آخر 10 مشاركات
سارية في البلاط الملكي * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : هديرر - )           »          نساء من هذا الزمان / للكاتبة سهر الليالي 84 ، مكتمله (الكاتـب : أناناسة - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          قبل الوداع ارجوك.. لاتذكريني ! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          السر الغامض (9) للكاتبة: Diana Hamilton *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          عشقكَِ عاصمةُ ضباب * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          تريـاق قلبي (23) -غربية- للمبدعة: فتــون [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : فُتُوْن - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree2Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-08-13, 11:45 PM   #21

هبة

روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبة

? العضوٌ??? » 3455
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,166
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » هبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond repute
افتراضي


مشكورة آجر على الفصل الرائع ...



يبدو أن عفاف رغم صدودها و كلامها الأولى لسامى إلا أنها كانت تتمنى لو أنه أثبت العكس من حديثها و قلب عليها الطاولة و لكنها إلى الآن لا تدرك أنه لولا حديثه الذى جرحها لما كانت قد تعلقت به و فكرت به بهذه الصورة و يبدو أنه قد غير بنفسه ليحسن صورته فى عينها ... كلاهما يصبر على هذه الخطوبة ربما لأن هناك مشاعر تتقد و تتحين الفرصة كى تنفجر ...


و إلى الآن ما زلت عند رأيى بخصوص نادر و طارق رغم كل شجاراتهما و لكنهما وقت العازة سيجد الواحد منهما أخوه بجانبه ...


فجر ... لا تدركين أن تقربك الذى تتوقين له من عفاف سيكون فيه أنك ستقفين أمام طارق و أمام ما فعلته بالماضى الذى ترغبين بنسيانه و التوبة منه ...


آجر متابعاكى و شكراً لك




هبة غير متواجد حالياً  
التوقيع






اللهم ارحم والدى برحمتك الواسعة ...إنه نزل بك و أنت خير منزول به و أصبح فقيراً إلى رحمتك و أنت غنى عن عذابه ... آته برحمتك رضاك ... و قهِ فتنة القبر و عذابه ... و آته برحمتك الأمن من عذابك حتى تبعثه إلى جنتك يا أرحم الراحمين ...

اللهم آمين ...
قديم 23-08-13, 11:58 PM   #22

آجر.
 
الصورة الرمزية آجر.

? العضوٌ??? » 302737
?  التسِجيلٌ » Aug 2013
? مشَارَ?اتْي » 27
? الًجنِس »
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » آجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


أعزائي ..
أطيب التحيات لكم ..

كُنت أهمّ بكتابة الفصل الثامن وأردت بشدة أن يكون اليوم هو موعد إرسال الجزء ، لكنني أراد الله أن لا ارسله اليوم ، أعتذر من الجميع ، لم استطع إنهاء ما كتبت بسبب وجود بعض المشاغل ، والتي بإذن الله لن تطول ، ما أطلبه منكم هو منحي يومين كي استطيع ترتيب وضعي ، وترتيب الفصل بما يليق بحضرتكم ..
لكنني سأكون متواجدة في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" لمن أراد أن يخاطبني من الأعضاء أو القُراء الكرام ..
ولكن إن سنحت لي الفرصة بأن أرسله اليوم أو غداً سأفعل دون تردد.

شكراً لكم


دمتم بخير وبودْ ..

آجر.


آجر. غير متواجد حالياً  
قديم 25-08-13, 09:26 PM   #23

آجر.
 
الصورة الرمزية آجر.

? العضوٌ??? » 302737
?  التسِجيلٌ » Aug 2013
? مشَارَ?اتْي » 27
? الًجنِس »
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » آجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله صباحكم/مساءكم :$
كيف حالكم ؟ عساكم بخير وسعادة ؟


أعتذر عن قصر هذا الجزء ، لكنه استنزف مني وقت طويل ، وعلى فكرة هذا الجزء الأقرب لقلبي :$ ، استمتعت كثير وأنا أكتبه ، واتمنى أنكم تستمتعون أيضاً









-








الجزء الثامن




[ حياة سامي الشيّقة ]






تلك الأيام ، أيام الأبيض والاسود ، أيام شُرب القهوة العربية بدلاً من ستاربكس ، واللعب في "الحوش" والكورة السحرية التي لا تقدر بِثمن والتي اشتريناها أيضاً
بـ 10 ريال أي : خمسة آلاف بالنسبة إلى عهدنا هذا ، فحين تمتلك ريالاً ، فأنت تمتلك ثروة ..

أيام رائحة الحِنا في أيدي النساء والتي تُعادِل
رائحة طلاء الأظافر الآن ، خجل الفتيات حين يَمُر
بِهن شاب وخجله أيضاً دون أي "تميلح" ..


وطفلة بفستان مُزكرش يحمل جميع ألوان
الحياة والذي يبدو وكأنما خرج من صحراء الربع
الخالي من تلك الطبقة السميكة من الغبار اثر السقوط المتكرر ، و"خِرص" مِن ذهب ، وطبعاً لا ننسى الساق
الممتلئة بالجروح ، تحرس مرمى الملعب ..

تلك الأنوثة قد تبخرت حين تلمح عينها كورة ، تُشمِر عن
اكمام الفستان الطويله وتباعد ما بين ساقيها ، لتترك
مساحة طويله قد تَمُر بها سيارة إن شاءت ، لِتُصبح بقدرة قادر



حارس مرمى مُحترف !




هذه الطفلة ، كانت الصديق المُفضل للفتيان في تلك الأيام ، كانت ترُد بصوت مسموع حينا يُنادي احدهم

"يا عيال"

فتصرخ بِكل نعومة ورِقة

"هااااه"




تلك الأيام التي نحمل فيه حجر ولوح خشبي لنلعب لعبة شعبية تُسمى "مِقْطار" تماماً كما يحمل الأطفال الآيباد وشاحنه ليلعبوا "فن رن" ..

هذه الأيام التِي إن سمعت فيها خبر وفاة شخص وحتى إن لم أعرفه ، تساقطت دموعي كشلالات ، أما الآن نسمع أنّ فلان قد مات ، فنصمت للحظة مُراعاة لمشاعر الآخرين ، أو ربما



لأننا لا نعلم ماذا يجِب أن نقول !





هذه الأيام رُغم عُسرها وشقائها إلا أنني
اشتاق إلى كُل لحظة منها ، إلى رائحتها ، فأنا أعرف
رائحة الماضي المليئة بالحِنا في كف النساء ورائحة
العود المُنبثقة من "بِشت والدي" ، واعرف صوته كذلك ، صوت راديو مُهتَري ، وصوت صُراخ وشتائم
لأن فلان أضاع الهدف الذي كان من الممكن
أن يربح به البطولة ويفوز بالكأس والجائزة الثمينة


فطور على فول وعدس ..




على الرغم من سذاجتنا تلك الأيام ، إلا أنها
أسعد لحظات مرّت بي ، في تلك الأيام أشعر
بأنني أملك العالم بين يدي حين أجلُس في
حضن جدتي ، أما الآن تصرخ حتى يبّح صوتها لأجل أن يحضروه إليها وهو يجلس خلف أمُه ويردف

"ما أبي أسلم عليها"



هذه الأيام لا تقدر بثمن ، فكفُوا عن قول أن
الحاضر سهّل الكثير من الأمور ، الحاضر امتص الحياة مننا ، أصبحنا جلوس بصمت ، أجساد مرتبطة بهواتف ، عيون
أتلفتها قنوات التلفاز ، وعقول انحرفت ، وشباب ضاع


أي حاضر تتحدثون عنه ؟


وأي سهولة أصبحنا فيها ؟


أنا لا أمانع الحضارة التي أصبحنا فيها ولا التقدم الذي غدونا به ، لكنني أمانع طريقتنا في عيشه
أسلوبنا في استعماله ..

وإن سمعت احدهم يقول أملك ماضٍ أسود ، فهذا الأسود أفضل من مستقبل مُبهم تراه أبيض !!




في هذه الأيام الجميلة ، وفي يوم مشؤوم ، أذكر بأنه كان أول أيام عيد الفطر المبارك ، كُنت أبلغ من العُمر 10 سنوات ، هذا اليوم مُخصص للذهاب إلى
منزل جدي الكبير ، والمعايدة والمباركة لجدي وجدتي واعمامي ، كُنت قد بكّرت
بالحضور فاستقبلتني عمتي الصغيرة التي تكبرني 8 سنوات بِقُبل مملوءة بأحمر شفاه ، ورائحة العود تخترق أنفي الصغير ، امتدحت "كشختي" التي كانت مكونة
من ثوب أبيض جديد وحذاء -أعزكم الله- وتنتهي بـ"طاقية" تُظهِر شعري الأسود مِن الأسفل ، جلِست بجانب
جدتي وأنا أتلحف بالحياء والخجل وعيني
تلتقط مرور الصغيرات بنات أعمامي والفساتين الجميلة والابتسامات البريئة ..
ما هي إلا دقائق حتى هَجم علينا أسطول بحري !


أنهنّ عماتي يا سادة


أصوات نسائية في كُل ناحية ، عباءات سوداء
وكفوف مغطاه بالحنا ، ورائحة العطور ، واكياس قد
امتلأت بحلوى العيد اللذيذة ، لم استطع الحِراك
لأن جدتي قد طلبت مني هذا ، جلست بجانبها

واكاد ادخل في معدتها من الخوف ، فَهُناك خطر محدِق ، كومة عجائز محيطة بي ، بالتأكيد لن يدعن الذكر الوحيد بينهن بسلام ..


تبادلن المُزاح على حسابي ، سخَرن من شكلي ، وبدأت عقولهن بالانحراف والدخول في أحاديث لا تصح
نظرت إلى جدتي من فرط الحياء ،


ابتسمت لي وهي تُعزز لوسامتي المُطلقة : من تزوّج سامي بنتها ؟


لا يا جدتي ليس هكذا !
هذا ليس تعزيز ، بل بمعنى أصح "نكبة" !!!
دارت عيني في جيش مُحمد
وأنا انتظرهنّ يضحكن على نُكتة جدتي اللطيفة ، لكنهن بدأن


بالتقييم ، فإحداهن قالت : سمين !


نظرت إليها بحدة ، أنا السمين يا سوداء ؟؟
أنا أعرف زوجك جيداً ، فهو يبدو وكأنه شرب مياه المحيطات بأجمعها واكل الأخضر واليابس
من فرط حجمه ، اذهبي للجحيم يا نحيفة ..


اردفت أخرى بتفكير عميق وكأنها تحُل لعبة بازل : والله أن سامي كوْيس
أنا كوْيس رغماً عن أنفك ، وأبنتك ذات الشعر
القصير لا أرغب بالزواج بِها ، فهي فتى مُتلبس برداء فتاة ..


ضربتني جدتي على كتفي ، علامةً عن الفخر ولكنها لم تسبب لي أي دعم إلا كدمة خضراء في جلدي الأسمر : سامي رجّال عن ظهر رجّال

تكلمت عمتي جميله وهي تنظر إلي بحنية أو
ربما بشفقة على حالي الذي انتهى بي بينهن ، سخرية القدر : وش رأيك يا سامي تتزوج عفاف بنتي ؟
أشارت إلى طفلة تقبع في حضنها
الواسع ، ترتدي فستان كبير جداً ، شعرها مائل إلى البني ، خفيف وناعم ، تنظر إلي ببلاهة ، يا للمسكينة


تزوجت وهي لم تُكمِل سنتها الرابعة ..


نادتها جدتي ، تحركت وهي تمُص أبهامها ، تبدو مدللة ، يا للقرف ..
أجلستها جدتي في حجري دون سابق إنذار ،

أخذت شهيق بلا زفير ، بحلقت عيني وأنا انظر إليها ، أما هي فأظن بأنها قد أُعجِبت بحجري ، لم تمانع

بأن تميل قليلاً وقليلاً حتى تمددت علي ، ضحكن عليّ وعلى هذه الطفلة ، ابتسمت جدتي بفخر وهي تربت على رأسي


: أجل سامي لعفاف وعفاف لسامي ..


نظرت إليها برهبة ، كُنت طفل يظن بأن هذا القرار الذي أُصدِر مِن قبِل جدتي الموْرقة سيدوم يوم
أو أسابيع بالكثير ثُم يُنسى ، على الأقل هذا ما أملته !


لم أعلم بأنها تُهمه ألصِقت بي ، علكة تشبثت فيّ ، فهذه العفاف ارتبطت بي منذُ الصغر ..




عِندمَا كبرت ظننت بأن الموضوع قد انتهى ، بل نسيته تماماً ، أصبَح همي الشاغل هو
شلتي الفاسدة المُكوْنة مِن طارق وهيفاء وفيصل ( ابن عمنا ) ..

أذكُر أننا نتفق على التسلل ليلاً لنجلُس خلف
منزِل جدي حيث يحتوي ما يشبه الكوخ الصغير ، كان مكاننا المُفضّل ، نقبع فيه ونرسِل هيفاء لتحضّر
لنا بعضاً من الطعام ، كُنا "سناين" كما يقولون أو بمعنى آخر بنفس العمر ، فجميعنا قد بلغنا سِن الـ 16 ، كانت
هيفاء تعيش مذهب مختلف ، مِن المُضحك قول
هذا لكنها كانت تتحجب عن الأولاد ما عداي أنا وفيصل ، فنحن مرفوع عنّا القلم بشكل من الأشكال ، بل
كُنا رفقة عُمر ، كانت بحركات صبيانية وخير معاون في الدروس ، كُنت أهرب إليها إن كان لدي
اختبار مُقبِل ، لتشرح لي ..
كانت أختِي الصغيرة ، وكنت أُحبُها ولا أرضى عليها بكلمة ، وهذا حال فيصل أيضاً.




كُنت ألعب مع طارق ، ولا نسمع إلا صُراخنا ، ونشعر بنشوة المُتعة ، وكأننا قد حضرنا المباراة الأخيرة
من كأس العالم

وفي داخل هذه الفرحة سمعت صوت بُكاء ، ألتفتنا ناحية الصوت لنجد عفاف تكفكف دموعها واكمام قميصها تطول يدها ،
اشمئزت ملامحي ، فهذه الطفلة هي التي حرمتني طفولتي ، وهي التي استولت على حُجري في يوم العيد ،


غبية ومدللة

صرخ طارق بملل وهو يتعذر بأن احدهم قد ناداه ، هرب ولم استطع اللحاق به لأنها
استوقفتني ، أمسكت بذراعي وهي تنوح "فيه واحد ضربني" ، اشتعلت البطولة في صدري ، فمهما يكون أنا
رجل ويجب علي المدافعة عن زوجتي الصغيرة حتى وإن كانت

غبية وبشعة


،

مشيت بتسلُط وأنا أجرها خلفي ، لم تستطع مجارات خطواتي السريعة والواسعة فسقطت وآذت قدمها ، لكنني
أكملت المشي وأنا اسحبها متظاهراً بأني لم أرى سقوطها ، أوقفتني أمام صبيان عِدة واشارت إلى
احدهم وهي تهمس بخوف في أذني "هذا هو" ، حين رآنا الفتى بدأت أقدامه بالارتجاف ، فأنا كُنت سمين جداً ،
شكلي مُهيب ، فَمُجرد جلوسي عليه قد يتلفظ آخر أنفاسه
صرخت بحدة : من اللي ضرب عفاف ؟



أردف بتوتر وعرقه يصُب مِن جبينه : أنا ..


أمسكته بأذنه وأنا أجُره ناحية عفاف التي بقيت تبكي من شدة الخوف ، صرخت به : حِب رأسها


حين أدركت ما قُلته ، تداركت نفسي وأنا أقول : لا لا ، تأسف


كيف تريدون من هذا الصعلوك أن يُقبِل زوجتي ؟ ، لن اسمح له
عبّر عن اسفه بخوف وهو ينظر إلي ، اقتربت عفاف وضربته على رأسه وهربت وهي تركض مُبتعدة عنا ، ابتسمت
بسخرية على حركتها الغريبة وكأنها قد انتقمت

،

لو أنها ضربت ذبابة بهذه الطريقة ، لانصرعت الذبابة مِن شدة الضحك ..




الحلقة الأخيرة من مسلسل صداقتنا ، أخبرتنا هيفاء عن قرار عمتي جميله ، أنها
يجب أن تترك شلتنا الفاسدة ، لأنها قد كبُرت ، أذكر بأننا اجتمعنا في كوخنا ، وبكينا كما لم نبكي
من قبل ، اكثر من تأثر هو فيصل لأن الوحيد في شلتنا من تعنّى وتعلّم لغة الإشارة هي
هيفاء
لأن فيصل أصم ، واظن أن هذا أسعده كثيراً


،

جلسنا بجانب بعض ونحن نبكي ونمسح دموعنا كالأطفال ، أنوفنا حمراء كأنوف مهرجين ، واعيننا أنكمشت ، وفي النهاية نزلت السكينة علينا ، ظللنا نبحلق في
بعض ونعود لننظر إلى هيفاء النظرة الأخيرة ..

فجأة انفجرنا ضحِك على حالنا نهضنا جميعنا ونحن نوّدع هيفاء ما عدا طارق الذي رافقها إلى المنزل ..

وداعاً هيفاء







حين بلغ عُمرِي 19 سنة وكُنت قد
تخرجت من الثانوية بشق الأنفُس ، وفي نفس اليوم المشؤوم



: أول أيام عيد الفطر المبارك

لماذا أفسدوا هذا اليوم ؟ إلا يعلموا بأن عقدةً ما قد أصابتني منه ؟! ، لقد أصبحت اتوّجس خوفاً حين أسمع في الأخبار
"غداً هو أوْل أيام عيد الفطر المبارك"

وكُنت أسمعها "غداً مصيبة أخرى لسامي"


اجتمعنا في مجلس جدي الكبير ، وطبعاً لن أُفارق صديقيّ فيصل وطارق ، جلسنا بجانب بعض
وأبتدأنا بالحديث ، وكان طارق يُخبرنا عن مدى رغبته في البعثة ، أما فيصل كان يُحادثنا
بِلُغة الإشارة ونحن نهُز رؤوسنا وكأننا نُدرك تماماُ ما يقول ..


في أثناء حديثنا ، سمعنا ضحكة جدي والذي
يجلس بجانبه ابن عمٍ لنا يُدعَى "سعيد" يبلغ من العُمر 23 سنة ، كانت تعلوه ابتسامة خجل ، اردفت بسرحان
: وش عنده سعيّد سعِيد ؟
.. ضحكت على دُعابتي السخيفة لوحدي


أمسك طارق كتفي وهمس في أُذني : خطب عفاف

نظرت إليه بجمود ، هذا أفضل فليأخذ المدللة بعيداً عني وليتهنّى بِها ، لم يكُن طارق يعلم بتخطيط
جدتي على أخته ، ولم أخبِره هذا ، ولا أظن بأن
عفاف تعلم بأنها تزوجتني حين كان عُمرها 3 سنوات
ضحك جدي كثيراً ثُم نظر إلي ،


ارتعشت أطرافي ، أرجوك يا جدي تكفي "نكبة" زوجتك لا تزِدها علي ، أردف جدي بصوت عالي ، لربما سمعته طيور البطريق في القطب المتجمد



: عفاف لسامي ..



يا أرض انشقي وابلعيني.









يتبع ..



قراءة مُمتعة للجميع ..

" اللهمّ واجعلني عظيمةً في رحيلي وأحسن لي الختام يا حيّ يا قيّوم "



التعديل الأخير تم بواسطة rola2065 ; 02-09-13 الساعة 09:20 PM
آجر. غير متواجد حالياً  
قديم 25-08-13, 11:58 PM   #24

هبة

روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبة

? العضوٌ??? » 3455
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,166
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » هبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond repute
افتراضي

مشكورة آجر على الفصل الرائع ...



أحببت سامى و إحترمت تفكيره ... الماضى كان أجمل بكل ما يحويه من إحترام و حب و رقى بكل شيئ مهما كان ... ليتنا إحتفظنا بأخلاق الماضى ... يبدو أنه يجلس الآن و هو يسترجع ذكريات الماضى و قصته مع عفاف التى مازلت عند رأيى من يملك أفكار و قلب مثله فهو سيحب زوجته حتى لو كانت فرضت عليه ما لم تعطه فرصة لكراهيتها ...



آجر متابعاكى و شكراً لك


هبة غير متواجد حالياً  
التوقيع






اللهم ارحم والدى برحمتك الواسعة ...إنه نزل بك و أنت خير منزول به و أصبح فقيراً إلى رحمتك و أنت غنى عن عذابه ... آته برحمتك رضاك ... و قهِ فتنة القبر و عذابه ... و آته برحمتك الأمن من عذابك حتى تبعثه إلى جنتك يا أرحم الراحمين ...

اللهم آمين ...
قديم 26-08-13, 05:55 AM   #25

آجر.
 
الصورة الرمزية آجر.

? العضوٌ??? » 302737
?  التسِجيلٌ » Aug 2013
? مشَارَ?اتْي » 27
? الًجنِس »
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » آجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مشاهدة المشاركة
مشكورة آجر على الفصل الرائع ...



أحببت سامى و إحترمت تفكيره ... الماضى كان أجمل بكل ما يحويه من إحترام و حب و رقى بكل شيئ مهما كان ... ليتنا إحتفظنا بأخلاق الماضى ... يبدو أنه يجلس الآن و هو يسترجع ذكريات الماضى و قصته مع عفاف التى مازلت عند رأيى من يملك أفكار و قلب مثله فهو سيحب زوجته حتى لو كانت فرضت عليه ما لم تعطه فرصة لكراهيتها ...



آجر متابعاكى و شكراً لك




أهلاً أهلاً هبة ..

أشكرك مجدداً على حماسك الرائع للرواية
من مِنا لا يشتاق للماضي ؟
دائماً ما يستفز مشاعري هذا الماضي ، أتمنى لو أعيش فيه مجدداً
رُبما يصبر سامي على دلل عفاف ورُبما يفشل في هذه المهمة ، لكن بالتأكيد عفاف لن تجعل الأمور تمر بسهولة !

انرتي روايتي المتواضعة :*


آجر. غير متواجد حالياً  
قديم 26-08-13, 11:21 PM   #26

املي رضا الله
 
الصورة الرمزية املي رضا الله

? العضوٌ??? » 196580
?  التسِجيلٌ » Aug 2011
? مشَارَ?اتْي » 704
?  نُقآطِيْ » املي رضا الله has a reputation beyond reputeاملي رضا الله has a reputation beyond reputeاملي رضا الله has a reputation beyond reputeاملي رضا الله has a reputation beyond reputeاملي رضا الله has a reputation beyond reputeاملي رضا الله has a reputation beyond reputeاملي رضا الله has a reputation beyond reputeاملي رضا الله has a reputation beyond reputeاملي رضا الله has a reputation beyond reputeاملي رضا الله has a reputation beyond reputeاملي رضا الله has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلمي على الفصل الرائع
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


املي رضا الله غير متواجد حالياً  
قديم 27-08-13, 08:31 PM   #27

آجر.
 
الصورة الرمزية آجر.

? العضوٌ??? » 302737
?  التسِجيلٌ » Aug 2013
? مشَارَ?اتْي » 27
? الًجنِس »
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » آجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله صباحكم/مساءكم :$
كيف حالكم ؟ عساكم بخير وسعادة ؟



-


الجزء التاسع




[ قُلت مرة بأنك تسقيني حُبك ..
والآن أنا أصرُخ لك
أرجع فشوقي لك يزيد
عطشي لك هائل
لأجدك تنظر
تنظر إلي ..
وطيفي يحوم حوْلك
يهمس لك :


" ظمَأت أم ارتوت سيان
دعها تذوق ألم بُعدِك
اجعلها تُعاني
لعلّ الوقت يُسعِفُك
وتعانُقها بالحلال "


وتعود لِترحل
وأنا أُراقِبك
أرجع لي بالحرام
سأخنق نفسي اللوامة
واستنشق ذنبي كُل ليلة
واُرضي قلبي الحنّان .. ]





عُدت إلى المنزل ، صعدت الدرج وللحظة شعرت بأنني أصعد قِمة أفرست ، شهيق فَزفير ، هل طال هذا السُلّم أم
يتهيأ لي ؟
أكملت صعودي وتذمري ما زال قائماً ، دخلت غرفة
عفاف لأجدها على الهاتف ، أقبلت نحوها وتمددت على سريرها براحة ..
لم تُمانع بل ظلت تتكلم بأدب غريب !
في العادة أسمع ضحكتها وشتائمها وطبعاً
"الحش والغيبة والنميمة"
لكنها تبدُو أكثر هدوء وخجلاً وهي تتكلم ..
انتظرتها تُنهي مكالمتها لأسألها : من ؟
أجابتني وهي تدفع ساقي بعيداً حتى تستطيع أن تجلس
: وحده تعرفت عليها في كندا
نظرت إلى السقف وتفكيري ينحصر بالفتاة الناعمة التي وجدتها في غرفتي : وش اسمها ؟
جلست أمامي وهي تضيق عينها بتشكيك : وش تبي
في اسمها !






كانت تجلس في غرفتها وحيدة ، تنظر إلى الفراغ لعلّه ينطق ويواسي دموعها الباردة ، لكن يبدو أن الفراغ نفسه
قاسي مِثل البشر ، الهدوء الذي خلفته فجر ، والآلام
التي بقيت تتجرعها وحدها ولم تتكبد فجر عناء
مشاطرتها ، ابتعدت فجر لِتُعاني دانه وحدها ..
تنطق أُحبك لقلبها المسكين ، لَرُبما تصل إلى طارق ويسمعها ، فالقلوب تتصل ببعض بطريقة عجيبة ، هذا الاتصال يبدو أنّه مُحطم لدى دانه وطارق منذُ أن بدأت
حروبهما ..

أمسكت بالشريط وبدأت بالنظر إليه ، أتغار من ابنة عمها ؟ أعني لقد كانت بين ذراعيه ، مباشرة أمام
وجهه ،
فجر جميلة هل وقع في غرامها ؟
لماذا تَصعُب الأمور وتتفاقم علي ، بينما هي ممهدة لفجر ؟

رُبما فجر تشعر بالغيرة مني !
بل هي كذلك فأنا أملك أطنان من الأصدقاء ، وهي لا تملك أحد سوى والديها ، أنا أملك النعومة والبشرة البيضاء ، وهي سمراء بملامح حادة
من أكذُب عليه !


هي أجمل ، واجمل بكثير





الجوْ هادئ ، وصوت التكييف هو السائد بيننا ، هذه أول مرة تصمُت فيها عفاف ،

مبروك
لا حقاً فهذا عجيب ، هناك شيء قد حصل في
هذه المكالمة ، أو أنّ عفاف غاضبة من سؤالي عن اسم الفتاة

اردفت وأنا أحفر أصابعي في خصرها كما تفعل بي دائماً : خلاص آسف ما راح اسأل مرة ثانية
نظرت إلي مصدومة : ما فكرت بكلامك أساساً
طارق : أجل وش فيك ساكته
تحدثت بزعل وتدلُل : والله ما عرفت لك ، إذا تكلمت قلت أسكتي وإذا سكت قلت تكلمي
هذا ما في الأمر ، تُحاول أن تُرضيني : ههههههههههههههههههههههههه ههههه خلاص يا بابا تكلمي
دخلت هيفاء ورمت جسدها على السرير معنا : طفشت
دفعتها عفاف بيدها وهي تُبحلق فيها : هيه هيه ، سريري ملجأ ولا ايش ؟
ضربتها بالوسادة : خلينا نجلس يا لطيف
تحلطمت عفاف ، ابتسمت هيفاء لي وهي تغمز لي : كنت طالع مع سامي ؟
أجبرتني نفسي بأن انظر إلى ردة فعل عفاف ، لأجد وجه أحمر ، وثغر مُلتم : إيه كنت معه
قفزت كالملسوع : إيه صح صح
نظرت هيفاء لي باستغراب ، أما عفاف فاكتفت بالنظر إلي بجمود : لو تشوفون شكل سامي
كُنت أتحدث بجدية ، أما هيفاء ظلت تضحك وهي تنظر إلى عفاف
بحثت عن هاتفي وأنا أردف بجدية تامة : أتكلم صدق ، الولد تغير 180 درجة

عقدت عفاف حاجباها ، أما هيفاء سألتني : طيب انت وش تدوّر ؟
تأففت بغضب : الجوال الملعو ..
ضربتني هيفاء على يدي ، هي تكره الشتائم واللعن ، اعتدت على ضربتها الخفيفة على
باطن يدي عندما كُنت صغيراً ، لكن الآن أصبحت أتلقّى الضرب في أي جزء من جسمي تصل يدها إليه
اردفت بزعل : هذا هو يا اعمى

نظرت حيث المكان الذي تُشير إليه ، أمسكت به وبحثت عن صورة سامي التي ألتقطتها له في المول دون أن يعلم ، فتحت الصورة ووضعت الهاتف أمام وجه هيفاء ، كُدت أُدخِله في
أنفها من الحماس والصدمة ، تعقدت حاجبا هيفاء وأبعدت الهاتف قليلاً لِتستطيع النظر جيداً ، توّسعت عينها وعادت لتنظر إلي : من هذا ؟

ضحكت بسرعة : حتى أنا ما صدقت أنه هو
كانت عفاف تجلس خلف هيفاء ، والفضول يتآكلها ، بدأت بقضم أظافرها ، هذاك السمين ماذا فعل بنفسه ؟

سحبت هيفاء الهاتف من يدي وهي تُلصقه في
وجه عفاف كما فعلت أنا ، لولا لُطف الله هذه المرة لدخل في عينها وكوّن كارثة في دماغها ..


نظرت عفاف نظرة خاطفة ، وأبعدت عينها بسرعة ، لا لا لم تنظر إليه جيداً ، صرخت بها : شوفي زوجك كيف صاير شكله

نظرت إلى الصورة بِخوف ، فجأة بدأت عينها بالتوسع شيئاً فشيئاً ، أمسكت بالهاتف وهي تدقق النظر وكأنها تجمع الفروق بين هذه الصورة وصورة سامي في رأسها ، أبعدته وبدا الضيق
على ملامحها ، همست بحدة : هذا مو سامي
هيفاء بحماس : بسم الله عليه ، طالع يهبل

أنا أعلم بأن قصد هيفاء أخويّ ، فهي تُحب سامي كأخيها ودائماُ تسأل عنه ، وعندما يجتمعون في مكان واحد تبدأ المضاربات والصُراخ وكأنهم إخوة .. لهذا لم اهتم لما قالته ، بل لفت نظري ابتسامة عفاف الساخرة ، ضربت هيفاء بيدي لأجل أن تنتبه لِما قالته ..

جلست هيفاء بجانب عفاف وهي تغمز لها : إيه وش علينا ، قاعدين نغار على الحُب
صرخت عفاف ، بدأت الاستفهامات بالتجمع حولنا : هذا موب سامي ، سامي دُب

جلَست على سريرها وهي تهُز قدمها بعنف ، اتصلت على سامي وأنا أُشير إلى هيفاء أن تصمت ..
: الو
طارق : أبو طويله
سامي : وش تبي ؟
طارق : حَرمك المصون مو مصدقه أنها صورتك
باستغراب أردف : أي صورة ؟
ضحكت كثيراً : ما علينا المهم أني صورتك باللوك الجديد وهي مو مصدقه
ضغطت بأصبعي على مُكبِر الصوت وأنا ابتسم ، أردف سامي بسخرية : أترك البنت شكلها خقت وانصدمت
كانت ستتحدث لكنها تذكرت وجودي وعاد وجهها بالأحمرار ، صرخت هيفاء بفرح : أخيراً نحفت يا بطه
ضربتها على رأسها : صايره تمونين علينا !!
ضحك سامي بفرح : وانتِ ما سمنتِ يا عود الأسنان

يتغزل في أختِي وأنا أجلس صامته ، يفرح عند سماعها وأنا أتلقى رسائل الكُره منه ، يسخر مني ويُمازحها .. يا غيرتي الشديده منك يا هيفاء !

أغلقت الهاتف وأنا انظر إلى هيفاء ، يبدو أنّ عفاف قد غضِبت
حاولت هيفاء تلطيف الأجواء : والله ونفع فيه الزواج " سويما "
نظرت إليها عفاف بجمود : مو صورته
استغربت من إنكارها المُستَمر ، هل تمُر
بصدمة ؟ ، هل عليّ حملها وقلّها إلى الطبيب النفسي ، لعّلها تفيق ؟!

طارق : والله صورته ، أصلاً شوفي أسنانه نفسها

سامي يملك أسنان غريبة جداً ، فهو يملك "ناب" حاد ، غريب !

تنهدت عفاف بصوت مسموع ، أطلقنا صرخة أنا وهيفاء ، ظناً منا أنه تنهيدة الحُب التي نشاهدها في الأفلام ..

تلك التنهيدة التي تبدأ بـ "يا الله" وتنتهي بالزفير القاسي ، لتخرج من صدرك وهي مُحملّه بذكريات وصور وأحاديث غزليه ، لتخرج تلك التنهيدة .. تنهيدة الحُب.




ضربتنا بالوسائد واضطرينا للخروج ، أكملت هيفاء السير وهي تدخل حُجرتها ، أما أنا فظليت ابحلق في نادر



: وش جايبك عند خواتي ؟


ريّحت جسدي على باب غرفتها ، ابتسمت له ولكنه يبدو غاضب ، اردفت بسخرية : تراهم خواتي بعد يا أبو العرّيف
اقترب أكثر وابتسم : زين عرفت انهم خواتك ، طيب أنا وش أصير لك ؟

كان يسخر مني ، ومن علاقتي معه
وكُرهي الذي لا يوجد له مُبرر مع أنه أخي ، تجاهلته لأنني أعلم ، أنا ونادر لا نستطيع البقاء في المكان نفسه دون أصدقاؤنا الأعِزاء
: التضارب والشتم ..

لكنه لَحِق بي وأمسك بكتفي : أنا ما أقول حبْني ، بس عاملني باحترام لأني أخوك الكبير

تقززت منه ، أنا أُحِبه ؟! يا رَجُل : فارق يا *****

أكملت خطواتي وشعرت بشيء ثقيل يضرب كتفي ، ألتفت وأنا أرى عفاريتي تتقافز أمامي وترقُص ، يُريد اللعب ؟ لنلعب ..

جمعت قوْتي في قبضتي ، كُدت أوجِهُهَا على انف نادر ، لكنني رأيته ينظر إلي يمينه ، نظرت أنا أيضاً ،

وجدت هيفاء تقِف ويديها متكتفه والغضب بدا على ملامحها : أسمعك تقول هالكلمات البذيئة .. ثُم عادت إلى غرفتها

كان تهديد واضح جداً ، بأنها ستصفعني وتُربيني من جديد إن سمعت هذا النوع من الكلمات ، المجنونة رمت على كتفي سلسلة مفاتيح ، كادت أن تخلعه لي ، أين نعومتها في هذه الحالات ؟


سمعت نادر يضحك بصدمة ، ثُم عاد ليشير إلي بعدم تصديق : كنت بتصفقني !!!
غضبت كثيراً ، أواليت هذه الضربة قد حصُلت : تحمد ربك
ابتسم لي مجدداً ، اغلق فَمك لقد وضحت لنا الفكرة ، أسنانك جميلة فقط كُف عن الابتسام : تصبح على خير

دخل إلى غرفته ثم عاد إلى فتحها مرة أخرى ، نظرت إليه باستغراب ، اردف بجدية : أقول طارق
طارق : شفيك ؟
اتسعت ابتسامته الغبية واختلطت حروفه بالضحك : أحبك يا أخوي الكتكوت

أمسكت بسلسلة مفاتيح هيفاء المنبوذة ورميتُها عليه ، دخل بسرعة وأنا أسمع ضجيج قهقهته ..

تمتمت بقهر : أكرهك




أصوات شجار ، بل صياح أُنثى ترتجف رُعباً ونادر يقف أمامها وهو يبكي ، حاولت أن أصرخ طلباً للنجدة ، أظن بأنه
يحاول أن يقتلها ،
هُناك ما يردعُني ، هناك مغناطيس يَشُدني حين أُحاول أن استيقظ وأبحث عنها ، هناك ماء يُغرقني ويُشعرني بالبرد الذي يضرب عظامي بشدة ، جفني يكاد أن
يلتحم مع عدسة عيني ، ولحافي ينزلق من
بين ذراعي ، وتلك المرأة لا تكُف عن الصياح والبكاء ،
ألا تدعني وشأني هذه المرة ، فقط هذه المرة ؟!

شهقت بِرُعب وأنا انظر إلى نفسي في المرآة ، هذا الحلم سيتكرر علي كثيراً أليس كذلك !
مسحت وجهي براحة يدي ، نظرت إلى جبيني المغطى بالعرق ، وفمي الأزرق ، وعيني الحمراء اثر تكتُل الكوابيس فيها ، شكلي مُرعِب !!

حاولت استرجاع الحلم وتذكره لربما اسأل مُفسِر عنه ..






استيقظت على صراخ وضوضاء عاليه واكاد أسمع
تذمر عفاف المؤلم ، استحممت بسرعة وارتديت بدلة رياضيه ، قميصها لفريق أرسنال وبنطالها لبرشلونه ، هذا ما يسمونه بالأناقة ..

نزلت من على السلالم ، قفزت من الدرجة الأخيرة ، صرخت منادياً لهيفاء وعفاف
أقبلت عفاف والدموع تتراقص على أهدابها ، اردفت ممازحاً : لاه لاه من اللي زعّل أميرتنا ؟

أظن بأنني حمستها على الصياح والدموع ، أجهشت بالبكاء وهي تردِف : تخيّل اليوم عزيمه وأمي مو راضيه تخلي أبوي يودي الذبيحه للمطعم ، يعني بكرف في المطبخ !!

عزيمة ماذا ؟ تشتت أفكاري ولم أفهم كلمة مما قالته ، لحقت بها : أي عزيمة ؟
عفاف : يا الله أنا وين وأنت وين
أمسكت برأسها : ركزي معي ، أي عزيمه ؟
حركت يدها الصغيره بلا مبالاة : عزيمتك
أهاا ، هكذا إذن : طيب أنتِ وش فيك ؟

انصدمت مني ، كان من المفترض أنا أواسيها وان أسمع ثرثرتها ، ضربتني على صدري واكملت سيرها ،
هروّلت مسرعاً إلى الجميله : يمه يمه
ألتفت ناحيتي ورأسها تفوح منه رائحة غريبة ، تعكرت ملامح وجهي ، اقتربت منها ولمست رأسها بأصبعي المقدّس
"البُنصر"
، تقززت من ملمسه اللزج ، سألتها : هذا ايش ؟
ضربتني على صدري ، مجدداً ، يا الله هل يبدو صدري مغرياً للضرب إلى هذا الحد ؟ أظن بأن صدري مُعلّم بالأحمر ليضربه الأخرين ، شكراً

: أوتش ، شفيك ؟
رفعت يدها : أسمع ، أنا مو ناقصه هبالك ، الشغل معبّي رأسي

إلى هذه الدرجة أنا مُزعج ؟ أنا إنسان هادئ جداً ، تكادون تسمعون جريان دمي في أوردتي من هدوئي المُفرط ، لا يهم
: ميمتي حبيبتي وش عندكم ؟
عمتي جميله : اليوم عزيمتك في بيت عمك منصور
استغربت : ليه مو في بيتنا ؟
نظرت إلي بحنية : جدك
تحججت : العجوز يقدر يركب الخيل بس ما يقدر يجي بيتنا ؟

ضربتني مرة أخرى على صدري ، يا الله
غضبت مني : ولد تأدب ، هذا جدك ما يجوز هالكلام سامع

مسحت على صدري الذي بدأ بالنبض بألم : طيب طيب




أمسكت هاتفي وحادثت فيصل "سكايب" ، كان مشغول كثيراً ، أراد أن يذهب إلى الحلّاق ثم المصبغة ليجلب ثوبه ، أكدت على قدومه ثم أغلقت الهاتف ، جلست في المجلس حيث
عفاف تقبع هي ومنظفاتها ، تعمدت أن أُكلم سامي أمامها ، فقط للعبث معها : الو سويما
رد بازعاج : هااا

لمحت وجهٌ أحمر : افا ، وش فيها الأخلاق مقفله ؟
سامي : يا برودة أعصابك ، ترا الليله عزيمتك !!
طارق : هههههههه طيب وش اسوي ؟ أقعد أبكي لين الله يحلها ؟
تضجّر من مزاجي : يا ولد عندك سالفة ولا لا ؟
تحدثت بجدية : إيه ، زوجتك تبيك
رفعت رأسها بسرعة ناحيتي ، حركته مراراً ثم غطت وجهها بيديها ، ضحِكت على ردة فعلها كثيراً ، حتى سمعت ضحكة سامي معي
سامي : إذا تبيني صدق هي تعرف رقمي
ردت بانفعال متناسية وجودي ، لم أرغب بإسكاتها : كذاب
سامي : أحلفي
غضبت بشدة : والله موب عندي رقمك
ضحك بسخرية : تبينه طيب ؟
صرخت : لا احتفظ فيه
صرخ سامي بدوره : أزين منك

يا إلهي ، صابتني نوبة ضحك ، كأنهما أطفال ، تمالكت ضحكتي وتصرفت بغضب مصطنع : شف بس شف ، راح الحياء تكلمك وأنا موجود

رمت عفاف المنظفات وغادرت الغرفة وهي تضرب الأبواب وكل ما يقابلها ، عدت لأحادث سامي ثم أغلقت الهاتف مجدداً ..




هذا النكِرة أغضبني بشدة ، أشعر بأعصابي تتفجر ، جلست على سريري وأنا ارتجف من شدة حنقي ، أمسكت بهاتفي لعلني أنسى ما حدث ، رأيت حالة فجر كتبت فيها
"home sweet home"
، استنتجت بأنها عادت إلى الدمام !!
اتصلت بها ، الفترة الأخيرة أصبحنا نتصل ببعض
ونتفق على أن نتقابل ، سمعت صوتها من الجهة الأخرى : هلا عفاف
كان صوتي ضجِراً : أهلين
فجر : وش فيك ؟
عفاف : أبد

صمتت فجر مراعاة لخصوصية عفاف والتي اردفت بحماس : وش رأيك تجين للحفلة اليوم ؟
فجر : من جدك !
: إيه إيه تكفين
فجر : لا لا صعبه
عفاف : يا الله فجر ، ترا ما فيه أحد بس أنا وأمي واختي هيفاء
بعدم فهم اردفت : أجل كيف تقولين حفله ؟
عفاف : هي حفلة لأخوي ، بس ذبايح ومدري ايش في بيت عمي ، بس للرجال ، وأمي العزيزه عرضت على أبوي أنها تطبخ الذبيحه في بيتنا ، بس

فجر : أها ، بس شكلي غلط لحالي معكم كذا
: يا بنت الحلال لا غلط ولا غيره ، بالعكس هيفاء تقول أنا طفشانه وأمي ما راح تمانع

ترددت قليلاً : أنا بشوف أمي وأبوي وارد لك خبر
صرخت بفرحة ثم سمعت صوتها : مو أكيد أجي
: يا الله أنتِ قولي لأبوك ويصير خير







عدوت لغرفة والدتي ، وجدتها على "الكرسي المتحرك" ، قبلت رأسها وجلست أمامها : كيف حالك اليوم ؟
أم فجر "مريم" : بخير ، فيك شيء ؟

هل يجب أن امرض لأسأل عنك ؟ عائلات سعودية غير معتادة على العواطف !!

: لا يمه ما فيني شيء
لفت حجابها حول رأسها ناويةً للصلاة : لحظه لحظه ، بتصلين ؟
نظرت إلي بسخرية : لا برقص ، وش رأيك يعني ؟

زمن جميل ، حيث الأمهات يسخرن من بناتهن ، أظن بأنها نهاية العالم ..

: اوك إذا خلصتِ صلاة أبي أكلمك
حين سمعت صوتها مُكبره "الله أكبر" هروّلت مسرعة إلى غرفة الجلوس حيث تواجد والدي الدائم هُناك ، كان غارق في العمل ، لكنني لن ادع هذه الفرصة تفلت من يدي
: بابا
نظر إلي بسرعة ثم أعاد عدسة عينه إلى الأوراق : هلا يا بابا
: مشغول ؟
وما زال يعمل ولا ينظر إلي : وش تشوفين !

: طيب أنا بروح لزميلتي وكنت أب..
قاطعني باقتناع تام : إيه عادي روحي

عدت إلى غرفة أمي ووجدتها في التشهد الأخير ، بقيت انظر إليها ، هُناك بشر يملكون أقدام سليمه بعكس أُمي ولا يركعون !
سبحان الله

: هاا وش بغيتِ ؟
صحوْت من شرودي : يمه أنا بروح لبيت صديقتي تبين تجين معي ؟
عقدت والدتي حاجباها ، ثم نظرت إلى الأسفل وتمتمت : عندك صديقه ؟

والدتي تعترف بأنني فاشلة في العلاقات العامة ، وإنني أنطوائية ، ولا أملك أحد في حياتي وحياتي مريعة ، ألا تعلم بأنني اعتصر ألماً لعدم وجود صديقة في حياتي ؟ تلك التي إن أردت عصا أتكأ عليها أجدها أمامي ، أو الصدر الذي أبث فيه حزني لأتفاجأ بابتسامة شقية تزيل ما تبقي في قلبي ، أو ربما ذبذبة ضحكات تساعد على بدء حياة جديدة ، حياة ممتلئة بالحياة !!!


شعرت أمي بحزني وتداركت نفسها : أقصد أنتِ ولا مرة تروحين لصديقاتك !
ابتسمت لها : التغيير حلو
فرحت أمي لي واردفت : روحي الله يستر عليك ، أنا ما فيني حيل وانتِ تشوفين
قبّلت رأسها وشعرت ببعض من الحزن الممتزج بالحماس لمقابلة عائلة عفاف



يتبع ..



قراءة مُمتعة للجميع ..

" اللهمّ واجعلني عظيمةً في رحيلي وأحسن لي الختام يا حيّ يا قيّوم "



التعديل الأخير تم بواسطة rola2065 ; 02-09-13 الساعة 09:29 PM
آجر. غير متواجد حالياً  
قديم 27-08-13, 10:10 PM   #28

هبة

روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبة

? العضوٌ??? » 3455
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,166
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » هبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond repute
افتراضي

مشكورة آجر على الفصل الرائع ...



معقولة طارق يشاهد فجر فى العزيمة اللى فى بيت عمه >>> بس أتوقع أنه ما راح يعرفها إلا لو دقق فيها كثير كويس و الله يستر


عفاف و سامى ... أتوقع أنهما سكر الرواية بسبب المواقف الطريفة التى تحدث بينهما و المشاكسات التى لا تخلو من طرافة كل منهما ...



آجر متابعاكى و شكراً لك


هبة غير متواجد حالياً  
التوقيع






اللهم ارحم والدى برحمتك الواسعة ...إنه نزل بك و أنت خير منزول به و أصبح فقيراً إلى رحمتك و أنت غنى عن عذابه ... آته برحمتك رضاك ... و قهِ فتنة القبر و عذابه ... و آته برحمتك الأمن من عذابك حتى تبعثه إلى جنتك يا أرحم الراحمين ...

اللهم آمين ...
قديم 28-08-13, 10:54 PM   #29

آجر.
 
الصورة الرمزية آجر.

? العضوٌ??? » 302737
?  التسِجيلٌ » Aug 2013
? مشَارَ?اتْي » 27
? الًجنِس »
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » آجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond reputeآجر. has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله صباحكم/مساءكم :$
كيف حالكم ؟ عساكم بخير وسعادة ؟





-



الجزء العاشر





[ تُخيفني أصوات النساء المُتهامسة ، قهقهتهنّ العالية تثير
اشمئزازي
يجلسن ضمن حِزب ، يتهامزنّ على تلك وهذه
يسخرن من بعض
يطلقن كلمة تجعلك تَشُكين في وضعك
أحاديثهنّ مُقززة ، اخرجوني
لا أريد أن إبقى معهنّ
أريد الأنسلاخ من جنس حواء ..
لا أريد هوية .. ]







ارتديت ملابس جديدة ، وقع نظري على القميص الذي اختارته لي عفاف ، ارتديته والقيت نظره على نفسي ، أظن بأنني عاديه لهذه المناسبة !

لا بأس
مجرد عفاف واختها ووالدتُها

مُجرد ؟!!

انهيت نفسي في سرعة قياسية ، كان شكلي مُرتب دون مبالغة ، لم أشأ أن أُبالغ في
الزينة فهذا هو اللقاء الأول ، انتهيت من زينتي المغرب ، جلست على سريري وبدأت أفكاري تأخدني إلى

دانه ، ماذا تفعل الآن ؟!






أكره العزائم

أصوات أطفال تنتشر في الأنحاء ، رائحة البُن والهيل تضرب في رأسي ، عمي يصرخ هنا
ويشتم هناك ، ويشتمني عندما اشتم ، تبدو وكأنها معادلة رياضية مليئة بالشتائم !!

أما نادر غاب عن هذه الأمسية ، أظن بأنه يدير أمور أخرى ، فأنا الذي يجلس في رأس المجلس
بجانب جدي الموْقر وعمي الكبير منصور ، كُنت أشعر بالمضايقه من هذا الثوب الغبي ، بل أشعر
بالاختناق ، فتحت أول أزرته وتنفست بأريحية ، وقع نظري على فيصل الذي بدا عليه
الغضب ، واشار لي بأن اغلقه ، لكنني لم الق
له بالاً ، بل عدت إلى التظاهر بالاستماع إلى أحاديث المسنين المملة ، حتى سمعت صوت هاتفي
ايقنت أنه الفيصل المزعج الجالب للقلق ، فتحت رسالته لأجد استفهامات وبينها كلمة
"تستعبط ؟"

، أدركت فداحة خطئي حين لفت نظري عين والدي التهديدية ، أغلقته برعب ، يا لسذاجة بعض الأمور ، شعرت بالجوع ، اتصلت بنادر لأسأله سبب
تأخر العشاء والذي يوجد في منزلنا ، لم يجب

طبعاً

عدت لاتصل مرة أخرى ، أحمق يظن بأنني اتصل شوقاً له
: يا ولد ، ليه ما ترد ؟
نادر : يا بقره أنا قدامك
!!


كان يجلس بجانب ابن عمي "سعيّد" وينظر إلي ويستغفر ، ما أدراني عن هذه الخاصية الجديدة ، الاختفاء !

لحظه لحظه
إذا كان هو هُنا ، من يحضر العشاء ؟

تقدمت نحوه وانحيت له : يا أبو ، من اللي بيجيب العشاء
ابتسم لي : انت طال عمرك

: أنا الضيف

تدخل المتطفل "سعيّد" : دلعناك اليوم علشانك ضيف ، بس اللحين روح جيب لنا العشاء .. ثُم الحقها بضحكه

ابتسمت بسخرية ، يا رجل أصمت ، يا ظريف توقف ، لا أرجوك ، أكاد أسمع الزراف في أفريقيا ينتحر من فكاهتك : نادر ، بتجيب العشاء ولا كيف ؟
نادر : لا
ابتعدت عنه وأمسكت برفيق عمري "سامي" : سويما
: هاا
طارق : يأخي وش فيها النفسية ضاربه اليوم معك ؟

مسح على جبينه ثم حمل "دلة القهوة" : يا رجّال التعب ذبحني
كسر خاطري ، لن أُتعبْه أكثر ، ابتعدت عنه وذهبت
إلى فيصل ، ثم تذكرت بأنه ليس محرم ، عدت وأنا أبتلع غضبي






ترجلّت من السيارة ، أخذت نفس عميق ، وقيّمت المنزل بنظري ، تحدثت للسائق واتفقت معه على
موعد قدومه لإقلالي ، ثم راقبته وهو يبتعد ، شعرت بذاك الألم ، ألم البطن عندما تقتربين من شيء
تتحمسين له كثيراً ، أو ربما اختبار ، حفل زفاف ، هذا أسوأ ألم من المُمكن أن أشعر به هذه اللحظة ، تقدمت للمدخل
وأنا أقرأ المعوذات ، تصرفي يدل بأنني ادخل منزل
كهنة !!!

طرقت الباب ، ثم نظرت إلى محادثتي لعفاف ، نقرت بأصبعي "افتحي لي الباب"


ما هي إلا ثواني وفتحت لي الباب ، دخلت ولم أشعر بشيء سوى عناق عفاف لي وصوتها تنادي "هيفاء" ، أقبلت فتاة جميلة
ذات ملامح هادئة ، سلّمت علي وأنا متجمدة ، فأنا لم
اعتد هذا النوع من اللقاءات ، حاولت إظهار ابتسامتي
بالقوة ، لكنني عدت إلى التجمد حينما رأيت والدتها تقترب مني ، يا إلهي أشعر بكلمة "إحراج" الآن ..


ادخلوني إلى صالة واسعة ، أثاثها متناسق ، جلست
في طرف الكنبة ، ثم أنكمشت حرفياً ، تبخرت الحروف في لساني ، وعدت انظر إلى قدمي ، لأنها تبدو مُثيره للتأمل !

عندما شعرت عفاف بهدوء الجوّ اردفت : يالله عاد سولفوا
ابتسمت هيفاء : كيف حالك يا فجر ؟
خرجت الحروف من لساني وهي تجُر نفسها : بخير

أظن بأن هيفاء لاحظت حرجي ، نهضت واستأذنتنا
مبتعدة ، أما والدتها لم أُشاهدها بعد ما سلّمت عليها ، بقيت انظر إلى عفاف ، قاطعتني وهي تبتسم : شفيك متصلبه كذا ؟!
ارتجف صوتي : متوتره
: ههههههههههههه ترا عادي أهلي ما يأكلون البشر

حاولت أن اضحك ، لكن نظرات هيفاء وأم عفاف لم تغادر ذهني : عفاف أبي مويه
سكبت لي قليل من الماء ووضعته أمامي ، شكل الماء جميل !
ارتشفت منه القليل ، جلست عفاف بجانبي وهمست : بنت وش فيك ؟

نظرت إليها ، هل ستجد تصرفي غريب ؟ أعني هناك الكثير من الفتيات اللواتي يتصرفن هكذا ، أليس كذلك ؟!
: أنا مو متعوده أني أجلس بين ناس غريبين لوحدي
عفاف : يا بنت الحلال عادي ، ريلاااكس

ضحكت كثيراً على كلمتها ، ربما بالغت بالضحك اثر التوتر الشديد ، قدمت هيفاء وجلست وبدأنا بتبادل الأحاديث ،
تبدو مختلفة عن عفاف ، فهي تتفحصني بعينها ، بينما عفاف عفوية ، أثناء حديثها لا تعلم أين أنا وأين هي طالما تكمل
"سالفتها"

، لكن هيفاء تنظر إلي بحاجب مرفوع وشبه ابتسامة تطفو على وجهها ، تبدو مُرعبة رغماً أنها تملك ملامح بريئة ، لكن أنا أعرف المُرعبين حينما ألمحهم ..




جلست بجانب والدي (عمي) ، همست له : العشاء
هذه الكلمة كفيلة بأن يفهم والدي القصة بأكملها ، نحن الشعب السعودي نستطيع استخدام اختصارات لنوضح لك أشياء
جمّة ، واحياناً نستخدم النظرات ونحرك الحواجب ، وبعض الأوقات نستخدم طريقة عجيبة وهي تحريك الفم
بسرعة صاروخية ليفهمها الإنسان المقابل لك ، إن كان ذو سرعة بديهية فسيفهم كل ما قلت ، لكن إن كان بليد ..

تبادلنا النظرات ، اقترب مني وعلى محياه ابتسامة الخُدعة ، التي يراها الناس المحيطين بك بأنها ابتسامة
رضا ، بينما هي في الحقيقة ابتسامة "يا جعلك بال****" ، وهذه أيضاً أحدى المواهب السعودية التي نمتلكها
: وش تنتظرون ؟
: نادر موب راضي يجيبه
نظر لي وأبتسم مرة أخرى ، لكن هذه المرة بادلته الابتسامة ببلاهة : قُم انت يا ****

ضحكت ، ونهضت من مقعدي
يبدو سامي غاضباً ، توّجه نظري إلى المكان الذي يبحلق فيه ، لأجد سعيّد يضحك ،

الغيره هه !
سامي يبغض سعيّد ، ربما بسبب "الخطبة" الغبية التي قام بها سعيّد أمام جدي وسامي ، هذا ظريف جداً ..

أمسكت بمفاتيح سيارتي ، وبدأت أغني

أظن هذه الليلة لن تنتهي أبداً
سمعت صرخة جدي الفولاذية ، ألتفت بتضجر نحوه : سمّ يا جدي ؟

سحب طفل من الجانب ورماه علي ، للحظة بدا وكأنه ورقة أو ربما قمامة صغيرة تُرمى في كل ناحية ، من هذا الطفل على أية حال ؟!

: من ذا ؟
الجد : ولد عمتك فوزيه ودّه لبيتهم يبونه


لا

لا

لا

لا

: طيب
أمسكت به برقة وعندما ابتعد جدي ، شديته بقسوة : أمش يا مل***
نظر إلي بصدمة : يا وصخ
: نعم نعم ؟
: انت تقول كلمة وصخه ، يعني انت وصخ

ضحكت بشدة ، هذا "المسطرة" يتفلسف علي ؟ : باللهِ
ابتسم لي : والله
أظن بأن وباء هيفاء قد انتشر !!

سحبته معي وتغاضيت عن كلامه المُزعج ، رميته في المرتبة وركبت سيارتي ، هذا الأحمق لا يعرف بنود سيارتي ، فأنا لا أحمل أربعة أشياء :

"مرأة - أنثى - فتاة - طفل"

وهو من ضمن الممنوعات : أسمع
كان يضع يده على خده وينظر إلى الخارج : هاا

: حاول انك ما تتنفس ولا تلمس شيء ، ولا تطالع في سيارتي ، ولا تتكلم ، خلاص حبيبي !

نظر إلي باستخفاف ثم عاد إلى وضعه ، اقتربت منه قليلاً : سمعت !
: إيه إيه
ضربته على رأسه ، هذه أول مخالفة : أنا ما قلت لك لا تتكلم وتتنفس ؟!

كان هادئ ، لكن هذا هدوء ما قبل العاصفة ، لا أثق به ..
: أنزل
نزل بسرعة ، عجيب ! هل تضايق من كلامي ؟ هل يعقل ؟


دخل منزله ، انتظرته قليلاً ، خرج مرة أخرى وهو مبتسم ، فتح الباب واردف : طارق أمي تقول أنزل سلّم علينا

نزلت من السيارة ، رتبت نفسي ، تذكرت شيء
: تعال تعال
نظر إلي : وش تبي ؟
طارق : وش اسمك ؟
اجابني بكل فخر : فهد
: طيب أنقلع

دخلت المنزل ، قبضت علي عمتي "فوزيه" ، بدأت بتقبيلي في جميع أنحاء وجهي ، أذكر بأنها كانت
تكرهني ، ما هذا الحُب المفاجئ ؟

ابتعدت عنها بتقزز ، وقعت عيني على القبيحة ابنتها "ريم" تبلغ من العُمر 15 سنة ، هذه المراهقة مهووسة بي ، أذكر كيف كانت تلتصق بي إن رأتني ، اقتربت مني
وهي تهمس : سلام
: وعليكم السلام ، مع السلامه
ضحكت عمتي واردفت : امداك تمشي ؟ أقعد تقهوا
: لا لا ، بروح أجيب العشاء للرجال
زمجرت ريم : الله معك
نظرت إليها ، هل أصبحت قديم الآن ؟ ربما وقعت في غرام شخص آخر !

فهد : بروح معك
يا ليل : يالله


صعدنا للسيارة ، رأيت أصابعه الصغيرة القذرة المليئة بالتراب الغبية البشعة تلمس المُسجِل ، ضربت باطن
يده وصرخت : يا **** تبيني أنزلك في الشارع ؟؟

نظر إلي برعب ، عاد إلى موقعه وظلّ ينظر في السيارات والشوارع ، وصلنا إلى المنزل ، نزلت وأما هو بقيّ في السيارة
، عدت إلى فتح الباب : سندريلا ، ما تبي تنزل تساعدني ؟

نزل من السيارة وسمعت تأففه المزعج ، ضربت الباب بغضب ، صرخت : يا ولد
فتحت عفاف الباب لي ، اردفت بسخرية : أخيراً طال عمرك !
كان وجهها غريب ، لونها مخطوف ، همست لي : فيه عندنا ضيوف
: من ؟

عفاف : صديقتي
ابتسمت : طيب عادي ادخل بيتنا ولا أقعد في الشارع ؟
: يوه يوه ، سوري طارق ادخل
أدخلتني واغلقت الباب في وجه فهد ، سمعت صرخته المعترضه : هيييييه

ألتفت عفاف بصدمه : طارق فيه أحد معك ؟
أشرت بلا مبالاة : فهد ولد عمتي فوزيه
: يا مجنون فهود براا
فتحت الباب ، رمى جسده على أختي ،
تخيلوا !
أمامي ؟!

بدأت بتقبيله على أنفه وجبينه ، ثم عانقها وهو يضع رأسه في عنقها ..

: وييييييين ؟؟؟
ضحكت عفاف : عادي ، ترا عمره 9 سنوات


تركتهما ، ودخلت غرفة الجلوس ، سمعت صرخة عمتي جميلة ، دفعتني هيفاء بيدها ، وكان هناك فتاة تتخبط في العباءة ..




نسيت أمر الضيفة !!







الجزء المُقبل :

همست والدموع تتجمع في عينها : طارق تكفى لا تفضحني !
..
انتظمت أنفاسي أخيراً ، شعرت ببرودة أطرافي ، هل رآني ؟
..
اردفت بقهر : حسبي الله عليهم





يتبع ..





قراءة مُمتعة للجميع ..



انتظر ردودكم وآرائكم ..

" اللهمّ واجعلني عظيمةً في رحيلي وأحسن لي الختام يا حيّ يا قيّوم "



التعديل الأخير تم بواسطة rola2065 ; 02-09-13 الساعة 09:37 PM
آجر. غير متواجد حالياً  
قديم 29-08-13, 02:51 AM   #30

هبة

روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبة

? العضوٌ??? » 3455
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,166
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » هبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلمى آجر على الفصل الرائع ...




لا أطيق صبراً لأعرف هل سيراها و هل سيعرفها و الأهم هى هل ستراه لأنها على الأكيد ستعرفه فوراً ... و ربى يستر من تهور طارق و تصرفاته التى قد تربك الأمور ...



آجر متابعاكى و شكراً لك


هبة غير متواجد حالياً  
التوقيع






اللهم ارحم والدى برحمتك الواسعة ...إنه نزل بك و أنت خير منزول به و أصبح فقيراً إلى رحمتك و أنت غنى عن عذابه ... آته برحمتك رضاك ... و قهِ فتنة القبر و عذابه ... و آته برحمتك الأمن من عذابك حتى تبعثه إلى جنتك يا أرحم الراحمين ...

اللهم آمين ...
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أنتِ, الشموع, رواية, زبيد, عمال, فجري, وأنتِ, نوري

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:46 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.