثيراً عن مستوي رأسها فحاولت الوصول إليها ؛ لتتفرج ؛ دون جدوى.. ثم وضعت يدها في وسطها وثنت جذعها في دلال.. وقالت لي بصوت ناعم جعلني أتمني أن تنشق الأرض وتبلعني فوراً : " ممكن تسندني يا اسمك أيه ؟! " " " محمود ".. محسوبك " محمود " ! " " طيب.. ممكن تسندني يا " محمود " من فضلك.. عشان عاوزة أبص على الفرح !" ابتلعت ريقي ومددت ذراعي القوي فاستندت عليه ، ووضعت قدمها في حفرة واسعة في منتصف الحائط فتعلت قليلاً ، ووصلت إلى الطاقة.. وأخذت تنظر منها في فرح طفولي.. وعيناها تبرقان بالسعادة والشقاوة .. بينما رحت أنا أتأملها من الخلف ! يا سلام ! .. عنق مرمري عاجي وجسد مستدير ملتف وذراعين بضين مرشوقين في عيني ككيزان العسل.. وأذنين صغيرتين كأذني الأطفال ووراءهما تختبئ خصلات ناعمة من شعر كأنه خيوط ذهبية مهدلة من أستار حريرية ! فجأة وجدتها تهبط بين ذراعي .. طلق ناري سخيف أخافها فصرخت ثم أسرعت بالنزول.. استدارت في يدي وحولت وجهها نحوي وانزلقت مرة واحدة لأجد صدرها يحتك بصدري.. ومرة واحدة وجدت شفتي الغليظتين الجافتين تلمسان خدها الوردي الناعم المعطر بعطر ألف أنثي جميلة ! لا أدري إذا كنت قد قبلتها أم لا ! كل ما أعرفه أن الرائحة الحلوة ملأت خياشيمي للحظة.. بعدها وجدت الفتاة تهوي أرضاً.. فقد دفعتني في صدري بعنف فارتددت إلى الوراء ساحباً ذراعي الذي كانت تستند عليه فتعثَّرت وسقطتْ .. ثم هبَّت واقفة وسددت لي قلماً محترماً .. ثم أسرعت تجري وهي تشتمني .. وتعثرت مرة أخري في كوم من الحطب ولكنها منعت نفسها من السقوط وهرولت ناحية السلم.. وهبطته جارية وهي تبكي وتسبني ! *********** لحظات وافقت على صوت زوجة خالي وهي تنادينى.. وكنت قد تصلبت في مكاني كأصنام الكفار أتحسس موضع الصفعة ! نزلت فلم أجد سواها ؛ " منيرة " ؛ تتظاهر بالنشيج والبكاء.. وبجوارها أمها مكفهرة الوجه محمرة العينيين .. وشاكية اللسان ! حمدت ربي أنهما - الفتاة وأمها - لم يخبرا أمي بفعلتي الخائبة.. وراحت " منيرة " ترمقني في تشفي واضح وأمها تصب على سيل من الشتائم والإهانات ..وعملت أذن من طين وأذن من عجين.. وتركتها تصفني بأنني غير متربي وجلف ولا أعرف الأصول.. إلى آخر هذه الألفاظ الكريمة التي تستخدم عادة في مثل تلك المناسبات السعيدة ! وأخيراً هدأت زوجة خالي .. وبعد أن زفرت في ضيق أمرتني بأن أعتذر ل" منيرة " .. وأقبلها ! وذهلت حقاً .. بينما أخرجت لي " منيرة " لسانها خلسة.. ثم صعَّرت لي خدها وقالت: " بوس ! " التعديل الأخير تم بواسطة هبة ; 07-02-12 الساعة 09:56 PM | ||||
07-02-12, 02:36 PM | #2 | ||||||||||
إدارية ومشرفة سابقة وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء وأميرة الخيال وشاعرة متألقة بالقسم الأدبي
| صمت ؟! منال قلم ناضج .. وكتابة تنبئ عن قلم متمكن ممما يكتب ,, ويعرف جيدا ان يتوقف واين يبداء ..النهاية عجيبة وغير متوقعه ^_^ سانتظر قصص اكثر من قلمك التعديل الأخير تم بواسطة ~sẳrẳh ; 07-02-12 الساعة 02:57 PM | ||||||||||
07-02-12, 03:14 PM | #3 | |||||||||
نجم روايتي
| (بوس؟؟؟) يا سلام يا سلام يا أستاذة منيرة .. أما هى انسانة غريبة و عجيبة .. صفعته لأنه تجرأ و بلا قصد و قبلها و الآن لكى يعتذر لها .. عليه أن يقبلها و بطلب من أمها .. ويلها ... هههه نهاية مش متوقعة أبدا يا منال .. قلمك حلو للغاية و اسلوبك سلس فعلا .. أشكرك على القصة القصيرة الحلوة .. سلملم .. سكارليت | |||||||||
07-02-12, 03:42 PM | #4 | ||||||||||
مراقب عام ومشرف منتدى قصص من وحي الأعضاء وكاتب في قسم وحي الاعضاء
| ههههههههههههههههههههههههه ههههه روووعه و تستحق التقيييم .... ... فعلا نقله قووووويه .....واصلي منال اسلوب رااائع و جديد كل التقدير و الاحترام لك | ||||||||||
07-02-12, 04:26 PM | #5 | |||||
مشرف قصر الكاتبة الخيالية وكاتب في قصص من وحي الخيال وقاص قلوب أحلام وعضو فعّال بقسم الرياضة و الشباب وعضو مميز بتغطية The Vampire Diaries
| ههههههههههههههه والله هي حكاية عجيبة... ولكن لماذا صفعته اذا كانت تريد ان يعتذر لها بقبلة اخرى؟!!! ههههههه والله غريبة هاته المنيرة ... ولكن قصة طريفة وجميلة هههه | |||||
07-02-12, 04:32 PM | #7 | ||||||||
نجم روايتي وأستاذة ومحررة لغوية ومترجمة بمنتدى وحي الخيال وفي منتدى قلوب احلام ومحللة أدبية بنادي كتاب قلوب أحلام ومحللة سياسية في قسم الأفلام الوثائقية وعضو الموسوعة الماسية لقصص من وحي الأعضاء
| لا زال فمي مفتوحاً ومدهوشاً... عزيزتي قلمك رائع... فكرة مدهشة وغير مألوفة... طفولة رائعة... تعنيف ثم تراضي بقبلة... أنفجرت بها ضاحكة ههههههههه بعد ان كنت مندهشة... أنتِ رائعة... أستمري وبالتوفيق | ||||||||
09-02-12, 02:42 AM | #10 | |||||||||
نجم روايتي وقاصة في قصص من وحي الأعضاء وعضو الموسوعة الماسية لقصص من وحي الأعضاء
| هههههههههههههههههههه متوقعتش أبدااااااااا النهاية دى موتينى من الضحك منال سعيدة جداااا بالقراءة ليكى قلمك ممتع وناضج تسلم أيديكى عزيزتى وفى إنتظار جديدك دوما | |||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|