آخر 10 مشاركات
بريئة بين يديه (94) للكاتبة: لين غراهام *كاملة* الجزء الثاني من سلسلة العرائس الحوامل (الكاتـب : Gege86 - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          فى مهب الريح " متميزة " ... " مكتملة " (الكاتـب : الزينب - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          تنظيف كنب بالخبر (الكاتـب : صابرين المغربى - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          الإغراء المعذب (172) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 2 سلسلة إغراء فالكونيرى ..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          588-المساومة -ديانا هاميلتون -ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          انتقام عديم الرحمة(80)للكاتبة:كارول مورتيمور (الجزء الأول من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-05-13, 10:52 AM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 زواج الأغراب / للكاتبة cLLasSic ، فصحى مكتملة





بسم الله الرحمن الرحيم



الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



نقدم لكم رواية باللغة العربية الفصحى وهي بعنوان

زواج الأغراب


للكاتبة / cLLasSic




كلمة الكاتبة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


مرحبا..الرواية جميلة ..اتمنى تعجبكم...................................... ......


بدي اسمع رايكم في البداية بس..................احم احم............

باي.................


قراءة ممتعة للجميع......

ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 07-02-15 الساعة 12:22 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-13, 11:08 AM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




بسم الله الرحمن الرحيم



زواج الأغراب



بصالة أستقبال المطار يقف (خالد) بكامل أناقته وحلته ، في إنتظار عروسه مع رهط من أصدقائه في الغربة.

كان أصدقاء خالد سعيدين وقلقين في ذات الوقت بهذا اليوم الذي طال أنتظاره . مسرورين بعد أن يأس كثير منهم بأنه سيتزوج، وقلقين على الطريقة التي لا يبدي بها خالد اكتراثه بالأمر ، فقد وافق على الزواج تحت ألحاح أمه وأخواته، فأنصاع لهم وأشترط عليهم بأن يختارو له من يرونها جديرة دون مشورته أو رأئه . فتم العقد دون أن يرى عروسه التي ينتظرها. حتى صورها التي أرسلت له ، لم تكن واضحة تماما، غير أنها جميلة بلا شك.

كان الجميع يدرك الصدمة التي خلفتها له بنت عمته (سلمى) التي جمعت بينهما علاقة حب منذ صباهما.

ففي وجوده في الغربة لمدة خمس سنوات ، شهدت الكثير من المتغيرات بما فيها قلب سلمى. وبعد خمس سنوات أخرى من زواجها ها هو الآن يدخل بيت الزوجية.

..........................

كان كل من في الطائرة يود أن يعرف قصة تلك الفتاة التي ترتدي زفافها ، وعينيها الحزينتين لا تكفان عن البكاء. كان منظرها مستنفرا للتعجب والتدخل . فبجانبها أمراة مسنة ، تسدي لها النصح في كيفية حياة الأزواج ، وبجوارها أمراة تحمل طفلها يبدو على عينيها الشفقة على حال الصبية الصغيرة، والحذر من معرفة تفاصيل هذه الزيجة.

والعروس لا تكف عن البكاء.





التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 07-02-15 الساعة 12:23 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-13, 11:09 AM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



هبطت الطائرة بسلام . وأصطف المستقبلون وأعناقهم مشرأبة إلى أحبابهم. ظهر على خالد التوتر من الأنتظار كأنما يود أن يتتهي هذا الأمر سريعا وينتهي من الجلبة التي فعلها أصدقاؤه ، فقد كان يقف في صدر المستقبلين وحوله أصدقائه بزوجاتهم وأطفالهم وبجانبه صديق يحمل أحدهم لافتة كتب عليها (ألف مبروك (أمل) ، فأنت من طال أنتظاره) كانت هذه الشفرة التي يتعرف بها كل من العروسين ، رغما من أنها أرغمت على أن ترى صور له.

بدأ المسافرون في مغادرة صالة القدوم ، يدفعون حقائبهم على عجلة مخصصة لذلك ، ويلوحون بأيديهم قاطعين الممر للوصول لمستقبليهم.

وظهرت أمل كشمس شق ظلام الغمام ، وكقمر خرج من بين الجبال ، لمعت بثوب زفافها زي الزيل الطويل تجره بتثاقل ، وعيناها شاردتان عليهما أثار دمع وقهر .وعامل (الترولي) يتبعها بحقائبها العديدة.

،

لو أن شخصا قال لخالد قبل تلك اللحظة بأن النساء هن شغف الحياة ، وسر الوجود والبلسم الذي يداوي الجراح ، لقال عنه أنه معتوه ، ولا يعرف عنهن شيئا. بعد أن رأى خالد أمل وهي تجر ثوبها الأبيض الناصع، تلاشت كل الظنون والأعتقادات السيئة عن النساء من واقع التجربة المريرة التي عاشها مع سلمى والتي خلص من نتيجتها بأن النساء لسن جديرات بالثقة ، وغير مأتمنات ، بل أنهن سيتركن ماهن فيه والذهاب إلى ما هو أفضل من دون أن تطرف لهن عين، أو يقمن للعشرة وزنا.

ولكن كل تلك الأشياء طارت من عقله وقلبه فور رؤية أمل . بالطبع ليس الجمال الذي يشع منها وحده قد قلب كيانه، ولكنه شيئ ماء فيها لا يستطيع أن يحدده ، فرؤيتها لبضعة ثوان أستطاع أن يطيح ما أختمر في فؤاده طوال عشرة سنوات. تلك القامة التي أستوى عليها عودها ، ينم عن جلال وكبرياء ، وتلك الأعطاف المرنة ، تدل عن وفور العيش ورغده، وتلك النظرات الهائمة بعمق ، تكحي عن طباعها وتفرد شخصيتها ، وتلك العيون المغروققة بالدمع ، تحكى واقعا أخر.

وجد خالد نفسه يشق الجموع برشاقة طفولية ، ويتخطى المحظور ليقابلها. مد يده بكل حرارة وسعادة مباركا، لم ينشغل ببروده تحيتها ، فظنه أمر صادر عن الحياء الذي يليق بمن مثلها.

تحرك الجمع لمكان الاحتفال ، كان بخلاف (أمل) الكل سعيدا وفي مقدمتهم خالد الذي كان (يبشر) و(يعرض).

أنتهى الحفل وأصحطبا العروسين لتمضية شهر العسل في مكان رائع وجميل.

أنشغل خالد بترتيب عشائهما ، وتخلى عن ملابس الحفل ، مفسحا المجال والوقت لعروسه حتى تخرج من الحالة الغريبة التي هي عليها.

ولكنه وجدها على هيئتها ، فمازالت تمسك بمنديلها المبلل وترتدي ثوب الزفاف.

جلس خالد بجوارها قائلا:

- مبروك ... ألف مبروك

- ........................

- أحمد الله كثيرا على نعمه ، وأشكر أمي وأخوتي شكرا عظيما.

- .....................

- أمل : أنا سعيد حقا بأن تشاركيني حياتي ..

- .......................................

- منذ أن رأيتك أحسست بأن الله سيعوض تعاستي فرحة ، وشقائي سرورا، وحزني بهجة.

- ....................................

- أعرف أنه من الصعب أن ، تتجاوبي مع رجل لم تعرفيه أو تلتقيه من قبل! ولكني سأساعدك ، سأحكي لك حياتي منذ ولادتي وحتى وقت استقبالي لك في المطار. بالرغم أنها حياة مملة وتعيسة ههههههههه

- ...................................

- لا عليك ، فلن اشغلك الآن ، بقصصي . ولكني سأقول لك عن طباعي ، وماذا أحب وماذا أكره كبداية ... هل أتفقنا؟

- .................................................. ..

- يبدو أنني أتحدث كثيرا ... حسنا سأصمت ولتتحدثي أنت. ما رأئك.

- ...........................................

- الأمر ليس صعبا أن سهل ،،، أريني كيف ترى نفسك ، تحدثي عن طباعك وعن هواياتك وعن أحلامك.

- .............................................

- هذا لا يجدي .. أذا فلنبدأ بأشياء محددة ، مثلا ماذا تحبين؟

- شخصا

- ماذا؟

- أحب شخصا أخر

- ماذا تعنين؟

- أحب رجلا منعت من الزواج به.

..............يتبع.......................





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-13, 11:11 AM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



شعرت أمل بغضب عارم أجتاح خالد ووقف كالثور الهائج وأطاح ، بأواني العشاء بعيدا ، ثم مسك رأسه بيديه كأنه يعاني صرعا أو ألما حادا ، ثم بدأ يقترب منها ، وبدأت حركته تثقل شيئا شيئا، وسكنت ملامحه وأصبح وجهه جامدا كالثلج، غير أن عينيه حمراوان يطل منهما الشرر والغضب. وسمعته وهو يقول بصوت مرعب بالرغم من هدوءه :

- لماذا قبلت الزواج مني؟

- لم يكن لي خيار!

- لماذا قبلت الزواج مني ؟ لماذا؟

- قلت لك لم يكن لدي خيار. فلقد ارغمت على الزواج منك.

- لماذا لم ترفضي ؟

- لم استطع الرفض

- لماذا لم تقولي لهم أنك تحبين شخصا أخر؟

- هم يدركون بأني أحب جابر

- جابر ..جابر .. أذن كنت تبكين على جابر.

- لا ..كنت أبكي نفسي ، فأنا مقهورة ولا أحد يريد أن يقف بجانبي.

- حتى جابر لم يقف بجانبك.

- جابر .. أنا سبب شقاؤه وأنا الآن أكتب نهايته بالزواج منك.

- أسمعي أيتها الفتاة .. لست في حالة تسمح لي بالمزيد من التعاسة والأوهام. ستخرجين من حياتي الآن ، فلا أريد أن أعرف ما الذي حدث لك ، ولن أسامح أخوتي على ما فعلوه بي. ستنامين هنا ، وعند الصباح ستعودين أدراجك إلى حيث أتيت. فانا لا أستطيع أن أعيش مع أمراة قلبها معلق بغيري. أي رجل في الدنيا لا يستطيع أن يحتمل ذلك.

- وهل تظن أني أريد أن أعيش مع رجل لا أحفظ حتى أسمه.

- ولماذا أتيت أذن ترفلين في الزفاف وتحملين لي الهم والغم؟

- لقد كنت غبية ، لقد خنعت لقهر أهلي ولكني لن استسلم ، نعم لقد بعت جابر في أو موقف. ولكني لن أرضخ مرة أخرى. سأعود أدراجي وأعيش مع الرجل الذي أحبني وأحببته سأناضل من أجل ذلك بكل ما أوتيت من قوة ، لن أستسلم.

- أسمعي أيتها الساذجة ، فأنت لست في حاجة إلى نضال. أعتبري نفسك في حل مني. وسأرجعك إلى أهلك بأسرع مما تتصوري.

- ليتك تفعل الآن.

- هيا قومي وأنزعي عنك هذا الثوب السخيف. سأنتظرك خارجا لعلي أجد لك طائرة الآن.






خرج العروسان الغريبان من غرفتهما ، والحدة تظهر على ملامح كل منهما. سلم خالد مفاتيح غرفته لموظف الأستقبال. وذهب حيث تقف سيارته وتتبعه أمل بعد أن بدلت ثيابها وهي تجر حقائبها.

وضع خالد الحقائب على حقيبة العربة الخلفية. وهم بقيادتها عندما وجد شخصا يلحق به وهو يصيح. توقف خالد وذهب للرجل الذي بادره قائلاً:

- أدرك أنك لا تعرفني ، فأنا حسن ،، حسن عبد الكريم!

- مرحب !!

- هل بأمكاني أن أتحدث معك قليلا؟

- ربما في وقت أخر فأنا في عجلة من أمري.

- أرجو أن تسمح لي ببعض الوقت؟

- أعذرني يمكنك أن تضع أسمك ورقم هاتفك لموظف الفندق وسأكلمك لاحقا.

- أرجو أن تسمح لي يا خالد بأن أحادثك الآن ... فالموضوع يتعلق بزوجتك أمل!

بهت خالد لوهلة قبل أن يستجيب للرجل ، فأصطحبه لداخل الفندق ، ورأي أمل وهي تلقى عليه التحية ودهشة عظيمة تملأ عينيها.

دخلت أمل غرفتهما. بينما جلس خالد يستمع لحسن الذي لم يبدد الوقت وقال موضحا.

- أنا أبن عم أمل ، وأنا الذي تم توكيله للأستفسار منك. فنحن نعمل في بلد واحدة ولم يحصل بيننا تعارف. وددت لو أتعرف عليك من السيرة العطرة الرائعة التي وجدتها عند كل من عرفك هنا. وليس أصدقائك فحسب. وعكست تلك الصورة بكل وضوح لعمي والد أمل ووالدتها الذين رحبوا بك مما جعلهما يوافقان على زيجتكما.

- حسنا ..لقد تم الزواج ولم أراك ولم أتعرف عليك ،حتى المطار لم أشاهدك ، هل هكذا يكون الحال بين الأنسباء.

- أرجو أن تسامحني ،، فالأمر كان معقدا جدا. ولكني كنت في المطار ولقد عرفت بأنك تقيم هنا. لذلك أتيت للتعرف عليك.

- حسنا لا بأس . بما أنك سألت عني وعرفت عني الكثير فهذا جيد. وأنا الآن عرفت أنك أبن عم لأمل التي هي زوجتي وأنك تعمل هنا. هل هناك المزيد الذي لا أعرفه.

- لا شيئ مهم ، ستعرف الكثير بالتدريج وهو في الغالب ليس مهما؟

- قصة جابر أليست مهمة؟

- عفوا؟

- ماذا لا تقل لي أنك لا تعرف جابر أو قصته؟

- حسنا يبدوا أنها لم تصبر ولا لحظة.

- وإلى إي مدة كنت تودون أن تجعلوها تصبر؟

- أرجو أن لا تفهمني خطأ فأنا ...

- بت لا أفهم شيئا لا خطأ ولا صحيح ، هل بأمكانك أن تشرح لي الأمر برمته؟

- أمل وجابر أبنا عمومة وقد عاشا معا في منزل واحد وتربيا معا. وعندما شبا معا لحظ والد أمل بأن علاقة تتشكل بين أمل وجابر ، فأبعد جابر وجعله يعيش معنا ، أقصد في بيت والدي .. كان جابر يتيما ولم يحظى بتعليم وافر وكبر ولم يستطيع أن يجد عملا أو أن يصبر على عمل ،، فكان هائما صائعا طوال الوقت ، ويتردد كثيرا على منزل عمي والد أمل. وفي يوم وضع عمي حدا لهذه العلاقة بعد أن عاد متأخرا للمنزل فوجدهما لوحدهما في حديقة المنزل يتسامران بعد منتصف الليل كانا مقربان لبعض. ولكنهما لم يكونا يفعلان شيئا معيبا. فجابر مهما كان رأي الجميع فيه ، فهو يحب أمل كثيرا ولا يمكن أن يؤذيها على أي حال. فتم ظلمه من قبل عمي وقام بطرده من المنزل وحرم عليه زيارته. وحبس أمل لعدة أيام وحيدة وأقسم بأن يزوجها لأول طارق لبيته أذا ماتوفرت فيه الصفات المأمولة.

- ولم تجدو غير أخواتي الساذجات ، لتحلوا بها مشاكلكم!؟

- لا يا خالد . فأمل فتاة مهذبة ورائعة ، ما كان لأحد أن يتزوجها لو لم يكن بصفاتك. صدقني أخي خالد ، ستكون سعيدا بها صدقني.

- أسمح لي أن أقول لك ، بأني لست مغفلا حتى تواروا سؤاتكم بي.

- أرجو أن لا تخطيئ يا خالد.

- علام أخطيئ أيها الأخ ، فلقد كانت أول كلمة تنطق بها عروستكم المهذبة هي أنها تحب رجلا أخر غيري . وذكرت لي أسمه أيها المبجل. فعلام أخطىء.

- أنها مازالت صغيرة ولا تدرك ما ينفعها ، أرجو أن تعطيها فرصة.

- لا توجد فرص يا أخي .. فقد أستنزفت الحياة كل فرصي. غدا ستكون عند عمك ، أرجو أن يجد لها مغفلا غيري.

خرج حسن غاضبا ، بينما دخل خالد غرفته وهو يقول في نفسه (أتمنى أن لا تكون سلمى قد ذكرت لزوجها بأنها كانت تحب رجل أخر)

......................يتبع ....................................





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-13, 11:12 AM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



فتح باب الغرفة بعنف وولجها ، وشعر بكأنه شخص أخر ، كان ينظر إليها بنظرات متفحصة ، كان يؤلمه أن تكون تلك اليافعة الجميلة ، خديعة كبرى ، خديعة حطت رحالها في مستنقع الألم والهوان ، في ملجأ الغدر والخيانة ، هكذا شعر بنفسه وبأن قلبه لا يقبل إلا الذلة والأنكسار. أصبح كالنمر الهائج ، هجم كما يهجم ، كان يخوض معركة الحقيقة ، الحقيقة التي أراد أن ينتصر لنفسه ، كفى أستهزاء ، كفى خنوع ، يجب أن يعرف كل الناس بأنه يقبل أن يجود بنفسه ولكنه لا يقبل الضيم ولا الظلم ، فهو طيب ولكنه ليس بأهبل أو مغفل. يجب أن ينتصر لذاته المضمحلة ، كان كالدون كيشوت يصارع في طواحين الهواء ، يصارع من أجل أن تظهر له الصورة كاملة. ولكنه فجأة توقف، وخار خوار الصرع ، وأبتعد يعنف نفسه. فلقد كانت الطاهرة عذراء، لقد كانت الصغيرة بريئة ، جلس يتلوى من تأنيب الضمير ، بينما أنذوت في ركن قصى ، مرعوبة تلهث وتحدق بعينين فزعتين. صار يترنح كما الأشجار تتقاذفها الريح. أراد أن يعتذر أن يقول شيئا مخالفا لما حدث يود أن يشرح لها بأنه ليس هو هو . وعندما واجهها رأها ولونها الشاحب تلم أثوابها إليها تستر . وفجأة كأنه مسه جن هب واقفا وأمرها بلبس ملابسها وأن تخرج معه. لم تستطع أن تمانعه ، فلقد أحست بأن قسماته الوسيمة وملامح الوقار التي تبدو عليها ، قد تنقلب إلى ملامح وحش كاسر في أي لحظة.

أمرها بلطف ، وأنتظرها خارجا حتى تلبس ملابسه، وكان يحثها على الاسراع بالنزول.

جلست بجانبه في السيارة التي أنطلقت مسرعة تنهب الأرض نهبا. فقالت له بعد أن رأت فيه هدوءا ، ولطفا:

- ألى أين نحن ذاهبون؟

- إلى المستشفى.

- لماذا؟ ألم تقتنع بعد؟

- لا لا ... هنالك أمر أخر!

- ماهو؟!

- لا شيئى ستعرفين عندما نصل.

ظلت ترقب خالد بصمت وهو يقود السيارة بسرعة عالية. وكان بال خالد مشغول بأشياء عديدة ، وصورة والدة طارق صديقه لا تفارقه.

جلست في مقعد أمام عيادة طبيب تنتظر دورها ، وصارت تنظر حولها وإلى اللافتة التي كتب عليها أسم الطببب وتخصصه ، عندها قالت لخالد :-

- لماذا نحن هنا؟

- للإطمنان.

- على أي شيئ.

لم يجب ، بل أشار إليها بالدخول إلى الطبيب.

دخل خالد وأمل على الطبيب وجلس كل منهما مقابل للأخر. وبدأ الطبيب وكانت أمرأة يبدو عليها الجلد وحدة الذكاء ،في تحيتهما:

- مرحبا ...

- مرحبا .. هذه أمل زوجتي .

- مرحبا أمل .

- مرحبا دكتور.

- ها ما الأمر.

- لقد لحظت حبة داكنة اللون على زوجتي.

- في أي مكان.

- في صدرها ... بالتحديد في ثديها.

تفاجأت أمل بكلام خالد ، ولم تمهلها الطبيبة ، وطلبت منها فحصها.

علمت الطبيبة بأن أمل لم تلحظ هذه البثرة غير الآن. ولكن كان رد الطبيبة بأنه ورم صغير ويجب أجراء أستئصال له على الفور ، وأرسال جزء منها للمعمل.

قالت الطبيبة ستظهر النتيجة بعد أسبوع من الآن. وأرجو أن تكون على خير.

خرج خالد وأمل من المستشفى بعد أن تم أستئصال الورم.

وقالت أمل لخالد وهو يقود العربة:

- ما ذا تظن؟

- خير إن شاء الله.

- هل هو سرطان؟






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-13, 11:13 AM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



لم يستطع خالد أن يجاوب على تساؤلات أمل الحائرة ، فلاذ بالصمت حتى وصلا إلى الفندق. فقال لها:

- سنترك الفندق الآن وسنرحل إلى شقتي ، وبعد أسبوع من الآن ستذهبين إلى ديارك.

لم تقل شيئا وتركته ، يحمل حقائبهما ، ووضعها في السيارة ، وخرجا إلى شقته.

دخلا الشقة ، نظرت أمل إليها متعجبة من أناقتها وأثاثها وتحفها الأنيقة . لقد لمست ذوقا رفيعا في ترتيب الشقة.

كان الشقة تتكون من ثلاثة غرف وصالة كبيرة للضيافة ، ملحق بها مطبخ على الطراز الأنجليزي. أختار خالد غرفة فسيحة لأمل ووضع فيها حقائبها وأخبرها بأنها ستكون لها ، بعد أن جمع أغراض له كانت فيها ، من حقائب وكتب ومجلات وحاسوب محمول.

أشار خالد للمطبخ والحمام و لغرفته ، وقال لها سأكون هنا ، إذا أحتجت لأي شيئ فأطرقي الباب بدون تردد.

دخل خالد غرفته ، ووضع ما أخرجه من غرفة أمل. ثم جلس يفكر في هذا الليلة الليلاء ، فتارة يلوم أخواته ، وتارة يندب حظه ، وتارة يفكر في نتيجة فحوصات أمل. ولم يشعر بالنوم يداهمه ، حتى أستيقظ في اليوم التالي ، ونظر إلى ساعته فوجدها قد تخطت العاشرة ببعض دقائق.

نهض سريعا ، وأخذ حماما باردا ، ثم صنع لنفسه قهوة , وأخذ يرشفها بعمق. لم يشعر بحركة لأمل ، فذهب إلى غرفتها وطرق بابها طرقات خفيفة ولكنها لم تجب. ثم طرقها بقوة فلم تجب ، فأصبح يضرب الباب بعنف ، حتى صاحت أمل متسائلة مالذي يحدث؟ - فقال لها مطمئنا بأنه خالد وأستفسر أن كانت على ما يرام. أجابته بأنها بخير ، ولكنها كانت مستغرقة في النوم. تركها خالد وأنصرف يقرأ بعض من الصحف ويطالع الأخبار. وشعر بها وهي تتجول بين غرفتها والحمام. ثم أتت بجواره وذهبت إلى المطبخ- فأشار إلى مكان الطعام.

كانا يتقاطعان أحيانا في مسارات الشقة دون أن يتكلما.

مرت خمسة أيام دون أن يكون هنالك تبادل للحوار ، سوى بعض الأسئلة والأستفسارات البسيطة عن بعض الأشياء التي تخص الشقة.

بعد يومين حان موعد النتيجة ، كان القلق باديا على وجهيهما. أخذت أمل مكانها في السيارة بينما كان خالد يقودها بتمهل واضح.

كانت نظراته مثبتة على الطريق ، ولم تخفى عليها أنشغال باله. فقالت له:

- هل تظن بأني سأكون على ما يرام؟

- إن شاء الله

- هل فعلا يهمك أمري؟

- وماذا سأجنى أن لم تكوني على ما يرام؟

- في كل الأحوال ستكون ممتننا للقدر.

- أرجو أن تكوني بخير ، وتعودي إلى أهلك سالمة.

- ومتى سترسلني إلى أهلي؟

- غدا .. إن شاء الله.

- هذا خبر سعيد

ثم صمتت عن الحديث ، وظلت تراقب الشوارع المليئة بالعربات والسيارات المختلفة.

وصلا إلى المستشفى . انتظرت أمل خارجا ، بينما قابل خالد الطبيبة . مكث عنده فترة من الوقت ، ثم عاد إلى أمل وجلس بجانبها وظل صامتا . سألته من دون أن تنظر إليه :

- ما الأمر؟

- ستمكثين بعض الوقت معي.

- لماذا؟ ماذا كانت النتيجة؟

- ستتلقين علاجا لمدة خمسة أسابيع.

- كيماوي.

- لا

- هل سأموت ؟ متى أخبروك بأني سأموت؟

- لا لا .. ستتلقين بعض الأشعة . وبعدها ستمارسين حياتك طبيعيا.



دفنت أمل رأسها بين يديها وفخذيها ، وظلت تجهش بالبكاء لفترة طويلة قبل أن تقول بحدة.

( أنها أفضل نهاية لحياة تعيسة)

أستخدم خالد خادمة تقوم على خدمة أمل. وظل يتجنبها ، بعد أن أصبحت تصرخ فيه بأستمرار ، بأنها لا تريد أن تراها ، والموت أفضل لها من هذه الحياة البائسة . وأنهم سيرتاحون جميعا منها. ثم تهذئ لبعض الوقت قبل أن يغمى عليها.

مرت أيام كالدهر بالنسبة لأمل وهي تتلقى الأشعة العلاجية. وبدأ وزنها ينقص ولونها يشحب. وصارت عيناها غائرتان وتنظر بهما بقلق وخوف.

ظل خالد يصحبها إلى المستشفى ويعود بها دون أن يتحدث إليها، ولكنها قالت له وهو يقود السيارة :

- أشعر بأني لست على ما يرام.

- ستكونين بخير . أخبرتني الطبيبة بأن العلاج يسير بخير.

- لا أعتقد.

- لا تكوني متشائمة. يجب أن تأملي في الله ، فهو الشافي.

- نعم .. ومن لي غيره في هذه الحياة.

بعد يومين دخل خالد على غرفة أمل ،، فوقفت متفاجائة وقالت بحزم:

- ماذا هناك؟

- أخبار سارة

- هل التقرير الطبي جيد ؟

- لا .. ليس هذا الأمر

- وماهو الشيئ السعيد أذن؟

- والداك

- ما بهما؟

- بالخارج.

- ماذا ؟

أطلقت أمل صيحة فرحة وخرجت مسرعة من غرفتها لتجد أبواها في صالة الشقة ، فصرخت مسرورة بهما ، وأحتضنت أمها وبكت في صدرها كثيرا ، وأنتزعها والدها ، فألقت بنفسها عليه تبكي وترحى عفوه ورضاه. كانت تقول لهما بأنها أخطأت في حقهما ولم تسمع لهما ، لذلك يعاقبها الله على ذلك ، وتطلب منهما العفو . كانت أمها تبكي وهي ترى حالتها الهزيلة وضعفها البائن بينما قال لها والدها متأثرا:

- بل نحن من أخطأنا في حقك ، لقد ظلمناك وحرمناك حياتك ، وقسونا عليك ، فليسامحنا الله ، ولتسامحينا يا أبنتي.

- لا يا أبي بل أنا من يستحق ذلك.

- لا يا أبنتي ، أنت تستحقين كل خير. أنا سبب هذا البلاء .. ستكون بخير إن شاء الله وسأعوضك عنك كل هذه الأيام الأليمة.

- هل جابر بخير يا أبي ؟

- هو بخير يا أبتني

- هل عرف بأني سأموت؟

- لن تموتي يا حبيبتي .. لن تموتي .. أثق بالله بأنك ستكوني بخير.

- هل أخبرتموه؟

- نعم .. لقد ذهبت إليه وأعتذرت منه. وطلبت منه أن يدعو لك وشرحت له بـأنك كنت مجبرة.

خرج خالد بهدوء من البيت وترك أمل مع وأبويها.



مرت زيارة و ا لدي أمل سريعة ، و جدت فيها الكثير من السلوى والراحة ، وتمسكت ببقائهما أكثر إلا أن و أمها قالت لها بأن والد ها قد تأخر على عمله ، ولم يو افقوا له سو ى عشرة أيام وقد قضى قر ابة الأسبوعين ، كما أنها لا تستطيع ان تتغيب عن أخوتها أكثر من ذلك.

أصطحب خالد أمل إلى المطار لوداع والديها. وفي طريق عودتهما سمعها تت تتنهد قائلة :

- ها قد عدت للوحدة مرة أخرى.

- هنالك لول.

- لول من؟

- التي تقوم على خدمتك.

- أهـ ... هل تظن أن ذلك يكفي لتمضية بقية حياتي.

- لا عليك ستكونين بخير ... ومن ثم ستعودين لإهلك.

- يا رب.

بعد أيام قلائل على رحيل والدي أمل ، حانت نتيجة التقرير الطبي النهائي. ذهب خالد برفقة أمل ، وكان الارتياح بادئا عليه. بعد أن تحسنت حالتها منذ زيارة أهلها وبعد ذهابهم.

ترك خالد أمل كالعادة خارجا ودخل لاستلام التقرير.

تأخر خالد كثيرا هذه المرة . حتى أستبد القلق بأمل فأسرعت تتعقبه ، فإذا بها تسمع حوارا صاخبا بين خالد والطبيبة، والطاقم المشرف على علاج أمل. كان صوت خالد مرتفعا وغاضبا بينما كان صوت الطبيبة هادئا وهي تقول له:

- لقد أستخدمنا الطرق المتبعة في مثل هذه الحالة.

- لا لقد جئت بها . مبكر جدا ولكنكم لم تتعاملوا مع الأمر بجدية.

- أنت تتهمنا بما ليس لك به دراية.

- أنا لا أتهمكم ولكن هذا المشفى لا يتعامل باحترام مع الأمراض الخطرة.

- كيف تقول مثل هذا الكلام.. هذا مشفى متخصص وحا ئز على شهادات دولية.

- حا ئز على ماذا . لقد ماتت أم طارق بعد أن أتمئناها عليكم ولكن هذا لن يحدث مرة أخرى.

- أذن أذهب بهذا التقرير إلى أي مكان تشاء . فلن تجد غير ما أتبعناه وماسوف نتبعه لاحقا .

- لن يكو ن هنالك لاحقا بعد الآن.

ألتقط خالد الملف وخرج غاضبا ليجد أمل واقفه أمامه وعيناها متسعتان كأنها ر أت مئات الأشباح. هدأ ر وعها وقادها إلى سيارته. وهم بالتحرك فقالت له:

- ماذا قالوا؟

- أنهم لا يفقهون شيئا؟

- قل لي ماذا أخبروك؟

- يجب تغيير العلاج.

- لماذا؟

- لم تجدي الأشعة.

- متى سأموت؟

- لا لم يقو لوا شيئ من هذا القبيل . ولا يدرك الآجال سوى خالقها.

- أذن ماذا قالوا؟

- الكيماوي.

............

كان أمرا صعبا على أمل بعد أعتقادها بأنها ستشفى . ودخل اليأس قلبها برغم محاولات خالد العديدة في جعلها تتمسك بالأمل ، فقد أعلمها بأنها ستسافر إلى مركز عالمي متخصص في إ نجلترا ، مركز مشهور بضاحية لندن ، فرص النجاح فيها عالية جدا. وبأنه بالفعل قد حجز لها به.

ربط خالد حزام مقعده، و وضع حقيبة الصغيرة في جيب مقعده الفوقي. بينما كانت أمل تشخص ببصرها عبر نافذة الطائرة التي تطوي الأرض بسرعة لتفارقها لتحط رحاها بعاصمة الضباب.

ألتفتت أمل إلى خالد قائلة:

- خالد

- نعم

- لا أعتقد أني سأعود من تلك الديار.

- ستعودين إن شاء الله

- أود أن أحملك وصيتي.

- لست مجبرة على ذلك.

- أن لم أعد من تلك البلاد . أريدك أن تقول لأبي وأمي أني أرجو عفوهما ورضائهما.

- هما راضين عنك . صدقيني وسيقولون لك ذلك بأنفسهما عندما ترينهم.

- وأرجو أن تقول لجابر . أن أمل أحبتك وقد ماتت وهي تحبك؟

- ..................................

.................................................. .................................................. ..................

وجدت أمل أستقبالا كبيرا من المركز العلاجي ، منذ وصولها أرض المطار ، حيث تم نقلها بأسعاف إلى مكان المركز ، وشرعوا على الفور بعمل الفحوصات، ودر اسة التقرير الطبي . ومن ثم قرروا أن تمكث بالمركز مدة شهرين. يتم من خلالها تعرضها لعدة جرعات من الكميائي وعلى فترات محددة وتكون تحت ملاحظة ورعاية المركز.

أ ستأجر خالد شقة قريبة من المركز وظل يرتاده يوميا للوقوف على حالة أمل.

مرت الأيام الأولى بطيئة وموحشة. ومن ثم أعتاد خالد على الأمر ولكنه فو جئ بمنظر أمل بعد أسبو عين ، فلقد شحب لونها وأصفر وبدأ شعرها يتساقط ، ونحل جسدها نحولا شديدا وبدت عينيها غائرتان ومتعبتان ويائستان.

حتى طلب منه ا لطبيب المباشر لعلاجها. بأن يصحبها لمدة أسبوع خارج المركز فلقد تمت الجرعات المتتالية. ونصحه قبل أن تأخذ الجرعات المتباعدة، أن يصحبها إلى أماكن الخضرة والمياهـ والمنتزهات الطبيعية.

كان شعورا غريبا وخالد يدلف إلى شقته المستأجرة بضاحية لندن وهو يضع حاجياتها في غرفتها ، ويصف لها باقي أمكنة الشقة. فقبل أيام قلائل كانت عروس ر ائعة ا لجمال ، وشعرها الحريري الطويل يعطر كامل بيته وهو يشرح لها تفاصيل بيته. والآن هي تقف ذات الموقف ولكنه أصبحت خيال مليئ باليأس.وو جهها الشاحب يكاد لا يظهر بسبب قطعة قماش تبرز نحافتها وتخفي رأسها الأصلع.

أ جتهد خا لد في أن يجعل من الأيام التي تلت خروجها من المركز. أن تكون حافلة بالعديد من البرامج الترفيهية ،فكان يخرج بها إلى الحدائق والمتنزهات، وإلى معالم المدينة الشهيرة، حتى أنهما ألتقطا صورا كثيرة أمام كل معلم من معالم لندن وماحولها.

بعد قضاء أسبوع لحظ خالد تغير حال أمل ، فقد بدأت تتفاعل مع المعالم والمناظر والحدائق. ولكنها لحظت في خالد سرحانه وهدوؤه وكثرة محاداثاتة التلفونية. لقد كانت أغلبها تتحدث عن أمور عمله وشغله.

وفي يوم هما في حديقة هايد بارك بعد أن صحت أمل من غفوة تنتابها كثيرا أثناء سياحتها. وجدت خالد بعيدا عنها يتحدث والقلق ظاهرا عليه. كان يبدو أن هنالك خطبا ما. فأنتظرته حتى أنهى حديثه وجلس بجو ارها وهو ينظر إلى لا شيئ، شاردا بذهنه. فقالت له:

- ما الأمر؟

- أوه .. لقد صحوت أذن؟

- منذ مدة . ما الأمر؟

- لا شيئ متاعب العمل.

- متاعب العمل! وأي متاعب هذه؟ منذ أن قدمت وأنت لم تذهب إلى عملك.

- لا عليك.

- قل لي : ماهو عملك ... أقصد ماذا تعمل ؟ أعذرني أن كنت لا أدري للحظة ماهو عملك بالتحديد.

- لا بأس .. فأنا أعمل في التجارة العامة . ولدينا مكتب تجاري أنا وشركائي يدير أعمال في أماكن عدة.

- ما شاء الله ... لهذا أنت ثري.

- الحمد لله

- أذن لمااذا لم تتزوج سلمى؟

- سلمى!!

- نعم سلمى – حلم الصبا ووعد المستقبل-

- ماذا؟ وما أدراك؟ من أين أتيت بهذه العبارة وكيف عرفت سلمى أصلا؟

- هدئ من روعك. لقد جمعت كل أغراضك ولكنك نسيت أن تأخذ كنز ذكرياتك من الغرفة التي تركتها لي.

- يا للهول . أين كانت تلك العلبة السخيفة؟. فأنا لا أدرك مكانها منذ سنوات.

- جد لي تفهما. فلقد تصفحتها كلها وقرأتها حرف حرف. فأحد عيوبي هو معرفة وبحث كل ماهو غامض ويقع في يدي.

- تلك عادة سيئة.

- نعم أنها لكذلك ولكن ماذا أفعل .. فهذه واحدة من عيوبي العديدة. ولكن الحق يقال أن خطاباتك وعباراتك منتهى الروعة والجمال .. هل أنت شاعر؟

- لا ... أنسى الأمر فلم يعد مهما.

- ههههه وتلك الصور الكثيرة. أذا قالوا أن ذلك الصبي المرح هو أبنك، لنكرت ذلك. فكيف بالله أصبحت عابسا هكذا؟

- أهذا سؤال - بعد أن قرأت وحفظت كل تلك الرسائل ؟!!

- أذن مازلت تحبها ... أليس كذلك؟

- لا ليس كذلك ،، وتلك العلبة سيكون نهايتها بعد عودتي مباشرة.

- قل لي : لماذا لم تتزوجها ؟ وأنت تحبها كل ذلك الحب وهي كذلك كانت رسائلها تدل على أنها متيمة بهواك.!

- هل الأمر يهمك كثيرا؟

- قلت لك أن لي عادة هي معرفة كل ماهو غامض وغريب ويقع في يدي .. ههههههه وأنت الآن قد وقعت هيا .

- لقد كانت سلمى فتاة طيبة وجميلة وأنيقة ولقد ترعرعنا ونحن نحب بعضنا البعض ، كان الجميع يدرك ذلك. ولكن سلمى كانت تتبرم من أهتمامي بأمي وأخواتي ، خاصة بعد رحيل والدي فلقد كنت أشرف عليهم، وكانت هي أنانية يسؤها أن لا تكون في مقدمة أهتمامي . كان ضيق اليد يقف حائلا بين زواجنا وبين مسئولياتي تجاه أسرتي. فقررت الهجرة ، وفعلا وجدت عملا لابأس به. ولكنه لم يحقق كل ر غباتي . وبعد مر ور خمس سنوات وكلما وفرت مبلغا . داهمتني ظر وف كزوا ج شقيقتي أو تعليم أخرى . هكذا حتى فوجئت برسالة لها تقول لي أن لم تأتي لتتزو جنى خلال شهر فأنها ستتزو ج من غيري.

- ولم تستطع أن تجهز حالك خلال ذاك الشهر؟

- ولم أكن أدرك بأنها جادة. حتى تزوجت د ون أن تتقبل أعذاري.

- ثم

- بعد ذلك كرهت الفقر والعوز ، وصممت أن أترك أمر الزواج برمته ، وتركت كذلك العمل وبدأنا عملا خاص أنا وبعض أصدقائي وفي خلال سنو ات قلائل أصبحت لنا شركة معتبرة والحمدة لله

- يبدو أنكم تكسبون جيدا!؟

- الحمد لله .

- لذلك قررت أن تتزوج دون حب ؟

- ليس تماما.

- كيف ليس تماما وقد تزوجت من غير أن تعرف الفتاة التي ستكون شريكة حياتك!

- لقد فوضت أمري لله ولأمي وأخواتي.

- هذا أمر غريب.

- لم أكن أنوي الزواج فهم الذين أصروا عليُ.

- ها ... أذن ... أيكفي أن تعلم بأن أمك وأخواتك هم الأساس ، وأن تكون هادئة ومطيعة – بالله عليك أهذه شروط تقال لفتاة محترمة ، من دون أن تتصل بها أو تعرف رأيها أو تتشاور معها فيما تحب أن تكون عليه – على الأقل كان يجب أن تعرف ماذا تحب أن يكون لبسها وأحذيتها وزينتها.

- لقد كان خطأ مني – خطأ كبيرا أن أترك الأمر لغيري.

- لقد شعرت بالمرارة والأسى وأخواتك يتلون على شروطك . قبل أن يمطراني بمدحك وصفاتك الحميدة.

- هل حقا فعلوا ذلك؟

- ودت لو أني شنقت نفسي ساعتها.

- لا عليك ... سيعود الحال كما كنت.

- هل مازلت تحب سلمى؟

- لماذا تسألى؟

- أود أن أعرف أن كان جابر مازال يحبني؟

- ..........................

- هل تعتبرها خائنة؟

- أن الأمر قسمة ونصيب.

- لقد أعتبرني جابر خائنة

- هيا يجب أن نذهب.

- إلى أين ؟ مازال الوقت مبكرا!

- سنذهب إلى المطار فهنالك من هم قادمون!

لم تصدق أمل خالد حتى رأت والديها وهما بصالة القدوم. قفذت من الفرحة ولوحت لهما وهرعت تستقبلهما. أختلطت دموع الفرحة مع دموع شوقها لهما. وبكت كثيرا في أحضانهما.

جلست أمل مع أمها يتجاذبان أطراف الحديث بينما كان خالد يشرح لوالدها تطور العلاج ومراحله.

مر أسبوع وحان وقت دخولها المركز لتلقى الجرعات الأخيرة من مراحل العلاج الكيمائي. ودعت والديها بعد أن صحباها إلى المركز. وغادرا برفقة خالد إلى المطار.

حجزت أمل بالمركز طيلة أسبوعين بينما ظل خالد يتردد عليها يوميا. كانت تلحظ عليه تجهما وقلقا ، رغم أن تحسن حالتها كان يسعده. فقد كان يكثر من المحادثات التلفونية مع شركائه في العمل ويبدو عليه الشرود والتعب.

أنتهى العلاج ولكنها بقيت محتجزة بقية تحت العناية والملاحظة ولأجراء المزيد من الفحوصات. تحسنت حالتها وتفتحت بشرتها ونضر وجهها ، وبدأ شعرها في النمو مرة أخرى. أقبلت على الأكل بشهية مفتوحة ، كانت تشعر بأن السعادة قريبة منها. وأن الأيام التعيسة في حالة إلى الزوال – كنت تشعر بتفاؤل كبير فهذا يوم نتيجة الفحوصات النهائية ، كانت من داخلها تشعر بالإطمئنان. فلقد كانت العافية تسري في جسدها المنهك، فتبدل تعبه راحة ، وسقمه صحة وعافية، وضعفه وهزالة رغد ونعمة. ولكن قد تأخر خالد ليس كعادته كل هذا التأخر. تسآلت مالذي يجعله أن يتأخر في يوم كهذا – لم يمهلها الوقت كثيرا للحيرة ، حتى سمعت باب غرفتها يطرق. أحسنت من وضعها وهي تقول لعادة خالد دائما في الإستئذان (تفضل) وتوقعت أن يدخل خالد ، ولكن كانت دهشتها عظيمة عندما وجدت الداخل هو الطبيب المشرف على علاجها.

حياها وقال ممازحا:

- أفمثل هذا اليوم تتأخرون عن معرفة النتيجة؟

قالت أمل بشوق وتمنى:

- كيف هي يا دكتور؟

وقبل أن يجيب الدكتور أقتحم الغرفة الطاقم المشرف على العلاج بالكامل وهم يحملون حلوى كبيرة ، وقدموها لها بمناسبة الشفاء الكامل. وقال الطبيب والسعادة والحبور يبدو عليه:

- أنها أفضل نتيجة تسجل لدينا ، منذ إنشاء هذا المركز. فأستطيع أن أقول لك أنك قد شفيت تماما ، وليس هنالك الآن وجود لأي سرطان أو غيره. والعلاج الذي اخذتيه في الأول وفي هذا المركز ، كان بمثابة المانع والواقي . وأنه من الخير بحيث لن يصيبك مستقبلا أي نوع من أنواع السراطانات.

قفذت أمل وهي فرحة وتحمد الله على صحتها ، وأخذت تسأل وتتأكد من صحة المعلومات من كل فرد ، وهم يجيبونها بكل ود وسرور. وعندما وجدوها تسجد لله حمدا تركوها مع ربها وخرجوا.

ولكن بعد قليل دخلت عليها ممرضة وهي تقول لها بأن هنالك شخصا جاء لزيارتك. فطلبت منها أن تتركه يدخل. خرجت الممرضة ، بينما كانت هي تستعد بتخير العبارات التي تستطيع أن تشكر بها خالد.

فتح الباب وقامت تستقبله. وكادت أن تصعق وهي تهتف بكل قواها:

- جابر!!

...................يتبع....................... .... ........................





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-13, 11:23 AM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



أمل ... كيف حالك.

- لا أصدق عيني .. هل أن جابر بنفسه؟

- نعم يا أمل أنا جابر – ماهذا يا أمل ما كل هذا ،، يبدو أنك عانيت كثيرا؟

- الحمد لله على كل حال. أنا في أفضل حال .. أنك لم تراني قبل عدة أسابيع .. لن تكن ستعرفني.

- الحمد لله .. وكيف العلاج وماهي النتيجة النهائية؟

- العلاج أنتهى والنتيجة ممتازة جدا والحمد لله .. لقد أنتهى المرض ولن يعود مرة أخرى في أي صورة كانت.

- الحمد لله .. ربنا رحيم.

- الحمد لله .. ومن أخبرك بأن هنالك نتيجة؟

- والدك هو الذي أخبرني وهو الذي أعطاني عنوان المركز ورقم الغرفة.

- وكيف وصلت إلى هنا .. من أين أتيت بالمال ؟ فأنا أعرفك فأنت مثل فأر الخلوة.

- مازلت تحتفظين بروح الدعابة ... أمن أجل المال تركتيني؟

- كيف تقول ذلك يا جابر ؟ وأنت تعرفني جيدا ،، ألم يخبرك أبي بما طلبت منه؟

- لقد أخبرني وقد شعرت بأنه يتألم من تأنيب الضمير .

- مسكين أبي ، يريد لي الخير ولا يدرك أين هو.

- هل أنت على ما يرام؟

- أنا بخير ولكن أخبرني ماهي أحوالك وكيف أستطعت أن تأتي إلى هنا؟

- أنا بخير .... فبعد أن تركتيني جأ......

- أنا لم أتركك لماذا لم تصدقني . لقد أجبرت و...

- حسنا .. حسنا ...... المهم بعد تزوجت ورحلت ، عشت بعدك أيام قاسية ، حتى ظننت بأن أخر من كان يهتم بي ،، تركني وذهب . فبت ليال كثيرة مريضا وتائها. قبل أن يأتي عمي لي ويخبرني بأنه من أجبرك على الزواج وأنها عاندت ورفضت ولكنه أغلظ عليك وتم الزيجة. كان يبدوا حزينا وتعيسا ثم أخبرني بأنك مريضة بالسرطان وطلب مني أن أسامحه. عندها شعرت بالألم نحوك وظللت أتردد على عمي بقصد التخفيف عنه ، ولكن في حقيقة الأمر كنت أنا من بحاجة أن يخفف عني. فرؤية منزلكم والأماكن التي كنا نجلس عليها وشهدت حبنا وكبرنا بها وفيها. كانت تشعرني بأني حي. مرت الأيام وأنا أتفقد نفسي عند عمي ، حتى وجدت معه ذات يوم رجل قال لي بأنه كان صديقا لوالدي ، وأنه غاب عن بلادنا سينينا عديدة قبل أن يعود ليتعرف على ، فلقد ذكر لي الرجل بأني أبي هو من ساعده في الهجرة ، وهو الذي قد دفع له ثمن التذكرة وغيرها من معينات السفر. وأنه جاء ليرد بعض الدين الذي عليه.

- ها ......... وماذا بعد.

- لقد وظفني عنده في العمل ، فأجتهدت في الأيام القليلة السابقة ، ولمس في من القدرة على أداء العمل والذكاء ، حتى جعلني أدير له فرعا كاملا في البلاد. وظللت أتنقل من مكان إلى أخر ، فمجال التجارة مجال رائع ويجعلك أن تتعرف بكثير من الناس والبلدان.

- يا الله ،، هذا جميل جدا.

- لقد زرت الصين ، ودبي ودمشق وكثير من المدن التجارية في المنطقة

- رائع جدا.

- ولقد طلبت من صديق والدي أن يأذن لي بالسفر إلى هنا. وذكرت له بأني أستطيع أن أستفيد من هذه الزيارة.

- يا لك من محظوظ . أنه عمل رائع بحق .. أنت تستحق كل هذه الثقة ، فلطالما كنت أدرك ذكاؤك ومهاراتك العديدة.

- نعم .. أنت فقط التي كنت تشعريني بأني أنسان مهم.

- وما زلت مهما عندي.

أراد جابر أن يقول شيئا ، ولكنه أحجم عندما سمع الباب يطرق طرقات وئيدة ، أسرعت أمل قائلة (تفضل) ، فأسرع خالد يبارك لأمل بكل سرور وفرح طاغ ، ويؤكد بأن قلبه كان يحدثه بشفاؤها التام. قبل أن تنقبض أسارير وجهه وهو ينظر إلى جابر ، مد له يده ونظر إلى أمل بنظرات مستفسرة ، فرددت على الفور بإرتباك:

- أنه جابر ... جابر إبن عمي

رد جابر بإقتضاب وهو يصافحه :

- تشرفنا

- تشرفنا

- جابر .. هذا خالد

صافح خالد جابرا ، وقال بهدوء:

- تشرفنا جابر ،، حمدا لله على السلامة

- حمدا لله ، شكرا

- متى وصلت ؟

- توا.

- أين تقيم؟

- بفندق في وسط البلد.

- حسنا فلتذهب أولا معنا

ترك خالد أمل وجابر ، وخرج بعد أن جمع أغراض زوجته وسبقهم إلى حيث تقف السيارة.

وضع خالد الأغراض ،في حقيبة السيارة ، وأخذه مكانه في عجلة القيادة ، وفتح باب المقعد الأمامي لزوجته ، التي قدمت بصحبة جابر وقد رأها بمرأة العربة وهي تتحدث مع جابر بسعادة. جلست أمل في المقعد الخلفي ، بينما وقف جابر محتارا قبل أن يذهب إلى المقعد الأمامي ، ولكن أمل طلبت منه أن يجلس بجوارها. أغلق خالد الباب الأمامي ، وأنطلق بسرعة جنونية ، حتى شعر بأنهما أنكمشا في مكانهما. فخفف السرعة. وبدأ يهدأ قليلا.

أراد جابر أن ينزل عندما وصلت السيارة بالقرب من مكان أقامته ، ولكن رد خالد بحزم :

- ستذهب معنا لتتناول واجب الضيافة أولا

- حسنا

جلس خالد أمام جابر ، بينما ذهبت لإعداد قهوة .

نظر خالد إلى جابر وسأله:

- كيف حال عمك وزوجته؟

- بخير .. سأهاتفهم لأبشرهم بالأخبار السارة.

- لا عليك ... من المستحسن أن تخبرهم أمل بنفسها.

- نعم نعم من الأفضل.

- ما ذا تعمل؟

- في شركة تجارية.

- وفيما تتاجر؟

- هههههه في كل شيئ ، الأثاثات ، والأجهزة الكهربائية ،، حتى في اللعب والبزازات وحفاضات الأطفال هههههههه.

- حسنا.

- وما طبيعة عملك بالتحديد.

- أقوم بمراجعة ماهو موجود بمخازن الشركة ، وبما هو مطلوب ثم أعمل على توفيره من أي مكان يحقق ربحا أفضل.

- أنه عمل ممتع.

- نعم هو كذلك. وماذا تعمل أنت؟

- دعك مني ، فأنا لست مهما.

- عفوا.

- لا عليك . لا عليك.

أحضرت أمل أكواب القهوة ولكنها فوجئت بجابر يقف. متشكرا ، ومستئذنا ، برغم محاولاتها في أبقائه . إلا أنه ذكر لها بأنه يجب عليه أن ينجز بعض الأعمال والمحادثات.

ودعت أمل جابر بينما ظل خالد يرقبه ، وهو يقول بأنه يتعين عليه أن يسافر غدا، ولا يستطيع أن يعود مرة أخرى.

جلست أمل تجاه، خالد ووجدته يرشف قهوته وهو شاردا بذهنه. أخذت كوبها ورشفت منه رشفه وهي تنظر إلى كوب جابر وخيل لها بأن خالد يرقبها فنظرت إليه ، فأشاح بنظره عنها. أخذا يرشفان القهوة وكل منهما يسترق النظر إلى الآخر قبل أن يتحولا بالنظر إلى كوب جابر. قطع خالد حبل الصمت قائلا:

- أنك تجيدين عمل القهوة. أن لها مذاق فريد.

- حقا.

- نعم لقد أعجبتني .

- ماذا قلت لجابر؟

- ماذا تعنين.

- لقد خرج دون أن يتلقى واجب الضيافة التي وعدته بها.

- لقد أصر

- يبدوا أنك قلت له كلاما جعله يخرج سريعا. هيا أخبرني ماذا قلت له؟

- لا شيئ فقط ، كنت أسأل عن ماذا يفعل وكيف قدم إلى هنا؟

- يبدوا أنك أحرجته ، فجعلته يخرج مجروحا.

- أسمعي ... ستعودين إليه بعد أيام قليلة ، وبأمكانك سؤاله وتطيب خاطره.

- ومتى سأرجع؟

- سأحجز في طائرة الغد ستعودين معي ، وبعدها سترجعين إلى أهلك.

- حسنا.

جلست أمل على نافذة الطائرة كالمعتاد ، وأحكمت من رباط حزامها ، وهي ترى خالد

وهو يتصفح صحيفة بأهتمام. فقالت له :

- هيا ستقلع الطائرة ، يجب أن تربط أحزمتك.

- حسنا . لقد كنت أنا من أربط لك أحزمتك عندما أتينا وكنت يائسة ، والآن أنت متحمسة جدا.

- نعم الحمد لله ،، لقد نجوت بحمد الله.

- الحمد لله

- خالد!

- نعم

- قل لي : كيف أشكرك؟

- قولي شكرا.

- أتراه تكفي.

- نعم ، تكفي جدا فهي كلمة عميقة.

- شكرا

- لا عليك.

- تعرف ... إنك رجل طيب.

- شكرا

- لا أدري ما خطب سلمى ،، يا لها من مسكينة أن تدع رجلا مثلك.

- لا عليك.

- ....................................

- ستمكثين يومين للراحة والتبضع ، ومن بعدها سأحجز لك لتغادري إلى أهلك . هل أنت مستعدة؟

- تماما

- وبعدها سألحق بك بعد شهر.

- هل ستأتي ،، ولماذا تأتي؟

- أعتزم زيارة أمي وأخواتي.

- جيد.

- بعد شهر أريد أن أجدك قد ، رتبت كل شيئ.

- أرتب ماذا؟

- طلاقنا.

- أها نعم ... لم أفكر لماذا لا تطلقني من هنا ، وأذهب لأهلي وأخبرهم بالأمر.

- لا أحب أن أفسد عليهم فرحة شفاؤك ، يجب أن يكون الأمر تدريجيا وبعد فترة من سعادتهما بعودتك سليمة.

- نعم نعم .. هذا أفضل .. أنت دائما مرتب وتعرف ما يجب أن يكون.

- بعد شهر من ذهابك ، يجب أن تكوني قدر أعلمت الأمر ، فعندما أحضر أريد أن أنجز الأمر بكل سلاسة.

- وماذا أقول لهم؟

- قولي أي شيئ .

- مثل ماذا؟

- مثلا بأني .. رجل شرير ، رجل مجرم ، سكير أي شيئ يجعلك في حل عني.

- لا لا .. لا أستطيع أن أكذب.

- أذن قولي دبري الأمر كما تشأئن . فيجب أن يكون كل شيئ واضحا.

- حسنا ، لن أعدم الوسيلة.



بعد يومين كانت أمل قد أعدت حقائبها ، ورتبت هداياها لأهلها، بينما حمل خالد باقي أغراضها إلى السيارة. ثم عاد

ليقف أمام غرفتها ، وعندما أحست به وقفت تنظر إليه ، فتقدم منها وقال بصوت رخيم :

- هل يمكنني أن أطلب شيئا؟

- بكل تأكيد ماهو؟

أريد ... أريد ....

- ماذا تريد ؟ قل فيما التردد لم أعهدك مترددا قط.

- هل بأمكانك أن تعطيني ثوب زفافك؟

- ماذا؟

- لا عليك لا عليك.

- عفوا - لا بأس يمكنك أن تأخذه

أخذه بيد مرتجفة ، وغاب عنها ، ثم عاد ليحمل حقائبها.

لم يكون هنالك الكثير من الحوار ، فلقد كانا صامتين. وقبل أن تغيب أمل داخل صالة المسافرين. قالت له :

- شكرا

- لا عليك ... لا عليك .. لا تنسي بعد شهر يجب أن تكون الأمر قد سويت.

وأنطلقت الطائرة تحمل حقائب العرس التي لم تفتح ، ومعها الكثير من الهدايا

................... يتبع ...........................





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-13, 11:23 AM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



مرت عشرة أيام على سفر أمل ، ظل خلالها خالد منهمكا في عمله ، فلقد هنالك بعض الإشكالات التي وجب عليها حلحلتها. بيد أنه كان يشعر في دواخله بأن شيئ ما قد أنهار. وبرغم المشاكل العديدة التي واجهها مع شركائه في عمله ، إلا أنه حمد الله بأن هنالك أمر قد شغله حتى لا يتوه داخل نفسه. لم يشعر بذلك إلا بعد أن أستقر عمله ، وذهبت همومه . فجلس في الغرفة التي كان قد أخلاها لأمل. أسترخى على أحد مقاعدها وظل يحدق في أركانها وأثاثها وفرشها. كان يحس بأن عطرها وأنفاسها تدخل إلى صدره ، وأنه يتنفس عبقها. تذكر حركتها في شقته. وكيف كانت تمر بجواره فتحرك فيها عواطفه المسكونة ، وعندما يتقاطعا عند باب المطبخ أو في الصالة وبقية الشقة . كيف كان يقاوم الشعور المضنى الذي يحسه على ضمها.

هز رأسه طاردا تلك الأحداث ، إلا أن طيفها عبث بذاكرته ، فراح يتتبعها حتى وصل إلى الساعة التي قالت له فيها (هل مازلت تحب سلمى) لم يكن ذلك السؤال عاديا ، فلقد شعر بوخز في قلبه. لم تكن سلمى هي مصدره، ولكن شعور ما أجتاحه عندما نطقت ذلك. أحس بأن نبرتها كانت تحمل شيئا محببا. كأنها تغار منها هكذا شعر لجزء من الثانية ، وأكد ذلك نظرة خاطفة عابرة حركت مقلتيها في بحر من الغموض ، فغرقت في أتساع عينيه المذهولة.

نفى خالد ظنونه وهز رأسه طاردا الأوهام. ولكنه عاد ليستأكد من حواره معها وهما على متن الطائرة قادمان من أنجلترا، لقد تذكر عندما باغتته :

- هل تكرهني؟

- ماذا؟

- أريد حقا أن أعرف قبل أن نفترق أن كنت تراني أمرأة سيئة!

- لا لست كذلك.

- حقا . وبعد كل الذي قلته له وسببته لك من مشاكل- لقد قلبت حياتك تماما – وأتعبتك معي.

- لا عليك لا عليك.

- أتمنى فقط أن تتفهم موقفي – لقد أعلمتك بأني أحب أبن عمي ، وقد جبرت على الزواج ، ربما خطائي أني لم أقاوم رغبة أبي بما يكفي. ولكن بعد أن تمت زيجتنا وبتلك الطريقة المهينة – صممت بأن أناضل حتى يتم ما أريد.

- لا بأس .. سيتم ما تريدين.

- أنت .. لم يكن لك ذنب .. فأنا لا أجد فيك عيبا .. ولكن ولكن هنالك حياة خاصة بي أنت لا تعرفها. وما كان يجب أن تقحم فيها.

- لا بأس

- أرجو أن لا تعتبرني أنسانة تافهة. لا يجب أن تفكر كذلك . ضع نفسك في مكان محايد وأنظر لوضعي ستجدني أني ضحية تلاعب بها الزمن ووضعها في قدرك.

- منذ أن رأيتك . لم أشعر بأنك تافهة . أنظري إلى الأمر من زاوية أخرى. ربما أراد الله لك أن يتم علاجك. لقد أمتحنك الله وقربه منك . لتعلمي بأن رحيم

- فعلا . هذا ما فكرت فيه طيلة ليلة البارحة. ربما أراد الله لي الشفاء ، وأن يكون مرضي هو تقريب بين أبي وجابر ، هل تعلم أن أبي كان يكره جابر وكان يمقته ويراه فتى فاشلا وعابثا. ولكن الآن أشعر بأني قد عرفه تماما . بل أني أقسم أنه الآن يحبه.

- أذن كان الأمر في النهاية خيرا.

- نعم بالنسبة لي فهو خير كثير، ولكني لا أراه كذلك بالنسبة لك. رغم أني أتمنى من كل قلبي أن تحيا سعيدا وتجد المرأة التي تقدرك.

- أنا أيضا أراه خيرا. فمنذ زواج سلمى ، شعرت بأن لا قيمة للأنسان إلى المال ، فعكفت أعمل وأجتهد لذلك . كان همي أن أجمع أكبر ثورة ممكنة. فتراجعت كثيرا عن الأشياء التي كانت تمثل لي معنى الحياة ولم يبقى معنى غير معنى الثراء .. ولكن زواجك منك .. بقدر ماهو كان مخيبا ومعيبا. إلا أنه كان بمثابة التنبيه لي ، والفرصة التي أعادت لي التوازن النفسي في تغيير نظرة للحياة مرة أخرى.

- أتمنى أن لا تراني وقحة.

- لا أعتقد ذلك فمنذ أن رأيتك أدركت بأنك مختلفة .. مختلفة تماما. لا أنكر أني تألمت وشعرت بأن كبريائ كرجل قد وطئى عليه. ولكن تمسك بموقفك كان له أثر في نفسي. أنت أنسانة رائعة ، وتستحقين فعلا كل خير.

- ماهو ذلك الأثر؟

- تمنيت لو أن سلمى كانت مثلك.

- ها...... مازلت تحبها!

- لا أعني ذلك أنتهى حبي لها منذ أمد بعيد.

- أذن لماذا تحتفظ بذكرياتك معها؟

- أنا نفسى لا أدري لماذا .. ولكني توقفت عن رؤيتها منذا زواجها.

- أذن لماذا ذكرتها وتمنيت لو أنها فعلت مثلي.

- كل مافي الأمر بأني لم أشعر بأنها قدمت شيئا لحبنا. بينما أنت تمسكت بما ترغبين فيه.

توقف خالد عن ذكرياته ، وشعر بأنه في حاجة للأتصال بأمل لمعرفة ماحدث معها. وفي اللحظة التي تناول فيها هاتفه وجده يرن ، وظهر أسم والد أمل على الهاتف.

ألتقطه بسرعة ورد:

- مرحبا

- مرحبا .. خالد .. كيف حالك؟ أمل تتحدث معك.

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, يتبع … ………………..





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-13, 11:24 AM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



مرحبا أمل .. الحمد لله أنا بخير . وأنت؟

- أنا بخير .. بل أنا سعيدة والحمد لله .. لقد أشتقت لأخوتي كثيرا وأصبحت أقضى معهم معظم وقتي.

- هذا جميل. وكيف هم ووالديك؟

- هم بخير جميعا . لقد طلبا مني أن أحادثك وهما الآن يشيران إلى بتحيتك.

- تحياتي وسلامي لهما ولكل أفراد أسرتك.

- (خالد يسلم عليكم جميعا) ... خالد!

- نعم أمل أسمعك.

- لقد ذهبت في زيارة إلى والدتك وأخواتك.

- حقا .. وكيف حال أمي وأخواتي.

- أنهم جميعا بخير .. أنهم طيبون جدا يا خالد .. لقد تعرفت إليهم عن قرب. أنهم يحبونك كثيرا.

- وأنا كذلك أنهم طيبون فعلا .. الحمد لله إنك عرفت ذلك.

- نعم نعم

- أمل

- نعم

- ماذا فعلتي؟

- فيما؟

- في أمرنا ... أعني .. هل رتبت الأمر.

- حقيقة لا

- يجب أن أحضر ويكون كل شيئ جاهزا.

- لم أستطع أن أكذب .. أنك تدرك ذلك

- لا أطلب منك أن تكذبي .. فقط أن تلمحي للأمر.

- هذا لا يجدي .. فلقد ظللت أتحدث عنك طوال الوقت بكل ماهو طيب. علاوة على ذلك فلقد شاهد أخوتي صورنا ، وطلبوا أن قص عليهم أماكنها وأوقاتها . ولا تنس هداياك لأبي وأمي وباقي أخوتي وكم سعادتهم بها كل هذا صعب على أن ألمح بخلاف ذلك.

- أذن ما الأمر.

- يجب عليك أن تقوم بما يجب عند حضورك.

- كيف ذلك .. أسمعي لقد أتفقت معك على أن توضحي الأمر .

- لم أستطع ولا أحب أن أقول شيئا غير حقيقي عنك.

- قولي الحقيقة .. بأنك تحبين جابر وأنا أعلم ذلك ، لذلك أتفقنا على الطلاق.

- حسنا سأفعل ذلك ،، وأن كان يضعني في موضع حرج.

- لم تتحرجي عندما أخبرتيني .. وذكرت بأنك ستناضلين.. هيا أذن ناضلي ،، وعندما أعود سأساعدك.

- حسنا ... مع السلامة.

- مع السلامة.

مر أسبوعان على تلك المحادثة، وتبقت أيام قليلة على زيارة خالد للبلاد. ود خالد أن يحادث أمل أكثر من مرة ، ولكنه يحجم عن ذلك كلما تذكر ما خلصت إليه محادثته الأخيرة معها.

ولكنه أحب أن يكلمها فأمسك بهاتفه ، ولكنه تردد وأخذ ينظر إلى رقم والدها كثيرا ، قبل أن يضع الهاتف جانبا. وهم بأن يقوم لإنهاء بعض الأعمال ولكنه سمع الهاتف يرن. فنظر إليه ليجد رقما غريبا ولكنه من بلاده. ألتقطه بسرعة قائلا:

- مرحبا

- مرحبا خالد

- أمل!

- كيف حالك أنا بخير .. كيف أنت؟

- أنا بخير

- وكيف حال أهلك؟

- كلهم بخير .. خالد!

- أنا اسمعك

- لقد رأيت طارق

- طارق من؟

- صديقك ، صديقك طارق الذي كان يحمل اللافتة في المطار ، وكان يرقص في الحفل.

- نعم نعم ...... أين قابلتيه.

- لم أقابله ولكني رأيته مع جابر.

- حسنا .. أنه في الوطن يقضى إجازة. ما به؟

- من أين يعرف جابر؟

- لا أدري .. لماذا لا تسألي جابر؟

- لقد أخبرني بأنه صديق والده.

- يا لها من صدفة.

- ليس الأمر صدفة يا خالد وأنت تدرك ذلك.

- أدرك ماذا.

- قل بكل وضوح يا خالد .. هل أنت من يوظف جابر.

- ماذا ،، ماهذا الهراء.

- ليس هراء .. أنت الذي فعل ذلك .. أنت من وظفت جابر في شركتكم. أتنكر.

- وما أدراني ،، فشركتنا لها أفرع عديدة ولهم موظفون كثر. حتى أنا لا أعرفهم جميعا.

- أسمع ياخالد لا تراوغ ،، أنت من أختلقت تلك القصة الغريبة بشأن صاحب عمي ذاك. أنت من وظفت جابر وكانت بأوامرك.

- أنه فتى ذكي ،، وهو مكسب للشركة.

- لماذا .. لم تخبرني .. ولماذا فعلت ذلك أصلا.

- حسنا دع الأمر .. لماذا أنت غاضبة هكذا؟

- وكيف لا أغضب.. لماذا لا تخبرني بالأمر .. أنا لم أطلب منك ذلك . كل ما وودت أن تعلمه بأن تخرج من حياتي وليس أن تتحكم فيها.. مالذي ترمي إليه من وراء كل ذلك.

- لا أرمي إلى شيئ ... لا تغضبي هل تودين أن أشير إلى طرده من العمل؟

- لا تراوغ يا خالد .. ما كان لك أن تفعل أمرا كهذا .. ماذا تريد مني .. هل تريدني أن أشعر بالإمتنان لك طوال حياتك ... هل تعتقد بأنك بذلك تسهل أمري وتسعدني .. هل تعتقد بأنك تقدم لي خدمة وتتكرم علي. لا يا خالد .. مازلت لا أصدق لماذا تفعل ذلك . بأن تترك شغلك وتتفرغ لعلاجي .. ومن ثم تتدخل في حياتي.

- عذرا أن كنت قد ألمتك .. ولكن صدقيني لم أقصد إيذائك.

- وماذا تقصد؟ أريد أن أعرف حقا ماذا تريد بكل ذلك .. هل أنت طيب جدا إلى هذا الحد؟ لا لست كذلك ، فلقد رأيت منك تلك الليلة ما هو خلاف ذلك.

- وماذا ترين أنت؟

- لا أدري ولكني أشعر أنك ،، إنك تنتقم مني بطريقة مختلفة .. تثأر لكبريائك وكرامتك التي قلت أنها وطئيت.

- هل حقا ترين ذلك؟

- أنه شعوري .. أشعر بأنك رجل مريض ..

- شكرا

- شكرا على ماذا .. هذه هي الحقيقة .. أنك تستمتع بتعذيب نفسك. .. تغرقك في ذاتك لتعذبها.. ماذا تريد مني .. وماذا تريد من تلك الخطابات والصور والذكريات التي جمعت بينك وبين سلمى. سلمى خلاص تزوجت وأنجبت .. وأنت تحب أن تألم نفسك وتستمتع بآلامك.

- حسنا .. أن كنت ترين ذلك.. فما ضيرك .. ستنعمين بحياتك ، بينما أستمتع أنا بآلامي كما قلت.

- ما كان لك أن تخطط لحياتي .. ما كان لك أن تسمح لنفسك أن تتدخل في أموري. لماذا تنتقم مني .. لقد قلت أنك تتفهم الأمر.. ولكنك كنت تضمر لي غير ذلك.

- لا أنتقم منك .. يجب أن تدركي ذلك .. ولما كنت قد أخفيت عنك حقيقة الأمر.

- أذن لماذا فعلت كل ذلك. .... قل لماذا صرفت كل مالك وحصتك في العمل على علاجي .. دخلت في مشاكل عديدة في العمل بسببي ،،لقد علمت ذلك بطريقة ما.. نعم لقد قابلت زوجة طارق.. .وأخبرتني بأمر شركائك في العمل .. وأنهم كادوا أن يصفوا حصتك ويبعدوك عن العمل ،،، وأنت لم تعبأ بالأمر ... رغم محادثاتهم لك .. أصريت على أنفاق حصتك على علاجي . وفوت صفقة كبيرة للشركة.. لماذا تفعل ذلك وأنت تدرك بأنني لست لك. ولن أكون لك في يوم ما.

- يجب أن تعلمي بأن عندما فعلت ذلك ، فأنا أفعله لزوجتي مهما كان وضعي معها .. مازلت زوجتي وكان يجب أن أقوم بواجبي تجاهك على أي حال. مهما كلفني ذلك من أمر.

- حسنا . ولو أقتنعت بهذا الحديث .. ما هو هدفك من توظيف جابر حتى يكون قادرا على تحمل الحياة؟ ما هو هدفك من كل ذلك وأن تدرك بأني سأتزوجه لا محالة؟

- أردت فقط أن تكوني سعيدة.

- لماذا؟ هل تريدني حقا أن أصدقك بأنك رجل طيب إلى هذا الحد؟

- لا لست طيبا كما تشيرين.

- أذن لماذا فعلت ذلك؟

- لأني ... لأني أحبك.





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-13, 11:28 AM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



لا لست طيبا كما تشيرين.

- أذن لماذا فعلت ذلك؟

- لأني ... لأني أحبك.

- ........................

- نعم ... أحبك ... هل تريدين أن تسمعي ذلك. أني أحبك.

- لماذا أجبرتيني على قول هذا؟ ألا يرضيك أن أبتعد عنك في هدوء.

- ..................................

- أنا نفسي لا أدري لماذا فعلت كل ذلك ...وأنا الذي جعل جمع المال كل همه ومبتغاه في هذه الدنيا.. ولكني منذ أن رأيتك شعرت بقلبي يخرج من مخبأئه .. شعرت بالدماء الحرى تجتاح دواخلي .. شعرت بأني لم أعش إلا لأقابل هذا الوجه الجميل...

- .................................

- أتركيني الآن أعذب نفسي وأتألم .. أنا لا أستمتع بآلامي .. ولكني أموت في أحزاني .. أتركيني وأذهبي إلا من تحبين .. وأنسيني .. فأنت لست في حاجة إلى أن تذكريني .. ولكني لم أقصد أبدا إيذائك .. لقد فعلت كل ما يفعله المحبون لمن يهوون ...

- ..............................

- لا عليك ... لم أود أن أقول لك ذلك .. سينتهي الأمر بمجرد عودتي .... وأرجو أن تعلمي بأني أحب لك كل الخير .. وأتمنى أن تسعدي طوال حياتك مع من تحبين.

- هل سنظل أصدقاء

- لا ........ لا يحق لك أن تتخذي صديقا غير زوجك

- ...................

- أعتبريني أخا أخا لك ....

..................... يتبع .......................





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
زواجج

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:33 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.