|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
24-12-12, 05:49 PM | #1 | ||||
أديب وشاعر مصري
| الحب يجرح أحيانا *مميزة* ... من المجموعة القصصية (الحب يجرح احيانا) تنويه : الحب يجرح احيانا هي من ضمن المجموعة القصصية التي تحمل نفس الاسم (الحب يجرح احيانا) ولقراءتها كاملة تجدون باقي القصص هنا https://www.mediafire.com/file/40t34...6%D8%A7%29.pdf اليكم الان قصة الحب يجرح احيانا كانت تنظر له نظرة عدم تصديق، والدموع التي تترقرق في عينيها تنِمّ عن خيبة أمل قاتلة.. سألته بصوت مشروخ: - لماذا جرحتني؟ استجمع نبرات حروفه من غُصة تؤلمه وغمغم في عجز: - لقد خلقتُ لأجرح! - ما أسهلَ أن نلوم أقدارنا. - لا ألومها.. أنا فقط أخبرك بالحقيقة. - الحقيقة أنك خدعتني. - أنتِ خدعتِ نفسك. - أنا؟! - خيالكِ غرّر بك. - خيالي أم اصطناعُك؟ - لم أصطنع شيئا.. كنتُ أعبر عن جزء من نفسي. - وحجبتَ عني جزءا آخر.. جزءا يدمي! - حجبه عنك فُتونك. - أنت فتنتني.. أنتَ خدعتني.. جعلتَ من نفسك ملاكا أروع من أن أقاوم فُتوني به. - [هاكما] ألم تعلّمكِ الحياة يوما أن الملائكة لا تحيا في عالمنا؟ - ظننتُك الاستثناء الوحيد. - [متنهدا] ألم أحذّرْكِ؟ - [بتردد] ربما.. لكني خِلتُه نوعا من التواضع منك! - [بسخرية] تواضع الملائكة؟!!.. لا فائدة.. لا أحد يرى إلا ما يريد رؤيته.. ما أقتلَ التبرير! - [بغضب] وأنتَ، ألا تبرر الآن؟ - بلى. - إذن تعترف؟ - [باستسلام] نعم. - [بنظرة مندهشة] هكذا ببساطة؟! - [ببسمة باهتة] نعم. - هل خداعي وجرحي لديك بمثل هذه البساطة؟ - [بشجن] الحياة أبسط مما تتخيلين.. آلامنا أتفه من شرود الغروب، وصراخنا أخفت من هدير البحور، وأحلامنا شموع تنطفئ آلاف المرات في أعمارنا القصيرة.. ماذا في نظركِ يستدعي التعقيد؟.. غرورُنا؟ - ها أنتَ ذا تحاول تخديري بكلماتِك الغريبة من جديد! - وهل سأنجح؟ - [بتلعثم] ربما.. أنت تعرف نقاط ضعفي! - وهل أعرف عيوبك؟ - عيوبي؟ - أتَخْلِينَ من العيوب؟ - حتما لا. - وهل أعرف أنا هذا؟ - [بعد لحظة تردّد] أجل. - ورغم ذلك أحببتُكِ وما زلت.. أليس كذلك؟ - [سالت دموعها] بلى. - فلماذا أحب عيوبَك؟ - تحب عيوبي؟ - أجل. - فأخبرني أنتَ لماذا؟ - لأنها عيوبك.. لأنها أنت. - [باستخفاف] أساطيرُ شعراء. - بل أحاديثُ عقلاء. - أفدني. - أليس من نقصنا ينبع سمونا، حين نتعالى لننشد الكمال؟.. ألسنا ذلك السعيَ الدائب على درب التجرِبة والخطإ والتعلم؟.. ألا تبدينَ في غاية الفتنة وخداكِ متوردان خجلا وعيناكِ تلوذانِ برموشهما مهابةَ مواجهتي بهفواتك؟.. ألا تبدينَ كقطة صغيرة بديعة وأنتِ تتكومين في صدري تستدرّينَ صفحي؟.. ولمَ في نظركِ خُلِقتْ هذه الضلوع إلا لاحتوائكِ في ضعفكِ وانهزامك؟ - [ودموعها تنهمر مدرارا] أحببتَني مثل هذا الحب؟ - وأكثر. - كيف؟ - رأيتك طفلة بريئة، يحق لها أن تخطئ ويتوجب علينا أن نتغاضى. - وهل تطالبني بالمثل؟ - لم أفعل. - لم يكن ممكنا حتّى لو فعلت.. أنتَ أحكم من أن تكون طفلا يخطئ.. أنت ملاذي وحكمتي ومرشدي. - كيفَ لم تَرَيْ الطفل بداخلي؟.. كان يتوقُ إلى حنانِك! - كنتَ تأخذ بيدي على درب الحياة، وكان عليكَ أنتَ أن تُرِيَني ما يجب عليّ أن أراه. - أوّاه.. ما أثقلَ المسئولية! - تتنصل من مسئولياتك؟ - لا. - ولكنكَ خذلتَني. - أنتِ حمّلتِني ما لا طاقة لي به، ورفعتِني إلى حيث خنقني نقص الهواء وأحرقني دُنوّ الشمس! - لقد توقعتُ منكَ ما أبديتَه أنت. - لقد فَتَنَكِ العسل، فتصوّرتِ حوريةً تصنعُه من رحيقِ أنفاسِها ودموعِ خشوعِها.. لكنّ العسل تصنعُه نحلةٌ لا حورية. - وأنتَ هذه النحلة؟ - ماذا تَرَين؟ - إنّك وسيم.. لستَ قبيحا مثلها! - لكنّني ألسع مثلها!.. لقد خُلقت لأجرح مثلما قلت لك! - ولماذا يجب أن تكون هكذا؟ - هل لمتِ نحلةً من قبلُ على كونِها قبيحة أو أنها لسعتك؟ - لا. - فلِما؟ - لم يكن يعنيني أكثرُ من عسلها. - كان يمكنكِ أن تكتفي مني بشعري! - ولكني أردتُكَ كلَّك. - الشوكُ بعضي، لهذا أدماك حِضني. - تخيّلتُ أني أستطيعُ قصفَ شوكك! - لهذا رحتِ تطعنينَني بكلِّ حماس! - لم أهدف إلى إيذائك.. كنت أظن أنني أجعلك أفضل. - [بتهكم] وماذا تَرَيْنَ الآن؟ - [بعذاب] لم تعُدْ أنتَ أنت، ولم أعد أنا أنا! ابتسم بشجن وأشاح بوجهه ولم يُعقّب. وتركته وابتعدت في مرارة. *** صفعتها الريح في تلك الليلة الباردة، فسَرَت في جسدها رجفة شديدة. رآها ترتعش فرقّ لها.. فَرَدَ لها ذراعيه في حنان فترددت لحظة.. استحثّها بابتسامة صفح، فاقتربت منه بخطوات بطيئة، لتسكن في حضنه وتستكين، فيحتوِيَها بجوار قلبه في حب.. وسْطَ دفءِ صدره.. ووسْطَ الأشواك! *** محمد حمدي غانم 15/12/2006 التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 28-02-18 الساعة 01:05 PM | ||||
24-12-12, 09:04 PM | #2 | ||||||||||||
مشرفة المنتدى العام وعضوة متألقة في علم النفس
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. الحب يجرح أحيانا .. أحيانا كثيراً حقيقة لا أستطيع الجزم بأحدها و إن كنت أرى الأقرب هو أن الحب له ذلك الجانب المؤلم أشبهه بالـ وردهـ كما هي جميلة و ذات رائحة عطره تبقى حقيقة أن لها أشواك تجرح جميل وصفك أخي محمد و إختياركـ للكلمات اقتباس:
أعجبتني بشدة الحياة أبسط مما نتخيل .. ونحن نهوى تعقيدها بعد ذلك الحوار اللطيف بين الحبيبين أتسائل من هو المعقد؟؟!! .. رغم حبهما لبعض لما هذا الألم ؟؟!! شكراً لكـ .. أخي محمد على هذه القصة الرائعة تحياتي لكـ | ||||||||||||
24-12-12, 09:42 PM | #3 | ||||||||
مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة في منتدى قصص من وحي الأعضاء
|
اقتباس:
| ||||||||
24-12-12, 10:38 PM | #4 | |||||||||||||
نجم روايتي ومشرفةسابقةوعضوةفعالةبالمطبخ وفراشة متالقة بالازياءومبتكرة فطورنا يا محلاه-حارسة سراديب الحكايات
| شكرا اخ محمد كلمات رائعة . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا.. الحب اسطورة تعجز البشرية عن ادراكها .. ليس الحب هو الذي يجرحنا ...ولكن من نحب .... | |||||||||||||
24-12-12, 10:50 PM | #5 | |||||
نجم روايتي و شاعر متألق في المنتدى الأدبي
| أريد أن أكتب لك أستاذ حمدي ، أريد أن أقول ، أريد أن أفرش الكلمات ، بساطاً للمشاعر . لا .. لا لم أقرأ القصة بعد ، لم أعرف لما يجرح الحب أحياناً ... أريد أن أشكرك ..هل أقول مثل فيروز ..هل أشكرك "وسع البحر وبعد السما" سأعبث ،إن حاولت شكرك بالكلمات .. لن توفيك الكلمات حقك .. لماذا أشكرك ..أشكرك لكل شيء وبالأخص لمقدمة كتابك الالكتروني "احتراف فيجوال بيسك دوت نت " في تلك المقدمة سألتَ "لماذا أتجشم هذا العناء " وأجبتنا ...لم تكن تلك الإجابة لتكون أبلغ وأفصح وأقرب إلى القلب وأصدق مما كانت عليه ... أشكرك أستاذ حمدي ..فعلاً أشكرك لقد كنت ممن غيروني تقبل تحياتي | |||||
25-12-12, 05:18 AM | #6 | ||||
أديب وشاعر مصري
| أ. مدامع عين: شكرا لتقديرك وتحليلك الجميل.. تتساءلين من هو المعقد.. ربما تجدين الإجابة في قوله تعالى على لسان الخصر لسيدنا موسى عليهما السلام: (قال: إنّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً، وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً؟) فالتعقيد والبساطة، هو مجرد اختلاف في وجهات النظر، تبعا للموضع الذي يرصد منه كل إنسان الحدث، وحجم المعرفة التي تصوغ حكمه عليه. تحياتي أ. فاطمة كرم: عيوبنا جزء من الخلطة التي تجعلنا نحن.. ألم يقل لها: "أليس من نقصنا ينبع سمونا، حين نتعالى لننشد الكمال؟.. ألسنا ذلك السعيَ الدائب على درب التجرِبة والخطإ والتعلم؟.. ألا تبدينَ في غاية الفتنة وخداكِ متوردان خجلا وعيناكِ تلوذانِ برموشهما مهابةَ مواجهتي بهفواتك؟.. ألا تبدينَ كقطة صغيرة بديعة وأنتِ تتكومين في صدري تستدرّينَ صفحي؟.. ولمَ في نظركِ خُلِقتْ هذه الضلوع إلا لاحتوائكِ في ضعفكِ وانهزامك؟" شكرا لتقديرك. تحياتي أ. روزا: صدقتِ.. شكرا لتقديرك. تحياتي أ. عبد الكريم أحمد: جزاك الله خيرا على هذه الكلمات الجميلة، التي أسعدتني.. كنت في أحلك لحظات حياتي حينما ترجمت ذلك المرجع وكتبت تلك المقدمة.. وكانت كلمات مثل كلماتك تأتيني بين الحين والآخر من الإخوة الذين قرأوا الكتاب وحفزتهم مقدمته، تعينني على الاستمرار، لأني كنت أبدو لكل من حولي في المجتمع مجنونا يضيع عمره في شعارات! لكن حينما قامت الثورة اكتشفت أنني مجرد فرد من جيل كامل قرر أن يتمرد ويغير.. واكتشفت أنني في الحقيقة لم أفعل شيئا يذكر، فإن كنت ضحيت ببضع سنوات من حياتي في سبيل تقديم بضع كلمات للناس، فهناك آلاف الشهداء في دول الربيع العربي ضحوا بأعمارهم كلها في لحظة واحدة من أجل أن نعيش أحرارا، ومن أجل أن يصنعوا مستقبل أفضل لمن يأتي بعدهم.. أدعو الله أن يتقبلهم في الشهداء، ويجعلنا لا نضيع تضحيتهم هباء. شكرا لتقديرك.. تحياتي | ||||
25-12-12, 06:50 AM | #7 | |||||||||
مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اعتقد ان الواقع هو ما يجرح وليس الحب بحد ذاته .. الحب اراه كنوع من المخدر الصحي لما نواجهه من مشاعر مرهقة ونحن نواجه مصاعب الواقع .. انه هدية من المولى لتعيننا في احلك الظروف ، لكننا في المقابل يجب ان لا نستسلم لهذا المخدر بشكل كامل فنهرب من مواجهة الواقع والتعامل معه .. الموازنة وتحكيم العقل في العاطفة هو الذي يجعلنا لاننجرح ولو بشكل اقل .. اقتباس:
هذا الجزء يظهر خطأ تقع فيه اغلب النساء حين يغرقن في حنان الرجل ويرين فيه ابوة ينشدنها فينسين انه رجل ايضا وفي داخله احتياج الامومة ! قصة رائعة استاذي .. لااعرف كم مرة اعدت قراءتها وكم مرة ساعيدها ... | |||||||||
25-12-12, 01:26 PM | #8 | ||||
أديب وشاعر مصري
| أ. كاردينيا: أشكرك على هذا التحليل العميق.. البشر بدون أخطائهم، سيبدون مجرد آليين بلا حوافز أو تحديات.. الحب نفسه نوع من الضعف العاطفي اللذيذ، الذي يسلب من الإنسان جزءا من حريته ويربطه بإنسان آخر، ويحمله مسئولياته.. وهذا يشمل كل أنواع الحب وعلى رأسها الأبوة والأمومة، حيث تتجلى معاني التضحية ونكران الذات في أرقى صورها، وهي معاني لا يستطيع حتى الملحدون والماديون الإفلات من قبضتها، رغم أنهم يدعون أن كل المثاليات والأخلاق عبث لا قيمة له مثواه الفناء، ولكنهم مفطورون على هذا شاءوا أم أبوا، وهي متناقضة يعجزون عن فهما. نعم.. مشاعرنا هذه هي التي تعطي الحياة طعما، وهي التي تعقدها.. فالغيرة مثلا دليل على الحب، ولكنها قد تتحول إلى قيد خانق أو شك قاتل إن تجاوزت حدها. وليست العواطف وحدها هي سبب نقصنا وحافز كمالنا.. العقل أيضا جزء من المشكلة، لأن عقولنا ناقصة مهما بلغت، والمعلومات التي تحتويها ضئيلة مهما كثرت.. والمشكلة الرئيسية في الحياة أن كل إنسان على ظهر هذه الأرض يعجبه عقله، ويحكم على كل شيء من خلاله.. وهو أمر منطقي أيضا، لأن العالم في النهاية هو ما يعيشه كل منا ويدركه بحواسه، ولا وجود للعالم بعد موت من يعيشه.. لهذا توجد عوالم بعدد كل إنسان على ظهر هذه الأرض، وحينما يتقاطع عالمان في علاقة حب، تذوب بعض الفوارق، وتتصارع أخرى، وتتمازج اللذة والألم في تجربة الانكشاف، التي تتولد منها عوالم جديدة تضاف للحياة. شكرا لتقديرك. تحياتي | ||||
25-12-12, 02:29 PM | #9 | |||||||
نجم روايتي وكاتبةوقاصةوعضو الموسوعة الماسية لقصص من وحي الأعضاء وحكواتي روايتي و شاعرة متألقة ونشيطة في المنتدى الأدبيومدققة بقسم قصر الكتابة الخيالية
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته دعني أخبرك سيدي بما شعرت به تماما بعد إنهائي لقراءة قصتك حسنا ...لقد شعرت أن كل ما أكتبه و بعض ما أفخر به ليس إلا لهو أطفال أمام كلماتك المحترفة و أسلوبك الجميل لن أقول لك أنني كنت سعيدة باكتشافي هذا!!!!لكنني ممتنة لك... سبقني الأخوة الأعضاء بالإضاءة على نقاط أحببتها ...لكنني توقفت كثيرا عند هذه الجملة بالذات: أنتِ حمّلتِني ما لا طاقة لي به، ورفعتِني إلى حيث خنقني نقص الهواء وأحرقني دُنوّ الشمس! عندما نتخيل من نحب كائنا معطاءً بلا حدود ونتجاهل حاجاته و تركيبة البشر فيه التي تحب أن تُعطى بالمقابل...عندها نكون قد تجاوزنا حدود المنطق ... أشرت للفكرة بطريقة معبرة و رائعة تسلم يدك استمتعت بالقراءة يعطيك العافية....................... | |||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|