نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الادبي وفراشة التصميم الذهبيةوعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية ? العضوٌ???
» 284870 | ? التسِجيلٌ
» Jan 2013 | ? مشَارَ?اتْي » 1,503 | ?
مُ?إني » somwhere ♥ | ? الًجنِس » | ? دولتي » | ? مزاجي » | ?
نُقآطِيْ
» | ¬» | ¬» | ?? ??? ~ | | بائع الحب | | | | بــــــــــــــــائــــــ ــــــــــــــــــــع الــــــــــــــحــــــــ ـــــــــــــــــب!
صفقت باب السيارة خلفها بعنف ثم أسندت رأسها إلى المقود و سمحت لدموعها التي كانت تجاهد لتحبسها بالانفجار, أما آن لأحزانها أن تنتهي؟
ماتت والدتها و هي لا تزال طفلة في الرابعة, لتتركها لأب جلف قاس كل همه جمع الأموال و تكديسها في خزائنه التي لا شك ستنفجر عليه يوما ما, تزوج من امرأة "راقية" من الطبقة الرفيعة رأى فيها سبيلا لتنمية ثروته أكثر فأكثر ...
كانت امرأة مطلقة و لها طفلان, فتى و فتاة يكبرانها بأعوام, في بادئ الأمر كانت تهتم بها و تعتني بها كأي طفل من أطفالها, و لكن ما ان لاحظت أن والدها بدورها لا يهتم بها, انقلبت معاملتها الودية لها إلى جفاء, و لم يكن طفلاها بأقل عداء منها, كانا يضربانها كلما سمحت لهما الفرصة و يتلفون أغراضها و يمزقون كتبها, أما هي, ازاء كل ما تتلقاه من ظلم, كانت صاغرة صامتة, فهي ان شكت إلى والدها ما تعانيه, تلقى عذابا أشد و أمر ...
و كما بدا, ضاقت زوجة أبيها ذرعا بسكنها معهم في القصر, لذا طلبت منه أن يبعدها عنهم, و كما كان متوقعا, استجاب الوالد لطلبها, اشترى قصرا آخر و رماها فيه صحبة عجوز هرمة تكفلت بتربيتها, و لم يكن يزورها إلا لماما خلال المناسبات أو ليرمي في وجه المربية أموالا يظنها كفيلة باسعادها ...
و حملت الزوجة , و أنجبت له البنين و البنات, و شيئا فشيئا, نسي الوالد أن له ابنة يتيمة رماها في كنف عجوز توفيت ما ان بلغت السابعة عشر من عمرها, و لم تعد تراه سوى على شاشة التلفاز أين يعرضون آخر أخبار صفقاته التي يعقدها, لم يعد حتى يعطيها مصروفها, لذلك وجدت نفسها تخرج للعمل و هي لم تتجاوز الثامنة عشر من عمرها حتى!
و اشتغلت سكرتيرة خاصة لرجل أعمال مشهور, لتستمر معاناتها انما بشكل مختلف هذه المرة!
وجدت نفسها تقع صريعة في عشق رئيسها, الشاب الثلاثيني الوسيم ذو الشخصية المميزة, فارس أحلام الملايين, كان يعاملها معاملة خاصة, كثيرا ما كان يثني على جمالها و يصفه بالفريد و المميز, كان يغرقها بالهدايا الثمينة و يحيطها باهتمام مبالغ به, اهتمام لم تلقه من غيره في حياتها...
و في يوم ما, صارحها, قال لها بأنها تعجبه, و أنه يود جديا أن تكون علاقتهما أكثر حميمية من ذلك, قلبها كادت نبضاته تتوقف من فرط الفرح, شعرت بأن كل ما قاسته طوال حياتها سينتهي بغمضة عين! و وجدت نفسها بعد ذلك تنضم الى صف حبيباته اللواتي خدعهن من قبل بمثل ما قاله لها, و لكن تفكيرها المراهق صدقه, و أخذت تتوغل في غيابات عشق مجهول...
و مرت الأيام, و تغيرت معاملة السيد لها, لاحظت جفاءه و تعمده الابتعاد عنها, و عندما صارحته بتضايقها من ذلك, أجابها برد جارح أنه سئم منها و ملّها, و أنها لا تعدو أن تكون بالنسبة له سوى مجرد لعبة كغيرها ممن سبقنها, كان ذلك بمثابة صدمة بالنسبة لها, حاولت أن تقنعه بأنه يحبها كما هي تحبه, و لكنه رد ببرود أنه قال أنها تعجبه لا يحبها و أنها فهمت الأمور بشكل خاطئ!
و هاهي الآن جالسة في سيارتها, تبكي طفولة لم يقدر لها أن تعيش, و حبا لم يكتب له أن يوفق...
و فيم هي على تلك الحال, سمعت طرقات قصيرة على نافذة السيارة, رفعت رأسها ليطالعها وجه طفل صغير بابتسامة واسعة بدا أنه أحد أطفال الشوارع الذين كثروا في الآونة الأخيرة... مسحت دموعها ثم أنزلت زجاج النافذة راسمة على شفتيها ابتسامة مرتبكة و هي ترحب بالصبي:
- أهلا بك يا صغيري..
لم يرد الصبي انما ظل ينظر اليها بذات الابتسامة, و بعد فترة من الصمت قال:
- آنستي الجميلة .. هل ... هل تشترين بضاعتي؟
ردت مستفسرة:
- بضاعتك؟ ... و ما هي بضاعتك أيها الصغير؟
رفع رأسه الصغير بفخر و هو يجيب:
- أنا أبيع الحــب يا آنستي!
عقدت حاجبيها باستغراب و هي تردد:
- الحــــب؟
- أجل ... انظري ..
ثم أدخل يديه في حقيبته المتسخة ليخرج بعدها صندوقا مهترئا و يمده لها لتلتقطه هي و تفتحه و ترى ما بداخله.. اتسعت ابتسامتها و هي تقلب القوالب المصنوعة في شكل قلوب من الطين بين يديها, عادت لتنظر إلى الصبي الذي كان ينظر اليها بأمل و هو يقول بلهفة:
- هل أعجبتك؟
ربتت على رأسه الصغير و هي تقول بذات الابتسامة:
- أجل ... أعجبتني كثيرا ...
ثم قلبت شفتيها و هي تضيف:
- حسنا ... أنا سأشتري منك كل "الحب" الذي تملكه ... أعطني البقية ...
و كم كانت سعادتها كبيرة و هي ترى البهجة التي ارتسمت على وجه الصبي الذي أخرج جميع الصناديق من حقيبته و يمدها لها إلا أن سعادتها سرعان ما زالت و عي تسمع قوله الملهوف:
- أخيرا سأحصل على ثمن المعجزة لأخي الصغير...
نظرت اليه و هي تردد باستغراب:
- معجزة؟
أطل الأسى من عينيه البريئتين و هو يجيب:
- أجل ... ان قلبه مريض ... الطبيب قال أنه لن يعيش الا بمعجزة ...نحن لا نملك مالا لشراء معجزة... كما أن أحدا لم يقبل أن يساعدنا ... لذا أنا أصنع الحب و أبيعه ... لأن الناس لا يستطيعون العيش دون حب!
ثم استدرك قائلا:
- ان جدتي هي من تتكفل برعايتنا ... مسكينة جدتي ... انها مريضة و عاجزة ... لم تعد تستطيع العمل بعد الآن ... انها تتسول من أجلنا!
ثم ضرب صدره و قال بافتخار:
- لذلك أنا أعمل عوضا عنها ...
شعرت بخناجر تطعن قلبها و هي تسمع لكلام بائع الحب هذا, لذلك, مدت يديها الى جيبها و أخرجت كل ما تملك من النقود و تضعها في يده و هي تشد عليها قائلة:
- خذ هذه و اياك أن تضيعها ... اذهب و اشتري بها معجزة لشقيقك .. اتفقنا؟
هز الصبي رأسه بسعادة, و بحركة غير متوقعة, مال ليطبع قبلة على خدها, في البداية تفاجأت إلا أنها ضمته اليها بحنان و هي تهمس:
- يا لك من بائع حب ظريف!
ثم أخذت تتأمله و هو ينصرف راكضا من شدة السعادة...
أطلقت تنهيدة طويلة و هي تقود سيارتها في اتجاه قصرها الذي مع تأزم أوضاعها المادية لم تشأ أن تبيعه.
أوقفت السيارة أمام البوابة ثم ترجلت منها و هي تحمل بيدها صناديق الــــ"حب", و قبل أن تدخل سمعت صوتا يستوقفها..
- يا آنسة ... توقفي لحظة!
التفتت لترى أن مصدر الصوت كان شابا يدفع أمامه شابا آخر بدا عليه الارتباك, حالما توقفا أمامها عاد الذي ناداها يقول:
- لو سمحت يا آنسة .. انه يريد أن يعترف لك بشيء!
لينصرف بعدها تاركا صديقه يتخبط في دوامة من الارتباك, نظرت اليه بابتسامة لتشجعه على الحديث, و يبدو أن ابتسامتها تلك أدت مفعولها اذ أنه أغمض عينيه و قال دفعة واحدة:
- أنا أعلم أنني لا أستحقك ... أنت جميلة و رقيقة و سليلة عائلة راقية و غنية ... و لكنني سأعمل جاهدا ... و سأبذل كل جهدي حتى أكون مناسبا لك ... سأتخرج من كلية الطب قريبا ... و سأسافر للخارج حتى أتحصل على الماجستير ... و عندما أعود .... سأتقدم لك ... طبعا اذا وافقت ... و سأسعى جاهدا لتأمين حياة كريمة لك ...
أنا فعلا ... أحــــــــــبــــــــــــ ك!
كانت تنظر اليه غير مصدقة لما يحصل معها, منذ قليل فقط كانت تبكي حبها الضائع! أيعقل أن صناديق الحب التي تحملها في يدها لها مفعول سحري؟
و دون وعي منها, وجدت نفسها تبتسم له و تهز رأسها قائلة:
- سأكون سعيدة بذلك!
و اتسعت ابتسامتها و هي تراقب خياله السعيد ينصرف من أمامها, تأملت الصناديق في يدها و هي تفكر ببائع الحب الصغير ذاك و تمنت من أعماق قلبها أن يحصل على معجزته التي ستشفي شقيقه! لا تنسوا وصية كاردينيا | | | | | |