آخر 10 مشاركات
نيكو (175) للكاتبة: Sarah Castille (الجزء الأول من سلسلة دمار وانتقام) كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          رواية بحر من دموع *مكتملة* (الكاتـب : روز علي - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ستظل .. عذرائي الأخيرة / للكاتبة ياسمين عادل ، مصرية (الكاتـب : لامارا - )           »          201 ـ أغنية كي يرحل ـ ليز فيلدنغ فراشات أحلام (كتابة / كاملة ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          من أجلكِ حبيبتي (71) للكاتبة: ميشيل ريد ×كاملة× (الكاتـب : Dalyia - )           »          الحب الأزرق *مميزة & مكتملة* (الكاتـب : Fatma nour - )           »          زَخّات الحُب والحَصى * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          [تحميل] ارادة رجل ، للكاتبة/ قلب الجبل (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-03-16, 02:14 AM   #131

لولا دمعتى ماتلثمت
 
الصورة الرمزية لولا دمعتى ماتلثمت

? العضوٌ??? » 359269
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 156
?  نُقآطِيْ » لولا دمعتى ماتلثمت is on a distinguished road
افتراضي


والله تسلم ايدك ابدعتى غاليتى ان شاء الله بكون من متابعينك
وبتمنى من ادارة القسم لايغلقو الروايه احنا بنتظارك متى عودتى
دمتى مبدعه ودام نبض قلمك




لولا دمعتى ماتلثمت غير متواجد حالياً  
قديم 27-03-16, 12:40 PM   #132

**هُجرآنْ **
alkap ~
 
الصورة الرمزية **هُجرآنْ **

? العضوٌ??? » 343300
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 81
?  نُقآطِيْ » **هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute
?? ??? ~
- كلّما أشاحَ عن فداحة الخراب وأغمضَ عينيه تتزاحم تحت جفنيه صورٌ لخرابٍ أكثر فداحة. - .
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
كيف حالكم جميعـًا ؟
الحمدلله كتبت فصول كثيرة من الرواية في فترة غيابي لامتحانات المد بالجامعة
وقد راسلت احدى المشرفات قبل غيابي لاخبرها عن سبب غيابي
لهذا السبب الاشراف لم يغلق الرواية
وشكرًا لكم...

سينزل الفصل العاشر يوم الثلاثاء ... االساعة 12 ظهرًا ...

وشكرا لصبركم واحترامكم وثقتكم لي....






**هُجرآنْ ** غير متواجد حالياً  
قديم 29-03-16, 08:48 PM   #133

noof11
alkap ~
 
الصورة الرمزية noof11

? العضوٌ??? » 308652
?  التسِجيلٌ » Dec 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,052
?  مُ?إني » ف قلوووب المحبين
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » noof11 has a reputation beyond reputenoof11 has a reputation beyond reputenoof11 has a reputation beyond reputenoof11 has a reputation beyond reputenoof11 has a reputation beyond reputenoof11 has a reputation beyond reputenoof11 has a reputation beyond reputenoof11 has a reputation beyond reputenoof11 has a reputation beyond reputenoof11 has a reputation beyond reputenoof11 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة **هُجرآنْ ** مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
كيف حالكم جميعـًا ؟
الحمدلله كتبت فصول كثيرة من الرواية في فترة غيابي لامتحانات المد بالجامعة
وقد راسلت احدى المشرفات قبل غيابي لاخبرها عن سبب غيابي
لهذا السبب الاشراف لم يغلق الرواية
وشكرًا لكم...

سينزل الفصل العاشر يوم الثلاثاء ... االساعة 12 ظهرًا ...

وشكرا لصبركم واحترامكم وثقتكم لي....






وعليييييكم السلاااااااام ....
يااااا هلاااا نوووووورتي هجرررررررران ..
والحمدلله ع سلاااامتح ... ومووووفقه ف اختباراتج يااارب ...
ف انتظااااارج اليووووووم بشووووووق لتكمله الروووووايه .....


noof11 غير متواجد حالياً  
قديم 29-03-16, 09:35 PM   #134

**هُجرآنْ **
alkap ~
 
الصورة الرمزية **هُجرآنْ **

? العضوٌ??? » 343300
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 81
?  نُقآطِيْ » **هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute
?? ??? ~
- كلّما أشاحَ عن فداحة الخراب وأغمضَ عينيه تتزاحم تحت جفنيه صورٌ لخرابٍ أكثر فداحة. - .
افتراضي

الفصـل العاشر








لقدَ أصبح الفجرُ هذهِ المرة متنمرًا على مسامَاتِي ، لدِيه القدرة الكاملة على تشويه جسدي وحرقِي ونحري ، ولكني ومع كلُّ ذلكِ أحببتُ أن أتذكرك ، رغم جميع ما ورد بيني وبينك وكل مافي الشد والجذب في الآونَة الاخيرة وتهربنا من كلينَا ، الا انني احب ان اجعل الليل فيِك ، أتذكرُ جميع ما ورَد بيننا منذُ اللحظةِ الأولى التي حطت بها قدَمِي على ارضِ هذَا الوادي ، منذُ المشادَة الأولى التي حصلت بيني وبينَك ، رغم عنادِي وعنادك الا ان الشحنات التي خرجت من جسدي اثناء رؤيتك جعلتني اشعر بأن هناك غيمة كهرباء تحيط في جسدي ، وأنّي قد أقتل كل انسانًـا بملامستِي ، لا استطيع انكار مشاعري ودفنها تحت التراب ، فأنت من أرسل الي الحَياة في وسط الحرب ، هروبي منك لمدة اسبوعان متتاليان وفي الليالي الاخيرة اصبحنا قاسيين جدًا بحيث لم نلتقي ابدًا ، جعل الشوق مني فتاة اخرى ، فتاة تبحث عن المأوى في وسط الظلام والتيه ،
قررت أن أخرج اليومَ مع هذا الفجر الجميل ، لقد اشتقت للمشي امام المخيم ، حسام هذا الصباح اهداني اجازة ارتاح فيها وتكفل بدورة كاملة للمخيم ، على جميع المرضى الذين هم في حاجة للدواء الذي وفره الجنود في المرة الاخيرة ،
سحبت معطفي ووشاحي ، ولبست حذائي البوت الجلدي الاسود ، ثم خرجت ، سبحان الله ، المنظر مُهيب ، كل ابداع الخالق اصبح في صورة واحدة ، وهي تشعر بأنها متضائلة امام روعة الجبل الكبير الذيي يحرسهم من الاعداء ، والشمس التي تتسلل خلفه محاولة النهوض من غفوتها المستحيلة ، اندماج نجوم الليل بغيوم النهار ، صوت صياح الديك وهديل الحمام ، صرخت فجأة حينما اصطدمت بشيء لم تشعر ما هو ، كانت صرخته مذهولة ومرعوبة ، جعلت من عز يضحك ولأول مرة ، عقدت حاجبيها بغضب وهي تنتحب
(هل تظن الامر مضُحكًا؟ لقد كدت ان اموت)
ابتسم عز ابتسامة تبين منها صفة اسنانه العلوية وهو يضع يدهُ على كتفها وينظر لعينيها لوهلة ، نظر اليها بنظرة تسرق منها انفاسها شهيقَها تلو الزفير لتسعل بحرج ثم ترتجف امام ترنيمة الصباح ، ليردف هو
( لكن لا شيء حصل لك ...انتِ بخير على ما يبدو )
قالت بنبرة مُستكبرة ومعاندة وهي تعلم تماما بأنه لا يقصد ما حصل للتو بل غيابهم عن بعضهم البعض
( بخير بطريقة لا يمكنك توقعها ، حتى انني اضحك كالمهبولة في الليل من شدة السعادة ... احيانا عدم رؤية بعض الاشخاص يعطينا دافعا للسعادة بدل من الالم )
رفع عز حاجبيه مستنكرًا وهو يبتسم بتحدٍ ، تلك الابتسامة التي تجعلها ترتجف حد الجحيم وتسقط في هاوية عز ليردف
( لا تفرحي مجددًا قد يكون ضحكك المهبول في الليل دليلاً على جنونك وشوقك)
عبست وجهها بطريقة جعلت من عز يكتم ضحكته ويحبسها عنه لتردف مشمئزة من ثقته
( أنتَ انسان غير معقوول!....يعني انك واثق لدرجة معمية مع الاسف)
عز يرفع كلا حاجبيه هذهِ المرة ويميل ناحية اذنها ليهمس بدفئ اشعلت الحرارة في وجهها على وقع كلماته
( ومن الحب ماقتل!!)
مضى عنها عدة خطوات وهي غير مستوعبة لأي كلمة ينطقها ، هل يعني بأنه يعلم بأنها كالمجنونة تحبه وتعشقه ؟ ، هل يعني انه يعلم ان تأثيره البحت يذبحها تماما ؟ ، وهو يتلاعب بها ببساطة؟!....توجهت نحوه بغضب وهي تنظر امامه وتحدق فيه
( ماذا تقصد؟)
هز رأسه بصمتٍ ، بمعنى انه لا يعلم عن ماذا تتحدث... هنا بالفعل جنّ جنُونها لتردف له بصوتٍ غاضب ومرتجز
( مالذي تقصده؟....هل تقصد بأنني متيمة بوحل عشق انسان ابله لايملك ذرة من المشاعر والاحاسيس؟ ...هل انا مجنونة ياترى لكي افعل هذا؟)
عز ولازال على وتيرة حرق اعصابها يجلس على الصخرة التي اعتاد الجلوس عليها بجوار البئر وهو يخرج سلاحه ويحشوه بالرصاص من جديد امام عينيها ويردف
( لا اعلم عن ماذا تتحدثين!)
شعرت بأن دخان اعصابها يتلف ، وبأن امبير الغضب قد ضرب بالفعل ، هذهِ المرة كانت غاضبة وجدًا من تصرفه ، ليختنق صوتها وهي تحاول المغادرة قائلة
( بالطبع ...انسان مثلك لايحمل قلبًـا لا يستطيع ان يعلم ماحوله ...ليس شرطًـا ان تكون جنديًـا ومجردًا من المشاعر...بالنهاية جميعنا بشر)
رفع عيناه لعينيها اللامعتين ، اصطدمتا بشكل مباشر بثت الرعشة لكليهما ، وهو يتأمل في كل حرف تنطقه هذهِ الفتاة وهي لا تدرك البعد البعيد من كل حرف تتحدث فيهِ ، وقف كالملدوغ نحوها ، هي لا تعلم بالبحار التي تموج بمجرد النظر اليها ، والبراكين التي تثور ، هي لا تعلم عن اي شيء خلفته فيهِ ، تقدمه نحوها كان بغضبًـا اعلى من غضبه ، حينما كان يقترب هي ترتعد بخطوات هربٍ بطيئة ، لكن عز امسك بها بقسوة كادت ان تهشم ذراعها وهو يلصقها على عمود خيمته ، ولأول مرة كانت المسافة بينهما تعادل صفرًا ، وهو يتنفس بقوة الغاضب والغير راضي بكل كلمة تقولها ، هي لا تشعر ابدًا بالليالي التي يحترق فيها شوقا لكي يتحدث بها كلمة واحدة ، انها مجزرة الحب تلك التي بين اكليل وعز الدين وسط هذا الصباح الملتهب ...
تتنفس بقوة تعمي قلب عز ، وهو يرص على نفسه ويتحدث من بين اسنانه بكلمات غاضبة
( اياكِ والتحدثِ في امرٍ ليس لكِ به علمًـا ...في المرة التالية لن تري الا وجهًـا آخر لعز )
تركها بقسوة وتوجه نحو سلاحه يسحبه ويعلقه على كتفهِ ويمضي ، وجودها ووقوفها في هذهِ المرحلة المميتة وهي تتألم من قسوة شد عز لذراعها جعلها تموت المـًا وحرارة ، وهي تتلمسها وقلبها ينبض ...ابتلعت غصتها الغاضبة وهي ترى شبحهه يمشي مكملاً دورة حراسته ومن الواضح انه غاضبًـا بالفعل لتردف بألم يعتصر قلبها وهي تضرب قلبها بقسوة
( ايها القلب اللعين....لازلت تنبض لاكثر الناس قسوةً وايلامًـا عليك....ليتني استطيع التخلص منك لفعلت)


.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ...............

في شركة ابناء الجاسم ، يجلس رضا الجاسم على كرسيه ، الموجود على مكتبه الفخم ، وهو يوقع كتلة من الملفات الطويلة ، كمال يساعده في قراءة هذهِ الملفات المعطلة لاشهر ، وقد استمر امضائهم لهذا العمل حتى الليل بأكمله ، انصرف جميع من في الشركة وبقي هو وكمال لانهاء هذا العمل.. وفي سط خوضهم لهذا العمل تدخل ياسمين التي ترتدي فستانا ورديًـا هادئا ملحميًـا على جسدها امام ناظري كمال الذي اهتزت نبضات قلبه بمجرد رؤيتها ، كانت تحمل كيسًـا لاحد المطاعم الشهيرة ، وهي تجلس باناقة على طرف طاولة اخيها رضا وكمال يجلس على كرسي في الجهة المقابلة بينما كرسي رضا خلف المكتب وهي تضع العشاء لتردف
( لقد انجزتما عملاً طويلا لهذهِ الليلة ، انا لا افهم طبيعة عمليكما لكنني قلت بأنه يستحسن لو اخذتما استراحة لمدة 10 دقائق وتناولتما الطعام معي)
ابتسم لها رضا بامتنان وهو ينظر لكمال ليردف
( عملتِ خيرًا ياسمين.... شكرًا لكِ ...بالفعل اننا منهكون وبحاجة لتناول الطعام )
توازعو الطعام بينهم ونظرت لعيني رضا برجاء وهي تردف
( هل نقول بأنك سامحتني بشأن اللوحة ؟)
تنهد من ذكر اللوحة ولاحت بين عينيه أروى التي كان طوال الوقت يتهرب من التفكير فيها بالعمل ، ثم نظر الى عيني كمال بعجز عن الرد ليردف كمال
( هل تستطيعين انتِ مسامحة نفسك ؟ هل تعرفين اي قلبٍ حرقت؟)
ياسمين تطلق تنهيدة عميقة وتلوي شفتيها بحزن لما فعلته وتردف
( حسنًـا اعلم بانني أخطأت وتلاعبت ....لكنني بالنهاية رجوت منك العذر اخي رضا...لايمكنك ان تكون قاسيًـا بالنهاية)
ابتسم رضا وهو يمسك يد اخته ويقبلها باحترام مردفًـا
( هل يستطيع اخاك فعل ذلك ياترى؟ .... بالتأكيد انا لن استطيع ان اقسو عليك بهذهِ الطريقة.... عمومًـا هناك ملفات قمت بعزلها مع كمال ...ستعملين بها حاليًـا بما انك اتيت.....انا سأنهض الآن واعود الى منزلي... احتاج بالفعل الى الراحة )
حدقت بعيني رضا الذي وقف والتقط هاتفه ومفاتيح سيارته وهاتف سائقه بتجهيز سيارته ، ثم خرج من الشركة ، تسللت هي بلذة انثوية الى عرش اخيها وكأنها تستمع ولأول مرة بتخيل نفسها اميرة على هذا العرش امام عيني كمال...الذي كان يراقبها رغم تشاغله بالملف ، جلست على الكرسي لأول مرة بتجرأ ، وبدأت تلعب بالكرسي الذي يدور به....
ماهي الا ثوانٍ حتى صرخت حينما سقطت للخلف...
نهض كمال متوجهًـا نحوها وهي اعتدلت بسرعة بحرج امام ابتسامة كمال الذي اطلقها على حماقتها...ليردف لها
( كم انتِ حمقاء ياسمين....)
نهضت بغضب حرج وهي تسحب الملف من يديه وتجلس مجددًا على الكرسي الذي قام برفعه لها كمال واردفت غاضبة
( انت احمق لمشاهدتك فتاة دون اي تصرف نبيل منك...)
رفع كمال حاجبيه
( لقد نهضت اليك وساعدتك....هل كان من المفروض علي ان انهض واحملك على كتفي ؟)
احمرت بخجل اكثر حينما تخيلت المنظر ، وعلى الرغم من ذلك ابتلعت ريقها وسعلت بحرج وهي تسحب الملفات
( احمم.... لقد مر على هذا الملف اسبوعين.... هل قرأته؟)
كمال ينظر بصمت للملف بهدوء وهو يحاول ان لا يتذوق رحيق النظر الى عيني هذهِ الفتاة المتمردة التي تسرق تلابيب قلب كل رجلٍ له قلب ينبض ، تنهَد بهدوء وهو يردف
( لم أقرأه ، انه يحتاج الى مراجعة من جديد ... قبل توقيع رضا)
لوت شفتيها وهي تغلق الملف بتملل وتدير الكرسي الى النافذة الزجاجية التي تطل على لندن
(هل ترى السماء ياكمال؟ ... كنت انظر اليها هكذا وحيدة في كل مرة آتي الى مكتب رضا دون وجوده )
لم يعلق كان ينتظر منها ان تنهي الحديث وهو ينهض ويستند على طاولة رضا امام المنظر بجوار كرسيها ، رفعت رأسها نحوه وهي تزيح خصلات شعرها الجميلة
( لقد تمنيت ان لا ابقى وحيدة في مدينة الضباب...لكنني شعرت بالوحدة...فرغت كل هواجسي في لوحاتي المعروضة ... انها تعبر عن مزاجي المنهك من الوحدة )
ابتسم كمال وهو يعبث في شعرها بتلاعب
( لكننك وعلى الاقل من اكثر الاشخاص ترفيها عن مشاعرهم ..لديك وسيلة لافراغ غضبك ووحدتك.... ماذا عن ملك وعمتكِ سمر؟)
استنشقت هواءًا صاخبًـا بعيدا عن ضجيج التفكير وهي تقف امام كمال بمسافة تقل عن شبر ، وهي تنظر الى عينيهِ بصمتٍ هذه المرة ...كانت تنظر اليه بشكل مختلف هذهِ المرة ، عن كل مرة تنظر اليه فيها ...

لماذَا لا تخففِين من حدّة عيناكِ في عينيِ؟ الا ترينَ ارتجاف قلبي وضعفي امامك؟ ، لماذا انا أسيرٌ مقيد بعيناك ، لمَاذا يلتهب قلبي بجمرة النظر اليهما ؟ ، ماذا فعلت انا في حياتِي كلها لينبض قلبي بهذا الشكل المزري عند رؤيتك، لماذا ارغب الى هذهِ الدرجة في سرق عذرية شفتيك؟ ، لماذا لازال ألم المكابرة لدي يتصاعد عندي، لماذا؟

تهرب من عينيها لكنها لازالت تنوي النظر اليه في كل مرة يلتفت فيها عن التحديق في عينيها ، لتعقد حاجبيها بغير فهم
( كمال؟...مالذي تحاول فعله...هل تحاول التهرب مني؟!)
لازالت عيناه تهربان من جحر الهوى ...وكأنه ممر ضيق لا يتسع لكليهما، كانت عنيدة وقوية تلك الفتاة التي لازالت تنظر اليه بغير فهم وتنطق مردفة
(هل تعتقد بأني فتاة سيئة لمجرد انني حاولت التعبير عن شوقي لأخي؟ )
هز رأسه وهو يتشاغل بالملف الذي اغلقته ياسمين
( لايوجد شيء مما تظنين )
ضحكت ساخرة وهي تنظر اليه بأسف شديد
( اذا لماذا لاتنظر لسمر وملك بذات الطريقة؟ لماذا تكره النظر الى وجهي وكأني عار على تاريخ رضا؟ )
كمال ينظر الى ساعته وهو يتنهد بضيق شديد ، ويشيح بوجهها عنه
( لقد تأخر الوقت ...سيكون عائق ايصالك الى المنزل على عاتقي)
التفتت نحوه بعد ان سحبت حقيبتها بغير تصديق لتردف بغصة مختنقة
( عائق؟ .... مالذي تقوله كمال؟)
صمت كمال وهو ينظر لكل الاشياء في غرفة المكتب عداها ، هزت رأسها بغير تصديق وغضب شديد ونزعة الكرامة تمنعها عن قبول مايقوله كمال
( لا تقلق سيد كمال ...سأذهب مع تاكسي....لن يكون حينها اي شيء على عاتقك)
مد يده لكي يمنعها وهو ينطق (ياسمـــين...)
صفعت الباب خلفها ، اغمض كمال عينيه من قوة الصفعة ، حرية ياسمين المتحررة فكرًا وفنًـا كانتا لا تعجبان كمال ، الحقيقة مايجذبه نحوها هو قوتها وحريتها وفنها ، لكنه يضع كل هذهِ المقومات كحجة لعدم التعلق بها ، ارجع شعره للخلف بأصابع يده ، وشد قبضة يده خارجًـا الى خارج الشركة ،


.................................................. .................................................. .

كانت تفرز كل ملابسها بغضب شديد وتعيد ترتيبها لاكثر من مرة ، لا تتحمل فكرة غياب رضا عنها بهذا الشكل المضني ، كل الاشياء الملونة عادت رمادية ، فكرت غيابه هذِه المرة تتعبها اكثر من سابقتها ، وكأنها عجُوزٌ هرِمَة كبرت على الغياب ، لا يسعفها الزمن بإعطائها تفاحة الخلاص ، لتنام سباتًـا طويلاً ، تكدر خاطرها وشتمت قلبها الذي ينبض بهذهِ الطريقة المجنونة بحب رضا ، لم يعد ينفعها أي شيء ، المكابرة لا تنفع ، الغرور والتجبر لا يعطيان اي نتيجة ، يجب ان تربحه وفي ذات الوقت ان تعلمه من هي أروى ابنة الحاج عز الدين الياسين ، بللت شفتيها وتوجهت نحو سماعة الهاتف ، تتمنى لو انها تستطيع اجراء مكالمة هاتفية خارجية كما يفعل هوَ ، هي التي لا تستطيع اجراء تلك المكالمات وهو يعلم ذلك لذلك يعاقبها بأنين غيابه وعوسجته ...
خصوصا حينما يدب عليها خيوط الغيرة ويترك كالمجنونة ، او كالافعى السامة التي تلدغ ذاتها مرارًا وتكرارًا ، وحدتها المضنية ، طقوس مراقبته التي فقدتها ، تدللها امام عينيه ، تعذيبها قلبه وتعذيبه قلبها ، امور لا تجدها امامها في الآونة الاخيرة ، جعلتها تشعر بأنها خسرت رضا فعليـًا ...
توجَهت نحو الاريكة المطرزة الدافئة التي ينعكس عليها انارة الطريق الليلية ، واستلقت بهدُوء تام عليها وهي تقرا لها كتاب سيكبر انفها للكاتب ماجد مقبل ، وتلتهم كل مفردة تعنيها وتشير الى رضا ، لأن كل احرف الحب نذرتها لعينَاك رضا ، كل ماحولي جعلتهُ ينطق بكَ وحدك ، حتى الحجر أمامي أراه يصيح لأجلك ، انت كوابيسي التي لم اخرج منها الى الآن ، أنت حياة العشق التي اعاقب عليها كل مرة ، أنتَ الخطيئة التي لا يمكنني التخلص منها الى بالرجُوع اليها ، والا سأكرر الخطيئة معك مرارًا وتكرارًا ، سيسلبني الحب كل ما أملك من أحلامٍ وراحة وهدوء ، سيخلف في الضباب والقسوة والكوابيس ، سيرسلني الى بوابة الجحيم ... سيحرمني من اختياري ، وسيلبسني ثوب حيرتي دومـا
ولكنني بالنهاية اظل اهرع اليك عند نهاية كل مطاف ، واقول ، بأنّك انت نهاية لكل مطافاتي ...

غفت لا تعلم كم غفت ، ولكنها غفت ، لتستيقظ الساعة
1:58 دقيقة
على صوتِ الهاتف ، توجهت نحوه بسرعة وقلبها ينبض بأشكال النبض ، لقد يأست انتظار هذهِ المكالمة لتفتح الهاتف وتتأكد بأن الصوت الذي سيجتاح اذنها هو صوت رضا ...
ادركت ذلك عندما سمعت تنهيدة التي تعاد على سمعها كل مرة مردفة
( رضا؟....رضا الجاسم؟)
ابتسم كمن ابتسم صوته في سماعة الهاتف مردفـًا مقلدًا اياها النبرة
( أروى؟ ...أروى الياسين ؟)
ابتسمت على غبائها وهي تتنفس بحرارة ، لقد علقت كل الكلمات التي تريد اخبارها رضا بالمنتصف ، لم يعد لديها ما ينطق الآن ، تبعثر الحديث من صدرها وهي تسمع انفاس رضا وتخاطبها صمتـًا ، وصمت رضا المبرح كأنه يفهم خطابها الصامت ، كلاهما يشبع انين الآخر بالصمت ، ليقطع هذا الصمت صوته
( كيف حالك أروى؟ )
في تلك اللحظة ، شعرت بالدموع كأنهار تتفجر الى عينيها لتردف بعجز
( لا اعلم...هناك مايحرق صدري رضا ...يحرقه كثيرًا )
كان مستلقيًـا على سريره يضع السماعة على اذنه ، لكنه وفي غضون ثانية من نطقها الحديث اعتدل بقلق شديد كمن صب القير الاسود على وجهه لينده مردفًـا قلقًـا ومتوجسًـا
( أروى؟....مابك... اخبريني مالذي حصل لك؟....مالذي يحرق قلبك!....هل تعرض احد لك؟)
مع موجة قلقه وخوفه ، بكت ، مشتاقة الى الارتياح على صدره ، بكت غير محتلمة فكرة غيابه التي قد تطول في لحظة واحدة ، حينما ادرك بكائها وصمتها ، شعر بأنه يجن ، بأنه من الطبيعي ان يحجز رحلة على مطار بيروت للوصول الى فلسطين وطنه والتأكد من انها بخير ، لكن قاطعه صوتها الملتهب
( أنا بخير رضـ...ـا .... فقط ، ان كل مافي الامر ....اننـي....)
( أنّـكِ؟)
التهب أجيج النار الذي في روحها لتردف مختنقة غير مكترثة بما سيحدث
( اشتقتك .....اشتقت اليك كثيرًا ....اتمنى ان ترجع سالمًـا رضا....هذا كل مافي الامر)
ابتسم ، بل شعر بروحه تضحك وتبين صفة اسنانه العلوية ، تُذيبه نبرة النعاس الممزوجة بدلال البكاءِ في صوتها ، وحينما طال صمته تنفست بضيق شديد من صمته وكأنها رمت قنبلة في اكثر المياهِ بروده ، بينما هي اكثر النيرانِ اشتعالًا ، هَجم علِيه كبرياء الليل وفخامة المساء لينطق
( لماذا لم تخبريني بشوقك سابقًـا؟ ...لماذا لم تريحي ضميري؟ ...ماذا تريدين أروى ؟!...هل تريدين مني العودة بعد كل ماحدث؟)
ابتلعت ريقها وحبست دموع عينيها لتصعر خدّها المًـا وتنطق اختناقًـا
( ان شئت فلا تعد رضا انت مخير بذلك....لكنني وبكل صراحة اقولها بأني اختنق غيرةً وجنونًـا وشوق عليك....بأنني اموت وانازع كل ليلة وانا اتخيل كيف تستطيع ان تنظر اليها باعجاب كما كنت تنظر الي؟.... هذا وحده كافيًـا لكي يقتلني رضا )

احتدت نبرة صوتها بالغصات لتردف محاولة اخفاء رجفة صوتها وهي تتخيل رأسها يرتاح على صدرها وهو يحيطها بذراعيه
( استطيع ان انكر بأني حمقاء وغبية حينما عشقتك....لكنني لا استطيع انكار عشقي وحبي المجنون لك.... انت طاعوني في العشق يارضا)
رضا يبتسم بجنون مع كل كلمة تنطقها ، وكل مافي رأسه هو خياله لرأسها الذي يحتضنه بين ذراعيه ، ولاشتمام عنقها ورائحة المسك من جسدها الناعم الرقيق ...ليردف لها
( وانتِ بلائي من الله في العشق يا أروى....انتِ ضعفي وقلة حيلتي...انتِ قرارتي التي تجعلني كالمجنون يرهف خلف صوتك....)
أروى بحزن شديد تطلق عناء بكائها وشهقاتها
( اشتقت للسهر معك...لمراقبة القمر وشواء الكستناء في ليلة الشتاء....اشتقت لمراقبتك لي كل يوم وليلة ... لايمكنني ان اتحكم بشوقي وانت تعلم ذلك....)
رضا يتنهد وهو يضعف تمـاما على بكائها الانثوي المرهق ، ليردف بعتبٍ شديد
( امسحي دموعك حالًا أروى ... امسحيها وتكلمي معي بشكل جدي....انا من نويت ان تكون علاقتنا جادة في حين انك قررتي الانسحاب)
أروى يرتجف جسدها ويرتعش صوت خلاياها لتنتفض انفاسها في السماعة
( كنت احاول معاقبتك على انسحابك الاول....رضا لا لوم عليّ ولا هم يحزنون....انا لست حمقاء لكي ارجع الى الرجل الذي تخلى عني بسهولة )
رضا بصوتٍ ونبرة غاضبة
( اذا لماذا تهاتفيني الآن؟ ...لكي ارجع الى فلسطين ونعود الى ترنيمة الحرب القديمة؟ ....انا اراقبك واتقطع شوقًـا اليك وانتِ تغوصين في وحل كبريائك....هل تعتقدين بأن رضا قادرًا على دعس كرامته من اجل انثى لا تريد الرجوع اليه...)
تبتلع ريقها ودموعها تسقط بصمتٍ ، تمتص خدها محاولة كتم شهقتها بعد ان تقوست شفتيها ، تبكي بكاءًا موجعًـا صامتا لكي لا يظن رضا بأنها تبكي لتردف بصوت مخنوق
( معك حق سيد رضا....ماكان ينبغي علي مهاتفك وانا استسقيك الرجوع ....لماذا طلبت منك الرجوع ايها السيد طالما انني لا اريدك؟)
اشتعل صدر رضا ، كلاهما سلاحان حادان على الآخر ، ليردف رضا
( هل تعرفي ماهو الاقسى اروى؟ ....ان يُقتل الانسان بسلاحه.... انتِ سلاحي أروى ..انتِ من قتلتني في المرة الاولى وجرحتني عميقـًا )
أروى بألم شديد
( وانتَ قتلتني حينما غرست فيَّ طعنة غيابك الاولى في اكثر الاوقاتِ احتياجا لك... شكرًا لك رضا ...على كل شيء...ينبغي ان اغلق الآن....)
زمجر بقسوة ناهيًـا اياها
( لا تغلقي الخط...!)
اردفت تحاول منع بكائها
( يجب ان اغلق رضا....الحديث لم يعد ينفع)
رضا من بين اسنانه يردف
( ان اغلقتِ الخط الآن ، لن يكون هناك رضا في حياتِك البتة...وسيكون عليك نسيانَ ماضينا حالا)
لعنت ضعفها امامه وارسلت عليه الشتائم وهي تبكي بحرقة
( اللعنة على ضعفي امامك وعشقي لك....اللعنة على القطعة التي تنبض في صدري باسمك.... اكرهك واعشقك في آنٍ واحد.....لااحتمل عوسجيتك ونرجسيتك لكنني لا احتمل غيابك ايضًا.... لقد تعذبت كل تلك الليالي وانا انام في سريري كالسمكة التي لا تجد ماءًا .... ارجوك لاتخنقني اكثر بتهديدك لي بغيابك....انت تضع رأس السكين في قلبي...)
رضا وهو يشعر بأنه قسى كثيرًا للمرة الاولى بقولهِ هكذا ، ولكنه سمع لجميع مايحتاج سماعه ، شعر بضعفها وحاجتها اليه للمرة الاولى ليردف لها
( اهدئي....اهدئيي الآن )
لازالت شهقاتها المحروقة متتالية ليردف
( أروى اصمتي....انا واثق تماما بأنكِ ايقظتِ الحي الآن)
هدئت وهي تحاول ان لا تستمر في بكائها كلما تتذكر كلماته القاسية قبل ثوانٍ ، ليردف لها
( امهليني 48 ساعة فقط...سأنهي اعمالي وآتِي اليك خلال يومين.... ولازيادة عليهما...)
حينما سمع صوت هدوئها وانفاسها المتتابعة تتوالى اردف لها
( اتفقــــــــنا؟؟؟؟)
هزت رأسها وكأنه يراها
( اجل...)
ابتسم بارتياح وهو يطلق تنهيدة شوق يتيمة
( وبالمناسبة.... لقد اشتقتك ايضًـا ، وزاد عشقي لكِ اضعافًـا واضعافا .... )
احمرت بالكامل كعادتهِا وهي تردف
( اقطع رأسك لو اتيت مع البلهاء التي كنت تريد الزواج منها )
ضحك رضا طويلاً وهو يردف
( ينبغي على الرجل ان يخاف اذا عشق امرأة شديدة الغيرة مثلك..)
أروى بنبرة جادة وانثوية قوية
( اقتلع عيناك ....هل سمعت؟...انا جادة في هذا الامر)
ضحك اكثر وهو يردف
( حسـنًـا ...لن التفت الى امرأة غيرك.... )
أروى يرتاح انين روحها بعشق
( هل هذا وعد؟)
ابتسم رضا وبنرة جادة
( وعد)
أروى بانسحاب
( حسًـنا ....يجب ان ارتاح الآن ... انتَ ايضا يجب ان تنام)
ابتسم رضا وهو يردف في سماعة الهاتف
( أحبك...)
أغلقت الهاتف باطمئنان وقلبها ينبض مرارًا وتكرارًا باسم رضا ، الاسم الوحيد الذي قلب عليها جميع مشاعرها وعكس مساراتها ، الاسم الذي يعيد ضخ الدم في عروقها ، ويجعلها تشعر بكل نبض في جسدها ، رضا هو العالم الذي خلق لأجلها ، رضا هو الحياة التي تعتبر مصيرًا قويا لها ...
رضا الصدر الذي يتكأ عليهِ رأسها دائمًـا ، والذراع التي تحيطها وتمسد شعرها بحنان ...


.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ..........

تصل رسالة مستعجلة الى الجنرال الاسرائيلي محاولة الضغط على الفلسطينين في معبر الحدُود ولتسليم الأسرى الاسرائيلين بأقصى سرعة ، كان قد رتب عملية تفيد فيها الاسرائيلين في عملية نقل الاسرى والتأكد من تسليم الاسرى الفلسطينين ايَـضا ، وبشأن ماتفعله المقاومة الفلسطينية في الآونة الاخيرة شعر بأن الحكومة الاسرائييلية تضغط عليه ، خرج من خيمته بعد ان لعن حظه في هذهِ الليلة اللعينة ، وتحدث باللاسلكي وهو ينظر الى الجبل الذي خلف الحدُود ويأتيه صوت احد جنوده
( نعم سيدي ماذا يحدث؟)
اردف بصراخ قوي وشديد
( اريد حربًا نفسية على هؤلاء الفلسطينيون.... اريد ان اقلب كل هذا الجبل على رؤسهم...)
جاءه صوت الجندي والذي يعتبر الساعد الايمن لسيده
( هل تأمر بتفجير الجبل سيدي وتدمير الوادي؟)
اردف الجنرال وهو يحدق جيدًا الى الحدود الجبلية
( لا....اريد أن تكون ثغرة في مخيمات الحدود)
لم يفهم الجندي أي مما يقصده سيده، مجرد اسئلة تداهم دماغه الذي لا يختلف عن حذاءه الذي ينتعله ، ليردف
( لم افهم شيئًـا مما تقوله سيدي....انك تتكلم بالالغاز )
رفع احدى حاجبيه ماطـًا شفتيه ، شاخرًا بضحكة خبثٌ لا تليق الا بنتانته ، وهو يمتص شهقة من سيجارته المملوءة بالتبغ ، ينفث هوائها في حر الصيف امام غياب الشمس وهو يتحدث بالسماعة
( اريد الممرضة ... اريدها فورًا ...يجب ان تأخذ مجموعة من الجنود وتدخل للحدود وتطالب بحضورها ... )
نفر الجندي في السماعة مجيبًـا
( لكن هذا سيكون صعبًـا سيدي...لن نستطيع ان نواجه مقاومة الجنود والأهالي)
يجيبه سيده الجنرال بخبث شديد
( لا تلقلق...هذهِ المرة سيكون الجنود والاهالي معنا....لابد ان تزرع فكرة ان هذه الممرضة هي مجرد عميلة .... رغم انها ليست كذلك لكن كونها تشكل ثغرة جيدة ضد هذا المخيم .... لابد لنا من الاستفادة منها)
اجاب الجندي بامتغاض
( حسنًـا سيدي ...ماذا سنفعل بها....هل نرسلها الى تل ابيب؟)
ضحك ساخرًا من تفكير الجندي مردفًـا
( سوف نرسلها الى الجنرال الاعلى في لندن.... لقد ارسله في طلب استواجبها بنفسه... يجب ان ننقلها حالاً ....جهزوا طيارة خاصة ...سوف ننتقل الى لندن صباحًـا....الليلة ستكون ابنة غسان الهاجر معنا.... خصوصا وان لها فائدة كبيرة كونها ابنة المقاوم الاول لاسرائيل...)
فهم الجندي بعد ان ارسل موجة تشويش ثم اردف
( ننتظر الغروب سيدي ...في التاسعة مساءًا سوف ننتقل الى مخيمات الحدود ونطالب بالفتاة.... نرسل اليهم تهديدا عظيمًـا في حال تم رفض ذلك...)
رمى بالسماعة في مخيمه ، وجال في ذاك المخيم مرارًا وتكرارًا لا يستطيع ان يهدأ من موجة حماسه العارمة بعد ان عرف ان غسان الهاجر لم يغادر هذهِ الدنيا الا وقد اوجد ثغرة ...الجائزة الاسرائيلية الكبرى التي قد تحضى باهتمام اسرائيل وجنرالات عامة ، انه الكابوس الذي ارعبهم في الماضي وسحق منهم جميع ما يملكون من اسلحة وجنود ومؤن ، وقد حان الوقت لكي تنتقم اسرائيل لنفسها انتقاما عظيمًـا وتنتصر على مقاومة الفلسطينين لها...

.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ........


كانت تساعد النساء في غسل الملابس بالمياه الساخنة وحملها الى منطقة واسعة يعلق فيها حبل واسع بين عمودِين ، وهي في كل لحظةِ صمت لها تغصُّ في شرود عميق بينَ ماحدث لها صباح اليوم مع عز ، وبين كل ليلة قضتها منذُ أن أتت الى هذا المخيم ، تناثَرت خُصلات شعرها المتلألئة بنعومة خيوط الشمس على جبينها حينما سقطت منها سلة الملابس فور ان رأت عز يقف امامها ، بدأت بالسعال الحَرج وهي تجمع الملابس بغضب شديد منهُ دون حتى ان تنظر اليه ، نشرتها على الملابس ومن بينها كانت ملابس الجنُود ، لازال يقترب منها والساحة خالية من اي احد سواهما ، لماذا يأتي لها بعد ان اغضبها؟ لماذا هو بركانٌ يغطيه سفُوح البحر؟ لماذا يجمع بين ألفِ نقيضٍ ونقيضٍ في آنٍ واحد ؟ ، حينما كانت عيناه تلمعَان صوبها ، ويبتسم ابتسامة مزاجية بحاجبٍ مرفوع مردفًـا
( كيف حالك؟)
أردفت ضحكة قصيرة ساخرة وهي ترفع احدى الاقمصة وتنشرها على حبل الغسيل
( هل تسخر بي؟!!!)
كان قريبًـا منها لدرجة اربكتها ، أفقدتها خيوط الثقة التي كانت متعلقة بها قبل قليل ، ارتعش جسدها حينما لفها ناحيته لينظر لها بعمق اشد بينما عيناها تهربان مردفـًا لها
( هل يمتلك الرجل خيارًا غير الغضب عليك في حال كان المخاطب انتِ؟ هل تعلمين بأي قلبٍ نبشتِ وعبثتِ؟)
إكليل ترتجز بغضب
( يكفي مافعلته صباح اليوم...وصباح كل يوم تملئني فيه بتفاصيل غضبك المزعج ... سبحان الله وكأنه لا يوجد غيري تخرج فيه كبت حياتك سواي.... صدقني انا انسان كالذين هم من حولك)
عز يتنهد تنهيدة طويلة ويراقب عينيها الهاربتَان صمتـًا ، وفي صدره أنينٌ يرتعش من اجل الارتواء برحيقيهما ، ليردف بعد صمتٍ طال ثوانٍ
( كفِّي عن العناد والمكابرة...ستكونين بخير)
أردفت بغضب انثَوي لاذع ، مهلك لقلب عز محتجة بقوة
( هل أنتَ جاد؟ ...هل اتوقف انا عن العناد والمكابرة؟...من فينا المكابر عز ؟ ثم ماهذهِ المزاجية التي لديك؟ في الصباح تتصرف بطريقة قاسية والآن تأتي وتتحدث معي وكأن شيء لم يكن؟)
سحب كفها مقربًـا جسدها لجسدها ، عيناها لعيناه ، كم كانت ثرثرتها الانثوية المحتجة محببة لقلبه وهي لا تكف عن الاحتجاج منذ اليوم الاول الذي عرفها فيه ، ليردف لها بعد ان اربكها بحق
( هل يهمك اعتذاري؟!)
رفعت عيناها اليه.... عيناها الحائرتَان ...الممتلئتان بحديثٍ غريب ، لايستجيب له أي شيء في الكون سوى عيناه ، تلك اللحظة التي كان ينظر بها عز اليها ، وفي كل لحظة يفعل ذلك ، تشعر بأنه الرجل الوحيد في هذا العالم الذي يعطيها قيمة بهذهِ الطريقة ، يعطيها الحياة والحب في آنٍ واحد....ولكن كلاهما بلا اعتذار....
لتردفَ بعد ان استفاقت من شرودها المرتبك محتجة
( خير ان شاء الله؟ ولماذا يهمني اعتذارك؟ ...يكفيني ان ترحل عني بلا ان تتعبني ياعز...لقد سئمت تصرفاتك في الآونة الاخيرة ...كرهت نفسي بسبب قسوتك ومزاجيتك...)
وضع يده يمنعها عن الكلام وهو ينظر لها...ضاحكًـا
( الله الله!!...كم أنتِ امرأة ثرثارة...)
ضربته بارتباك على كفه الموضوعه على شفتيها ، لتردف له باندفاع ، وسبابتها تشير اليه
( وانتَ رجل متعجرف اناني ومزاجي وقاسي...لايهمه مشاعر اي احد... )
امال طوله الفارع الى طولها الانثوي ليهمس في اذنها للحظة بدفء
( جميع ماتقوله ابنة غسان ...على عيني ورأسي!!)
رفعت عينيها بعشق، ذاك الذي ينبض سيخرج الى يديها ، سينبض بقسوة امام عز ، سيخبره بأنه لا ينبض هكذا الا حينما يكون هو معها ، يخبرها بكل الحروف الابجدية التي تعلمها لعينيها ، كم كانت احلامها في عز قوية ...كم كان عز في تلك اللحظة مثالاً واضحا للعاشق الذي لا يتوارى عن قراره ، ولكن في غضون ثوانٍ ، سحبت نفسًا عميقًـا تحاول الهروب ، أوقفها صوته من خلفها دُون التفاتة
( يكفيني انا اعلم من هذا كله....بأنك معجبة بي...)
فتحت عينيها غير مصدقة لما ينطقه عز....والتفتت لتنطق
(..........................................)



الباقي في الفصل الحادي عشر
يوم الخميس الساعة 12 ليلاً








**هُجرآنْ ** غير متواجد حالياً  
قديم 31-03-16, 07:38 PM   #135

najla1982

نجم روايتي

alkap ~
? العضوٌ??? » 305993
?  التسِجيلٌ » Oct 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,267
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي tunis
?  نُقآطِيْ » najla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
افتراضي

عودة حميدة و ميمونة هجران ...وحشتينا و وحشونا أبطالنا الحلوين...
و أخيرا رضا و أروى اتصارحوا و اتصافوا ...الألم مازال موجود الا انها خطوة إيجابية جدا ...ننتظر عودته من لندن بعد يومين و إحساسي يقول راح يصير شيئ يأخرها...
عز و إكليل...يستفز فيها و يلاعبها بس هالمرة مختلفة ...هو يتكلم و هو متأكد من مشاعرها تجاهه...اللي راح يصير بالمخيم و المخطط الاسرائيلي اللي محضرينه لإكليل يخوف ...
كمال و ياسمين و مرحلة سوء الفهم في الافعال و ردود الأفعال ...
في انتظارك اليوم ان شاء الله و سلمت يداك


najla1982 غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 02-04-16, 10:34 PM   #136

**هُجرآنْ **
alkap ~
 
الصورة الرمزية **هُجرآنْ **

? العضوٌ??? » 343300
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 81
?  نُقآطِيْ » **هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute
?? ??? ~
- كلّما أشاحَ عن فداحة الخراب وأغمضَ عينيه تتزاحم تحت جفنيه صورٌ لخرابٍ أكثر فداحة. - .
افتراضي

الفصل الحادي عشر






كانت تساعد النساء في غسل الملابس بالمياه الساخنة وحملها الى منطقة واسعة يعلق فيها حبل واسع بين عمودِين ، وهي في كل لحظةِ صمت لها تغصُّ في شرود عميق بينَ ماحدث لها صباح اليوم مع عز ، وبين كل ليلة قضتها منذُ أن أتت الى هذا المخيم ، تناثَرت خُصلات شعرها المتلألئة بنعومة خيوط الشمس على جبينها حينما سقطت منها سلة الملابس فور ان رأت عز يقف امامها ، بدأت بالسعال الحَرج وهي تجمع الملابس بغضب شديد منهُ دون حتى ان تنظر اليه ، نشرتها على الملابس ومن بينها كانت ملابس الجنُود ، لازال يقترب منها والساحة خالية من اي احد سواهما ، لماذا يأتي لها بعد ان اغضبها؟ لماذا هو بركانٌ يغطيه سفُوح البحر؟ لماذا يجمع بين ألفِ نقيضٍ ونقيضٍ في آنٍ واحد ؟ ، حينما كانت عيناه تلمعَان صوبها ، ويبتسم ابتسامة مزاجية بحاجبٍ مرفوع مردفًـا
( كيف حالك؟)
أردفت ضحكة قصيرة ساخرة وهي ترفع احدى الاقمصة وتنشرها على حبل الغسيل
( هل تسخر بي؟!!!)
كان قريبًـا منها لدرجة اربكتها ، أفقدتها خيوط الثقة التي كانت متعلقة بها قبل قليل ، ارتعش جسدها حينما لفها ناحيته لينظر لها بعمق اشد بينما عيناها تهربان مردفـًا لها
( هل يمتلك الرجل خيارًا غير الغضب عليك في حال كان المخاطب انتِ؟ هل تعلمين بأي قلبٍ نبشتِ وعبثتِ؟)
إكليل ترتجز بغضب
( يكفي مافعلته صباح اليوم...وصباح كل يوم تملئني فيه بتفاصيل غضبك المزعج ... سبحان الله وكأنه لا يوجد غيري تخرج فيه كبت حياتك سواي.... صدقني انا انسان كالذين هم من حولك)
عز يتنهد تنهيدة طويلة ويراقب عينيها الهاربتَان صمتـًا ، وفي صدره أنينٌ يرتعش من اجل الارتواء برحيقيهما ، ليردف بعد صمتٍ طال ثوانٍ
( كفِّي عن العناد والمكابرة...ستكونين بخير)
أردفت بغضب انثَوي لاذع ، مهلك لقلب عز محتجة بقوة
( هل أنتَ جاد؟ ...هل اتوقف انا عن العناد والمكابرة؟...من فينا المكابر عز ؟ ثم ماهذهِ المزاجية التي لديك؟ في الصباح تتصرف بطريقة قاسية والآن تأتي وتتحدث معي وكأن شيء لم يكن؟)
سحب كفها مقربًـا جسدها لجسدها ، عيناها لعيناه ، كم كانت ثرثرتها الانثوية المحتجة محببة لقلبه وهي لا تكف عن الاحتجاج منذ اليوم الاول الذي عرفها فيه ، ليردف لها بعد ان اربكها بحق
( هل يهمك اعتذاري؟!)
رفعت عيناها اليه.... عيناها الحائرتَان ...الممتلئتان بحديثٍ غريب ، لايستجيب له أي شيء في الكون سوى عيناه ، تلك اللحظة التي كان ينظر بها عز اليها ، وفي كل لحظة يفعل ذلك ، تشعر بأنه الرجل الوحيد في هذا العالم الذي يعطيها قيمة بهذهِ الطريقة ، يعطيها الحياة والحب في آنٍ واحد....ولكن كلاهما بلا اعتذار....
لتردفَ بعد ان استفاقت من شرودها المرتبك محتجة
( خير ان شاء الله؟ ولماذا يهمني اعتذارك؟ ...يكفيني ان ترحل عني بلا ان تتعبني ياعز...لقد سئمت تصرفاتك في الآونة الاخيرة ...كرهت نفسي بسبب قسوتك ومزاجيتك...)
وضع يده يمنعها عن الكلام وهو ينظر لها...ضاحكًـا
( الله الله!!...كم أنتِ امرأة ثرثارة...)
ضربته بارتباك على كفه الموضوعه على شفتيها ، لتردف له باندفاع ، وسبابتها تشير اليه
( وانتَ رجل متعجرف اناني ومزاجي وقاسي...لايهمه مشاعر اي احد... )
امال طوله الفارع الى طولها الانثوي ليهمس في اذنها للحظة بدفء
( جميع ماتقوله ابنة غسان ...على عيني ورأسي!!)
رفعت عينيها بعشق، ذاك الذي ينبض سيخرج الى يديها ، سينبض بقسوة امام عز ، سيخبره بأنه لا ينبض هكذا الا حينما يكون هو معها ، يخبرها بكل الحروف الابجدية التي تعلمها لعينيها ، كم كانت احلامها في عز قوية ...كم كان عز في تلك اللحظة مثالاً واضحا للعاشق الذي لا يتوارى عن قراره ، ولكن في غضون ثوانٍ ، سحبت نفسًا عميقًـا تحاول الهروب ، أوقفها صوته من خلفها دُون التفاتة
( يكفيني انا اعلم من هذا كله....بأنك معجبة بي...)
فتحت عينيها غير مصدقة لما ينطقه عز....والتفتت لتنطق
( هل ؟؟؟....أنت....)
كان يبتسم ابتسامة رجولية واضحة ، ابتسامة بعثرت قلبها تراقبها وكأنه لا يوجد في العالم سواها ، رغم اتساع المكان المملوء ، لم يكن ينظر الى غيرها بذات النظرة التي ينظر بها الآن ، التماع عيناه وابتسامته الجاذبة ، صفة اسنانه العلوية باتت واضحة ، اقترابه منها اكثر واكثر وهو يراقب عينيها البريئتين تلمعان امام عينيه الضاحكتانِ لعينيها ، بللت شفتيها حينما امسك بيديها ، وهي غير مصدقة لما يفعله ، ارتبكت كثيرا وهي تبعد يديها عنه وترجع خصلات شعرها خلف اذنها لتردف بقلق خجل
( مالذي تفعله....سوف يرونا الآن...)
ابتسم بعناد اكثر وهو يمسك بيديها اكثر وينظر لعينيها هذهِ المرة ، لقد كان تصرفه مختلفًـا عن كل مرة ، انه يربكها ، انه يرسل الى جحيم قلبهِ ، ارتجفت كثيرًا ، غير مصدقة بأن الذي يفعل مايفعله هُو عز ، الرجل الذي جعلها تسهر ليالٍ طوال تفكر فيه ، ليردف معيدًا كلامه
( أنتِ معجبة بي....انا اعلم ذلك...)
نظرت الى عينيه ، مرتبكة ، خجلة وغير مصدقة بأنها تخوض هذا الحديث مع عز ، حينما شعرت بهِ يبتسم هذهِ الابتسامة التي تربكها وتستغل خجلها ، عبست ملامحها بعناد طويل وتردف
( انت مخطــأ.....انا لست معجبة بك.... )
رفع حاجبيه غير مصدقـًا وهو واثق تماما مما يقول
( هل هذا صحيح؟؟؟!)
هزت رأسها لتنطق بأجل ، لكنه قاطعها وهو يلصقها هذهِ المرة في صدره ، ولا يفصل عنها وعنه سوى ثوانٍ ، ليردف بدفء أمام وجهها وعيناه الحادتان تغوصان في عينيها اللتان توقفتا عن الرمش
( لكنني اعلم بأنك تكذبين!...)
توقفت كل الكلمات في حنجرتها ، لا تعرف ماذا تقول ، عز يعلم...عز يعلم وأخيرًا بأن هناك شيءٌ في قلبها له ، ولكن هل في المقابل لديه ما لديها؟ هل يشعر تجاهها بشيء ، كانت تحاول النطق ... امام عيني عز ، مرتبكة من تلاصقهما الغريب...
لتردف باعتراض غاضب يخفي الارتباك والرهبة التي في صدرها
( انت مجنون بالفعل؟؟؟ هل يعقل ان احب انسان لا يمتلك الشعور؟ هل يعقل؟ ...هل انا مخبولة كي اعجب بك؟ هل انا عميـاء؟؟؟؟ انا متأكدة بأنك تعاطيت شيء مـا....انـ.......)

قُبــــلة....
قبلة من شفتِي عز ، ارتطمت بشفتيها مانعتها من الكلام ، وهو يسند ظهرها الى احد العواميد ويقبلها بكل ضمير وشوق كتمه الى هذا اليوم...
قبلــة... أخرستها وجعلتها رهينة تحت تبعات عز العاشقة....
قُـــبلة...
سرقتها من عالمها الممتلئ بالحرب والقذائف والاسلحة ، ارسلتها الى الجنة ...
قُـــبلة من شفتي الجنُدي العاشق....
يعني ان العشق قوي وملتهب منذُ اليوم الأول لرؤيتها اليه، انها المرة الأولى التي يسرق فيها عز عذرية شفتيها بهذا الشكل ، انها المرة الاولى التي يجنّ فيها ويغويها بجنونه ،
وحينما حاولت المقاومة وابعاد شفتيها عنه ، رفع كلا يديها الى الاعلى ، واسند يديها بيديه الى العامود ، كانت قبلة قاسية ...قبلة تغتصب الارادة...
قبلة تسقيك نهرًا كنت لم تتذوق طعمه من قبل ، كان رحيق شفتيها الناعمة على شفتيه يجعله لايصدق بأنه ينقاد الى الجمرة الوردية التي تسمى بالشفتين ...
ابتعد عنها ، رحمها هذهِ المرة ...امام قبلة جعلتها كالمجنونة وغير مدركة لتصرفات عز ...
حينما ابتعد عنها ، لمح ارتجافها ، لمح ارتعاشها ، كانت شفتيها محمرتين من قسوة التقبيل ، التي تعبر عن توقه الكبير طوال الايام السابقة لتذوق شفتيها ، عينيها على الارض مصدموتان من التعبير لاترمشان ، وعز كان يبتسم هذهِ المرة وهو يبلل شفتيه وينظر اليها بعشق ،
إلهَي هل أنا أحلم؟ كيف سيتحمل هذا القلب الذي في صدري هذا البلاء الذي نزل الي...عز سيجعلني مجنونة بلا شك ، انه يجعلني احتار في تصرفاتي ، هربت...
هربت من امامه ، وعيني عز لاترحمانها ، لم تلتفت ، تعلم بأن عز لازال يحدق اليها مبتسمًـا عاشقًـا ،ولكن السؤال هنا؟؟؟ هل هي في حلم؟؟؟؟



.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .........





كان يرتب حقيبته ويفرغ الملابس التي في خزانة الملابس التي لديه ... لم يكن ينتبه لأخته ياسمين التي دخلت ولمعت في عينيها الدموع حينما لمحت رحيله ، يكفيها الذي فعله كمال بها واحتقاره لها ، كيف ستتحمل غياب اخيها وقد جائت اليه شاكية له من الالم الذي تسبب بهِ كمال في روحها ، هزت رأسها بغير تصديق ، وكأن شيئـا لم يختلف..
توجهت مانعةً اياه وهي تأخذ ملابس من الحقيبة وترجعها للخزانة بينما رضا ينظر الى تصرفها ويعقد حاجبيه بغير فهم
( ياسمين؟؟؟؟ هل انتِ طفلة؟؟؟؟)
ياسمين بحزن وعيونها تدمع
( أجل....انا طفله....لكنك مغفل وجبان ...تخاف من مواجهة حبيبتك واخبارها بأنك تنتمي الى هنا)
ضحك ساخرًا عليها
( نحن ننتمي لفلسطين...ليتكِ لم تنسي ذلك!)
أردفت بعجز غير مصدق
( رضا انا بالفعل لا اصدقك.....هل ترحل ونحن في امس الحاجة اليك؟)
رضا يرفع كتفيه
( سوف أعود ياسمين....يجب ان أرى أروى)
ياسمين بغضب شديد وهي ترمي علبة عطره في الارض وتتهشم بغضب
( أروى أروى....وكأنه لايوجد لديك في هذا الكون سوى أروى....)
دُهش من تصرفها المجنون وهو يسحبها عن الزجاج وينظر لعينيها
( ماذا حصل لك ياسمين؟ ...لماذا انتِ هائجة بهذِه الطريقة الآن؟ ...لماذا تتصرفين على هذا النحو...انا لاافهم سبب كرهك لأروى)
ضربته على صدره بغضب
( أنا لم أكن أكرهها رضا....كنت احسدها عليك....لكن الآن انت السبب في كرهي لها)
رضا يمسك وجهها بين كفيه وينظر لعينيها
( ياسمين.... انظري الي...)
نظرت فورًا اليه وسمعتهُ يتحدث نحوها
( يجب ان تفهمي بأن أروى لاعلاقة لها بعدم انتمائي لهذا المكان....لدي اعمال مع المقاومة في فلسطين لذلك انا مضطر للرحيل....سوف أعود مع اروى لاتقلقي...)
ياسمين تنظر جهة العطر المحطم ثم تنظر لعينيه بقوة كارهة
( سوف اطلب الخدم لتنظيف هذا)
خرجت على نداءات رضا العاجزة لتوقيفها ، لكنها رحلت...مدللة هذهِ العائلة أصبحت خطيرة في الآونة الاخيرة ورضا لايعلم سبب هذا التنمر الذي فيها... وجد كمال دخل الى غرفته وهو ينظر للعطر بقلق
( رضا؟؟؟ ماذا حدث)
يتقدم نحو كمال وعيناهما على حطام العطر الذي فاحت رائحته واصبحت مركزة في الهواء
( انها ياسمين... تنمرها في الآونة الاخيرة ...بات لايعجبني ياكمال)
كمال صمت وهو يشعر بتأنيب الضمير لما فعله معها في الآونة الاخيرة ، واخفض عينيه عن رضا حتى لايكتشف ان هنالك خطب ما في روحه ، لكن رضا أردف بدهشة
( كمال؟ ...مابك؟!....هل فعلت لك هذهِ المجنونة ايضا حينما تركتك في الشركة؟)
ابتسم كمال وهو يربت على كتفه
( لا ...لم تفعل...)
نظر الى حقيبة رضا المفتوحة واقمصته في الحقيبة ليردف
( هل انتَ مغادر ياصديقي؟)
تنهد رضا وهو ينظر لحقيبته
( أجل...لن يطول غيابي...لذلك يجب ان اجعلك هنا تتولى بعض الاعمال ....ارجوك لاتدع ياسمين في موجة جنونها...لقد اصبحت تخيفيني في الآونة الاخيرة)
ابتسم كمال بهدوء
( لاتقلق رضا....)
خرج كمال وهو ينظر لساعته ، وهو يلمح ياسمين مرتدية بيجامة نوم خفيفة واضعة شريط الشعر الازرق الهادئ على رأسها بينما شعرها كله مرفوع للاعلى ، وحينما لمحته دخلت غرفتها تصفع بالباب فورًا ...
اغمض عينيه من قوة الصفعة ليردف
( أظن بأني سأتحمل صفعك للباب في وجهي كثيرًا !!)



............................................



كان عز وهشام واقفِين بجوار بعضهما البعض يحتسيان بعض العصير الذي حضرته لهم النسوة ، مرت فتاة وكان هشام ينظر اليها بابتسامة وغمز في عينيها ، كانت صغيرة في الخامسة عشر من العمر ربما ، بينما من الجهة المقابلة كانت هديل تحمل سلة الملابس وحينما رأته رمقتها بغضب شديد وهي تتوجه نحو بغضب
( مالذي تظن نفسك فاعلا؟)
نظر هشام بورطة الى صدِيقه عز الذي رفع يديه باستسلام
( والله لاتنظر الي ياصاح! ...لايمكنني انقاذك من هذهِ الورطة)
غادر عز تاركًـا هشام الذي بالفعل شعر بالورطة وهو ينظر لها
( مابكِ هديل مالذي حدث؟)
هديل بغضب شديد وهي تنظر اليه باستحقار
( عيب عليك....حقًـا هذا عيب عليك....كيف تغازل فتاة صغيرة هكذا...الا تستحي ايها الجندي)
هشام يهز راسه بغير فهم
( انتِ قلتها...الفتاة صغيرة كيف حولتِي الامر الى مغازلة... كيف يمكنني ان اغازل فتاة بهذهِ العمر..انها من قلة الشرف)
هديل بسخط شديد
( لقد رأيتك امام عيني تفعلها.... عار عليك ان تفعل هذا...)
هشام بجدية ينظر اليه
( انتِ تكبرين الموضوع حقـًا....) ...لكنه ابتسم ابتسامة واسعة تبين منها اسنانه العلوية بفرحة
( يعني انا لا افهم حقًـا لماذا تهتمين بهذا الموضوع؟)
غمز في عينيها ، احمرت بارتباك واردفت بورطة
( شيء....انا كنـت....)
قاطعها هشام ينظر بسعادة
( أم أنكِ تغارين علي يافتاة؟؟؟!)
اردفت باندفاع
( استغفر الله...هل يعقل هذا....مالذي تقوله انت...ماعلاقة هذا بذاك...)
هشام يمسكها من يدها ويجرها نحوه وهو ينظر لعينيها
( أنا أعلم تماما بأنكِ تغارين.... والا مالذي يدفع فتاة الى الجنون فور رؤيتها رجل يغازل فتاة اخرى؟)
عادت الى موجة الغضب وهي تنظر اليه
( أها!!...يعني انك تعترف بأنك كنت تغازلها)
هشام يلتفت بورطة
( لاحول ولاقوة الا بالله...مالذي قلته انا!)
هديل تضربه على كتفه
( سأقتلع عيناك يومًـا )
هشام يجرها ويحتضنها وهو يبتسم
( ليتك تقتلعين هذا القلب الذي ينبض كلما رآك)
لمعت عينيها ، لم تستطع حبس ابتسامتها ، سعادتها في حب هشام لها تجعلها تشعر بأنوثتها التي فقدتها خوفـًا من زوج والدتها سابقـًا، هشام اعادها من شواطيئ الخوف وصارت تخجل وتحب وترتجف كلما تراه ، اللذة الموجودة في هذا الاحساس بالقرب من هشام تضاهي العالم بأكمله...
احمرت تماما وهي تبتعد عنه وتحمل سلة الملابس وترحل من امامه ، بينما هو لازال يبتسم...


................................



قبل خُروج رضا صباحًـا ، بينما كان الجميع في الصالة الداخلية والخدم يقدمون القهوة ، كان الصمت سيد الموقف ، والتراشق الحذق بين كمال وياسمين كاد ان يكون حربًـا ملحمية قد يخسر فيها الاطراف جميعها كل شيء ، لم تعد النار مخمدة بعد التجريح الذي سلطه كمال على الرغم من انه يعتقد بأنه لم يفعل شيئًـا إلى الآن ، بينما ياسمين تعتقد بأنه مجرم عاطفيًـا يستغل العواطف بالتجريح دون ان ينتبه لأداتهِ الحادة التي يستخدمها كلما اراد ان يجرح احدًا ...
ورد رضا اتصالا من السيد ليث ، ثم نظر الى ملك التي كانت تحاول ان تفهم مايدور بينهم ، فور ان اغلق الهاتف ادارات عينيها واشغلت نفسها بكوب القهوة ، بينما رضا نظر اليها طويلاً وهو يعقد ربطة عنقه ويستعد للنهوض
( ملك...لقد اتفقت مع السيد ليث على جدول اعمال جديد ...اعتمادي كله عليك ملك لاتخيبي ظني...لا اريدك ان تفعلي مافعلته بالمرة السابقة ، كما ان كمال سيساعدكم في كل ماتحتاجون معرفته)
اشاحت وجهها تخفي ضيقها الذي لمحته سمر ، ثم اردفت بعد دقائق قصيرة وابتسمت لاخيها
( حسـنًـا رضا لاتقلق...سيكون كل شيء كما تريد)
ابتسم رضا ابتسامة جانبية طويلة وهو يحدق بها
( آمل ذلك...)
ثم نهض وهو ينظر لهم جميعًـا ويحدق في ساعة يده
( إذًا انا سأنهض الآن....سأفوت طيارتي ان لم اخرج حالًا)
ياسمين تشيح وجهها بضيق عنه ، بينما كمال يرفع حاجبيه على تصرفها الطفولي وهي تنظر اليه بمعنى " ماذا تريد"
بينما هو يترك التعليق لوقتٍ آخر ، وقف رضا لتوديعهم جميعًـا ، رغم عناد ياسمين ومكابرتها الا انها احتضنت اخيها وهي تمسح دموعها وتقبل كتفه ، وهو لم يقصر ايضـًا ابتسم لها وحاول تسليتها عن حزنها الذي لم يفهمه رضا إلى الآن ، توجه نحو كمال صافحه وعانقه بهدوء ثم اردف
( كمال...انا اثق بك تماما...اعلم بأنك ستحل الامور فور عودتي الى هنا)
ابتسم كمال يربت على كتفه
( لاتقلق ...رحلة موفقة)
رضا هز رأسه ولوح لهم جميعًـا بينما هو خارج ، خرجت ياسمين بضيق الى البلكونة الخلفية التي تطل على الحديقة وهي تحدق بضيق الى المكان وتشعر بالفعل بشعور يخنقها من الداخل ، لم تشعر بوجود سمر التي كانت واقفة يحيط بها وشاحها الصوفي وتحتسي قهوة دافئة ، ولازالت تحدق طويلاً في ياسمين...
ياسمين تغمض عينيها باستسلام
( حسنـًا عمتي...أستسلم...قولي ماذا تريدين ان تعرفي!)
ابتسمت سمر بهدوء وهي لازالت محدقة في ابنة اخيها جيدًا
( أخبريني مالذي حصل؟ منذ تلك الليلة التي عدت بها من الشركة وانتِ لست على مايرام..)
امعنت النظر في ذاتها ، الموضوع الحقيقي الذي كان يضايقها هو كمال ، اختارت ان تضع طاقتها المكبوتة في غضبها على رضا ، بينما هي بالفعل تشعر بالتجريح الحاد على كمال لكنها لاتملك جرأة مواجهته ، بللت شفتيها وهي تحدق بعيدًا وسط الفراغ
( لاشيء...فقط كنت متضايقة من رضا)
ابتسمت عمتها ابتسامة خبث جانبية
( فقط..!!...هل أنتِ متأكدة من عدم وجود شيء آخر؟)
ياسمين شعرت وكأنها وقعت في ورطة وهي تنظر لها
( لا؟...لمااذا يـ..ـوجد؟؟...لايوجد شيء لاتقلقي)
سمر تمسكها من معصمها قبل الهرب
( حسنًـا ؟ وماذا عن نظراتكِ انتِ وكمال قبل قليل؟)
ياسمين بغضب تنظر اليها
( عمتي مالذي تحاولين قوله هل تعتقدين بأنني قد اتأثر بهذا النوع من الرجال!)
سمر ترفع حاجبيها بثقة تامة
( وكثيرًا !)
ياسمين بغضب
( سامحك الله عمتي...سامحك الله...يعني لم تجدي أسخف من هذا الحديث لكي تفتحيه ... انا بالفعل لا امتلك اي تعليق)
ضحكت سمر وهي تربت على كتفها
( ههههههههههه...حسنًـا انا امزح لا تقلقي...الموضوع لايستحق كل هذا الغضب)
بطريقة مضحكة كانت تثبت عكس ذلك
( لم اغضب...)
سمر تنظر اليها وتبتسم بلا تصديق
( أممم أجل...أصدقك...وكثيرًا)
ياسمين تهرب من الحديث وبالفعل قد كانت غاضبة
( أساسا لماذا اتحدث معكِ انا؟ ...)
ذهبت من امامها غاضبة امام عيني ملك وكمال اللذان كانا شاهدان على موجة غضبها ...



.............................


كان يرى جنديًا اسرائيليا يحاول الدخول وهو يريهم شارته وبأنه لديه رسالة مهمة ولم يأتي للحرب ، لم يقبل الجنود ادخاله لكنه اصر وعاند ، قابله وائل بسرعة حينما ناداه احد الجنود وهو يركض ناحيته وينظر اليه بغضب شديد
( ماذا تفعل هنا؟)
رفع الاسرائيلي عيناه الخبيثتان
( يوجد شيء لي لديك...اريد استعادته)
وائل بغضب يمسكه من ياقته ويجيبه بغضب شديد
( اذهب الى رئيسك اللعين واخبره بأنه لايوجد اي شيء لك هنا)
الاسرئيلي يحاول تحرير نفسه من قبضة وائل التي كادت ان تقتله
( حسنـًا مسيؤ وائل ...انت تعلم ان هناك شيء لي ...كلانا يعرف ذلك...لذلك لاتجعلنا نطيل الحديث واحضر لي الفتاة)
بغضب يلوي وائل ياقة الجندي وقد اعمى الغضب عيناه ولم يعد يرى ليردف من بين اسنانه
( أي فتاة ايها الحقير؟ اي فتاة.... اذهب من هنا حالاً والا قتلتك)
صرخ الاسررائيلي بعربيته المكسرة وهو ينطق
( لايمكنني ان اذهب...لدينا عميلة خاصة هنا...نحن نحتاجها والا سنفجر الجبل عليكم)
هز وائل رأسه بغير تصديق
( عن اي عميلة تتحدث؟)
أردف الجندي
( إكليل غسان الهاجر...)
أغمض وائل عيناه بقلة صبر وهو بالفعل لايصدقه
( اذهب بترهاتك من هنا فورًا والا افرغت الرصاص في رأسك)
يردف الاسرائيلي برجاء الى الجندي وائل وهو ينظر اليه
( دعني اتكلم مع رئيسك ارجوك...لدي مايثبت ذلك...)
وائل ينظر بغير تصديق ، وهو لايتخيل ان تتورط اكليل في عمالة مع اسرائيل...لايعقل ان يكون صدقها وبرائتها التي جذبت بها قلب عز محل كذبة وتخطيط لاجل التوغل كخلية قاتلة في هذا الوادي...لايعقل...على الرغم من ان كل شيء من احداث متتالية صار ضدها....



............................



كانَ يتناوَبُ مع هشَام في دورةَ المساء على المخيم ، يقُوم بعملية مسَح شاملة ، لم يلمَح تلكَ الفتاة التِي أسرت قلبه ، لقد قررت أن تحبس ذاتها ، أن تُبعد نفسها عن الحيز الذي هي تشغله ، يبتسَم تمامًـا كل ما يتذكر لذة ارتجافها التي تخلق فيه عواصف تقتلع كل مايمر بطريقها ، هناك صوتٌ في روحه يخبره بأن هذا الحب الذي سقط في حفرته ، سيجعلهُ يشيخ بذكِره إلى حينِ موتِه ، لا تكفي قوة في الكون لابعاده عن شيء يعشقه ، إذا عشق الجندي فإن جميع ماحوله يصبح رماديًـا ويبقى وحده الشخص الذي يحبه يشع كتلة من النور ، انه يمر على كل زهرة إكليل ويسقيها بعناية فائقة ، فهذا الجبل المطل على الوادي يحتوي على إكليل الجبل بشكل لا يمكن تصوره ، كلما أدار وجهه كانت الأكاليل تُلاحق بهِ ، بصورة واضحة ،
تنهد الصعداء حينما وجدها تمر من امامه وكانت تتهرب من النظر اليه ، وحينما يلمح عينيها في عينيه يبتسم ويغمز بعينهِ اليسرى لها ، هروبها واضح منذُ تلك الليلة ، وجنُونه زائد بشكل لايتصور ، لايعلم لماذا انفلتت بهِ المقاييس ولايستطيع ضبط عيناه حينما ينظر اليها ، أصبحت نظراتهُ مفضوحة امام الجميع ، ففور ان تمر اكليل عيناه تتوجهُ نحوها ويبتسم لا اراديًـا ، أطلق تنهيدة عظيمة في الهواء وهو ينتبه لوائل يمضي نحوه بشكل لايعجبه ، يمشي متجاهلاً ماحوله وعيناه تلمعان بالغضب ، كان ينظر الى اكليل بكره بعكس نظرات الاعجاب الذي كان ينظر بها اليها مسبقًـا ، توجه نحوه عز بتسائل
( وائل؟ ماذا حدث ! هل هناك خطبٌ ما؟)
هز وائل رأسه بتنهيدة يحبس فيها مايكتمهُ صدره
( لايوجد شيء عز...جل مافي الامر انني اشعر بضيق شديد)
عيني وائل تراقبان اكليل التي تخرج من خيمة الى خيمة من اجل دورة الفحص ، وكأنه يراقب كل خطوة منها ويضعها امام نصبِ عيناه ، شعر عز بخطبٍ ما فورًا وهو ينظر اليه بقوة
( ماذا حدث وائل!...لايمكنك اخفاء الامر عني ...هل هناك خطر ما؟)
وائل ينتبه من شروده الذي قد يفضحه ليردف
( لاتقلق عز...لايوجد شيء...سأذهب لأستنشق الهواء)
هز عز رأسه ، انشغل عز بمراقبة اكليل التي كانت تمشي بهدوء صادفت وائل الذي كادت ان تقتلها نظراته ، لم تفهم ماذا يجري لذلك عقدت حاجبيها بعقدة تُعبر عن اندهاشها ، وحينما لمحت عز أمامها ، شعرت بأنه سيغمى عليها بمجرد النظر اليه ، تدفق الادرنالين في عروقها بمجرد رؤيته يسبب لها الكثير من الكوارث الجسدية ، التي ربما قد تنتهي بسكتة قلبية ، اقترب اكثر ناحتيها وهو ينظر اليها مبتسمًـا
( لماذا تهربين؟)
أدرات عينيها عنه ، ابتلعت ريقها ، بللت شفتيها ، ثم نطقت
( أنا اهرب؟ ...لايوجد شيء من هذا)
عز يمسك بكفها ويقربها ناحيته
( لامزيد من الهروب بعد اليوم...لقد مللنا الانتظار)
رفعت عينيها ناحيته ، كانت خجلى ، بريئة العينين ، رموشها الكثيفة تزيدها جمالا كلما رمشت ، وحينما تعلق عيناها بعيناه يصمت كل شيء من حولها وتستمع الى قلب عز الذي اردف
( تعالي الليلة ، خلف الجبل.... معي)
لم تفهم مايقصده لتردف
( نعم؟)
ابتسم عز وهو يضع كفيه على كتفيها وينحني ناحية اذنها هامسًـا
( أريد ان اريك شيئًـا رائعا ...تعالي معي ...الليلة)
اختنقت من الخوفَ التي هِيَ فيه ، لتلتفت حولها وتجد الفراغ يحيطهم والهدُوء ، لتردف له
( عز...ارجوك انظر من حولنا)
نظر الى المكان ثم حدق الى عينيها الراجيتَين بشيءٍ هو لا يعلم ماهيته
( لاشيء سوى الهدوء اكليل...)
هزت رأسها بعينينِ لامعتِين ، تذيب تلابيب قلبهُ وتصهر الجليدِ في صهرًا حارقًـا
( أجل...الهدوء عز....هذا الهدُوء يخيفني...الامهات تبعد اولادهن عن الممرضة الاسرائيلية...الممرضة التي لايثق بها اي احد هنا)
يتقدم عز ناحيتها وهو يضع كفها البيضاء الناعمة وسط كفهِ السمراء ناحية صدره وهو ينظر اليها بصدق
( ولكن عز يثق بكِ ...كثيرًا)
لمعت عينيها ، ثم بلعت داخلها غصة ملتوَية وموجُوعة
( هل تعتقد بأنهم سوف يثقون بك حينما يرونك معَي كالسابق؟ ...ستتبدل ظنونهم عز ...ستزداد شكوكهم...ستكون محطّ الانظار والاتهامات...ستزرع الحرب قبل قيامها عز...صدقني )
منعها من اكمال الحديث وهو ينظر لعينيها بعمق
( انا لا ابالي بما يقوله الناس فييّ ، لقد وقع اختياري لك ...هل هذا حرام؟ ان يكون بيدِي الخيار ؟)
هزت رأسها بعجز عن ايصال الفكرة له
( دعنا نمهد الامر...للجميع..سيكون صعبًـا عليهم استيعاب وجود شيء بيننا)
ابتسم ابتسامة مملوءة بالتيه والضياع وهو يردد كلمتها بلا تصديق
( وجود شيء بينـنـا!!)
شعرت بالحرج حينما استوعبت حديثها ولعنت ذاتها لغبائها الذي يقودها الى حفر هي من تحفرها بيدها ، لكنه نظر الى عينيها هذهِ المرة وهو يقربها ناحيته
( لا داعي لأن يعرف الجميع عن علاقتنا...بامكاننا ان نكون معًـا حتى انتهاء الحصار...اساسا نحن قد نتوصل لاتفاق مع الاسرائيلين لفك الحصار مقابل تسليم اسراهم...ننتظر فقط اشارة من المقاومة...سيكون كل شيء بخير...اعدك بذلك...لن يكون هناك أي خوف بعد ذلك)
ابتسمت بسعادة وهي تتخيل سيناريوهات متعددة ، كيف سيزداد عشقهم لبعضهم البعض ويعيشون حياة سعيدة ، وقد يكون عز زوجًـا لها وابا لابنائها ، كيف ستكون احلامها حقيقة ، لكنها الآن تحت رهنِ الحصار ، فقط اشارة واحدة كافية لشراء سعادتها طوال العمر ، لمح عز سرحانها وابتسامتها وهو اعطاها حق السرحان ، وابتسم لشرودها ، اتسعت ابتسامته اكثر حينما انتبهت لسرحانها وهي تسعل بحرج
( أجل...آمل ذلك)
ابتسم عز وهو يمسك بها قبل مغادرتها
( الليلة...بعد انتهاء دورة مناوبتي سأكون بانتظارك عند الصخرة....)
الصخرة؟ ...انها الصخرة التي دار بينها وبينهُ فيها الف حديث ، الصخرة التي لطالما كانت محل مشاداة وعناد وتضجر وشوق وعشق وحماس للقاء الآخر ...انها الشاهدة الوحيدة التي تعلم بعشقهم ، ومن حسن حظهم ان صخر...لاينطق...
التفت ينظر الى طيفها الذي يعبر ويختبأ في خيمتها...





.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ................




الحمدُللهِ على وجُود نعمَة لا تخذل ، الحَمدلله على وجُود قلبي الذِي ينبضِ باسمِ تلك الفتاة التي تجلس بضيقٍ وحيرة ، متشائمة من غيابِي ، تبنِي متاهاتِ وتعلمها باسمي ، لقد توجع هذا القلب كثيرًا لابتعادهِ عنك ، كُنت اريد أن أكويكِ قليلاً ، لكنني من احترقَ ، كانت رحلة مظلمة الى بلاد يملئها الضباب ، وكل بلادِ الله كانت ضبابُ من بعدِك ، أخشى الرحيل عنك وقد اتيت قبل انتهاء مدة الشهر ، لو بقيت اسبوعًـا واحدًا لاكملت شهرا ، ولكنني لا اريد اكماله ، أخشى ان يصيبك مكروه وانا بعيد عنك ، أخاف من اخبار القصف التي قد تكون في منطقتكم ، اخاف ان آتِي وأجد البلكونة التي أمامي مهدمة ، وحولها يحوم الاطفال الجوعى يبحثون عن حبة خبز تائهة بينَ الرماد ، أُحبك هل تعلمين؟ لأنك بنيت فيَّ الحب ..وعلمتنِي ان لا استسلم...
لأن عيناك رسمت الي طريقًـا مختصرا نحو السعادة ، ليتنا نعود ، انتِ معي ، في حضني ، تتكورين كقطة مدللة في ليالٍ شتوية تحت انغام ام كلثوم ، امام صراخ اللهب المكتُوم ، هل اغمض عيناي ؟ حسنًـا وان اغمضتها ولم يبقى في الظلام شيء...سيبقى في الظلام عيناك.... وان فتحتها ازعجني نور عيناك...لذلك انا الاحقهما ...اينما وضعني الله بينهما...
لا اعرف هل انا نائم؟ مستيقظ...عاقل ام مجنون...ولكنني وبالتأكيد ...عـــاشــق!

زخات مطر خفيفة ، سماء باهتة بالغيوم وشمس كسولة لم تنهض بعد... رعد خفيف ...وتسارع في زخات المطر بشكل مفاجئ...
جعلها واخيرًا ترفع رأسها تستوعب وجوده يراقبها ، لم تكن مستوعبة اغمضت عينيها تظن انها تحلم ...لكنها سمعت صوت رضا الذي غرق بالمطر وهو يحدق بها
( لكنك لا تحلمــــين.... انا حقيقة)
وقفت بشكل مفاجئ كادت ان تزلق من المطر ، تبدل ملامحه الى الخوف الى ان تماسكت وهي تنظر اليه بسعادة وعينان تلمعان بالدموع كالمطر
( هل حقًـا انت هنا؟؟؟)
ضحك رضا على عدم استيعابها ليجيبها بصوتٍ عال
( انا اينمـَا كانت عيناكِ تنظران ... )
ابتسمت تحبس دموعها المشتاقة لتردف
( كم انت قاسي...في غيابك...)
ابتسم بهدوء يحدق بها ليردف
( وانتِ قاسية في حضورك...)
رفعت كتفيها بقلة حيلة وعجز
( ولكن هذهِ المرة انا لا املك طاقة تحمل....لقد اشتقتك...)
رضا يبتسم بحب لها وهو يراها تمسح دموع الشوق من بعد المسافة ليردف
( سيدة أروى....هل بامكاني الحصول على عناق؟)
رفعت عينيها ببكاء وهي تهز رأسها ، سابقت خطواته الريح ولم يبالي بالمطر الكثير الذي جعل ملابسه الجافة ملابس رطبة وكأنه خرجة من بركة ماء توًا ... دقائق محدودة وهو يراها على الباب تفتح له الباب بعيون ملتاعة من الشوق
كانت قصيرة امام بنيته ، وهي ترفع رأسها الى مستواه ، شدها الى صدره بقوة ، كادوا ان يتحطموا ....ان يتحطم كلاهما في الآخر، كلما ازداد العناق قسوة زاد لذة وتعبيرًا عن الشوق ، طال العناق ، طال طويلاً هذهِ المرة ، عناق لايشبه الى الوداع ، ولكن هذهِ المرة عناق العودة من الغياب ، أروى واخيرًا ....كأنها للتو استوعبت انها مع رضا بعد خمسِ سنين من النضال والحرب... واخيرًا هي له ...وهو لها...
ابعدت رأسها عن صدره بشفتِين مقُوستِين وعينينِ لاهبتَانِ ، وهي تتفحص وجههُ بصورة لا تغادرها أبدًا ، ابتسامة رضا التي لازالت تحفظها هاهي تراها امام عينيها ، هذا الثقب الجهنمِي القديم لازال يلاحقها طوال حياتها ، مسح رضا دموعها مبتسمًـا لها ، معيدًا رأسها لصدره يحبس شهقاتها ، لكنها رفعت رأسها بعناد وهي تضربهُ على صدره بصوتٍ محروق
( إياك ان تستخدم غيرتي سلاحًـا لرجوعي... لن تضمن سلامتك مجددًا)
كم كانت مغرية في تلك اللحظة في عينيها اللامعتان وانفها المحمر ، وشفتيها المرتجفتان ، احنى رأسه الى رأسها وداعب أرنبة انفها بأنفه وهو يبتسم لخجلها ، قبلها قبلة سريعة وخاطفة في شفتيها جعلتها تحمر تماما وهو يبتسم
( هل انا مجنون لألتفت لامرأة أخرى غيرك؟ ... تلك الاسوار التي بنيتها ضد النساء هدمتها انتِ وتقدمتي)
أروى بابتسامة
( سأسحب معطفي وانزل معك..)
ابتسم رضا ينتظرها وهو يهز رأسه
( حسنًـا ...سأنتظرك )
دخلت للداخل لتأخذ معطفها ، لكن الحاجة ام أروى خرجت وهي تحدق برضا مبتسمة له وهي تصافحه
( كيف حالك يابني؟)
ابتسم وهو يقبل كفها باحترام
( بخير...الحمدلله... انتِ كيف حالك؟)
ابتسمت تهز رأسها
( أنا بخير ... لكن أروى ليست بخير يارضا... خذها معك...انا اثق بك يابني...ولكن ارجوك لاتكسر قلبها مجددًا)
أطلق تنهيدة راحة تبعثر كل تهوديات الالم التي كانت تتحشرج في حنجرته
( لاتقلقي ياحاجة...أروى بأمان معي)
ابتسمت له وهو ابتسم لها ايضـًا ليلمح أروى التي كانت ترتدي معطفها الزهري الناعم وتراقب والدتها وأروى وهي مترددة بخجل ، لكن رضا طمئنها بأن لايوجد مانع ، خرجت معهُ بهدوء .. إلى الاسفل ، كفه مشبوكة بكفه ، يقبلها بين الفينة والاخرى ويبتسم لعينيها ، توجه ناحية حديقة امامها حطام الحصار ، وتنبت بين الحصار زهرة تقاوم القسوة ، تعبر عن أمل لفلسطِين ، ابتسم رضا وهو يجلس معها على كرسي طويل وهي بجواره ليردف
( ماذا فعلتِي بغيابي؟)
أروى ترفع كتفيها بعجز وهي تحدق في عيناه
( لم افعل شيء سوى انني كنت اموت شوقًـا اليك... هذه المرة لم يكن الشوق كسابقتها...لا اعلم لماذا اشتقت اليك بقسوة وبضراوة انهكتني بالفعل)
رضا يقبل خدها الناعم ويمسح عليها بهدُوء وعيناهما تتحادثان بصمت ، بينما يديهما مشبوكتان وابهامه يمسح على راحة كفها ، شعرت بأنه سيغمى عليها امام نظرات رضا التي تفضح كونه رجلٌ عاشق وبقوة ، هذهِ النظرات مجرد نظرات عاشق في مدن الحرب والحصار ، وحينما يكون الرجل عاشق حينها ، تنفلت منه كل مقاييس الاحتمال ...
رضا بعتب وعيناه معلقتانِ بعينيها اللوزيتين
( لقد عرفت بأنك تتجولين اثناء غيابي وقد منعتك خوفًـا عليك...)
أروى تتنهد وهي تلتفت الى الامام وتحدق بالمشهد الذي امامها وهي تمسح على كتفيها من موجة البرد والمطر التي انهكتهم
( لقد سئمت الحصار والحرب رضا...سئمت الحبس والبقاء خلف الجدران...احتاج للراحة بالفعل...ربما التنزه قليلاً قد يفيدني)
رضا يديرها ناحيته وهو ينظر لعينيها
( ليس على حساب سلامتك اروى... ان كنتِ تطمحين للراحة اخبريني...)
رضا يبتسم وهو يقبل كفها
( سأصحبك معي الى لندن... قد يغير هذا من نفسيتك)
أروى تهز رأسها بقلق
( ولكن امي....)
يقاطعها رضا ويُخبرها باللذي قد يطمئنها
( لن تعارض امك طالما انك على ذمتي... سنعقد قراننا هذهِ المرة من دون مشاكل... )
أروى تبتسم بسعادة وهي تحتضن رضا الذي بادلها الاحتضان وقبل كتفها الضائع في حضنه..رفعت رأسها ناحيته بقلق
( ماذا عن والدتي...لااستطيع تركها بمفردها)
رضا يبتسم
( بامكاننا اصطحابها...)
أروى تهز رأسها
( لن تقبل )
رضا باصرار
( طالما ان الموضوع متعلق بك ستقبل...صدقيني)
بينَ حديثهم لبعضهم البعض، تمر دورية اسرائيلة وقد توقفت امامهم... رضا يقف بعد ان عقد حاجبيه بغضب...ويجعل أروى تقف خلفه بحركة واحدة من يده ليردف لها بينما هو يحدق للعدو
( أروى ...لن تتحركِ من مكانك... )
هزت رأسها وكأنه يراها وهي متشبثة بمعطفه من الخلف تدس رأسها فيه بخوف، تقدم احد الجنود امام رضا الذي كان يحدق له بثبات وبقوة ، امال الجندي رأسه بتلاعب وقح وهو يحاول التحديق لأروى لكن رضا امالها للجهة الاخرى بغضب مبعدًا اياها عن عيني الجندي ، الذي اردف
( مالذي تفعله مع الفتاة؟)
رضا يرفع حاجبه بسخرية غاضبة
( هل أنت ولي أمري لاسمح الله؟ ... توكل على الله حتى لايحدث شيء لن ترغب فيه هنا)
الجندي الاسرائيلي يرفع سلاحه
( لكنني امتلك سلاحًـا)
رضا بقوة غاضبة وعينانِ تلمعان شرارًا وهو يحدق بهِ بقوة اخافته
( لكنك وحدك!...)
امتعض الجندي الاسرائيلي الذي يتكلم بلكنة عربية مسكرة وهو خائف يتراجع للخلف مبتعدًا عن المكان...
فور ان ابتعد احتضن اروى وهو يقبل جبينها
( هل أنتِ بخير؟)
اروى تبتسم وهي تضع يدها على صدره
( أنا بخير...وانتَ؟)
ابتسم رضا وعيناه لاتزال على الدورية التي غادرت توًا ليمشي معها عائدًا
( انا بخير لاتقلقي...هيا لنعيدك الى المنزل...اصبح الوضع خطرًا)
ابتسمت أروى تهز رأسها ممسكة بكفه محاولة امتصاص غضبه الذي تقسم بأنها لم ترى غضبًـا منهُ مثله قط ،




.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .....................

كانَ على الموعدِ ، الساعة الآن 11 عشر ليلاً...
امام سفوح الجَبال وموجة عظيمة وعارمة من النجُوم التي تلمح في السماء بشكل واضح ، انها ليلة لا تشبه أي ليلة أخرى ، الجميع نائم ، الجنُود تحرس في الحدُود ، وهو على موعدِ مع تلك الممرضة التي يعشقها بلا شك ، لقد اختار ان يمضي الوقت معها ، هيَ مرة بالعُمر ، لايدري متى يصاب برصاصة في صدره قد تقتله وتوقف نبضه ، ويبتعد عن حياةِ اكليل مغادرًا للأبد ، لايعلم هل النهاية سعيدة في هذهِ القصة ؟ ام تعيسة ...لكنهُ بالنهاية يريد ان يشاركها بما يحب ، يريد ان يعيش معها لحظات سعيدة يتذكرها بها ، يريد ان يبنِي معها عمرًا ، وان كان قصيرًا او مرهونًـا بالحرب ، الا انه يريد ذلك ، لمح طيفها يخرج متفقدًا المكان بقلق ، ركضت حتى وصلت اليه وهي تجر انفاسها
( هيا لنمشي قبل ان يرانا احد)
ابتسم عز ابتسامة شاردة محدقًـا بها وبجاملها ، رفعت عينيها ناحيته وهي تنظر اليه سارحًـا فيها
( في ماذا تحدق هيا نرحل)
امسك بكفها وهو يمشي معها مسافة طويلة خلف الجبل ، مشو طويلاً ولا تعلم كم المسافة لكن عز كان يسترق النظر لها بينما هي تبتسم بخجل مبعدة عيناها عنه ، تراقب ظلهما معًـا ، كم بدا ظله طويلاً في الارض الجدباء ...
الى ان توقفا خلف هضبة وكان خلفها خيمة مفتوحة امام السماء وبداخلها كرسيان للتمدد تشبه كراسي التشمس على البحر ، وبالوسط بين الكرسيين طاولة مجهزة بالشموع والزهور والاطعمة الشهية ، نظرت الى عز بلا تصديق ، كيف يفعل رجل مايفعله لأجل فتاة الا اذا كان يحمل لها في قلبه مشاعرًا قوية ، حدقت عاجزة عن التصديق ، هل من جمال المنظر ام من جهود عز ،
عز يتوقف امامها مباشرة ناظرًا الى عينيها الملحمِيتين
( ماذا؟ هل اعجبك؟)
ابتسمت بغير تصديق وهي تهز رأسها
( هذا رائع عز...) اعتلت نبرتها المتحمسة لتردف ( انه في غاية الروعة ...شكرًا لك عز)
ابتسم وهو يمد كفيها الناعمتِين ناحيتا شفتيه ويقبلهما
( لقد فعلت هذا لأجلك)
لمعت عينيها بحب، إلهَي ماذا يحكى لرجلٍ كنت أظنهُ كل يومٍ لكل النساء إلا لي...وهاهو اليوم لي...ومعِي ولأجلي؟ ، هل هناك أجمل من امضاء الوقت مع من نحب؟ ، حيث تمضي xxxxب الساعة دون ان نشعر ، نفعل اشياء جميلة نتذكرها حتى ان نشيخ ،
ارتجف صدرها وبرودة الهواء تمضي نحوها وتتجاوزها ، امسكها معه ليجلس كلاهما مستلقين على الكرسي الذي يشبه السرير ، حينما استلقت حدقت بهِ لدقائق ملتفتة نحوه ، وهو يبادلها تلك النظرات ايضًـا ، عادت نظراتها الى السماء اللامعة بالنجوم لتردف
( ما أجمل السماء وهي هادئة ، من دون دوي الانفجارات ، ممتلئة بالنجوم توصل لنا رسالة بالسلام)
عز وهو يضع كلتا يديه خلف رأسه يستمع الى حديث الحلو الذي يداوي فيهِ كل جرحٍ مزمن
( لقد اعتدنا في القدم ان نراقب السماء ، كنا سعيدين رغم الحرب التي تحاوطنا الا ان اصوات من نحب كانت ترافقنا دائمًـا)
عز يبتسم لها ويردف
( لهذا جلبتك هنا...كي تكون لي ذكرى مع صوت احبه ...)
إكليل تجلس بهدوء معتدلة وهي تنظر للطعام بطريقة مضحكة
( اعتذر عز لكن لايمكنني ان اتحدث واحدق للنجوم بينما معدتي تتحدث كثيرًا ...)
امالت شفتيها باحتجاج حينما ضحك
( ثم ان الطعام يبدو شهية...)
عز يفتح الصواني امامها ويسكب لهم من عصير الكرز في الكؤوس الزجاجية اللامعة بضوءِ الشموع والقمر
( ههههههه كان علي ان اعلم ذلك...)
اكليل بفضول يكاد يقتلها
( ان تعلم ماذا؟)
عز بخبث يخفي ضحكته
( بأن معدتك قد تفسد الموعد الاكثر اثارة على الاطلاق)
حاولت الا تضحك ، لكنها ضحكت بالنهاية على الحقيقة لتردف وهي تتناول الطعام معه
( بما انك جلبتنِي الى هنا....انت ملزم على تحملي بلا شك)
عز يبتسم بصدق وهو يحتسي من عصيره محدقًـا ناحيته هامسًـا بدفء
( بلا شك)
اخفضت عينيها بخجل وهي تتناول الطعام بلذة
( امممم... من الذي اعد الطعام؟)
عز يجيب بهدوء
( هيفاء...)
سعلت حينما علق الطعام في فمها ، سعلت كثيرًا وهي تضرب على صدرها وبصوت مخنوق تنظر اليه
( هل انت....مجنوووون؟؟؟)
عز يعطيها الماء بقلق
( ماذا حدث؟)
اكليل تشرب الماء ثم تنظر اليه
( سنفضح والله... سيعلم الجميع بما بيننا)
عز يمسك بكفها بهدوء مبتسمـا
( لاتقلقي...لقد اخبرتها بأن العشاء لصديق)
تنفست بهدوء وراحة ويدها منطوية في راحة يدهِ السمراء وعيناهما تتبادلان النظر ، يبتسم كلاهما للآخر فور ان تلتقي عين الاول في الآخر... اردفت اكليل بحيرة
( لماذا تفعل ذلك معي...انا بالذات)
عز يصمت بهدوء مبتسمًـا ، وهي خير مايقتلها ....صمـــت عز ، ليردف لها
( لأنك مختلفة عنهم جميعًـا...أنتِ بالذات)
لمعت عينيها بهدُوء ، كم هُوَ جميل ان اسمع تلك الكلمات من شفتِي عز ، كم هو جميل أن تكُوني يدي مطوية في راحة يده ، وحينما ترتجف كفي من البروده يحيطها بدفء ويشعرها بالأمان ، عز بدا مختلفًـا هذهِ المرة ، بدا لي الرجل العاشق ، الذي لم اكن اتصوره قط ، عز العاشق الذي انتظرت حصوله هاهو أمامي الآن ...معي ...يسهر معي...
انتهوا من الطعام ، رتبت الطاولة الصغيرة معه ، عاد بعدها بكوبي قهوة ومد لها كوب آخر وهما يراقبان السماء بهدوء لتردف لعز
( عز... انت بالفعل تخاطر بالكثير من اجلي....)
عز ينظر ناحيتها بعتب
( سأفعل مايتطلب الامر.... )
إكليل بقلق
( أنا اخشى من فقدان الناس ثقتهم بك حينما يعلمون بأنك معي....هذا بالفعل مرض قاتل لهذا المخيم عز...هذا خطر)
يطلق تنهيدة متوجعَة من الواقع الصحيح
( لاتقلقي...دعينا نعيش تلك اللحظات دون ان نفكر بما سيحصل...ارجوك)
حينما لمحت رجاءه ، هزت رأسها بطاعة وهي تحتسي قهوتها معه ، لتردف وهي تحدق في عيناه
( شكرًا عز...كان من الجيد قضاء الوقت معك)
عز يبتسم لها بسعادة
( وانتِ ايضًـا)
اعتدلت وهي تلم وشاحها على رأسها
( هل تعترف لي بشيء؟)
ابتسم لحماسها المفاجئ
( لن نلعب لعبة الاعتراف اليس كذلك؟)
ضحكت بهدُوء وهي تنظر ناحيته
( حسنًـا ، سأعترف انا اولاً...)
عز يبتسم وهو يوسد خده على يده
( تفضلي سيدة اكليل)
ابتسمت اكليل وبصدق تحدق في عيناه
( منذُ المرة الاولى التي رأيتك فيها...عرفت بأن هناك شيء ما سيحصل بيننا)
ابتسم لها عز طويلاً وهو يحتسي قهوتهُ بهدوء ليردف
( هل اعترف لك شيئًـا؟)
هزت رأسها بحماس ليردف
( منذُ المرة الاولى التي رأيتك فيها....عرفتُ بأنكِ المنشودة)
احمرت وجنتيها خجلاً وسحبت نفسًـا ملتهبًـا وعميقًـا ، لتردف
( أشعر بأنني في حلم... )
عز يبتسم
( نحن نحلم الآن اكليل...نحن نزاول حلمنا وبهِ نعيش.... )
إكليل تنهض بهدُوء وهي تضع قهوتها على الطاولة وتسحب حقيبة ظهرها لتنهض بابتسامة
( شكرًا لك عز...لقد بدا كل شيء في غاية الروعة )
تقدم ناحيتها بهدُوء ، بخطواته الهادئة ، تقدم كثيرًا حتى اصبحت متضائلة امام بنيته ، ينظر للاسفل ناحيتها بينما هي تشتت عيناها ، قبل جبينها للمرة الاولى بهدوء ، رفعت عينيها بعجز عن الهرب ، لتسمع يهمس بدفء في اذنها
( أتمنى لكِ ليلة سعيدة )
هزت رأسها بهدُوء ، وانسحبت من امامهِ راكضة....بينما هو يراقب طيفها الذي اختفى من خلف الهضبة متوجهًا نحو المخيمات...
بينما هي تركض اصطدمت بوائل الذي حدق بها في المخيمات
( مالذي تفعليه في هذا الوقت؟)
أجابت بارتباك جعلت شكوك وائل حقيقة
( لقد.....ءء...كنت ...كنت اتفقد احدهم....)
وائل ينظر الى الساعة ثم يجيبها
( اياك والخروج في هذا الوقت....هيا ارجعي الى خيمتك)
هزت رأسها بخوف وقلق وهي تعود الى خيمتها مجددًا ، وقلبها لايكف عن النبض!













**هُجرآنْ ** غير متواجد حالياً  
قديم 04-04-16, 12:43 AM   #137

lolo75

? العضوٌ??? » 318228
?  التسِجيلٌ » May 2014
? مشَارَ?اتْي » 228
?  نُقآطِيْ » lolo75 is on a distinguished road
افتراضي

استغفر الله الذي لا إله إلا هو

lolo75 غير متواجد حالياً  
قديم 04-04-16, 06:32 AM   #138

راحيل عمري

? العضوٌ??? » 280780
?  التسِجيلٌ » Dec 2012
? مشَارَ?اتْي » 292
?  نُقآطِيْ » راحيل عمري has a reputation beyond reputeراحيل عمري has a reputation beyond reputeراحيل عمري has a reputation beyond reputeراحيل عمري has a reputation beyond reputeراحيل عمري has a reputation beyond reputeراحيل عمري has a reputation beyond reputeراحيل عمري has a reputation beyond reputeراحيل عمري has a reputation beyond reputeراحيل عمري has a reputation beyond reputeراحيل عمري has a reputation beyond reputeراحيل عمري has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

راحيل عمري غير متواجد حالياً  
قديم 06-04-16, 11:32 PM   #139

najla1982

نجم روايتي

alkap ~
? العضوٌ??? » 305993
?  التسِجيلٌ » Oct 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,267
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي tunis
?  نُقآطِيْ » najla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
افتراضي

اتوقع العاصفة بعد الهدوء و المصارحات و الرومانسيات و الاعترافات...أكيد المصائب قادمة جماعات و ليست فرادى حتى ....كل الخوف ان ينصب وائل نفسه المحقق و القاضي و الجلاد ...فيتهمها بالعمالة و يسلمها لهم ليحمي صدقه من خطرها و صدمته فيها ...
خوف إكليل في محله و قلب المؤمن دليله ....
شكرا على الفصل و في انتظار حروب كمال و ياسمين ...


najla1982 غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 08-04-16, 11:26 PM   #140

shoagh

? العضوٌ??? » 340962
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 421
?  نُقآطِيْ » shoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond repute
افتراضي

جدا جميلة اشكرك من قلبي و اتمنى توفيق لكي

shoagh غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:32 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.