01-11-19, 08:11 AM | #6795 | ||||
| ** مصابيح الطريق : #من_كتاب_السيد_النبهان . السير مربوط بالصدق: الطريق لمن صدق لا لمن سبق .. الدين والسير ليس له دخل بالقديم والأخير، إذا كان من أول يوم يحاسب نفسه على الصغيرة والكبيرة هذا لا يقف أمامه شيء لا زمان ولا مكان! أهل السير دائماً بالمحاسبة، والّذي لا يحاسب نفسه ويخالط ويمزح ويتكلّم .. باقٍ بأرضه! رجع مثل ما جاء، أما إن كان ينتسب للسير ويكذب، ولما يكون في البيت أو في الطريق غير ما يكون بين يدي المرجع .. ويرى لنفسه وجوداً؛ لا نقول عنه مقطوع لكن ما شمّ رائحة! العلامة الحقيقية التي ظهرت للرسل والعارفين لا يأمنون لأنفسهم ولا لحظة، نحن نقول كلّه بتوفيق الله، نشهد فضل الله علينا. الصادق أول ما يحاسب سمعه وبصره ولسانه { إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } [الإسراء 36]. إذا وصل إلى هنا يحاسب رجليه ويديه ماذا عمل بهما، بعدها يحاسب مخيلته ثمّ خواطره، ثمّ يحاسب كل شيء، الّذي يجيء به يرجع به لا يزيد ذرّة ولا ينقص ذرّة، والّذي جاء للفائدة ينفتح له طريق بين القلبين (1)، تنكشف له الحقيقة، وعلامته يحب الاتباع؛ لأن القرآن ظاهر حكيم { مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ } [الأنعام 38]. كل شيء يخطر لك في الدنيا والآخرة موجود في القرآن! لكن هذا الإنسان أهل نور، والمحاسبة قائمة، المحاسبة الصحيحة على السمع والبصر واللسان وعلى كل شيء، إلى أن يصير كلّه ميزاناً، عندها يدرك ذوقاً ويزداد اتباعه للمرجع أو للرسول صلى الله عليه وسلم حسب ما يكون هذا الإنسان إذ يصير اتفاق الصفات، لا يعرف الفضل من الناس إلاّ ذووه, صار عنده فضل صار صادقاً نزيهاً أميناً عفيفاً صارت صفات الرسول صلى الله عليه وسلم إليه، انفتحت الطرق بمقدار هذا الإنسان التابع، الطرق مثل الساقية أو الأنبوب تماماً، تسقي بمقدار انفتاح الأنبوب أي بمقدار احترامك وتعظيمك وصدقك وتصديقك برسول الله صلى الله عليه وسلم أو المرجع، والرسول صلى الله عليه وسلم وسلم له ثلاثمائة وستون صفة تأتيك الصفات صفة بعد صفة، وقد تكون كلّها في آن واحد! أو عشر صفات أو عشرون صفة أو أكثر أو أقل ترجع لقوّة الشخص التابع، أما الأكابر فتنفتح ثلاثمائة وستون صفة كلّها في آن واحد وإذا به يتخلق بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل الصفات الكاملة، قل له تعال اكذب أو اعمل محرمات؛ لا طاقة له. الصدق يعطي الكمالات من المرجع ويأخذ الإنسان على قدر صدقه، والإنسان يستفيد من رغبته ... والآن ما صار شيء! توبوا { إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التوّابينَ } [البقرة 222] توبوا من الآن مهما كان عمركم ومهما كنتم عاملين { ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ } [التوبة 118]. لا تنظروا إلى المدنية الجرباء، العاقل لا ينظر إلاّ إلى الأعلى منه هذا هو الصادق، والحق هو المعطي، وليس بكثرة العمل وإنما بالصدق، ورأس مالنا هو الصفاء، الصفاء والغضب لا يجتمعان، الإنسان الصادق الصافي يفهم الدين ذوقاً من ذاته يفهم الوجود كلّه { مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ } [الأنعام 38] ذوقاً { أَفَمَن شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلإسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ } [الزمر 22] على فهم وذوق وعلى حقيقة، إذا سألتموه يجيبكم من ذاته لا من الكتب لا من القيل والقال، الإيمان لا يؤخذ من الكتب، والمحبة لا تؤخذ من الكتب، والاتباع لا يؤخذ من الكتب إنما يؤخذ من الصدق، من صدق الطلب، إذا كان عندك صدق طلب فبمدّة قليلة لا تشعر إلاّ وصارت عندك معرفة، الزمان والمكان لا يحكمان على الصدق، الصدق هو الحاكم على العموم لله خواص في الأزمنة والأمكنة والأشخاص, الشخصية هي الحاكمة على الزمان والمكان، بعدها يشهد الزمان والمكان ليس له وجود حقيقي له حكم فقط، الشمس ها هي تطلع على الفاجر والصادق، والقمر كذلك .. والليل هذا هو، والنهار هذا هو، والجهال ها هم، والصادقون على ما هم عليه، إذنْ يرجع هو إلى نفسه، ماذا أمره المرجع ليس عنده كلمة (لا) إذا صار عنده شك فلا اتصال عنده يعني أنه مقطوع، كل إنسان يُقبل على نفسه، صاحب الشك ما عنده اتصال أبداً، الشيطان معبئٌ رأسَه إلى قدمه! الشيطان لا يدخل على الإنسان إلاّ من ضعفه وأضعف ما يكون الإنسان إذا كان عنده شك. __ (2) أي قلب الشيخ وقلب المريد. | ||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|