503 ــ الحب يصنع المعجزات ــ للكاتبة ميراندا لي

[*سهى*]

رواية الحب يصنع المعجزات
العدد:503
للكاتبة ميراندا لي
من روايات قلوب عبير

ميراندا لي

ميراندا لي هي استرالية تعيش بالقرب من سيدني ولدت ونشات في الغابة ,تعلمت في مدرسة داخلية ,ثم اتبعت >لك بدراسة مختصرة للموسيقى الكلاسكية قبل ان تنتقل الى سيدني لتدخل عالم الكمبيوتر ,تعيش مع زوجها وبناتها الثلاث ابتدات الكتابة عندما الزمتها شؤنها العائلية بالبقاء في المنزل .
تحب كتابة الرويات الواقعية العصرية والعاطفية .هوايتها تشمل قراءة قصص الابطال القدماء ,وحل رموز الكلمات المتقاطعة ولعب الورق ,ومشاهدة الافلام السينمائية

الملخص:

في الثلاثين من عمرها,كانت "كيت" فتاة عازبة وعاملة ناجحة. ذلك أنها كانت متأكدة من أنها خالية
مما يجذب الرجال..ليجيء " فيتزيمونز" لينسف اعتقدها هذا نسفا
ولم يكن لرجل رائع الوسامة مثله, أن يهتم بفتاة مثلها! فلماذا تراه يطلب منها الخروج معه؟ وما لبثت
كيت أن تحققت من حقيقة ما شغل بالها, حين علمت أن روي يعيش من وراء علاقاته مع النساء الوحيدات.
المشكلة هي أنها وقعت تحت تأثيره......فما الذي عليها أن تفعل لتقاوم سحره ذاك؟.

"اوه دع عنك التظاهر بالبراءة يا روي فقد انكشف غطاؤك انني اعلم انك لست سوى عاشق للايجار."

"عاشق للايجار ؟" كان في صوته رنة ذعر واستغراب حتى ان كيت ساورها بعض الشك .
وتزايد الشك مع زيادة استمرار تحديقه فيها .ولكن نظرة الذعر في عينيه ما لبثث ان تلاشت تدريجيا ليميل براسه جانبا ويمعن فيها النظر بمزيج من الفضول والاهتمام ,ثم ينفجر بعد ذلك ضاحكا .

اتمنى ان تنال اعجابكم

[boti maya]

جميله جدا المرجو تكملتها كامله مع شكري لكي

[*سهى*]

الفصل الأول

وصلت كيت إلى عملها مبكرة هذا الصباح,كعادتها في كل يوم ذلك أن المعاملات المالية الدولية تبدأ مبكرة
وتنتهي متأخرة.إنهم يعيشون ويتنفسون هذه المعاملات حتى لا يبقى ثمة مجال لأي تأملات أو طموحات أخرى لكن
كيت كانت طموحاً وطموحاً جداً.
بعد لحظات من التفكير استبعدت هذه الأفكار لتدخل مكتبها الذي كتب عليه بأحرف
مذهبة "كيت رينولدز – المعاملات المالية للأجانب" وكان مكتب سكريترتها في الخارج خاوياً,كالعادة إلى ما
بعد ساعة ذلك أن إستيل تبدأ عملها في الثامنة والنصف وككل الفتيات الطبيعيات,لاتبدي وجهها للآخرين إلا بعد نصف دقيقة.
. تساءلت كيت وهي تغلق الباب وقد قطبت جبينها,وماذا عن نفسي
أنا؟ هل أنا غير طبيعية؟ حسناً,إن أكثر النساء اللاتي في سن الثلاثين هن إما متزوجات أوأمهات أو الإثنان
معاً..أما الباقيات فهن مخطوبات و إما متخذات أصدقاء.وغير ذلك! فهن لايعدن إلى البيت كل ليلة إلى سرير
خالٍ وكتاب جيد وطير كناري يسليهن كما هو الحال معها هي وإذا هن فعلن ذلك فمكرهات.فهل معنى ذلك أنها
ليست طبيعية؟ "لابالطبع,إذ أن هنالك نساء كثيرات في العالم اخترن العيش عازبات ولم يكن في هذا أي شيء
غير عادي بالنسبة إليهن.هذا إلى جانب أن هذه كانت حياتها هي وهي لم تشأ أن تمضيها إلى جانب رجل..فهذا
من شؤونها الخاصة التي لا تعني أحداً سواها.وضعت كيت حقيبة يدها الجلدية السوداء إلى جانب مكتبها,وعلّقت
مظلتها على العلاقة في الزاوية,ثم أزاحت الستائر عن النافذة خلف كرسيها ذي المقعد المتحرك تدفقت أشعة
الشمس عندما فتحت الستائر لتعود فترتد,كاشفة عن منظر رائع للحدائق الخضراء عبر الشارع.وسرّت كيت وهي
ترى الأمطار التي انهمرت طيلة الليل وكأنها توقفت وكانت تحب أن تتناول غدائها في هذه الحدائق,هذا إذا
سمحت لها حالة الجو والعمل في المكتب,وذلك عادة,على مقعد تحت احدى الأشجار هناك.اتجهت نظراتها إلى ذلك
المقعد لتشهق مستغربة,كان هنالك على ذلك المقعد رجل كبير السن قد تمدد نائماً كما يبدو بينما غلامان
مراهقان كانا يتسللان نحوه بحركات مريبة.وراقبت المنظر بقلب يخفق هلعاً.وما لبث الغلامان أن انقضّا عليه
لتنشب معركة حامية وكان الرجل على وشك أن يتغلب عليهما عندما ا ضربه أحدهما على رأسه بشيء في يده.فترنح
الرجل ثم ما لبث أن سقط وهو يمسك رأسه. لم تضيّع كيت لحظة في التفكير,فاختطفت مظلتها عن العلاقة. ثم
ركضت خلال المكاتب التي ما زالت خالية, لتهبط السلالم خارجه من الباب الزجاجي عابرة الشارع الذي كان
الزحام فيه خفيفاً لحسن الحظ و مع ذلك فقد كانت سيارة أجرة أن تصدمها لولا أنها استطاعت التوقف وأطل
السائق برأسه من نافذة السيارة يصرخ بغضب.لكنها لم تعبأ به و تابعت طريقها عابرة شارع "ماكاري" لا
تفكر في شيء سوى نجدة هذا العجوز التعس وربما كان عليها أن تقف لتفكر في ما يمكن أن تفعله فتاة متواضعة
الطول والوزن إزاء هذين المجرمين الثائرين,
ولكن في هذه اللحظة لم يكن ثمة
مجال للتفكير, ذلك أن هذا المنظر أثارها إلى أن تفعل شيئاً ما, مهما كان الأمر. صرخت وهي تندفع إلى
الحديقة من المدخل قائلة:"كفى أيها الوغدان" وتطلّع إليها بعض المارة في الشارع ولكنهم لم يستطيعوا
رؤية ما يحدث حيث كانت الأشجار تشكل سياجاً حول الحديقة في الوقت الذي كانت تقترب فيه من تلك الشجرة
كان المجرمان ما زالا يضربان ضحيتهما الذي كان ممدداً على الأرض.صرخت بأعلى صوتها:"الشرطة.الشرطة هنا"
وتوقف الشقيان عما يفعلانه وقد تجمدا لصراخها ومنظرها وهي تندفع نحوهما وقد أدركت كيت في مابعد أن خصلاً
من شعرها الأحمر المربوط قد تناثرت مغطية وجهها مما جعلها تبدو بمظهر إحدى ساحرات حكايات الأطفال وكانت
تلوّح بالمظلة في يدها كما كان يفعل الملك هنري وهو ذاهب إلى المعركة على كل حال فقد هرب المهاجمان
تاركين إياها وحيدة مع المتشرد الذي كان ما يزال متكوما ًحول نفسه على الأرض واضعا ًيده على معدته سألته
وهي تتطلع إليه لاهثة"هل أنت بخير؟".وعندما رفع رأسه باتجاهها إليها نظرت إليه بإمعان ذلك انه لم يكن
كبير السن أبداً وبينما كان شعره الأسود مجعداً فقد كانت عيناه زرقاوين محمرتين وذقنه لم تحلق منذ ثلاثة
أيام و لم يكن يبدو متشرداً كما ظنته و كان هنالك معنى صارم خلف نظراته الثاقبة قال:"إنني أحسن".
شهقت وهي ترى الدم يتدفق من جبهته وقالت"إنك تنزف".وركعت على ركبتيها بجانبه واضعة مظلتها على العشب

[*سهى*]

ومضت تنظر بيأس لا تدري ماذا تفعل ونظر هو في أنحاء جسده سائلاً:"أين الدم؟". فقالت :"إنه..إنه رأسك"
وضع يده على رأسه ليراها مصبوغة بالدم وسألها وقد تجهم وجهه:"هل عندك منديل؟".نظرت إليه باضطراب كيف
أمكن لرجل تعب العينين غير حليق أن يبقى جذاباً إلى هذا الحد؟كان وسيم الشكل حتى بهذه الذقن النابته
وبان أنفه وكأنه قد ضرب مرة أو اثنتين وجدت نفسها تحدق في وجهه ذاك عدة لحظات قبل أن تنتبه إلى سؤاله
عن المنديل,فقالت:"أوه....أن...كلا ,لكنني قد أستطيع.....سؤال أحد المارة.....".ونظرت إلى ما حولها ولكن الشخص
الوحيد الذي رأته ماراً كان يوسع الخطى ليبتعد قدر استطاعته خشية التورط بهذا الأمر قال لها:"لا بأس لا
تزعجي نفسك". وبكل بساطة مزّق كم بدلته ولفها ثم ضغط بها على الجرح ونظرت هي إلى ذراعه العارية وقد
انتابها نفس الشعور الذي أحست به عندما رأت وجهه الجذاب ومرة أخرى ساورها الإضطراب لهذه المشاعر ذلك
انها منذ حداثتها لم تكن مظاهر الرجولة لتبهرها قط فقد تعلمت أن تقدر في الرجل عقله وليس قوة ذراعه
ولكن ما بالها هنا تحدق في عضلات ذراع هذا الرجل؟ تضرج وجهها لهذه الأفكار ومن
حسن الحظ أن مسبب هذا الإحراج لم يكن ينظر إليها هذه اللحظة فقد كان يحاول أن يقف بصعوبة على قدميه
في الحقيقة لم تفكر كيت سوى بمساعدته وليس في أي شيء آخر عندما مدت إليه يدها تمسك ذراعه تلك وتساعده
على النهوض لقد كان ثقيل الوزن طويل القامة ورفعت إليه عينيها المذهولتين لتصطدما بعينيه الزرقاوين
الساحرتين قال بصوت عميق:"لقد نسيت أن أشكرك إنك سيدة رائعة الشجاعة أو ربما الحماقة أيّ من هاتين
الصفتين هي الأصح؟".وابتسم متفكها .
ًفأجابت ساخرة من نفسها:"أظنها الحماقة"
هكذا تركت كيت السيدة العاملة
الذكية العالية الثقافة مثل هذا العملاق القوي البنية والذي لا يتجاوز الخامسة والعشرين من العمر ينحدر
بها إلى هذا السلوك الذي ليس مهينا ًفقط بل ومحيراً غامضاً كذلك كان جلياً أنه ليس هو النوع الذي يعجبها
من بين الرجال لكن منظر الدم الذي كان يتدفق من تحت الضماد أعادها إلى المشكلة الحالية وقالت:"يجب
أن تصعد معي إلى مكتبي إنه هناك عبر الشارع وبإمكاني هناك أن أستدعي لك طبيبا ًذلك أن جرحك هذا يحتاج
إلى تقطيب".قطب حاجبيه القاتمتين قائلاً:"ولكن هذا يسبب لك ازعاجا ًشديداً وإلى هذا الحد أنت متفضّلة عليّ
تماماً فأنا يمكنني بسهولة أن أستقل سيارة أجرة إلى أقرب مستشفى لكي يراني الطبيب".
قالت:"وتبقى ساعات
منتظراً في قسم الطوارىء لكي يراك الطبيب؟إنني لا أرضى بهذا حتى للكلب ".

[*سهى*]

واحمر وجهها وهي ترى اندفاعها
هذا حسناً ربما لم يكن هذا الشاب متشرداً أو سكران كما ظنت في البداية ولكن منظره لم يكن فيه ما يسر
فقد كانت بدلته التي يرتديها وكأنها جلبت من صندوق للإحسان وقفت تتأمله مفكرة,إذا كانت الملابس تصنع
الإنسان فإن ملابسه كانت تبدو في غاية السوء وفكرت فجأة في أنه يبدو أفضل كثيراً من دون ملابس..واهتزت
هذه الفكرة و نظرت إليه بخجل لتجد أنه كان هو أيضاً ينظر إليها متأملاً بفضول وسألها فجأة:"كم تبلغين
من العمر؟".
عادت إلى الواقع لتقول:"إنني في الثلاثين.لماذا؟".
قال متمتماً:"ثلاثون..وكذلك لست شقراء....ز.
لابد أن الرجال مجانين".
سألته وقد نفد صبرها منه ومن نفسها:"بماذا تتمتم؟". فقال هازاً رأسه:"لا شيء"".
قالت"حسناً هل ستأتي معي أم لا؟".
تمايل فجأة مترنحاً وقد شحب لونه فقالت له آمرة"لابد أن تأتي معي هيا"
وأمسكت بذراعه تقوده وقال هو:"حسناً سيدتي فأنت الرئيسة هنا"
في مكتبها عاد يقول:"أنت إذن الرئيسة أليس كذلك ؟". نظرت إليه وهي تتصل هاتفياً بطبيب الشركة ثم قالت:" رئيسة القسم فقط".
قالت بعد دقيقة بسرور:"سيكون الطبيب هنا قريبا ًجداً لقد كان موشكاً على مغادرة منزله عندما
اتصلت به والآن هل تريدني أن أستدعي الشرطة أيضاً؟".
قال"أوه كلا فإنني متعب جدا ًوليس في امكاني مواجهة
تحقيقهم في الأمر وهم على كل حال لن يجدوا ذينك الغلامين".
سألته:"لماذا تظنهما قد هاجماك؟".هز كتفيه
قائلاً:"من يدري؟ربما كانا يطلبان نقوداً". قالت"نقوداً منك؟".ابتسم وهو يرى ملامح عدم تصديقها لإمكانية
وجود نقود عنده وقال:"إنك بالطبع لا تحكمين على كتاب من شكل الغلاف ولكنني لست من الفقر كمايبدو عليّ"
قالت:"وما الذي يجعلك إذن تمضي الليل نائماً على مقعد في حديقة عامة؟".
قال:"ولكنني لم أمض الليل..
كنت فقط آخذ قسطاً من الراحة"
قالت:"راحة؟وممّ؟"
. قال:"كنت أسير متمهلاً عندما شعرت بدوار وكنت الليلة
قبل الفائتة قد تأخرت في النوم..". وتردد..ثم هزّ كتفيه مرة ثانية:"كنت قد تأخرت في النوم فقط".كان
واضحاً أنه لا يريد أن يفصح عما جعله يتأخر في نومه وأخذت تفكر في ما يمكن أن يكون السبب وتصورته شرطياً
متنكرا ًيهاجم عصابة إتجار بالممنوعات.لابد أنه استطاع أن يتغلب على كل فرد منها.أحست ببديهتها الأنثوية
أن هذا الشاب غير خطر بالمعنى الإجرامي خطره الوحيد إذا كان هذا يسمى خطراً هو في ميوله الحسية البادية
في كل لفتة من لفتاته وفكرت كيت في مدى تأثيره على النساء ولكن تجاوبها هي الخاص ما زال مضطرباً ولا
بد انها ليست كغيرها من النساء قالت:"ليس عليك أن توضح شيئاً هل آتيك بشيء تشربه؟ فالشحوب بادٍ على وجهك"

[*سهى*]

قال:"حسناً,أكون شاكراً جداً". قالت:"ماذا تحب أن تشرب؟" فابتسم بوقاحة جذابة بحيث لم تملك إلا أن ترد
الإبتسامة له وقالت بصوت جامد"أي شيء في حدود المعقول". قال"لابأس بقدح من الماء". قالت"ستناله حالاً"
شعرت كيت بنظراته تلاحقها وهي تسير نحو حمامها الخاص وفكرت بعنف حسناً,إنه واحد من أولئك الرجال الذين
يحبون النظر إلى النساء والجلوس لمراقبتهن والتفرس في اجسامهن ليعروهن بنظراتهم تلك تساءلت هل تراه
ينظر إليها الآن بتلك الطريقة؟كانت متأكدة من عدم ذلك وكان تأكدها هذامصحوباً بشيء من الذعر ما الذي
جرى لهااليوم؟ ابتدأت تشك في جدوى الطريقة التي اتخذتها لحياتها بالنسبة
للمهنة والحياة الشخصية معاًوالآن..إنها تبحث عما يسد ميلها إلى الجنس الآخر كغيرها من النساء ولكن ماذا
في امكانها أن تفعل لتفصح عن ذلك؟عن رغبتها في لفت أنظار الرجال؟وهل في امكانها ذلك بمثل هذه الملابس
التي ترتديها للعمل؟كاد يصيبها الفزع وهي ترى شعرها في المرآة والذي يظهرها بمظهر الساحرات القديمات
وأعادها إلى واقعها منظر خصلات شعرها العنيدة وشحوب وجهها المنقط بالنمش وفكرت في أنها مازالت تفتقر
إلى الجمال كما هي على الدوام حسناً لقد سبق و استغنت عن النظارات السميكة وأصلحت أسنانها ولكنها ما
زالت غير جميلة كما أن الوقت قد فاتها الآن وحدثت نفسها لو أن ذلك الرجل في المكتب تقدم إليها لذعرت
ذلك أنها جبانة.جبانة جداً والأفضل لها أن تعود إلى شرنقتها الخاصة تحتمي بها أعادت خصلات شعرها النافرة
إلى الربطة و ملأت قدحاً بالماء و لكن قبل أن تتحول عائدة إلى المكتب ألقت بنظرة أخيرة على نفسها في
المرآة وتمنت لو لم تلبس هذا الصباح بدلتها الكحلية هذه التي أسبغت عليها مظهراً مسترجلا بالسترة المحكمة
والسروال المستقيم و القميص الأبيض شعرت فجأة بالغضب من نفسها ما هذا الذي حدث لها؟لقد كانت قبل الآن
في غاية الرضى عن نفسها وعن حياتها,حسناً لابد أن يخرج هذا الرجل من مكتبها في أسرع وقت ممكن وناولته
قدح الماء ضاغطة إياه بشدة في يده الضخمة كبقية أجزاء جسمه:"هاك الماء".تراجعت إلى الخلف و مضت تراقبه
وهو يشرب ثم ما لبثت أن قالت:"هل أدركت انني لم أعرف اسمك بعد؟". فابتسم وقال"نعم إنني أدركت ذلك"
عجبت لتردد بسيط بدر منه وقالت تستحثه:"حسناً,ما هو اسمك ؟". قال:"روي". عادت تسأل:"روي ماذا؟". نظر
إليها مستطلعاً لحظة قبل أن يقول"روي فيتز يمونز ".قطبت حاجبيها في محاولة لتذكر ما إذا كان هذا الإسم
يعني شيئاً لديها ولكنها لم تفلح وبدا عليه السرور لذلك قبل أن تسأله ما إذا كان من المفروض أن تعرف
اسمه الكامل,بادر يسألها:"واسمك هو كيت أليس كذلك؟كيت رينولدز".فلما رأى دهشتها لمعرفته اسمها قال:
"إن اسمك على باب مكتبك". قالت:"أوه,طبعاً..ما أشد حماقتي". قال:"لايمكن أن تكوني حمقاء أبداً,يا آنسة
رينولدز إنك آنسة,أليس كذلك؟"
. وضايقتها لهجةالتهكم في صوته ولكنها لم تظهر
ذلك بل نظرت إليه ببرود:"سواء كنت آنسة أم سيدة فذلك سواء بالنسبة إليّ والإثنتان تدلان على أمر واحد".
سألها:"وماهو ؟". أجابت:"إنني لست متزوجة كما أنه لاصديق لديّ".تساءلت عما دفعها إلى أن تقول له ذلك
هل كانت تريد أن تفهمه أنها حرة غير مرتبطة؟

[*سهى*]

قال:"وكذلك أنا". عادت تتساءل عما يدفع هذا الشاب إلى
الخوض معها في موضوع كهذا هل يمكنها أن تصدق أن كل هذا اللطف منه نحوها ناتج عن اعجاب بها؟ وكل هذا
الاهتمام هو بشخصها كامرأة؟ كان دخول الطبيب في اللحظة مناسباً تماماً ذلك أن كيت شعرت بأن اهتمامها
يتزايد بهذا الشاب إلى حدٍ أثار اضطرابها و أحست بالارتياح و هي تنسحب إلى مكانها خلف المكتب بينما
أخذ الدكتور يفحص الجرح ليخيطه بقدر بوصتين وعندما خرج كانت هي قد تمالكت نفسها وعندما وقف روي مودعاً
قبل خروجه كادت أن تتنهد مرتاحه لكنه تردد عند الباب لينظر إليها من فوق كتفه قائلاً:"أشعر بأنني لم
أشكرك بما تستحقين ما رأيك في تناول العشاء معاً الليلة اعترافاً مني بجميلك؟". خفق قلب كيت..يا إلهي
إنه يطلب منها الخروج معه! ولكنها ما لبثت أن عادت إلى الواقع لتبدأ الشكوك تراودها لماذا طلب منها
الخروج معه؟هل هو اعتراف منه بالجميل حقاً,أم أن ثمة خلف هذا,رغبة منحرفة؟خطر لها انه ربما كان واحداً
من أولئك الشبان الذين يستغلون النساء الغنيات المتقدمات في السن لقد لاحظت كيف كان ينظر إلى ما حوله,
إلى مكتبها المترف وقد بدا عليه الإعجاب الشديد ربما ظن أنه بخروجها معه,يمكن.أوه يمكن أن تسّر بذلك
ربما كانت ليلته التي حدثها عنها تلك والتي تأخر فيها,ربما كان قد أمضاها مع أرملة غنية اقشعر جسدها
لهذه الفكرة وتبدلت مشاعرها نحوه لتقول بلهجة باردة:"شكراً لدعوتك هذه ياروي ولكنها غير ضرورية إذ انني
كنت سأتصرف مع أي شخص آخر كما تصرفت معك"".
الآن إذاهو لم يفهم
ما وراء كلامها هذا,فهو حقا ًغليظ الفهم إن جاذبيته لم تؤثر فيها على الأقل ليس إلى الدرجة التي تفقد معها حسن التقدير
فهي تعرف نفسها تماماً وأنها ليست من ذلك النوع من الفتيات اللاتي يهتم بهن هذا النوع من الشبان ومن
الجلي ان له غاية ما من وراء دعوته لها ظهر على وجهه عدم الإرتياح مما أكد ظنها هذ اربما, إذا هي استجابت
لدعوته , سيتظاهر بعد العشاء أنه نسي محفظة نقوده في المنزل لتضطر هي إلى الدفع بدلاً منه يا له من
شحاذ أجير للنساء يستغل فيهن الوحدة مثلها هي لا يمنعه شيء في سبيل المال إنه على استعداد للمضي مع
أية امرأة مهما كان سنها أو نسبة جمالها إذا كان ثمة أجر في النهاية على الرغم منها تمثلت أمام عينيها
صورة روي بجانبها ليتصاعد الدم إلى وجهها وعنقها أصر هو قائلاً"مازلت أحب أن أخرج معك..هل أنت مشغولة
الليلة؟ وماذاعن ليلة الغد إذن؟".
هنا تلعثمت لقد شعرت فجأة برغبة في الخروج معه وإلى جهنم بكل تفكير
صائب وما أجمل من أن تخرج مع شاب جذاب مثله في المجتمعات لكنها عادت تسأل نفسها ألا تظنين أن الناس
لا يعلمون سبب خروجك معه وما هو قصده من الخروج معك؟ أو ماذا تريدين أنت منه؟ اقشعر جسدها مرة أخرى,
وقطب روي جبينه هذه المرة وقالت"إنني آسفة ياروي ولكن الحقيقة هي أنني لا أخرج مع الرجال".نظر إليها
نظرة جعلتها تتمنى لو انشقت الأرض وابتلعتها إذ أنها لم تقصد أي معنى آخر من وراء كلامها هذا مما قد
يكون فهمه هو خطأ قال ببطء وقد بانت في عينيه صدمة:"لقد فهمت".وتوهج وجهها وهي تتمتم مرة أخرى"إنني
آسفة".حسناً فليظن بها الشذوذ فهذا أفضل من أن يضايقها بإلحاحه على أخذ موعد منها التوت شفتاه بابتسامة
باردة وهو يقول:"وهكذا أنا إنني كذلك في الحقيقة". ورمقها بنظرة طويلة وكأنه لم يقتنع بقولها.ثم قال
""حسناً يا آنسة رينولدز إنني مازلت أتمنى لك السعادة في الحياة وأظنك سيدة باردة".و بقوله هذا,أدار
ظهره وخرج قبل دقيقة واحدة من وصول إستيل.كانت كيت أمام الكومبيوتر عندما أطلت سكرتيرتها برأسها ولكن لم
يكن في استطاعةأحدأن يخمن ماذاكان يساورها من مشاعر الفراغ و الوحدة والغثيان

انتهى الفصل الاول

اتمنى ان ينال هذا الفصل اعجابكم
ويلا مستنية ردودكم واراكم وبلاش رد جاهز ارجوكم
قراءة ممتعة للجميع

[دموع وشموع]

رواية جميلة قريتها قبل كدا وهتابعها معاكي ان شاء الله

[rokaiah]

بداية رائعة
بانتظار الباقي
بالتوفيق

[كن فيكون]

الله يعطيك الف عافيه
تسلم الانامل العسل كل اختياراتك اكثر من
رائعه للروايات بالتوفيق والى الامام وبانتظار التكمله
والاحداث المشوقه