26-04-15, 04:09 PM | #1 | |||||||
نجم روايتي
| بين القناعة و السعادة مما شغل النفوس البشرية منذ قرون بجميع طبقاتها من الفلاسفة للأدباء و الحكماء لرجال العلم و الدين , من الجهلاء للمثقفين , من الأغنياء للفقراء هو هل أن السعادة أمر ملموس؟ هل يمكن تحقيقها ..؟ هل ذاق ثمرتها الإنسان ..؟ فاشتغل كل مشتغل بإثباتها أو نفيها حسب فكره و رأيه و مجاله و من الذين أثبتوها من اهتم بعمل خلطة السعادة و بيان إنعكاساتها على النفس . أما أنا فأؤمن شخصيا أنه لا توجد سعادة كاملة فالدنيا دار ممر لا دار مستقر بيد أني لا أدعوك لتشاؤم المتشائمين و المكتئبين بل أعتقد أنه يمكن حيازتها نسبيا و هنا لست في موضع لإعطائك المزيج السحري لجنيها لأنه حسب رأي كل إنسان عليه إيجاد خلطته الخاصة به و لكنني سأحدثك عن مبدأ إذا اعتنقته روحك فيمكنك من خلاله تحويل الجحيم إلى نعيم و لست أبالغ ! و هو مبدأ القناعة. إن القناعة هي المفتاح الرئيسي لشعور بالرضا عن النفس فهي أن تقنع بما أتاك الله سواءا كانت في الأمور المعيشية أي المتعلقة برزقك فلا تشفق على نفسك و ترثيها لأن عينك بصيرة و يدك قصيرة و لا تجعل الطمع و الجشع يغمرك فلا تنظر لمن أرفع منك فتجتويه و تبغضه بل أنظر لمن هو أقل منك منزلة و تواضع له باسطا له جناحك و لا تتردد في قضاء حاجات المحتاجين حسب المقدرة فمن نعم الله عليك حاجة الناس إليك. كذلك على المستوى العلمي و العملي فالبعض قد حباه الله بعقل ذكي فيتميز أكاديميا و البعض قد وهبه موهبة تفتح له الأفاق فإياك أن تسول لك نفسك الحقد عليهم لأنك لم تكن حاذقا في مجال من المجالات بل إغبطهم و نافسهم " و في ذلك فليتنافس المتنافسون" و لعل الله يفتح عليك من حيث لا تحتسب فكم من المكامن الروحية لم تعرف سبيلا لترى النور. كثيرا ما سمعت شهادات عن الحياة العملية و التجافي بين العاملين و الموظفين فيتسابقون على من يحبه و يقدره رب العمل أكثر لعله يسهل عليهم الحصول على الترقيات و منهم من يلجأ لشرور نفسه فيكيد لزملائه ليحقق ما يصبو إليه .. فإذا فشلت في بعض الجوانب في عملك فلا تكتئب و تسب الدهر و تعتبر أن الدنيا أغلقت أبوابها في وجهك فأبواب الخير كثيرة " و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم و عسى أن تحبوا شيئا و هو شر لكم " فعليك بإخلاص النية لله و الإجتهاد و إتقان وظيقتك متحليا بالأخلاق الطيبة المرعية فلعلّ الله يحدث بعد ذلك أمرا . إني لا أحضك على أن تطفيء شعلة طموحك فالفرد منا يسعى دائما لتطوير نقسه و الرفع من قيمتها. فهو أداة تحفيزية على العمل الدؤوب لكني أحثك على أن لا تشقي نفسك إذا أخفقت فلا تدخل نفسك في بوتقة من الحزن العميق فلا تكمد و لا تأسى بل كن قنوعا فتكون الدنيا قد حيزت لك بحذافيرها. | |||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|