آخر 10 مشاركات
حبي الذي يموت - ميشيل ريد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          حب العمر (108) - قلوب أحلام شرقية - للكاتبة إيمان مغربي{مميزة}**كاملة&الرابط** (الكاتـب : شواطيء مولي - )           »          شظايا الورد - [حصرياً]قلوب شرقية(97) - *مميزة *للكاتبة:سارة عاصم *كاملة &الرابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          أحبك لكن كبريائي أولى(106)-قلوب شرقية-للكاتبة ف.الزهراء عزوز *مميزة&كاملة&الروابط* (الكاتـب : Fatima Zahrae Azouz - )           »          شمع أحمر (7) للكاتبة الجميلة: Futoon *مميزة & مكتملة* (الكاتـب : فُتُوْن - )           »          مع الذكريات(70)قلوب شرقية-للكاتبة المبدعة:منى لطفي(احكي ياشهرزاد)[حصرياً]كاملة&روابط (الكاتـب : منى لطفي - )           »          رواية: ثورة مواجِع من عُمق الورِيد (الكاتـب : القَصورهہ - )           »          الثأر أو العشق ـ قلوب شرقية(105) ـ للكاتبة::واثقة الخطى*مميزة*كاملة&الرابط (الكاتـب : واثقة الخُطى - )           »          [تحميل] وصفها بين العجب والمستحيل أخجلت عذب القصايد والأدب ، لـ rwaya_roz (الكاتـب : Topaz. - )           »          دموع الماس (44) -الخطيئة3من سلسلة خطاياي السبع- للواعدة: السسسيم [مميزة]*كاملة&روابط* (الكاتـب : السسسيم - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-06-22, 12:24 AM   #1

وسام اسامة

? العضوٌ??? » 490011
?  التسِجيلٌ » Jul 2021
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » وسام اسامة is on a distinguished road
افتراضي رواية رُد قلبي


رواية " رد قلبي"
...المقدمه
للكاتبة وسام اسامه
.................................
جعدت ريشه حاجبيها وهي تنظر لكم الملابس المتسخه لسيدتها..او بمعني اوضح ليست متسخه..وانما سيدتها الجميله لا تحتمل ان ترتدي الملابس لاكثر من ثلاث ساعات
بل تغير ملابسها لتزيد من جبال الملابس التي تنتظر الخضوع الي الماء والمسحوق
تنهدت بغيظ هاتفه...
-والنبي الدلع دا هو الي هيبوظها..لا وسي كامل سايبها تتدلل علينا وفالقنا بغرورها

وضعت ريشه المسحوق والماء في الغساله الحديثه
لتقول بعدها بضيق..
-جرالك ايه يابت ياريشه..دي ستك بردو
علي قد ماهي قاطمه وسطي علي قد ماهي بتراضيني
لولا دلعها المرئ دا كان زمانها كامله من كله

اتاها صوت غزال من بعيد هاتفه بغنج...
-بت ياريشه..تعالي شوفيلي موبيلي راح فين
عايزة اكلم كيمو..تعالي

عضت ريشه علي شفتيها بغيظ هاتفه...
-دلعها المرئ وكسلها مفيش فايده

مسحت ريشه يداها في ملابسه وهتفت...
-ايوة ياست غزال انا جايه اهو..ياكش اليوم دا يخلص قبل ماتخلصي عليا اوووف

دلفت ريشه غرفة غزال لتجدها تقف امام المرآه تطالع جسدها الملفوف في احد الفساتين الرائعه وكذاك تهندم خصلاتها الناعمه ..وتمط شفتيها تاره..وتغمز لانعكاسها تاره
لتلوي ريشة شفتيها هامسه...
-عيني عليها جمالها هيجننها

لتقول غزال بصوتها الناعم..
-ايه رأيك في الفستان دا ياريشة حلو عليا !

هزت ريشة رأسها بصدق قائلة...
-الله اكبر عليكي ياست غزال فلقة قمر
ربنا يحميلك جمالك

هزت غزال رأسها وابتسمت وهي تجلب فستان آخر من الخزانه لتقول...
-هقلعهولك ويبقا حلال عليكي يابت..ابقي قيسيه ووريهولي
شوفيلي موبيلي علي مااغير هدومي

ابتهج وجه ريشة لتركض بسعاده هاتفه..
-الله يكرمك ويزودهوملك يااارب تسلميلي ياست البنات
هواا اجيبلك تليفونك

بينما نظرت غزال للفستان لثوان قبل ان تهز كتفها وتجلب منامه وترتديها بتأني..وتهندم خصلاتها من جديد
لتأتي ريشة تمسك الهاتف بحماس شديد وعيناها تلتمع كلما نظرت للفستان لتقول غزال...
-روحي قيسه ياريشه وسرحي شعرك الملبك دا
وحضري العشا يلا يابت متبحلقيش

ضحكت ريشه وهي تمسكه وتركض مره أخري وقلبها يبتهج وبدنها ينتفض بحماس لذاك الثوب الذي سيلامسه

بينما امسكت غزال هاتفها لتجري اتصال وهي تلوي خصلاتها علي اصبعها وعيناها شاردة بلا شيئ
ليقابلها جرس الهاتف دون رد

عبست وهي تنظر للساعه وتهمس..
-مش بعادتك التأخير دا..

اتمتمت همسها والقت رأسها علي وسادتها الناعمه المنتفخه
لتدلف ريشه بعد ان حمحمت بخجل...
-الا قوليلي ياست غزال حلو عليا !

نظرت غزال للفستان علي جسدها ..كان لابأس به
جسدها النحيل كان يلائم الثوب..رغم انه مرسوم بمهارة علي جسد غزال..الا انه ليس سيئ علي ريشه
كما ان خصلاتها السوداء جعلت اللون الزهري للثوب يبرز وجعله جميلا

تمتمت غزال ببرود..
-اه حلو ياريشه..اجري يلا حضري العشا بابا علي وصول

اتمت غزال جملتها لتسمع طرق قوي علي باب منزلها
لتفزع هي وريشة..لتركض الفتاه الي الباب لتفتحه وتشهق بفزع هاتفه...
-يالهوي...حج كمال مالك..الحقيني ياست غزال..حج كمال مسندينه الحقيني

خرجت غزال سريعا علي صراخ ريشة
لتجد رجل يحاوط كامل كي لا يسقط
ليهتف الرجل الغريب...
-اهدي ياانسه الحج كامل مفيهوش حاجه..وسعي بس ودلينا علي اوضته يرتاح

بينما غزال تصنمت بصدمه وهي تري كامل في حالته الواهنه لتقول ريشه بقلق...
-ماله يااستاذ حصل ايه

ليقول الشاب بهدوء..
-مأخدش الانسولين تقريبا ودا أثر عليه

تحدث الرجل بوهن..
-فين غزال ياريشه

اجابت ريشه بلهفه..
-متصنمه من الخضه عليك ياسي كمال
ثانيه اناديها

ربت الشاب علي كتفه قائلا...
-الف سلامه عليك ياحج كامل..مكنش نفسي اول يوم تعارف يبقا بينا كدا

استعاد الرجل صوته ليقول..
-متقولش كدا يابني لولا بس اني نسيت اخد الحقنه
بوظت اليوم وممضيتش العقد..حقك عليا يابني

دلفت غزال ترتمي جواره بعينان دامعتين..
-بابا انتا كويس..ايه الي حصل

ابتسم كامل وهو يربت علي وجنتها ليقول
-حبيبتي انا كويس..متعيطيش ياغزل اهدي ياروحي

لم تعبأ غزال لحديثة وارتمت علي صدره تبكي بخفوت ناعم جعل قلبه ينتفض لأجلها ليمسح علي خصلاتها بحنان..
-خلاص بقا يا حبيبتي مفيش حاجه

بينما ريشة جلبت الماء والعصير للشاب..لتقدمه له بأدب..
-اتفضل يااستاذ

ابتسم عبيدة لتلك الجميله واخذ الكوب..ليقول..
-شكرا ياانسه

ثم اتجهت الي كمال لتقول باسمه..
-اتفضل ياحج كامل عصير طازه من غير سكر هيخليك زي الحصان وهتدعيلي

ابتسم كامل وهو يأخذ منها المشروب ليقول...
-تسلم ايدك ياريشة..حضري كوباية لمون لغزالتي عشان تهدي

-عنيا احلي كوباية لمون
ثم انطلقت سريعا..وعينان عبيده تتابعها رغما عنه
اسمها يليق بشخصيتها ريشه وهي كذالك..خفيفه تلامس الروح..استفاق علي صوت كمال وهو يقول...
-غزال قومي ياحبيبتي هاتي مفاتيح الشقه الي فوق
استاذ عبيده جارنا الجديد

رفعت غزال عيناها لذاك الشاب ترمقه بأنتباه
لتجده شاب بملامح عاديه لأبعد حد..ليس بالوسيم او القبيح..لديه شارب ولحيه حديثة النمو..وعينان سوداء بأهداب طويله سوداء كالون لحيته وشعره
وفم غليظ..وطابع حسن جعل ملامحه العادية جذابه

تنحنح الشاب بضيق من نظراتها التي كادت تخترقه
ليقول كامل بإرهاق..
-يلا ياحبيبتي خلي الراجل يستلم شقته ويرتاح

استفاقت لتهمس بصوت ناعم...
-حاضر يابابا ثانية واحده

خرجت من الغرفة ووجهها قد تلون بالحمره
ليقول كامل...
-دي حفيدتي شروق..بس انا ابوها وامها ودنيتها وهي دنيتي..مليش غيرها في الدنيا كلها

ابتسم عبيدة بمجامله ليقول..
-ربنا يخليكم لبعض ياحج كامل

جائت ريشة بكوب العصير قائلة..
-العصير بتاع ست غزال اهو

-ايه الجمال دا ياريشه..

خجلت ريشه لتقول ضاحكه...
-انشالله يسترك ياحج كامل..والني انتا الي الله اكبر عليك بتصغر ولا الشاب..ولا ايه قولك يااستاذ

ابتسم عبيده لخفة ظلها ليقول...
-الشباب شباب القلب ياحج كامل

دلفت غزال بالمفاتيح لتري بسمته التي جعلت قلبها ينتفض من اول لقاء ليأخذ كامل المفتاح من يدها...
-تسلم ايدك ياست البنات

ثم نظر لعُبيدة قائلا...
-اتفضل مفتاحك اهو شوف هتعمل ايه ولا هتجيب حاجتك امتي لكن قبل اي حاجه هتتعشي معانا

وقف عُبيدة معتذرا...
-اسف والله ياحج..مش هقدر متعوضه في وقت تاني بإذن الله..سلامتك

هنا تحدثت غزال بإندفاع...
-ودا يصح بردو..لا لازم تتعشي معانا
اجري ياريشه حضري العشا

رمقها بضيق وهو يسمع كلمة "اجري"
ليتجاهل قولها تماما غير آبه بهيئتها المُغريه ليقول...
-مره تانية ياحج كامل..تصبحو علي خير

كادت ريشه تلحق به..الا ان غزال تبعته كالمسحورة حتي وصلا الي الباب لتقول بنعومه ...
-تعبناك معانا ياسي عبوده

نظر لها بأستنكار من نطقها الخاطئ لأسمه..ولكن عيناها النجلاوتين اللتان تحدقان به بطريقة مريبه ليقول بجفاف..
- عُبيده ..ومفيش تعب ياانسة..سلام عليكم

ثم تركها وصعد لشقتة التي أستأجرها من الحاج كامل توا
بينما هي تهمس اسمه بنعومه شديده...
-عُبيدة..
كان قلبها يخفق بلذة أول لقاء..وعيناه لا تفارق عقلها الأنوثي الصغير..وقلبها يقرع بإندفاع كاطبول الحرب
تلك الطبول التي اعلنت عن أخذه لقلبها..ليس عنوه
بل بكامل خفقاته المضطربة
فهل ستبقيه اليه..ام ستقول بكل حزن العالم "رُد قلبي"

الفصل الأول

رواية"رُد قلبي"
الفصل الأول
للكاتبة "وسام اسامه"
.....................................
القي عبيدة جسده بتعب فوق فراشه الجديد..والذي هلك في تنظيفه من الغبار وتغطيته بشرشف نظيف برائحة شمس الصباح
جعد جبينه بحيره..كيف برائحة الشمس!..هل للشمس رائحة
تأفأف بتعب وهو يقف وينظر لارجاء شقته الجديده
والتي استأجرها من العجوز كامل
كانت فسيحه وبشكل عصري رائع
ولكن الغبار كان يغطيها وبغطي جمالها..بشق الأنفس انهي تنظيف الغرفةx التي ستكون غرفة نومه
نظرx بتقزز لملابسه الممتلئه بالغبار والرائحة العطنه
ليقف من الفراش سريعا ليفتح حقيبته الضخمه ويخرج ملابس يبيت فيها الي ان يصف ملابسه في الخزانه
ولكن اوقفه طرقات الباب التي صدحت في ثوان
جعد جبينه..من سيأتي له في شقته الجديدة التي لا يعلم احد بعنوانها....ولكن ماانا طالعه وجه ريشه الباسم
ليبتسم برقه قائلا...
-ازيك ياريشه عامله ايه

اتسعت بسمتها وهي تنزل "صينية الطعام" من فوق رأسها قائله بنبره مرحه..
-هكون عال العال لو اخدت عني الصينيه الي فلقت دماغي نصين

ضحك عبيدة بخفوت وهو يأخذ ماتحمله قائلا..
-ايه دا ياريشه

اتسعت بسمتها لتقول...
-دا غدا الست غزال وقفت بنفسها عملته..ولفت المحشي صوبع صوبع اصل ستي غزال قلبها طيب ونفسها في الأكل مقولكش
فا قالت ترحب بيك علي طريقتها..ومواصياني كمان بعد ماتاكل اطلعلك تُرمس شاي يظبط دماغك

كانت ريشه تتحدث بتلقائيتها وهو رافع لحاجبيه بدهشه من كلماتها السريعه ليهز رأسه شاكرا..
-مكنش له لزوم ياريشه..انا كنت هجيب اكل جاهز

شهقت ريشه بإستنكار..
-ياندامه دي ست غزال كانت تزعل وتطين عيشتي

وضع الطعام جانبا وجلس لتجلس ريشه هي الاخري بعدما تركت باب شقه بناءا علي توجيهات صارمة من غزال..ليقطع تفكيرها صوت عبيده وهو يقول بصوته الرخيم...
-انتي قريبة الحج كامل ياريشه!

ابتسمت ريشه ببشاشه لتقول..
-لا انا مساعده ليهم

عبس عبيده بعدم فهم لكلمة "مساعدة"
لتقول ريشه بتوضيح لكلمتها...
-لا يااستاذ عبيده مش قريبته بس متربيه علي ايديه
اكمن امي الله يرحمها كانت شغاله عندهم وماتت وانا بنت ٩سنين بس الحج كامل الله يكرمه ويحبب فيه خلقه متخلاش عني
عيشت معاه ومع ست غزال..وكل مااجي اقول اني شغاله عندهم يشخط كدا فيا ويقولي اسمها مساعده

اتسعت بسمة عبيده وكلماتها قد مست جزء في قلبه
ليقول بتقدير...
-عقلك اكبر من سنك ياريشه..عندك كام سنه!

-عندي ٢٠سنه..اصغر من ست غزال بسنتين
ورغمx الفرق دا الا انها بردو عقلها يوزن بلد دي حتي..

قاطعها عبيده بضيق قد كتمه بصعوبه..
-انتي ليه بتقوليلها ست طالما الفرق مش كبير بينكم
جعدت ريشه حاجبها بدهشه وكأن قد نما له قرون...
-عشان حفظ المقامات يااستاذ عبيده

قطع حديثهم وجود غزال وهي تقف علي باب شقته وعيناها الجريئه تأكلهُ اكلاً.. كما الليله الماضيه حينما لحقته للخارج وعيناها الواسعه كادت تبتلعه...لتتنحنحx غزال بنعومه وهي تحيد بنظراتها عنه اخيرا...
-اتأخرتي كدا ليه يابت ياريشه..ونسيتي تُرمس الشاي1

انتفضت ريشه معتذره...
-يووه يقطعني الوقت سرقني

تجاهلتها غزال وهي تنظر الي عبيده قائله بنبره ناعمه خافته..
-الأكل عجبك ياسي عبوده!1

كان عُبيده ينظر لها بصمت وضيق..كيف أتت لها الجرأه لتصعد له بذاك اللباس الذي يلتصق بجسدها كاجلد ثان..باللون الاسود..يصل الي ركبتيها ويحدد اجزاء جسدها بسفور...مما جعله يشيح عيناه عن جسدها ووجهها الفاتن كذالك..وهو يستعيذ من الشيطان
تحدث عبيده بضيق ليقول..
-عُبيده ياانسه..وتسلم ايدك مكانش له لزوم

شردت شروق مع طابع الحُسن الي يزين ذقنه..كم يبدو عميق وكأنه بئر سحيق يكاد يبتلعها..ثم الي ملامحه الهادئه
كانت عيناها تُمشطه دون اراده..لتشعر بيد ريشه وهي تلكزها قائله...
-بيقولك تسلم ايدك ياست غزال

انتبهت غزال اخيرا لتقول..
-ها.اه ألف هنا وشفا ولو عوزت حاجه انا موجوده

جملة "انا موجودة" التي خرجت منها بلهفة ناعمه جعلته يجز اسنانه دون سبب..لا يعلم لما لا يحب النظر لتلك المرأة
رغم انه يحب الحديث مع ريشه..لما تلك الفتاه تستفز داخله شيئ
ليحرك رأسه بإيجاب رغبه في انهاء الحديث وغلق بابه في وجهها

وماهي سوا لحظات واغلق بابه بالفعل بعدما هبطو..ليطلق تنهيده مختنقه لتقع عيناه علي الطعام الذي حضرته لها...كذالك الطعام استفز معدته بهيئته الشهيه...ليتجه له رغم عبوسه وسخطه علي صاحبته
....................................
تنهدت أمنيه بتعب وهي تطويx آخر قطعه ملابس في خزانة ولدهاx المُهمل رامي...تلك الخزانه التي تفتح فمها وتلقي عليها الملابس..رغم انه لم يمر يومان علي ترتيبها
ولكن رزقها الله بولد يُفضل العشوائيه علي النظام
لتهمس أمنيه بارهاق...
زي ابوه تمام

نظرت لساعة الحائط لتجد الساعه تشير الي الخامسه عصرا اذن تبقت ساعه علي
موعد وصول زوجها منx "العطاره"
وقفت لتعيد تسخين الطعام كي لا تجدx عبوسه يستحوذ وجهه كعادته منذ شهور..صمته ولا مبالاته مؤخرا

نظرت للطعام بإستحسانx ..والي عصير الرمان الذي يُفضله
لتهمس أمنيه برضا...
-كدا روقت الشقه وحضرت الأكل..كدا ناقص آخد دش سريع قبل مايجي وكدا يبقا تمام اوي

اتجهت الي غرفتها لتحضر منامه أنوثيه تكسر فتور الاجواء علها تجد من مدح واستحسان..ثم اتجهت لتأخذ حمام بارد يطرد أرهاق جسدها لتستقبله مستيقظه منتبهه كي لا تنام سريعا ويغرقها بسخريته

ومر الوقت وأنتهت حمامها وزينتها الرقيقه التي تناسب سنوات عمرها التسع والثلاثون عاما..ولازالت جميله بسمرتها المصريه وملامحها الصغيره التي تنافي عمرها...وكذالك جسدها الذي احتفظ برشاقته مع القليل من التغيرات

ابتسمت لانعكاسها هامسه...
-كدا مش ناقص الا اني اطمن علي رامي..وكدا اكون فضيت تماااما

امسكت هاتفها ودقت علي رقم ولدها الذي اجاب فورا..
-منمن هو انتي كل شويه هتتصلي بيا...اجيلك لو وحشتك اوي كدا

ضحكت امنيه لتقول...
-لا ياسيدي مش هرن عليك تاني..انا قولت اطمن عليك
خليك بايت مع جدك عشان ابوك ميتعصبش

هتف رامي كالمغلوب علي امره...
-انا اهو قاعد معاهم ياماما..والله انا مش عارف بابا بيركبه مليون عفريت لو معداش اسبوع من غير مااحضر التجمع اللذيذ دا

هتفت أمنيه مؤنبه...
-عيب يارامي ايه الي بتقوله دا
امشي ياواد من هنا متصدعنيش برغيك..يلا سلام

هتف رامي بصوت لعوب...
-ايوة يامنمن مسرباني عشان يخلالك الجو

اجابت بردها المعتاد خين ينفذ صبرها وهو اغلاق الخط في وجهه هو ووقاحته لتهمس بغيظ...
-الواد دا مسابش حاجه من ابوه الا وخدها

وانتظرت اباه..وانتظرت وانتظرت الي ان جائت الساعه العاشره مساءا..الي ان ملت..ومل هاتفها من كثرة الاتصال..ليترتق الدمع في عيناها وقد وادركت اين يقضي زوجها وقته
هتف قلبها بخذلان...ها قد خُذلنا للمره التي لم نعد نحصيها
فهل ستتغاضي مره اخري ونتألم مره اخري

اغمضت عيناها بحزن وهي تمسح حمرتها وزينتها لتنتظره بملامح شاحبه وقلب متألم يرجو الرحمه وعيون تحاول غض النظر ما يحدث حولها
..........................
عضت شفتيها بغيظ وهي تضرب علي فخذها هاتفه....
-يعني مجابش سيرتي خالص
مسألكيش عليا.. ولا اي حاجه!
رفعت ريشه كتفاها قائله...
-نهائي ياست غزال.. انا كل دقيقه اجيب سيرتك وهو يرد عليا بمرد تاني

نظرت لها غزال بعصبيه...
-امال كل الوقت دا بتقولو ايه يابت انتي
ومتقوليليش الكلام الفاضي الي قولتيه دا

تنهدت ريشه بإستياء..
-طب وربنا هو دا الي حصل.. لو قال غير كدا هخبي عنك ليه.. وبعدين انا نفذت كل الي قولتيلي عليه

اغمضت عيناها بصبر نافذ لتقول..
-روحي حضري الأكل لبابا زمانه جاي
يلا اتحركي

حركت من الغرفة متمتمة بغيظ..
-مصحياني من النجمه لفي المحشي اعملي الفراخ حضري الرز اعملي البيت روحي لحارنا حضري الشاي.. وبعد كل الهدة دي تطلع غُلبها عليا... الصبر ياااارب3

بينما شردت غزال في جارها ذاك الي سرق قلبها من اول لقاء..بينما هي لم تسرق انتباهه بعد...لما!
x x x x x x x x ***


وسام اسامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-06-22, 12:29 AM   #2

وسام اسامة

? العضوٌ??? » 490011
?  التسِجيلٌ » Jul 2021
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » وسام اسامة is on a distinguished road
افتراضي الفصل الثاني

رواية "رُد قلبي"
الحلقه الثانية
للكاتبه "وسام اسامه"

رُد قلبي إلي
رُد قلبي فَلم أعد استطيع تحمل جفائك
رُد قلبي ايها المتجافي
رُد قلبي فقلبي كُسر من قسوتك عليه
رُد قلبي يا كاسُره
رُد قلبي يا عزيز روحي
رُد قلبي يا حَبِيبُه1

خاطرة بقلمx القارئه الجميلة ميادة شريف
...............................

فتحت أمنيه عيناها الغافيه حين سمعت صوت المفاتيح..لتنظر لزوجها الذي بدأ في تبديل ملابسه بصمت..لتقول بخفوت..
-اتأخرت ليه ياناجي
رفع انظاره الهادئه لها وداخله يضخك ساخرا..يعلم انها تنتظر ان يختلق كذبه لتصدقه وتبدأ في التغاضي..ولم يبخل عليها بكذبته ليقول...
-كنت بظبط حجات في الشغل والوقت خدني
جالي بضاعه جديده وكنا بنفرزها

همست بشحوب..
-شغل! بسx انا رنيت عليك كتير قلقتني عليك
?..كنت مستنياك نسهر مع بعض

نظر لها مطولا..لا يدري هل يعانقها ويواسيها
ام يضحك ساخرا عليها ويرمي بتعليق لاذع ليصمتها!
ليقول بضجر وهو يسحب الشرشف لينام...
-الموبيلx كان صامت...تصبحي علي خير

تنهدت بثقل لتقول...
-طب مش هتتعشي!

-كلت برا
كلمتان شجعتا الدموع لتندفع الي مقلتيها لتهمس...
-تصبح علي خير

لتنقلب علي جانبها تاركه العنان للدموع تسقط علي وسادتها
وعقلها يسترجع حبها القديم..عشق ناجي لأمنيه..عشقها منذ ان كانت فتاهx بجدائل تطيح حولها حين تسير..وكان هو شاب صاحب الثلاث والعشرون عاما..الذي يعشق ابنة صديق والده
وتوج حبهم بالزواج ولكن بعد الكثير والكثير من الألم...لتظن بزواجها منه ان الألم انتهي

ليأتي ألم أخر ولكن تخطته معه بإبتسامه ممتنه...وكأنه جميل فوق رأسها..وفعلت كل شيئ لترد ذاك الجميل..حتي اقتنع هو الاخر انه جميل..وليس واجب بدافع الحب
حتي بدأت بشعور ألم جديد بشع..عكس كل الألم الذي مرت به
ألم الخيانه الزوجيه..وكالعاده لا تستطيع ان تلومه او تغضب حتي
لتهمس بصوت متهدج في نفسها
-صبره عليا يشفعله...ناجي بيحبني انا2

بينما ناجي اغمض عيناه..ولكن ضميره لم يغمض..يتألم لألمها
ولكن رغما عنه..هي من اوصلتهم لتلك النقطه هي السبب
أمنيه هي المسؤلة عما يحدث لهم
...............................
استيقظت صباحا بميزاج متعكر تماما..اعتدلت في فراشها وهي تسترجع وجه عبيدة..والغيظ يزيد داخلها..ذاك الرجل الذي يشيح بنظره عنها كلما رأها.بعكس ريشه التي يضحك معها ويبادلها التحيه والعبارات الرقيقه...يعطي لخادمتها ما تتمناه هي منه

تأفأفت وهي تهتف بعصبيه...
-ريشه..انتي يابت ياريشه

سمعت خطوات ريشه وهي تقترب وتفتح الباب بلهفه..
-ايوة ياست غزال..صباحك فل
رمقتها غزال بنظره حادة وهي تقول...
-بابا هنا ولا نزل المعرض

اجابت ريشه...
-لا ياست غزال لسه هنا وقالي احضر الغدا واصحيكي
اصله عازم الأستاذ عُبيده علي الغدا..

ارتخت ملامحها لتقول بلهفه..
-طل هو كلمه وقاله انه هينزل ياريشه

ابتسمت ريشه علي اشراق ملامح غزال لتقول..
-كان رافض الاول بس بعدين وافق هو الحج كامل لما يقول كلمه حد يقدر يتَني كلامه..طبعا لا قاله هيوصل قرب صلاة العصر

نظرت سريعا الي الساعة جوار فراشها لتجدها تُشير الي الثانية ظُهرا..لتنتفض قائله بأمر...
-حضريلي الحمام..المايه دافيه والمعطرات والزيوت الأول ياريشه بعيدين حضري الأكل
وطلعيلي الفستان الأزرق والصندل بتاعه..يلا يابت اتحركي

تحركت ريشه سريعا الي حمامها الخاص لتحضره كما طلبت المُدلله غزال...بينما الاخري شردت وابتسامه واثقه علي شفتيها
وعقلها ينسج تخيلات ردة فعله عندما يراها..تخيلات تتمناها لتعزز ثقتها بنفسها
وقفت بنشاط عكس سكونها منذ دقائق واتجهت لغرفة كامل هاتفه بدلال نابع من طبيعتها...
-صباح الخير ياحبيب الغزال

خلع كامل نظارته الطبيه ليضحك وهو يحاوطها ويُقبل وجنتها هاتفا...
-لالا قولي مساء الخير ياغزالتي..وبعدين ايه النوم دا كله
ايه حياتك كلها سهر بليل ونوم بالنهار

عبست لتمط شفتيها قائله...
-الله وانا اعمل ايه ياكيمو...قاعده لوحدي طول النهار..فا بقضيه نوم..وبليل بتفرج علي مسلسلات وافلام عشان اعدي الوقت وخلاص

همهم مستفسرا...
-طب وليه متروحيش لعمتك تقعدي معاها شوية
انتي عارفه ان عمتك نفسها تروحيلها وتقضي يوم معاها هي ومرات ابنها

ابتسمت غزال ساخرة...
-اه مرات ابنها ميادة الي بتغير علي عزيز مني كأني هاخده واجري ولا عمتي الي كل ماتبصلي تفضل تعيط علي بابا الله يرحمه...انا اقعد لوحدي احسن

تنهد كامل ليقول...
-طب ماعندكيش صحاب من الفيس بوك دا تكلميهم تخرجو او يجولك...ولا اقولك خدي ريشه وانزلو شمو هوا
متقعديش فاضيه كدا هتزهقي

ضحكت وهي تقبله بقوه قائله...
-حبيبي انا الي خايف عليا لازهق..صحيح انتا عزمت جارنا يتغدا معانا انهاردة

حرك رأسه بإيجاب قائلا...
-ايوة اهو نرحب بيه..عبيده دا شاب محترم واخلاقه عاليه
سألت عليه والناس قالتلي عليه كلام عال العال..وبقو يشكروا فيه شكرانيه حببتني فيه والله

همست غزال بشرود باسمه..
-مش انتا لوحدك ياكيمو

ثم تنحنحت حين رأت عقدة حاجبيه..لتنقذها ريشه التي هتفت..
-جهزتلك الحمام ياست ريشه

لتقبله غزال سريعا قائلة...
-اشوفك علي الغدا بقا

ثم ذهبت سريعا كي تنعم بحمام دافئ وتتجهز قبل قدم عُبيده
بينما ريشه انهمكت في تحضير الطعام..وتنظيف المنزل قبل قدوم الضيف وعقلها مشغول وخاطرها حزين..حزين للغايه

في غضون ساعتان تجهزت غزال وصففت شعرها لتعطيه تعريج رائع واردت حلتها الزرقاءx وانهت زينتها..بينما ريشه كانت تضح أخر صحن فوق المائدة...تنظر بفخر لما صنعته يداها

سمعت اقامة اذان العصر..لتهرع للوضوء واقامة صلاتها..لتتوضأ وترتدي حلة الصلاة..ولكن اوقتها طرقات الباب..لتفتح وتقابل وجه عبيده
ليبتسم علي هيأتها المحتشمه وخصلاتها المُغطاه لتقول باسمه...
-يااهلا يااهلا اتفضل يااستاذ عُبيده نورت..ثانية انده الحج كامل والحق اصلي العصر
ابتسم عُبيده بدفئ قائلا...
-تقبل الله ياريشه

اتسعت بسمتها لتقول..
-منا ومنكم يارب

لتدلف للداخل ويأتي كاما مرحبا به بحفاوه
بينما غزال سمعت صوته ليخفق قلبها سريعا..لتتجه الي غرفة ريشه قائله...
-بت ياريشه جهزتي السفره كلها!

عقدت ريشه حاجبيها...
-اه جهزتها في حاجه ناقصه اجبها وانا طالعه

تفرست غزال بها لثوان قبل ان تقول باسمه...
-لا لو ناقص حاجه انها هعملها..انتي اتغدي في اوضتك ولما نخلص اطلعي..

بهت وجه ريشه ولاح الحزن علي عيناها فور خروج غزال
لتهمس ريشه بخفوت..
-ماانا بردو روحت ولا جيت خدامه...1

سالت دمعه علي وجنتها ولكن استفاقت قائله بنفي..
-لا ست غزال اكيد متقصدش..هي بس عايزة استاذ عبيده يركز معاها..دي طيبه اكيد متقصدش تقل مني

بينما غزال مشطت نفسها سريعا وخرجت الي كامل وعبيدة باسمه..ورائحة الزيوت العطرية..لتمد يدها الي عُبيده قائلهة...
-نورتنا

صافحها ببسمه لا تُذكر بسبب ضغط اصابعها علي يده ليقول...
-شكرا ياانسه

ليقول كامل...
-يلا علي السفره لأني جعااان جدا...يلا يابني متكسفش

جلست علي مائدة الطعام وعيناها مازالت متعلقه به
بينما هو يستمع لكامل بصبر محاولا الانشغال عن تلك المغويه
لينظر كامل الي غزال قائلا...
-امال فين ريشه يا غزال!
احتدت نظراتها ولكنx اجابت برقه..
-بطنها وجعتها وعايزه تنام شويه.. لما تقوم هتبقا تتغدا

عقد كامل حاجبه ليقول..
-ماكانت زي الفل دلوقتي ايه الي حصلها!
كادت ان تجيب ليقول عُبيده..
-ممكن ناخدها المستشفي لو حاسه بتعب

وقف كامل بإيجاب قائلا..
-صح.. روحي ياغزال خليها تلبس علي مااحضر العربيه

شحبت غزال وشعرت انها ان لم تدارك الموقف في الحال سيكون الوضع سيئ للغاية بالنسبه اليها والي ما فعلته لتهتف سريعا دون تفكير
-مستشفي ليه يابابا دا مغص البنات..
فهم كامل جملة "مغص البنات".. بينما عبيده حدق بها لثوان وملامحه تنكمش بضيق خفي علي تلك الكاذبه المتعاليه
ولكن اكتفي بقول...
-سلامتها.. بس بردو لازم تاكل عشان متتعبش زياده
انا مستنيها اهو

قال كلماته باسما ليؤيده كامل
بينما غزال حدقت به ببسمه متكلفه وقد ادركت مافي ظنها صحيح
لتقف برشاقه قائلة...
-اممم طب هقوم اقنعها تتغدا معانا

ثم سارت بخطوات هادئه تنافي البركان في قلبها
بينما عبيده يحدق في اثرها بصمت.. وكاد يبتلعه ضيقه من تلك الفتاة


وسام اسامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-06-22, 12:30 AM   #3

وسام اسامة

? العضوٌ??? » 490011
?  التسِجيلٌ » Jul 2021
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » وسام اسامة is on a distinguished road
افتراضي الفصل الثالث

دُ قلبي
الفصل الثالث
للكاتبة وسام اسامة
..................................
جلست غزال في غرفتها تتميز غيظا وعقلها يسترجع ماحدث ويحلله بعصبية...هل عبيدة منجذب لريشة!
لما أصر علي عدم إكمال طعامه دون ريشة
لتضطر مرغمة أن تستعديها بملامح فاترة ...لتكمل الغداء معهم بعقل شارد وعينان غاضبه كادت تبتلع عبيدة وريشة سويا
تنهدت بعصبية وهي تمسك هاتفها لتراسل صديقتها رغدة لتكتب لها بعصبية..
"البيه مكانش عايز ياكل إلا لما ريشه تقعد تاكل معانا
انا كان ظني صح يارغدة شكل عينه منها"

لترسلها منتظرة حل جديد يجذب ذاك المتزمت لها..ليأتيها رد رغدة في ذات الدقيقة قائلة..
"والبت بردو عينها منه ولا مش في دماغها "

"لا باين عليها مش في دماغها ريشة بتحب واحد واقف في مكتبة جنب البيت...كذا مره اشوفها بتبصله ومتنحه وبتلكك عشان تروحله بأي حجه"1

نظرت للعلامتان الزرقاء التي تدل علي قراءةx رغدة لرسائلها
لتجدها تكتبx لتظهر كلمة " يكتب الآن "
لتجد كلمتان لا أكثر
"طب كويس"
عقدت غزال حاجبيها بحيرة لتكتب
"هو ايه الي كويس"
"انها مش حاطه عينها عليه يعني ممكن تساعدك تجذبيه ليكي
ماتفتحي كدا ياغزال ولا بقيتي غبية"
"ايوة تساعدني ازاي وانا بقولك تقريبا عينه منها
انتي الي الجواز جننك تقريبا يارغدة"

ارسلت رغدة وجوه ضاحكه لترد..
"بلا جواز بلا نيله..احلي فترة فعلا فترة الاستهبال الي هو انتو الاتنين بتحبو بعض ومخبيين..انما غير كدا كلام فاضي"

ضحكت غزال لتكتب
"لا ياحبيبتي انا لما اتجوز هدلع جوزي هو انا هبقا زيك كدا"

"كلنا قولنا كدا في البداية..ماعلينا..المهم ركزي كدا واتصرفي بحذر وعاملي ريشة بطريقة كويسه وفهميها انتي عملتي معاها كدا لية..وبلاش كبر كلنا ولاد تسعه يابنت بارم ديلة...يعني تعملي الي هقولك عليه بالظبط..واهي مياصتك هتنفعنا في الموضوع دا"

تنهدت غزال بحنق لتكتب
" دا لا نافع معاه دلع ولا نيلة اسكتي يارغدة"

"اسكتي انتي واعملي الي هقولك علية بالظبط
هو بيرجع من شغله الساعة كام!"

راحت غزال تقص لها عن ميعاد رجوعة من عمله ممرض عسكري بمشفي خاص..في منطقتهم لذالك استأجر شقتهم..لتبدأ رغدة بوضع تعليماتها التي ستجلب عبيدة مجرورا من قلبه

لتختم رغدة بتساؤل..
"انتي لحقتي تحبيه ياغزال"

احتارت غزال في الاجابه
"مش عارفة يارغدة..بس في حاجه كدا مخلياني مببطلش تفكير فيه ولا شكله وطريقته مع انه مبيقوليش كلمة حلوة حتي"

ضحكت رغدة لتكتب لها...
"شكلك حطتيه في دماغك عشان مبصش للأميرة غزال
الي كل الرجالة بتترمي تحت رجليها"

بتسمت غزال بشرود ولم ترد..لتهمس لنفسها..
-شكلي كدا
استفاقت لنفسها حين دلفتx ريشة عليها وهي تمسح يدها بمنشفة المطبخ...
-انا شطبت المطبخ ياست غزال..اعملك حاجه قبل ماانام!

تذكرت غزال كلمات رغدة لتقول باسمة..
-اقفلي الباب ياريشة وتعالي عايزة اتكلم معاكي شوية

عقدت ريشه حاجبها بدهشة وبالفعل اطاعتها واغلقت الباب وجلست امامها قائلة..
-خير ياست غزال في حاجة ولا اية

ضحكت غزال بنعومة قائله..
-بلاش ست دلوقتي..قولي ياغزال بس
وبعدين عايزه اتكلم معاكي في حجات بنات..فيها حاجه دي!

ابتسمت ريشة بغرابه من تصرفات سيدتها لتقول..
-نتكلم طبعا مفيهاش حاجه

تنحنحت غزال قائلة..
-انتي بتحبي حد ياريشة!

تلون وجه ريشة بخجل واشاحت وجهها لتقول غزال غامزة..
-يابت متكسفيش وقولي..ولا عايزاني ابدأ انا
انا عن نفسي بحب حد

ضحكت ريشه لتقول...
-بتحبي استاذ عبيدة صح

اتسعت بسمة غزال لتقول...
-اممم صح بحب استاذ عبيده..ومش عايزاكي تزعلي علي الموقف الي عملته..انا حسيت ان مشدود ليكي انتي وو

قاطعتها ريشة سريعا بدهشة...
-لا خالص دا يتشدلي انا ليه..دا انتي ست البنات

اتسعت بسمة غزال لتقول...
-المهم انك مش زعلامه ياريشه

-لا طبعا ودي تيجي ازعل منك دا انتي في مقام اختي ياست غزال1

لمعت عيناها لتقول بتروي...
-يبقا تساعديني بقا ياغزال طالما انا اختك

-اساعدك بعنيا ياست غزال
..............................
ارتمي رامي علي الاريكة اما امنية قائلا...
-انا زهقت..بابا بينفخني في المحل..اعمل سوي شيل جيب
ولا كأني عملت ذنب كبير
ربتت امنية علي وجهه بحنان قائلة...
-ياحبيبي ابوك بيعمل كدا عشان تطلع راجل وتتحمل المسؤلية وتقدر تجيب الفلوس وتعرف انها بتيجي بعد تعب..دا لمصلحتك
وبعدين انا هكلمه يخف عليك شوية

ابتسم ووقبل يدها هاتفا...
-تعرفي انك احسن ام في الدنيا!

غامت عيناها بحنان حزين لتقول..
-طب افرض عندك ام تانيه هتحبني كدا بردو يارامي

ضحك رامي ليقول بمرح...
-عايزه كلام حلوx بقا وكدا..طب ياستي لو لم تكوني امي لودت ان تكوني امي ياحبيبة قلب رامي1

ضحكت امنية بسعاد لتقف قائلة..
-استني بقا احضرلنا الغدا عشان ابوك هيتغدا معانا يعني اليوم عيد يابني

قهقه عاليا ليقول ضاحكا...
-دا انتي زوجه لُقطة ياماما..لا رايح فين ولا جاي منين وسايبه بابا علي مزاجه علي الأخر..انشفي كدا واسأليه واعملي فيا زوجه مصرية اصيله

انقشعت الابتسامه من وجهها والتفتت له قائله بإختناق..
-بتقول كدا ليه هز حصل حاجه يارامي

ارتاب رامي ليهتف سريعا...
-لالا محصلش حاجه والله انا بهزر معاكى والله
دا بابا بيموت فيكي يامنمن

حاولت ان تبتسم ولكن لمحت الكذب بعين رامي..لتبتلع غصة في حلقها وتتجه الي المطبخ وببنما رامي اغمض عيناه هامسا..
-ايه الي انا قولته دا بس..كدا ماما هتزعل مع بابا2

ليسمع تكات الباب ويدخل اباه قائلا...
-السلام عليكم

ابتسم رامي قائلا...
-عليك السلام يابابا..

جلس ناجي ليرتاح قائلا...
-امك فين

خرجت امنية كعادتها تستقبله بكوب العصير الطازج وكذالك كوب لرامي لتعطيه الكوب بأبتسامه رغم الدموع المحتجزه في عيناها..
-امه اهي حمدلله علي السلامه اشربو العصير علي مااحضر الاكل

اخذ ناجي الكوب وارتشفه متمتما بشكر..بينما رامي حدق في والدته بدهشه..وعقله لا يستوعب نسيانها السريع لشكها!
وهو لا يعلم ان لا أحد يُدرك ألمها
..................................
قضمت أظافرها المهذبة بلهفة وعيناها تطلع لxxxxب الساعة لتشهق اخيرا وهي تجلب وشاح حريري بلون الأزرق لتضعة حول كتفيها لتركض للشرفةوخلخالها يرن مع كل قفزة لها لتدخل الشرفة اخيرا لتجد خادمتها تصف الملابس لتضعها علي حبل الغسيل لتقول سريعا..
-خشي جوا انتي ياريشه انا هنشرهم1

شهقت الفتاة بتفاجؤ لتقول بنفي..
-يالهوي..ودي تيجي ياستي ياست غزال
والنبي أبدا

وكزتها غزال بحدة لتقول حينما وقعت عيناها عليه قادم من عمله اخيرا..
-بقولك خشي يابت انتي وبلاش رغي

نظرت ريشة لموضع نظر سيدتها لتطلق صوت من شفتيها يدل علي الهيام لتهمس وهي تلاحظ احمرار وجنتي سيدتها...
-"مسم" الحب وسنينه2

بينما امسكت غزال الملابس الشبه مبتلة لتضعها علي الحبل بدلالها الفطري..وخصلاتها الناعمه تتدلا مع انحنائها
وكذالك الوشاح بدأ في الأنحصار عن كتفها الأبيض

وعندما لاحظت أقترابه..اسقطت أحد الملابس من يدها
لتشهق هاتفه بصوتها ذو الرنه الأنوثية..
-ايه دا..يالهوي1

التقط صوتها بإذنة التي لا تخطئ صوت مثل صوتها
ليرفع راسه ويجدها بكامل اغوائها...خصلاتها الناعمه وعنقها الطويل مع كتفيها..رغم الأرتفاع الذي يفصل بينهما

فهو بالأسفل وهي بالطابق الثاني..ورغم تلك المسافة إلا ان نظرتها الماكرة المغويه كانت واضحه لعيناه..ليشيح بعينه متمتما بأستغفار وهو ينحني ليلتقط قطعة الملابس
ويدخل الي البناية بحنق متمتما...
-خلاص ياعبيدة يمكن متقصدش..اعوذ بالله من الشيطان الرجيم..ظن السوء ياعبيدة1

بينما الأخري تركت مابيدها سريعا ودلفت الي الداخل تقف امام مرآتها تتفحص هيأتها سريعا بلهفة..تحت نظرات خادمتها التي كتمت ضحكتها بصعوبة

لتفتح الباب تزامنا مع وصوله لعتبة الشقة..لتهتف بأسف..
-معلش ياسي عبيدة..متأخذنيش تعبتك معايا

انزل عيناه ارضا كي لا يري زينتها او جمالها الشيطاني
ولكن رنة خلخالها جعلت غيظة يتفاقم اكثر فأكثر
ليعطيها القطعة قائلا بهدوء..
-مفيش مشكلة ياأنسة شروق

لمعت عيناها بلهفة قائله..
-غزال..قولي غزال..اصلي المنطقة كلها بتقولي ياغزال
وانتا مش غريب ياسي عبودة2

كور يده يود لو يلكمها بالحائط..ليبدأ التعرق بغزو جبينه وبدا الشيطان باللعب حول كلمة "ياسي" التي تنطقها بكل دلال الععلي
...ولكن أستعاد جاشه ليقول بحنق وهو يتجه للسلم ليصعد الطابق المتبقي لوصولة لشقته..
-تصبحي علي خير ياأنسة شروق

وكانت كلمتة دعوه صريحة لرفضه للقلب "غزال"
تنهدت بضيق مشوب بحزن وهي تحدق بظهره العريض وهو يصعد..لتنظر الي جسدها المرسوم بأنوثة
ثم دلفت واغلقت الباب لتقول لخادمتها بشرود
-اوعي اكون مش غزال يابت ياريشة !

ضحكت ريشة قائلة...
-الا غزال.. دا انتي غزال ونص وست البنات كمان
بس الاستاذ عبيدة راجل محترم مبيرفعش عينه في البنات

لم تبتسم وكادت تصرخ بضجر "ماهو بيرفع عينه فيكي اشمعنا انا"x ولكنا اثرت الصمت ودلفت لغرفتها بوجه عابس.. لتهمس ريشة بحنق
-هو الراجل دا اتعمي ولا ايه..

x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x ****x


وسام اسامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-06-22, 12:31 AM   #4

وسام اسامة

? العضوٌ??? » 490011
?  التسِجيلٌ » Jul 2021
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » وسام اسامة is on a distinguished road
افتراضي الفصل الرابع

رواية رد قلبي
الفصل الرابع
للكاتبه وسام اسامه
...................................
ارتمي علي فراشه ونار حارقه تُلهب قلبه.. ووخزه طفيفه تذكرة بالواقع.. وان تلك المرأه المثالية ليست له.. حتي لو تمناها مئة عام لن تكون له.. همس نفسه بعذاب....
-خلاص ياعُبيدة انسي متعلقش نفسك بحاجه محسوم امرها

ثم راح عقلة يسترجع طيفها حين تجوب المشفي بأبتسامتها الساطعه.. ابتسامه تجعل شفتيه تبتسما تلقائيا وقلبه يخفق كامضخه تهدد بالانفجار.. الطبيبه ميرنا.. أخصائيه الرمد
التي تأتي مشفاهم يومان بالاسبوع فقط... كونها تعيش في محافظة اخري3

تلك المرأه التي كانت تشاكسه وتضحك علي هدوئه قائله..
-هو انا كل مااشوفك الاقيك ساكت ياعبيدة

كان يبتسم بفرحه داخليه ليقول..
-المفروض اتكلم اكتر من كدا يادكتورة

كانت تهز رأسها بلا فائدة وهي تضحك ساخرة..
-مِيرنا.. مِيرنا ياعبيدة.. انا بقولك عبيدة يبقا تقولي ميرنا

كان يبتسم ويحرك رأسه بإيجاب ويعود لعلمه
وقلبه يحترق حبا جوارها.. عامين كاملين وهي أمامه
تضاحكه ويبتسم.. يتشاركان القهوه سويا.. ويتحدثان بعدة أمور

كانت امرأة مذهلة حقا كانت تدهشه بمعرفتها بكل شيئ ومدي ثقافتها ووعيها.. امرأه مثالية بكل شيئ.. قد توفر فيها شيئان من اصل ثلاث اشياء يتمناها اي شخص في امرأته
جميلة وذكية.. وبقي اهم جزء ان تكون تحبه

قد استشعر حبها في لمحات لن ينساها.. وفي خضم حبه الصامت لها فاجئت الجميع انها خطبت لأبن خالها.. كانت صدمه صاعقه لقلبه.. وقد ظهرت صدمته بعيناه حين اخبرته.. لتهمس بإبتسامة شاحبه...
-مالك ياعبيدة الخبر مش مُفرح!2
يتذكر جيدا انه تمالك نفسه بشق الأنفس ليقول بإبتسامه مقتضبه...
-لا طبعا مُفرح.. الف مبروك يادكتورة عقبال الجواز

ثم ابتعدت من امامها وعيناه تحرقه وقلبه يؤلمه.. يؤلمه حد العذاب.. لذالك فضل ان يطلب نقله من تلك المشفي.. كي لا يتعذب برؤيتها بعد الآن..
ترك شقتة الملك.. والمنطقة التي كبر بها.. ترك كل شيئ وأسس بيئة اخري يعيش بها بعيدا عن طيف ميرنا.. ووحدته ساعدتة علي انتقالة.. حيث شقيقتيه متزوجتان وتعيشان في الخارج..
بينما هو وحيد يتواصل معهم عبر الشبكة العنكبوتية

ابتسم حين تذكر شقيقاتة.. رقية ورؤي... شقيقتاه اللتان تكبراه بخمس سنوات كامله... ورغم ذالكx يشعر وكأنه هو الأب لهم
ورقية بلأخص التي تخطف قلبه بحنانها المبالغx فيه
رغم اصرارها علي زواجة وغضبها منها

والأخري رؤي تلك الشقية..التي لا تكف عن المزاح واثارة البلبله في محيطها..يتذكرها كلما نظر لريشة..تلك الفتاه المرحة
التي تختلف عن سيدتها بشكل كامل
علي ذكر سيدتها انكمشت ملامحه بضيق من تصرفاتها المكشوفه له..دلالها المفرط نظراتها الغريبة..كل هذا يجعله بنفر منهت رغم فتنتها..فتاة سطحية لا ترقي لعقله
غلق عيناه وعقلة يردد ابتعد عنها..لا تقترب..الاقتراب منها بمثابة تقديم نفسك لجرادة لن تتركه سوي بإمتصاص دمه
.....................................
تأفأفت ميادة بحنق من انامل عزيز التي تتجول علي وجهها ببطئ ويعكر نومها لتهمس بخفوت...
-عزيز سيبني انام ياحبيبي بقا عشان مزعلش منك9

ضحك عزيز بقوة وهو يقبل وجنتها بشقاوة...
-ياختي بطه..هتزعلي مني عشان بصحيكي تقضي معايا يوم اجازتي يا خم النوم انتي..انا هخلي امي اتجوزني واحده تصحي تدلعني

ابتسمت ولازالت مغمضة لعيناها لتقول...
-روح اتجوز..الي خدته القرعة

ليهتف بعبث مستعدا لثورة من الحنون...
-الي خدته القرعة تاخدة غزال ياحبيبتي

فتحت عيناها بقوة وانتفضت من الفراش صارخه...
-نعم ياخويا..غزاال غزااال تاني ياعزيز..مش قولتلك انا كوم والبت دي كوم تاني..قولتلك ولا لا

كتم ضحكته علي غيرتها ليقول بهدوء..
-دي بنت خالي ياميادة..فيها ايه لم اجيب سيرتها واهزر معاها
فيها اية لما اتجوزها عليكي واهي تدلعني..دب حتي الدلال بينقط منها

كانت تستمع له بغضب وحزن..ونمت الدموع بعيناها
لتقف متجهه الي خزانتهم..تخرج ملابسها بصمت..لترتديهم تحت نظراته الثاقبه التي تراقب صمتها...انهت ارتداء ملابسها..وجلبت حقيبة يدها..وعقصت خصلاتها لتقول بصوت متحشرج...
-انا هروح اقضي اليوم مع ماما

ثم خرجت من الغرفة ليتبعها سريعا بضيق هاتفا...
-ميادة ايه شغل العيال دا..انا بهزر معاكي متقلبيش اليوم غم

جذبت يدها منه صارخه...
-ابعد عني ياعزيز سيبني امشي انا مش طيقاك دلوقتي
روح اشبع بست غزال بتاعتك

خرجت والدة عزيز هاتفه بقلق...
-في اية ياولاد صوتكم عالي كدا ليه..حصل ايه

هتف عزيز بحده...
-بهزر معاها لاقيتها اتقمصت وعايزخ تروح لأمها

ضحكت المرأه قائلة لميادة الغاضبه...
-سيبك منه دا واد رخم..وبعدين يلا نجهز الغدا عشان غزال جاية تقضي يومين معانا عشان بابا مسافر في شغل

بهتت ميادة وفتحت فاهها بصدمة ونظرت لعزيز الذي يطالعها بصمت وقد تعكر صفوه..ليتركهم ويدلف لغرفتهم بصمت
بينما مبادة القت حقيبتها جانبا لتقول بإقتضاب...
-حاضر ياماما اغير هدودمي ونبدأ تحضير الغدا

ثم دلفن لغرفتهم لتجد عزيز جالس ممسك بهاتفه يطالعه بصمت
لتجلس جوارة هاتفه بحدة...
-انتا كنت عارف ان البت دي جاية

تجاهلها تماما ولم يرد عليها..لتهتف بجنون...
-عزيز رد عليا وقولي..انتا عارف انها جاية..عشان كدا اجزت انهاردة عشان تقضي اليوم معاها صح

نظر لها عزيز بغضب قائلا...
-لا مكنتش اعرف انها جايه ياهانم..واخدت انهاردة اجازه عشان صاحبي اخد اجازتي الاسبوع الي فات وانا اخدت اجازته انهاردة
اقولك علي حاجه ياميادة..انا راجل مش كويس اني اخدت الاجازه دي اصلا وهقوم واسيبلك البيت عشان ترتاحب انتي وهرموناتك4

وقف وارتدي ملابسة بعصبيه..واخذ هاتفهx ومفاتيحه وخرج من المنزل وصفع الباب لتنتفض وكذالك عيناها انتفضت بالدموع هامسة بغيظ...
-غزال غزال غزال..اطلعي من حياتنا بقا
................................
اقترب كامل من غزال ليقبل وجنتها قائلا...
-خدي بالك من نفسك ياغزالتي..هما يومين بس وراجع..انا كلمت عمتك قولتلها انك هتروحي تقضي معاهت اليومين..وريشه قالت هتروح تزور جدتها وتقضي معاها اليومين مع اني كنت عايزها معاكي

ابتسمت غزال برجاء قائلة...
-طب ماتخلينا في شقتنا يابابا...ايه الداعي اني اروح لعمتي

ربت علي كتفها قائلا...
-عشان مينفعش بنتين حلوين يقعدو في الشقة لوحدهم
وبعدين دا هما يومين..يلا انا ماشي..وانتي ادخلي حضري هدومك والسواق هيوصل ريشة وبعدين يوصلك..يلا ياحبيبتي

دلفت غزال غرفتها مرغمه لتفتح هاتفها وتهاتف رغدة وهي تحضر ملابسها..لتجيب الاخري...
-يااهلا يااهلا بالكونتيسه غزال

لتقول غزال بحنق...
-الكونتيسه رايحة لعمتها عشان بابا مسافر...وانا مش عايزه اروح وبابا مش راضي اعمل ايه يارغدة

همهمت رغدة بأيجاب...
-طب مااحنا كدا نضرب عصفورين في وقت واحد

-ازاي يارغدة..فهميني

ضحكت رغدة لتقول...
-هفهمك ياستي
....................................
انهت ريشة تحضراتها لتقول...
-يلا ياست غزال..انا جاهزة..يدوب ننزل لعم منعم يوصلنا

لتقول غزال بهدوء...
-انا نازلة اقابل عمتي وهتاخدني هي وعزيز..انزلي بلغي عم منعم انه هيوصلك انتي الاول..وبعدين اطلعي اقفلي الباب بالمفتاح..عشان هعدي عب امنية جارتنا1

عقدت ريشه حاجبيها لتحرك كتفيها بلا مبالا وهي تجلب اشيائها ووتجه للاسفل

لتركض غزال للمطبخ وتتذكر كلمة رغدة" كدمة صغيره في ايدك او في دماغك واعملي الي قولتلك عليه "1

نظرت غزال للسكين بتردد هامسة..
-كل مايكون الجرح جامد كا مايتخض عليا2

اغمضت عيناها بخوف وهي تجرح نفسها بعمق..لتدمع عيناها بألم
لتقبض يدها وتخفي السكين..سمعز صوت خطوات تهبط الدرج..لتخرج اليه سريعا هاتفه ببكاء...
-الحقيني ياريشة ايدي اتفتحت

سمع عبيدة كلماتها الباكية ليتجه ولي داخل الشقة سريعا بعد ان طرق الباب..ليجد جسد غزال يهتز بألم ليقول...
-انسة شروق انتي كويسة!1

التفتت له باكية بنعومه لتقول...
-ايدي اتفتحت

-طب تعالي معايا المستشفي يعقمولك الجرح

سمع صوت تكات البابx ليلتفت بذعر هاتفا..
-ايه الجنان الي بيحصل دا.. مين قفل الباب

سحقت غزال بسمتها العابثه لتقول بصدمه مصطنعه..
-باين ريشه افتكرتني نزلت وراها قامت قفلته

جز عبيده علي أسنانه بعصبيه وهو يقترب من الباب محاولا فتحه ولكنه موصد بالفعل ليهمس حانقا..
-دا الي كان ناقص

سمع شهقه باكيه ليلتفت الي غزاله ويجد الدماء تقطر من يدها ليتجه لها سريعا بقلق ناظر للجرح العميق..
-الجرح عميق اوي لازم يتقفل بسرعه

توالت دمعات غزال.. دمعات صادقه من ألم يدها جعلته يشفق عليها ثم يلقي نظرة الي الباب مره اخري ويتنهد..
-عندك اسعافات اوليه اعقملك الجرح دا

مسحت دموعها برقه هامسه بصوتها المبحوح مع اسبلال عيناها..
-هتعرف تداوي جرحي1

نظرتها كانت غريبه وكلامها ذو معنيان ليغض بصره عنها بصبر قائلا...
-هعرف ان شاء الله.. هاتي بس الحاجه

حركت رأسها بإيجاب ووقفت لتجلب ماطلبه وهي تتأني في سيرها ليتنهد عبيده بصوت مكتوم ويغض بصرها عن قدها المنحوت مُتمتما...
-استغفرالله العظيم..

وصلت بعد لحظات وجلست ارضا لتكون امامه مباشرة وتمد يدها البيضاء له وبيدها الاخري حقيبة الاسعافات الاوليه لتهمس بخفوت مغوي..
-داويني ياسي عبودة5

اتسعت عيناه من نبرتها الناعمه لحد العجز..وصار قلبه يخفق بقوه غربيه..وامامه امرأه تجلس ارضا تنظر له نظرة امرأه راغبه تود أكله بعيناها..حتي بات جسده يحترق..ويزيد غضبه

امسك يدها بعنف غير مقصود وهقمها وهو يود لو يقطعها كي تنقشع بنظراتها عنه لتتأوه بألم..
-براحه ياسي عبودة

نظر لها بحده هاتفا...
-ممكن تسكتي لحد مااخلص تعقيم ايدك

تهجم وجهها وكتمت بكائها حتي زاد احمرار وجهها ليهتف بأسف وقد تلفت اعصابه تماما...
-انا اسف ياانسه شروق بس الموقف غريب
وان الباب يتقفل علي راجل غريب عنك يخض..مش كدا ولا ايه

هتف كلماته منتظرا اجابتها...
-لتقول بنبره حزينه...
-وجع ايدي مخلنيش افكر في حاجه
وعمتا متقلقش..انا معايا مفتاح بردو ثواني

وقفت لتجلب المفتاح من الداخل بينما غام وجهه بالذنب علي ملامحها الحزينه..نظر لها وقد فتحت الباب بنفس الصمت
ليقف متجها الي الباب هامسا...
-سلامتك ياانسة شروق..ابقي غيري علي الجرح عشان ميلتهبش
ثم تركها وذهب بينما هي تطالع طيفه بحزن حقيقي وألم حارق بكفها
.......................................


وسام اسامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-06-22, 12:32 AM   #5

وسام اسامة

? العضوٌ??? » 490011
?  التسِجيلٌ » Jul 2021
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » وسام اسامة is on a distinguished road
افتراضي الفصل الخامس

رواية "رُد قلبي"
.................................
جلست أمنية جوار رُقية زوجة شقيق ناجي..قائلة بود..
-والله يا روكا ببقا عايزة اجيلك ونقضي اليوم سوا بعيد عن العيلة..لكن انتي عارفة ناجي مبيرضاش اروح في حتة وهو مش معايا

-وهو اي حاجة يقولها ناجي تسمعيها..مش لازم يبقالك رأي بردو ياأمنية..انتي كدا محبوسة في البيت ديما

ضحكت أمنية بإستسلام قائلة..
-يعني بعد السنين دي كلها هقوله لا يارُقية
ماخلاص انا اتعودت اسمع كلامة واتأقلمت ياحبيبتي1

تنهدت رُقية بتردد وعقلها يهتف بها ان تُخبرها بما يفعله ناجي خلف ظهرها..ولكن جلال أقسم عليها أن لا تخبر احد وخاصة أمنية..لتقول رُقية بإبتسامة كاذبة..
-ربنا يخليكوا لبعض ياحبيبتي..وبعدين ايه الحلاوة دي
اللون دا لايق عليكي اوي..روحتي الكوافير امتا

ابتهجت أمنية وهي تُمسك خصلاتها المصبوغة باللون البُني كالون القهوة..وتتخلله خُصل ذهبية مما أبرز لون وجهها الأبيض البهيي...
-بجد ياروكا حلو !
انا لسة عملاه امبارح..بعت رامي يجبلي الصبغات وعملتها بنفسي..في بنت علي النت شوفتها بتعمله ازاي..ولاقيتة سهل خالص بس بياخد وقت

-اه والله حلو اوي ماشاء الله..اكيد عجب ناجي
الرجاله بتحب التغيير بردو

بهتت إبتسامة أمنية وهي تتذكر ردة فعله عندما نظر اليها
وهي واقفة أمامه تسأله بحماس وخجل..
-اية رأيك في اللون دا !

نظر لشعرها دقائق قصيرة ليقول بملامح واجمة..
-حلو

جملة من ثلاث أحرف فقط..ألقاها وتركها وخرج
لتجلس بمحلها بإنكسار رغم كل شيئ..شعرت انها تحولت لإمرأة قبيحة لا تجذب نظرات زوجها مهما فعلت
إستفاقت علي ربتة رُقية التي تحدثت بقلق..
-مالك ياأمنية..انتي هتعيطي ولا أيه !

هزت أمنية رأسها بنفي قائلة بصوت متحشرج..
-لالا..هعيط ايه..مفيش حاجة

في تلك اللحظة فُتح باب الغرفة ودلفت سارة إبنة رُقية
التي هتفت بحنق...
-قولتلك مية مرة ياماما انا مبحبش أجي معاكي لتجمع العيلة دا..ودي آخر مره هسمع كلامك ..انا هروح دلوقتي وابقي قولي لبابا اي حاجة

-حصل اية ياسارة..رجاء وهالة ضايقوكي تاني !

ضحكت سارة ساخرة لترفع أصابعها وتعُد..
-رجاء وهالة وفاتح وخالد ورامي

شهقت امنية هاتفة..
-رامي ضايقك في اي ياحبيبتي..تعالي ياسارة اقعدي جنبي وقوليلي عملولك اية

جلست سارة جوار أمنية..تلك المرأة الحنون التي تشعر بصدق مشاعرها نحو الجميع..ولا تنفك عن مدحها رغم ءم الآخرين..لم تستطع تحمل الضغط النفسي الذي تعرضت له من شباب العائلة لتبكي بإختناق..لتشهق امنية ورُقية التي هتفت...
-يابنتي استهدي بالله وقوليلي في ايه
بدل مااطلع اتخانق معاهم
نظرت لها أمنية قائلة..
-اهدي بس يارقية وروحي هاتيلنا كوباية عصير
يلا يابنتي اخلصي

خرجت رقية واغلقت الباب خلفها..لتُمسك امنية يدها تربت عليها بحنان قائلة..
-مالك ياسوسو عملولك ايه العيال دي
وانا هجيبلك حقك

مسحت سارة دموعها هاتفة بضعف..
-رجاء وهالة بيتريقو علي شكلي..واني شبه الولاد بقصة الشعر دي..وان البنت الي شعرها طويل هي البنت بجد
وخالد اتدخل وقال ان كلامهم صح ...وفاتح اتدخل فجأة وقال ان لبسي كمان وحش..ومُتشبهة بالرجالة وفضل ينتقدني وفاتح اصلا مش سايبني في حالي

مسدت امنية علي خصلاتها لتقول..
-طب والله قصة شعرك جميلة..دا حتي قبل كتفك بحاجة بسيطة ليه بقا شبه الولاد!
ورامي عمل ايه
-رامي فضل يأيد كلام هالة عشان الجو بتاعة
اكنهم استلموني وكل واحد بيحلو للتاني علي حسابي

عانقتها امنية ضاحكة..
-يعني كل واحد فيهم ليه جو..وانتي ملكيش
لا ملهومش حق..انا هروح اهزأهم وخصوصا فاتح العاقل
دا مفروض اكبر منكم كلكم وميعملش كدا

هتفت سارة بإنزعاج..
-فاتح سوية ويروح يقول لبابا يؤدني أحسن
في كل مرة باجي التجمع العائلي دا ينتقدني او يكسفني
ويشمت رجاء فيا

عقدت الحجاب علي رأسها وحادثت سارة..
-تعالي معايا اتفرجي وانا بهزأهم وباخدلك حقك ولا تزعلي

اخذتها امنية واتجهت الي احد الغرف التي يتجمع بها شباب العائلة..لتدخل قائلة..
-ازيكو ياشباب

حياها الجميع لتقول لرجاء وهالة..
-حبايبي انتو كُبار كفاية وكل واحدة فيكو بتعمل الي هي عايزاه من غير ماحد يقولها حاجه..فا مينفعش تنتقدو الي اصغر منكم وتكرهوه في شكله او حاجه هو عاملها
وكمان الدين مبيقولش كدا..ولا اية يارجاء

نظرت امنية لفتاةx في سن الواحد والعشرون او اكثر..لتقول رجاء..
-طبعا ياطنط الدين بينهانا عن كدا

ثم نظرت لفتاة تجاورها وتتابع..
-وانتي ياهالة عارفة ان كل واحد حر في شكلة ونفسه
صح !

ردت هالة بحنق وقد فهمت تلك المقدمة..
-صح ياطنط

-طب طالما هو صح متقولوش بديهيات الي قدامك عارفها
سارة عارفة ان شعرها قصير..ولما جت قصته عارفه ان دا هيكون شكلها..مفيش داعي لكلام انك شبه الولد والكلام الي يزعل دا

تحدث فاتح وهو اكبرهم ويبلغ خمس وعشرون عامًا..
-وهي سارة زعلت واتقمصت من الكلام
مش مفروض ان بقا عندها ١٨سنة وكبرت علي الشكوي

ضغطت سارة علي كف أمنية جوارها وبدأت تدمع من جديد لتنظر له أمنية بعتب..
-اسكت انتا يافاتح عشان بلوم عليك
انتا الكبير فيهم..مينفعش تزعل حد منهم حتي لو اصغر فرد وسطكم

ثم نظرت لرامي هاتفة..
-وانتا يانحنوح متدخلش في الي يخص البنات
وانتا كمان ياخالد بطل تضايق سارة دي اختكم الصغيرة

سخر خالد ليهتف ضاحكا..
-قولي اخوكم الصغير يامرات عمي

ضحك الجميع فيما عدا أمنية وفاتح..وخرجت سارة سريعا من الغرفة تركض نحو الخارج..لتهتف أمنية بحدة..
-اما انكو عيال ومبتحترموش حد

ثم خرجت ليقف رامي ويتجه للخارج ليلحق بسارة
بينما ظل فاتح جالس في محلة بملامح باردة
دون اي ردة فعل عما حدث
لتقول رجاء ساخرة..
-ماهو بردو الحق عليها طالما هي بتقفش وبتزعل من اقل حاجة قاعدة مع الاكبر منها ليه..أما تافهة بصحيح

هتف فاتح..
-ماخلاص يارجاء اقفلوا السيرة

صمتت رجاء تماما وعين فاتح مُسلطة علي الخارج..ينتظر رجوع رامي او سارة..ومن دون ان يشعر كان يضغط علي أناملة بغضب مكتوم..لا سبب له !

بينما ركض رامي خلف سارة هاتفا...
-ياسارة اقفي بقا قطعتي نفسي..ابوكي لو عرف انك خرجتي هيزعقلك

وقفت سارة اخيرًا ومسحت عيناها الباكية وهي تشيح وجهها جانبا..ليقف رامي جواراها هامسا...
-انا اسف والله بس احنا كنا بنهزر معاكي
وانتي الي بتزعلي بسرعة

هتفت سارة بحدة رغم بكائها..
-لا انتوا مبتهزروش..وحتي لو بتهزروا انتوا مبتهزروش معايا..لا بتهزروا عليا

جعت رامي جبينة وبدأ ضميرة يؤنبه ليقول..
-خلاص بقا ياسوسو متزعليش..قلبك ابيض
وبعدين بالعقل كدا..دا شكل ولد..دا انتي زي القمر
انتي احلي من كل بنات العيلة

غمغمت..
-هالة لو سمعتك هتموتك

ضحك رامي ليقول..
-لا ما انتي تاني احلي بنت في العيلة بعد هالة
والله بجد يابنتي انتي زي القمر وشعرك حلو

اتم جملته وهو يضع غرتها خلف اذنها..لتخجل وتغمغم..
-طب خلاص حصل خير يلا نرجع

اوقفها رامي مشاكسا..
-صافي يالبن يعني

ابتسمت لتقول..
حليب ياقشطا

ضحك رامي واتجه بها الي بيت العائلة من جديد
بينما فاتح يقف بالشرفة ينظر لهم بجمود..وقد تجمع حنق العالم بأسرة في نفسة من جديد
x x x x x x x x x x x x x x x x ***
استيقظ عُبيدة باكرا في حدود الساعة السابعة صباحًا
تأفأف من إستيقاظةx في هذا الوقت الباكر..رغم انه يوم إجازتة..خرج الي الصالة الخارجية ليجد صديقة مُسطح علي الأريكة ويصدر شخيراً جعله يضحك قائلا..
-يانهار اسود...الله يكون في عون الي هتتحوزك
محتاجة كاتم بشري يفصل صوت شخيرك عنها1

ثم اتجه الي المرحاض ليغسل أسنانة ووجهه
ليتجه الي المطبخ يجهز كوب شاي ساخن..ومن ثم اتجه الي الشرفة..يستقبل هواء الشتاء العليل..أنه شهر يناير
بداية هواء الشتاء وهوائه وأمطاره الرائعه

وفي وسط شروده رأي عربة السيد كامل تقترب من البناية
ألم يكن مُسافر أمس !
عاد بتلك السرعة

رأي ريشة تهبط من السيارة..وكذالك حفيدته غزال
ليجد ريشة تستند علي غزال..والسيد كامل يسير خلفهم حاملا حقائبهم
ترك عُبيدة كوب الشاي جانبًا واتجه اليه يساعده علي الفور
وفي هبوطة علي الدرج سمع غزال تقول لريشة بخفوت..
-اوعي يكون عملك حاجة ياريشة..اوعي يكون لمسك

لتجيبها ريشة بنحيب مكتوم..
-الجيران لحقوني..انا مش مصدقة ياست غزال انه عمل كدا..هونت علية..اكمني مليش حد يُقفله

عنفتها غزال بحدة..
-واحنا فين يابت انتي..طب والله اخلي بابا يسلط رجالته يدوه علقة موت لما يخرج..ولو كان لمسك مكناش هنسكت ياريشة قال ملكيش حد قال

التفتت لها ريشه لتعانقها وتبكي
حاول عُبيدة ان يحمحم ليلحظوا وجوده
ولكن ردة فعل غزال جعلته يعقد حاجبيه..وهو يري حيرتها عندما رفعت يدها في الهواء وعانقتها بتردد..وكأنها تحارب شيئ ما داخلها

حزم موقفة حين حمحم قائلا..
-السلام عليكم

انتبهوا له وابتعدت ريشه عن غزال..ودلف السيد كامل في نفس اللحظة ليقول عُبيدة...
-صباح الخير

رد كامل وريشه تحيتة..بينما غزال تجاهلت تحيتة ونظرت لكفها المُصاب..ليقول عُبيدة بقلق..
-مالك ياريشة شكلك تعبانه

همهم كامل بإيجاب..
-ايوة يابني تعبت عند اهلها شوية..وكمان غزال ايديها اتعورت..مش عارف ايه صايبهم

نظر عُبيدة لغزال ولأول مرة يلحظ ردائها الغريب
ترتدي فُستان مليئ بالورود الزرقاء والحمراء والصفراء..وكأنها ترتدي بُستان..ولكن ليس منفر بل لطيف
والي الوشاح التي تضعه علي رأسها..وشعرها يتدلي علي الجانبين..وكذالك الوشاح..لا هي اطلقت خصلاتها ولا هي اخفتهم...تبدو كالغجر !2

تعجب من هيئتها الغير مألوفة ولكن تغاضي عنها واتجه الي السيد كامل وحمل عنه الحقائب مُتمتما...
-سلامتهم ألف سلامة..عنك ياحج كامل

شكره كامل بينما صعدت ريشة وغزال الي الشقة
لتفتحها غزال وتدلف..خلعت الوشاح والقته جانبا ...وكذالك حذائها ذو الكعب العال..وسارت الي داخل الشقة لا تدري..هل سيدخل..أم سيصعد الي شقته

بينما ريشة اتجهت لغرفتها وأغلقت بابها
سمعت غزال صوت كامل يدعوا عُبيدة للدخول والأخر يرفض بتهذيب..ليقول كامل ..
-طب ادخل بس عشان عايز منك خدمة

دلف عُبيدة خلف كامل ليجد غزال تجلس علي أحد المقاعد وتحرك ساقها برتابة..ومع كل حركة يصدر خلخالها صوت رنات متناغمه..وحين نظرت له..اوقفت حركة ساقها
ليجلس كامل وعُبيدة كذالك..ليقول كامل..
-غزال ايديها اتعورت ومحتاجة تغير عليها..معلش لو هنتعبك تغيرلها عليها لأني جاي سفر من الفجر ومش قادر اوديها المستشفي

اجاب عُبيدة علي مطلبه برحابة صدر..
-ولا يهمك ياحج..عايز شاش وقطن وبيتادين
واغير علي الجرح دلوقتي

وقفت غزال لتجلب ما طلب بصمت ولكن كامل هتف..
-لا ياحبيبتي خليكي قاعده ارتاحي انا هجيبهم

همهمت قائلة..
-هتلاقيهم علي الترابيزه يابابا

ذهب كامل سريعا ليجلب ماقاله..ولازال عُبيدة يحدق في أثره بدهشة..لِما يدللها كل هذا الدلال!
الا يخاف افسادها

ثم رفع عيناه لغزال ليقول بعد صمت..
-انتي كويسة دلوقتي

لم تحدق به بنظراتها الغريبة..ولم تبتسم تلك الإبتسامة الواسعة حين تراه..بل اجابته بخفوت وهي تنظر لكفها..
-اه كويسة

همهم ليدلف كامل قائلا..
-خد يابني الحاجة اهي..انا هدخل اكلم جدة ريشه ياغزال

أخذها من يدة وجلس قُرب غزال ليقول بعملية..
-افردي ايدك

فردت كفها امامه ليبدأ بفك الشاش الذي لفه علي كفها أمس..وبدأ بتعقيم جرحها ..وهنا بدأ العذاب لكليهما
هي تتأوه من ألم المُطهر علي جرحها..وهو مُتماسك أمام مايصدر منها

رفع عيناه لوجهها ليجدها تحدق به بنفس النظرات السابقة
من اي شيئ صُنعت هذة الفتاة..لما تتصرف وكأنها ...وكأنها...وقفت الكلمة بعقله..لا يعلم كيف يصف نظراتها الوقحة...صدقًا لا يدري

كان عقله يعمل دون توقف ويكتم أنفاسة بصعوبه
بينما هي تراقبه..تراقب خصلاته السوداء..جبهتة
وعيناه المُسدله..تراقب ءاق الثُقب في ذقنة..طابع الحُسن الذي انغرس في في ذقنة ليعطيه هيئة مليحه
قلبها ينبض بجنون ...هذا الرجل يجعلها ترغب في القاء نفسها بين ذراعية وتُمرغ وجهها في كتفه

كلما نظرت اليه تشعر بدفعة دموع طفيفة لتعطيها لمعة
هل يدري تأثيرة الغريب عليها..ايدري !
إن اقسمت لأي شخص انها لم تشعر بهذا الكم الغريب من المشاعر نحو صمتة فقط..ماذا ستشعر إن تحدث

لم تنتبه أنها لازالت تتأملة رغم إنهائه لِما يفعلة..ليهمس لها بضيق مكتوم..
-انسه غزال والدك بينادي عليكي

همست بنعومه..
-ها
وقف كالملدوغ يتجه لخارج الشقة دون حديث
وكأن ثُعبان يركض ورائة..

لتنظر الي كفها تقبض عليها بصمت..ليخرج كامل اليها قائلا...
-أمال عُبيدة فين !

وقفت بشرود هامسه..
-مشي..انا هروح انام

تركته ودلفت لغرفتها ارتمت علي الفراش وضمت يدها الي صدرها..واغمضت عيناها تسترجع هيأته أمامه..إمساكه لكفها..شعرت مع كل لحظة ان قلبها ينبض أكثر
قلبها ينبض بقوة لعُبيده...بينما هو ساكن تماما..
x x x x x x x x x x x x
بينما عُبيده صعد الي شقته سريعا..يهرب من تلك المغوية
يهرب من نظراتها التي تبتلعه..يبتعد عن هيأتها العشوائية التي تجل دمائة حارة..وضيقه يزداد
يود صفعها عل تلك النظرات تنقشع..لو كان رجل أخر كان رحب بأفعالها..ولكنه يملك شقيقتان في الغُربة..يصون النساء ليصون الناس اخواته

ولكن غزال تحاول اصطيادة
منذ متي والغُزلان تحاول الصيد..!

لن يسمح لها ان يكون صيد لفتاة مثلها..سيتجاهلها
سيشغل وقتة بأي شيئ غير التفكير بتصرفاتها
اعاد صنع كوب شاي ساخن بدلاً من تلك التي بردت
وجلب "اللاب توب" واتجه الي الشُرفة ليجلس علي مقعد ويضع جهازه علي مقعد اخر امامة

همهم وهو يختار أغنية تناسب صباحة وميزاجة
وفتح أحد المسودات يحاول كتابة أي شيئ يعبر به عما يجول بخاطرة

لتعم الأجواء موسيقي غريبة..
"أسمع علي هذا الولد علاجة عند شيخ البلد
شيخ حكيم ومتقي يقرأ علية سورة الفلق
قوله ياشيخ سيد الشباب بيقول
آمان ..آمان ..آمان
ايدوايلنا ها الولد..من الجن من كل الحسد
آمان...آمان ..آمان
ياشيخ ادعي بجاه الإله وكل مافي العلالي
آمان...آمان ...آمان"1

ظلت الأغنية تتردد بنغمات مختلفة وغريبة عن ذوقه وإختياره المعتاد..ولكن حازت علي إعجابة
ولكن فجأة ظهر صديقة يقف أمامه..عابس الوجه منكوش الشعر..

لينتفض عُبيدة بفزع ..
-اعوذ بالله من الشيطان الرجيم..ايه ياجدع دا فزعتني1

اغلق وائل اللاب توب بقوة علي يد عُبيدة ليقول بوجوم..
-ابقا ابن كلب لو نمت عندك تاني..وعارف انا داخل انام تاني..لو سمعت صوت عالي مش هجيب شيخ البلد يقرأ عليك سورة الفلق...تؤتؤ لا..هنقرأ علي روحك الفاتحة2

وبنفس الهدوء دلف الي احد الغرف وأغلق الباب بقوة
بينما لازال عُبيدة ساهم في أثرة ليقول بخفوت..
-هو دا بيتي ولا بيته !

ثوان واطلق ضحكه مكتوم كي لا يقرأ وائل علي روحة سورة الفاتحة..
x x x x x x x x x x x x x x xx ***


وسام اسامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-06-22, 12:33 AM   #6

وسام اسامة

? العضوٌ??? » 490011
?  التسِجيلٌ » Jul 2021
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » وسام اسامة is on a distinguished road
افتراضي الفصل السادس

لفصل السادس
رواية "رُد قلبي"
.................................
جلست أمنية جوار رُقية زوجة شقيق ناجي..قائلة بود..
-والله يا روكا ببقا عايزة اجيلك ونقضي اليوم سوا بعيد عن العيلة..لكن انتي عارفة ناجي مبيرضاش اروح في حتة وهو مش معايا

-وهو اي حاجة يقولها ناجي تسمعيها..مش لازم يبقالك رأي بردو ياأمنية..انتي كدا محبوسة في البيت ديما

ضحكت أمنية بإستسلام قائلة..
-يعني بعد السنين دي كلها هقوله لا يارُقية
ماخلاص انا اتعودت اسمع كلامة واتأقلمت ياحبيبتي1

تنهدت رُقية بتردد وعقلها يهتف بها ان تُخبرها بما يفعله ناجي خلف ظهرها..ولكن جلال أقسم عليها أن لا تخبر احد وخاصة أمنية..لتقول رُقية بإبتسامة كاذبة..
-ربنا يخليكوا لبعض ياحبيبتي..وبعدين ايه الحلاوة دي
اللون دا لايق عليكي اوي..روحتي الكوافير امتا

ابتهجت أمنية وهي تُمسك خصلاتها المصبوغة باللون البُني كالون القهوة..وتتخلله خُصل ذهبية مما أبرز لون وجهها الأبيض البهيي...
-بجد ياروكا حلو !
انا لسة عملاه امبارح..بعت رامي يجبلي الصبغات وعملتها بنفسي..في بنت علي النت شوفتها بتعمله ازاي..ولاقيتة سهل خالص بس بياخد وقت

-اه والله حلو اوي ماشاء الله..اكيد عجب ناجي
الرجاله بتحب التغيير بردو

بهتت إبتسامة أمنية وهي تتذكر ردة فعله عندما نظر اليها
وهي واقفة أمامه تسأله بحماس وخجل..
-اية رأيك في اللون دا !

نظر لشعرها دقائق قصيرة ليقول بملامح واجمة..
-حلو

جملة من ثلاث أحرف فقط..ألقاها وتركها وخرج
لتجلس بمحلها بإنكسار رغم كل شيئ..شعرت انها تحولت لإمرأة قبيحة لا تجذب نظرات زوجها مهما فعلت
إستفاقت علي ربتة رُقية التي تحدثت بقلق..
-مالك ياأمنية..انتي هتعيطي ولا أيه !

هزت أمنية رأسها بنفي قائلة بصوت متحشرج..
-لالا..هعيط ايه..مفيش حاجة

في تلك اللحظة فُتح باب الغرفة ودلفت سارة إبنة رُقية
التي هتفت بحنق...
-قولتلك مية مرة ياماما انا مبحبش أجي معاكي لتجمع العيلة دا..ودي آخر مره هسمع كلامك ..انا هروح دلوقتي وابقي قولي لبابا اي حاجة

-حصل اية ياسارة..رجاء وهالة ضايقوكي تاني !

ضحكت سارة ساخرة لترفع أصابعها وتعُد..
-رجاء وهالة وفاتح وخالد ورامي

شهقت امنية هاتفة..
-رامي ضايقك في اي ياحبيبتي..تعالي ياسارة اقعدي جنبي وقوليلي عملولك اية

جلست سارة جوار أمنية..تلك المرأة الحنون التي تشعر بصدق مشاعرها نحو الجميع..ولا تنفك عن مدحها رغم ءم الآخرين..لم تستطع تحمل الضغط النفسي الذي تعرضت له من شباب العائلة لتبكي بإختناق..لتشهق امنية ورُقية التي هتفت...
-يابنتي استهدي بالله وقوليلي في ايه
بدل مااطلع اتخانق معاهم
نظرت لها أمنية قائلة..
-اهدي بس يارقية وروحي هاتيلنا كوباية عصير
يلا يابنتي اخلصي

خرجت رقية واغلقت الباب خلفها..لتُمسك امنية يدها تربت عليها بحنان قائلة..
-مالك ياسوسو عملولك ايه العيال دي
وانا هجيبلك حقك

مسحت سارة دموعها هاتفة بضعف..
-رجاء وهالة بيتريقو علي شكلي..واني شبه الولاد بقصة الشعر دي..وان البنت الي شعرها طويل هي البنت بجد
وخالد اتدخل وقال ان كلامهم صح ...وفاتح اتدخل فجأة وقال ان لبسي كمان وحش..ومُتشبهة بالرجالة وفضل ينتقدني وفاتح اصلا مش سايبني في حالي

مسدت امنية علي خصلاتها لتقول..
-طب والله قصة شعرك جميلة..دا حتي قبل كتفك بحاجة بسيطة ليه بقا شبه الولاد!
ورامي عمل ايه
-رامي فضل يأيد كلام هالة عشان الجو بتاعة
اكنهم استلموني وكل واحد بيحلو للتاني علي حسابي

عانقتها امنية ضاحكة..
-يعني كل واحد فيهم ليه جو..وانتي ملكيش
لا ملهومش حق..انا هروح اهزأهم وخصوصا فاتح العاقل
دا مفروض اكبر منكم كلكم وميعملش كدا

هتفت سارة بإنزعاج..
-فاتح سوية ويروح يقول لبابا يؤدني أحسن
في كل مرة باجي التجمع العائلي دا ينتقدني او يكسفني
ويشمت رجاء فيا

عقدت الحجاب علي رأسها وحادثت سارة..
-تعالي معايا اتفرجي وانا بهزأهم وباخدلك حقك ولا تزعلي

اخذتها امنية واتجهت الي احد الغرف التي يتجمع بها شباب العائلة..لتدخل قائلة..
-ازيكو ياشباب

حياها الجميع لتقول لرجاء وهالة..
-حبايبي انتو كُبار كفاية وكل واحدة فيكو بتعمل الي هي عايزاه من غير ماحد يقولها حاجه..فا مينفعش تنتقدو الي اصغر منكم وتكرهوه في شكله او حاجه هو عاملها
وكمان الدين مبيقولش كدا..ولا اية يارجاء

نظرت امنية لفتاةx في سن الواحد والعشرون او اكثر..لتقول رجاء..
-طبعا ياطنط الدين بينهانا عن كدا

ثم نظرت لفتاة تجاورها وتتابع..
-وانتي ياهالة عارفة ان كل واحد حر في شكلة ونفسه
صح !

ردت هالة بحنق وقد فهمت تلك المقدمة..
-صح ياطنط

-طب طالما هو صح متقولوش بديهيات الي قدامك عارفها
سارة عارفة ان شعرها قصير..ولما جت قصته عارفه ان دا هيكون شكلها..مفيش داعي لكلام انك شبه الولد والكلام الي يزعل دا

تحدث فاتح وهو اكبرهم ويبلغ خمس وعشرون عامًا..
-وهي سارة زعلت واتقمصت من الكلام
مش مفروض ان بقا عندها ١٨سنة وكبرت علي الشكوي

ضغطت سارة علي كف أمنية جوارها وبدأت تدمع من جديد لتنظر له أمنية بعتب..
-اسكت انتا يافاتح عشان بلوم عليك
انتا الكبير فيهم..مينفعش تزعل حد منهم حتي لو اصغر فرد وسطكم

ثم نظرت لرامي هاتفة..
-وانتا يانحنوح متدخلش في الي يخص البنات
وانتا كمان ياخالد بطل تضايق سارة دي اختكم الصغيرة

سخر خالد ليهتف ضاحكا..
-قولي اخوكم الصغير يامرات عمي

ضحك الجميع فيما عدا أمنية وفاتح..وخرجت سارة سريعا من الغرفة تركض نحو الخارج..لتهتف أمنية بحدة..
-اما انكو عيال ومبتحترموش حد

ثم خرجت ليقف رامي ويتجه للخارج ليلحق بسارة
بينما ظل فاتح جالس في محلة بملامح باردة
دون اي ردة فعل عما حدث
لتقول رجاء ساخرة..
-ماهو بردو الحق عليها طالما هي بتقفش وبتزعل من اقل حاجة قاعدة مع الاكبر منها ليه..أما تافهة بصحيح

هتف فاتح..
-ماخلاص يارجاء اقفلوا السيرة

صمتت رجاء تماما وعين فاتح مُسلطة علي الخارج..ينتظر رجوع رامي او سارة..ومن دون ان يشعر كان يضغط علي أناملة بغضب مكتوم..لا سبب له !

بينما ركض رامي خلف سارة هاتفا...
-ياسارة اقفي بقا قطعتي نفسي..ابوكي لو عرف انك خرجتي هيزعقلك

وقفت سارة اخيرًا ومسحت عيناها الباكية وهي تشيح وجهها جانبا..ليقف رامي جواراها هامسا...
-انا اسف والله بس احنا كنا بنهزر معاكي
وانتي الي بتزعلي بسرعة

هتفت سارة بحدة رغم بكائها..
-لا انتوا مبتهزروش..وحتي لو بتهزروا انتوا مبتهزروش معايا..لا بتهزروا عليا

جعت رامي جبينة وبدأ ضميرة يؤنبه ليقول..
-خلاص بقا ياسوسو متزعليش..قلبك ابيض
وبعدين بالعقل كدا..دا شكل ولد..دا انتي زي القمر
انتي احلي من كل بنات العيلة

غمغمت..
-هالة لو سمعتك هتموتك

ضحك رامي ليقول..
-لا ما انتي تاني احلي بنت في العيلة بعد هالة
والله بجد يابنتي انتي زي القمر وشعرك حلو

اتم جملته وهو يضع غرتها خلف اذنها..لتخجل وتغمغم..
-طب خلاص حصل خير يلا نرجع

اوقفها رامي مشاكسا..
-صافي يالبن يعني

ابتسمت لتقول..
حليب ياقشطا

ضحك رامي واتجه بها الي بيت العائلة من جديد
بينما فاتح يقف بالشرفة ينظر لهم بجمود..وقد تجمع حنق العالم بأسرة في نفسة من جديد
x x x x x x x x x x x x x x x x ***
استيقظ عُبيدة باكرا في حدود الساعة السابعة صباحًا
تأفأف من إستيقاظةx في هذا الوقت الباكر..رغم انه يوم إجازتة..خرج الي الصالة الخارجية ليجد صديقة مُسطح علي الأريكة ويصدر شخيراً جعله يضحك قائلا..
-يانهار اسود...الله يكون في عون الي هتتحوزك
محتاجة كاتم بشري يفصل صوت شخيرك عنها1

ثم اتجه الي المرحاض ليغسل أسنانة ووجهه
ليتجه الي المطبخ يجهز كوب شاي ساخن..ومن ثم اتجه الي الشرفة..يستقبل هواء الشتاء العليل..أنه شهر يناير
بداية هواء الشتاء وهوائه وأمطاره الرائعه

وفي وسط شروده رأي عربة السيد كامل تقترب من البناية
ألم يكن مُسافر أمس !
عاد بتلك السرعة

رأي ريشة تهبط من السيارة..وكذالك حفيدته غزال
ليجد ريشة تستند علي غزال..والسيد كامل يسير خلفهم حاملا حقائبهم
ترك عُبيدة كوب الشاي جانبًا واتجه اليه يساعده علي الفور
وفي هبوطة علي الدرج سمع غزال تقول لريشة بخفوت..
-اوعي يكون عملك حاجة ياريشة..اوعي يكون لمسك

لتجيبها ريشة بنحيب مكتوم..
-الجيران لحقوني..انا مش مصدقة ياست غزال انه عمل كدا..هونت علية..اكمني مليش حد يُقفله

عنفتها غزال بحدة..
-واحنا فين يابت انتي..طب والله اخلي بابا يسلط رجالته يدوه علقة موت لما يخرج..ولو كان لمسك مكناش هنسكت ياريشة قال ملكيش حد قال

التفتت لها ريشه لتعانقها وتبكي
حاول عُبيدة ان يحمحم ليلحظوا وجوده
ولكن ردة فعل غزال جعلته يعقد حاجبيه..وهو يري حيرتها عندما رفعت يدها في الهواء وعانقتها بتردد..وكأنها تحارب شيئ ما داخلها

حزم موقفة حين حمحم قائلا..
-السلام عليكم

انتبهوا له وابتعدت ريشه عن غزال..ودلف السيد كامل في نفس اللحظة ليقول عُبيدة...
-صباح الخير

رد كامل وريشه تحيتة..بينما غزال تجاهلت تحيتة ونظرت لكفها المُصاب..ليقول عُبيدة بقلق..
-مالك ياريشة شكلك تعبانه

همهم كامل بإيجاب..
-ايوة يابني تعبت عند اهلها شوية..وكمان غزال ايديها اتعورت..مش عارف ايه صايبهم

نظر عُبيدة لغزال ولأول مرة يلحظ ردائها الغريب
ترتدي فُستان مليئ بالورود الزرقاء والحمراء والصفراء..وكأنها ترتدي بُستان..ولكن ليس منفر بل لطيف
والي الوشاح التي تضعه علي رأسها..وشعرها يتدلي علي الجانبين..وكذالك الوشاح..لا هي اطلقت خصلاتها ولا هي اخفتهم...تبدو كالغجر !2

تعجب من هيئتها الغير مألوفة ولكن تغاضي عنها واتجه الي السيد كامل وحمل عنه الحقائب مُتمتما...
-سلامتهم ألف سلامة..عنك ياحج كامل

شكره كامل بينما صعدت ريشة وغزال الي الشقة
لتفتحها غزال وتدلف..خلعت الوشاح والقته جانبا ...وكذالك حذائها ذو الكعب العال..وسارت الي داخل الشقة لا تدري..هل سيدخل..أم سيصعد الي شقته

بينما ريشة اتجهت لغرفتها وأغلقت بابها
سمعت غزال صوت كامل يدعوا عُبيدة للدخول والأخر يرفض بتهذيب..ليقول كامل ..
-طب ادخل بس عشان عايز منك خدمة

دلف عُبيدة خلف كامل ليجد غزال تجلس علي أحد المقاعد وتحرك ساقها برتابة..ومع كل حركة يصدر خلخالها صوت رنات متناغمه..وحين نظرت له..اوقفت حركة ساقها
ليجلس كامل وعُبيدة كذالك..ليقول كامل..
-غزال ايديها اتعورت ومحتاجة تغير عليها..معلش لو هنتعبك تغيرلها عليها لأني جاي سفر من الفجر ومش قادر اوديها المستشفي

اجاب عُبيدة علي مطلبه برحابة صدر..
-ولا يهمك ياحج..عايز شاش وقطن وبيتادين
واغير علي الجرح دلوقتي

وقفت غزال لتجلب ما طلب بصمت ولكن كامل هتف..
-لا ياحبيبتي خليكي قاعده ارتاحي انا هجيبهم

همهمت قائلة..
-هتلاقيهم علي الترابيزه يابابا

ذهب كامل سريعا ليجلب ماقاله..ولازال عُبيدة يحدق في أثره بدهشة..لِما يدللها كل هذا الدلال!
الا يخاف افسادها

ثم رفع عيناه لغزال ليقول بعد صمت..
-انتي كويسة دلوقتي

لم تحدق به بنظراتها الغريبة..ولم تبتسم تلك الإبتسامة الواسعة حين تراه..بل اجابته بخفوت وهي تنظر لكفها..
-اه كويسة

همهم ليدلف كامل قائلا..
-خد يابني الحاجة اهي..انا هدخل اكلم جدة ريشه ياغزال

أخذها من يدة وجلس قُرب غزال ليقول بعملية..
-افردي ايدك

فردت كفها امامه ليبدأ بفك الشاش الذي لفه علي كفها أمس..وبدأ بتعقيم جرحها ..وهنا بدأ العذاب لكليهما
هي تتأوه من ألم المُطهر علي جرحها..وهو مُتماسك أمام مايصدر منها

رفع عيناه لوجهها ليجدها تحدق به بنفس النظرات السابقة
من اي شيئ صُنعت هذة الفتاة..لما تتصرف وكأنها ...وكأنها...وقفت الكلمة بعقله..لا يعلم كيف يصف نظراتها الوقحة...صدقًا لا يدري

كان عقله يعمل دون توقف ويكتم أنفاسة بصعوبه
بينما هي تراقبه..تراقب خصلاته السوداء..جبهتة
وعيناه المُسدله..تراقب ءاق الثُقب في ذقنة..طابع الحُسن الذي انغرس في في ذقنة ليعطيه هيئة مليحه
قلبها ينبض بجنون ...هذا الرجل يجعلها ترغب في القاء نفسها بين ذراعية وتُمرغ وجهها في كتفه

كلما نظرت اليه تشعر بدفعة دموع طفيفة لتعطيها لمعة
هل يدري تأثيرة الغريب عليها..ايدري !
إن اقسمت لأي شخص انها لم تشعر بهذا الكم الغريب من المشاعر نحو صمتة فقط..ماذا ستشعر إن تحدث

لم تنتبه أنها لازالت تتأملة رغم إنهائه لِما يفعلة..ليهمس لها بضيق مكتوم..
-انسه غزال والدك بينادي عليكي

همست بنعومه..
-ها
وقف كالملدوغ يتجه لخارج الشقة دون حديث
وكأن ثُعبان يركض ورائة..

لتنظر الي كفها تقبض عليها بصمت..ليخرج كامل اليها قائلا...
-أمال عُبيدة فين !

وقفت بشرود هامسه..
-مشي..انا هروح انام

تركته ودلفت لغرفتها ارتمت علي الفراش وضمت يدها الي صدرها..واغمضت عيناها تسترجع هيأته أمامه..إمساكه لكفها..شعرت مع كل لحظة ان قلبها ينبض أكثر
قلبها ينبض بقوة لعُبيده...بينما هو ساكن تماما..
x x x x x x x x x x x x
بينما عُبيده صعد الي شقته سريعا..يهرب من تلك المغوية
يهرب من نظراتها التي تبتلعه..يبتعد عن هيأتها العشوائية التي تجل دمائة حارة..وضيقه يزداد
يود صفعها عل تلك النظرات تنقشع..لو كان رجل أخر كان رحب بأفعالها..ولكنه يملك شقيقتان في الغُربة..يصون النساء ليصون الناس اخواته

ولكن غزال تحاول اصطيادة
منذ متي والغُزلان تحاول الصيد..!

لن يسمح لها ان يكون صيد لفتاة مثلها..سيتجاهلها
سيشغل وقتة بأي شيئ غير التفكير بتصرفاتها
اعاد صنع كوب شاي ساخن بدلاً من تلك التي بردت
وجلب "اللاب توب" واتجه الي الشُرفة ليجلس علي مقعد ويضع جهازه علي مقعد اخر امامة

همهم وهو يختار أغنية تناسب صباحة وميزاجة
وفتح أحد المسودات يحاول كتابة أي شيئ يعبر به عما يجول بخاطرة

لتعم الأجواء موسيقي غريبة..
"أسمع علي هذا الولد علاجة عند شيخ البلد
شيخ حكيم ومتقي يقرأ علية سورة الفلق
قوله ياشيخ سيد الشباب بيقول
آمان ..آمان ..آمان
ايدوايلنا ها الولد..من الجن من كل الحسد
آمان...آمان ..آمان
ياشيخ ادعي بجاه الإله وكل مافي العلالي
آمان...آمان ...آمان"1

ظلت الأغنية تتردد بنغمات مختلفة وغريبة عن ذوقه وإختياره المعتاد..ولكن حازت علي إعجابة
ولكن فجأة ظهر صديقة يقف أمامه..عابس الوجه منكوش الشعر..

لينتفض عُبيدة بفزع ..
-اعوذ بالله من الشيطان الرجيم..ايه ياجدع دا فزعتني1

اغلق وائل اللاب توب بقوة علي يد عُبيدة ليقول بوجوم..
-ابقا ابن كلب لو نمت عندك تاني..وعارف انا داخل انام تاني..لو سمعت صوت عالي مش هجيب شيخ البلد يقرأ عليك سورة الفلق...تؤتؤ لا..هنقرأ علي روحك الفاتحة2

وبنفس الهدوء دلف الي احد الغرف وأغلق الباب بقوة
بينما لازال عُبيدة ساهم في أثرة ليقول بخفوت..
-هو دا بيتي ولا بيته !

ثوان واطلق ضحكه مكتوم كي لا يقرأ وائل علي روحة سورة الفاتحة..
x x x x x x x x x x x x x x xx ***


وسام اسامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-06-22, 12:34 AM   #7

وسام اسامة

? العضوٌ??? » 490011
?  التسِجيلٌ » Jul 2021
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » وسام اسامة is on a distinguished road
افتراضي الفصل السابع

رواية "رُد قلبي"
الفصل السابع" ما في منك"
....................................
جلس شَريف علي سَطح تلك البناية الشعبية التي يقطن بها..أخرج سيجارة من تلك العُلبة المُلقاه جوارة
وأشعلها ليأخذ شهيق منها..ثم زفير مُحمل بدخانها الضبابي..ليلوح أمام زرقة السماء أمامه ...ليبتسم حين تذكر ذُعر والدتة حينما اكتشفت أنه بدأ تدخين
كم ثارت وبكت وترجته أن يُقلع عنها...كان يضمها ويؤيد حديثها لعلمه أنه إن رفض ستبكي أكثر

لطالما كانت والدتة بكائه..تبكي من اقل شيئ ..ليفعل كما والده تماما يضمها مواسيا ويعدها أنه سينفذ ماتريد
وعلي ذكر والده انكمشت ملامحه بألم حقيقي
أدم الصياد...نعم الزوج لوالدتة ونعم الأب لأخواتة
أما هو..فيصب علية كامل الغضب واللعنات...يعامله وكأنه إبن رجُل آخر...والدة يغار منه علي والدته واخواتة
وفي غُمرة غيرته ابتعد عنه ونبذة

بل ويتحكم بكل شيئ بحياتة
إلي أن ثار شَريف وأعلن بكل حزم إنفصاله عن العائلة
وفي المقابل سحب أدم كل ارصدته في البنك وسيارتة
وأي شيئ مادي اعطاه إياه...ورغم ذالك شَريف لم يغضب
بل رحب بتلك الخطوة..وبدأ في تأسيس نفسة
لن ينتظر شيئ من أحد..ورغم ذالك يُحب أباه
لا يملك سوا أن يحبه

فتح هاتفة أخيرا بعد إغلاقة ليومين مُتتاليين عله يجد رسالة أو مكالمة من حبيبتة ولكن لا..صدق حدسة
‏وصدقت في تهديدها حينما قالت
‏"شريف لو مش هترجع لأهلك وتراضي باباك وترجع مستواك الإجتماعي..يبقا مفيش داعي نكمل"
تهديد صريح لم يُبالِ به..ورغم ذالك تألم لتركها له في تلك الحالة...ولكن لا بأس

قطع شرودة إتصال والدتة المُستمر ليُجيب باسما...
-تُقايا...وحشتيني
-‏
قابلة صوتها اللائم المُتألم...
-وحشاك..! قدرت علي نبذك ليا
قدرت متكلمنيش كل دا يا شَريف
هونت عليك

-عمرك ماتهوني علي ياماما..كنت محتاج أفصل من كل حاجة وكمان دول مش ايام دول يومين بس
متزعليش بقا

ابتسمت تقي بحنان لتقول راجية..
-مقدرش أزعل منك..بس وحياتي عندك ترجع البيت
تعالي دلوقتي نتعشي سوا..ونسهر مع بعض
هعملك كل الأكل الي بتحبة...وهخلي جودي تعملك البان كيك الي بتحبه منها...وسيدرا هتساهدني
كلنا مستنينك

-وأدم بيه !
هتف ساخرا لتُجيب بلهفة..
-ادم دا ابوك حبيبك ياشَريف..دا هو الي قالي كلمية عشان يجي ابوك من ساعة ما مشيت وهو عايز يكلمك و..

قاطعها شَريف بسخرية...
-ماما..الكلام دا مش عليا..بابا ميهموش لو انا مشيت او جيت..بابا ميهموش إلا انتي وسيدرا وجودي
إنما انا وجودي زي عدمه ...وبعدين انا مش هاجي البيت تاني غير لما اهدي..انا استقريت خلاص ومرتاح كدا

هتفت تقي بصوت مُرهق ...
-ياحبيبي ماانا مش هقدر اقعد من غيرك
بلاش تعاقبني انا كمان يا شَريف..بلاش تاخدوني في الرجلين انتا وابوك

همهم شَريف بهدوء رغم حزنة علي حزنها..
-معلش ياماما..بابا لازم يفهم ان ليا حريتي الكاملة
ليا اختار الي انا عايزه مش الي هو عايزه
بابا مبيعاملش سيدرا وجودي كدا..مع انهم بنات وبيجي عليا انا

انتحبت تقي بنشيج خافت هامسة...
-طب مش انا بعاملك كويس..مش انا بقف في وشه لما بيجي عليك..رغم ان ابوك بيحبك ولما بيعمل حاجه يبقا عشان مصلحتك..عشان خاطري ياشَريف ارجع
والله ماقادرة استحمل البيت وانتا مش فيه

قاطع كلماتها صوت قصف في أذنيهما...
-انتي بتعيطي ليه..مش قولتلك براحته رجع او لا
مايتفلق هو والي جابه ايه فايدة بُكاكي دلوقتي

كتم شَريف غضبة من كلمات والده الجارحة التي قصفت في أذنه..ليقول بهدوء..
-هكلمك بعدين ياأمي لما تفضي كلميني..
-‏
علي الطرف الآخر سحب أدم الهاتف من يد زوجتة الباكية ليقول موبخا بصرامة..
-بقولك ايه..لو هتكلمها تعيطها كل شويه
يبقا متكلمهاش انتا سامع

-مش هتحدد في دي كمان اكلم أمي ولا مكلمهاش
زي ماهي مراتك هي أمي بلاش الي بتعمله دا

زاد غضب أدم من نبرة ولده الحادة ليصيح بغضب ...
-انتا متكلمنيش كدا يلا احسنلك..وقسما بالله لو حطيتك في دماغي انك متقربلهاش هعملها

هتفت تقي صارخة...
-ادم كفاية دا ابني..كفاية بقا انا تعبت
والله تعبت ربنا ياخدني بقا واخلص

اغلق أدم الهاتف وبطول يده هشمه في الحائط ونظر بزوجتة التي تبكي وتصرخ دون توقف...لتأتي شابة سريعا علي صوت صراخ والدتها قائلة بقلق ...
-ماما مالها يابابا
-‏
كتف أدم يده ولم يُجيب لتقترب الفتاة من والدتها وتعانقها مواسية لتقول..
-اهدي بس ياماما في اية !
-‏
وضعت تقي يدها علي وجهها وزاد بُكائها الهستيري لتهتف جودي بفزع...
-سيدراااا..هاتي كوباية مية بسرعه لماما
دقائق وجائت فتاة تكبرها بعامين أو اكثر بكوب ماء

واقتربت من والدتها هامسه..
-اهدي بس ياماما
-‏
ولكن لم تتوقف تقي عن البُكاء لتهمس مُلتاعة..
-دا ابني..حتة مني عايز تبعدني عنه
بأي حق تعمل فيا كدا..دا ابنك ضناك

همسها المُتألم ألم قلبة في المُقابل
وتلك الهيئة الجامدة تبدلت وهو يهتف لبناتة..
-اطلعوا برة واقفلوا الباب
-‏
نظرت له جودي وسيدرا بقلق..ليهتف
-برة
خرجت جودي بحنق لتقترب سيدرا من والدها تُقبلة علي وجنتة هامسة بخفوت...
-براحة عليها يادومي..دي الغَالية
أبتسم أدم لأحب فتاة الي قلبة بعد زوجتة ليهمس..
-هصالحها متقلقيش

خرجت وأغلقت الباب..ليجلس أدم جوار زوجتة الباكية
سحبها لأحضانة بصمت وربت علي ظهرها
كما إعتاد وكما إعتادت...يكون سببًا في بُكائها..ولكن دقائق ويربت علي أحزنها...والآن وحتي عندما خط الشيب خصلاته وتحول لونها للرمادي وتجعد جبينه
لا يستطيع تركها تبكي..لا يستطيع
لم يملك سوا أن همس بخفوت...
-اهدي..كله هيبقا تمام
-‏
رفعت وجهها عن صدره هامسة بعذاب..
-امتا ياأدم..انتا مسيطر علي الولاد..مسيطر علي حياتهم
حتي سيدرا الي بتموت فيها وصلت لسابعة وعشرين سنه ورافض تجوزها..والبنت ماشية علي هواك
ولا جودي الي بتتحايل عليك تقابل رئيسها الي طالب إيديها وانتا بتأجل من غير تبرير ولا سبب يتعقل
ولا شَريف الي سحبت منه كل حاجة عشان قالك لا
الولد بقا مُقتنع انك بتكرهه..ايه الي هيبقا تمام!

رغم علمه أنه علي خطأ ولكنه هتف...
-تقي انا عارف مصلحة عيالي..سيدرا لسه مجاش الي يقدرها ويشيلها في عينية...وسيدرا انا مش مرتاح للي عايز يخطبها دا..وشَريف مُتمرد انتي مدلعاه
بقا بعد كل دا مش عايز يمسك شغلي ويقولي دي حريتي !

وقفت تقي وشاحت بوجهها عنه..
-ادم شَريف لو مرجعش البيت انا هروح اقعد معاه
هتفت بتلك الكلمة بإندفاع ليُصدم هو ويقول بدهشة..
-وتسيبيني !
-‏
لم تُجيب ..ليجرج من الغرفة سريعا صافعا الباب خلفه
لتجلس تقي وتبكي بحرقة من جديد
تريدة ان يستفيق من سيطرتة ولكن دون ان يتألم
او يتألم أحد من اولادها ...لتشعر بذراعين جودي تحاوطها هامسة..
-اهدي ياماما والنبي
-‏
بينما علي الطرف الأخر كان شَريف يتطلع الي الهاتف بغضب علي بُكاء والدتة..يتألم لفراقها كما تتألم
هو فتاها المُدلل..وهي والدتة الحبيبة

ولكن لن يعود حتي يُثبت لوالدة أنه يستطيع بدونه
يستطيع أن يختار مايريد..يثبت له أنه صار رجل يبلغ
أربع وعشرون عام وليس عشرة..يستطيع أن يكون مثلة
وأفضل...يُثبت أنه بقادر علي جعل حياتة أفضل

ادخل يدة لجيب بنطالة وأخرج سيجارة محشوة
نظر لها لثوان قبل أن يُشعلها ويبدأ بتدخينها وعيناه مُغمضة...وضحك لثوان حين تخيل ردة فعل والدتة عندما تعلم أنه دخن للتو سيجارة "حشيش"..!
ولكن شيئ داخلة يقول..لا تأبه..وتمرد
x x x x x x x x x x x x x x xx ***
كانت بين يداه..ناعمة..مغوية ورائعة
كانت كالقطة الوديعة التي تتمسح بصاحبها بكل رقة ودلال
ليقول بصوت متأثر عاشق..
-غزال..انتي هنا2

اتسعت بسمتها وهي تعانقة بنعومة وبُطئ..
-غزالتك ياعُبيدة..غزالتك انتا بس

ثم قرنت كلامها بقبلة بنعومتها ولازال هو ذائب بين يداها وليس العكس..كانت مستحوذة علي عقلة وقلبة
ومع همستها بتأكيد ملكيتها له شعر بموجة حارة جعلتة ينتفض بقوة بين يداها

ولكن في الواقع هو لم ينتفض بين يداها
هو انتفض علي فراشة بفزع..ولازال جسدة حار ينتفض بقوة..وذكري عناق غزال له كامشهد يُعاد ويتكرر داخله

إستعاذ من الشيطان وهو يمسح علي وجهة
ولو كان بيدة لاستعاذ من غزال نفسها..تلك اللعنة التي تكاد تصيبة وتخترق احلامة بوقاحة

استفاق تماما من نومتة واتفق مع وائل علي الخروج الي اي مكان بدلا من اجواء المنزل..ورحب وائل بالفكرة

أنهي عُبيدة إرتداء ملابسة المكونة من قميص أزرق وبنطال أسود وحذاء باللون الأسود
لينظر لوائل الذي يعبث بهاتفة بتركيز..
-قوم يابني بقا دا انا جهزت من بدري وانتا لسة
-‏
القي وائل هاتفة جانبًا ليقول..
-علي أساس الدنيا هتطير..وعمتا انا هلبس الكوتش بس
وبعدين اية الشياكة دي ياعبودة

لوي عُبيدة شفتيه بحنق قائلا...
-عبودة! امشي ياوائل خلص
-‏
أنهي عُبيدة جملتة لسمع صوت صراخ صدر من الطابق السُفلي..ليخرج سريعا وخلفة وائل ليجد
ريشة تصرخ جوار جسد كامل المُمدد أرضا..ليتجه الشابين وبعض السكان إليها ليُساعدوها ويحملوا جسد السيد كامل
ليقول عُبيدة
-مالة ايه الي حصل

لتهتف ريشة بذعر..
-الحقني يااستاذ عُبيدة الحج كامل وقع من طولة ونفسة ضعيف اوي..كنت بديلة مُفتاحة فجأة وقع
خرجت غزال هي الأخري علي الصراخ لتجد كامل مُمد ارضا..لتصرخ وتهبط الدرج سريعا هاتفة...
-بابا...مااالك يابابا
حمله وائل بسهولة لشدة بنيتة وصعد الدرج المؤدي لشقة السيد كامل وتبعة بعض الجيران ..ولازالت غزال مُسمرة بمحلها تبكي بخوف..ليقول عُبيدة بحدة..
-انسة غزال اتحركي لبسك مش مناسب..الناس بتبص عليكي

أتجهت لها ريشة باكية لتقول...
-لا هي جسمها بيتشدد لما بيحصل حاجة
ومبتتحركش حوالي خمس دقايق كدا
تذكر عُبيدة بأول لقاء لهم حينما دلف مع كامل
كانت مُسمرة أيضا بصمت...ليتنهد وهو يمسح علي وجهه ليقول...
-طب ياريشة اطلعي بسرعه هاتي حاجة تحطها عليها
انطلقت ريشة سريعا..ولازالت غزال تقف في مدخل البناية
بفستانها المنزلي الذي يحدد تفاصيل جسدها الأنوثي الفج
ليقف عُبيدة أمامها ليحجب الأنظار عنها..وليغض بصرة عنها..رغم أن شيطانة جعل جسدة يتعرق

ورقبتة تكاد تلتفت لتنظر لها يود لو ينظر لها ويتأكد انها هي من كانت في حلمة تعانقة وتُقبلة هامسة انها غزالتة وحده..

ومازاد الطين بِلة بكائها الناعم..التفت لها ناظرا لوجهها المحتقن وجسدها المُتشنج ليهمس بلين..
-هيبقا كويس..اهدي بس عشان نطلع نطمن علية

رفعت عيناها الباكية إليه هامسة بخفوت..
-مليش غيرة

لان قلبة لها ليقول مواسيًا..
-متقلقيش هيبقا زي الفل

لم تُجيب بل شهقت باكية لتأتي ريشة بوشاح كبير قائلة..
-صاحبك عرف يفوق الحج كامل

وضعت ريشة الوشاح حول اكتاف الأخري
ليقول وهو يصعد الدرجات...
-طب يلا اطلعوا..وادخلوا اوضة علي ما الجيران يمشوا
تحركت غزال مع ريشة ولازالت تبكي

ولكن حين دلفت الي الشقة اتجهت الي كامل والقت نفسها علي صدرة تبكي بحرقة..ليهمهم بعض الجيران بمواساة
بينما وائل جذب عُبيدة هامسا له...
-مين الحتة البلدي القمر دي
زمجر عُبيدة بحدة..
-وائل

-يابن المحظوظة ياعُبيدة..دي البت ولا هيفاء وهبي
ياديني وانتا قاعد تولول علي الدكتورة بتاعتك

هنا هتف عُبيدة بحدة لغزال...
-انسة غزال روحي مع ريشة جهزوا حاجة للحج كامل
نظرت له غزال برفض ليقابلها بنظر حادة

ومازاد نيران نظراته حينما همس وائل..
-اقسم بالله غزال فعلا
وقفت غزال ودلفت مع ريشة ليبدأ عُبيدة بفحص كامل ليقول...
-ياحج ضغطك واطي اوي لية كدا..ظبط ضغطك مش عايزين الهُبوط دا يحصل تاني

همهم كامل دون ان يجيب..همهم بخفوت ووهن جعل وائل يقول عندما خرج من غرفة كامل ...
-الراجل دا شكله هيموت ياعُبيدة1

نهرة عُبيدة قائلا..
-بس ياوائل ربنا يحمية لبنتة
-هي البنت دي بنتة !

اقتربت غزال منهم لتقول بصوت مبحوح أثر البُكاء..
-بابا ماله

كاد عُبيدة إن يتحدث ليقول وائل سريعا..
-ابوكي زي الفل وميت حصان كمان..خدي بالك انتي منه بس ياا انسة...

تجاهلتة غزال تماما لتقول لعُبيدة..
-وقع كدا من ايه ياسي عبودة1

همهم عُبيدة وهو يتجه للخارج..
-متقلقيش هو ضغطة وطي شوية بس
خليه يرتاح وهو هيبقا زي الفل
هتفت خلفة ...
-تسلم لينا ياسي عبودة
-‏
التفت لها باسما ليري إلتماع عيناها بتلك النظرة مرة اخري
نظرة وكأنها تراه بطل خارق نادر وجوده..ليلكزة وائل قائلا بخبث..
-يلا ياسي عبودة اتأخرنا
-‏
خرج عُبيدة ووائل واتجهوا المقهي المُعتاد لهم
ليقول وائل بعد صمت...

-البت دي عينها منك ياعُبيدة
حاول عُبيدة تصنع الجهل..
-بت مين
-الغزالة الي فوق دي..مشوفتهاش كانت بتبصلك إزاي
دي ولا كإنها شيفاني وانا حلو عنك اهو
ضحك عُبيدة ليقول..
-ماشي ياحلو
-بكلمك بجد والله..البت عينها منك بالجامد اوي

همهم عُبيدة وقد انقشعت بسمته
-وانا عيني مش منها ياوائل..ومش في دماغي اصلا
الي زي غزال دي متدخلش قلبي ولا عقلي فا بطل تلميحاتك دي
إبتسم وائل ليقول..
-الي بنقول عليهم عمرنا مانبصلهم وآخر ناس ممكن نبصلهم بنقع فيهم في الآخر ...اول ماتُقع في البت دي هقولك الكلمتين دول

-بنت عمك مش راضية ترجعلك بردو!
تسائل عُبيدة بشفقة علي حال وائل ليقول الأخر بحدة
-انشالله عنها مارجعت..تخبط دماغها في ألف حيط
دي كانت تتمني بس اني احبها

-وهو انتا محبتهاش !

صمت وائل لثوان قبل ان يقول بجمود..
-لا محبتهاش يا عُبيدة وأقفل السيرة دي

ورغم ان عُبيدة أغلق الحوار إلا أنهم بمجرد دخولهم الي المقهي جلسوا علي إحدي الطاولات ولكن ضحكات عالية من مجموعة شباب جعلت عيونهم تلتفت لهم

إلتمعت عينا وائل بنيران وهو يري ليلة تجلس مع مجموعة من الفتيات والشباب..ليتجه لها دون تفكير ويجذب يدها لخارج المقهي
‏ليظهر انعكاسهم في المرآة..ورغم مشهدهم الغريب إلا أن اصدقائها صمتوا لعلمهم أنه زوجها

بينما وائل هتف بها بغضب..
-مقولتليش لية انك خارجة..ومش قولتلك ملكيش دعوة بالشباب دول تاني وقولتي حاضر

كتفت ليلة يدها بهدوء قائلة..
-وائل احنا مفروض هنتطلق بكرة..يعني ملكش دعوة اعمل اية ومعملش اية..كان مكتوب كتابنا وبكرة هيكون ولا كأنة حصل حاجة

ازداد غضب وائل ليصرخ بها..
-ليييلة..

لم تنفعل أو تُبدي أي ردة فعل لتقول بنفس الهدوء الغريب...
-اتمني تسيبني اقعد مع صحابي من غير مشاكل
-‏وتفتكر انك دلوقتي إبن عمي وبس وإنك مبقاش ليك اي حق فيا ياوائل....ليلة خلاص مبقتش اللعبة بتاعتك ولا البت الهبلة المرمية عليك

وبنفس الهدوء تركته ودلفت لتُكمل جلستها مع أصدقائها
بينما وائل يقف بمحله ينظر لها بغضب وعجز
وهو يعلم ان تلك هي ليلة إبنة عمة الهائمة به
هي نفسها التي طلبت فسخ العقد بينهم بعدما سمعت بحديثة الأخرق

دلف للمقهي وجلب أشيائة وخرج سريعا ليتبعة عُبيدة قائلا...
-ياأخي استني..طب اقولك..تعالي نمشي علي الكورنيش شوية...خلينا ننسي كل صنف حوا

رغم تكشيرة وائل إلا أنه همس..
-يلا ياسي عبودة..دا انتا معاك واحدة تحل من علي حبل المشنقة وانتا تقول تنسي صنف حوا

همهم عُبيدة بقلة حيلة...
-والله مافي فايدة فيك

جلسوا علي الكورنيش وأمامهم عربة "حُمص الشام"
والمذياع يزيع دندنات جعلت كل منهم يشرد في عالم آخر
"لفيت الكون مافي منك ولا حدا زيك انتِ زي الفل احلي من الفل..عشانك بصير شو مابدك..خليني احبك.. راح احبك حب..ياما علي الحب.."

راحت النغمات تتعالي بينما صدحت جملة
"مافي منك" بعقل عُبيدة..وقُرنت بغزال تلقائيا
فتاة غريبة بكل مابها..لا يدري هي سيئة أم جيدة
ضعيفة ام قوية..بريئة ام مغوية
هي النقيض والنقيض هي...

ورغما عنه يسترجع ذاك الحلم الوقح
ويسترجع همسها الناعم انها غزالتة..هو فقط

x x x x x x x x x x x x x x x xx ***


وسام اسامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-06-22, 12:35 AM   #8

وسام اسامة

? العضوٌ??? » 490011
?  التسِجيلٌ » Jul 2021
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » وسام اسامة is on a distinguished road
افتراضي الفصل الثامن

رواية "رُد قلبي"
الفصل الثامن الجزء الأول " كسر كل ماهو قابل للكسر"
............................
كانت تحرك القلم بشرود..ولازال الوجوم يحتل قلبها
لا ليس الوجوم فقط بل الألم والخذلان ..وائل فلح في كسر خاطرها وقلبها..وكل شيئ بها قابل للكسر
وائل حبيب الفؤاد..

شعرت بروحها تنسحب منها والحنين يضرب علي نوافذ قلبها بإلحاح..ولكن كرامتها تأبي وتعود لتُذكرها بخياناته
وبكلماتة الخبيثة التي القاها علي مسامعها يوم طلاقهم

رفعت الهاتف واتجهت الي معرض الصور لتري صور لتلك الرسائل التي بُعثت لها من إحداهن ..تقرأ كلماتة المؤلمة
كلمات حقيرة قالها ليجذب إنتباه تلك الأنثي التي يحادثها
علي حساب قلبها وكرامتها

القت الهاتف ووضعت رأسها علي مكتبها تطلق العنان لدموعها تخرج دون توقف...بل وارتفعت الشهقات ايضا تُصاحب دموعها..وعقلها يجلدها بإسترجاع مادار بينهم يوم طلاقهم..كيف كشف جُرحها وضغط عليه بقسوة

وحدة عيناه وهو يمضي علي وثيقة طلاقهم
كانت عيناة شامتة وقاسية..رغم ثبات هيئتها ولكنها تماسكت وتماسكت..ولكن كلما تذكرت ما دار بينهم تتألم اكثر
.....
عقد وائل ذراعية بوجوم وهو يتابع المُناقشات التي يجريهاوالدة مع عمه ليتفقوا علي طلاق ليلة منه
والأخري تجلس في مقعد بعيد نسبيا مُنشغلة بهاتفها
ليقف بحدة قائلا..
-انا هاخد مراتي اقولها كلمتين قبل مايجي المأذون

ثم اتجه الي ليلة ليجذبها في احد الغرف الجانبية بمنزل عمه..وعكس المُعتاد منها جذبت يدها بحدة هاتفة...
-ملكش حق تلمس ايدي ولا تلمسني اصلا
مش هسمحلك بأي تصرف همجي

اغلق الباب بعنف لينظر لها بحدة ...
-ليلة انتي واعية للي بيحصل دا..ليلة احنا هنتطلق بجد
مش لعبة ولا حوار وخلاص..انتي مُدركة لدا

عقدت ذراعيها بصمود لتقول بإيجاب..
-وانتا ساحبني وراك عشان تقولي اننا هنطلق كمان دقايق
طب ماانا عارفة ياوائل انه طلاق بجد..وانا الي طلباه لو فاكر

جز علي اسنانة بعنف ليقول..
-ليلة انتي مستوعبة كلامك...احنا لو اتطلقنا هتنتهي
وهتندمي بعدين اننا انفصلنا لسبب تافه زي دا

لاح الألم علي عينيها لتبتسم بإستفزاز قائلة...
-لو في حد هيندم يبقا انتا مش انا ياوائل
انا بعد كدا مش هبادر بالشعور..لا هغضب الأول ولا هندم الأول..زي ماحبيتك الأول..انسي انك تضمن وجودي وتذل فيا عشان عارف اني كنت بحبك وبجري وراك في كل حتة
خلاص احنا انتهينا ياوائل..روح دور علي واحدة تانية تتكلم عليها مع البنات عشان تبرر خيانتك ليا

كاد ان يتحدث بحدة لتقول بحدة اكبر..
-انتا خاين ياوائل..مبتملاش عينك واحدة
طماع وعايز كل حاجة ومغرور وواخد قلم في نفسك
انا هحب غيرك واتخطب واتجوز لراجل يحبني ويقدرني
راجل يتكلم عليا بإحترام مش يقول انه اتجوزني شفقة لأني بجري وراه

هتف وائل بغضب وهو يضرب الحائط جوارها..
-خاين دا لو انا متجوزك بمزاجي..لو انا حبيتك واختارتك
وبعدين ايه الي مزعلك في الي قولته
انتي فعلا جريتي ورايا وحاصرتيني وخليتي كل الي حواليا يجبرني علي حُبك وكنتي هتموتي عليا

ثم ضحك ساخرا..
-ليلة انتي قطعتي شرايينك لما عرفتي اني مصاحب واحدة قبل مااخطبك..وخطبتك بعدها
هقولهالك وهقولها لغيرك انتي الي جريتي ورايا ودبستيني
ولما بدأت اتصالح مع الموضوع بدأتي تمارسي هويتك في التسلط علي الناس...انا مش هندم علي طلاقنا ياليلة
انا شايل همك في محاولة انتحار جديدة3

خرج من الغرفة وصفع الباب خلفه بعنف
لتسقط علي الفراش بألم
رغم تكون الدموع بعيناها واحمرار وجهها بإذلال
ولكن همست بإختناق ونبرة جافة...
-اقسم بالله ياوائل لتندم..اقسم بالله ماهشفق عليك ولا هتاخدني بيك رأفة هنساك ياوائل..وهكمل حياتي
هتكون قدامي زي الهوا..

راحت ذاكرتها لذاك اليوم الذي وقعت بحبة صريعة
وكبتت الحب بقلبها حتي فاض بها الشعور..كانت فتاة مرحة جائت لتوها مع عائلتها من احد البلاد العربية..التي ولدت ونشأت بها..وجائت الي مصر ليستقروا بناءا علي رغبة والدها في الإستقرار في وطنة

لتري إبن العم الوسيم وائل
الذي خطف قلبها في وقت قصير للغاية
لذا..قررت أن تحاصرة وتقترب منه خطوة خطوة
وساعدها بذالك حلاوة حديثة ورقته معها..وإبتسامتة الرائعة..ونُطقة لإسمها "لِيلة" لتقع أكثر وأكثر

كانت تراقبة علي وسائل التواصل..وبالنادي
وفي التجمعات العائلية..حتي بات شعورها مكشوف للجميع..لم يكن صعبًا عليهم معرفة عشقها له
كل شيئ بها يفضحها..نظراتها وملامحها ،وإرتجاف يديها

حتي هو التقط حُبها ولكن يالغرابة لم يصدر أي ردة فعل
وكأنه مُعتاد علي حب الإناث له
ومن هُنا بدأ الألم

إستفاقت علي طرقات والدها ويعقبة فتحه للباب..ليطل عليها بنظرة غاضبة مُشفقة علي حال قلبها..
-المأذون جه..يلا قومي اغسلي وشك وتعالي
الموضوع يتفض وادخلي اوضتك عيطي فيها

حركت رأسها بإيجاب ووقفت تمسح دموعها هامسة..
-حاضر يابابا..انا جاية وراك اهو

خرج والدها وأغلق الباب لتمسح وجهها وتحرك يدها سريعًا امام وجهها لتجلب الهواء وتتنفس بعمق
ثم رفعت يدها لتخلع تلك الحلقة الذهبية التي تخنق اصبعها ولتنظر لها ثوان..ثم تخرج بثبات تُحسد عليه

إستفاقت علي يد وضعت علي رأسها بحنان
رفعت رأسها ولازالت الدموع تشوش رؤيتها..لتجدها صديقتها حلا..التي تلقفتها بين احضانها سريعًا..تربت علي ظهرها..بينما الأخري اطلقت العنان لدموعها وشهقاتها حتي شعرت بإنفاسها تنتهي

لتهمس بصوتٍ باكِ...
-انا تعبت ياحلا..عايزة انسي كل دا
مش عايزة افكر فيه..عايزة انساه وانسي سنتين عدو من حياتي هدر..عايزة قلبي وعقلي يسكتوا ياحلا

دمعت صديقتها علي حالها لتهمس..
-اهدي ياليلة والنبي..احنا في الشغل والموظفين بدأو يبصوا علينا..استهدي بالله وقومي روحي وانا هستأذنلك من استاذ أيمن يلا

هزت رأسها بنفي وهي تمسح عيناها بقوة..ولازالت شهقاتها لم تهدأ او تنضب..
-لا..روحت لقيت أستاذ صالح وطلبت إستئذان رفض
واداني شُغل انجزه في يومين

زمت حلا ثغرها لتقول..
-يادي النيلة هو استاذ صالح موجود..طب يلا اغسلي وشك وحطي ميك اب يداري وشك الأحمر دا
وتعالي اساعدك في الشغل

صدح صوت قوي في المكتب جعلهن ينتفضن بفزع...
-أظن ان كل واحدة فيكم عندها شغل كتير
انما الإهمال واخد حقه معاكم يا آنسات

هتفت حلا بتوتر..
-مستر صالح أسفين والله بس ليلة تعبانة وانا كنت جنبها
وكنت بقولها تدخل تستأذنك تمشي وو..

هتف صالح بحدة..
-آخر الشهر بقبضكم مرتباتكم ومبستأذنش يااستاذة حلا
والانسة ليلة كويسة..بس هي واخدة خبطة مأثرة علي ادائها في الشغل..وانا شايف ياتتخطي وتنشغل في واجباتها او تقعد في بيتها وتكتئب براحتها
هنا شُغل بس...والي معترضة فيكم تتفضل تكتب إستقالتها وتسيب مكانها لحد يستاهله

ثم أتجه لخارج المكتب وصدح صوته من جديد وهو يُحادث أحد..لتهمس حلا ببغض..
-ربنا ياخدك ياشيخ..قومي يابنتي اغسلي وشك
لا نلاقي الرفد جايلنا لحد عندنا

وقفت ليلة بشرود واتجهت لتغسل وجهها من أثر البكاء
وهي جديًا تفكر في تقديم استقالتها وتقديمها للسيد صالح
ولكن أجلت تلك المواجهة للغد...فهي في غِني عن اسلوب رئيسها الفظ

بينما كان صالح يتحدث مع احدهم في الهاتف قائلا..
-متقلقش..انا شديت عليها دلوقتي عشان متكررش الكلام دا تاني..وانهاردة هتطول في المكتب عشان كلفتها بشغل
كتير...متقلقش والله رغم اني مش فاضي للكلام دا

همهم بكلمات بسيطة ثم أغلق الهاتف..ووزع نظرة للشاشة أمامة والتي تعكس صور موظفية عن طريق كاميرا مراقبة لهم..كي لا يتقاعص أحدهم عن العمل
لتظهر ليلة وهي تجلس علي مكتبها وتبدأ بإنجاز عملها بصمت

ليهمس صالح ساخرًا..
-قد ايه الحب مُثير للسخرية
x x x x x x x x x x x x x x x x x xx ***
في الصباح الباكر في حدود الساعة الخامسة صباحًا
موعد العمل الأساسي لعُبيدة...يؤدي صلاة الفجر ومن ثم يتجه الي عمله ...كما اعتاد كل صباح
ولكن كان هذا الصباح مُختلف كُليًا..سمع خطوات ركض علي السلم المؤدي الي سطح البناية1

وتلقائيا أمسك خشبة غليظة واسرع وراء ذاك الطيف
وعقله يخبره ان ذاك الطيف ماهو إلا مُتلصص او سارق
فما الذي سيجعلة يركض علي السُلم متجهًا الي سطح البناية الساعة الرابعة فجرًا!

ولكن توقف فجأة وهو يري ظهر تلك الأنثي التي يعلم هويتها..أنثي لا تنفك عن ارتداء الملابس الغريبة
وفي غمرة قلقة لم يُرهف السمع في صوت رنات خُلخالها

هيأتها وهي تقف خلف السور وتعطيه ظهرها وخصلاتها تطيح هنا وهناك بعشوائية تليق بها..واختفاء خطوط الليل وسط بياض النهار يحيط بهما ...والطيور تُحلق في سرب متناغم في السماء

لوحة فاتنة عبرت عن اندماج الطبيعة مع الغزال الشارد
ولكن شعر بالغرابة الشديدة بوقوفه يراقبها بتلك الطريقة
ليختار الإنسحاب قبل ان تراها
ولكن امنيتة كانت شبه مستحيلة حين سمع صوتها المبحوح وهي تقول...
-مين !

التفت اليها ليطمئنها حين سمع تساؤلها المذعور
ليقول بهدوء...
-انا عُبيده ياانسة شروق

همست في نفسها بغيظ
-رجعنا لإسم شروق تاني

ولكن همهمت هامسة..
-اممم صباح الخير ياسي عبوده

لا يعلم لِما اتجه اليها ووقف جوارها مُتمتما..
-صباح النور..طالعة علي السطح بدري كدا ليه
انا افتكرت حرامي الي طالع..وطلعت اشوف

ضحكت وهي ترمي خصلاتها خلف ظهرها...
-طب ماانا بطلع كل يوم..اشمعنا حسيت إن في حرامي انهاردة مخصوص !

عقد حاجبيه بدهشة..
-بتطلعي كل يوم..ازاي محسيتش

هزت كتفيها كإشارة لعدم المعرفة..ولكنها لم تكن كذالك بالنسبة إليه..ليشيح بعيناه عنها مُتمتما...
-وبتطلعي كل يوم ليه

نظرت للسماء هامسة بإبتسامة رقيقة..
-ابدًا..بحب ريحة الصبح اوي..بحسه لسه نضيف
لسه الناس متزاحمتش وخلصوا الهوا

انطلقت بسمتها إليه وهو يري منطقيتها في الحديث لأول مرة..ليقول..
-وهو الهوا بيخلص!

نظرت اليه ورفعت حاجبها الأيسر مع إبتسامتها لتقول..
-اه طبعا بيخلص ..ولما بيخلص الناس بتطلع الهوا بتاعها
مش واحنا صغيرين كنا بناخد في المدرسة
انا احنا بنسحب الهوا..وبنطلعه تاني

همهم بإيجاب مُبتسما بإتساع لأول مره..ويخصها بها..
-بس دا العكس..احنا بناخد هوا مُلوث وبنطلع هوا نضيف
وبكدا احنا بننقي الهوا مش بنخلصه

ذمت شفتيها بتفكير مُتمتمة..
-بجد ..دا انا فاتني كتير اوي بقا

ضحك عُبيده بخفوت وتأملها للحظات وهي تذم شفتيها كالأطفال..وتُفكر في كلماتة ليقول..
-انتي درستي ايه ياغزال

كلماته خرجت بتلقائية ودُهشت غزال من نُطقه لإسمها مُجردا من كلمة "انسة"..ومع ذالك قالت ببساطة...
-اخدت ثانوية عامة وبس

كرر خلفها بدهشة..
-ثانوية عامة..ومكملتيش كُلية ليه
كان مجموعك قليل !

أمسكت خُصلة لفتها علي إصبعها كعادة قديمة لها لتقول..
-لا كنت ادبي وجبت ٨٠٪ تقريبًا..بابا كان بيجبلي المُدرسين
ومذاكرة ومُراجعات وحجات انا مليش فيها
بعرف انجح بس ميهمنيش موضوع التعليم كله

دُهش أكثر من كلماتها وعقد حاجبية قائلا..
-طب ازاي..دا انتي باين كنتِ شاطرة
ايه يخليكي متدخليش كُلية وتتخرجي وتشتغلي بشهادتك زي باقي البنات مابتعمل وبتقول

هزت كتفيها ضاحكة برقة..
-وانا مالي بالبنات..انا مليش في المذاكرة ومليش في الشغل والتعب والكلام دا..علي رأي بابا انا اتخلقت ارتاح واتستت بس

زاد إتساع عيناه من تلك الكلمات الغريبة التي تصدر من فتاة ببساطة..وخاصة في القرن الواحد والعشرين !
لتُكمل غزال بمنطقية وهي تُلوح بيدها...
-يعني ليه اتعلم حجات في الجامعة انا مش هستخدمها
عشان انا مش هشتغل أصلاً..وليه اتعب واحاول اثبت نفسي في حاجة مش فهماني..انا شايفة نفسي في بيتي
مش في كُليات ولا شُغل..

-طب والمسؤلية والتجارب الحياتية..مش عايزه تجربيها

هزت رأسها بنفي..
-انا هتجوز واحد يشيل المسؤلية هو ويعيش التجارب الحياتية وكل الكلام دا2

ضحك عُبيدة ليقول..
-وانتي هيكون دورك في الحياة

حركت كتفها بدلال هاتفه...
-هتدلع وادلعة..ياخد واحدة متعلمة وشايلة مسؤلية وبتشتغل ويشيلوا الهم والحياة تبقا جد
ولا ياخد واحدة فاضية تدلع وتدلعة براحتها من غير فزلكه ياسي عبودة1

هنا اطلق عُبيدة ضحكات عالية وهو يضرب كف بأخر قائلا..
-مبدأك غريب بس حلو..وإسمي عُبيدة مش عبودة والله

كادت تفلت من فمها جُملة" انتا الي حلو"
ولكن كبتتها ولم تقُل شيئ ولكن عيناها عكست تلك النظرة التي تُشتته..وبالفعل ماهي سوا لحظات حتي انقشعت ضحكته وحل الهدوء عليه ليقول وهو ينظر لساعته..
-الوقت خدنا واتأخرت علي شغلي
اممم يلا سلام عليكم

ومن ثم انطلق كعادته هاربا من نظراتها المُغوية
بينما اتسعت بسمتها وهي تتمطئ بدلال كسول..
-عليكم السلام ياسي عبوده

لتهبط هي الأخري الي شقتها وهي تسير ببطئ كي لا يستيقظ كامل او ريشة..وبنفس الخفة اتجهت الي غرفتها وارتمت علي الفراش تحتضن الوسادة بقوة وهي تعض علي شفتيها بحماس وعقلها يسترجع مُحادثتهم القصيرة بالنسبة اليها

وانقضي اليوم بملل وإعتيادية كما المُعتاد...ولكن حينما اشارت الساعة الرابعة عصرًا
صدح صراخ غزال المُتألم حينما التوت قدمها جعلت ريشة تهرع بفزع وتأخذها الي المشفي في منطقتهم بعدما اخبرتها غزال بذالك
لتقول ريشة بقلق..
-استني اتصل بالحج كامل يجي ياخدنا نروح المستشفي

لتهتف غزال بألم وعينان دامعة..
-لا مش هقدر استناه..قومي سنديني نروح احنا
يلا ياريشة بسرعة

وكما طلبت غزال سندتها ريشة بصعوبة..لتوقف سيارة تُقلهم الي المشفي الذي يبعُد منزلهم بشارعين لعجز غزال عن السير وصراخها المُتألم

وحينما دلفوا الي الإستقبال همست ريشة..
-استاذ عُبيده شغال هنا..اقعدي اسأل عليه
عشان يشوف هيودينا لمين بالظبط

جلست غزال ولازال كاحلها يؤلمها بشدة..حتي اغمضت عيناها بقوة وعضت علي ثغرها من شدة الألم
حتي سمعت صوت ريشة تقول..
-عرفت هو فين..تعالي نلحقه بيقولوا هيمشي دلوقتي

اتجهت معها غزال ولازالت الدموع تلتمع بعيناها ومع كل خطوة تخطوها كاحلها يؤلمها أكثر وأكثر
حتي وصلوا الي غرفة جانبية وفتاة جالسة علي مكتب صغير ..وبالزاوية يوجد فراش صغير
لتنظر لهم الفتاة وتقف قائلة..
-خير مالها

تحدثت ريشة بإيجاز..
-لوت رجليها..امال فين استاذ عُبيده
عشان يردهالها ولا بقولنا نروح لمين

هتفت الفتاة...
-لا استاذ عُبيده مش هيعرف عشان عنده مشوار دلوقتي
وو..

قاطعها دخول عُبيده وهو بنظر لريشة وغزال بدهشة..
-في اية ياريشة مالها

انشرحت ملامح ريشة بإرتياح لتقول..
-وهي ماشية لوت رجليها ومش قادرة تمشي
انا دوخت عليك في المستشفي

همهم عُبيده قائلا..
-طب يلا بسرعة..ريناد معلش روحي كلمي رئيس القسم قوليلة أننا هنتأخر عشر دقايق بس

انسحبت ريناد بإيجاب..بينما صدح هاتف غزال برقم كامل لتقول بقلق...
-الحج كامل بيتصل ..اكيد قلق
هطلع ارد انا عليه عشان ميقلقش

اتجه عُبيده الي غزال وانحني الي كاحلها يحركه لتطلق صرخة مُتألمة..ليتمتم بأسف وقد فهم اين الألم
ولازلت تتأوه بألم كلما لمس كاحلها

مسدت علي قدمها بألم وهي لا تدرك معاناة المسكين الذي يحاول رد قدمها في أسرع وقت..وجبينة يفرز العرق بكثرة
لتقول بمسكنة وصوت متألم...
-يووة جتني اية..انا آسفة ياسي عبودة
عطلتك عن مشوارك..لكن رجلي أااه

حاول الآخر عدم التركيز علي قدمها البيضاء اللامعة
أو خلخالها الذهبي الذي يرن بلا توقف..ليجلي صوتة قائلا بهدوء..
-عُبيدة ياأنسة شروق مش عبودة
وبعدين مفيش عطلة دا شغلي

تنهدت وهي تنظر له بنظرات تربكة..لما تلك الأنثي جريئة لتلك الدرجة..لِما تحدقة بنظرات يود لو يصفعها بقوة لو تختفي من عيناها ويختفي تأثرة بها..لترطب شفتيها الحمراء قائلة بخفوت...
-امم أصلي سمعت الي اسمها عماد دي
بتقول انك خارج معاها..كنت هاخد بعضي وامشي وأخلي ريشة تربطهالي وخلاص..لكن انتا ياسي عبو..قصدي عبيدة
الي أصريت..ولا اقولك يادكتور

لف الشاش علي قدمها وهو يدعو الله ان تظل اعصابة ثابتة ولا يتأثر بتلك المغوية ونبرتها الناعمة تلك..ليقول بجمود بعدما أنهي عملة..
- زي ماقولتلك ياأنسة دا شغلي..وبعدين انا مش دكتور
هتجيبي المرهم دا من الصيدلية تدهنيه بعد كدا تدفي رجلك..ألف سلامة

همهمت بإحباط واضح وهي تنزل قدمها ارضًا..
-مش كنت نسيت انسة شروق دا
ماانتا الصبح قولتلي غزال

اشاح بوجهه عنها يكبت إبتسامه صغيرة علي هيأتها
ليقول وهو يُلملم الأدوات...
-هو دا اسمك ولا انا جايبة من عندك

اجابتة بخفوت ناعم وهي تحاول الوقوف..
-لو جاي من عندك يبقا علي قلبي زي العسل

رغم إلتقاطة لجملتها ولكن هتف..
-بتقولي ايه

إبتسمت إبتسامة غاضبة وهي تضبط وشاحها..
-بقول سلامتك..شكرا يا سي عبو..

قطعت كلماتها لتقول..
-ياعُبيده

ثم هتفت بإسم ريشة لتدخل الأخري سريعًا تُساعدها علي السير بينما عُبيده يقف بمحله يتابع خروجها بشرود
لتقطعه ريناد هاتفة..
-عبيدة يلا عشان اتأخرنا اوي كدا

همهم بإيجاب وهي يتجه للخارج معها وكبت ضحكة خائنة حينما تذكر ذاك الإسم الذي اطلقته غزال علي ريناد
وبدلت معالم الإسم ليكون "عماد"
x x x x x x x x x x x x xx ..........................
ساعدتها ريشة في الجلوس علي الفراش..ثم جذبت وسادة كبيرة لتضعها تحت ساقها المُصابة بحذر..لتطلق غزال تأوه متألم وهي تعض علي شفتيها..لتقول ريشة بقلق..
-علي مهلك ياست غزال..ثواني هروح اعملك حاجة سخنة بسرعة

هزت غزال رأسها بنفي لتقول..
-لا متعمليش حاجة..هاتيلي موبيلي من برة
وتعالي ضلمي الأوضة عشان هنام

اطاعتها ريشة حينما ذهبت سريعًا لتجلب الهاتف
ومن ثم أغلقت النور المُنبعث من الشرفة
وكذالك المصباح..لتسمع صوت غزال المُرهق...
-اقفلي الباب ياريشة

أغلقت الباب واتجهت الي غرفتها هي الأخري لتجلس بها بصمت..تنهدت بملل وهي تطلع حولها..حتي استقرت عيناها علي التقويم المُعلق بالحائط..لتشهق بدهشة وهي تعد علي أصابعها كم مضي علي اليوم المنشود
والذي لم تتذكره لكثرة الأحداث الماضية

ابتهج قلبها وقفزت تقف أمام المرآه تطلع بهيئتها
همهمت برضا حينما لم تجد بثور جديدة تُعاند رغبتها
او هالات سوداء تُقلل من جمال وجهها
ولكن توقفت اناملها عن استكشاف وجهها وعبست بتمني
تمنت أن تكون جميلة بالقدر الذي يجعلها تثق بهيأتها امامة دون خوف

لوهلة حل الحسد علي عقلها حينما تمنت جمال غزال
تمنت لو رُزقت بالقليل منه..ثوان حتي انتفضت تستغفر ربها وتُذكر نفسها ان تلك الأشياء بيد الله..وان نقمت سيزول مانقمت عليه

تنهدت بحالمية وهي تسترجع هيأته بعقلها
ابتسامتة الهادئة..واخلاقة التي تزيد حُسنة بعيناها
عزة نفسه التي تطغي علي اي شيئ..ملامحة الوسيمة ايضا تُشكل سببا في زيادة ضربات قلبها

ابتسمت خجلة من تفكيرها
وهي تتنهد بقوة قبل أن تتجه الي غرفة غزال تطرقها برفق ليصلها صوت غزال تأذن بالدخول
لتدلف ريشة بإرتباك قائلة...
-اممم جيت اقولك اني هنزل اشتري كام حاجة من تحت البيت..وو..اشوف لو عايزة حاجة

همهمت غزال باسمة ..
-خلي البواب يجبلك الي انتي عايزاه بدل ماتنزلي

توهج وجهها بإحمرار لتقول وهي تشيح بعيناها...
-لا ملوش لزوم انا هروح اجيبهم..وبعدين دا في المكتبة الي جنب البيت

همهمت غزال بتفهم لتعطيها إبتسامة عابثة..
-لا لو المكتبة روحي انتي..المهم تكلمي بابا تقوليله
عشان ميقلقش عليكي ولا حاجة..اصلك بتطولي في المكتبة

تلجلجت الأخري وهي تُتمتم بكلمات خافتة قبل ان تخرج من الغرفة وتغلق الباب خلفها
بينما غزال تنهدت وهي تضع رأسها علي الوسادة من جديد
ويدها تعبث بهاتفها وهي تتنقل بين صورة علي موقع التواصل الإجتماعي...ظلت تحدق في صورة تلو الأخري وقلبها ينتفض بلهفة وهي تتفحص ملامحة الرجولية

عُبيده لم يكن الرجل المثالي الذي يُمثل آلهة الإغريق
لم يكن وسيما بالقدر الذي يجعل فتاة بحسنها وجمالها تتمني وصاله...علي العكس..كان شاب قد آخذ من الحسن مايكفيه..ولكن عيناها تراه أجمل الرجال..وخاصة بطابع حُسنة الذي يزين ذقنه ..تجعلها تشعر وكأن طابع حُسنه حفرة وكلما نظرت اليه وقعت في تلك الحفرة صريعة

توهجت عيناها وهي تري له صورة يبتسم بها بصدق
إبتسامة وصلت لعيناه وجعلتها هي الأخري تبتسم بإتساع
وبتردد شديد اتجهت الي أعلي صفحته وضغطت علي الصندوق الأزرق..!

بينما ريشة كانت انهت ارتداء ملابسها..ومشطت شعرها
وطالعت وجهها لثوان..قبل ان تقرص وجنتيها بقوة ليترك الإحمرار أثر واضح..تأوهت بألم ولكن حينما انبثقت الدماء في وجنتيها ابتسمت بإتساع..لتتجه للخارج وقلبها يتراقص فرحا لرؤية الحبيب

وماهي إلا دقائق ووقفت أمام احد المكتبات الكبيرة
ودلفت وهي تبتسم بإتساع..وزادت ضربات قلبها وهي تراه
تري ضياء يقف علي الخزينة وهو نسرين إبنة عمه وتعمل معهم ويبتسم بهدوء

تلقائيا ارتفعت يدها لتضغط علي قلبها محاولة الصمود
واقتربت بخطوات ثقيلة إليه والقت سلام مُرتجف وفي الوقت ذاته كان مُلتهف...
-السلام عليكم

نظر لها ضياء والفتاة ليبتسم ضياء بإتساع قائلا...
-عليكم السلام..ازيك ياريشة

اضطربت وخجلت لتقول باسمة..
-انا الحمدلله..انتا عامل ايه ياأستاذ ضياء

اعطاها إبتسامة رقيقة ليقول..
-انا بخير الحمدلله

قُطعت حبال نظراتهم حينما نطقت الفتاة الواقفة جواره قائلة بإبتسامة...
-مشوفتكيش في الخطوبة ليه ياريشة
انا فاكرة اني عمي قال للحج كمال وعزمكم

عقد ريشة حاجبها بعدم فهم لتقول..
-خطوبة ايه ياابلة نسرين !

حل الوجوم علي وجه ضياء بينما هتفت نسرين بنبره ذات مغزي...خطوبتي انا واستاذ ضياء ياحبيبتي..كانت اول امبارح،واستغربت انك مجتبش رغم انك بتعزي أستاذ ضياء

شحبت ريشة وحلت الصدمة علي وجهها ونظرت لضياء
لتجده يضغط علي أصابعه بقوة ويشيح عيناه عنها
همست بنبره مجروحة رغمًا عنها...
-خطوبتكم !

همهمت نسرين بإيجاب ثم ابتسمت ببشاشة قائلة..
-عقبالك ياريشة..رغم انك لسه صغيرة
بس إن شاء الله تلاقي إبن الحلال الي يسعدك

حركت ريشة رأسها بإيجاب والدوار يداهمها ولكن تماسكت وهتفت دون إبتسام...
-الف مبروك ياابلة نسرين..ربنا يسعدكم

ثم تركتهم سريعًا وخرجت من المكتبة بخطوات مُتعثره ووجه محتقن بالدماء..بينما ضياء يُطالع أثرها بحزن وأسف علي تلك الصغيرة التي امتلكت شعوره في الخفاء...ولكن هكذا أفضل..لها وله1

ولكن كان حال ريشة مختلف..كانت خطواتها في الشارع شبه راكضة..والدموع تهبط بلا توقف
وشعور الصدمة يختلط بالألم والخذلان
كانت تحبه!
وظنت أنه يحبها من نظراته الحنونة..شعرت بعاطفته في لهفته رؤيتها حينما تغيب عن زيارة المكتبة في وجودة
لقد صور لها عقلها انه يحبها هو الأخر
ولكن لم يحبها

عند تلك النقطة غص حلقها بألم وشعرت بألم يضرب قلبها
من قال أن الم الحب ليس حسي !
اطلقت العنان لساقها تسير بلا هدي..ولازالت دموعها لا تنضب ولازات شهقاتها مكتومة...يداها ترتعش بلا توقف

نظرت بعيناها المشوشة بفعل الدموع الي برج الحمام المشهور في منطقة جوار منطقتهم..لتصعد السُلم لتصل للعِلِية سريعًا

حتي وقفت في الأعلي وأنفاسها منتهية..ودموعها تزداد
وكلمات نسرين تُقطع قلبها بلا رحمة او شفقة
ضياء اختار أخري ليتزوحها !
هل كانت تتوهم ذاك الشعور المشترك بينهما!

هل يأسها من الحياة جعلها تتوهم الحب!
وإتصالاته التي كان يجريها لها خلسة أثناء فترة خدمتة العسكرية...رغم انه لم يقل شيئ صريح
إلا ان تلميحاتة لم تكن كاذبة

امسكت هاتفها الصغير وضربت علي الأزرار بغضب وألم
كتبت رسالة وبعثتها له..وكان فحواها كلمة يتيمة
ولكنها عبرت عن كل مايختلج في خاطرها
"ليه"...كلمة صغيرة للغاية وخلفها الكثير
جلست أرضا أعلي برج الحمام..وتركت العنان لشهقاتها أخيرًا..وهي تقبض علي هاتفها بقوة

ومع كل شهقة عالية كانت الطيور تفر من حولها
ابتعد الحَمام عنها وهو يترك لها المساحة لتعبر عن الألم
رن هاتفها برنين تعرفه..برقم تحفظه عن ظهر قلب
زادت قبضتها علي هاتفها وهي تخفي وجهها بيدها

لا تدري هل تترك هاتفها وتقبض علي قلبها الذي انتفض كالطير الجريح!
قلب لم يجد من يربت عليه..والتهي في شعور يُنسية اليُتم والضغوطات التي تصبها سيدتها عليها
أين المفر من كل تلك الآلام..اين

سكت الرنين أخيرًا..ليهمس صوت جوارها..
-اظن كان لازم تردي وتواجهي الي وصلك للحالة دي

انتفضت بفزع لتجد شاب جالس جوارها ارضًا يطالعها بنظرة صامته ومتعاطفة لتهتف بحدة...
-انتا ازاي تقعد كدا

تمعن الشاب بوجهها لثوان قبل أن يقول..
-هو انا كل مرة هشوفك هتكوني معيطة ياريشة

انتفضت واقفة وقد تبينت ملامح الشاب لها لتهتف..
-ايه قلة الأدب دي انا بقولك ايه الي مقعدك تقولي..

قاطعها بحدة جعلتها تنتفض بفزع...
-لمي لسانك واقعدي زي ماكنتي قاعدة يابت انتي
ولو سمعت كلمة يومك مش معدي

فزعت ريشة من نبرته القوية وتذكرت حين رأته في قسم الشرطة حينما هتف الضابط له" هستناك ياشريف بيه"
ابتعدت بعض الخطوات وجلست بعيد عنه بشكل نسبي

انمحت ملامحة الحادة وضحك بخفوت قائلا..
-كدا انتي بعدتي يعني..ماشي ياريشة

مسحت دموعها بتشتت لتهمس بصوت مُرتعش..
-انا عايزة امشي

أشعل شريف سيجارة ودخنها ببطئ ليقول وعيناه مُسلطة علي الحمام الذي يحوم حولهم بتناغم...
-كنتي بتعيطي ليه ...مين ضايقك المرادي

زمت شفتيها وعقلها يصور لها أبشع المشاهد إن ردت عليه بوقاحة..من الممكن أن يُلفق لها احدي التُهم ويسجنها
أو يستخدم قوته البدنية...وظهرت أفكارها علي وجهها بوضوح..ليبتسم شَريف بصمت..ليقول..
-مين ضياء الي كان بيرن
اتسعت عيناها وهي تري الهاتف بيده..لتضغط علي أسنانها بحدة لتقول بغضب مكتوم...
-هو تحقيق ياباشا..هو انا عملت حاجة

لم يجيب علي كلماتها ليقول..
-وكنتي بتعيطي بإنهيار كدا ليه..اممم إلا إذا...

وترك جملتة مُعلقة في الهواء لتدافع الظنون في عقلها لتقول بإندفاع...
-إلا إذا ايه...لو سمحت ياباشا عايزة تليفوني

نظر لها شَريف ببساطة هاتفا..
-انتي بتقوليلي باشا ليه !

هتفت بنفس التساؤل..
-إلا إذا ليه

هز كتفيه العريضين قائلا...
-إلا اذا انك متخانقة مع حبيبك ومزعلك
فا بتعيطي بسببه

زمت شفتيها واستحضرت عيناها الدموع من جديد
واشاحت وجهها عنه بألم..وقد تقلصت ملامحها من جديد
ليهمهم بخفوت قائلا...
-زعقلك !

هزت رأسها نافية لتتناثر دموعها وخصلاتها هامسة...
-خطب

تنهد شَريف بصمت وهو يلقي السيجارة ويمسح علي رأسه وينظر لها دون حديث..ليقول بعد صمت..
-بيرن عشان يبررلك

حركت كتفيها بعدم معرفة ولازالت تبكي بصمت
ليقول بتحذير..
-اكتر حاجة بكرهها في حياتي حد يكون عنده لسان وبينطق ويكتفي بالردود دي

رفعت رأسها بدهشة ولازالت دموعها تهبط
هل هو مجنون ! هي تبكي بإنهيار وهو يحذرها
ولكن صمتت ولم تُجيبه..وانتظرت ان يعطيها هاتفها

ولكن رأته يخرج أحد السيجار غريبة الشكل ويُمزقها بشرود وبطئ..عقدت حاجبيها ولم تمنع نفسها من التساؤل..
-وطالما بتبوظها بتشتريها وبتضيع فلوسك ليه

رفع رأسه لها وهتف بجمود..
-انتي عارفة ايه ببوظها دي ايه !

اجابت بتلقائية ونظرة مُستخفة بتساؤله..
-سيجارة..هتكون ايه يعني

تأمل وجهها الأحمر اثر البُكاء..وعيناها المُنتفخة..ليقول وهو يلقي السيجارة المُفتتة جانبا...
-سيجارة حشيش

شهقت بصدمة ونظرت لهيأتة وعقلها يُفكر
كيف لهذا الشاب الذي يبدو عليه الإحترام والعلم يشرب تلك الممنوعات..ليتقلص وجهها بإشمئزاز هامسة..
-وبشتري ليه البلا الأزرق دا من اساسه

سمع همستها ليقول ببرود..
- رغم إنه مش شغلك بشتريه ليه..لكن هقولك
عادي تجربة حاجة مجربتهاش قبل كدا

لم تنمحي ملامحها المُشمئزة لتقول...
-دا سبب دا..وبعدين هتبقا مدمن بعدين وهتندم
ماهو المنيل بندق كان بيشرب القرف دا
عشان كدا عقله مبقاش فيه

ضحك شَريف علي نبرتها المُشمئزة ليقول..
-لا متقلقيش انا مش مدمن..كل حكاية جربته مرة ومعجبنيش..فا قولت ملوش لازمة اجربة تاني
وإلا مكنتش بوظت السيجارة

همهمت ريشة لتقف قائلة...
-عايزة تليفوني لو سمحت

عبست ملامحه ليقول..
-انا قولتلك قومي !

لاح الخوف علي وجهها ليتنهد وهو يضرب علي ازرار هاتفها..ثم هتف وهو يقذفة لها...
-امسكي

التقطتة بصعوبة وكادت تفر من امامة لتسمع صوته يقول..
-ريشة..الي يكون سبب في انهيارك دا تاني
متتردديش تعملي فيه زي ماعملت في السيجارة كدا

إلتفتت له هاتفة بعدم فهم..
-ابوظه !

ضحك شَريف لثوان وهو يهز رأسة قائلا..
-لا لما تجربي حاجه ومتعجبكيش لازم تسيبيها...وخصوصا لو كانت لسبب..مثلا فراغ عاطفي..تمرد..عايزة تثبتي لنفسك حاجة
ودا بينطبق علي العلاقات والحب والزمالة....والحشيش

همهمت بإمتعاض هاتفة
-انتا بقا جربت الزفت دا بسبب الفراغ ولا التمرد ولا عايز تثبت لنفسك حاجة

تقلصت ملامحة بجمود وكأنه لم يكن يبتسم منذ ثوان..
-حاجة متخصكيش

وهبطت البرج سريعا بينما ظل هو بمكانة..وأخرج سيجارة "بريئة" ودخنها ولازالت عيناه شاخصة في السماء وقت الغروب..لينطق هامسا...
-حد في الدنيا يبقا اسمه ريشة !

x x x x x x x x x x x x x x x xx ***
خرج آخر موظف في المكتب ولازالت مُنكبة علي الأوراق التي ستسلمها اليوم لرئيسها..وللحق طوال الإسبوع الماضي لم ترفع عيناها عن الأوراق والتهت بهم
رغم الدموع التي كانت تطرف عيناها كلما أستحضرت كلمات وائل..إلا ان العمل المتراكم يعيدها الي تركيزها

سبع أيام كاملة لم تنفك عن العمل بشكل مستمر ومُضاعف
تعمل عمل اكثر من ثلاث موظفين..ولازال صالح يكلفها بالمزيد والمزيد...وحينما تخبرة ان هذا كثير
يصيح بصوتة الحاد
"علي مكتبك ياباشمهندسة وبلاش دلع"

صدح صوت هاتفها..لتمسكة وتجيب بخفوت...
-ايوه ياحلا

-ايه ياليلة عاملة ايه دلوقتي
طمنيني عنك

تنهدت ليلة وهي تلقي القلم بضجر..
-زهقت من الشغل الي مش راضي يخلص دا
المكتب بتاعي والي جنبي فضيو وانا لسه قاعدة بشتغل

شهقت حلا بدهشة...
-انتي لسه في المكتب..دا معاد الشغل عدي عليه تلات ساعات ياليلة كل دا استاذ صالح مذنبك

"مذنبك" كلمة جعلت ليلة تنتفض هاتفى بحدة..
-اقفلي دلوقتي ياحلا عشان دا مكلفني بشغل يقعدني في الشركة للصبح

وصلها إتصال من مكتبة لترفع السماعة وتسمع صوته الحاد يقول أمرًا...
-خلصي تصميم الڤيلا وهاتية..وركزي في شغلك ياباشمهندسة مش عايز تقصير

اغلقت ليلة الهاتف وألقته علي المكتب بعنف واتجهت الي مكتب مُديرها المُباشر وهي علي حافة الغضب
لم تطرق الباب بل دلفت بعنف وصاحت...
-ممكن افهم سبب الي بتعمله دا...اسبوع كامل وشي محطوط في شغلي وشغل غيري وكأني عبدة هنا

رفع صالح وجهه إليها وهتف...
-اطلعي برة روحي شوفي شغلك

ازداد غضبها اضعاف وتوهج وجهها بحمرة الغضب لتقول بين أسنانها...
-أنا..مُستقيلة..مش هكمل شغل معاك

والتفتت لتخرج ليقول بنفس هدوئه..
-العقد الي انتي موقعاه مع الفرع الي في السعودية بيقول ان مدة العقد بتاعك تلات سنين كاملة بدون إنقطاع إلا للأجازات المسموح بيها وأجازات الرأفة..وفي حالة وفاتك بس يبقا عقدك منتهي..وللاسف مفيش شرط جزائي تدفعية وتمشي لأن عقدك بيقول ياالشغل ياالحبس
إلا لو انا الي فصلتك

كان يتحدث وهي في حالة صدمة كبيرة..لتتجمع الهموم علي قلبها وكذالك الدموع.. التفتت له لتقول بإختناق..
-انتوا بتعملوا معايا كدا ليه !

لم يتأثر صالح لنبرتها الباكية ليجيب..
-عشان مصلحتك..متخليش تجربة فاشلة تأثر علي قراراتك وشغلك ياأنسة

زاد إختناقها عندما تأكدت ان خبر طلاقها أُشيع في عملها ووصل الي رئيسها الا مُبالي لتقول بحدة رغم الدموع..
-مش من حقك تحكم علي حياتي بالفشل او النجاح
مش من حقك تعمل فيا كدا

جملتها الأخيرة كانت مُتهدجة يائسة..جعلته ينظر لها بتدقيق ليجد التشتت في عيناها..وكأنها تُخاطب شخصًا أخر...ليقف من مقعدة ويقترب قائلا...
-عملت فيكي ايه !

قالت وهي تبكي وترتجف وتنظر ليدها موضع الخاتم..
-ت..تعمل الي عملته..تخوني وتفضل تجرح فيا
وتقول أني مرمية عليك..مش من حقك تكون غلطان وتجرح بالكلام كمان

عندما تحدثت بإنهيار وهلوسة تأكد أنها ليست بخير
وان ضغوطها مع ضغطة عليها في العمل جعلها تصل الي مرحلة الإنهيار علي أتفه الأشياء

ليجاريها قائلا...
-بس دا نصيب..لازم تتخطي الي حصل
كأن مفيش حاجة حصلت من الأساس

كانت كلماته تصل لها من بعيد للغاية..ولكن همست بنبرة جعلته يتأثر علي حالتها المُتألمة..
-طب وقلبي

جملة جعلت يُصاب بالخرس المؤقت وهو يمسح علي وجهة بنفاذ صبر وتعاطف..ليقول بلين..
-اتفضلي روحي ياانسة ليلة..وتكوني موجودة بكره في ميعادك

رفعت وجهها الباكي وملامح الضياع ترتسم علي وجهها
لا تدري من أمامها..وائل..ام رئيسها صالح !
لتهمس بتشتت..
-انا...انا ماشية

ثم خرجت من المكتب بينما جذب مفاتيحة الخاصة وخرج خلفها قائلا...
-تعالي هوصلك

هزت رأسها بنفي وأمسكت هاتفها بأنامل مُرتعشة تتصل بأحد الأرقام..ليجيب الطرف الأخر لتقول بصوت مرتجف باكِ...
-كريم تعالي خدني من الشغل

بينما صالح ظل يطالعها لثوان وهو يُفكر
امثل ليلة تُخان..اي رجل يملك العقل ليخون تلك المرأة
وخاصة وهي تُكن تلك المشاعر له..اي أحمق هو
ولكن رجع الي مكتبة بصمت وهو يُطلق تنهيدة عالية
واصابعة تُمسد بين عيناه مطولاً عله يزيل تأثرة من بُكائها
وهمستها المؤلمة حينما قالت
"طب وقلبي"

لهج لسانة بدعاء لها ولقلبها سرًا
عل الدعاء يُنجيها

x x x x x x x x x x x x x x x x x ***


وسام اسامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-06-22, 12:36 AM   #9

وسام اسامة

? العضوٌ??? » 490011
?  التسِجيلٌ » Jul 2021
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » وسام اسامة is on a distinguished road
افتراضي الفصل التاسع

رواية "رُد قلبي"
الفصل التاسع" هل الضعف وسيلة!"
....................................
كتمت غزال أنفاسها بصعوبة وهي تري عُبيدة من شُرفتها كما إعتادت..راقبت وجهه المليح بطابع حُسنه..ذقنة الغير حليقة منذ يومان..وعيناه البُنية التي تخطف أنفاسها في كل مره تراه..اطلقت تنهيدة وهي تراه يقترب من البناية
وناشدته بقلبها المُلتاع..أنظر لي

وقد كان لها ما تمنته..رفع وجهه حيث شُرفتها ليراها
بكامل حُسنها تنظر إليه نظرتها المُعتادة..والتي تُشعره أنه الرجل الوحيد الذي خُلق..تعطية نظرة تجعله يشعر وكأنه معجزة سماوية

لذا لم يبخل عليها بإبتسامة صغيرة جعلتها تردها له علي الفور..لتظهر تلك الغمازة الوحيدة في خدها الأيسر
أمالت رأسها حينما اختفي عن ناظرها..لتضع يدها علي صدرها وتطلق زفير طويل قبل أن تدلف الي غرفتها

بينما عيون أخري تتابع هذا المشهد الصامت..ولكن بنظرات حارقة وغاضبة..لم تكن سوا عيون خالد..مُساعد الحاج كامل..لذا لم يتواني في إمساك هاتفة وضرب أحد الأرقام ليقول بصوته الخشن كما هيأتة الرجولية الخشنة..
-ايوة ياحج كامل

بينما غزال خرجت من غرفتها سريعا تستند علي الجدران خلفها من ألم ساقها..لتتجه الي الباب وتقترب من ناظر من"العين الساحرة" تنتظر رؤيته وهو يصعد لشقته
كتمت أنفاسها وهي تلمحه وصل الي طابقها..ولكن بدلاً من أن يُكمل صعوده..تزقف أمام الباب وطرقة

انتفضت وهي تدور حول نفسها بإرتباك..تحت نظرات ريشة التي تُرتب الزهور في المزهرية بملامح واجمة..
لتتجه غزال الي أحد المقاعد سريعا هامسة..
-افتحي الباب ياريشة

كادت ريشة تضرب كف بالآخر ولكن إتجهت لتفتح الباب بصمت ليقابلها وجه عُبيدة الذي إبتسم لها قائلا ...
-ازيك ياريشة..الحج كامل موجود

غمغمت ريشة بجمود..
-الحمدلله ياأستاذ عُبيدة..اتفضل ادخل وانا هنديلة

حمحم عُبيدة ودلف الي الشقة خلف ريشة
ليجد غزال جالسة علي أحد المقاعد وتتشاغل بإظافرها في حركة تمويهية...ضحك داخلة علي ماتفعلة
ولكن كتم ضحكته عندما هتف...
-السلام عليكم..ازيك يا أنسة غزال

رفعت وجهها له واعطته أجمل إبتساماتها هامسة بنبرتها الناعمة..
-عليكم السلام..انا كويسة الحمدلله
انتا عامل ايه..محدش بيشوفك

"محدش بيشوفك" جملة صريحة للعتب علية
هل كانت تنتظر منه أن يزورها ليطمئن علي ساقها !
أم كانت تنتظر أن يصعد السطح في أوقات وجودها به صباحًا..لا يدري ولكن لم يتأثر بعتابها ليعطيها إبتسامة مُجاملة قائلا...
-معلش بقا شغلي كتير اليومين دول
المهم انكم بخير

لم تقتنع بمُبرره ومقتت بسمتة المُجاملة التي رسمها علي وجهه..وشعرت بالغيظ منه فكلما شعرت انها اقتربت منه
إبتعد أكثر وأكثر..هل هذا الرجل مُحصن ضد جمالها ودلالها!

قطع شرودها خروج كامل إليهم حيثُ ألقي سلام جاف وجلس ليقول عُبيده..
-اخبار صحتك ياحج كامل
عُقدة حاجبي كامل زادت وهو يقول..
-انا كويس الحمدلله..خير ياعبيده
شعر عُبيده بمزاجه المُتعكر ليقول..
-زميلي في المستشفي حابب يأجر الشقة الي قدامي
عشان يتجوز فيها..فا كلمني اتوسط لحضرتك لو حابب تأجرله الشقة
همهم كامل بتفكير قائلا بجفاف..
-خليه يصور بطاقتة ويعدي عليا في المعرض
وانا هقعد معاه واشوفه
وقف عُبيده وقد فاض به الكيل من إسلوب كامل ليقول بإيجاز..
-تمام..بعد اذنكم سلام عليكم
هتفت غزال سريعا وهي تري ريشة تحمل المشروبات المُرطبة..
-طب استني اشرب حاجة
همهم عُبيده وهو يفتح الباب قائلا...
-ملوش داعي..سلام عليكم
وخرج وأغلق الباب خلفه..لتنظر غزال الي كامل بدهشة من اسلوبه في الحديث مع عُبيده..لتجد وجهه حاد مشدود وكأنه يُفكر بمُعضلة..لتقول بخفوت..
-بابا انتا كلمته كدا ليه..كان ناقص تطرد الراجل
نظر لها كامل بحده قائلا..
-ملكيش دعوه أكلم ازاي..الراجل دا ملكوش دعوه بيه تاني..وملمحكيش واقفة في البلكونه..ولا تخرجي لحد بمنظرك دا مفهوم
شهقت غزال بصدمه من حدته وحديثه الجديد علي مسامعها لتقول بغضب وقد إنتفضت هي الأخري..
-ودا ليه إن شاء الله..انتا شوفت منه ايه
الراجل محترم وذوق ومشوفناش منه حاجة
هتف كامل بحدة اكبر وهو يتأكد من شكوكة..
-ماشوفتش ولا عايز اشوف..كلمة وقولتها وتتسمع وتتنفذ ياغزال انتي وريشه مفهوم ولا لأ
نظر لريشة التي هزت رأسها وتحدثت بخفوت..
-مفهوم ياحج كامل
تلون وجهها بحمرة غاضبة وعقدت حاجبها بِعناد قائلة..
-انا بقا مش هقول مفهوم..الكلمة دي تتقال للخدامين مش ليا انا
صفعة قاسية هبطت علي وجنتها ليسود الهدوء الأجواء..فيما عدا شهقة ريشة متفاجئة من تلك الصفعة
وبدا كامل مُتفاجئ هو الآخر من نفسه..لترفع غزال وجهها لتظر وجنتها الحمراء أثر صفعتة لتقول بعيون دامعة تشع غضبًا وتمردًا..
-بتضربني !
اتجهت الي غرفتها سريعا تضغط علي قدمها المُصابة
وأغلقت الباب بعنف..بينما كامل لازال واقفًا بمحلة هو وريشة..ليجلس مرة أخري بملامح ضائعة وهو ينظر ليدة..التي لطالما ربتت علي غزال ولم تضربها أبدا
منذ موت ابوبها وهي إبنة الخمس أعوام وهو يُدللها فقط ويعطيها حنانه وحبه ووقته..والآن حينما ناهزته طولاً يضربها..شد علي كفه بندم وتألم لألم غزال
مالذي حدث لينقلب الأمر هكذا
مالذي قالته ليصفعها تلك الصفعة القاسية
ولِما دافعت عن عُبيده وتلقت صفعة لإجله...إذا كلام خالد صحيح...جز علي أسنانة بحنق وأغمض عينيه مُستغفرا
بينما ريشة تقف بمحلها مُتسمرة وكلمة غزال تضرب في عقلها"الكلمة دي تتقال للخدامين"
ألم ينهش قلبها من حقيقة كونها خادمة..ألم حارق
ومازادها ألمًا رؤية كامل جالس حزين من صفعة لحفيدتة المُدلله
لتقول ريشة بصوت أجوف..
-متزعلش ياحج كامل..شوية وتروق

هز كامل رأسه دون حديث وصمت
لتصمت هي الأخري..وتتجه الي غرفتها لتجلس علي فراشها وتبكي كما لم تبكِ من قبل..ولكن كاجميع بكائُها مكتوم بوسادتها كي لا يخرج لها صوت

ولم يقطع صوت أنينها سوا صوت الرسائل التي صدحت من هاتفها..ولم تكن رسالة واحدة بل رسالتين
أمسكت الهاتف لتجد رسالة من رقم غير مُسجل
"المرتين الي شوفتك فيهم كنتي بتعيطي..مش هستبعد تكوني دلوقتي بتعيطي..ماصدفك غريبة زيك ياريشة"

فتحت عيناها بصدمة لتقرأ الرسالة الثانية
"تكوني موجودة في بُرج الحمام بكرة...ياريشة"

لا تعلم لم أنقبض قلبها بعنف وهي تعلم هوية الراسل
ذاك الغريب..شَريف الصياد..بفتح الشين وليس كسرها

x x x x x x x x x x x x x x x xx ***
كانت تلك الفتاة الخجولة التي تعشق الشاب الذي يكبرها بأعوام..ذالك الفتي الذي تعشقة كل فتيات الحي
ناجي..حُب الطفولة والشباب..ومن صالحها أنه يحبها هو الآخر منذ الصِغر..تذكرت عندماx علمت أنه تقدم لخطبة إحداهن وتم تحديد الخطبة

ذهبت لمحل والدة بمنتهي الحزم وطلب منه الحديث..تتذكر نظرة التعجب التي إرتسمت علي وجهه ليقول بقلق وقد وقفوا جانبًا..
-ايه ياأمنية عمي حسين حصلة حاجة

هزت رأسها بنفي وترتقت الدموع بعيناها لتقول..
-صحيح ياناجي هتخطب بدر..وانتا عارف إني بحبك
هتتجوزها ياناجي

إرتبكت نظرة ناجي وزجرها بحدة...
-عيب ياأمنية الكلام دا..انتي لسه صغيرة كل الي عندك خمستاشر سنة..ايه الي تعرفية انتي عن الحب والكلام الفارغ دا

انتحبت وهي تنظر إلية بضعف..
-صغيرة ! ..

هتف بها بحدة وهو يضغط علي مرفقها..
-أه عيلة صغيرة..وهتلمي نفسك ومسمعش كلامك دا تاني أبدا..وتركزي في مذاكرتك..وإلا اقسم بيمين ربنا لاقول لعم حسين يعرفك شغلك..يلا يابت انجري علي البيت

تتذكر جيدا كم الألم الذي شعرت به بوقتها
كم بكت وتألمت من حديثة..ولكن حين تمت خطبته وزواجة علي بدر إبنة عمه..حينها أدركت أن لا ألم يوازي ماشعرت به حينما أخذته غيرها..أو ذهب هو لها
وفي الحالين يزيد الألم ويكثر البُكاء

تذكرت حينما ذهبت له للمرة الثانية قبل زواجه بليلة واحدة..ذهبت له في محل العِطارة قبل إغلاقة
وقفت أمامة باكية كاطفلة أُخذت حلواها وعُنفت..
-أهون عليك ياناجي..تتجوز وتسيبني

حينها إنتفض كالملسوع واقفا ليقول بغضب..
-تاني ياأمنية الكلام دا تاني...عايزاني أقول لابوكي
عشان يديكي علقة موت

إنفجرت باكية ووضعت يدها علي وجهها مُتمتمة..
-ماانتا قولتلة لما جيتلك قبل خطوبتك..وضربني وقتها
وهتقوله تاني عشان بلومك ويضربني تاني..انتا مبتحبنيش ياناجي

كانت كلماتها غير مُترابطة..ولا وصل بينهم ولكن تتذكر حينما رقت نبرته وهو يواسيها..
-انا مقولتلوش ياأمنية ابويا سمعك وقاله عشان خايف عليكي..انتي لسة صغيرة..عندك خمستاشر سنة
وانا عندي خمسة وعشرين يعني قد اخوكي الكبير..يصح تقولي لأخوكي الكبير كدا

انزلت يدها من علي وجهها ونظرت له نظرة جعلته يرتبك ويشيح عيناه عنها..لتهمس بإستسلام...
-عندك حق..مبروك ياأبيه ناجي
وتركته وغادرت تحت نظراته الحزينة والمُشتتة
إستفاقت علي همسته الخشنة وهو يقول..
-بتعيطي ليه ياأمنية..حصل ايه

نظرت له بتفاجؤ ومسحت دموعها التي سالت رغم شرودها لتبتسم بشحوب قائلة...
-افتكرت زمان

خلع قميصة وهو يعقد حاجبيه..
-زمان!

تأملته مليًا بصمت..لازال كما كان في الماضي
ولكن تحول الشاب الوسيم قوي البنية..الي رجل قوي البنية وقد خالط الشيب رأسه..ولكنه ناجي الذي لازال يملك التأثير علي قلبها
لتهمس بنبرة شاردة..
-لما جيتلك العطارة قبل جوازك من...بدر

نطقت اسم المرأه بصعوبة.غ..خوفا من أن تري تأثيره عليه
ولكنه غمغم بهدوء قائلا..
-وانتي ايه الي فكرك بالكلام دا..دا عدي عليه يجي سبعتاشر سنة

تحدثت بإختناق ولازالت الدموع بعيناها..
-لسه بتحبها ياناجي

سؤال كان بمثابة القُنبلة التي جعلت وجهه يشحب..تتحدث إن كان يُحب زوجتة السابقة التي كان يعشق النظرة منها..بدر حبيبة الروح !
إلتفتت إليها بحدة هاتفا...
-تاني ياأمنية

حركت رأسها بإيجاب ولازالت الغصة بحلقها لتقول بألم..
-طب بتحبني انا..انتا بطلت تقولي انك بتحبني

أدرك ناجي من حالتها أنها ليست بخير.. لازالت تُصارع الأوهام برأسها..لازالت تُقارن نفسها ببدر
جلس ناجي جوارها وجذب رأسها الي صدرة..لتنفجر في بُكاء حاد..وشهقاتها تعلو وهي تتمسك برقبته بقوة

ليربت ناجي علي ظهرها هامسا..
-اهدي ياأمنية..

ايه الي حصلك..انا بحبك حتي لو بطلت أقول..انتي مراتي وبنتي ،متخليش الزعل يوديكي لحتت هتوجعنا

رفعت رأسها له بيأس قائلة ببكاء..
-يعني لسه بتحبني ياناجي..انا حاسة انك مبقتش تحبني من ساعة موضوع الخِلفة..

قاطعها ناجي بحزم قائلا..
-قولتلك الموضوع دا مقفول..ومتحوليش تفتحية ياأمنية
ربنا يحميلنا إبننا رامي..ولا إيه !

فكت يدها منه بإستسلام وحركت رأسها بخنوع وضعف كما إعتادت الرد دائما..ونظرت أرضا ولازالت الدموع تهبط بغزارة

قطع صمتهم طرقات رامي الذي دلف بقلق وحدق بأمينة الباكية ليقترب منها هاتفا...
-مالك ياماما..انا كنت بحسب العياط دا صوت التلفزيون
ايه الي زعلك بس

قبل يدها لتبتسم له بمحبة رغم ما يعتمل بصدرها
وربتت علي وجهه تحت نظرات ناجي الشاردة
ليقول رامي مُتذكرا وهو ينظر لوالدة...
-صحيح يابابا موبيلك مبطلش رن برا

وقف ناجي وخرج ليجلب هاتفه..بينما رامي أمسك وجنة والدته هاتفا بمرح وقد أدرك ان سبب بكائُها ناجي..
-دا ايه القمر دا ..تعيطي حلوة تضحكي حلوة
نعمل في جمالك ايه يا مُنمن

ضحكت ومسحت عيناها هاتفة..
-وبعد قصيدة الغزل دي عايز ايه بقا

عبس رامي ليقول...
-هي الحقيقة بقت وراها مطالب دلوقتي يامُنمن!

ضحكت أمنية بصدق هذة المرة
ولكن قطع ضحكاتهم دخول ناجي وهو يرتدي ملابسة من جديد..لتقول أمنية..
-انتا هتنزل الشغل تاني ياناجي

أجاب دون توضيح..
-ورايا كام مشوار وهتأخر..سلام

ورجع ناجي الي قوقعته من جديد
x x x x x x x x x x x x x x xx *
أنهت سارة مذاكرتها مع نورا إبنة عمها..ووقفت قائلة بإرهاق...
-لا يانورا انا تعبت نكمل بكرة بقا
الكلية طلعت أصعب من الثانوي

همهمت نورا نافية ولازالت تنظر في الأوراق...
-الكلية لا صعبة ولا حاجة..انتي الي فاشلة ياسارة
مخلصناش رُبع الكتاب وتبعتي..

هزت سارة رأسها بلا فائدة وهي تضرب علي جبهتها قائلة..
-يابنتي انتي سامعة نفسك بتقولي ايه !
خلصنا رُبع مادة وانتي بتقوليلي فاشلة

رفعت نورا رأسها من الأوراق وحدجتها بنظر مُستهزأة..
-امتحاناتنا كمان شهرين ياسارة..المفروض نكون مخلصين المادة مرتين وبنراجع..فاتح لو عرف اني بتلكع كدا مش هيسيبني1

جلست سارة من جديد لتقول بضيق..
-نورا والنبي متجبليش سيرته هو والملزقة بتاعته دي

هتفت نورا مُحذرة..
-سااااارة..فاتح اخويا الكبير،اكيد مش هسيبك تتكلمي عليه وحش

زمت سارة شفتيها بحدة ووقفت وجلبت حقيبتها وأوراقها قائلة بجمود ...
-تمام انا ماشية يانورا

تنهدت نورا بإستسلام ووقفت سريعا تمسك بيدها..
-طب استني بس متزعليش مني..ماانتي بردو عارفة فاتح بالنسبالي اية..خلاص اتكلمي عن الملزقة براحتك
خلاص بقا متكشريش

إبتسمت سارة نصف إبتسامة لتقول..
-حيث كدا روحي اعمليلي كوباية شاي بالنعناع
وهقعد أكمل معاكي صفحتين كمان

ضحكت نورا وهي تسير خارج الغرفة..
-انتي مش ماشية إلا لما نخلص نص المادة
انا كلمت طنط رُقية وقولتلها انك ممكن تباتي معايا كمان..ملكيش حجة..غيري الجينز الي لبساه دا بترينج من عندي علي مااعمل شاي وساندوتشات ونكمل

لتغلق الباب خلفها لتهمس سارة..
-يانهار ابيض..البت مبتزهقش من المذاكرة
نجيبة متولي الخولي في نفسها اوي1

ثم إلتفتت الي خزانة الملابس لتُخرج شيئا ما ترتديه
وبعد بحث لم يستغرق سوا دقائق وجدت أحد المنامات المُحتشمة باللون السماوي

لذا لم تتردد هي وتُبدلها سريعا..وتضع ملابسها جانبًا
وإنتهت من تبديل ملابسها..وخرجت من الغرفة لتتجه اليها في المطبخ ولكن صُدمت من وجود فاتح أمامها..من الواضح أنه لتوه عاد من العمل

كان يجلس مع عمها احمد وزوجتة وفاء..لتُهمهم مُلقية تحية باردة ...واستقبلها بأشد برودة مع نظرات حادة لا ينفك عن رمقها بها..ليقطع عمها ذاك التواصل قائلا..
-ها خلصتوا كام مادة لحد دلوقتي

ضحكت نورا وهي تخرج من المطبخ حاملة المشروبات والطعام..
- كام مادة ايه بس يا بابا الهانم خلصت ربع المادة وتعبت
لكن مش سيباها النهاردة إلا لما نخلص نص المادة

تحدث فاتح بجدية وإهتمامة لنورا..
-مش عايز تقصير يانورا..تركزي كويس ومتخليش حد يعطلك عن مذاكرتك

واتجهت أنظارة الي سارة التي توهج وجهها غضبًا
لتبتسم له نورا بسمة لائمة..
-متقلقش انا وسارة بنذاكر كويس..يلا بعد إذنكم

لتتجه سارة الي الغرفة..وتبعتها نورا
ليقول أحمد بضيق..
-بطل تعامل سارة كدا يافاتح..الكل ابتدي يلاحظ هجومك عليها..متعملش عقلك بعقلها البنت صغيرة

إبتسم فاتح ساخرا ولكن إكتفي بهز رأسه
وعقلة يعيد عليه وقوفها مع رامي وضحكاتها معه
ليزداد نفوره منها وخوفه علي شقيقتة من صُحبتها
لذا لن ينتظر كثير
..سيبدأ بما أراد ولن يضعف أمام دموعها هذة المرة
x x x x x x x x x x x x x x x x xx *


وسام اسامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-06-22, 12:36 AM   #10

وسام اسامة

? العضوٌ??? » 490011
?  التسِجيلٌ » Jul 2021
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » وسام اسامة is on a distinguished road
افتراضي الفصل العاشر

رواية"رُد قلبي"
الفصل العاشر " الثور"
...........................................
تأفأف شَريف بحنق وهو يسمع صوت لعنات شريكة الجديد في الشقة..ذاك الشاب الذي لا ينفك عن الإزعاج والصُراخ علي الهاتف..وضرب أساس الشقة غاضبًا
وضع شَريف الوسادة علي رأسه وهو يلوم نفسه علي جلب أحدهم إلي شقتة...هو لا يحتاج لإيجار ذاك الشريك
ولا يحتاج لمن يُعيله علي المعيشة..ولكن يحتاج الي وَنس

كم تخنقه أجوائها الصامتة حينما يرجع من عملة ليلاً
كم تجعله يشعر بالوحشة وهو الذي إعتاد علي صرخات شقيقاتة المُدللات...وشَريف لم يكن من المُحبين للعزلة والصمت..كان يشبه والدتة في خصال عديدة..ويُخالف والده في الصمت والجدية الشديدة
وانعكس ذالك علي حياتة الصاخبة..كون العديد من الصداقات في كافة المجالات..بل وكان أكثر نشاطًا علي مواقع التواصل...دائما يحب التواصل والتعرف علي الناس

ولكن الآن ندم علي موافقته أن يُشاركة هذا الثور في شقتة الغالية..الآن وفجأة أحب العزلة وأشتاق الوحدة
تذكر صديقة وهو يخبرة عن صاحبة الذي غضب مع عائلتة وترك المنزل ويسكن أحد الفنادق...ليخبره شَريف أنه يقبل مشاركة شقته معه..بشرط ألا يكون فوضاوي وغير آمين

ولم يكتفي شَريف بهذا بل كلف أحد أصدقائة في الشرطة يكشف عن شخصيتة..ليتأكد أنه نظيف تماما بل وشاب من عائلة غنية مثله..ويستطيع أن يشتري شقة خاصة إن شاء..ولكن يبدو أن الآخر يكره الوحدة ايضًا

سمع شَريف صوت تحطيم المزهرية ليقف سريعًا متجهًا غرفة الثور وإمارات الغضب ظهرت بوضوح علي وجهه
ليري شريكة يلهث بعنف وهو يفرك وجهه بقوة
ليقول شَريف بحدة...
-مش هعرف أنام انا من شتايمك وزعيقك
وكمان بتكسر حاجة شقتي..ايه اتجننت ولا اية !

نظر له الشاب بغيظ وغضب كبيران ليهتف بغضب هو الآخر...
-شقتك هاا..ماشي سايبلك شقتك تشبع بيها

ليتجه الي الخزانة يخرج منها ملابسة بعصبية
بينما شَريف كتف يداه وحدجة بنظرة هادئة ليقول..
-الي عاملة فيك كدا ست تقريبا..مخليك شبة التور

إلتفت له الشاب قائلا بحدة..
-ابعد عني انا مش طايق دبان وشي
وبدل مااكسرلك شقتك هكسرك انتا شخصيا

صوت ساخر خرج من شَريف ليقول وهو يترك ذراعية جانبا...
-تعال كسرني كدا ووريني !

وكأن شَريف حرك قطعة حمراء أمام وجهه ليقترب منه سريعًا يلكمة بكل قوتة ولازال يلهث بعنف..ليستقبل شَريف اللكمة بهدوء..ولكن حينما رفع وجهه له كان أشد غضبًا..وقوة،وبُغض..لينقض عليه يسدظ لكمات متتالية
ولم يكن الشاب الآخر ضعيف ليستقبل لكماتة ويصمت
بل صار أشد شراسة وحقد..بل وكُره..لتتلاحم أجسادهم في صراع من يشوه الآخر أكثر

ليبتعد وائل ويُمسك مزهرية ويحاول ضربها في رأس شَريف ولكن الآخر تفادها لتصتدم بالحائط ليهمس شَريف بغضب...
-ياابن الحزمة يالي هتكسرلي شقتي
ايييه انتا تخصص فازات ولا اييه

يعاجلة وائل بلكمة أشد قوة قائلا..
-وبني آدمين كمان ياروح امك

تحفز جسد شَريف وأرتفعت الدماء الي وجهة ليهتف بشراسة...
-جبتلي سيرة الغالية..تعلالي1

صار شَريف يضربة بعنفوان شديد والآخر يصد بعد ضرباتة الطائشة حتي أنتهي بشَريف الحال وهو يلقية جانبا ولازالت أنفاسة عالية..مُنتهية أثر الشجار..ليقول بحدة..
-تلم هدومك وتغور في داهية عشان مش طايق أبص في وشك..اما تور فعلا

ارتمي وائل أرضا بتعب وقد أنهكة شَريف ليأخذ أنفاسة بصعوبة وهو يجز علي أسنانة بعنف ويغمض عيناة هامسا...
-ليييلة

بينما شَريف إتجه الي غرفتة وجلس علي الفراش يمسح الدماء التي هبطت من أنفه بغزارة ليضغط علي فكه بعصبية..وهو يُدرك مالذي ورثة من آدم الصياد..ورث غضبة وعنفة ولكن يستطيع التحكم به بعكس أباه
غمغم شَريف وهو يلقي منديله المُلطخ بالدماء في سلة المُهملات...
-كانت نقصاك انتا كمان ياتور

ومضت الدقائق ولازال السكون يُغلف الأجواء..حتي سمع شَريف صوت رسالة تصل لهاتفة..ليمسك الهاتف وتطلع اليه بوجوم..ولكن ثوان وانفرج ثغرة بإبتسامة صغيرة
حينما قرأ
"تقريبا هقضي باقي حياتي الصدف تخليك تصادفني وانا بعيط "
ثم قرأ الرسالة التي تليها والتي محت بسمتة أيضا..
"مش عارفة ايه مخليك حاطتني في دماغك..لكن احب اقولك اني مش هروح برج الحمام تاني..ولا هقابلك..ولو صادفتك في شارع همشي من شارع تاني..ابعد عني
انتا لو عرفت انا مين من نفسك هتبعد"

لا يعلم لما شعر بمرارتها في أخر كلماتها..ليسأل نفسه..من هي..إبنة من لتقول إن علم من هي سيبعد..ليكتب سريعا بسخرية
"وانتِ مين بقا ياريشة عشان ابعد عنك بدل ماتحذريني"

مرت دقيقة وقد إستلمت رسالتة ومضت دقيقة أخري عندما أستلم رسالتها المكونة من تسع كلمات فقط
"انا ريشة الخدامة بنت الخدامين..اتمني تكون ارتحت...وتبعد"

دُهش بالفعل..بل وزاغت نظراته حوله دون تصديق
توقع أنها من عائلة فقيرة عندما رأها في قسم الشرطة في أحد المناطق الشعبية..ولكن حين رأها في ذاك الحي الراقي بملابسها المُعتدلة..لم يشك بأنها من اسرة ميسورة الحال...في أبعد خياله لم يظنها خادمة

نظر لرسالتها مطولا ولت يدري ماذا يقول..أيواسيها !
هل يخبرها ان العمل ليس عيبًا او حرام!
تتبع ببساطتة حينما كتب لها
"متزعليش ياريشة"..فقط دون المزيد...وبإختصار
ليصدق حدثة عندما وجدها إستلمت الرسالة دون رد

بعث بعلامة إستفهام..ولكن لا رد..دقيقة إثنتين ثلاث عشر
ولم يجد رد..ليتنهد وهو يضرب علي رقم هاتفها
ولكنه دُهش حينما سمع صوت الصفارة..ليتأكد انها وضعت رقمة علي قائمة الحظر..!

تنهد بقوة والقي هاتفة ليقف متجها لغرفة الثور
ليجده جالس علي الفراش واضعًا رأسه بين يداه بهم..ليقول شَريف بجفاف...
-قوم نضف الي انتا بهدلته..مفيش مانع تفضل قاعد..بإحترامك

ثم تركه وغادر..بينما وائل لا يملك طاقة ليخوض معه صراع مرة أخري..واكتفي بالشرود بما حدث له بسبب ليلة
غضب عائلتة منه..طرد والده اياه..بل وفصلة من عمله
الجميع يتحاهلة لإجل ليلة...الولهانة بظله

تذكر صراخ والده به مُتهما اياه بأنه سيفسد علاقته مع أخيه الوحيد بسبب طيشة وقل إحترامه..يتذكر ذاك الشجران الذي نشب بينه وبين والده ليصرخ به. بعنف أنه لا يحب إبنة شقيقتة وقد تزوجها بناءا علي قرارهم ورغبتها..أما الحب لا دخل لهم به.. ولا ذنب له إن كانت ليلة رخصت نفسها وألقت بنفسها وحبها علي كاهلة
لينال صفعة قاسية هبطت علي كرامته قبل وحنتهة

ليطرده والده من المنزل نهائيًا..تحت نواح والدتة وشقيقاته..كل هذا العداء لأجل ليلة وهوسها به
لوي شفتيه بسخرية وهو يتوعد لها..أن يرد لها كل مايحدث له أضعاف مُضاعفة..سيسرق السعادة والراحة من حياتها كما فعلت ...سيغرقها أكثر وأكثر في عشقه حتي تفقد عقلها تماما وتهذي بإسمه ليلا ونهارًا

ليمسح الدم المُتجمد من جانب شفتيه لاعنًا شريف وقبضتة القوية ..ذاك الهادئ الذي تحول الي شيطان رجيم لإجل مزهرية تافهة..أمسك هاتفه وأتصل علي أحد الأرقام
ليتنهد بإعياء هامسا...
-ليلة..الحقيني بموت

ليأتيه صوتها كما تعود..مُلتهف خائف مغمور به حد اللعنة
ليبتسم ساخر وهو يكمل ما أرادة..بدقة وحذر
x x x x x x x x x x x x x x x x ***
جعد صالح جبينه وهو يتطلع الي تصميماتها..لقد ظن أنه حين يضغط عليها بأعباء العمل ستخرج أفضل ماعندها
وتُثبت أنها قادرة علي عبور محنتها وإثبات جدارتها بالعمل
ولكن علي العكس تماما..العمل الذي كلفها به..بعضه غير مكتمل..والبعض الأخر خاطئ بشكل مُريع

تنهد صالح وهو يضرب الورقات أمامه بعنف وهو يود لو يفصلها ويُريح رأسه منها ومن دموعها وأزمتها وكل شيئ
هذا العمل لا يقبل الصدمات النفسية..العمل شيئ والحياة الخاصة شيئ آخر

نظر الي الشاشة أمامه ليراها جالسة كالعادة تُمسك القلم
ولكن ملامح وجهها تشي أن عقلها في عالم آخر
ليفرك بين عيناه وقد حسم قرارة..لقد أعطاها كل الوقت كي تتحسن..ولكنها مُصرة علي ان تخسر عملها بكل بساطة
رفع الهاتف ليقول...
-آنسة ليلة تعالي حالاً لو سمحتي

سمع همهمتها الخافتة..
-حاضر

أغلق الهاتف وهو يطرق بإصبعة علي المكتب ..طرقات رتيبة،شاردة..ليرفع عينه عندما سمع الطرقات التي تتبعها دلوفها..وكعادتها مُنذ إنهيارها أمامه..صامتة خجلة..حزينة
في الواقع كانت أكثر من حزينة
ليقول بعد أن تنحنح...
-أنسة ليلة اتفضلي أقعدي

جلست ليلة بصمتٍ تام..تنتظر مهامها الجديدة لترجع الي مكتبها تنكب عليه لترتاح من خجلها أمامه..في الواقع هي ليست خجلة فقط..بل تشعر بالعار من إنهيارها الشنيع أمامه..ولكنه لم يُلمح إليه أبدًا..من الجديد أن مُديرها الصارم يُراعي حالتها النفسية..إنشلها من شرودها حينما هتف...
-أستاذة ليلة انت محتاجة ترتاحي في البيت شوية
ممكن أمضيلك علي إجازة بس بدون مرتب..لأن انتي عارفة قوانين الشركة..وللأسف هي مش شركة ابويا عشان اتحمل كم الأخطاء في شغلك..ولو انتي لسه حابة الرفد أنا ممكن آ..

قطع كلماتة حينما رأي الدموع تهبط علي وجنتيها بسخاء وفيض كبيران..لِما البُكاء..هل تلك المرأة خُلقت من الدموع!

أغمض عيناه لثوان يتحلي بالصبر..صدقًا هي أكثر إمرأة تقوده نحو الجنون وقلة الصبر..لذا عليه أن يهدأ
ما تمر به ليس بهين أبدا..ليفتح عيناه ويقول بلين رغم ملامحة الساخطة..
-أستاذة ليلة ممكن أفهم انتي عايزة ايه
عايزة تسيبي الشغل ولا تكملي..عايزة ايه بالظبط لأن تشتُتك دا عايد علي الشُغل بالسلب

شهقت باكية أكثر دون أن تُجيب..حتي كاد يضرب رأسه في المكتب بعنف..ليهتف بحدة...
-لييييلة...صبري قليل ومعنديش خُلق للعياط والمناحة
لو سمحتي رُدي..انتي مش طفلة في مدرسة ولا أنا ناظر

كتمت شهقاتها بقوة ورفعت نظرها إليه..لتجده كما إعتادت..ملامحة مشدودة وقلة الصبر واضحة عليه
عُقدة جبينه التي لا تنفك..صدره الذي يرتفع ويهبط عندنا بهدر بعنف..لتضع عيناها بعيناه أخيرا..لتجد ما تفتقر إليه
القوة التي تُخالف ضعفها المقيت..ضعفها الذي تسبب به وائل..

لتسمع صوته يخرج هادئا ولكن حاد ايضا..
-انتي مُدركة كم الأخطاءx الي في شغلك !
سرحانك لوحدة ممكن يوقع تصميم الأرض
ودا مينفعش ..عندك تفسير لدا !

أمسكت منديلها تمسح عيناها برقة لم تغيب عنه..لتهتف بصوت مبحوح أثر البُكاد..
-انا براجع علي الشُغل مرة وإتنين ومفيش أخطاء

همهم وهو يسحب أحد الأوراق ليقول..
-يعني مش شايفة في الصميم دا اي غلط

صمتت وهي تطلع الي التصميم مطولاً ليُمسك قلم رصاص ويبدأ برسم الدوائر علي الأخطاء الموجودة وهو يوضح أين الخطأ فيه..بينما هي صامتة تعض علي شفتيها بإحراج وغضب..ليقول..
-أستاذة ليلة دا آخر تحذير ليكي..يا تنتبهي لشغلك..ياهعتمد رفدك..والخيار التالت أني هحاول أجبلك أجازة بدون راتب..ودا خيار ضعيف

هزت رأسها بإيجاب هاتفه بتماسك..
-آخر مره ياأستاذ صالح ..وهعيد كل الشغل الي فيه أخطاء

هز رأسه بإيجاب ولكن صدح هاتفها في جيب بنطالها برنين مُستمر..لتخرج الهاتف وهي تقف لتسأذن ولكن وثبت بمحلها وهي تطلع الي إسم المُتصل بشحوب..وألم
كل مشاعرها نضحت علي ملامحها..لترفع أنظارها الي صالح برجاء..لا تعلم لِما نظرت له بتوسل وعجز

بينما هو عقد حاجبيه من نظرتها وصدمتها ليقول..
-مين !

همست بصوت خرج كأنين الطيور المذبوحة..
-وائل

صمت صالح يُراقب ردة فعلها بجمود..ينتظر ماستفعله
لتخرج سريعًا من المكتب مُتجهه الي مكتبها..لتُجيب بصوت خرج مُتألم مُلتهف...وكأنها لم تكن نفسها التي توعدت له وبكت وأقسمت..لتقول بصوت مُرتعش
-وائل

وصلها صوته الواهن حينما قال
-ليلة..الحقيني بموت

لتقول بفزع ولهفة..
-مالك..فيك ايه ..انتا فين

أملاها عنوانه لتأخذ حقيبتها وتخرج من المكتب مُصتدمة بزميل لها..ولكنها تجاهلت الإعتذار وخرجت سريعًا من ممر العمل..ليرفع صالح رأسه للأعلي يطلق زفير حاد عبر عن نفاذ صبره...وقد رأها وهي تخرج من العمل دون الرجوع الي مديرها المُباشر أو له

ليرفع هاتفة ويضرب أحد الأرقام قائلا بحزم..
-اعذرني ياأستاذ عادل..بنتك غير مسؤولة..وعشان كدا انا اتصلت أقولك اني هفصلها بعتذرلك مرة تانية..انتا والد عزيز..لكن الشغل مينفعش فيه مُلابسات أكتر من كدا

x x x x x x x x x x x x x x x x ***
وضع خالد المال أمام كمال ليقول بجدية..
-دي حق فلوس العربية الكيا...ولسه الڤيرنا صاحبها قال هيخلص فيها علي بكره..

همهم كامل بإيجاب وهو يضع المال جانبًا قائلا..
-تمام أطلع علي البنك حطهم في حساب غزال ...وهاتلي كشف حساب بحسابها في البنك

حرك خالد رأسه بإيجاب ليقول بهدوء..
-عملت ايه مع الواد المُمرض دا ياحج كامل
قولتله يبعد عن غزال

حدجه كامل بنظرة ساخطة ليُبرر خالد علي الفور...
-بسأل من خوفي عليها ياحج..انتا مشوفتش كان بيبصلها ازاي ولا كإنه هياكلها بعينيه

إشتد وجه كامل ليقول بجمود..
-انا عارف هتصرف معاه ازاي ياخالد

تحدث خالد بعصبية من لا مُبالاة كامل ...
-ياحج سيبني انا عليه هربية أنه ميرفعش عينه فيها وو

قاطعه كامل بحدة وهو يضرب بعصاه أرضا..
-خااالد..قولتلك هتصرف معاه..مش عايز كلام كتير
هنحكي في الكلام كام مره

طأطأ خالد رأسه بإحترام قائلا..
-الي انتا عايزه ياحج..مفيش كلمة بعد كلمتك
انا بس كنت بقول عشان غزال..

قطع حديثة بعجز..ليَلين قلب كامل قائلا بهدوء..
-قسمة ونصيب ياخالد..ربنا كاتبلك الخير والسعادة مع بنت الحلال الي معاك..غزال زي اختك دلوقتي
يلا روح البنك حط الفلوس وأطلع علي غانم..تمم علي الشقة بتاعة السابع

وقف خالد وهز رأسه بإيجاب ووجهه محتقن ألما وغضب
وعقله يسأله..هل هُناك سعادة مع إمرأة غير غزال
هل من الممكن أن يعتبرها شقيقتة بعدما كانت المرأة التي يحلم بها ليلاً ونهار..بل وينتظرها تكبر أمام عيناه..ليقطفها أخيرا ويضعها في قلبه وبيته..ولكن تنهد بحسرة شديدة
حسرة علي إمرأة أنتظرها سنوات وحين شاء وصلها وأن تكون زوجتة..رفضت رفض قاطع..مان خنجرًا في قلبه

بينما رفع كامل هاتفه ليُحادث ريشة قائلا..
-قوليلي ياريشة عاملين ايه

وصلته همهمة ريشة التي قالت..
-بخير ياحج كامل كويسين..

-طب مش محتاجين أي حاجة ابعتلكم حد يجبلكوا الي انتو عايزينه..قولي يابت متسكتيش

قابلت ريشة نبرته الودودة بجفاء غريب لتقول..
-تسلم ياحج..هتتغدا في البيت احضرلك الأكل ولا زي حال اليومين دول محدش هياكل !

عقد كامل حاجبيه قائلا...
-هي غزال مكلتش ياريشة

أجابته بهدوء..
-لا فطرت ولا اتغدت..ونفس الحال أمبارح لا فطرت ولا اتغدت ولا اتعشت..ودخلتلها بالأكل من شويه قالت مش عايزه

تغضن جبين كامل ليقف بقلق قائلا..
-معقول ياريشة ومش جايه تقولي إلا دلوقتي
ماانتي عارفاها

صمتت ريشة ليقول..
-اقفلي ياربشة أنا جاي..وانتي حضري الأكل علي مااجي
يلا سلام

اغلق كامل الهاتف وهو يستغفر بضيق
كما تفعل منذ صغرها عندما تغضب منه تُضرب عن الطعام
وعن الحديث معه ولكن الآن طالت مُدة عقابها له قبل نفسها ليومين كاملين ..تنهد بتعب وحاله يهتف
الي متي سيظل قلق علي غزال وحزنها !
وصل الي المنزل لتفتح له ريشة بوجهها الواجم كما حال اليومين الماضيين..ليقول..
-حضري الغدا علي ماادخلها

حركت رأسها بإيجاب واتجهت الي المطبخ..بينما اتجه هو الي غرفة غزال..ليطرقها قائلا...
-ادخل ياغزالتي !

أجابت غزال علي سؤاله بخفوت..
-ادخل

دلف الي الغرفة مبتسمًا بحنانه الكبير الذي يغمرها به مُنذ الصغر..ولكن قابلته هي بوجوم وصمت..ليجلس جوارها قائلا..
-لسه زعلانه مني ياغزال..أهون عليكي قلبك يشيل مني كل دا

ردت عليه بقوة..
-زي ماهونت عليك تضربني كدا

عبس وجه كامل ليقول..
-ضربتك عشان رفعتي صوتك عليا عشان واحد
مش مفروض أول مااقولك حاجة تسمعي الكلام!
مش انا ابوكي حبيبك

زمت غزال شفتيها بهدوء لتلتف له قائلة بتبجح..
-انتا جدي حبيبي..وهو الراجل الي حبيته
والي مش هقبل حد ىيتكلم عليه او معاه بطريقة وحشه

صفعة أخري هبطت علي وجنتها...ولكن تلك المره كمال غير نادم بالمره...
x x x x x x x x x x x x x x x x ***


وسام اسامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رواية رد قلبي..رواية عاطفية درامية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:00 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.