آخر 10 مشاركات
❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          غيث أيلول -ج5 سلسلة عائلة ريتشي(121)غربية - للكاتبة:أميرة الحب - الفصل الــ 44*مميزة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          [تحميل] مشكلتي مع كلمة / للكاتبة الفيورا،سعودية (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          كلوب العتمةأم قنديل الليل ؟! (الكاتـب : اسفة - )           »          صمت الحرائر -[حصرياً]قلوب شرقية(118) - للمبدعة::مروة العزاوي*مميزة*كاملة & الرابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          الصحوة ( الجزء الأول من مذكرات مصاص الدماء ) - كامل - (الكاتـب : Dalyia - )           »          715- رحلة غرام -عبير ميوزيك (أصلية) (الكاتـب : Just Faith - )           »          طلب مساعدة (الكاتـب : ام هدى وعدنان - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى الروايات الرومانسية المترجمة > منتدى الروايات الرومـانسية المترجمة > قسم الروايات الخيالية المترجمة

Like Tree8Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-02-15, 07:04 PM   #321

ام وزوجه

نجم روايتي

alkap ~
? العضوٌ??? » 117937
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,614
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ام وزوجه has a reputation beyond reputeام وزوجه has a reputation beyond reputeام وزوجه has a reputation beyond reputeام وزوجه has a reputation beyond reputeام وزوجه has a reputation beyond reputeام وزوجه has a reputation beyond reputeام وزوجه has a reputation beyond reputeام وزوجه has a reputation beyond reputeام وزوجه has a reputation beyond reputeام وزوجه has a reputation beyond reputeام وزوجه has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اشعر بان سيمون لم يقتله فالنتيان
ماذا يريد من كلارى لانه لا يفعل شئ
الا اذا كان يرغب من وراءه شئ
ماذا رأت المحقيقة فى جيس
هل هو ليس ابن فالنتيان
ماذا سيحدث لمايا هل سيجدها فالنتيان ام لا




ام وزوجه غير متواجد حالياً  
التوقيع
اعتذر ان تاخرى فى الردود
وعن اى أخطاء إمﻷئية لانى
اتصل عن طريق الهاتف
رد مع اقتباس
قديم 01-03-15, 04:15 AM   #322

lala905

نجم روايتي وأستاذة ومحررة لغوية ومترجمة بمنتدى وحي الخيال وفي منتدى قلوب احلام ومحللة أدبية بنادي كتاب قلوب أحلام ومحللة سياسية في قسم الأفلام الوثائقية وعضو الموسوعة الماسية لقصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية lala905

? العضوٌ??? » 136394
?  التسِجيلٌ » Aug 2010
? مشَارَ?اتْي » 10,182
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Lebanon
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » lala905 has a reputation beyond reputelala905 has a reputation beyond reputelala905 has a reputation beyond reputelala905 has a reputation beyond reputelala905 has a reputation beyond reputelala905 has a reputation beyond reputelala905 has a reputation beyond reputelala905 has a reputation beyond reputelala905 has a reputation beyond reputelala905 has a reputation beyond reputelala905 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام وزوجه مشاهدة المشاركة
اشعر بان سيمون لم يقتله فالنتيان
ماذا يريد من كلارى لانه لا يفعل شئ
الا اذا كان يرغب من وراءه شئ
ماذا رأت المحقيقة فى جيس
هل هو ليس ابن فالنتيان
سؤال جيد... جوابه ليس في هذه الرواية بل في الكتاب الثالث من السلسلة وهو مدينة الزجاج...
جيس إبن مَن؟ ثم أين جوناثان؟ أليس جيس هو جوناثان؟ جوناثان أخ كلاري التي رأت والدتها تحتفظ بخصلة من شعره الأشقر في صندوق صغير أتذكري عزيزتي أحداث مدينة العظام...

ماذا سيحدث لمايا هل سيجدها فالنتيان ام لا
بل ما سيحدث للجميع؟؟؟؟؟؟؟؟
تابعي لتعرفي... لم يبقى الكثير...
شكراً لتواجدكِ عزيزتي في الرواية...
تحياتي


lala905 غير متواجد حالياً  
التوقيع



سبحان الله وبحمده ، عدد خلقه ، ورضا نفسه ،
وزنة عرشه ، ومداد كلماته

رد مع اقتباس
قديم 01-03-15, 05:37 PM   #323

نورشمس
alkap ~
 
الصورة الرمزية نورشمس

? العضوٌ??? » 331930
?  التسِجيلٌ » Dec 2014
? مشَارَ?اتْي » 512
?  مُ?إني » بنغازي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Libya
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » نورشمس has a reputation beyond reputeنورشمس has a reputation beyond reputeنورشمس has a reputation beyond reputeنورشمس has a reputation beyond reputeنورشمس has a reputation beyond reputeنورشمس has a reputation beyond reputeنورشمس has a reputation beyond reputeنورشمس has a reputation beyond reputeنورشمس has a reputation beyond reputeنورشمس has a reputation beyond reputeنورشمس has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
Elk

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

نورشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-03-15, 07:20 PM   #324

نورشمس
alkap ~
 
الصورة الرمزية نورشمس

? العضوٌ??? » 331930
?  التسِجيلٌ » Dec 2014
? مشَارَ?اتْي » 512
?  مُ?إني » بنغازي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Libya
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » نورشمس has a reputation beyond reputeنورشمس has a reputation beyond reputeنورشمس has a reputation beyond reputeنورشمس has a reputation beyond reputeنورشمس has a reputation beyond reputeنورشمس has a reputation beyond reputeنورشمس has a reputation beyond reputeنورشمس has a reputation beyond reputeنورشمس has a reputation beyond reputeنورشمس has a reputation beyond reputeنورشمس has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
Chirolp Krackr

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . :Ts _012:

نورشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-03-15, 02:08 PM   #325

elizabithbenet

نجم روايتي وفراشة متالقه بعالم الازياء و الاناقةوقلم مميز بخاطرة من وحي الكلمة

alkap ~
 
الصورة الرمزية elizabithbenet

? العضوٌ??? » 297131
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,687
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » elizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
انا لست مجبرة ان افهم الناس من انافمن يمتلك مقومات العقل ساكون امامهكالكتاب المفتوح وعليه ان يحسن الاستيعاب
افتراضي



elizabithbenet غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-03-15, 02:09 PM   #326

elizabithbenet

نجم روايتي وفراشة متالقه بعالم الازياء و الاناقةوقلم مميز بخاطرة من وحي الكلمة

alkap ~
 
الصورة الرمزية elizabithbenet

? العضوٌ??? » 297131
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,687
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » elizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
انا لست مجبرة ان افهم الناس من انافمن يمتلك مقومات العقل ساكون امامهكالكتاب المفتوح وعليه ان يحسن الاستيعاب
Elk

الفصل التاسع عشر
يموت آراي** ترنيمة لاتينية تغنى رسمياً في قداس للموتى"أنت مخطئ." قالت كلاري، لكن صوتها لم يحمل أي إدانة. "أنت لا تعرف أي شيء عني أو عن جيس. أنت فقط تحاول...""أحاول ماذا؟ أحاول الوصول إليكِ، كلاريسا.
لأجعلكِ تفهمي." لم يكن هناك مشاعر في صوت فالنتاين يمكن لكلاري أن تكتشفها أبعد من تسلية باهتة."أنت تضحك علينا. تعتقد أنك يمكن أن تستخدمني لإيذاء جيس، إذاً أنت تضحك علينا. أنت لست حتى غاضباً الآن." أضافت، " الأب الحقيقي سيكون غاضباً.""أنا أب حقيقي. نفس الدم الذي يجري في عروقي يجري فيكِ.""أنت لست والدي. لوك هو." قالت كلاري بضجر تقريباً. "لقد تحدثنا بذلك سابقاً.""أنتِ تنظري فقط للوك على أنه والدك بسبب علاقته بوالدتكِ...""العلاقة بينهما؟" ضحكت كلاري بصوت عال. "لوك ووالدتي صديقان.
"للحظة كانت متأكدة من أنها شهدت نظرة المفاجأة تمر على وجهه. ولكن، "إذاً هكذا." كل ما قاله. وبعد ذلك، "هل تعتقدي حقاً إنه عانى كل هذا ـــ لوسيان، أعني ـــ هذه الحياة من الصمت والاختباء والهروب، وهذا التفاني في حماية السر حتى هو لم يكن يفهمه بالكامل، لمجرد الصداقة؟ أنتِ تعرفِ القليل جداً عن الناس، كلاري، في عمركِ،
وأقل عن الرجال.""يمكنك إظهار كل التلميحات حول لوك كما تريد، لن يحدث أي فارق. أنتمخطىء بشأنه، مثلما كنت على خطأ حول جيس. يجب أن تعطي الجميع دوافع قبيحة لكل ما يقومون به، لأن الدوافع القبيحة هي كل ما تفهمه.""هل هذا ما سيكون إذا كان يحب أمكِ؟ قبيح؟" قال فالنتاين. "ما هو القبيح جداً في الحب، كلاريسا؟ أم أن لديكِ شعور، في أعماقكِ، أن لوسيان الغالي ليس حقاً بإنسان ولا قادر حقاً أن يشعر بالمشاعر كما نحن نفهمها...""لوك إنسان كما أنا." كلاري رمت الكلام في وجهه. "أنت مجرد متعصب.""أوه، لا."
قال فالنتاين. "أنا أي شيء إلا هذا." انتقل أقرب قليلا إليها، تراجعت الى الوراء لتصل أمام السيف، وتحجب رؤيته عن فالنتاين."أنتِ تفكري بي بهذه الطريقة لأنك تنظري الى ما أقوم به من خلال فهمك البشري لهذا العالم. البشر الدنيويين خلقوا التمييز بين أنفسهم، تمييز يبدو سخيفاً إلى أي صياد ظل. ويستند التمييز على أساس العرق أو الدين، والهوية الوطنية، وأي دزينة أخرى من علامات ثانوية وغير ذات صلة. للبشر الدنيويين هذه تبدو منطقية، بينما الدنيويين لا يروا، أو يفهموا، أو يعترفوا بعوالم الشيطان. لا تزال هناك مدفونة في مكان ما في ذاكرتهم القديمة، أنهم يعرفون بهؤلاء الذين يمشون على هذه الأرض، الأخرون.
لا ينتمون، وهذا يعني فقط الضرر والدمار. ولأن تهديد الشيطان غير مرئي للدنيويين، يجب عليهم إلصاق التهديد على الآخرين من جنسهم. يضعون وجه عدوهم على وجه جارهم، وبالتالي يتم ضمان أجيال من البؤس." تقدم خطوة أخرى بإتجاهها، وكلاري تراجعت غريزياً إلى الوراء؛ ضغطت على الخزنة الصغيرة وراءها الآن. "أنا، لست هكذا." تابع، "أستطيع أن أرى حقيقة الأمر. الدنيويون يروا الأمور من خلال الزجاج بغير وضوح، لكن نحن كصيادي الظل نراه وجهاً لوجه. نحن نعرف حقيقة الشر، ونعرف أنه في حين أنه يمشي بيننا، فإنه ليس منا. ما لا ينتمي إلى عالمنا يجب ألا يسمح له أن يترسخ هنا، لينمو مثل زهرة سامة ويطفىء جميع أشكال الحياة." كلاري كانت تفكر في أخذ السيف وضرب فالنتاين، ولكن كلماته هزتها. صوته كان ناعم ومقنع لدرجة، لكنها لم تكن تظن أنه ينبغي أن يسمح للشياطين بالبقاء على الأرض، لاستنزافها وتحويلها الى رماد كما إستنزفوا الكثير من العوالم الأخرى... تقريباً كان كلامه منطقي، ولكن... "لوك ليس بشيطان." قالت."كلاريسا، يبدو لي،" قال فالنتاين، "أن لديكِ خبرة قليلة جداً عن ما هو الشيطان وما ليس هو. لقد اجتمعتي بعدد قليل من سكان العالم السفلي الذي بدو لكِ من النوع اللطيف بما فيه الكفاية، وأنه من خلال عدسة لطفهم تشاهدي عالمهم.
الشياطين، بالنسبة لكِ، هم المخلوقات البشعة التي تقفز خارجة من الظلال لتمزق وتهجم. وهناك مثل هذه المخلوقات. ولكن هناك أيضا شياطين لديها رقة عميقة وسرية، شياطين يسيرون بين البشر من دون أن نعرفهم ومن دون عوائق. مع ذلك رأيتهم يفعلون أشياء مروعة لدرجة أن زملاءهم أكثر وحشية بدو لطفاء بالمقارنة معهم. كان هناك شيطان في لندن كنت أعرفه، تظاهر بأنه ممول قوي جداً. لم يكن أبداً وحده، لذلك كان من الصعب بالنسبة لي أن اقترب بدرجة كافية لقتله، على الرغم من أنني أعرف ما كان. كان يجعل خدمه يجلبون له الحيوانات والأطفال الصغار، أي شيء كان صغيراً وبلا حول ولا قوة...""قف." وضعت كلاري يديها على أذنيها. "أنا لا أريد أن أسمع هذا."ولكن صوت فالنتاين اكمل بذات النبرة الرتيبة، التي لا ترحم، مكتوماً لكن ليس غير مسموع. "كان يأكلهم ببطء، على مدى عدة أيام. كان لديه حيل، وطرق لإبقائها على قيد الحياة خلال أسوأ أنواع التعذيب التي يمكن تصورها. إذا يمكنكِ أن تتخيلِ طفل يحاول الزحف إليكِ ونصف جسدهممزق...""قف!" كلاري أبعدت يديها عن أذنيها.
"هذا يكفي، يكفي!""الشياطين تتغذى على الموت والألم والجنون." قال فالنتاين. "عندما اقتل، فهذا لأنه يجب عليّ أن أفعل ذلك. نشأتِ في جنة جميلة كاذبة محاطة بجدران زجاجية هشة، ابنتي. خلقت والدتكِ العالم الذي أرادت أن تعيش فيه وربتكِ على ذلك، لكنها أبداً لم تقل لكِ أنه كان مجرد وهم. وطوال الوقت انتظر الشياطين مع أسلحتهم الدموية والإرهابية لتحطيم الزجاج وسحبك خارج هذه الكذبة." "أنت حطمت الجدران." همست كلاري. "أنت جررتني إلى كل هذا. لا أحد غيرك أنت." "والزجاج الذي جرحك، والألم الذي شعرت به، والدم؟ هل تلوميني على ذلك أيضاً؟ أنا لم أكن من الذين وضعوكِ في السجن.""كف عن هذا. فقط توقف عن الحديث." رنين ضرب رأس كلاري. أرادت أن تصرخ في وجهه، أنت خطفت والدتي، وفعلت هذا، إنها غلطتك! لكنها كانت قد بدأت تعرف ما كان لوك يعني عندما قال أنك لا تستطيع أن تتجادل مع فالنتاين. بطريقة أو بأخرى جعل من المستحيل عليها أن تختلف معه دون أن تشعر كما لو إنها كانت واقفة في صف الشياطين الذين يأكلون الأطفال ويمزقوهم الى نصفين.
تساءلت كيف جيس وقف كل تلك السنوات، يعيش في ظل هذه الشخصية الملحاحة والساحقة. وعرفت من أين جاءت غطرسة جيس، غطرسته وعواطفه التي يسيطر عليها بعناية.حافة الخزانة وراء ظهرها لسعتها في الجزء الخلفي من ساقيها. شعرت بالبرد خارجاً من السيف، مما جعل الشعر على مؤخرة رقبتها يوخزها. "ما الذي تريده مني؟" سألت فالنتاين."ما الذي يجعلك تعتقدي أنني أريد منكِ شيئاً؟" "وإلا أنت لن تتحدث معي. لكنت ضربت رأسي ولكنت أنتظرت ل ... لأي كانت الخطوة التالية بعد ذلك." "الخطوة التالية." قال فالنتاين، "هي لأصدقائك صيادي الظل لتعقبك وأنا سأقول لهم أنه إذا ارادوا استردادك على قيد الحياة، يجب عليهم مقايضة فتاة الذئب بكِ. ما زلت احتاج دمها.""إنهم لن يقايضوا مايا بي!" "هنا أنتِ على خطأ." قال فالنتاين. "انهم يعرفون قيمة طفل سكان العالم السفلي بالمقارنة مع طفل صياد الظل.
سيقومون بالمقايضة. العصبة تفرض عليهم هذا.""العصبة؟ تقصد، أن هذا جزء من القانون؟" "دونت في صميم قوانينها." قال فالنتاين. "الآن هل فهمتِ؟ نحن لا نختلف كثيراً، العصبة وأنا، أو جوناثان وأنا، أو حتى أنتِ وأنا، كلاريسا. خلافنا نحن مجرد خلاف صغير حول الطريقة." ابتسم، وتقدم الى الأمام لإغلاق المسافة التي تفصل بينهما. تحركت بسرعة أكبر مما كانت تظن أنها تستطيع، وصلت كلاري الى الخلف وانتزعت روح السيف. كان ثقيل كما توقعت إنه سيكون حتى أنها تقريباً اختلى توازنها. وضعت يدها لتحقق توازنها، ورفعته، موجهة رأسه مباشرة نحو فالنتاين.انتهى سقوط جيس فجأة عندما ضرب سطح المعدن بقوة بما يكفي لجلجلة أسنانه. سعل وتذوق الدم في فمه، وترنح بشكل مؤلم على قدميه. كان واقفاً على منصة معدنية باللون الأخضر الممل. كان داخل السفينة أجوف، غرفة صداها كبير من المعدن مع جدران مقوسة الى الخارج. نظر جيس الى الأعلى ليرى رقعة صغيرة من السماء مرصعة بالنجوم من خلال ثقب في بدن المدخنة عالي جداً. كان بطن السفينة متاهة من المنصات والسلالم التي لم تقد الى أي مكان، التواء بعضها على بعض مثل احشاء لأفعي عملاقة. كان البرد قارص، لدرجة إن جيس كان يرى عند الزفير سحب بيضاء من أنفاسه. كان هناك القليل من الضوء. حدق بعينين نصف مغمضتين في الظلال، ثم ادخل يده في جيبه ليخرج حجر الروني لضوء الساحرة.وهجها الأبيض أضاء العتمة. كانت المنصة طويلة، مع سلم في آخرها يؤدي الى مستوى السفلي.
عندما اتجه جيس الى آخرها، شيء ما تلألأ عند قدميه. انحنى. كانت شاهدة. لم يستطع إلا أن يحدق حوله، كأنه كان يتوقع شخص ما ليتجسد امامه خارجاً من الظلال؛ كيف بحق الجحيم وصلت شاهدة صياد الظل الى الأسفل هنا؟ إلتقطها بعناية. كل الشواهد كان لها هالة، بصمة شبحية لشخصية المالك. هذه أرسلت فيه قشعريرة اعتراف مؤلم. كلاري. اندلعت فجأة، ضحكة لينة في الصمت. جيس دار حول نفسه، ودفع الشاهدة في حزامه. على توهج ضوء الساحرة، رأى جيس شكل أسود واقفاً في نهاية المنصة. وجهه مخبأ في الظل. "من هناك؟" نادى.لم يكن هناك جواب، إلا الشعور بأن شخص ما كان يضحك عليه. يد جيس تلقائياً اتجهت الى حزامه، لكنه كان قد اوقع شفرة الساروف عندما سقط. لم يكن لديه أسلحة. ولكن ما كان والده قد علمه دائماً؟ بإستخدام صحيح، يمكن أن يكون أي شيء تقريباً سلاح.
اتجه ببطء نحو الشكل، عينيه تمسح مختلف التفاصيل من حوله ـــ دعامة يمكنه أن يمسكها ويتأرجح منها ليركل بواسطة قدميه؛ جزء مكشوف من معدن مكسور يمكنه رمي خصمه به، ويثقب عموده الفقري. كل هذه الأفكار مرت في رأسه بجزء من الثانية، جزء من الثانية قبل أن يلتفت الشكل في نهاية المنصة، شعره الأبيض يلمع على ضوء الساحرة، وتعرف عليه جيس. تجمد جيس بمساره. "أبي؟ هل هذا أنت؟"أول شيء ادركه أليك هو التجمد البارد. والثاني إنه لا يستطيع التنفس. حاول أن يستنشق الهواء وجسده تشنج. جلس مستقيماً، وطرد مياه النهر القذرة من رئتيه في فيضان مرير جعلته يتقيأ ويختنق. أخيرا استطاع أن يتنفس، على الرغم من أن رئتيه كانتا كأنهما مشتعلتان. لهث، وتطلع حوله. كان يجلس على منصة معدنية مموجة، لا، كانت الجزء الخلفي من شاحنة. شاحنة صغيرة، تطفو في منتصف النهر.
شعره وملابس تدفق الماء البارد منهم. ماغنوس باين كان يجلس مقابله، يراقبه بعيون القط العنبرية التي توهجت في الظلام. بدأت أسنانه تصتك. "ماذا، ماذا حدث؟" "لقد حاولت شرب مياه النهر الشرقي." قال ماغنوس، ورأى أليك، كأنه لأول مرة، أن ملابس ماغنوس كانت مبللة ايضاً، ملتصقة بجسده مثل جلد ثاني داكن. "أنا سحبتك." رأس أليك كان سينفجر. تحسس حزامه ليأخذ شاهدته، ولكنها كانت غير موجودة. حاول أن يسترجع الأحداث ـــ السفينة، إجتاحها الشياطين؛ إيزابيل سقطت وجيس أمسكها؛ الدم في كل مكان تحت الأقدام، وشيطان يهجم ـــ"إيزابيل! كانت تنزل السلم عندما سقطت...""إنها بخير. تمكنت أن تتسلق قارب. رأيتها." مد ماغنوس يده ولمس رأس أليك. "أنت، من ناحية أخرى، قد يكون لديك ارتجاج.""أنا في حاجة للعودة إلى المعركة." دفع أليك يده بعيداً. "أنت مشعوذ. آلا يمكنك، أنا لا أعرف، أن تطير بي مرة أخرى إلى السفينة أو شيء من هذا؟ وتصلح الارتجاج بهذه الأثناء؟"ماغنوس، ويده لا تزال ممدودة، جلس الى الخلف على جانب من الشاحنة. على ضوء النجوم كانت عيناه رقائق من الذهب والأخضر، قاسية ومسطحة مثل الجواهر."عذراً." قال أليك، وأدرك كيف كانت لهجته، على الرغم من أنه لا يزال يشعر أن ماغنوس يجب عليه أن يرى أن عودته الى السفينة كان الشيء الأكثر أهمية له. "أنا أعلم أنك لم يكن عليك مساعدتنا، لكن أعتبرها خدمة...""قف. لا أفعل لك خدمات، أليك. أفعل الأشياء لك لأن... حسناً، لماذا تعتقد إنني أفعلهم؟"شيء ما وقف في حنجرة أليك، وقطع رده. كان دائما مثل هذا عندما يكون مع ماغنوس. كأن كانت هناك فقاعة من الألم أو الآسف يعشعش داخل قلبه، وعندما يريد أن يقول شيئاً، أي شيء، يبدو له مغزى أو صحيحاً، يخرج ويخنق كلماته. "أنا بحاجة للعودة الى السفينة." قال، في نهاية المطاف.
ماغنوس بدا متعباً جداً ليكون حتى غاضباً. "أود أن أساعدك." قال. "لكن لا أستطيع. تجريد الحماية من السفينة كان سيئاً بما فيه الكفاية، إنها قوية، سحر قوي، اساسه سحر شيطاني. لكن عندما سقطت، اضطررت الى وضع تعويذة بسرعة على الشاحنة لكي لا تغرق عندما أفقد الوعي. وسوف أفقد الوعي، أليك. إنها مجرد مسألة وقت،" ومرر يده على عينيه. "لم أكن أريدك أن تغرق." قال. "التعويذة ستصمد بما فيه الكفاية لكي تعود بالشاحنة إلى الأرض.""أنا لم أدرك ذلك." نظر أليك الى ماغنوس، الذي كان ثلاثمائة سنة من العمر ولكن مظهره كان دائماً كما هو، كأنه توقف عن الكبر عند السن التاسعة عشرة. الآن هناك خطوط حادة حول عينيه وفمه. شعره ضامر على جبهته، وإسترخاء كتفيه ليس لأنه يقف بإهمال كالمعتاد، ولكن إرهاق صحيح.رفع أليك يديه. كانتا شاحبتان على ضوء القمر، متجعدتان من المياه، تتخللهما العشرات من الندوب الفضية. نظر ماغنوس إليهما، ثم عاد ونظر الى أليك، والإرتباك يعلو بصره."خذ يديّ." قال أليك. "وخذ قوتي ايضاً، خذ الكمية التي يمكنك استخدامهالتبقي نفسك تعمل."ماغنوس لم يتحرك."
اعتقدت أنه كان عليك العودة إلى السفينة.""عليّ أن أقاتل." قال أليك. "لكن هذا ما تفعله، أليس كذلك؟ أنت جزء من المعركة بقدر ما لصيادي الظل على متن السفينة. وأنا أعلم أنه يمكنك أن تأخذ بعض من قوتي، لقد سمعت بعض السحرة يفعلون ذلك، لذلك أنا أقدمها لك. خذها. إنها لك."ابتسم فالنتاين. كان يرتدي درعه الأسود، والقفازات واقية كأنها مثل درع قرني للحشرات السوداء. "ابني." "لا تدعوني بذلك." جيس قال، ومن ثم، شعر بهزة تبدأ في يديه. "أين كلاري؟" فالنتاين لا يزال يبتسم. "تحدتني." قال. "كان عليّ أن ألقنها درساً." "ماذا فعلت لها؟" "لا شيء." جاء فالنتاين أقرب إلى جيس، قريب بما فيه الكفاية للمسه إذا أراد أن يمد يده. لم يفعل. "لا شيء لن تتعافى منه." جيس أغلق يده في قبضة لكي لا يرى والده إهتزاز يديه. "أريد أن أراها." "حقاً؟ مع كل ما يحدث؟" حملق فالنتاين الى الأعلى، كما لو أنه يمكن أن يرى من خلال بدن السفينة المذبحة على سطحها. "كنت أظن أنك تريد أن تقاتل الى جانب باقي أصدقائك صيادي الظل. للآسف جهودهم ستذهب أدراج الرياح."
"أنت لا تعرف ذلك.""أنا أعرف ذلك. لكل واحد منهم، يمكنني أن استجمع ألف من الشياطين. حتى أفضل النفيليم لا يمكن صمودهم في وجه تلك المعطيات. كما هو الحال في قضية،" أضاف فالنتاين، "ايموجين.""كيف...""أرى كل ما يحدث على سفينتي." ضاقت عيون فالنتاين. "أنت تعرف أنهخطأك أنها ماتت، أليس كذلك؟ "جيس شهق نفساً. كان يشعر بقلبه ينبض بقوة كما لو أنه يريد أن يمزق طريقه للخروج من صدره."لو لم يكن بسببك، فإن أياً منهم لن يأتي الى السفينة. هم يعتقدون أنهمينقذوك، أنت تعرف. لو كان فقط حول اثنين من سكان العالم السفلي، فإنهم لن يزعجوا أنفسهم."جيس كاد أن ينسى. "سايمون ومايا...""أوه، إنهم اموات. كلا منهما." كان لهجة فالنتاين غير رسمية، حتى ناعمة. "كم يجب أن يموتوا، جيس، قبل أن ترى الحقيقة؟"جيس شعر برأسه كما لو إنه كان ممتلىء بالكامل بدوامة من الدخان. أحترق كتفه من الألم. "لقد تحدثنا سابقاً بهذه المحادثة. أنت على خطأ، أبي. قد تكون على حق حول الشياطين، قد تكون حتى على حق حول العصبة، ولكن هذا ليس هو الطريق...""أنا عنيت،" قال فالنتاين، "متى سترى أنك مثلي تماماً؟"على الرغم من البرد، بدأ جيس يتعرق. "ماذا؟""أنت وأنا، نشبه بعضنا." قال فالنتاين. "كما قلت لي من قبل، أنت ما أنا جعلتك أن تكون، وأنا صنعتك نسخة عن نفسي. لديك غطرستي. لديك شجاعتي. ولديك الخاصية التي تجعل الآخرين يقدمون حياتهم من أجلك من دون سؤال."شيء طرق في الجزء الخلفي من العقل جيس. شيء كان يجب أن يعرفه، أو كان نسي، كتفه أحرقه، "لا أريد الناس أن يعطوا حياتهم لي." صرخ."لا، أنت تحب. أنت تحب أن تعلم أن أليك وإيزابيل سيموتون من أجلك، وأختك كذلك. المحققة ماتت لأجلك، آليس كذلك جوناثان؟ وأنت وقفت جانباً وسمحت لها...""لا!""أنت مثلي تماماً، هذا ليس بمستغرب، آليس كذلك؟ نحن الأب والابن، فلماذا لا نشبه بعضنا؟""لا!" مد جيس يده واستولى على قطعة حطام معدنية ملتوية لدعامة. أنتزعها بيده بحركة مفاجئة سريعة، حافتها المكسورة خشنة وحادة.
"أنا لا أشبهك!" صرخ، وقاد معدن الدعامة مباشرة الى صدر والده.فتح فالنتاين فمه. ترنح الى الخلف، نهاية معدن الدعامة بارزة من صدره. للحظة جيس حدق به فقط، وفكر، إنه مخطئاً، إنه حقاً فالنتاين، ومن ثم فالنتاين إنهار على نفسه، جسده تداعى مثل الرمل. الهواء إمتلىء بالكامل برائحة حريق بينما جسد فالنتاين تحول الى رماد وعصف به الهواء البارد. وضع جيس يده على كتفه. الجلد حيث رون بلا خوف كان قد أحرق نفسه كان ساخن الملمس. وشعور كبير من الضعف طغى عليه. "آغرامون." همس، وسقط على ركبتيه على المنصة.كان لحظات قليلة فقط إنه ركع على الأرض عندما بدأ يتباطئ نبضه، ولكن بالنسبة لجيس شعر إنها منذ الأزل. عندما وقف في النهاية، كانت ساقيه متصلبة من البرد. كانت أنامله زرقاء. لا يزال الهواء عابق برائحة كريهة من شيء قد احترق، على الرغم من عدم وجود علامة لآغرامون. لا يزال ممسك بقطعة المعدن من الدعامة، أتجه جيس للسلم في نهاية المنصة. الجهد الذي بذله ليتسلق الى الأسفل بيد واحدة أجلى من رأسه كل ما حدث. سقط من المنصة السابقة ليجد نفسه على منصة ضيقة ثانية على طول جانب من غرفة معدنية واسعة. كانت هناك العشرات من المنصات الأخرى معلقة على الجدران ومجموعة متنوعة من الأنابيب والآلات. أصوات ضجيج سمعت من داخل الأنابيب. وكل مرة واحد من الأنابيب، من حين الى آخر، ينفجر بما يشبه البخار، على الرغم من الهواء ظل شديد البرودة.فعلاً مكان لا بأس به حصلت عليه لنفسك هنا، أبي، فكر جيس. الداخل الصناعي العاري من السفينة لا يتجانس مع فالنتاين الذي يعرفه، الذي كان دقيق حول نوعية قطع أواني الكريستال التي لديه. جيس حملق حوله. كانت كمتاهة هنا؛ لم يكن هناك أي وسيلة لمعرفة الأتجاه الذي كان يجب ان يذهب إليه. التفت لينزل الى أسفل السلم التالي ولاحظ وجود مسحة حمراء داكنة على الأرضية المعدنية. دم. كشطها بمقدمة حذاءه. كان لا يزال رطباً، دبق قليلاً.
دماء جديدة. تسارع نبضه. واقعة في منتصف أسفل المنصة، رأى بقعة أخرى من اللون الأحمر، ومن ثم أخرى على مسافة أبعد، وكأنه درب من فتات الخبز في قصة خرافية. تتبع جيس الدم، وحذاءه يردد بصوت عال على المنصة المعدنية. نمط رش الدم كان غريباً، ليس كما لو كان هناك قتال، ولكن أكثر كما لو أن أحدهم قد حُمل وهو ينزف على طول المنصة...وصل الى باب مصنوع من معدن أسود، طلي بالفضة هنا وهناك بخدوش ورقائق طويلة من الخشب. كان هناك بصمة دامية حول مقبض الباب. قبض بقوة أكبر على الدعامة المسننة بيده، دفع جيس الباب مفتوحاً. موجة من الهواء البارد ضربته وشهق نفساً. كانت الغرفة فارغة إلا من إنبوب معدني ممتد على طول جدار واحد، وما يشبه كومة من الإكياس في زاوية. ضوء خفيف شع من خلال كوة عالية في الجدار. بينما تقدم جيس بحذر إلى الأمام، الضوء الآتي من الكوة سقط على الكومة في الزاوية وأدرك أنه لم يكن كومة من القمامة، ولكن جسد. بدأ قلب جيس يدق بسرعة مثل باب مقفل في وجه العاصفة. كانت الأرضية المعدنية لزجة بالدم. سحب جزمته بعيداً عن ذلك مع صوت شفط قبيح اثناء عبوره الغرفة وانحنى بجانب الشكل المتكوم في الزاوية. صبي، ذو شعر داكن يرتدي الجينز وقميصاً أزرق ملطخ بالدماء.لف جيس الجسد عن طريق كتفه وتنفس. انقلب، رخو وخالي من العظم، عيون بنية تحدق بدون نظرات الى الأعلى. تنفس جيس علق في حنجرته. كان سايمون.
أبيض كالورق. كان هناك شرخ قبيح في أسفل حنجرته، وكلا المعصمين جرحا بوحشية، وتركا بجروح خشنة كبيرة مسننة. نزل جيس على ركبتيه، وهو ما زال يمسك كتف سايمون. فكر بيأس بكلاري، بألمها عندما تكتشف ذلك، في طريقة سحق يديه في يديها، الكثير من القوة في تلك الأصابع الصغيرة. جد سايمون. أنا أعلم أنك سوف تفعل ذلك. وفعل. ولكن بعد فوات الآوان. عندما كان جيس في العاشرة من عمره، كان والده قد شرح له كل الطرق لقتل مصاصي الدماء. تعقبهم. اقطع رؤوسهم ثم احرقهم مثل ’جاك الغريب ذو الفوانيس‘. ودع الشمس تحرقهم وتحولهم الى رماد. أو استنزف دمائهم. لأنهم بحاجة للدم ليعيشوا، يعيشوا على الدم، مثل السيارات التي تعمل بواسطة البنزين. بالنظر الى الجرح الخشن في رقبة سايمون، لم يكن من الصعب أن يرى ما كان قد قام به فالنتاين.مد جيس يده إلى إغلاق عيون سايمون المحدقة. إذا كان على كلاري أن تراه ميتاً، الأفضل إنها لا تراه هكذا. حرك يده الى ياقة قميص سايمون، ليرفعه الى الأعلى ويغطي الجرح.تحرك سايمون. رف جفونه وفتحها، إرتفعت عينيه الى الأعلى وبرز بياضها. بقبق بصوت خافت وشفتاه تجعدت الى الخلف، مفرجة عن أنياب مصاص دماء.
النفس أهتز في حنجرته المذبوحة.ارتفع الغثيان في الجزء الخلفي من حنجرة جيس، وشدد يده على ياقة قميص سايمون. إنه ليس ميتاً. ولكن يا الله، الألم، لا بد أنه لا يصدق. لا يستطيع أن يلتئم، لا يمكنه أن يتجدد، ليس من دون...ليس من دون دماء. ترك جيس قميص سايمون وجر كم يده الأيمن بأسنانه.واستخدم الطرف المسنن من العارضة المكسورة، وجرح جرح عميق في أسفل معصمه. تدفق الدم إلى سطح الجلد. سقطت العارضة من يده، وضربت الأرض المعدنية برنة. تمكن أن يشم رائحة دمه في الهواء، حادة ونحاسية.نظر إلى سايمون، الذي لم يتحرك. كان الدم يجري على طول يد جيس الآن، ومعصمه يلذعه. رفع يده على وجهه سايمون، وسمح بالدم أن ينقط من خلال أصابعه، على فم سايمون. لم يكن هناك أي رد فعل. سايمون لم يتحرك. انتقل جيس أقرب؛ كان راكعاً على سايمون الآن، مما جعل أنفاسه تنفث دخان أبيض في الهواء الجليدي. انحنى إلى الأسفل، ضغط على النزيف في معصمه على فم سايمون.
"أشرب دمي، أيها الأحمق." همس. "اشربه."للحظة لم يحدث شيء. ثم رفرفت عيون سايمون المغلقة. شعر جيس بلدغة حادة في معصمه، نوع من السحب، ضغط ثابت، يد اليمنى لسايمون رفعت وتعلقت بذراع جيس، فقط فوق الكوع. تقوس ظهر سايمون من على الأرض، وضغط على رسغ جيس وغرقت أنياب سايمون عميقاً. ألم ارتفع بذراع جيس. "حسناً." قال جيس. "حسناً، هذا يكفي." فتح عيونه سايمون. كان قد اختفى البياض، وقزحية عينيه البنية الداكنة تركز على جيس.كان هناك لون في وجنتيه، متوردة مثل الحمى. وافترقت شفتيه قليلاً، أنيابه البيضاء ملطخة بالدماء. "سايمون؟" قال جيس.وقف سايمون. تحرك بسرعة لا تصدق، وضرب جيس جانباً وتدحرج فوقه. ضرب رأس جيس الأرضية المعدنية، وأذنيه غرقت برنين بينما أسنان سايمون في رقبته. حاول أن يلتفت بعيداً، ولكن يدي الصبي الآخر كانت مثل القضبان الحديدية، ثبتته على الأرض، وأصابعه تحفر في كتفيه.ولكن سايمون لم يؤذيه، ليس حقاً، الألم الذي قد بدأ حاد تلاشى إلى نوعمن حرق باهت، كان لطيفاً كطريقة حرق الشاهدة ممتعة في بعض الأحيان. شعور بالنعاس والسلام تغلغل من خلال أوردة جيس وشعر بعضلاته تسترخي؛ يديه التي كانت تدفع سايمون بعيداً، قبل لحظات، ضغطت عليه الآن لتقربه أكثر.
شعر بإيقاع قلبه، شعر بتباطئه، نبضاته تتلاشى بصدى لين. ظلام متلألئ تسلل الى زوايا رؤيته، جميل وغريب. أغلق جيس عينيه...ألم طعن من خلال عنقه. لهث وفتح عينيه؛ سايمون كان جالساً عليه،يحدق بعيون واسعة، ويده في فمه. كانت جروح سايمون قد اختفت، على الرغم من لطخة الدماء الطازجة في الجزء الأمامي من قميصه.جيس شعر بالألم من كدمات كتفيه مرة أخرى، والجرح عبر معصمه، وثقب حنجرته. لم يعد قادراً على سماع نبض قلبه، ولكنه عرف أنه كان ينبض داخل صدره.سايمون أبعد يده عن فمه. كانت قد اختفت الأنياب. "كان يمكن أن أقتلك." قال. كان هناك نوع من التوسل في صوته."وكنت قد سمحت لك بذلك." قال جيس.سايمون حدق في وجهه، ثم أفتعل صوتاً في الجزء الخلفي من حنجرته. انزلق عن جيس وضرب الأرض على ركبتيه، وهو يعانق مرفقيه. جيس أمكنه أن يرى الزخرفه التشجيرية الداكنة لعروق سايمون من خلال جلد حنجرته الشاحب، تتفرع منه خطوط زرقاء وأرجوانية. أوردة ممتلئة بالدم. دمي. جلس جيس. بحث عن شاهدته. سحبها عبر ذراعه وشعر كأنه يرميأنبوب من الرصاص عبر حقل كرة القدم. نبض رأسه. عندما أنهى الإراتزي، احنى رأسه الى الخلف على الجدار وراءه، وهو يتنفس بصعوبة، تركه الألم عندما بدأ رون الشفاء يدخل حيز التنفيذ. دمي في عروقه."أنا آسف." قال سايمون. "أنا آسف جداً."رون الشفاء بدأ يؤثر. بدأ ذهن جيس يعود إليه، والضجيج في صدره تباطأ. وقف على قدميه، بعناية، وتوقع موجة من الدوخة، لكنه شعر بدلاً من ذلك بالضعف قليلاً والتعب. كان سايمون لا يزال على ركبتيه، يحدق في يديه. انحنى جيس إلى الأسفل وأمسك الجزء الخلفي من قميصه، واوقفه على قدميه. "لا تعتذر." قال، وأفلته. "فقط تحرك. فالنتاين لديه كلاري وليس لدينا الكثير من الوقت."في اللحظة التي أغلقت أصابعها حول مقبض مايلراتاش، انفجار بارد كوى ذراع كلاري. شاهدها فالنتاين مع تعبير ينم عن اهتمام قليل بينما كانت تلهث من الألم، وأصابعها تخدرت. حاولت أن تتمسك بشدة بالسيف، لكنه إنزلق من بين قبضتها وصلصل على الأرض عند قدميها.بالكاد رأت فالنتاين يتحرك. وبعد لحظة كان يقف أمام عينيها والسيف في قبضته. يد كلاري كانت تلسعها. اختلست نظرة إليها ورأت علامة حمراء حارقة بدأت تتشكل على طول راحتها."
هل تعتقدي حقاً،" قال فالنتاين مع مسحة من الاشمئزاز تلون صوته، "إنني سأسمح لكِ بالأقتراب من سلاح أعتقد أنكِ يمكن أن تستخدميه؟" هزّ رأسه. "أنتِ لم تفهمِ أي كلمة قلتها، أليس كذلك؟ يبدو أن من بين اثنين من أطفالي، هناك فقط واحد قادر على فهم الحقيقة."كلاري اغلقت يدها المصابة الى قبضة، تقريباً مرحبة بالألم. "إذا كنت تعني جيس، فإنه يكرهك أيضاً."فالنتاين رفع السيف الى الأعلى، بحيث جعل رأسه بمستوى ترقوة كلاري. "هذا يكفي." قال، "منكِ أنتِ." كان رأس السيف حاد؛ عندما تنفست، وخز رقبتها، وخيط من الدم نزل الى صدرها. لمست السيف بدت تبعث برودة في أوردتها، إرسل أزيز جزيئات من الجليد الى ذراعيها وساقيها، مخدراً يديها. "هذا فساد تربيتكِ." قال فالنتاين. "أمكِ دائماً كانت امرأة عنيدة. كان واحد من الأشياء التي أحببتها في البداية. اعتقدت إنها سوف تناصر مثلها العليا ولا تحيد عنها." كان من الغريب، فكرت كلاري مع نوع منفصل من الرعب، أنه عندما رأت والدها من قبل في رينويك، شخصيته الكبيرة والجديرة بالأعتبار كانت للعرض امام جيس. الآن إنه لم يكلف نفسه عناء ذلك، ومن دون ذلك الغشاء السحري، بدا فارغاً. مثل تمثال أجوف، نحتت عيونه لتظهر فقط الظلام في داخله."قولي لي، كلاريسا، ألم تحدثكِ والدتكِ ابداً عني؟" "قالت لي والدي ميت." لا تقولِ أي شيء آخر، حذرت نفسها، لكنها كانت متأكد من أنه يستطيع قراءة بقية الكلمات في عينيها. وأتمنى أنها كانت تقول الحقيقة. "ولم تقل لكِ ابداً إنكِ كنتِ مختلفة؟ مميزة؟" كلاري ابتلع ريقها، ورأس السيف حفر أعمق قليلاً. مزيد من الدماء تدفق الى صدرها. "لم تقل لي إنني كنت صيادة ظل.""هل تعرفي لماذا،" قال فالنتاين، وطول السيف في وجهها، "والدتكِ تركتني؟" حرقت الدموع الجزء الخلفي من حلق كلاري. وأحدثت صوت كالاختناق. "أنت تعني إنه لم يكن هناك سوى سبب واحد؟""قالت لي،" تابع كما لو أن كلاري لم تتحدث، "إنني حولت طفلها الأول الى وحش. تركتني قبل أن أتمكن من أن أفعل الشيء نفسه لطفلها الثاني. لكِ. لكنها كانت متأخرة جداً." البرد في حلقها، في اطرافها، كان هائلاً لدرجة أنها كانت تعدت مرحلة الأرتجاف. كان كما لو إن السيف حولها الى جليد. "لن تقول هذا أبداً،" همست كلاري. "جيس ليس بوحش. ولا أنا.""لم أكن أتحدث عن..." فتحة الباب فوق رؤوسهم فتحت بعنف ونزل ظلين من الحفرة وحطا فقط وراء فالنتاين. الأول، رأت كلاري مع صدمة مشرقة من الراحة، كان جيس، سقط في الهواء مثل السهم أطلق من القوس، ومتأكد من هدفه. ضرب الأرض بخفة مضمونة. كان يمسك بعارضة صلبة ملطخة بالدماء في يد واحدة، نهايتها كانت مسننة.هبط الظل الثاني بجانب جيس بنفس الخفة إن لم يكن بنفس الجمالية. رأت كلاري صبي نحيل بشعر داكن وفكرت، أليك. فقط عندما وقف تعرفت على الوجه المألوف وأدركت مَن هو. نست السيف، والبرد، والألم في حلقها، نست كل شيء. "سايمون!" نظر سايمون عبر الغرفة إليها. عيونهم التقت لمجرد لحظة وتأملت كلاري إنه تمكن أن يقرأ في وجهها الراحة الكاملة والساحقة من رؤيته. الدموع التي كانت تهدد سابقاً بالهطول، امتدت إلى أسفل وجهها.
لم تتحرك لتمسحهم. أدار فالنتاين رأسه للنظر وراءه، وانحرف فمه بمفاجأة صادقة كتعبير أولي كلاري لم ترى مثله على وجهه. إلتف كلياً لمواجهة جيس وسايمون.لحظة ترك السيف عنق كلاري، الجليد استنزفت منها، وأخذ كل قوتها معه. هبطت على ركبتيها، ترتجف بدون إرادة. عندما رفعت يديها لمسح الدموع عن وجهها، رأت رؤوس أصابعها بيضاء كبداية لقضمة الصقيع. حدق جيس في وجهها برعب، ثم في والده. "ماذا فعلت لها؟" "لا شيء،" قال فالنتاين، واستعاد سيطرته على نفسه. "حتى الآن."



التعديل الأخير تم بواسطة رحيل4 ; 15-01-16 الساعة 07:56 PM
elizabithbenet غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-03-15, 02:17 PM   #327

elizabithbenet

نجم روايتي وفراشة متالقه بعالم الازياء و الاناقةوقلم مميز بخاطرة من وحي الكلمة

alkap ~
 
الصورة الرمزية elizabithbenet

? العضوٌ??? » 297131
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,687
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » elizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
انا لست مجبرة ان افهم الناس من انافمن يمتلك مقومات العقل ساكون امامهكالكتاب المفتوح وعليه ان يحسن الاستيعاب
Elk

تفاجأت كلاري، وشحب جيس، كأن كلمات والده قد صدمته. "أنا الشخص الذي يجب أن يسألك ماذا فعلت، جوناثان" قال فالنتاين، وعلى الرغم من أنه كان يتحدث الى جيس، كانت عيناه على سايمون.
"لماذا لا يزال على قيد الحياة؟ الأشباح العائدة من الموت يمكنها ان تتجدد وتعود الى الحياة، ولكن ليس مع هذا الدم القليل فيها.""هل تعني أنا؟" طالب سايمون. حدقت كلاري. سايمون بدا مختلف. لم يبدومثل طفل يتذاكى امام شخص بالغ؛ بدا وكأنه شخص شعر أنه يمكن أن يواجه فالنتاين مورجينسترن على قدم المساواة. كمن استحق مواجهته على قدم المساواة. "أوه، هذا صحيح، كنت تركتني ميتاً. حسناً، أكثر موتاً.""اخرس." جيس قذف نظرة الى سايمون؛ كانت عيناه مظلمة جداً. "دعني أجيبه." والتفت إلى والده.
"سمحت لسايمون أن يشرب دمي." قال. "حتى لا يموت."وجه فالنتاين القاسي تحول الى أكثر قساوة، كأن عظام وجهه تدفع بالجلد خارجاً. "أنت بإرادتك سمحت لمصاص دماء أن يشرب دمك؟"بدا جيس وكأنه تردد للحظة، وحملق أكثر في سايمون، الذي كان يحدق بثبات في فالنتاين مع نظرة من الكراهية الشديدة. ثم قال، بعناية، "نعم.""لا يوجد لديك فكرة عما قمت به، جوناثان." قال فالنتاين بصوت رهيب. "لا فكرة.""لقد أنقذت حياة،" قال جيس. "واحدة حاولت أن تأخذها. أنا أعرف هذا فقط." "ليس بحياة إنسان." قال فالنتاين. "أنت بعثت الروح في وحش من شأنه ان يقتل ليتغذى فقط. نوعه دائماً جائع...""أنا جائع الآن." قال سايمون، وابتسم ليكشف عن نابيه الذين انزلق من لثته. لمعا باللون الأبيض ومسننة على شفته السفلى. "أنا لا أمانع بدم قليل زائد. بالطبع ربما سيخنقني دمك، أنت قطعة سامة من... "ضحك فالنتاين. "أود أن أراك تحاول ذلك، أيها الشبح العائد من الموت." قال. "عندما روح السيف يقطعك، سوف تحترق بينما تموت."رأت كلاري عينيّ جيس تتجه إلى السيف، ومن ثم إليها.
كان هناك سؤال غير معلن بينهما. بسرعة، قالت: "لم يتم تشغيل السيف. ليس تماماً، لأنه لم يحصل على دم مايا، لذلك المراسم لم تكتمل..."التفت فالنتاين نحوها، السيف في يده، ورأته يبتسم. بدا السيف كأنه نُقر بالأصبع في قبضته، ثم شيئاً ضربها، كان مثل موجة ضربتها، طرحتها أرضاً، ثم رفعتها ضد إرادتها وقذفتها في الهواء. تدحرجت على الأرض،عاجزة عن وقف نفسها، حتى ضربت حاجز بقوة مخلف كدمات عليها. تكومت تحت قاعدة الحاجز، تلهث بضيق التنفس والألم.أتجه سايمون نحوها راكضاً. فالنتاين أرجح روح السيف ولمع لمعة هائلة فاشتعلت فيه النيران، ارسلته الى الخلف متعثراً بإرتفاع الحرارة منه.كافحت كلاري لرفع نفسها إلى المرفقين.
كان فمها ممتلئ بالدم. العالمتمايل حولها وتساءلت عن مدى القوة التي ضربت رأسها وإذا كانت سيغمى عليها. اجبرت نفسها على البقاء واعية.انحسرت النار، ولكن كان لا يزال سايمون جاثماً على الأرض، في حالة من الذهول. فالنتاين نظر إليه سريعاً، وبعد ذلك الى جيس. "إذا قتلت الشبح العائد من الموت الآن،" قال: "لا يزال بإمكانك إلغاء ما قمت به.""لا." همس جيس."فقط خذ السلاح الذي تحمله في يدك واغرزه في قلبه." صوت فالنتاينكان رخيم. "حركة واحدة بسيطة. لا شيء لم تقم به سابقاً."نظر جيس الى والده على مستوى متوازي. "رأيت آجرامون." قال. "كان لديه وجهك." "رأيت آجرامون؟" لمع روح السيف عندما اتجه فالنتاين ناحية ابنه. "ولا تزال على قيد الحياة؟" "أنا قتلته." "لقد قتلت شيطان الخوف، ولكنك لن تقتل مصاص دماء واحد، ولا حتى بأمري؟" وقف جيس ليشاهد فالنتاين دون تعبير.
"هو مصاص دماء هذا صحيح،" قال. "ولكن اسمه سايمون." توقف فالنتاين أمام جيس، روح السيف في يده، يحترق بلهيب أسود قاسي. تساءلت كلاري، بلحظة رعب، إذا فالنتاين كان سيطعن جيس من حيث هو، وإذا جيس سيسمح له. "إذاً أنا أعتبر،" قال فالنتاين، "إنك لم تغير رأيك؟ ما قلت لي عندما جئت إلى هنا من قبل، كانت كلمتك الأخيرة، أو هل تأسف إنك عصيتني؟"جيس هز رأسه ببطء. يد واحدة لا تزال تمسك بالعارضة المكسورة، ولكن يده الأخرى ـــ يده اليمنى ـــ كانت على وسطه، تسحب شيء من حزامه. عينيه، رغم ذلك، لم تترك عيني فالنتاين، وكلاري لم تكن متأكدة أن فالنتاين كان قد رأى ما كان يقوم به. وأعربت عن أملها بألا يراه. "نعم." قال جيس، "يؤسفني إنني عصيتك." لا! فكرت كلاري، ولكن غرق قلبها. هل كان يتخلى عن ذلك، هل اعتقد إن ذلك كان السبيل الوحيد لإنقاذ حياتها وسايمون؟ لانى وجه فالنتاين. "جوناثان..." "خاصة،" قال جيس، "إنني كنت أخطط للقيام بذلك مرة أخرى. الآن حالاً."
حرك يده، في أسرع من ومضة الضوء، وشيئاً اندفاع عبر الهواء نحو كلاري. سقط على بضع بوصات منها، ضرب المعدن مع رنة وتدحرج. اتسعت عيناها.كانت شاهدة والدتها. بدأ فالنتاين يضحك. "شاهدة؟ جيس، هل هذا نوع من السخرية؟ أو هل أنت في النهاية..." كلاري لم تسمع بقية ما قال؛ بذلت جهداً كبيراً لتقف، لهثت بينما إجتاح الألم رأسها. عينيها إمتلأت بالدموع، الرؤية عندها غير واضحة؛ وصلت يدها الى الشاهدة وهي تهتز، وعندما لمست أصابعها، سمعت صوتاً واضحاً داخل رأسها كأن والدتها كانت واقفة بجانبها. خذي الشاهدة، كلاري. استخدميها. أنت تعرفِ ماذا تفعلِ. أغلقت أصابعها بشكل متقطع حولها. جلست، وتجاهلت موجة من الألم الذي إجتاح رأسها وأسفل عمودها الفقري. لقد كانت صيادة ظل ، والألم شيء عاشت معه. بشكل خافت، امكنها سماع فالنتاين يناديها بإسمها، سمعت خطاه، تقترب، ورمت نفسها على الحاجز، ودفعت بالشاهدة الى الأمام بقوة لدرجة عندما لمس طرفها المعدن، ظنت أنها سمعت أزيز شيء يحترق.بدأت في الرسم. كما يحصل دائماً عندما ترسم، ابتعد العالم عنها، وكان هناك هي فقط وشاهدتها والمعدن الذي ترسم عليه. تذكرت وهي تقف خارج زنزانة جيس وتهمس لنفسها، افتح، افتح، افتح، وعرفت أنها وضعت كل قوتها لإنشاء الرون الذي كسر قيود جيس. وعرفت أن القوة التي وضعتها في ذلك الرونية لا عشر، ولا مائة من قوة التي تضعها في هذا. احترقت يديها وصرخت بينما كانت تجر الشاهدة الى أسفل الجدار المعدني، التي تركت خط أسود سميك مثل الفحم وراءها. افتح. كل إحباطها وخيبة أملها، كل غضبها إتجه من خلال أصابعها والى الشاهدة والى الرونية. أفتح. كل حبها، كل راحتها لرؤية سايمون على قيد الحياة،
كل أملها أنهم لا يزال بإمكانهم البقاء على الحياة. أفتح!يدها، ما زالت تمسك بالشاهدة، سقطت على حضنها. للحظة ساد الصمت المطلق في حين جميعهم ـــ جيس، فالنتاين، حتى سايمون ـــ حدقوا معها في الرون التي أحرقت حاجز السفينة. كان سايمون الذي تحدث، والتفت إلى جيس. "ماذا تقول؟" ولكن كان فالنتاين الذي أجاب، بدون أن يرفع عينيه عن الجدار. كان هناك نظرة على وجهه، ليس أبداً النظرة التي توقعتها كلاري، نظرة خلطت ما بين الإنتصار والرعب، اليأس والفرح. "تقول،" قال: " 'ميني ميني تقيل أبهارسن.' "ترنحت كلاري على قدميها. "هذا ليس ما تقول." همست. "تقول افتح." التقت عينا فالنتاين بعينيها. "كلاري..." صراخ صوت المعدن أغرق كلماته. الجدار الذي رسمت كلاري عليه، جدار مصنوع من صفائح من الفولاذ الصلب، تشوه وارتجف. المسامير إنتزعت متحررة من اماكنها وموجات من الماء رشت الغرفة.سمعت فالنتاين ينادي، ولكن صوته غرق بأصوات تصم الآذان من المعادن تنتزع بقوة عن بعضها البعض بينما كل مسمار، كل برغي، وكل ما يمسك بعضه ببعض في هذه السفينة الضخمة تمزق متحرراً من المراسي.
حاولت أن تركض نحو جيس وسايمون، لكنها وقعت على ركبتيها بينما جاءت موجة كبيرة أخرى من الماء من خلال الثقب الذي كان يتسع في الجدار. هذه المرة ضربتها الموجة واوقعتها، ماء جليدي سحبها الى الأسفل. في مكان ما، كان جيس ينادي على اسمها، صوته كان يائس وأعلى من صوت صراخ المعدن في السفينة . صرخت اسمه مرة واحدة فقط قبل أن تمتص خارجاً من الثقب في الحاجز والى النهر.دارت وركلت في الماء الأسود. إجتاحها الرعب، رعب الظلام الأعمى وأعماق النهر، ملايين الأطنان من المياه حولها، تضغط عليها، تخنق الهواء من رئتيها. لم تتمكن أن تعرف أي طريق الى الأعلى أو أي اتجاه يمكنها أن تسبح. لم تعد تستطيع حبس انفاسها. فامتصت رئتيها الكثير من المياه القذرة، صدرها سينفجر من الألم، نجوم تنفجر وراء عينيها. في أذنيها تم استبدال صوت الماء الجاري بنسبة عالية، حلوة، من الغناء المستحيل. أنا اموت، فكرت في عجب. زوج من اليدين الشاحبة وصلت إليها عبر المياه السوداء وقربتها.
شعر طويل حام حولها. أمي، اعتقدت كلاري، ولكن قبل أن تتمكن من أن ترى بوضوح وجه والدتها، أغلق عينيها الظلام.استعادت كلاري وعيها، الأصوات حولها وأضواء تلمع في عينيها. كانت مسطحة على ظهرها على الصلب المموج من شاحنة لوك. السماء كانت رمادية سوداء من فوقهم. أمكنها أن تشم رائحة مياه النهر حولها مختلطة برائحة الدخان والدم. حامت وجوه بيضاء فوقها مثل البالونات مربوطة بخيوط. أصبحوا أكثر وضوحاً عندما رمشت بعينيها.لوك. وسايمون. كان كِلاهما ينظران الى وجهها بتعبير من القلق والإهتمام. للحظة فكرت إن شعر لوك أصبح أبيض؛ ثم، رمشت، أدركت أنه كان مليئ بالرماد. في الواقع، كذلك كان الهواء ـــ مذاقه رماد ـــ ملابسهم وجلدهم يشوبه وسخ مسود.سعلت، وتذوقت الرماد في فمها. "أين جيس؟" "إنه..." نظر سايمون بعيون لوك، وشعرت كلاري بقلبها ينقبض. "إنه على ما يرام، أليس كذلك؟" طالبت. كافحت لتجلس وانطلق نار ألم حاد عبر رأسها. "أين هو؟ أين هو؟" "أنا هنا." ظهر جيس عند حافة رؤيتها، وجهه في الظل. جثا على ركبتيه بجانبها. "أنا آسف. كان ينبغي أن أكون هنا عندما تستيقظي. إنها مجرد ..." تصدع صوته. "إنها مجرد ماذا؟" حدقت في وجهه؛
بإضاءة خلفية بواسطة النجوم، كان شعره أكثر فضي من كونه ذهبي، عيناه إختفى اللون فيهما. جلده مخطط بالأسود والرمادي. "لقد اعتقد أنكِ لقيتِ حتفكِ أيضاً." قال لوك، ووقف فجأة. كان يحدق في النهر، في شيء كلاري لم تتمكن أن تراه. كانت السماء مليئة بالدوامات من الدخان الأسود والقرمزي، كأنها كانت مشتعلة. "مُت أيضا؟ مَن أيضاً؟" توقفت عن الكلام بينما عصف بها ألم الغثيان. رأى جيس التعبير على وجهها لها ومد يده الى سترته، وأبرز شاهدته."لا تتحركِ، كلاري". كان هناك ألم حارق في ساعدها، ثم بدأ ذهنها يصفى. جلست ورأت أنها كانت تجلس على لوح رطب دفع على الجزء الخلفي من شاحنة لوك الصغيرة. كان الجزء الخلفي من الشاحنة الصغيرة غارق بعدة بوصات من الماء النهر، مختلط مع نفاث من الرماد الذي كان يتغربل من السماء كمطر أسود. نظرت في المكان الذي جيس وضع عليه علامة الشفاء في الداخل من ذراعها. ضعفها بدأ بالأنحسار بالفعل، كما لو كان وضع هزة من القوة في عروقها.
تتبع خط الإراتزي الذي رسمه على ذراعها بأصابعه قبل أن ينسحب الى الوراء. يده شعرت بالبرودة والرطوبة كما فعلت بشرتها. كان كله مبلل أيضاً؛ شعره الرطب وملابسه الغارقة بالمياه ملتصقة على جسده.كان هناك طعم لاذع في فمها، كأنها لعقت أسفل منفضة سجائر. "ما الذيحدث؟ هل كان هناك حريق؟"نظر جيس نحو لوك، الذي كان يحدق في إرتفاع النهر الأسود والرمادي. أنتشرت قوارب صغيرة هنا وهناك على الماء ، ولكن لم يكن هناك أي علامة على سفينة فالنتاين. "نعم،" قال. "سفينة فالنتاين أحترقت نهائياً. لا يوجد أثر لها.""أين هم الجميع؟" وجهت كلاري نظراتها الى سايمون، الذي كان الوحيد جاف من بينهم. كان هناك لون أخضر باهت لجلده شاحب بالفعل، كما لو كان مريضاً أو محموماً."أين إيزابيل وأليك؟""إنهم على أحد قوارب صيادي الظل الأخرى. إنهم على ما يرام.""وماغنوس؟" إلتوت لتنظر الى مقصورة القيادة، لكنها كانت فارغة."كانوا بحاجة إليه لعلاج بعض من صيادي الظل المصابين بشدة."
قال لوك."ولكن الجميع بخير؟ أليك، إيزابيل، مايا، جميعهم بخير، أليس كذلك؟" صوت كلاري بدا لأذنيها صغيراً ورقيقاً."أصيبت إيزابيل،" قال لوك. "وايضاً روبرت لايتوود. سيحتاج الى بعض الوقت للشفاء. العديد من صيادي الظل، بما فيهم مالك وإيموجين، ماتوا.كانت هذه معركة صعبة جداً، كلاري، وإنها لم تسير على ما يرام بالنسبة لنا. ذهب فالنتاين. وكذلك السيف. ورجال العصبة بحالة يرثى لها. أنا لا أعرف..."وتوقف. نظرت كلاري إليه. كان هناك شيء في صوته أخافها. "أناآسفة." قالت." كان هذا خطأي. لو لم...""لو لم تفعلِ ما فعلتِ، كان فالنتاين قد قتل جميع من كان على متن السفينة." قال جيس بشراسة. "أنتِ الشيء الوحيد الذي أبعد هذه المجزرة." حدقت كلاري فيه. "هل تعني ما فعلته مع الرون؟" "أنتِ مزقتِ تلك السفينة إلى فتات." قال لوك. "كل مسمار ملولب، كل برغي، أي شيء يمكن أن يكون قد مُسك مع أخر، فقط تمزق وهُدم. كل السفينة تمزقت الى قطع. خزانات النفط إنهارت وإشتعلت. أكثرنا كان بالكاد له الوقت للقفز الى الماء قبل أن يشتعل كل شيء. ما فعلتِ... لا أحد على الإطلاق رأى مثل ذلك." "أوه." قالت كلاري بصوت منخفض. "هل كان أي شخص... أنا لم أؤذي أي شخص؟" "عدد غير قليل من الشياطين غرقوا عندما غرقت السفينة." قال جيس. "لكن أياً من صيادي الظل لم يصب، لا."
"لأنهم يجيدون السباحة؟" "لأنهم تم إنقاذهم. سحبنا جميعاً جن وجنيات النهر وأخرجونا من الماء."فكرت كلاري باليدين في الماء، والغناء الحلو الذي حاصرها. إذاً لم تكن والدتها بعد كل شيء. "هل تعني جن الماء؟" "جاءت ملكة محكمة سيلي بطريقتها." قال جيس. "لقد وعدتنا بتقديم كل ما بوسعها من مساعدة." "ولكن كيف أنها..." كيف أنها عرفت؟ كلاري أرادت أن تقول، ولكن فكرت في حكمة ومكر عيون الملكة، وجيس وهو يرمي تلك الورقة البيضاء في الماء على الشاطئ في هوك الأحمر، وقررت عدم السؤال. "زوارق صيادي الظل بدأوا بالتحرك." قال سايمون، وهو ينظر الى النهر. "أعتقد إنهم إلتقطوا جميع ما بوسعهم." "تماماً." رفع لوك كتفيه. "حان الوقت للذهاب." تحرك ببطء نحو مقعد سائق الشاحنة،
كان يعرج، على الرغم من إنه بدا وكأنه غير مصاب.لوك أرجح نفسه الى مقعد السائق، وفي لحظة إبتدأ محرك الشاحنة بالعمل. إنطلقوا، والشاحنة تمخر الماء، قطرات الماء رشت العجلات وهي تعكس لون السماء الرمادي الفضي البراق. "هذا غريب جداً." قال سايمون. "أظل أتوقع إن الشاحنة ستبدء بالغرق." "لا أستطيع أن أصدق أنك مررت للتو بما مررنا به ولا تزال تعتقد أن هذا أمر غريب." قال جيس، ولكن لم يكن هناك أي خبث في لهجته ومضايقة. بدا فقط، متعب جداً. "ماذا سيحدث لللايتوود؟" سألت كلاري. "بعد كل ما حدث، العصبة..." هزّ جيس كتفيه. "إن العصبة تعمل بطرق غامضة، وأنا لا أعرف ما سوف تفعله. سيكونوا مهتمين جداً بكِ، وفي ما يمكنك القيام به." أخرج سايمون صوتاً. اعتقدت كلاري في البداية أنه كان صوت احتجاج، ولكن عندما نظرت عن كثب في وجهه، رأت أنه كان أكثر اخضراراً من أي وقت مضى. "ما هو الخطأ، سايمون؟" "إنه النهر." قال. "مياه جارية ليست جيدة لمصاصي الدماء. إنها نقية، ونحن لسنا كذلك.""مياه نهر الشرقية بالكاد يكون نقي." قالت كلاري، لكنها مدت يدها ولمست ذراعه برفق على أي حال. ابتسم في وجهها. "ألم تسقط في الماء عندما السفينة إنهارت؟" "كلا.
كان هناك قطعة من المعدن العائمة في الماء وجيس قذفني عليها. بقيت بعيداً عن مياه النهر." نظرت كلاري من فوق كتفها الى جيس. يمكنها أن تراه بوضوح أكثر قليلاً الآن؛ كان الظلام يتلاشى. "شكراً لك." قالت. "هل تعتقد أن..." فرفع حاجبيه. "أعتقد أن... ماذا؟" "إن فالنتاين قد غرق؟" "لا تؤمنِ بأن الرجل السيئ قد مات حتى ترى جثته." قال سايمون. "هذا يؤدي فقط للتعاسة والكمائن المفاجئة.""أنت لست على خطأ." قال جيس. "تخميني هو أنه لم يمت، وإلا لكنا وجدنا الأدوات البشرية." "هل يمكن للعصبة أن تمضي قدماً بدونها؟ سواء كان فالنتاين حياً أم لا؟" تساءلت كلاري. "العصبة دائماً تمضي قدماً." قال جيس.
"هذا هو كل ما تعرف أن تقوم به." التفت نحو الأفق الشرقي. "الشمس ستشرق." سايمون تجمد. حدقت كلاري فيه متفاجأة للحظة واحدة، ثم في صدمة من الرعب. التفتت وهي تتبع نظرة جيس. كان على حق، الأفق الشرقي كان كأنه دُهن بالدم الأحمر ينتشر من قرص ذهبي. كلاري رأت حافة الأولى من الشمس تلون الماء من حولهم بألوان سماويه خضراء، قرمزية وذهبية. "لا!" همست.نظر جيس إليها متفاجأ، وبعد ذلك الى سايمون، الذي جلس بلا حراك، يحدق في الشمس المشرقة مثل فأر محاصر يحدق في قِط. وقف جيس بسرعة على قدميه ومشى الى مقصورة قيادة الشاحنة. تحدث بصوت منخفض. رأت كلاري لوك يلتفت للنظر إليها وسايمون، ومن ثم العودة الى جيس. هزّ رأسه. ترنحت الشاحنة إلى الأمام.
لوك ضغط قدمه على البنزين. أمسكت كلاري جانب الشاحنة لتثبيت نفسها. في المقدمة، جيس كان يصرخ في لوك أذا كان هناك أي طريقة لجعل الشاحنة اللعينة تسرع أكثر، ولكن كلاري عرفت إنهم لن يسبقوا أبداً بروز الشمس. "يجب أن يكون هناك شيء نفعله." قالت لسايمون. أنها لا يمكن أن تصدق أن في أقل من خمس دقائق انتقلت من الراحة الكاملة الى الرعب الكامل. "يمكننا أن نغطيك، ربما، بملابسنا..."سايمون كان لا يزال يحدق في الشمس ووجهه أبيض. "كومة من القماش لن تفيد." قال. "رافائيل أوضح، يستغرق جدران لتحمينا من أشعة الشمس. سوف تحرق من خلال القماش.""ولكن يجب أن يكون هناك شيء..." "كلاري". يمكنها أن تراه بوضوح الآن على ضوء الفجر الرمادي، عيناه ضخمة ومظلمة في وجهه الأبيض. مدّ يديه لها. "تعالِ الى هنا." سقطت عليه في محاولة لتغطية أكبر قدر من جسده بجسدها.
كانت تعرف إن ذلك كان عديم الفائدة. عند ملامسة الشمس له، سيتحول الى رماد. جلسوا لحظة في سكون تام، ملفوفة أيديهما حول بعضها البعض. كلاري شعرت بصعود وسقوط صدره، عادة، ذكرت نفسها، وليس ضرورة. لا يمكنه أن يتنفس، ولكن لا يزال من الممكن أن يموت. "لن اسمح لك بالموت." قالت. "لا أعتقد أن لديكِ الخيار." شعرت بإبتسامته. "لم أعتقد إنني سأرى الشمس مرة أخرى." قال. "أعتقد أنني كنت على خطأ." "سايمون..."صاح جيس شيء. نظرت كلاري الى الأعلى. غمرت السماء ضوء وردي اللون، مثل صبغة سُكبت في المياه النقية. سايمون توترمن تحتها. "أنا أحبك." قال. "لم أحب أبداً أي شخص آخر غيركِ." خيوط ذهبية توهجت عبر السماء الوردية مثل عروق الذهب في رخام غالي الثمن. الماء حولهم توهج بالضوء، وسايمون تجمد وأرجع رأسه الى الخلف، وعيناه المفتوحة إمتلئت بالذهب كأن السائل الذهبي المنصهر كان يرتفع بداخله. ظهرت خطوط سوداء على جلده مثل الشقوق في تمثال محطم. "سايمون!" صرخت كلاري.
وصلت إليه ولكنها شعرت بنفسها تسحب الى الخلف فجأة؛ كان جيس، يديه تمسكان كتفيها. حاولت أن تبتعد عنه لكنه كان يمسكها بإحكام؛ كان يقول شيئا في أذنها، مراراً وتكراراً، لكن بعد لحظات قليلة فقط بدأت تفهم ما يقول لها:"كلاري، أنظري، إنظري." "لا!" رفعت يديها إلى وجهها. تذوقت المياه الاجاج من أرضية الشاحنة على كفيها. كان مالح مثل الدموع. "أنا لا أريد أن أنظر، أنا لا أريد أن..." "كلاري". كانت يد جيس على معصميها، سحب يديها بعيداً عن وجهها. ضوء الفجر كوى عينيها. "إنظري." ونظرت. سمعت تنفسها يصفر بقسوة في رئتيها بينما كانت تلهث. كان سايمون جالساً في الجزء الخلفي من الشاحنة، وجزء من أشعة الشمس عليه، فمه مفتوح وهو يحدق في نفسه. رقصت الشمس على الماء من وراءه وحواف شعره لمعت مثل الذهب. لم يحترق ويتحول الى رماد، ولكن جلس بدون أن يحترق في ضوء الشمس، جلد وجهه شاحب وذراعيه ويديه بدون علامات تماماً.خارج المعهد، كان الليل ينسدل. أحمر باهت من غروب الشمس كان يتوهج من خلال نوافذ غرفة نوم جيس، بينما كان يحدق في كومة من ممتلكاته على السرير. كانت الكومة أصغر بكثير مما كان يتوقع أنها ستكون. سبع سنوات كاملة من الحياة في هذا المكان، كان هذا كل ما لديه لإظهاره: نصف كيس من القماش الخشن كحقيبة عدد ملابسه، وكومة صغيرة من الكتب، وعدد قليل من الأسلحة. ناقش نفسه ما إذا كان يجب أن يأخذ الأشياء القليلة التي أحتفظ بها من منزل المزرعة في إدريس معه عندما يغادر الليلة. كان ماغنوس قد أعاد له خاتم والده الفضي، الذي لم يعد يشعر بالراحة لوضعه بيده. علقه بسلسلة حول رقبته.
في النهاية، كان قد قرر أن يأخذ كل شيء: لم يكن هناك غاية أن يغادر ويترك أي شيء من نفسه وراءه في هذا المكان.كان يحزم ملابسه في حقيبة القماش الخشن عندما بدا الطرق على الباب. ذهب إليه، متوقعاً أليك أو إيزابيل. كانت ماريز. ترتدي ثوباً شديد الأسوداد ورفعت شعرها بحدة عن وجهها. بدت أكبر عمراً مما كان يتذكرها. خطين عميقين إتجها من زوايا فمها الى فكها. فقط عينيها كان لديهما لون. "جيس." قالت. "هل أستطيع أن ادخل؟" "يمكنكِ أن تفعلِ ما تريدِ." قال وعاد الى السرير. "إنه منزلكِ." أمسك بحفنة من القمصان وحشاهم في حقيبة القماش الخشن بقوة ربما لا لزوم لها. "في الواقع، إنه بيت العصبة." قال ماريز. "نحن فقط أوصياء عليه." دفع جيس الكتب في الحقيبة. "أيا كان." "ماذا تفعل؟" إذا جيس لم يكن يعرفها بشكل أفضل، لكان ظن أن صوتها أرتعش قليلاً. "أنا أحزم أمتعتي.
" قال. "هذا ما يفعله الناس عادة عندما ينتقلون." إبيض وجهها. "لا ترحل." قالت. "إذا كنت ترغب في البقاء..." "أنا لا أريد أن أبقى، أنا لا أنتمي إلى هنا." "أين سوف تذهب؟""عند لوك." قال، ورأها تجفل. "لفترة من الوقت، وبعد ذلك، لا أعرف، ربما لإدريس." "هل تعتقد إنك تنتمي الى هناك؟" كان هناك حزن مؤلم في صوتها. توقف جيس حزم أمتعته للحظة وحدق في حقيبته. "أنا لا أعرف الى أين أنتمي." "مع عائلتك." خطت ماريز خطوة مترددة إلى الأمام. "معنا." "أنت رميتيني خارجاً." سمع جيس قسوة في صوته، وحاول تخفيف ذلك. "أنا آسف." قال والتفت للنظر في وجهها. "عن كل ما حدث. ولكنك لم تريديني من قبل، وأنا لا أستطيع تخيل أنك تريديني الآن. روبرت سيكون مريض لفترة؛ تحتاجي لرعايته. سأكون فقط في طريقك." "في الطريق؟" قالت بشك. "روبرت يريد أن يراك، جيس..." "أشك في ذلك"."ماذا عن أليك؟ إيزابيل، ماكس أنهم بحاجة لك، إذا كنت لا تصدقني أنني أريدك هنا ـــ لا يمكنني أن ألومك على ذلك ـــ يجب أن تعرف أنهم يريدوك. لقد مررنا بوقت سيء، جيس. لا تؤذيهم أكثر مما هم بالفعل عليه." "هذا ليس عدلاً." "أنا لا ألومك إذا كنت تكرهني." صوتها كان يرتعش. جيس دار بسرعة ليحدق في وجهها بمفاجأة. "ولكن ما فعلته ـــ حتى رميك خارجاً ـــ ومعاملتك كما فعلت، كان لحمايتك. ولأنني كنت خائفة.""خائفة مني؟" هزت رأسها إيجاباً. "حسناً، هذا يجعلني أشعر بشكل أفضل بكثير." اخذت ماريز نفساً عميقاً. "اعتقدت إنت ستكسر قلبي مثلما فعل فالنتاين." قالت. "لقد كنت أول شيء أحببته، كما ترى، من بعده، ولم يكن من دمي. أول مخلوق حي. كنت مجرد طفل...""فكرتِ إنني طفل شخص آخر." "لا لقد عرفت دائماً فقط من أنت. منذ أول مرة رأيتك تهبط من سفينة من إدريس، عندما كان عمرك عشر سنوات، دخلت قلبي، مثل أطفالي عندما ولدوا." هزت رأسها. "لا يمكن أن تفهم. لم تكن أبداً والد. لن تحب أبداً أي شيء مثل ما تحب أطفالك. ولا شيء يمكن أن يجعلك أكثر غضباً منهم." "لاحظت الجزء الغاضب." قال جيس، بعد صمت. "لا أتوقع منك أن تغفر لي." قال ماريز. "ولكن إذا بقيت لأجل إيزابيل وأليك وماكس، سأكون ممتنة..." كان هذا قول خاطىء. "أنا لا أريد امتنانك." قال جيس، والتفت الى حقيبة القماش الخشنة. لم يكن هناك شيء ليضعه فيها. وسحب السحاب. " ’الى نافورة المياه الصافية‘، " قالت ماريز، " ’تنزهت ببطء‘."التفت للنظر في وجهها.
"ماذا؟" " ’لطالما أحببتك دائماً، لم يسبق لي أن نسيتك‘. انها أغنية فرنسية قديمة اعتدت غناءها لأليك وإيزابيل. التي سألتني عنها." كان هناك القليل من الضوء في الغرفة الآن، نظرة ماريز له في العتمة كانت تقريباً نظرتها عندما كان في العاشرة من عمره، كما لو أنها لم تتغير على الإطلاق في السنوات السبع الماضية. بدت شديدة، قلقة، متلهفة ومتفائلة. بدت كأنها والدته، الأم الوحيدة التي عرفها."أنت على خطأ أنني لم أغنيها لك." قالت. "أنك فقط لم تسمعني." جيس لم يقل شيئاً، لكنه مد يده وفتح سحاب حقيبة القماش الخشن، وسمح لأمتعته لتسقط على السرير.



التعديل الأخير تم بواسطة رحيل4 ; 15-01-16 الساعة 08:02 PM
elizabithbenet غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-03-15, 02:22 PM   #328

elizabithbenet

نجم روايتي وفراشة متالقه بعالم الازياء و الاناقةوقلم مميز بخاطرة من وحي الكلمة

alkap ~
 
الصورة الرمزية elizabithbenet

? العضوٌ??? » 297131
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,687
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » elizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
انا لست مجبرة ان افهم الناس من انافمن يمتلك مقومات العقل ساكون امامهكالكتاب المفتوح وعليه ان يحسن الاستيعاب
Elk

الخاتمة"
كلاري!" شع وجه والدة سايمون بأبتهاج على مرأى الفتاة التي تقف على عتبة باب منزلها. "أنا لم أركِ منذ دهر. كنت قد بدأت اقلق إن كنتِ وسايمون قد تشاجرتما." "أوه، لا." قالت كلاري.
"أنا فقط لم أكن على ما يرام، هذا كل شيء." حتى لو حصلت على سحر الشفاء الرونية، من الواضح إنني لم أكن منيعة. تفاجأت في صباح اليوم التالي للمعركة عند الأستيقاظ إنها كانت تعاني من صداع؛ أعتقدت إنها كانت تعاني من البرد ـــ ومَن لم، بعد التجمد في ملابس رطبة على مياه النهر لساعات في الليل؟ـــ ولكن ماغنوس قال على الأرجح إنها استنزفت نفسها لخلق الرون التي بها دمرت سفينة فالنتاين.أطلقت والدة سايمون صوت متعاطف. "نفس الجرثومة التي كانت عند سايمون الأسبوع قبل الماضي، اراهن على ذلك.
كان بالكاد يخرج من السرير." "إنه أفضل الآن، على الرغم من ذلك، أليس كذلك؟" قالت كلاري. كانت تعرف أنه كان على ما يرام، لكنها لا تمانع في أن تسمع ذلك مرة أخرى. "إنه على ما يرام. إنه في الحديقة الخلفية، على ما أعتقد. فقط إذهبِ من خلال البوابة." ابتسمت. "سيكون سعيداً لرؤيتكِ." صف المنازل ذات الطوب الأحمر في شارع سايمون تم تقسيمها بأسوار جميلة بيضاء ذات حديد مطاوع، كل واحدة منها كان لديها بوابة تؤدي الى رقعة صغيرة من الحديقة في الجزء الخلفي من المنزل. كانت السماء زرقاء والهواء بارد مشرق، على الرغم من سماء مشمسة. كلاري أمكنها تذوق مسحة الثلوج في المستقبل القريب عبر الهواء.
ثبتت اغلاق البوابة خلفها وذهبت تبحث عن سايمون. كان في الحديقة الخلفية، كما قيل لها، ممدد على كرسي إستراحة من البلاستيك مع مجلة هزلية مفتوحة في حضنه. دفعها جانباً عندما رأى كلاري، جلس، وابتسم ابتسامة عريضة. "هاي، حبيبتي." "حبيبتي؟" وجثت بجانبه على الكرسي. "أنت تمزح، أليس كذلك؟""كنت أحاول أن أجربها. لا؟" "لا." قالت بحزم، وانحنت لتقبل فمه. عندما إنسحبت إلى الوراء، بقيت أصابعه في شعرها، ولكن عيناه كانت تنم عن عمق في التفكير. "أنا سعيد لأنكِ جئتِ." قال.
"أنا أيضا. كنت أود أن آتي عاجلاً، ولكن..." "لقد كنتِ مريضة. أعرف." لقد قضت الاسبوع وهي ترسل له رسائل نصية له من فوق أريكة لوك، حيث كانت تضطجع ملفوفة في بطانية لمشاهدة إعادة المسلسل البوليسي csi. كان كأنه تعزية لها لقضاء بعض الوقت في عالم حيث كان كل لغز لديه الإجابة العلمية ليُكشف. "أنا أفضل الآن."
اختلست نظرة حولها وارتجفت، سحبت سترتها البيضاء الصوفية أقرب حول جسدها. "ماذا تفعل وأنت ممدد في الخارج في هذا الطقس، على أية حال؟ آلست تشعر بالتجمد؟" سايمون هز رأسه. "لا أشعر حقاً بالبرد أو الحرارة بعد الآن. الى جانب..." فمه إلتوى بإبتسامة، "أريد أن أنفق الكثير من الوقت في ضوء الشمس كلما أستطعت، لا ازال أشعر بالنعاس خلال النهار، ولكن أنا أحاربه."لمست الجزء الخلفي من يدها خده. كان وجهه حاراً من الشمس، ولكن تحته، كان الجلد بارداً. "لكن كل شيء آخر لا يزال... لا يزال كما هو؟" "أنتِ تعني إنني ما زلت مصاص دماء؟ نعم. يبدو ذلك. لا أزال أرغب في شرب الدماء، لا يوجد حتى الآن ضربات قلب. عليّ تجنب الطبيب، ولكن منذ أن مصاصي الدماء لا تمرض... " هزّ كتفيه.
"تحدثت إلى رافائيل؟ لا يزال ليس لديه أي فكرة عن السبب الذي يمكنك الخروج الى الشمس؟" "لا شيء. ويبدو إنه مغطاظ جداً من ذلك أيضاً." سايمون رمش في وجهها بنعاس، كما لو كانت الساعة اثنين في الصباح بدلاً من بعد الظهر. "أعتقد أنها تزعج أفكاره حول الطريقة التي يجب أن تكون الأمور. بالاضافة الى إنه ستكون لديه وظيفة أكثر صعوبة ليجعلني أتجول معه في الليل، عندما أنا مصمم على التجول في النهار بدلاً من ذلك." "كنت أعتقد أنه سيكون بسعادة غامرة.""مصاصو الدماء لا يحبون التغيير. إنهم تقليديين للغاية." ابتسم في وجهها، وفكرت، إنه سوف يبدو دائما مثل هذا. عندما ابلغ الخمسين أو الستين، سيبدو دائماً وكأنه في السادسة عشرة. لم تكن هذه بفكرة سعيدة. "على أي حال، هذه ستكون جيدة لمهنتي الموسيقية. إذا كانت آن رايس تقول الاشياء الصحيحة ، مصاصي الدماء سيكونوا نجوم كبيرة في موسيقى الروك." "لست متأكدة من أن هذه المعلومات يمكن الإعتماد عليها." اتكأ على الكرسي.
"ما هو الذي يعتمد عليه؟ بالاضافة إليكِ، بالطبع." "الاعتماد؟ هل هذا كيف تفكر بي؟" طالبت في سخط وهمي. "هذا ليس برومانسية." مرّ ظل عبر وجهه. "كلاري ..." "ماذا؟ ما هو؟" وصلت ليده وأمسكتها. "أنت تستخدم صوت الأخبار السيئة." تطلع بعيداً عنها. "أنا لا أعرف ما إذا كانت الأخبار سيئة أم لا.""كل شيء إما سيء أو لا." قالت كلاري. "فقط قل لي أنت بخير." "أنا بخير." قال. "لكن، أنا لا أعتقد أننا يجب أن نرى بعضنا البعض بعد الآن." كلاري تقريباً كانت ستقع من على كرسي الإستراحة. "لا تريد أن نكون اصدقاء بعد الآن؟" "كلاري..." "هل هو بسبب الشياطين؟ لأنني جعلتك تتحول إلى مصاص دماء؟" صوتها كان يرتفع أعلى وأعلى.
"أنا أعرف إن كل شيء كان مجنوناً، لكن يمكنني أن أبقيك بعيداً عن كل ذلك. استطيع..."جفل سايمون. "أنتِ بدأت تبدي وكأنك دلفين، هل تعرفِ ذلك؟ قفي." توقفت كلاري. "ما زلت أريد أن نكون أصدقاء." قال. "إنها الأشياء الأخرى أنا لست على يقين منها." "الأشياء الأخرى؟" بدأ يحمر. لم تعرف إن مصاصي الدماء يمكن أن يحمروا بإستحاء. بدا مذهلاً على بشرته الفاتحة.
"الأشياء مثل الصاحب والصاحبة."كانت صامتة للحظة طويلة، تبحث عن الكلمات. أخيراً، قالت: "على الأقل أنك لم تقل ’الاشياء مثل التقبيل‘. كنت أخشى أنك ستسميها ذلك." تطلع إلى الأسفل في أيديهما، حيث كانت متشابكة على كرسي البلاستيك للإستراحة. بدت أصابعها صغيرة بالنسبة له، ولكن للمرة الأولى، كانت بشرتها داكنة أكثر. مسد إبهامه بشرود على مفاصلها، وقال: "لم أكن لأطلق عليه ذلك." "اعتقدت إن هذا ما كنت تريد." قالت. "اعتقدت أنك قلت أن..." تطلع إليها من خلال رموشه السوداء. "أنا أحبكِ؟ أنا فعلاً أحبكِ، ولكن هذه ليست القصة كلها." "هل هذا بسبب مايا؟" أسنانها بدأت تصطك جزئياً فقط من البرد.
"لأنك تحبها؟" تردد سايمون. "لا. أعني، نعم، أنا أحبها، ولكن ليس بالطريقة التي تعنيها. إنه مجرد عندما أكون حولها... أنا أعرف كيف يكون، عندما يكون هناك شخص معجب بي بطريقة ما. وإنه ليس مثل ذلك معكِ.""ولكن أنت لا تحبها." "ربما استطعت يوماً ما." "ربما أستطيع أن أحبك يوماً ما." "إذا فعلتِ في أي وقت،" قال: "تعالي واخبريني بذلك، أنتِ تعرفِ أين تجديني." كانت أسنانها تصطك بقوة. "لا أستطيع أن أخسرك، سايمون. لا أستطيع." "أنتِ أبدا لن تخسريني. أنا لن اترككِ. ولكن أُفضل أن يكون لدينا هذا، والذي هو حقيقي وصحيح ومهم، على أن ندعي شيء آخر. عندما أكون معكِ، أريد أن أعرف أنني مع حقيقيتك، كلاري الحقيقية." احنت رأسها على رأسه، واغلقت عينيها. شعرت إنه لا يزال سايمون، على الرغم من كل شيء؛ لا تزال رائحته مثله، مثل صابون غسيله. "ربما أنا لا أعرف من هي." "لكنني أنا أعرف."شاحنة لوك الجديدة كانت تقف على الرصيف عندما غادرت كلاري بيت سايمون، وهي تغلق البوابة خلفها."أنت أوصلتني الى هنا. لم يكن عليك إعادتي أيضاً." قالت وهي تأرجح نفسها الى مقصورة القيادة بجانبه. لوك استبدل شاحنته القديمة المدمرة الى واحدة جديدة كانت تماماً مثل القديمة."اغفري لي ذعري الأبوي." قال لوك، وسلمها فنجان ورق مشمع من القهوة. أخذت رشفة، لا يوجد حليب والكثير من السكر، بالطريقة التي تحبها. "أميل إلى العصبية قليلاً عندما لا تكونِ تحت أنظاري في هذه الأيام.""أوه، نعم؟" امسكت كلاري فنجان القهوة بإحكام لمنعها من أن تندلق عندما دخلوا بطريق مليئ بالحفر. "إلى متى تعتقد أن هذا سيدوم؟"بدا لوك يأخذ ذلك بعين الأعتبار. "لن يمضِ وقت طويل. خمسة، وربما ست سنوات.""لوك!""أخطط لتمكنك من بدء ضرب المواعيد عندما تكوني في الثلاثين، إذا كان ذلك يساعد." "في الواقع، هذا لا يبدو سيئاً للغاية،
وأنا قد لا أكون جاهزة حتى وأنا في الثلاثين". نظر لوك إليها نظرة جانبية. "أنت وسايمون ...؟" لوحت باليد التي لم تمسك فنجان القهوة. "لا تسأل." "أفهم." وربما فعل. "هل تريدي مني أن اخذكِ الى المنزل؟" "أنت ذاهب إلى المستشفى، أليس كذلك؟" تستطيع أن تتكهن ذلك من التوتر العصبي الكامن تحت النكات التي ألقاها. "سأذهب معك."كانوا على الجسر الآن، ونظرت كلاري من فوق الى النهر، وبيدها ترشف قهوتها وهي تفكر. لم تسئم من هذا المنظر، ضيق مياه النهر بين جدران وادي مانهاتن وبروكلين، لمع في الشمس مثل رقائق الألومنيوم. تساءلت لماذا لم تحاول أن ترسمه. تذكرت عندما سألت والدتها ذات مرة لماذا لم تستخدمها قط كنموذج للرسم، لم ترسم ابنتها أبداً. "لرسم شيء هو محاولة للاستيلاء عليه إلى الأبد." قالت جوسلين، وهي تجلس على الأرض مع فرشاة الرسم يقطر منها لون الأزرق المعدني اللامع على سروالها. "إذا كنت حقاً تحبِ شيء ما، أبداً لن تحاولِ إبقائه على ما هو عليه إلى الأبد. عليكِ أن تدعيه يكون حراً ليتغير."ولكن أنا أكره التغيير. أخذت نفساً عميقاً. "لوك." قالت.
"قال فالنتاين شيء لي عندما كنت على متن السفينة، شيئاً عن...""لا شيء جيد أبداً عندما يبدأ بعبارة ’فالنتاين قال‘" تمتم لوك."ربما لا، ولكن كان عنك وأمي، قال أنت واقع بحبها."ساد الصمت. توقفوا بتوقف حركة المرور على الجسر. يمكنها أن تسمع صوت القطار q وهو يمر بهدير. "هل تعتقدي أن هذا صحيح؟" قال لوك أخيراً."حسناً." كلاري أمكنها أن تلمس التوتر في الهواء، وحاولت أن تختار كلماتها بعناية. "أنا لا أعرف. أنا أعني، لقد قال ذلك من قبل وأنا فقط أعتبرتها جنون العظمة والكراهية. ولكن هذه المرة بدأت أفكر، حسناً، أجد أن ذلك غريباً أنك كنت دائماً موجوداً لنا، وكنت مثل أب لي، عشنا عملياً في مزرعتك طوال فصل الصيف، لكن حتى الآن لا أنت ولا أمي في أي وقت حاولتما أن تواعدان شخص آخر. حتى فكرت ربما...""فكرت ربما بماذا؟" "ربما كنتما معاً كل هذا الوقت وأنتما فقط لا تريدا أن تقولا لي. ربما كنتما تعتقدان إنني كنت صغيرة جداً لكي أفهم. ربما كنتما تخافان إنني سأبدأ بطرح الأسئلة حول والدي. ولكن أنا لست صغيرة جداً لأعرف بعد الآن. يمكنك أخباري. اعتقد إن هذا ما أريد أن أقول.
يمكنك أن تقول لي أي شيء." "ربما هو ليس أي شيء." كان هناك صمت آخر عندما بدأت الشاحنة تزحف ببطء الى الأمام في زحمة حركة المرور. لوك حدق بعينين نصف مغمضتين في الشمس، أصابعه تنقر على عجلة القيادة. أخيراً، قال، "أنتِ على حق. أنا أحب والدتكِ." "هذا أمر عظيم." قالت كلاري، في محاولة لتبدو داعمة رغم أن فكرة وقوع بالحب في عمر لوك ووالدتها كانت فكرة فظيعة. "ولكن،" قال وهو ينهي كلامه، "إنها لا تعرف بذلك." "إنها لا تعرف بذلك؟" كلاري لفت لفة واسعة بذراعها. لحسن الحظ، أن فنجان القهوة كان فارغاً. "كيف يمكن إنها لا تعرف؟ لم تقل لها؟" "في واقع الأمر،" قال لوك وهو يدعس بقدمه على البنزين لتتقدم الشاحنة إلى الأمام. "لا." "لماذا لا؟" لوك تنهد وفرك ذقنه النامية بتعب. "لأنه،" قال. "لم يكن هناك وقتاً مناسباً." "إنها حجة واهية، وأنت تعرف ذلك."لوك أخرج صوتاً ما بين ضحكة مكتومة وشخير إنزعاج. "ربما، ولكن هذه هي الحقيقة.
عندما ادركت لأول مرة حقيقة شعوري نحو جوسلين، كنتُ في نفس عمركِ، ستة عشر سنة. وكنا التقينا للتو جميعنا بفالنتاين. لم أكن منافساً له. حتى إنني كنت سعيداً قليلاً أنه إذا لم أكن أنا ما أرادت، فإنه كان هناك شخصاً فعلاً يستحقها." صوته تصلب. "عندما أدركت كيف كنت على خطأ في ذلك، كان ذلك بعد فوات الآوان. عندما هربنا معاً من إدريس، كانت حاملاً بكِ. عرضت عليها الزواج، لرعايتها. قلت لا يهم مَن كان والد طفلها، سأربيه كأنه طفلي. فكرت إنني كنت أشفق عليها. لم أتمكن من إقناعها بأنني كنت أنانياً بعرضي وإنني أردتها. قالت لي انها لا تريد أن تكون عبئاً عليّ، وأنه كان شيئاً كثيراً أن نسأل أي أحد أن يقوم به. بعد أن تركتني في باريس، عدت إلى إدريس ولكن كنت دائما عصبي وغير سعيد. كان دائماً هناك جزء مفقود عندي، الجزء الذي كان يخص جوسلين. كنت أحلم أنها كانت في مكان ما تحتاج إلى مساعدتي، إنها كانت تناديني وأنا لا يمكنني سماعها. أخيراً ذهبت أبحث عنها." "أتذكر أنها كانت سعيدة،
" قالت كلاري بصوت منخفض. "عندما وجدتها." "كانت ولم تكن. كانت سعيدة لرؤيتي، ولكن في نفس الوقت كنت رمزاً لعالم هربت منه، ولم تريد أي جزء منه. وافقت على السماح لي بالبقاء إذا تخليت عن كل علاقاتي مع مجموعتي المستذئبة، مع العصبة، مع إدريس، مع كل الماضي. كنت قد عرضت الانتقال للعيش معكما، ولكن جوسلين فكرت إن تحولي الشهري الى مستذئب سيكون من الصعب جداً إخفاءه عليكِ، اضطررت الى أن أوافق. اشتريت محل لبيع الكتب، وإنتحلت اسماً جديداً، وتظاهرت أن لوسيان غرايمارك مات. وبالنسبة لجميع نواياي ومقاصدي، فعلاً قد مات." "لقد فعلت الكثير لأمي، تخليت عن حياتك بكاملها.""لكنت فعلت أكثر." قال لوك كأمر واقع. "لكنها كانت عنيدة جداً حول إنها لا تريد أي علاقة لها بالعصبة أو بسكان العالم السفلي، ومهما كنت أدعى، لا زلت مستذئب. كنت أذكرها بذلك. كانت متأكدة تماماً إنها لم تريد أن تعرفِ أي منهم. كما تعلمي، أنا لا اوافق على الرحلات إلى ماغنوس، لتغيير ذاكرتكِ أو بصيرتكِ، ولكن هذا ما أرادت وأنا سمحت لها بالقيام بذلك لأنه إذا كنت حاولت منعها،
كانت ستبعدني. لم يكن هناك طريقة بأي حال من الأحوال، لتسمح لي بأن أتزوجها، أن أكون والدك ولا أقول لكِ الحقيقة عن نفسي. والتي من شأنها أن تسقط كل شيء، كل تلك الجدران الهشة التي ارادت وحاولت جاهدة لبناءها بينها وبين العالم الغير مرئي. لم أستطع أن أفعل ذلك لها. لذلك بقيت صامتاً.""هل تعني أنك لم تخبرها عن شعورك؟" "أمك ليست غبية، كلاري." قال لوك. بدا هادئاً، ولكن كان هناك بعض الضيق في صوته. "أكيد كانت على علم. أنا عرضت عليها الزواج. ومهما كان رفضها اللبق لي، أنا أعرف شيئاً واحداً: إنها تعرف كيف أشعر وأنها لا تشعر بنفس الطريقة." صمتت كلاري. "لا بأس بذلك." قال لوك،
في محاولة لتخفيف الجو. "أنا قبلت به منذ وقت طويل." أعصاب كلاري كانت في أعلى توتر مفاجئ ولم تعتقد أنه من الكافيين. أعادت أفكارها حول حياتها الخاصة. "أنت عرضت أن تتزوجها، ولكن هل قلت لها أنك تحبها؟ يبدو أنك لم تفعل ذلك." كان لوك صامتاً. "أعتقد أنك يجب أن تخبرها الحقيقة. أعتقد أنك على خطأ حول ما تشعر هي به.""أنا لست على خطأ، كلاري." كان صوت لوك حازم كأنه يقول هذا يكفي الآن. "أتذكر مرة واحدة سألتها لماذا لا تخرج بموعد مع شخص ما." قالت كلاري متجاهلة لهجته المعاتبة. "قالت لأنها كانت بالفعل قدمت قلبها. اعتقدت انها تهدف والدي، ولكن الآن، الآن أنا لست متأكدة من ذلك."بدا لوك دهش فعلاً.
"قالت ذلك؟" أمسك نفسه، وأضاف، "ربما إنها تعني فالنتاين، إنتِ تعرفِ.""لا أعتقد ذلك." ونظرت إليه من زاوية عينها. "وعلاوة على هذا، آلا تكره ذلك؟ أن لا تقول أبداً ما تشعر به حقاً؟"في هذا الوقت، استمر الصمت حتى خرجوا من فوق الجسر وساروا الى آخر شارع أورشرد، اصطفت المحلات التجارية والمطاعم حيث اللافتات كانت بحروف صينية جميلة متجعدة باللون الذهبي والأحمر. "نعم، لقد كرهت ذلك." قال لوك. "في ذلك الوقت فكرت، ما كان لي معكِ ووالدتك كان أفضل من لا شيء. ولكن إذا كنت لا تستطيع قول الحقيقة لأُناس يهمك أمرهم أكثر من أي شيء، أخيراً تتوقف عن أن تكون قادر على قول الحقيقة لنفسك."كان هناك صوت مثل مياه متدفقة في آذان كلاري. نظرت الى يديها ورأت إنها سحقت كوب الورق المشمع الفارغ الى كرة لا يمكن التعرف عليها. "خذني إلى معهد،" قالت. "من فضلك." نظر لوك الى وجهها وهو متفاجأ.
"اعتقدت أنكِ أردتِ أن تأتي الى المستشفى؟" "سأقابلك هناك عندما أنهي عملي." قالت. "هناك شيء يجب أن أقوم به أولاً."المستوى السفلي من المعهد كان مليىء بأشعة الشمس وبذرات الغبار الشاحب. ركضت كلاري الى آخر الممر الضيق بين المقصورات، وقفت أمام المصعد، ونقرت على الزر. "هيا، هيا تعال." تمتمت."هيا..."الأبواب الذهبية فتحت. جيس كان يقف داخل المصعد. اتسعت عيناه عندما رآها. "تعال." أنهت كلاري جملتها واخفضت ذراعها. "أوه. مرحبا." كان يحدق في وجهها. "كلاري؟""قصصت شعرك." قالت من دون تفكير. كان ذلك صحيحاً، الخيوط الذهبية الطويلة لم تعد على وجهه، ولكنها قصت بدقة وبشكل متساو. مما جعله يبدو أكثر تحضراً، حتى أكبر سناً قليلاً. كان يرتدي بأناقة، أيضاً، سترة زرقاء داكنة وجينز. شيء فضي لمع على حنجرته، فقط تحت ياقة سترته. رفع يده. "أوه. صحيح. قصته ماريز.
" بدأ باب المصعد ينزلق ليغلق، فأمسكه. "هل تحتاج إلى الصعود الى المعهد؟" هزت رأسها. "أردت فقط أن أتحدث إليك.""أوه." بدا مندهشاً قليلاً لذلك، ولكنه خرج من المصعد، وسمح للباب أن يغلق خلفه. "كنت ذاهب الى ’تاكي‘ لأشتري بعض الطعام. لا أحد يشعر حقاً بأنه يريد أكل مطبوخ...""أفهمهم." قالت كلاري، ثم تمنت لو لم تفعل. لم تكن لرغبة اللايتوود في الطهي أو عدم طهي أي علاقة بها. "يمكننا أن نتحدث هناك." قال جيس. أتجه نحو الباب، ثم توقف ونظر للخلف إليها. واقفاً بين اثنين من الشمعدانات، صب ضوءهما الذهبي الشاحب على شعره وجلده، بدا وكأنه لوحة ملاك. إنقبض قلبها. "هل أنتِ قادمة، أو لا؟" قاطع تخيلاتها ولم يبدو ملائكي على الأقل. "أوه. صحيح. أنا قادمة." سارعت باللحاق به.بينما كانا يسيران الى ’تاكي‘، حاولت كلاري أن تحافظ على المحادثة بعيدة عن الموضوعات المتعلقة بها، جيس،
أو بها وجيس. بدلا من ذلك، سألته كيف إيزابيل، وماكس، وأليك كانوا. تردد جيس. أنهم كانوا يعبرون الشارع الأول ونسمة باردة هبت على الشارع. كانت السماء زرقاء صافية، يوم مثالي لخريف نيويورك. "أنا آسفة." جفلت كلاري من غبائها. "يجب أن يكونوا حزنين جداً. كل هؤلاء الناس الذين يعرفونهم لقوا حتفهم." "إنه مختلف لدينا نحن صيادي الظل." قال جيس. "نحن محاربون. نتوقع الموت بطريقة أنتم ..." كلاري لم تستطع إلا أن تتنهد. " ’أنتم البشر لا تفهموها‘. هذا ما كنت تريد أن تقول، أليس كذلك؟""نعم." اعترف. "أحيانا يكون من الصعب حتى بالنسبة لي أن أعرف مَن أنتِ في الواقع." توقفا أمام ’التاكي‘، بسقفه المترهل ونوافذه المعتمة. العفريت الذي يحراس الباب الأمامي حدق بهما الى الأسفل بعيون حمراء متشككة.
"أنا كلاري." قالت.نظر جيس إليها. الرياح كانت تهب بشعرها وتنثره على وجهها. مد يده ودفعه إلى الخلف، بذهول تقريباً. "أعرف." في الداخل، وجدا طاولة بمقعدين في زاوية وجلسا عليها. كان المطعم فارغاً تقريباً. كايلي، نادلة جنية، جلست متراخية على منضدة الطلبات في المطعم، ترفرف بأجنحتها الزرقاء والبيضاء بتكاسل. كانت وجيس قد خرجا بموعد واحد سابقاً. زوج من مستذئبين إحتلا زاوية آخرى. كانا يأكللان ساق لحم ضأن ويتجادلان حول من سيفوز في المعركة: دمبلدور من كتب هاري بوتر أو ماغنوس باين. "دمبلدور سيفوز حتماً." قال الأول. "لديه لعنة قاسية للقتل." المستذئب الثاني طرح نقطة حاسمة. "لكن دمبلدور ليس حقيقي." "لا أعتقد أن ماغنوس باين حقيقي ايضاً." سخر الأول. "هل قابلته؟" "هذا غريب جداً." قالت كلاري وهي تجلس في مقعدها. "هل إستمعت لهما؟""لا. إنها وقاحة لنتنصت عليهما." جيس كان يدرس قائمة الطعام، مما أعطى الفرصة لكلاري لتدرسه سراً. لم أنظر إليك أبداً، كانت ستقول له. كان هذا صحيحاً ايضاً، أو على الأقل أنها لم تنظر إليه بالطريقة التي أرادتها، بعين فنان.
دائماً ستكون ضائعة، تتلهى بالتفاصيل: منحنى عظم وجنته، زاوية رموشه، وشكل فمه. "أنتِ تحدقي في وجهي." قال من دون أن يرفع عينيه قائمة الطعام. "لماذا تحدقي بي؟ هل هناك شيء خاطئ؟"وصول كايلي الى طاولتهما أنقذ كلاري من الإجابة. قلمها، لاحظت كلاري، كان غُصين فضي من البتولا. نظرت بعيونها الزرقاء الى كلاري بشكل غريب. "هل تعرفوا ما تريدوا؟"غير مهيأة، طلبت كلاري بعض الأصناف بشكل عشوائي من خارج القائمة. طلب جيس طبق البطاطا الحلوة المقلية وعدد من الأطباق ليغلفوا في علب للطلبات الخارجية ليأخذها الى اللايتوود. كايلي غادرت، تاركة وراءها رائحة باهتة من الزهور. "أخبر أليك وإيزابيل إنني آسفة على كل ما حدث." قالت كلاري عندما كانت كايلي بعيدة عن السمع. "وقل لماكس إنني سوف أخذه الى متجر ’الكوكب المحرم‘ في أي وقت." "فقط البشر يقولوا أنهم آسفون في حين إنهم ما يريدوا قوله هو 'أشارك احزانكم'." لاحظ جيس. "لم يكن أي من ذلك خطأك، كلاري."
عيناه فجأة لمعت بكراهية. "كان خطأ فالنتاين." "أعتبر أنه لم يكن هناك..." "لا إشارة منه؟ لا. اعتقد إنه يتحصن في مكان ما حتى يتمكن من إنهاء ما بدأه مع السيف. بعد ذلك..." هزّ جيس كتفيه. "بعد ذلك، ماذا؟""أنا لا أعرف، فهو مجنون. من الصعب تخمين ما سيفعل المجنون بعد ذلك." لكنه تجنب عينيها، وعرفت كلاري ما كان يفكر: الحرب. كان ذلك ما يريده فالنتاين. الحرب مع صيادي الظل. وسيحصل ذلك أيضاً. كانت فقط مسألة أين ستكون الضربة الأولى. "على أي حال، أشك في أنكِ جئت للحديث معي عن هذا، أليس كذلك؟" "لا." الآن عندما حانت اللحظة، كلاري وجودت صعوبة في العثور على الكلمات. لمحت إنعكاس لها في الجانب الفضي من حاملة المناديل. سترة بيضاء من الصوف المحبوك، بيضاء الوجه، ووجنتين محمرتين. بدت وكأن لديها الحمى. شعرت قليلاً مثل ذلك أيضا. "لقد كنت أريد أن أتحدث إليك في الأيام القليلة الماضية.""كان من الممكن أن تخدعيني." كان صوته حاد بشكل غير طبيعي. "في كل مرة إتصلت بكِ، لوك كان يقول إنكِ مريضة. ظننت إنكِ تتجنبيني مرة أخرى.""لم أكن." بدا لها أن هناك كميات هائلة من المساحة الفارغة بينهما، على الرغم من أن الزاوية لم تكن كبيرة ولم يجلسا متباعدين.
"لم أريد أن أتحدث إليك. كنت أفكر بك كل هذا الوقت." أخرج صوتاً كمفاجأة ومد يده عبر الطاولة. أخذتها وموجة من الراحة إجتاحتها. "لقد كنت أفكر بكِ، أيضاً." كان قبضته حارة على يديها، مطمئنة، وتذكرت كيف إنها أمسكته في رينويك عندما كان يأرجح نفسه ذهاباً وإياباً، وهو يمسك قطعة مرآة عليها بعض الدم من البوابة في يديه والتي كانت كل ما تبقى من حياته القديمة. "أنا حقاً كنت مريضة." قالت. "أقسم. كدت أموت هناك على متن السفينة، كما تعلم." ترك يدها، ولكنه كان يحدق في وجهها، تقريباً كما لو كان يقصد أن يحفظ تفاصيل وجهها. "أعرف." قال. "في كل مرة تقريباً تتعرضي للموت، كنت أموت تقريباً."كلماته جعلت قلبها يخفق بجنون في صدرها كما لو كانت قد إبتلعت كمية من الكافيين في فمها. "جيس. جئت لأقول لك إن..." "انتظري. اسمحي لي أن أتحدث أولاً." رفع يديه كأنه يمنعها من تكملت كلامها. "قبل أن تقولي أي شيء، أريد أن أعتذر منكِ." "تعتذر؟ لماذا؟" "لأنني لم استمع لكِ." مشط شعره إلى الخلف بكلتا يديه، ولاحظت ندبة صغيرة، خط فضي صغير، على جانب من حنجرته.
لم يكن هناك من قبل. "ظللتِ تقول لي أنني لا يمكن أن أخذ ما أريده منكِ، وظللت أدفعك وأدفعك لتقبلي دون أن استمع إليكِ على الإطلاق. أردتكِ أنتِ فقط ولم أهتم فيما سيقوله أي شخص آخر. ولا حتى أنتِ."جف فمها فجأة، ولكن قبل أن تتمكن من قول أي شيء، كانت كايلي قد عادت، مع البطاطا المقلية وعدد من الصحون لكلاري. حدقت كلاري في ما كانت قد طلبت. حليب أخضر مخفوق، ما يشبه الهامبرجر الغير ناضجة، وطبق من الشوكولاته بالجداجد. ليس مهماً؛ فمعدتها كانت معقودة كثيراً حتى لمجرد التفكير في تناول الطعام. "جيس." قالت، بأقرب فرصة بعد أن ذهبت النادلة. "أنت لم تفعل أي شيء خاطئ. أنت..." "لا. اسمحي لي أن إنهي كلامي." كان يحدق في البطاطا المقلية كأنها تحمل أسرار الكون. "كلاري، يجب أن أقول ذلك الآن أو... أو لن أقوله أبداً." وهوت كلماته بإندفاع. "ظننت أنني فقدت عائلتي. لا أقصد فالنتاين. إنما أعني اللايتوود. ظننت إنهم إنتهوا مني. وظننت أنه لم يتبقى لي شيء في العالم سوى أنتِ. كنت مجنوناً من فقدان ما ملكت وحملته عليكِ وأنا آسف. كنتِ على حق."
"لا. أنا كنت غبية. كنت قاسية معك...""كان لديك كل الحق في ذلك." رفع عينيه لينظر في وجهها وتذكرت فجأة وبغرابة عندما كانت في الرابعة من عمرها على الشاطئ، تبكي عندما الرياح بددت القلعة الرملية التي بنتها. والدتها أخبرتها أنها يمكن أن تبني واحدة أخرى إذا أحبت ذلك، لكنها لم تتوقف عن البكاء لأنها ما كانت تعتقد إنه دائم لم يكن دائم بعد كل شيء، لأنه مبني من الرمال التي يمكن أن تختفي بلمسة من الرياح أو المياه. "ما قلته كان صحيحاً. نحن لا نعيش أو نحب في فراغ. هناك أناس من حولنا الذين يهتمون لأمرنا والذين سوف يتأذوا، وربما يدمروا، إذا تركنا أنفسنا نشعر ما نريد أن نشعر. أن نكون بتلك الأنانية، فذلك يعني... ذلك يعني إننا سنكون مثل فالنتاين." أنهى حديثه باسم والده بشكل قاطع لدرجة أن كلاري شعرت وكأنه صفق الباب في وجهها."سأكون مجرد أخيكِ من الآن فصاعداً." قال ونظر في وجهها متأملاً إنها سوف تُسر لذلك، مما جعلها ترغب في الصراخ لأنه حطم قلبها إلى قطع وبذلك عليه أن يتوقف."هذا ما أردتِ، أليس كذلك؟" استغرق الأمر وقتاً طويلاً لترد عليه، وعندما فعلت، بدا صوتها مثل الصدى، قادم من مكان بعيد جداً. "نعم." قالت وسمعت اندفاع موجات في أذنيها، وعيونها وخزتها كأنها دخل بها رمال أو رش من الملح. "هذا ما أردت."كلاري مشت بخدر على الدرجات الواسعة التي أدت إلى الأبواب الأمامية الزجاجية للمستشفى. بطريقة ما، كانت سعيدة أنها كانت هنا وليس في أي مكان آخر. ما أرادت أكثر من أي شيء آخر هو أن ترمي بنفسها في أحضان والدتها وتبكي،
حتى لو لا يمكنها أبداً أن تفسر لأمها ما كانت تبكي لأجله. نظراً لأنها لا يمكن أن تفعل ذلك، الجلوس بجانب سرير والدتها والبكاء بدا وكأنه الخيار الأفضل. تعاملت مع الوضع بشكل جيد في ’التاكي‘، حتى إنها عانقت جيس مودعة إياه عندما غادرت. لم تبدأ بالبكاء بصوت عالي حتى وصلت الى مترو الأنفاق، ثم وجدت نفسها تبكي حول كل شيء لم تبكى عنه بعد، جيس وسايمون ولوك ووالدتها وحتى فالنتاين. بكت بصوت عال بما فيه الكفاية لدرجة أن الرجل الجالس مقابلها عرض عليها محرمة ورقية، وأرادت أن تصرخ، الى ماذا أنت تنظر برأيك، أيها الأحمق؟ في وجهه، لأن هذا هو ما تفعله في نيويورك. بعد ذلك شعرت إنها أفضل قليلاً.عندما اقتربت من أعلى الدرج، أدركت أن هناك امرأة واقفة هناك. كانت ترتدي عباءة طويلة داكنة على ثوب، وليس هذا عادة ما تراه في شارع مانهاتن. العباءة كانت مخملية داكنة، لها قلنسوة واسعة على رأسها تخبىء بها وجهها. نظرت حولها، ورأت كلاري أن لا أحد آخر على درج المستشفى أو واقفاً قريباً من الأبواب لاحظ وجودها. بريق سحر، إذاً. وصلت إلى أعلى الدرج وتوقفت وهي تنظر الى المرأة. لا تزال لا يمكنها أن ترى وجهها. قالت: "انظري، إذا كنتِ هنا لرؤيتي، قولي ما تريدي. أنا ليس لدي مزاج في كل هذا البريق السحري والسرية في الوقت الراهن."لاحظت الناس من حولها يتوقفوا ليحديقوا في الفتاة المجنونة التي كانت تتحدث الى لا أحد. وحاربت رغبتها في إخراج لسانها عليهم."حسناً." الصوت كان لطيفاً، مألوفاً على نحو غريب. دفعت المرأة قلنسوتها الى الخلف. امتد شعرها الفضي من على كتفيها في شلال. كانت ذات المرأة التي رأتها كلاري تحدق في وجهها في ساحة مقبرة الرخام، وذات المرأة التي خلصتهم من سكين مالك في المعهد. عن قرب، أمكن كلاري أن ترى وجهها حاد الزوايا، حاد جداً لتكون جميلة، على الرغم من أن عينيها كانت عسلية جميلة. "اسمي مادلين. مادلين بيلفلور." "و...؟" قالت كلاري. "ماذا تريدي مني؟" ترددت المرأة، مادلين. "كنت أعرف أمكِ، جوسلين." قالت. "كنا أصدقاء في إدريس." "لا يمكنكِ رؤيتها." قالت كلاري. "لا زوار فقط الأسرة حتى تتحسن حالتها.""لكن لن تتحسن حالتها." شعرت كلاري كما لو إنها صفعت على وجهها. "ماذا؟" "أنا آسفة." قالت مادلين. "لم أكن أقصد أزعاجكِ. إنه فقط أعرف ما هو الخطأ مع جوسلين، وليس هناك شيء المستشفى البشرية يمكن القيام به بالنسبة لها الآن. ما حدث لها، فعلت ذلك لنفسها، كلاريسا." "لا. أنتِ لا تفهمِ. فالنتاين..." "فعلت ذلك قبل أن يصل إليها فالنتاين. حتى لا يحصل على أي المعلومات منها، لقد خططت على هذا النحو. كان الأمر سراً، سراً تشاركت به مع شخص واحد فقط، وقالت فقط لشخص واحد آخر كيف يمكن عكس الرقية. هذا الشخص كان أنا.""هل تعني..." "نعم." قالت مادلين. "يعني يمكنني أن أدلك كيف يمكن إيقاظ والدتكِ."



التعديل الأخير تم بواسطة رحيل4 ; 15-01-16 الساعة 07:58 PM
elizabithbenet غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-03-15, 02:28 PM   #329

elizabithbenet

نجم روايتي وفراشة متالقه بعالم الازياء و الاناقةوقلم مميز بخاطرة من وحي الكلمة

alkap ~
 
الصورة الرمزية elizabithbenet

? العضوٌ??? » 297131
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,687
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » elizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond reputeelizabithbenet has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
انا لست مجبرة ان افهم الناس من انافمن يمتلك مقومات العقل ساكون امامهكالكتاب المفتوح وعليه ان يحسن الاستيعاب
افتراضي


,وهكذا انتهت رحلتنا مع مدينة الرماد
اتمنى تكونوا استمتعوا وانتضرونا في الجزء الجديد مدينة الزجاج قريبا
احب اشكر الاستاذة الرائعة لالا للرواية الاكثر من مميزة وجميلة
واكيد نقدر جهودها الجبارة في الترجمة والتدقيق
والف شكر للجميع نلقاكم على خير
بحفظ الرحمن


elizabithbenet غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-03-15, 02:48 PM   #330

الغيوم

? العضوٌ??? » 81165
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,186
?  نُقآطِيْ » الغيوم is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الغيوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:31 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.