|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
27-05-14, 11:56 AM | #21 | ||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
| /////////////////////// *** كنا نستمع لـ Roxette في طريق العودة إلى البيت .. كل الأقراص الغنائية في سيارتي وفي البيت وفي سيارة هيفاء .. اخترناها أنا وأنت ، اشتريناها معا يا عزيز .. كان من المفترض ومن المطلوب ألا أفكر بك .. وكيف لا أفعل يا عزيز فأنا لا أفهم كيف يطلبون مني هذا .. لا أفهم كيف يتوقعون مني ألا أفعل ، لا يدرك زياد ولا تدرك هيفاء .. بأننا تعايشنا لدرجة أننا لا نتمكن من أن ننفصل .. مضحكة أنا لأنني أتحدث ( عنا ) بصفتنا ( نحن )! على الرغم من أنك فضلت أن تكون ( معها ) .. لا .. ( معي ) ! .. فضلت أن تكونوا ( انتم ) على أن نكون ( نحن ) .. Ig must have been love, but it’s over now It must have been good, but I lost it somehow Ig must have been love, but it’s over now From the moment we touched till the time had run out نحن نحبها ، نحب هذه الأغنية ونحب ذاك المقهى .. ونحب أن نكون معا على الرغم من شجارنا .. كنا في الحب .. لكنه انتهى ! اضعناه بطريقة ما .. كما في أغنية Roxette الموجعة .. قلت لي مرة بأن حبنا ورغبتنا ببعضنا بعضا لا يكفيان إن لم نتفق ! لكنني لم أؤمن بذلك البتة .. كنت على يقين بأن حبنا يكفي وبأن رغبتنا تكفي ، تكفي لأن نكون معا وأن نعيش بسعادة .. لكنهما لم يكونا مقنعين بالنسبة إليك .. كنت تطمع بالمزيد ، كنت تطمع بحريتك أكثر من أي شيء .. أفهم الآن بأن حاجتك إلى الحرية كانت ( أضخم ! ) بكثير من احتياجك إلى الحب .. بينما كنت على استعداد لأن أتخلى عن كل شيء لأكون معك .. لأن أتنازل عن كل شيء فقط لأصبح لك ولتصبح لي .. لا تعرف هيفاء ولا يعرف زياد بأنك من اختار لي هذه الكنزة وبأنك من ابتاع لي هذا( الجينز ) .. ( الدبلة ) التي تتدلى من السلسلة على عنقي هي دبلة خطوبتنا المؤجلة .. أتذكر ! .. أتذكر اليوم الذي اشترينا فيه الدبلتين ! اخترت لك دبلتك واخترت لي دبلتي .. علقناهما بسلسلتين من الذهب الأبيض ، لحين ما يأتي يوم .. أزين بدبلتك إصبعي .. وتزين إصبعك بالدبلة التي اخترتها لك .. عندما كنا في المستشفى ورفعت يدك لتقبل يدي .. رأيت في أصبعك دبلتي ، الدبلة التي اخترتها والتي اشتريناها معا .. فكرت وقتذاك بأي سافل هذا الذي يتزوج بدلة اختارتها له حبيبته السابقة ..؟!.. أي رجل هذا الذي يخون زوجته منذ لحظة زواجهما الأولى ! .. لم تكن وفيا لي في علاقتنا يا عزيز ، وأدرك بأنك لن تصبح وفيا لها في زواجكما !.. مؤمنة أنا بذلك أكثر من أي شيء ..!.. قمت بتشغيل ( كمبيوتري ) المحمول عندما وصلت إلى البيت .. كنت أرجو أن تخونها ، أن ترسل إليّ باي شيء .. أن تكتب أي شيء ، أي شيء ينبئني بأن ما بيننا مستمر وبأننا لن ننتهي .. لم أكن على استعداد يا عزيز لأن ننتهي .. لا أفكر بكما معا .. لا قدرة لي على أن أفكر بكما كزوج وزوجة !.. في داخلي إنكار حاد للحدث وللصورة ، في داخلي وجع عظيم .. في أعماقي قهر وحزن وخوف .. شعرت وقتذاك بأنك جرحتني وبأن جرحي كبير وبأن مصيبة قد حلت عليّ .. لكنني لم أتمكن من أن أشعر بالم خذلانك لي ، وتركك إياي وزواجك منها ! .. في كل لحظة أحاول أن أصل إلى تلك الصورة .. صورتكما معا .. يتلاشى كل شيء ويتشتت ذهني وكأن عقلي يأبى أن يرسم الصورة ! .. متمسكة أنا بفكرة أن يكون في الأمر خطأ ، سوء فهم ، لبس ، .. اي شيء .. عدا أن يكون الأمرحقيقيا وأن يكون أمرنا قد انتهى .. أرفض أن أصدق بأنك ستكون معها هي ، لا أن تكون معي أنا .. لم أكن على استعداد لأن أخسرك يا عزيز ،ليس بعد كل ما جرى بيننا ! .. كنت على استعداد لأن أتحمل كل شيء ، أن أتفهم كل شيء إلا أن تكون قد تركتني من أجل امراة أخرى لا يحق لها بشعرة من جلد رأسك .. استحقك يا عزيز ، أستحق كل ما فيك ، أستحقك بصبري وبحبي وبتضحيات سنوات مضت .. فلماذا لم أحصل عليك ؟! دخلت بريدي لأجد في صندوق الوارد .. رسالتين منك من دون عنوان .. كانت الأولى محملة بأغنية ( تصدق الأحلام ! ) لعبد المجيد عبدلله ، حملت الأغنية وأنا أقرأ رسالتك الأخرى التي كتبت فيها : ( مساء الخير ، كيف حالك يا جمان ..؟ أردت أن أطمئن عليك ، خشيت أن أتصل ففضلت أن أكتب رسالة .. لطالما أحببت الرسائل .. في داخلي الكثير ليكتب ويقال ويشرح لكنني أشعر ولأول مرة باستعصاء الكتابة .. أشعر وكأنني فقدت القدرة على أن أكتب ، أخبرتك قبلا بأن سرك ( عظيم ) ! .. ها أنا ذا فقدت كل شيء منذ أن أغضبتك وكأن لعنة أصابتني .. أقول هنا منذ أن أغضبتك ، لا منذ أن خسرتك لانني على يقين من أنني لم أخسرك بعد .. على الرغم من خطيئتي ومعصيتي بحق الحب وبحق إلهة الحب أنت .. قد ترين في قولي وقاحة ! أرى في قولي أكثر من هذا لكنني أعرف بأننا لن نخسر بعضنا بهذه ( الصعوبة )!.. لن أدعي سهولة ما جرى وأعترف بصعوبته عليك وعلي ّ ! .. على الرغم من اختياري ومن حماقتي لكنك مضطرة لأن تقبلي بما حدث .. ومضطر أن أندم كثيرا عليه .. لن أدعي نقائي ولن أحاول تبرير فعلتي .. أبدا يا جمانة .. لن أفكر بفعل هذا أبدا . اعترف والآن وعلى استعداد أنا للاعتراف أمام الدنيا بمن فيها بأنني أخطت وبأن خطا كخطئي ذاك لا يغتفر ..! لكنني اعرف وعلى الرغم من اعترافي الذي لن يقبل به أي ناسك في الدنيا بأنك ستسامحينني ... ستسامحينني من دون رغبة منك بالسماح .. ستسامحينني مضطرة ، مجبرة ومغصوبة .. لأن قلبا واحدا يجمعنا .. نصفه في صدري ونصفه الآخر بين أضلعك .. جمانة !.. تزوجت غيرك غيرك ، تزوجت ياسمين . عرفتها منذ ثمان سنوات . منذ أن كنت طالبا في مونتريال .. كنت وقتذاك أدرس البكالوريوس كما تعلمين .. كنت في السادسة والعشرين وكانت في الثانية والثلاثين من عمرها .. قد تستغربين من أن أتزوج امرأة تكبرني بست سنوات ، لكنه دليل بسيط على أن علاقتنا تلك لم تكن يوما منطقية . لم تكن علاقتنا عاطفية أبدا يا جمان .. لم يربطنا ببعضنا سوى جسدين .. يؤلمك هذا .. أدرك بأن قولي يؤلمك لكنني أحتاج الآن لأن أصدق معك .. لأكفر عن بعض ذنبي وإن كان عظيما .. أحتاج لأن أصدق القول معك .. أوجعك بالحقيقة وهذا أفضل من أن أوجعك بغيرها .. أعترف بأنني كنت أهرع إليها في كل مرة تغضبينني فيها .. كنت أنفس عن غضبي منك بخيانتي لك وبعلاقتي بها .. حقير ، وقح .. خائن ، كاذب ومريض .. قولي ما تقولينه عني .. سأختصر عليك الدرب لترتاحي وساقول لك بأنني كل هؤلاء ! لكنني أحببتك منذ أن التقيتك في المقهى لأول مرة .. ظننت أنني سأفقد هذا الإحساس بعد مرور الوقت وسأشعر بالملل كما حدث مع غيرك لكنني لم أشعر بهذا أبدا ، كان حبي لك يزداد في كل مرة أراك تبتسمين وفي كل مرة تعبسين .. قد لا تدركين كم أحب صراخك في وجهي ،كم أحب بكاءك بسببي ! كم أحب غيرتك وعنادك .. يزداد حبي لك في كل مرة تعقدين فيها حاجبيك ظنا وتحاولين استدراجي بأسئلة غبية .. أعشق تأملك وأنت تسحبين شفتك السفلى بأظفارك حينما تفكرين بما أقول .. أحبك يا جمان ، أحبك وأشهد الله على حبي لك .. لو كنتأمامك الآن لسألت .. لماذا أخونك إن كنت فعلا أحبك ! ستسألينني إن كنت قد شعرت بالذنب خلال خيانتي لك ؟ .. وأصدق القول معك هذه المرة .. لأنه لم يعد لدي ما أخشى انفضاحه ، خنتك لأنني اعتدت على فعل هذا .. أدمنت الأمر .. أدمنت على أن تكون في حياتي امرأتان ، امرأة يعرفها جسدي وامرأة يعشقها قلبي . اعتدت على أن أفرغ ما في قلبي لامرأة طاهرة ، في جسد امرأة عاهرة .. لا تلوميني .. كنتِ بعيدة على الرغم من قربك مني .. تدركين ما أعني يا جمان ، قاس حديثي هذا .. أدرك بأنه صعب عليك قراءته لأنني أشعر الآن كم هو صعب أن أكتبه .. الذنب ليس ذنبك ، يقتلني أنك لم تذنبي في هذا !.. لكنني لم أتمكن من أن أتخلص من أمر اعتدت على القيام به. جمانة . ابتعدت لأشهر عن ياسمين ، خفت .. خفت أن تكتشفي الأمر فتتركينني ، كما عذبني إخلاصك لي فابتعدت عنها .. لكنني لم أتمكن من الاستمرار وفيا .. حينما سافرت وحدك إلى الرياض وانشغلتِ عني وقتذاك . . فتك بي الشوق والشك ، كان لا بد من أن أنتقم من ظنوني .. كان لا بد من أن أعاقبك على انشغالك عني .. فعدت إليها ولغيرها ! أعترف بأن عودتي تلك جعلت من تأنيب ضميري سوطا أجلدك به .. أخذت أعاقبك على دفعك إياي لخيانتك .. أسأت معاملتك لأنك دفعتني إلى الخيانة .. وعليه ازددت حدة وازددت عنادا . . فازدادت شجاراتنا وكذلك خلافاتنا وباتت خيانتي كعقاب يرضيني أحيانا ويشعرني بالسوء أحيانا أخرى ! .. جمانة .. زواجي من ياسمين لم يغير في الأمر شيئا .. كنت خائنا منذ البداية ، بزواج ومن دون زواج .. تزوجتها فقط لأوجعك .. لتعرفي بأنني قادر على أن اتزوج غيرك .. ولتشعري بأنني فضلت امرأة عليك .. أتدرين ما الغريب في الأمر يا جمانة ؟؟ .. الغريب بأنني لم ألمسها منذ أن تزوجنا .. رغبت بها بالحرام ولم أرغب بغيرك بالحلال مثلما لم أرغب بك بالحرام أبدا .. دائما كا كنت أراك كحورية لا يستحق أن يدنسها بشرا .. كنت تحبينني حينما كان يربطني بياسمين جسد .. أتكرهينني الآن بعدما أصبح لا رابط مجرد ورقة ؟ .. جمانة .. أدرك وتدرك ياسمين بأننا لن نستمر بزواج كهذا .. كنا محتاجين إلى تلك الورقة .. احتجت إليها أنا لأعاقبك واحتاجت إليها هي ..لتحمل اسم مطلقة .. مطلقة افضل بكثير من امرأة في الأربعين لم تتزوج بعد .. هكذا كانت الصفقة يا جمان وإن لم نصرح بها .. جمانة .. ساطلق ياسمين في اللحظة التي تطلبين مني أن أفعل .. ستفكرين لماذا لا أطلقها الآن إن كنت جازما على أن ننفصل ،، وإن كنت صادقا في أن لا شيء يربطني بها ،سأطلقها يا جمانة فور ما تطلبين مني فقط ، لأنني سأعرف عند طلبك بأنك ستعودين إليّ وبأننا سنستأنف ما بدأناه معا ، أدرك بأنني أخطأت وبأن خطأي عظيم لكنني أدرك أيضا بأنك قادرة أن تسامحيني وعلى أن تحبيني أكثر !.. أنا لست إلا كما قال نزار ( طفل عابث يملؤه الغرور !) ( فكيف تنتقم الطيور من صغارها ) يا جمانة ! .. ها أنا ذا اسأت وأسالك المغفرة يا حبيبتي .. أدرك بأن طلبي صعب .. أدرك بأن قربي منك الآن صعب عليك لكنني أدرك أيضا بأن بعدي سيقتلك مثلما سيقتلني البعد .. جمانة .. لا أطلب منك أن تكوني حبيبتي فلطالما كنت الحبيبة .. أرسل اليوم طلبي لأطلبك زوجة .. أريدك فعلا .. أريدك حقيقة .. ما عادت تشبعني أحلامنا المؤجلة .. أريدك الآن .. أريد أن نتزوج .. أن أطلبك من أهلك ، أن تتزوجيني .. وأن نقيم معا لنكمل ما تبقى من دراستنا .. أريد أن أستيقظ بجوارك كل يوم .. بدلا من أن توظيني على الهاتف في كل صباح ..!.. أحتاج لأن تحضري لي قهوتي في بيتنا قبل ذهابنا إلى الجامعة بدلا من أن نلتقي في مقهى الجامعة لنشرب قهوتنا معا .. أحتاج لأن أفتح خزانة ملابسنا لأختار لك ما ترتدينه بدلا من أن تصفي لي ملابسك على الهاتف فأختار ما أتخيله جميلا عليك . . أريدك أن تنامي على صدري ونحن نتابع برامجنا على التلفاز يا جمانة ، مللت من أن نتابع التلفاز على أريكتين منفصلتين .. أريد أن أقبلك .. أن أشعر بشفتيك تذوبان داخل فمي ، تعبت من تقبيلي إياك على الهاتف .. أريد أن اتزوجك يا جمانة !.. أن تكوني لي .. الم تفكري يوما بمدى اشتعالي حينما تتحدثين عن أطفالنا ..؟.. في كل مرة تتحدثين فيها عن طفل يجمعنا.. أشعر برغبة حارة في ان أتحسس بطنك ، في أن ألمس بيت أطفالي بيدي .. تظنين بأنني قاس وبأنني بارد المشاعر لكنني استعر في كل مرة أراك فيها وإن كان خوفي عليك أكبر من أن أمسك بنظرة ، جمانة .. تزوجيني ، تزوجيني بعيوبي وذنوبي كلها ! تزوجيني لتجعلي مني قديسا .. تزوجيني وكوني امرأتي .. لن أعدك بشيء لأنك لن تصدقي وعودي ، أريدك أن تثقي بقلبك الذي أحبني .. أريدك أن تشبعي هذا الحب الجائع قربا .. لست عظيما لأستحقك لكنني أعشقك ، أتنفسك .. وأتشربك بما يكفي لأن تكوني لي .. أطلبي مني أن أطلقها حينما تقبلين بي زوجا يا جمانة ، حينما تطلبين مني طلاقها سأعرف بأنك قد قبلت بي .. وسأطلبك حينئذ من أهلك .. جمانة .. ارحمي قلبي وقلبك ولنتزوج .. ( فأنت في حياتي الهواء وأنت عندي الأرض والسماء ) كما قال / قباني ! عبدالعزيز التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 27-05-14 الساعة 12:40 PM | ||||
27-05-14, 12:38 PM | #22 | ||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
|
التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 27-05-14 الساعة 01:16 PM | ||||
27-05-14, 02:14 PM | #23 | ||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
|
| ||||
27-05-14, 02:43 PM | #24 | ||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
|
| ||||
27-05-14, 02:45 PM | #25 | ||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
|
| ||||
27-05-14, 05:39 PM | #26 | ||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
| وكأنك لم تغب يوما .. عدت وكأنك لم تخطئ ولم تجنح ، لم تشعرني بتقديرك لمعروف عودتي ولم أشعرك بالمنة أبدا !.. استعدت زمام الأمور بسرعة ، جئت بقوة .. ونسيت أنا أو تناسيت ما بدر منك ! .. كان لا بد من أن أفعل يا عزيز ، اضطررت لأن أفعل .. كنت أعرف بأن ثمن تنازلي هذه المرة غال جدا ، لم تكن لتقف معي هيفاء بعد كل ما جرى .. وأدرك جيدا بأنني خسرت زياد بعدها وللأبد .. فترت علاقتك بزياد ، كنت مندهشا من بروده المفاجئ ومن صدوده الغريب .. سألتني عدة مرات إن كان زياد قد أخبرني عن شيء يخصك .. لكنني أنكرت كل أحاديثنا وكأنها لم تكن يوما .. انتهى الفصل الدراسي .. كان فصلا من شقاء ، طويلا بمقدار تعاسته .. دعوتني على العشاء بمناسبة نجاحي .. قلت لي بأن المناسبة خاصة جدا .. قررنا أن نحتفل بقرب تخرجي مبكرا ، حيث لم يكن باقيا على تخرجي سوى عام واحد .. دعوتني في المقهى .. سخرت منك كثيرا لأنك دعوتني إلى هناك فالمكان لا يتناسب أبدا مع مقام المناسبة ! .. لكنك تذرعت لي بإفلاسك فاشفقت عليك كعادتي .. وجئتك كما أجيء عادة.. لطالما كنت امراة متطلبة ، كنت فتاة لا يرضيها شيء ولا يغريها أحد .. لكنك حقنتني بأمصال الرضا ، دسست القناعة خفية في مشربي .. فبت امرأة لا يهمها شيء سوى أن تكون معك ! نلتقي دوما في المقهى حيث نشعر هناك بالراحة والألفة كما لو أننا في بيتنا .. بيتنا الذي نتخيله ولا نسكنه ، كنت تجلس إلى ( طاولتنا ) حينما دخلت .. وقفت ما أن رأيتني وقلت بضجر : تأخرت يا بنت ! .. كنت بمزاج سيء أجبتك بعصبية : لن يضيرك الانتظار ، فلطالما انتظرتك ! .. جلسنا على كرسيين متقابلين .. فتحت حاسوبي المحمول مثلما كنت تفعل وجلست من دون أن نتكلم .. رايت اسمك متصلا في قائمة الماسنجر .. كتب لي عندما دخلت : طلبت لك ما تشربينه ، تأخرت عليّ ولم أشأ أن تضيعي لحظات أخرى في التفكير فيما ستطلبينه .. كتبت لك : متى تقلع عن هذه العادة ؟ أي عادة ؟ أن تختار لي ما أشربه وما أتناوله ؟ لكنك تشربين المشروب نفسه وتأكلين الوجبة ذاتها في كل مرة .. فلتفرض أنني جئتك بشهية مختلفة .. سأفترض الآن بأن هرموناتك مختلفة .. لأبرر لك مجيئك العنيف هذا .. قد تكون هرموناتي مختلة .. تفهم بأمزجة النساء أكثر مما أفهم ! كنت أسترق النظر إليك بين الحين والآخر ، كنت منشغلا بالكتابة وكأنك تحادث أحدا غيري على الماسنجر .. وكأنك لم تكن تتحدث إليّ .. تجاهلت ما كتبته ولم ترد عليّ .. جاءت النادلة بالقهوة .. كنت أتابعك بعيني وأنا أرتشفها مفكرة فيما تفعله ومع من تتحدث .. كنت منشغلا بالكتابة وكأنك تجلس وحدك لدرجة أنك لم ترفع عينيك ولو لمرة باتجاهي ! ظهرت نافذة استقبال رسالة جديدة على بريدي بينما كنت أراقبك ، كان صوت استقبالها عاليا فأفزعني .. كانت مرسلة من أحد مواقع البطاقات الالكترونية التي ترسل إليّ عادة من خلالها .. فتحت الرسالة .. فظهرت لي بطاقة من بطاقات المناسبات .. كانت البطاقة عبارة عن صورة لحبل غسيل نشرت عليه ملابس داخلية رجالية ونسائية ، كتب تحتها ( أحتاج لأن اشاركك كل شيء حياتي ، أفكاري ، مستقبلي .. عمري ، بيتي ، أطفالي .. وملابسي الداخلية ! .. تزوجيني يا عصبية ) .. عبدالعزيز .. رفعت عيني إليك ، كنت تنظر إلى شاشتك مبتسما وجبينك يلمع توترا .. كتبت لك على الماسنجر .. يا أخ .. نعم يا أخت ؟ قل شيئا .. كتبت ساخرا : شيئا ! ترى بعصب .. كتبت لي : إخس يا كتكوت شرس ، صاير تعصب كثيرا يا مفترس ! .. سأحذفك من قائمتي !.. لا ، لا .. إنتظري .. أممم .. فلتقولي شيئا أنت .. ظننتك تحب حياة العزوبية .. ألم تسمعي بمقولة ( يموت الأعزب ميتة الكلاب ويعيش المتزوج عيشتها ) ..؟.. أنا مؤمن بها .. ستتزوجني إذن لتعيش عيشة الكلاب ! قال سقراط يوما ( تزوج يا بني فإن وفقت في زواجك عشت سعيدا وإن لم توقف أصبحت فيلسوفا ) .. أطمع بالفلسفة يا حبيبتي ، لا ينقصني في حياتي سوى الفلسفة .. تزوجيني اجعليني فريدا .. طيني عيشتي واجعلي مني فيلسوفا كما فعلت كسانتيبي بسقراط !. كتبت : انت من جدك تبينا نتزوج ..؟ قدك أنا علشان أستهبل عليك ؟ متى ؟؟.. حينما ننزل إلى الرياض ! بعد أسبوعين ..؟ كتبت وأنت تبتسم : أربعة عشر يوما ، لا يزيدها يوم .. دخلت إلى الموقع الذي أرسلت لي منه ، اخترت البطاقة نفسها ، أعدت إرسالها إليك بعدما كتبت تحتها !lets do it *** فوجئت بقصتك ذلك الصباح ، نشرت قصة قصيرة تلك المرة .. الجانب الذي لم أكتشفه فيك يوما ، لم أتخيلك يوما قاصا يا عزيز .. أنت رجل مقالات تجيد الخطابة وتنميق الكلمات بلا إحساس ، قصائدك باردة على الرغم من بلاغتها .. لكنك كتبت قصة ذلك اليوم ولأول مرة .. كتبت عن رجل أحب فراشة .. كان يلتقي بها دوما على كرسي في منتصف طريق .. كان الكرسي واقعا بين قريتين وكان الرجل جبانا لدرجة أنه لم يتجاوز الكرسي يوما إلى الناحية الأخرى ! .. كان خائفا من المجهول ومما يخبئه الطرف الآخر من العالم .. حتى غابت الفراشة عنه ، انتظرها وانتظرها .. ومل الانتظار منه ومن فراشة كان من الواضح أنها نست صاحبها .. وفي لحظة يأس حطت الفراشة على يده ، سعد بها وانشرحت سرائره لكنها طارت إلى القرية في الجهة المقابلة ! .. خاف وبكى وفكر لكنه قرر أخيرا أن يتبعها وسار إلى الناحية الأخرى ! .. سألتني يوم ذاك لأول مرة عن رأيي فيما كتبت .. قلت لك : من يملك القدرة على كتابة قصة قصيرة .. يملك القدرة على أن يكتب رواية .. فلما لا تفعل ؟ أممم . في ذاكرة الجسد .. قالت كاتبتك أحلام مستغانمي على لسان اللئيمة حياة " نحن نكتب الروايات لنقتل الأشخاص الذين أصبح وجودهم عبئا علينا ، نحن نكتب لننتهي منهم ".. وليست لدي الرغبة حاليا بالانتهاء من أحد .. من الغريب أن تستشهد بأحلام ..ظننتك لا تحبها .. يكفي أن تحبيها لأحبها .. لكنني لا أحب شخصيات النساء اللاتي تخلقهن ، في كل امرأة منهم جانب لئيم لا أحبه أبدا .. هي تختلقهن ولست تخلقهن يا عزيز .. هي التي توجد هؤلاء النسوة .. سواء خلقتهن من العدم أم اختلقتهن من الوجود ! .. ألم تكتب مرة بأن كل " روائي يشبه أكاذيبه ..؟" .. أنا مؤمن بأنها تشبه نساءها وإن اختلفن .. أظن بأن وضعها استثنائي ! .. تعرفين مثلما أعرف بأن الاستثناء يؤكد القاعدة .. سيؤلمني كثيرا شبهك بأبطال قصائدك .. جمان ..!.. بإمكاني إدعاء الفضيلة لكن هذا لن يقنعني بكوني فاضلا وإن أقنعتك بذلك .. صمت قليلا وقلت : عزيز !.. لماذا تكتب .. أممم .. أكتب لأتوازن ، لأفرغ همومي المتكدسة في داخلي .. لأنتهي منها ولأطردها بعيدا عن نفسي .. ظننتك ستقول بأنك تكتب لأنك تحب الكتابة ! .. أنت تحبين الكتابة .. زياد يكتب لأنه يحبها .. أما أنا فأكتب لانه من الواجب عليّ أن أكتب ، من واجب اتجاه نفسي أن أفعل .. الكتابة هي الوسيلة الوحيدة التي تعيد توازين إليّ يا جمان ، أستيقظ كل يوم في حالة تأرجح .. أصحو متذبذبا .. بعض مني يحلق هنا .. وبعض آخر يبحر هناك .. الكتابة تعيد إليّ ثباتي .. قلت : يقال بأن عقول الرجال تحت أقلامهم .. أممم .. أظن بأن الرواية الأولى تتضمن من كاتبها الكثير .. لا بد من أن تحتوي الرواية الأولى على بعض من أسرار الروائي .. يضع الكاتب في إنتاجه البكر بعضا منه .. سواء أكان رجلا أو امرأة .. أنت قادر على أن تكتب يا عزيز ، لا تنقصك سوى الشجاعة .. أتظنين بأنني قادر على أن أكتب شيئا مختلفا ، شيئا فريدا و مؤثرا ..؟ هناك روايات فاشلة .. وروايات جيدة وروايات عظيمة ..!.. إن لم تكتب شيئا عظيما فأنا على يقين من أنك ستكتب شيئا جيدا .. لا ضرورة لأن تصبح يوهان فون غوته لتصبح كاتبا جيدا ، انت جيد بما فيه الكفاية يا عزيز .. أرأيت ..!.. هنا نختلف أنا وأنت .. أحتاج لأن أصبح كــ غوته يا جمان .. أحتاج لأن أؤثر في القراء كما أثر فيهم .. أحتاج لأن يكون لي تأثير مشابه .. ديكنز كتب في أغلب رواياته أكثر من 600 صفحة لكل رواية إن أجاثا كرستي كتبت 85 رواية في 85 عاما قضتها في الحياة ! .. ماركيز باع أكثر من ثلاثين مليون نسخة خلال مئة عام من العزلة وترجمت روايته لعشرات اللغات .. أتظنين بأنني قادر على أن اصبح مثلهم ؟ لن تعرف مدى تاثيرك على القارئ ما لم تجازف بالنشر .. قلت بشرود : قد أفعل يا جمان .. قد أفعل ! .. تظن بأنك لا تؤثر على الناس ولا تحرك شيئا في أعماقهم .. تجهل مدى قدرتك وتأثيرك عليهم ، أخشى ما أخشاه .. ان تظهر جاذبيتك جلبة في ما أظن بأنك ستكتبه يوما ، أحب أن أقرأ لك وحدي .. لا أحب أن تكون متاحا للناس .. لا أحب ان تكون للعامة ! .. لا أحب أن تقرأ رجلي امراة اخرى ، ألست من يقول بأن في الرواية الأولى من صاحبها الكثير فكيف أتحمل أن يقرأ كثيرك أحد ...!.. يقتلني أن يعرف أحد غيري الكثير منك وعنك .. لكنني أحب أن تحقق بعض أحلامك ! في الحب تصبح الأحلام مشتركة ، نشعر بنشوة الوصول حينما يحقق الآخر غايته وكأننا من حقق الغاية ومن أصاب الهدف .. عرجت في طريقي إلى البيت على محل للهدايا ، ابتعت منه قلما من الذهب الأبيض .. أرسلته إليك من خلال المحل مرفقا ببطاقة صغيرة كتبت عليها .. ( عزيز : قال لوقيان يوما بأن البداية هي نصف كل شيء . أهديك هذا القلم ليكون البداية .. بانتظار أن تستخدمه يوما في كتابة إهداء روايتك الأولى إليّ ) جمانة .. جاءتي الرد حالما وصلتك الهدية : جمانتي .. شكرا على القلم ! .. أعدك أن أستخدمه لتوقيع عقود نجاحاتي كلها .. وعلى رأسها عقد زواجنا ..!.. اغرمت بالقلم .. لانه منك .. ولم تستخدم قلما غيره منذ ذاك .. قلت لي مرة بأن أجمل مقالاتك كتبتها بحبره وبان أروع قصائدك لم تكتب إلا من خلاله .. قلت لي بأنني أهديتك مخيلة والهاما ومشاعر وآفاقا بعيدة من خلال قلم .. أشعر الآن بأن القلم هو وسيلتي الوحيدة للقضاء عليك ، يقتلك القلم .. تشعر بأنه غريمك على الرغم من عدم إيمانك بما أكتب .. هكذا تقول .. ويقول زياد بأنك تدعي .. أحاول اليوم أن أكتب لأنتهي منك ( عملا بمقولة أحلام التي لا تحب ! ) .. لن أدعي قوتي أمامك ، سلبتني قوتي بكل ما أؤتي المغتصب من إجرام وبشاعة ! ما زلت أذكر الليلة التي سألتك فيها عن أبشع جريمة تظن بأنه لا بد من تنفيذ حكم الإعدام فيها .. كنا نتحدث يوم ذاك عن عقوبة الإعدام بالكرسي الكهربائي .. قلت لي ومن دون تفكير : الاغتصاب .. ظننتك ستقول القتل ! في الاغتصاب ألف جريمة قتل وقتل سواء أكان المغصب رجلا أو امرأة .. ما بالك إن كان المغتصب طفلا ! أذكر كيف هززت براسك متقززا من الفكرة ، هززت برأسك وأغمضت عينيك وكأنك تحاول طردها من مخيلتك .. لا أفهم كيف تتقزز من اغتصاب رجل لامرأة .. وانت تغتصب سعادتي .. وقوتي .. وراحتي .. وقلبي كل يوم ألف مرة ! لما تستهين بروحي يا عزيز ! .. أتظن بأن الاغتصاب مشروط بعنف جسدي وماء يراق ؟! .. لا يا عزيز .. الاغتصاب هو كل ما ينتهك ، جسدا ومشاعر وخصوصية .. وحرية .. وأملاكا ، ولقد اغتصبت مني وفيّ أكثر مما تظن .. ما أبشعك ! | ||||
27-05-14, 07:03 PM | #27 | ||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
|
| ||||
27-05-14, 11:54 PM | #28 | ||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
|
| ||||
28-05-14, 07:12 AM | #29 | ||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
| *** التقيت بزياد على شبكة الانترنت ومن خلال محادثة الماسنجر .. منذ حديثنا الأخير ( ذاك ) لم أتحدث انا وزياد .. حاولنا ان نتجنب بعضنا بعضا كما فعل هو معك .. حييته فرد تحيتي باقتضاب .. زياد .. أحتاج لأن أستشيرك في أمر .. تفضلي .. سأتزوج من عزيز .. ... زياد .. أما زلت هنا ..؟ Yes.I’m here.. قل شيئا .. قلت سأستشيرك في أمر . ومن ثم قلت سأتزوج ..!.. أنت تطلعينني على الخبر يا جمانة .. ولا تستشيرينني .. هذا غير صحيح ..! أحتاج إلى رأيك لانك صديقي .. لو كانت استشارة لما قلت سأتزوج ! .. أردت ايصال المعلومة تحسبا لأي شيء .. كيف أصبحت قاسيا إلى هذا الحد ..؟ ولماذا أنت مغفلة إلى هذا الحد ..؟ لست بمغفلة يا زياد .. أنا احبه .. قال نيتشه يوما ( زوج من العدسات القوية كفيلة بأن تشفي عاشقا ) .. صدقيني أنت عمياء البصر والبصيرة حاليا يا جمانة .. لا أحتاج إلى بصر وبصيرة إن كنت سأموت وحيدة يا زياد ، لا أريد أن أموت وحيدة ومجنونة كما مات نيتشه .. دائما ما تتحدثين وكأن عبدالعزيز الرجل الوحيد ! ، الخيار الوحيد .. يبدو أنني مريضة به يا زياد ولا علاج لي منه ! .. أنت من يخشى الشفاء .. كان محقا آرسنت هيمنجواي حينما قال بأن الحب مرض أخشى ما يخشاه المصاب به .. أن يشفى منه .. ألاحظ أنك لا تستشهد إلا بالمجانين ، لا تستشهد بقول من مات وحيدا مجنونا ومنتحرا .. جمانة .. صدقيني لم يقدر لك الزواج منه .. سيقدر لي يا زياد ! تعرفين بأنه لن يقدر لكما هذا .. وهل أنت مطلع على أقدارنا ؟ لا .. لكن أقداركما واضحة! .. أعرف بأن أقدارنا ستلتقي .. أرايت ! .. انت لم تأتي لاستشارتي .. أرجو لكما التوفيق يا جمانة .. وخرج ..! .. *** وصلت بعدي بأيام .. جئت كما يجيء الغيم ، كما يظلل الأرض ليهطل فوقها الأمل وينبت فيها فرح أخضر .. عاملتني والدتي قبل وصولك وبعد مكالمتك معها وكأن شيئا لم يكن ! .. لم تحدثني عن الموضوع ولم تسألني عنك أبدا .. استغربت معاملتها تلك لكنك قلت لي بأنك توقعت هذا .. قلت : ( ما تفعله والدتك يطلق عليه " كيد الأمهات " ، تخشى أن تخبئي عليها أمرا بيننا .. لذا تحاول أن تطمئنك وأن تعاملك كما كانت تفعل سابقا ، والدتك ذكية جمان ..) قلت لك : وراثة ! قلت بسخرية : صدقيني ، لو كنت ذكية إلى هذه الدرجة لما قررت الارتباط بك .. أتدري يا عزيز .. لطالما أحببت أن أكون امرأة كأمي ، علمتني أمي كيف أضحي من أجل من أحب من دون رغبة منها في تعليمي .. تخاف أمي من أن أحيا حياة كحياتها ! .. تخشى عليّ من التنازلات والتضحيات وما شابهها ، تظن بأنني أستحق من يضحي من أجلي .. لا من أن أضحي من أجله ، لكن التضحية جين وراثي تحمله نساء العائلة على ما يبدو يا عزيز ! قلت لي قبل أن تصعد إلى الطائرة... ( لا تخافي جمان .. أؤمن بما قاله النحاس يوما بأن القلوب إذا اتصلت لا تقوى قوة على فصلها .. وقلوبنا متصلة ولن يتمكن امرؤ من فصلها ..) .. وقد كنت أؤمن بما تؤمن يا عزيز .. لكنني اليوم بت أكفر بكل ما كنت تؤمن به من أفكار ومعتقدات ومبادئ ..! .. لا أدري إن كنت قد تحررت منك حقا أم أنني ثائرة فقط على كل ما هو جزء منك وما يدل عليك .. غاضبة منك إلى حد يجعلني أتلوى ألما ..!.. فألعن اليوم الذي عرفتك فيه وأحببتك فيه لتجردني بعده من كرامتي ، تخرج ( لعناتي وشتائمي ! ) من بين شفتي كحمم البركان الثائر والمستعر في معدتي بلا فائدة ! .. ألم يقل أفلاطون بأن... ( الغضب الشديد يعمي ..؟! ) .. كان من الأجدر به أن يقول بأن الغضب الشديد يؤلم يا عزيز .. لا أفهم كيف غاب الألم عن غضب الفيلسوف ! .. أيعقل بأن غضبه لم يصل يوما إلى مرحلة الألم ؟! ...... ربما !.. اتصلت بي حالما وصلت : نورت الرياض ؟ أجبتك : نورت بس ! .. جانا التماس كهربائي من نورك .. قلت بسخرية : أجل " صقعتي " .. كالعادة ..؟ لا ، صعقت !.. ضحكت قليلا ثم قلت : جمان .. خذي ..! كلمي أمي .. سمعت صوت والدتك وهي تقول : لا أريد أن أكلمها ! صمت لثوان ومن ثم قلت : جمان .. سأعاود الاتصال بك بعد عشر دقائق .. تكدرت كثيرا بعدما أغلقت معك ، لم ترق لي لهجة والدتك .. كان صوتها جافا ، كانت لهجتها في غاية الحدة لسبب أجهله !.. اتصلت بي بعد حوالي الساعة .. التي كان من المفروض أن تكون مجرد دقائق .. قلت لك : عزيز .. ما الأمر ..؟ لا شيء ..!.. أخبريني عن كل ما حدث خلال الأيام الماضية .. اشتقت إليك .. شعرت بأن والدتك غاضبة مني .. قلت بعصبية : وهل تعرفك لتغضب منك جمانة ..؟ إذا ما الامر ؟ لا شيء .. أرجوك عزيز .. لا تقل لي بأن لا شيء يحدث .. لأنني لست غبية .. ما الذي تودين معرفته ..؟ ما بال والدتك ..؟ لا شيء مجرد عقد اجتماعية .. أجزم بأنك قد اعتدت عليها .. فلا تضخمي الموضوع رجاءا .. قلت بدهشة : عقد اجتماعية ! نعم ! .. عقد اجتماعية ..!.. فجأة قررت هي بأنك غير مناسبة .. لكنك اخبرتني بانها موافقة على زواجنا .. كانت موافقة ..!.. كانت تظن بأنك مجرد زميلة في الجامعة أعجبت بها .. لكنها اكتشفت اليوم بأنني احبك .. فاصبحت مشكلة .. ألم تخبرها مسبقا بأننا نحب بعضنا ..؟ بلى ! .. لكنها ظنت بأن الامر لا يتجاوز الإعجاب من بعيد .. لا بد من أنك تمزح ! قلت بغضب : لست أمزح ! .. تأكدت الآن من أنني محق في كره هذه المدينة وهذا المجتمع ..؟.. لا تلوميني بعد الآن على كرهه جمانة .. أتدرين جمانة ، لقد كان بإمكاني أن أفعل كأغلب ما يفعله عشاق هذا المجتمع ، أن أقول لأهلي بانك اخت صديقي وأن تخبري أهلك بأنني شقيق زميلتك .. كان بإمكاني أن أختلق أي قصة تقنعهم .. لكنني أردت أن يعرف أهلي بأنني سأتزوج من أحب حتى لو واجه زواجي منك عراقيل اجتماعية غبية وحقيرة .. وماذا سنفعل ؟!.. صحت : سنتزوج وسأنتشلك من هذا المجتمع ولن نعود إليه أبدا .. افهمت جمانة ..؟.. لن نعود إلى هنا أبدا ، لن أسمح لك بعد اليوم بأن تدافعي عن هذه المدينة ولا عن هذا المجتمع !.. قلت لك وأنا أشعر بأن كرامتي تنزف : عبدالعزيز .. لا تتخيل ولو للحظة بأنني سأقبل الزواج من رجل عائلته ترفض وجودي معها حتى ولو كان أنت !.. قلت بنفاذ صبر : جمانة .. لا توجعي قلبي بحديث لا نفع منه !.. عائلتك أيضا ترفض ارتباطنا .. فلا تفتحي علينا باب الكرامة هذا .. لا أعرف لماذا يتوجس مجتمعنا من زيجات الحب يا عزيز .. لماذا يرفض أفراده زواجنا ممن نحب ؟.. لا أفهم لماذا يعتبرون هذا النوع من الزواج خطيئة .. لماذا يحرمونه ..؟!.. على الرغم من أنه زواج شرعي ، محلل بالشرع وقائم بأركانه !.. تعاقبني والدتك على حبي لك .. كما تعاقبك والدتي على حبك !.. تظن والدتك بأنني امرأة سيئة لمجرد حبي لك وحبك لي ! .. تظن بأنني لا أناسبك ولا أستحق أن يرتبط اسمي باسمك لأنني عرفتك قبل زواجنا ولأنك أحببتني قبل أن تقرر الارتباط بي .. لا أفهم لماذا يعاقبني كل من ينحدر من عائلتكم على حبي يا عزيز ! .. عاقبتني أنت على حبي .. وها هي عائلتك تعاقبني أيضا على طريقتها برفضها لزواجنا .. أملعون حبك إلى هذا الحد ؟!.. أخذت أفكر يا عزيز بعدما أغلقت معك في ردة فعل والدتك لو عرفت عن موضوعك مع ياسمين وزواجك منها .. أنا على يقين من أنها ستعد الأمر مجرد " طيش " وستنسى الموضوع وكأنه لم يكن يوما ، ستتستر عليك وستصر دوما بأنك ابنها الطاهر الذي لن تسمح بأن يدنس طهره زواجه من الفتاة التي يحب ! كنا نواجه مشكلة مع أمي واصبحنا نواجه مشكلتين .. مع أهم امرأتين في حياتك وحياتي !.. لا أعرف لماذا تقف " النساء " دوما في طريق علاقتنا يا عزيز ..! .. فالنساء يبعدنك عني دوما بلا عذر ومن دون سبب .. إلهي يا عزيز .. إلهي لو تدري كم بت أمقت النساء ، كم بت أخشاهن !.. أتعرف بأن النساء لا يتآمرن إلى لأذية النساء ..؟! .. ألم يقل الكبير ستاندال بأن ( أفضل سلاح ضد المراة هو امرأة أخرى ) !.. ولقد تآمرن عليّ نسوة كثيرات خلال معرفتنا .. تآمرن عليّ واستخدمن كل أنواع الأسلحة ضدي ، لكنني لم أكن لأقبل بأن تتآمر عليّ أقرب نساء الكون إليّ .. وأحب نساء الكون إليك .. أمي وأمك !.. لم أكن لأقبل يا عزيز !.. *** | ||||
28-05-14, 08:29 AM | #30 | ||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
| استيقظت على رنين هاتفك بعد ليلة طويلة من الثرثرة ، كانت الساعة الرابعة عصرا .. وكنا قد قضينا ليلتنا بطولها على الهاتف قلت : جمان .. استيقظي .. هيا ..! بدأت أم المعارك .. سألتك بدهشة : ماذا ..!.. ما هذه ..؟ قلت ببساطة : الحرب !.. ما الذي تقصده ..؟.. أي حرب ؟.. قلت بمرح : ستتصل والدتي بوالدتك بعد قليل إن لم تكن قد اتصلت بها .. وكيف حدث هذا ..؟ تشاجرت معها ومع والدي ! ورضخا لرغبتك بهذه البساطة ..؟ على فكرة جمان ، هما لا يرفضانك شخصيا .. هما يرفضان الفكرة نفسها .. فكرة العلاقة وليس طرف العلاقة .. وكيف اقتنعا ؟ قلت وكأن الامر لا يعنيك : لم يقتنعا .. هما ينفذان رغبتي لا أكثر .. جمانة هذه حياتي وأنت بالذات تعرفين جيدا بأنني لن أسمح لأحد بالتحكم بسير حياتي .. قلت لك بضيق : لا أرغب بإقحام نفسي في عائلة لا ترغب في انضمامي إليها !.. بيبي ..!.. أنا على يقين من أنهما سيقعان في حبك .. عندما يتعرفان عليك صدقيني سيتغير كل شيء .. لا تخشي شيئا .. صمت قليلا .. فاستطردت : جمانة ! .. حان دورك الآن .. كوني قوية يا بيبي وتأكدي من أنني سأكون معك دوما .. قلت لك : لست واثقة من قدرتي على هذا .. قيل في سفر الأمثال ( أعد فرسك ليوم الحرب أما النصر فمن الرب ) ..!.. استعدي ولا تخافي .. قلت لك ممازحة ..!.. هل يمكنني التراجع ..؟ قلت مهددا : جربي ! .. نزلت إلى مجلس والدتي بعد أن استحممت بسرعة ، كانت تجلس مع بتيل وصبا أمام التلفاز .. اخذت بتيل تحدثني بحماسة عن عرض الأزياء الذي نشاهده على التلفاز لحظة جلوسي معهم .. كنت أنقل بصري بتوتر بينها وبين الشاشة وبين أمي التي كانت منشغلة بقراءة الجريدة حينما ارتفع صوت رنين الهاتف فانتفضت بقوة .. قلت لصبا : صبا .. ردي بسرعة .. الا تلاحظين بأنني أتابع التلفاز ؟ التفت إلى بتيل بنفاذ صبر : بتيل . فلتردي أنت ..أرجوكِ! .. قالت : فلترد صبا .. أليس صغير القوم خادمهم ؟ صرخت بهما : وبعدين ؟ .. واحدة منكما ترد على الهاتف ! قالت امي بعد أن توقف رنين الهاتف : أتنتظرين اتصالا من أحد جمانة ..؟ سحبت إحدى المجلات من على الطاولة أمامي .. قلت وانا أتصفحها بسرعة : لا .. صمتت والدتي ولم تعلق ، انتظرت اتصال والدتك مجددا لكنها لم تتصل .. أردت أن أرسل إليك لاسألك عن عدم اتصالها لكنني كنت قد نسيت هاتفي المحمول في غرفتي ، استوقفتني والدتي حينما هممت بالصعود إلى الغرفة ، قالت وهي تقرأ الجريدة ومن دون أن تنظر إليّ : جمانة ..!.. لقد اتصلت المرأة !.. قلت لها وقلبي يخفق بقوة : اي امرأة !.. ابتسمت : المرأة التي تنتظرين اتصالها .. قلت لها وأنا أعبث بكميّ..!.. وماذا الآن ..؟ قالت : أعرف بأنك قد فكرت في الموضوع وقد قررت بشأنه ، لذا لن أقول لك فكري جمانة ..!.. القرار الآن بيد والدك .. التفتت بتيل بسرعة : تفكر في ماذا ؟ اشارت أمي برأسها ناحيتي مبتسمة : أسألوها !.. شهقت صبا : ستتزوجين ..؟؟ رميت عليهما بوسادة الأريكة : لا شأن لكما بأمور الكبار !.. ركضت إلى غرفتي واقفلت خلفي الباب بعد أن تركت صبا وبتيل تحققان مع أمي .. وجدت في هاتفي أربع مكالمات لم أرد عليها منك .. اتصلت بك وأنا أقفز على سريري من السعادة ، قلت لي ما إن سمعت صوتي : جمان ، أين أنت ..؟ في غرفتي حبيبي .. صوتك غريب ! .. قلت لك وانا ألهث : لأنني قاعدة أنطنط على السرير !.. ليش ..؟ مبسووووطة ! .. قلت بسخرية : الأخت عانس ؟! لا .. الأخت أول مرة تنخطب ؟! جلست وقلت معاتبة : ولد !.. ضحكت : يا روح الولد !.. خلك رجال !.. رجال من قبل ان اعرفك .. ماذا سنفعل الآن ؟!.. نترقب !.. اعرف جيدا يا عزيز بأن رجلا مثلك لا قدرة له على ترقب أمر ما لمدة طويلة ، لطالما كنت تنهي أمورك على عجالة ! .. رجل مثلك لا يطيق الانتظار ولا يعرف للصبر طريقا ، على العكس مني أنا ، أنا التي اعتدت على أن أترقب منك أي شيء ، وأن أنتظر منك كل شيء .. انا التي اعتاد عليّ الصبر مثلما اعتدت عليه ، صبرت يا عزيز لأظفر .. الم يقل الإمام علي عليه السلام بان... ( حلاوة الظفر تمحو مرارة الصبر ) ..؟.. وصبرت يا عزيز .. صبرت ليمحو ظفري مرارة صبري .. لكن صبري لم يمح مرارته شيء ! ..
| ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|