آخر 10 مشاركات
لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          يبقى الحب ...... قصة سعودية رومانسيه واقعية .. مميزة مكتملة (الكاتـب : غيوض 2008 - )           »          339 - على ضفاف الرحيل - آن ويل (الكاتـب : سيرينا - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          *&* هنا يتم الابلاغ عن الكتابات المخالفة للقوانين + أي استفسار أو ملاحظه *&** (الكاتـب : سعود2001 - )           »          قبلة آخر الليل(15) للكاتبة: Gena Showalter *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-07-15, 02:07 AM   #1

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile25 رحيلٌ آخر بقلم :صابر عليان ، فلسطينية






بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعضاء روايتي الغالين نقدم لكم رواية

رحيلٌ آخر

بقلم :صابر عليان




قراءه ممتعه للجميع ...




التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 14-07-15 الساعة 05:11 PM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 14-07-15, 04:41 PM   #2

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

احبب ان اشارككم بنقل هذا الرواية الفلسطينية
الرواية ليست من كتابتي وهي للكاتب الغزّي " صابر عليان "

اتمنى تعجبكم الرواية
واذا لقيت تفاعل رح اكمل الكتابة لاني انقل الرواية من الكتاب النسخة الورقية

وهلئ اترككم مع الرواية

الناقلة/ فتاة الاقصى



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 14-07-15, 04:43 PM   #3

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


هي ذاتها الحكاية
هي ذاتها الملامح المختبئة خلف ضفيرة طفلة صغيرة تُغطي بها عينيها وتبتسم
هي ذاتها الآهات الهاربة من صدر الوجع
لتبحث عن حٌضنٍ آخر ، وربيعٍ آخر ، ورحيلٍ آخر

هي ذاتها الـ - غزة - الجميلة بعينيها الزرقاء البحرية
وشعرها الذي يأبى الرحيل عن عناقها
فيتلون بلون رمالها الشاطئية الذهبية

هي ذاتها الهائمة من شوقها على شوقها
والثابتة من صبرها على صبرها
والقاهرة للخوفِ وللحزنِ المتناثر على أشلائها


/

رواية رحيلٌ آخر

حكاية غزّية لشابٍ يولدٌ على أعتاب رحيلٍ متجدد
.
.
الانتفاضة .. الحصار .. الحرب الأخيرة .. المقاومة .. البحر ... الشاطئ ... هجرة العقول
كلها في قلبِ ( خالد (
.
.



ذكريات ....




وحينما بدأت الانتفاضة الفلسطينية انخرط بها عمر بقوة ، رغم صغر سنه ، إلا انه كان مؤثرا جدا في مدرسته على الطلبة و على المدرسين ، وكان دائما يتقدم الصفوف في المظاهرات ، ويرفع الأعلام ، ويردد الطلبة خلفه الشعارات المنددة بالاحتلال ، كان لا يترك جنازة شهيد إلا ويشارك فيها ، ولم يكن خالد اقل انتماء منه للدين والوطن ، لكنه كان هادئا وكان يسمع كلامات أمه دوما حين تقول لهما :
" لا تذهبا الى الموجهات والى المظاهرات " ، خوفا عليهما ؛ فيعود الى المنزل ، ويمسك بقلمه ودفتره الخاص ويخط شيئا من الكلمات الأدبية ، فقد كان خالد كاتبا يأسر الجميع بكلماته ، وكان هو من يكتب لعمر العبارات والخواطر ليلقيها على مسامع الطلبة في الإذاعة المدرسية ،وحينما كان يعود من المواجهات والمظاهرات ، وتبدأ أمه بلومه ومعاتبته ، يخاطبها قائلا :
أنا ولدت كي أستشهد ، ولن يمنعني أحد .

فتصمت الأم أمام إصرار هذا الطفل الرجل في كلماته وأفعاله .
ومرت الأيام تتلوها الأيام ، ودخل خالد الثانوية العامة ، كانت سنة مليئة بالأحداث ، فكل يوم كان يسقط شهيد ، ووكل يوم كان يصاب جريح ، ويقصف منزل وتجرف ارض ، فدفتره مليء بالدموع التي كانت ترافق الكلمات ، لكنه كان صلبا يريد الوصول الى رسالته ويؤمن أن العلم سلاح قوي في وجه هذا الاحتلال الغاصب والقاتل لكل شيء .

وذات يوم من هذه الأيام ، كانت الأرض تشتعل غضباً ، فلقد قام الاحتلال الصهيوني باغتيال مجموعة من المقاومين على أحد ثغور القطاع ، اندلعت المواجهات في كل مكان وكان عمر يتقدمها ، وبطلقة من قناص يعتلي إحدى الدبابات التي جاءت لتواجه الأطفال وحجارتهم ، أصيب عمر في قدمه لينقل على الفور الى المستشفى .

جاء الخبر جاء الخبر الى البيت فأسرع الجميع الى المستشفى ، كانت أمه تركض وتبكي وخالد يهدهد من روعها محاولا إخماد ذلك البركان الذي اشتعل في صدرها خوفا على روح فؤادها ،حتى دخلوا غرفته وإذ به يرقد على السرير وقدمه معلقة ويضحك ،وحينما رأى أمه قال لها ممازحاً :
ما بك يا أماه إنها مجرد طلقة في قدمي ، تمنيتها في رأسي كي أنال ما أريد ، لكن الجندي الغبي لا يعرف التصويب جيدا يحتاج الى التدريب !
لتتعالى ضحكات الجميع وتمتزج مع الدمعات التي ذرفت وبات لها طعم فرح آخر .

مرت الأيام مسرعة وخالد منخرط بالدراسة ، وتعافى عمر من إصابته ، واقترب موعد الامتحانات الثانوية ليزداد عبء الدراسة أكثر ، كان عمر لا يترك خالد أبدا ويسهر على راحته وكان يشتري من مصروفه اليومي له ما يحتاجه كي يقوى على الدراسة والسهر والتعب ، كانت أيام مليئة بالتعب لكنها ممتزجة بالحب والألفة التي لا مثيل لهما .



اذا كان في تفاعل واجبتكم الرواية رح اكمل تنزل ان شاء الله
ورح يكون كل خميس بشكل مبدأي انزل جزء منها
قراءة ممتعة ^_^


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 14-07-15, 04:44 PM   #4

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الجزء الثاني :

مرت الامتحانات بسرعة وحان موعد النتيجة النهائية والكل في ترقب فالحلم الكبير في هذا البيت معلق على خالد ،ليأتي ذاك الصباح ويحمل البشارة بأن يحصل خالد على معدل عال جدا ويكون ضمن العشرة الأوائل على قطاع غزة ، ويحصل على منحة دراسية لدراسة الطب في الخارج .
******
توقف خالد قليلا عن التحليق في عالم الذكريات الجميلة وعاد مرة أخرى ليسأل السائق :
- هل اقتربنا من المطار ؟
أجابه السائق بابتسامة صغيرة :
يبدو أن الشوق كبير جدا يا سيدي ، لا تقلق لم يبق الكثير

ابتسم خالد وعاد الى الصور مرة أخرى ليرى ما تحمله بعد ذلك ، أخرج الصورة التي تلي صورة عمر وإذ به يرى بدرا يطل من شرفة الكون الجميل ،ينثر الضياء في عيون كل من يراه ، إنها صورة " سارة" الصغيرة ، إنها صاحبت الوجه الملائكي الجميل ، كان عمرها حينما غادر غزة ثلاث سنوات فقط ، كانت تحمل في ابتسامتها السعادة والسرور للبيت بأكمله ، وكان خالد كروحها تماما ،لا تفارقه أبدا ، كان متعلقا بها جدا حتى انه كتب لها الكثير من الخواطر الجميلة .
صمت خالد قليلا ثم تمتم وقال :
- أشتاق إليك جدا يا سارة ، اشتاق لطلتك الصباحية التي تشبه الشمس .
وعاد مرة أخرى للصور كان يعلم انه قد تبقى صورة واحدة فقط ، بدأت يده بالارتعاش والخوف ، وكأن شيئا قد سرى في جسده ، نظر الى الصورة وكانت لشام ابنة عمه التي تصغره بعامين تقريبا ، كانت كالسماء الصافية بهدوئها ، صاحبة العيون الزرقاء التي تلونت من زرقة البحر الذي قضت على شاطئه طفولتها مع خالد ، كان يشتاق الى طفولتهما جدا ، وكان دائما يقول لأمه حينما اكبر سأتزوج بشام فهي تشبهك وتشبه عينيك ، قبل أن يسافر بأيام عرض على والده أن يخطبها ، ولكنه رفض خشية يغيب طويلا وتبقى تنتظره ، وحينما علمت بالأمر أخبرته أنها مستعدة لانتظاره طوال العمر ، وتمت الخطبة يومها ، لكنه سافر بعدها بثلاثة أيام فقط ، كانت أجمل ثلاثة أيام في حياته يحمل منهما حب الدنيا وحنين البحر ووعد حبيبته أن تنتظره مهما طال الفراق .

كان ينظر الى الصورة وكأنه فاقد للوعي لا يحرك ساكنا أيقضه من هذا التوهان صوت السائق حينما قال :
- حمدا لله على سلامتك يا سيدي ، لقد وصلنا المطار .

رفع خالد عينيه المبللتين بالدموع وأعاد الصور الى جيبه في داخل معطفه الجلدي الأسود ، ونزل من السيارة ولم تمر لحظات طويلة حتى كان قد استقل مقعده في الطائرة المتجهة مطار القاهرة في مصر لينتقل منه بعد ذلك إلى معبر رفح البري حيث الدخول الى غزة .

بدأت الطائرة بالإقلاع وكانت المدة التي ستستغرقها ثلاث ساعات تقريبا ، فقرأ جزءا من القرآن الكريم وأغمض عينيه ليغرق في النوم وما زالت الابتسامة مرسومة على وجهه ، ويده على الصور في جيبه .

مرت الساعات مسرعة واستيقظ خالد على صوت يطلب منهم أن يجهزوا أنفسهم لأن الطائرة ستهبط بعد دقائق ،كانت دقات قلبه تتسارع شيئاً فشيئا كلما اقترب من غزة ،
هبطت الطائرة بسلام وحطت قدماه على ارض مصر الحبيبة وتوجه الى الصالة المخصصة لاستقبال المسافرين ووقف على الشباك الذي يتم فيه فحص الجوازات وختمها ، وفجأة رفع الضابط رأسه وقال بنبرة غريبة :
- انتظر هناك ... !
نظر خالد حوله وقال له :
- هل من مشكلة ؟
فرد عليه قائلاً :
- فلسطيني وتسأل هل من مشكلة ؟
انتظر هناك ولا تتحدث كثيرا .

حمل خالد حقائبه وجلس في المكان الذي أشار عليه الضابط وعلامات الاستغراب تملأ وجهه وما زالت جملة " فلسطيني وتسأل هل من مشكلة ؟" التي قالها الضابط تتردد أمامه
*****



رح انزل يوم الخميس الساعة 11 مساءا الجزء الثالث إن شاء الله
اتمنى لكم قرآءة ممتعة ^_^



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 14-07-15, 04:46 PM   #5

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


السلام عليكم
هادا الجزء الثالث من الرواية :


بعنوان ..... أأنتِ أنتِ ؟؟


اختلفت ملامح خالد ، بات ينظر حوله ، وعاد بذاكرته القوية الى ما قبل عشر سنوات ، حينما مر من هنا مغادرا غزة ، وكيف استقبله الجنود المصريون يومها بعيونهم المليئة بالشوق لأي شيء من غزة ، وكيف كانت غزة تملأ قلوبهم وعيونهم ، نظر الى وجوه الجنود المنتشرين في كل مكان ، ليست هذه هي الملامح التي رآها من قبل ، والعيون المليئة بالشوق باتت ملئيه بشيء غريب يجهله ، شعر بدوار ، وعلامات الاستفهام تلوح أمامه بحجم كبير جدا .

اقترب منه ضابط يرتدي البدلة البيضاء ، وامسك بجواز السفر بيده وبدأ بالنظر الى خالد تارة ومن ثم يعود لينظر الى الجواز ويقلب فيه تارة أخر ثم قال :
- اتبعني
حمل خالد حقائبه وسار خلف الضابط الذي كان يسير في اتجاه مختلف عن الاتجاه الذي يؤدي الى صالة الوصول والتي من خلالها ينطلق المسافرون الى غزة ، حتى وصل الى غرفة صغيرة نوعا ما ، دخل خالد فوجد بها ضابط آخر يجلس على كرسي كبير خلف مكتب مليء بالأوراق والملفات المبعثرة

رفع الضابط عينيه وقال بابتسامة غريبة :
- أهلا بأهل غزة .... أهلا بالأبطال .
صمت خالد ولم يجب ، فلقد كانت كلماته تحمل شيئا من السخرية ، جلس على الكرسي ولم ينتظر الضابط كي يتحدث ، فلقد كان داخله مليئا بالأسئلة التي تقتله ،
- لماذا أنا هنا ، وهل هناك من مشكلة ؟
- ألا تعرف لماذا أنت هنا .. من أين أنت ... والى أين تتجه ؟؟
- أنا من غزة ، وها أنا أعود إليها بعد عشر سنوات قضيتها في دراسة الطب والعمل .
- وما الذي يجعلك تعود ، ألا تعلم ما الذي يحدث هناك ؟
- سؤالك غريب جدا ، أعود لأن هناك وطني ، هناك روحي التي غادرتها قبل سنوات ، هناك أهلي الذين اشتاق لهم كثيرا . هناك نفسي ، كل شيء ، هناك كل شيء !
- (باستهزاء) : لكن غزة لم تعد الآن وطنا ، فهي تنتظر الخراب الذي سيحل عليها في أي لحظة .
صمت خالد وبدأ يقلب بالكلمات في رأسه ، ما الذي يقوله هذا الرجل ، وكيف لغزة أن لا تكون وطنا ، وما هذا الخراب ؟
قطع صمته الضابط من جديد وقال :
- هل ستبقى في غزة أم انك ستعود من حيث أتيت ؟
- لا، سأبقى هناك ، فغزة تنتظرني منذ زمن طويل
- حسنا ، لقد تأكدنا انك لا تحمل شيئا ممنوعا في حقائبك ، ستذهب الآن الى غرفة الانتظار(الترحيل) وتنتظر موعد خروج الباصات الى رفح .

وقف خالد وما زالت علامات الاستفهام تدور حول رأسه مما يحدث ، وجاء الضابط الذي أوصله إلى الغرفة ، وقال له نفس الكلمة : اتبعني
فتبعه خالد ، وأثناء السير شاهد صالات الانتظار المخصصة للمسافرين الأجانب ، وكيف تم تحضيرها على أكمل وجه و بها كل سبل الراحة والرقي ، إلى أن وصل إلى باب كبير نوعا ما، ففتحه الضابط ودخل خالد ليغلق الضابط بعدها الباب ويغادر دون أن يتحدث بأي كلمة
نظر خالد حوله وإذ هو داخل غرفة كبيرة جدا غير مجهزة بأي شيء ، يوجد بها عدد كبير جدا من المسافرين ، يفترشون الأرض ويضعون رؤوسهم على حقائبهم ، سار ببطء شديد وكأنه في عالم آخر، نظر إلى الجدران الغريب جدا منظرها ،فلقد كان مرسوما عليها خربشات كثيرة ، وعبارات غريبة لم يفهم معناها ، جلس بجانب الحائط ، دون أن يتحدث مع أحد ، اقترب منه شاب في بداية العشرينات ،وقدم إليه كأسا من الشاي .
- رامي ، من غزة (قالها الشاب مبتسما وجلس بجانب خالد )
- وأنا خالد ، أيضا من غزة .
- ما بالك تبدو وكأنك غريب ، كل من هنا من غزة ، مثلنا ، منهم من الشمال ومنهم من الجنوب لكن تقريبا كلهم يعرفون بعضهم البعض
- لكن !! ماذا يفعلون هنا ، وما هذه الغرفة السيئة جدا التي نجلس بها ، ألسنا في مصر .. ؟؟
- يبدو أنك لم تسافر منذ وقت طويل ، هذه تسمى غرفة الترحيل ، مخصصة للفلسطينيين فقط ،غرفة أشبه بحظائر الحيوانات ،
- لكن ،، لماذا ؟؟
- هههههههه ، لأنك يا صاحبي وباختصار، فلسطيني ... !
قالها رامي وقام ليعود إلى مكانه ، وعيون خالد تراقبه باستغراب شديد ، حتى وضع رأسه على حقيبته وأغمض عينيه ، جالت عيون خالد بين أرجاء هذه الغرفة الأشبه بسجن قد خصص للمجرمين والقتلة ، وما زال الصمت عنوانا لهذه الأحداث ، أخرج من حقيبته أوراقا وبدأ وكتب :


أأنت ... أنت ... !!
قد كنت قد رأيتك قبل اليوم فاتنة ،
كل الحيارى في متاهات السنين يمدون يديهم إليك .
كنت لهم الهوى وكنت أنت ... أنت
يا أيها التي بت لا أعرف لها اسما ،
النبض الذي في صدري وأنا على أرضك الآن ليس نبضي .
ليست عيون العاشقين عيوني ،
ولا ذاك الظمأ لنيل الحياة ظمأي ،
لست القريبة ولا حتى الحبيبة ،
لست الحزينة يا مصر لحزني

كان بحاجة إلى أن يكتب ، فهو السبيل الوحيد له للكلام ، وكان بحاجة أيضا أن يغفو ، فالتعب من السفر كبير جدا ، وضع كفيه تحت رأسه ، وأغمض عينيه ، وما زال يقول أأنت .. أنت ؟؟
******

يبدو انو الرواية ما عجبت اي احد ...
لاني مش شايفة اي تفاعل للاسف فشكلي رح اقفلها
رح انتظر يومين اذا ما كان في تفاعل رح اقفل الرواية



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 14-07-15, 04:48 PM   #6

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الجزء الرابع
بعنوان ... روح أتعبها الحنين ....

كان بحاجة ماسة الى النوم ،كان بحاجة الى أن تعود دقات قلبه الى طبيعتها ، وكأنه يستعد للقاء سيستنفذ كل حنين الكون ، سارت الحافلة بسرعة من مطار القاهرة الذي بات سطرا رمادي اللون في حكايته ، الى معبر رفح البري ، اختلطت عليه الأشياء ، وبات العناوين مبهمة ، فبعد أن كان التفكير في لقاء أحبة القلب يستحوذ على كل حواسه ، باتت أحداث المطار وصورة ذلك السجن (غرفة الترحيل ) تتراءى أمامه فترسم له معالما جديدة ، وتساؤلات لم تتوقف ، ما هو الخراب الذي تحدث عنه ذلك الضابط والذي تنتظره غزة ؟ لماذا لم تعد لي وطنا ؟ أليست هذه مصر ؟، لماذا لا تحمل ملامح العروبة التي كان رمزا لها .؟ هل تغير شيء أثناء غربتي . لا اعتقد ذلك ، فلقد كنت متابعا للأخبار والتطورات أول بأول .

مرت الساعات بسرعة ،لتتوقف الحافلة معلنة عن الوصول، ولم يمر وقت طويل حتى وضع قدمه على أول شبر من قطاع غزة ، أحس بأن هناك سكونا قد استوطن قلبه ، هدأت كل أركانه ،وهو ينظر أمامه ، وحوله ، وصدره يعلو وينخفض ،معلنا عن بداية ثورة شعورية بداخله ،انحنى ببطء وامسك بحفنة من الرمل وقربها من وجهه ،وأغمض عينيه وبدأ يشم برائحة الوطن ، ليقطع هذا السكون صوت رجل : الى أين يا سيدي ؟

فتح عينيه ليرى أمامه رجلا كبيرا قدر رسمت على وجهه كل ملامح الوطن ، أطال النظر في وجهه كأنه يقرأ شيئا ، كان بحاجة الى وقت كي يعود الى طبيعته ، وبهدوء ممزوج بابتسامة صغيرة قال :
- غزة ، أنا ذاهب الى غزة ، بالتحديد الى معسكر الشاطئ .
ابتسم السائق العجوز وقال بروح من الدعابة :
أهلا وسهلا بك يا بني ، في وطنك ، اقصد في معسكر الشاطئ
(بإشارة منه أنه سيوصله )

كانت المسافة من رفح الى غزة تستغرق ساعة تقريبا ، كان بداخله أحاسيس مختلفة ، فهو لا يريد لهذه الساعة أن تمضي بسرعة ،لأنه لا يريد أن يفرغ حنين عينيه التواقتين لهذه البلاد ، ولهذه الشوارع ، ولتلك الوجوه المخملية اللون ، الواضحة المعالم ، التي لو رأيتها في القطب الشمالي لعرفت من الوهلة الأولى أنها من فلسطين ، وفي نفس الوقت كان يريد من هذه الساعة أن تمضي كلمح البصر كي يفرغ حنين قلبه الذي بات صدره لا يتسع له ، وخاصة انه كان متعمدا أن لا يخبر أحدا بمجيئه فلقد أرادها مفاجأة لهم ، كان كل شيء على ما هو عليه بالنسبة له ، أحس انه يعرف هذه البلاد جيدا ، وكأنه غادرها بالأمس فقط على الرغم من الكثير من التغيرات ، إلا أن ملامحها التي رآها آخر مرة ما زالت مرسومة أمام ناظريه ، أحس بدوار بسيط ، التفت الى يساره ، لذلك الرجل الذي يحمل بين تجاعيد وجهه الكثير من الوطن ، سأله :
- أين نحن الآن ؟ وكم نحتاج من الوقت للوصول ؟
- اقتربنا من المنطقة الوسطى ، اقل من نصف ساعة وسنصل يا سيدي .

عادت العاصفة التي هدأت حين وصوله من جديد ، واشتعلت تلك الثورة الشعورية بداخله ، لم يعد أمامه سوى تلك الصور، مدّ يده الى جيبه ليخرجها لكنه أحس بخوف شديد ، وان هناك شيئا يمنعه من ذلك ، لم يعد يعرف معناه ،أهو خوف أن يزادا الشوق والحنين في صدره فلم يعد يقوى عليه ؟ أم انه اقترب من اللحظة المنتظرة فيريد أن يهيئ قلبه بهدوء وسكون لها ، أغمض عينيه قليلا ، ربما استطاع أن يتغلب على إرادة قلبه في أن يمنعها من تقليب هذه الصور أمامه رغما عنه ، أعلن استسلامه لهذه الإرادة وكأنه كان يريدها أن تكون ، تراءت أمامه صورة تلك المرأة الجميلة التي يخشى على قلبه من التوقف حينما يراها ، وذالك الرجل الهادئ كالبحر في مساء بدر مكتمل ، وعمر ، نصف الروح التي تركها هنا ، وعيون سارة الأشبه بقرص الشمس ، وشام التي تجمع بزرقة عينيها حنينه للبحر ، ولحظات الهروب الطفولية التي كان يهرب فيها معها الى ال لا نهاية من هذا العالم الصغير .

قطع هذا الاستسلام الشعوري لإرادة قلبه صوت السائق :
- لقد وصلنا غزة ، أهلا وسهلا بكم .
قالها بابتسامة وكأنه أنجز مهمة كبيرة ، فتح خالد عينيه ببطء شديد ، وكأنه يخشى ما سيراه ،جال ببصره في كل مكان حوله ، ولم يبقى سوى فلم يتبقى سوى دقائق ويصل الى معسكر الشاطئ حيث بيته ، فتح شباك السيارة وبدأ ينظر الى الناس ، الى أطفال المدارس والى البائعين الذين بمجرد ملامسة الشمس الحارقة لعيونهم تتحول الى أشعة ذهبية تملأ الدنيا جمالا ، كان يتفحص عيونهم وحركاتهم ، كان يود أن ينزل فيسلم على كل شخص ، ويقبل جبين كل طفل ، كانت الثورة الشعورية بداخله في هذه اللحظات في أقوى مراحلها ، لم يستطع أن يخفي هذه الثورة التي بدت على وجهه وتصرفاته وحرة وجهه يمنة ويسرة ، وبفضول السائقين المعتاد سأله السائق :
- يبدو انك لم تزر غزة منذ زمن طويل يا سيدي
- صحيح منذ عشر سنوات
أجابه دون أن ينظر إليه ، فلقد تابع النظر الى ما حوله ،
مر من الوقت حوالي عشر دقائق ، تقريبا وفجأة توقفت السيارة ليعود السائق بصوته المليء بالحنين والغربة معا :
وصلنا معسكر الشاطئ يا سيدي .

ما أن قال السائق هذه الكلمات حتى توقف أمام خالد كل شيء ، وتوقفت تلك الثورة الشعورية في لحظة ، لم تعد رموش عينيه تعانق بعضها ، باتت حدقات عيونه اكبر ما يكون ، أحقا حانت اللحظة المنتظرة ؟ ترى .. كيف سألقاهم الآن ؟ ، ماذا سأقول ؟ وأمي هل سأسكن صدرها من جديد ؟ وأبو خالد هل سيبتسم أم أن الكبرياء سيعلو جبينه كالعادة ليعلمني درسا آخر في هذه الحياة ؟ وعمر .. ترى هل الفراق ابعد ملامحه عن الشبه من ملامحي ؟ وسارة طفلتي ، هل كبرت ، وهل طال شعرها الذهبي كأشعة الشمس ؟ وشام .. ترى هل ما زالت تنتظر أم أن عشر سنوات جعلتها تسافر مع البحر الى شاطئ آخر ...؟



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 14-07-15, 04:50 PM   #7

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الجزء الخامس :
لقاء الضياء ....


- خالد ... مستحيل .. !!
لف بصره ليبحث عن صاحب هذا الصوت الذي مر على قلبه قبل أذنه ، فهو يحمل شيئا كبيرا ، استدار الى الخلف وإذ به يراه ، يرى عمر، أخوه وصاحبه ورفيق دربه وطفولته وحياته ، لم يصدق عينيه ، بدأت الدموع بالتساقط ، كان حنينه يريده أن يندفع بقوة ليعانق عمر ، لكن قدماه كانتا مثبتتان في الأرض ، لا يقوى على الحراك خطوة واحدة ، ليقترب منه عمر وينظر في وجهه وكأنه يبحث عن شيء .
- ( والدموع حاضرة) أنا لا اصدق ، خالد، متى أتيت ،ولماذا لم تخبرنا ؟
- نعم .. نعم خالد يا عمر ، خالد يا حبيب القلب ، أردت أن تكون مفاجأة ..
(وبابتسامة صغيرة ممزوجة بالدموع أراد من خلالها أن يعيد ذاكرة الطفولة وكأنه يشتاق لمشاكسة عمر)
- ماذا.. يبدو أن المفاجأة لم تعجبك ، على كل حال لا تقلق لقد أحضرت لك كل شيء .

لكن الكلمات لم تغير من حال عمر ، فلقد بقي كما هو يطيل النظر الى وجه أخيه ويبكي، ليقترب كثيرا ويعانقه بقوة كأنه يفرغ في حضنه سنوات من الحنين ، وقال :
- لقد أطلت الغياب يا أخي ، أطلته كثيرا

حمل عمر الحقائب عن خالد وسارا معا باتجاه المنزل ، توقف خالد عن السير فجأة فسأله عمر :
- لماذا توقفت يا خالد ؟
- لا .... اذهب أنت أولا ،، كنت اعتقد أنني سأتحمل لحظات اللقاء ، لكن بعد لقائك أيقنت أن قلبي ضعيفٌ جدا ولن أقوى على مفاجأة الشوق والحنين ، اسبقني ، واخبرهم أنني أتيت ، اخبرهم أنني في طريقي إليهم ... !

وانطلق عمر بسرعة يحمل الحقائب باتجاه البيت ، وبقي خالد مكانه محاولا أن يستعيد شيئا من قواه الشعورية وان يهيئ روحه لمعانقة روح أخرى بعد قليل ، بدأ بالسير ببطء كعجوز يحمل على كاهله حمل السنين ، وفجأة إذ به يسمع صوتا يأتي من بعيد ينادي عليه بخالد .. خالد .. ولدي خالد ... !!
رفع عينيه رأى أمه تركض من بعيد ، تتجه نحوه كإعصار حنان جارف ، لم تعد قدماه متعبة ، ولا ثقيلة ، عاد كالطفل في لحظات ، بدأ بالركض وقلبه يسبقه نحوها ، وبصوت هز كل مكان ، نادي عليها .. بأمي .. أمي !

كان يركض نحوها بلا وعي ، يسترجع ذكريات سنوات طويلة ، مر أمامه شريط حياته كلها ، منذ أن كان طفلا الى تلك اللحظة التي ودع فيها غزة ، ليقف الآن أمامها ، أمام وجهها ، أمام عينيها الأجمل من أي شيء ، مدت يدها إليه ، تلمس قسمات وجهه الجميلة ، تداعب شعره كطفل عمره عام فقط ، لم تنطق بأي كلمة ، كانت تمسح دموعها كي لا تحول بينها وبين رؤيته ، كانت تخشى أن ترمش بعينيها لحظة وهو أمامها ، لتفتح ذراعيها معلنة بدء مراسم اللقاء الكبير ، لقاء الأرواح المتعبة من فرط الحنين ، لم يشعر بنفسه في تلك اللحظة ، اندفع بقوة الى صدرها ، وهو يبكي ، يفيق من وعيه لحظة فينحني ليقبل قدمها ، ثم يتذكر حضنها الذي له أجمل وطن فيعود بسرعة ليغفو على كتفها كطفل صغير يخشى أن تغادر أمه وتتركه وحده ،
اجتمع حوله كل من في الشارع ، الجيران والأصحاب وأقربائه ، كان المشهد اكبر من أي شيء ، فالدموع لم تتوقف ، والابتسامات كانت حاضرة ، والفرحة بعودة ابن مخيمهم الطبيب الذي لطالما رفعو رؤوسهم به أثناء دراسته وعمله لتحقيق انجازات كبيرة في عالم الطب والعمليات الجراحية ، سلم عليهم واحدا واحدا وكان أثناء ذلك يمسك بيد أمه ويخشى عليها أن تتركه مرة أخرى ، وانطلق مع أمه وعمر الى البيت ، كانت تسير يحفها كبريائها ، لم تتحدث باي كلمة ، فقط تنظر الى ابنها وتبكي وتبتسم ، ليقطع هذا الصمت عمر بروح الدعابة المعروفة عنه :
- ها هو قد عاد خالد يا ست وفاء ... اقصد ابنك خالد ، في كل يوم تشعرينني انك لم تنجبي إلا هو
فتضحك أمه ويضحك خالد ويقول له :
- أما زلت كما أنت ... بالتأكيد تتعبها بمشاكستك .. !!

وصل الجميع الى البيت ، لم يكن شيئا قد تغير ، كل شيئا على ما هو عليه ، راح يجول ببصره في أنحاء المنزل ، ويقف عند كل زاوية فيه ، يستعيد تلك الذكريات التي كانت هنا ، فهنا كان يركض هاربا من عمر حينما كان يقول لامه عنه انه فعل شيئا ، وهناك في تلك الزاوية كان يقفز محاولا أن بضفائر أمه وهي تحيك ملابس الشتاء لهم فتضربه وتبعده ، وفجأة توقفت عيناه على لوحة معلقة على الحائط ، كانت عبارة عن طفلة صغيرة ، إنها لوحة الشمس ، هكذا أطلق عليها حينما رسمها ، وكانت لأخته سارة . التفت حوله وكأنه تذكر شيئا قال :
- أمي أين سارة ... وأين أبي ؟
- سارة في المدرسة ستعود بعد ساعة تقريبا ، ووالدك على شاطئ البحر يعود بعد صلاة الظهر مباشرة
- حسنا .. سأذهب إليه ، أين هو بالتحديد ؟
- في نفس المكان الذي تعرفه ، بجانب قاربه ، ستجده هناك

انطلق خالد يحمل بداخله أكثر من شوق لأكثر من شيء ، فهو ذاهب للقاء روح أخرى ، وأيضا ذاهب ليرى البحر ، ليكحل قدميه من ترابه الصفراء ، ليشم عبق الطفولة التي بدأت تعود بعد أن كانت هاربة . وصل الى حيث المكان الذي يوجد به والده ، ومن مكان عال نظر الى الشاطئ يبحث عنه ، وقع بصره على القارب ،يتذكره جيدا ، فلطالما ركبه مع والده أثناء الصيد ، وكان يطل من خلف القارب رأس والده الذي يجلس وينثر أمامه شبكته ، يلتقط منها ما اصطاد من الأسماك ، نزل الى الشاطئ ،
واقترب من والده وسار فوق باتجاه والده الذي كان يخفض بصره باتجاه الشبكة ،، ليرفع رأسه ويقول :
- هيه .. أنت .. إلا ترى.. ؟
فيبتسم خالد : أرى .. أرى جيدا يا أبي
رفع بصره نحو خالد ، لم يصدق ، وقال بكلمات متقطعة متعبة من فرط وجع السنين :
- من ؟ .. خالد .. ولدي .. ؟؟
خالد والدموع في عينيه :
- نعم يا ابو خالد ... ولدك .. ولدك الذي يشتاق حضنك كثيرا
مد يديه المتشققتين وامسك بيدي خالد ، ليساعده على الوقوف ، وقف ووضع يديه على كتفه ثم أعادها بسرعة وقال والدموع في عينيه :
- اعذرني .. اعذرني يا ولدي فيداي بهما بقايا اسماك
فأسرع خالد الى يدي والده وقبلهما بقوة وحملهما ووضعهما على كتفه ثم عانقه بقوة وقال:
- يداك هذه اطهر من كل الدنيا يا والدي ... اطهر من كل الدنيا
كانت أم خالد تعد طعام الغذاء ، فاليوم عيد ، وليس أي عيد ، انه اليوم الذي تنتظره منذ عشر سنوات ، وقد عادت سارة من المدرسة وأخبرتها بعودة خالد ففرحت كثيرا ، وصعدت الى غرفتها بسرعة لترتدي أجمل فستان عندها كأنها تجهز نفسها ليوم الزفاف ، تريد أن يراها خالد بأبهى صورة فهي جميلته الصغيرة ، طفلته المدللة ، حبيبته ، روح فؤاده
عاد خالد ووالده الى البيت ، البيت الذي لم تغمره فرحة كهذه منذ زمن، كان الجميع في سعادة لا يمكن وصفها ، وبمجرد أن دخل خالد البيت نادي بصوت عال :
- سارة ... سارة
فضحكت الأم وقالت :
- أتسأل عن العروس ،إنها تجهز نفسها في غرفتها منذ ساعة (فضحك الجميع)
وخرجت سارة من غرفتها ، ترتدي فستانا ازرقا كلون السماء ، وتضع شالا على رأسها تربط بها شعرها الذهبي ، وتسير بكبرياء كأنها ملكة ، تأسر كل من ينظر إليها ، كانت تبدو عروسا على الرغم من صغر سنها فلقد كانت حينها صاحبة الثلاثة عشر ربيعا

اقتربت من خالد ، وابتسمت فكأنما أخذته لعالم من الضياء والجمال ، انحنى قليلا وقبل رأسها وعانقها وحملها بين ذراعيه وهمس لها كي لا يسمع حديثهما احد :
- كبرتي أيتها الصغيرة ، أصبحت ملكة ، يبدو أنني سأغير رأيي وسأتزوجك بدلا من شام
فرفعت طرف عينها وقالت في دلال وكبرياء كأنها امرأة كبيرة :
- سأفكر في الأمر .
فضحك خالد ضحكة عاليه سمعها الجميع فضحكوا معه دون أن يعلموا السبب ، وقطعت المشهد الأم
- سارة ، تعالي وساعديني في تجهيز الطعام ، وأنت يا خالد اغسل يديك واستعد للعذاء
- لا يا أمي ، هناك شيء لا بد أن أقوم به الآن ، لن أطيل سأعود بسرعة
- لكن يا أمي أنت لم تأكل منذ فترة ، ومتعب من السفر ، ما هذا الشيء الأهم من ذلك ،
- سامحيني يا أمي ، لكن ، لا مجال للنقاش ، فأنا لا بد أن اذهب

خرج خالد من البيت وأمه تنظر إليه دون أن تمنعه فهي تعلم أين يذهب، ولا مجال للنقاش كما قال .
***
**
*


ان شاء الله بس اخلص كتابة للجزء السادس رح انزلو
قراءة ممتعة ^_^



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 14-07-15, 04:52 PM   #8

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


السلام عليكم
هادا الجزء السادس من الرواية والجزء قصير ان شاء الله رح احاول اخلص الجزء السابع اليوم وبكرة وانزلو بالليل الساعة 12 بكرة

بس ملاحظة عنا بغزة او فلسطين بشكل عام الخطوبة عبارة عن الفترة يلي بعد كتب الكتاب وقبل حفل الزواج

اترككم مع الرواية واتمنى تستمتعو ^_^

الجزء السادس
شامية يا أنتِ



كانت تعلم بوصوله ، فلقد علم كل من في المخيم ، أسرعت بالعودة من المستشفى فلقد كانت تعمل ممرضة هناك ، عادت الى البيت وكأن اليوم هو يوم زفافها ، أسرعت الى غرفتها ، ارتدت الفستان الوردي الذي أرسله لها قبل ستة شهور هدية عيد ميلادها ، نثرت شعرها فلقد كان يقول لها دوما ، أحب شعرك أن يكون منثورا كموج البحر ، وأسرعت الى فناء منزلهم الذي كان يطل مباشرة على البحر ، عند تلك الشجرة الكبيرة جدا ، التي كانت مكانا للقاء ، جلست على الكرسي الخشبي الذي صنعه يوما لها ، وبدأت لحظات الانتظار
- أما زلت تجلسين هنا منذ أن تركتك من عشر سنوات ؟
أحست الدم يرتجف في عروقها ، وارتعشت أوصالها ، لكنها عنيدة البحر قالت وهي تلف وجهها عنه
- عشر سنوات وثلاثة شهور وستة أيام
- يااه ، أكنت تعدين الأيام !
- كل يوم عندي بألف عام ، لم تمر ليلة لم أحدثك فيها ، ولم اقرأ قصائدك التي أحفظها أكثر من اسمي
- حقا ! أما زلت تحفظين قصائدي ؟
قالت بنبرة ممزوجة بالدلال :
- اختبرني !
نظر خالد الى البحر، وكأنه يقلب أوراقه يبحث عن تلك الكلمات التي تاهت بين الكتب الكثيرة ، لكنها ما زالت هنا في صدر هذه الفتاة ، تحملها كقلبها ، وتذكر أول قصيدة كتبها في حياته وكانت تحمل عنوان :
"عينها هما الوطن !" ... ترنم:
- يا أيها البحر الذي قد كنت يوماً للصغار وطن
لم تتركه يكمل ، ولم تأخذ وقتا للتفكير في كلمات عمرها أكثر من عشر سنوات ، فهي تحفظها كإسمها ،قالت:
- يا أيها البحر الذي قد كنت يوماً للصغار وطن
هلاّ سألت الشمس عن لقيا الأحبةِ
عن نقاءِ الحلمِ منذُ زمن
هلاّ سألت الليل عن شوقٍ وأغنية نغنيها معاً
يا أيها البحر المعبق بالحنين وبالبكاء وبالشجن
قاطعها خالد ليكمل السطر الأخير كما بدأ
- اصمت قليلا يا رفيق العاشقين
ارحل
فمنذ رأيتها باتت عيون الشامِ لي (وطناً)
فما أدفى (الوطنْ)!

لحظة صمت كانت كفيلة أن تملأ القلوب بفيض من الحنين ، لم تكن تجمعهما خطوبة فقط ، لم يكن حبهما عاديا ،فهذه الشامية لم تفارقه منذ ان كان طفلا ، لقد استشهد والدها وهي في السادسة من العمر ، كانت وحيدته ، ليصبح والده مسئولا عنها وعن أمها ،كل من في المخيم يعرف قصة هاذين الطفلين ، جدران المخيم وشوارعه الضيقة التي كانت تهرب منه فيها وتتحداه أن وجدها أن تعطيه أسورة أو طوقا ، عشر سنوات قد مرت على خطبتها له ، لم تره سوى ثلاثة أيام فقط ، كان صدرها مليئا بالحنين

- أستبقين هكذا تلفين وجهك عني ؟
( قالها خالد بعد صمت طويل ، فمنذ أن بدأ اللقاء لم تسمح له أن يرى وجهها )
قالت في دلال وعناد أثار بداخله عاطفة كالبركان :
- لقد وصلت قبل ساعة من الآن ، لم أكن أول من تراه ، فلماذا الآن تريد أن تراني ؟
- لكنني ذهبت لأرى أمي وأبي وأخي وسارة ، ومن ثم جئت إليك ؟
قامت من مكانها دون أن تلتفت له ، وقالت
- هل كانوا يعدون الثواني في غيابك مثلي ، هل سهروا الليالي بانتظارك مثلي ، هل بكوا كما بكيت ، أنا أولى من أي شيء
وغادرت المكان وهو ينظر الى البحر في كبرياء آخر ، وكأنه هو الذي يحادثه ،لف بصره عليها وهي تغادر ، وابتسم قائلا :
- يا لعنادك الذي يقتلني ، مازلت شامية يا أنت ... !!

***
**
*


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 14-07-15, 04:53 PM   #9

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الجزء السابع
صورة وذكرى ...


لم يكن البيت غربيا على خالد ، عشر سنوات لم تغير به شيئا، فكل
زاوية محفورة في ذاكرته ، وله فيها ألف حكاية وحكاية، إلا شيئا واحدا
فقط، إنها غرفة عمر ، حينما دخلها أحس بشيء غريب بداخله، نظر
حوله وإذ به يرى صورا معلقة على كل جدران الغرفة لأشخاص يعرفهم
جيدا، كانت كل صورة واضحة المعالم والملامح ليس بحاجة إلى من
يروي قصتها، فالحكاية معروفة، تقدم خطوات مثقلة نحو صورة كانت
معلقة على يمينه،
- عمر أليس هذا عماد صديقنا؟
- نعم، نعم يا خالد، إنه عماد صديقنا، استشهد قبل عامين في عملية اغتيال له ولاثنين من رفاقه، تعرفهم جيدا، هذه صورهم، محمد ونزار
نظر خالد إلى الصور التي أشار إليها عمر، وعينيه لا تصدق، تحتار ببين
ذرف الدموع، وبين النظر بشوق لرفاق طفولة لا يمكن لعشر سنوات ولا
لمئة سنة أن تمحوها
وبجانب كل هذه الصور كانت صورة لطفل يطل الفجر من عينيه، توقف
خالد بنظره أمامه وقبل أن يسأل أجابه خالد


هذا معتصم، ابن خالتك أسماء، استشهد قبل عام ونصف أثناء قصف الاحتلال الصهيوني لمنزلهم، فأنت تعرف أنهم يسكنون قريبا من الحدود هناك
لم يتحدث خالد بكلمة، فالدهشة مما يرى ويسمع تجبره على الصمت،
مع يضع دمعات تلون عينيه البنيتين، لكن عمر كان يفهم أخيه جيدا
دون أن يتحدث ، قطع صمته مباشرة وقال :
-هذا طريقهم يا أخي، اختاروه وساروا فيه بكل إرادة، باعوا الدنيا، واشتروا الآخرة ،جاهدوا في سبيل الله حق جهاده،فاصطفاهم الله شهداء، صدقوا الله فصدقهم، ورسموا بدمهم لمن خلفهم طريقا عنوانه ، إما نصرا أو شهادة

لم تبدل الكلمات التي قالها عمر صمت خالد إلى حديث، بل جعلته
صامتا أطول وأقوى، فهو كان في عالم آخر غير ما يرى وغير ما يسمع ،
كل ما كان يفكر بيه هناك هو المستقبل ، الشهادات العلمية ، البيت ،
السيارة ، المال، العمليات الجراحية الناجحة، لم ينسَ الوطن، لم ينسَ غزة
ولا فلسطين، لكن مفهوم الوطن عنده غير ما يراه ويسمعه الآن الوطن

هو النجاح في عمله، وحمل ما تعلمه واكتسبه خلال السنوات العشر إلى
هنا، ليعلي به شان وطنه.
أفكار باتت تجول في خاطره وأمام عينيه بقوة لا يستطع أن يمنعها،

- خالد ، مسا الذي يبقيك مستيقظا إلى هذه الساعة يا ولدي ،أعرفك لست معتادا على السهر؟

أوقف هذا الصوت تلك الثورة لتي كانت تجول في خاطر خالد ،كان صوت أمه ليجد نفسه واقفا في وسط الصالة لا يدري ما الذي أتى به إلى هنا ، وبصوت مختنق :
- لا شيء يا أمي ، لا شيء، تعرفين فأنا بحاجة إلى وقت كي أعتاد على غرفتي ، لكن أنت ما الذي يوقظك إلى هذه اللحظة؟
- الآن موعد الدواء لوالدك ، وأردت أن أطمئن على عمر فلقد حان موعد خروجه
- عمر، أمي الساعة الآن الثانية صباحا، أين سيخرج عمر؟
- فجأة قطع الحديث صوت والده وهو ينادي على أمه ، فابتسمت وقالت :
- سأرى والدك وأعود


وقف خالد والدهشة تلفه وتسكن ملامح وجهه أين سيذهب عمر الآن ،ربما سيذهب ليحضر شيئا لوالدي، لا لا فلقد قالت أمي (حان موعد خروجه) يعني أنه معتاد على الخروج الآن،
قطع حديث النفس خطوات سن أعلى، رفع خالد بصره عاليا إلى أعلى
السلم في وسط المنازل وإذ به يرى عمر، يرتدي بدلته العسكرية ويمسك
بسلاحه في يده، ينزل على السلم كالشمس في هيبتها عند الصباح، لم
يصدق خالد ما رأته عيناه، وبقي صامتا ينظر إلى عمر وعيناه اكبر من
حجمها الطبيعي
قطع الصمت مرة أخرى صوت أمه وهي آتية من الغرفة ،
- عمر، الحمد لله أنك مستيقظ يا ولدي ، كنت سأصعد كي أوقظك .
- لم انم يا أمي ، كنت أتابع إخواني فالليلة بها شيء من الخطر
- حماكم الله وحرسكم بعينه التي لا تنام، انتظر كي أحضر الطعام الذي أعددته لكم
كان خالد واقفا بين عمر وامه ينظر ولا يدري ماذا يقول، ولا يفهم شيئا
مما يحدث، لم يستطع الانتظار فالفضول بات يقتله ،

عمر ، ما هذا الذي ترتديه، وأين ستذهب، وما القصة بالضبط ؟
ابتسم عمر لسؤال أخيه وقال :
- كما ترى، سأذهب الآن للرباط على ثغور غزة،
- ولكن.. (قطع الحديث صوت أمه وهي آتية من المطبخ تحمل معها طعاما للمجاهدين)
- عمر، تفضل يا بني، وإن أردت المزيد اتصل بي وأخبرني لأجهزه
- حاضر يا أمي، (وانحنى وقبل يدها وغادر)
لفت الأم عينيها نحو خالد وقالت:
- حبيبي اصعد لتنم فلقد تأخر الوقت كي تستطيع القيام لصلاة الفجر وأنا سأرى والدك
وغادرت الصالة باتجاه الغرفة وتركت خلفها عشرات الأسئلة التي تجول في خاطر خالد والتي جعلته يقف بلا حراك يحاول أن يجد تفسيرا لما يحدث ،ما قصة أصدقاء الطفولة، ولماذا استشهدوا وهم في ريعان شبابهم، أين يذهب عمر؟ وما هذا الرباط الذي يتحدث عنه؟ وكيف تسمح له أمي
بالذهاب؟ وهي تعلم أنه ربما لن يعود؟ كانت كل هذه التساؤلات كطيف
اجتاح رأس هذا الطبيب الماهر الذي لا يعرف عن الوطن إلا أطفال
الحجارة والمظاهرات
أفاق من توهانه هذا ليجد نفسه أمام سريره وما إن رآه حتى استلقى على
ظهره وذهب في نوم عميق جدا كأنه لم ينم منذ سنوات،
نعم أغلقت عيناه لكن هل توقفت علامات الاستفهام عن التحليق حول
رأسه ؟ علّ الصبح عمل لهذا السؤال إجابة
***
**
*


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 14-07-15, 04:55 PM   #10

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الجزء الثامن
لحظات مسروقة .. !!



- خالد، خالد ، أما زلت نائما، قم يا رجل، فشام منذ شروق الشمس تنتظرك
فتح خالد عينيه المتعبتين، ليرى أمامه سارة تنثر شعرها كخيوط الشمس
على كتفه ، في لحظة عاد إلى ما قبل عشر سنوات حينما كانت تأتي
وتوقظه هكذا، أغمض عينه قليلا كي تظن أنه عاد للنوم وتبقى تمارس
لعبة الإيقاظ هذه ، وفجأة نهض وأمسك بها، لتعلي سارة ضحكتها
الطفولية لتملئ هذا الصبح عبقا من الفرح .
اقتربت الصغيرة منه قليلا، وقالت وهي تهز كتفها بدلال :
- هيا لتفطر، فشام جاءت منذ الفجر كي تحضر لك الطعام مع أمي !

ابتسم خالد ، فالأسباب التي تجعله يبتسم كثيرة، هذا الصباح الربيعي
الملامح ، وهذا الوجه الملائكي الصغير الذي يشرق كالشمس في أنحاء
غرفته وتلك الحبيبية التي جاءت تحمل معها عشق السنين وكبرياء البحر
وهو الذي يملئه لها شوق وحنين.

نهض عن سريره وارتدى ملابس جميلة وأسرع بالنزول إلى الصالة،كان
الجميع بانتظاره والده وأمه وعمر وسارة وشام، كانت سارة تجلس بجانب
شام ومجرد أن رأت خالد قامت من مكانها كي يجلس، ضحك الجميع
يصوت عال لتصرف هذه الصغيرة المشاكسة

ألقى السلام بأدب وقبل يد أمه ورأس والده وجلس بجانب شام دون أن
ينطق بحرف لكنه نظر إليها نظرة أخبرتها بكل ما في قلبه ، فابتسمت
ولفت طرف عينها بدلال جعلت الشوق بدلا من أن ينطفئ، أن يزداد
اشتعالا

تبادلت العائلة أطراف الحديث، وكان خالد يسال عن الجيران والأقارب
وأهل المخيم، من توفى، ومن تزوج، ومن رحل ؟

انتهى الجميع من تناول الإفطار فصعد عمر إلى غرفته لينام قليلا بعد ليلة
الرباط التي قضاها، وقام والد خالد للعمل في البحر، وقامت أم خالد إلى
المطبخ ونادت على سارة بأن تساعدها وبقيت الأرواح المحلقة في سماء
الشوق، لم يعد هناك مجالا للصمت، وكعادته خالد يستسلم لكبرياء
شام، لف عينيه إليها وقال :
- سنذهب أنا أنت في جولة طويلة اليوم، أريد أن أرى غزة،كل
مكان في غزة، ما رأيك؟
- (بابتسامة صغيرة)، أهذا هو السبب فقط؟
- لا ليس هذا هو السبب فقط، أريد أن أعود طفلا كما كنت
معك ، اركض على الشاطئ وتلحقين بي ، تختبئين في أزقة المخيم
الصغيرة، خلف الأطفال الصغار ، وأبقى أبحث عنك، وبعد أن
أجدك تعطيني إسورة أو طوقا، هل تذكرين؟
- أما زالت إسورتي معك؟
- لم تفارقني أبدا؟
- والخارطة المنقوش عليها اسمي واسمك؟
- (مد يده إل صدره وأخرجها) ها هي، لم تفارقني لحظة واحدة؟
ابتسمت بخجل، وهزت برأسها بهدوء دليل على الرضا والقبول بما طلب
منها
أمسك بيدها ليخرجا معا دون أن يشعر بهما أحد، وقبل الخروج لحقتهما
سارة الصغيرة. أين تهربون؟
فتوقف الاثنان لحظة ثم نظرا إلى بعض وضحكا ضحكة عالية
عاد لها خالد واخبرها أن لا تخبر أحدا بان خالد خرج مع شام وأنه سيعطيها هدية كبيرة حين يعود، نظرت إليه سارة بعين واحدة وبعد تفكير
قصير وافقت
***
سار خالد وشام في أزقة المخيم، وفي كل خطوة كانوا يخطونها كانت تعود بهم إلى الوراء حيث الطفولة المرسومة في كل زاوية وكل حائط، أمسك
بيدها كما كان يفعل، أحست بأن الجدران حولها تعود معها عشرين
سنة ، تذكرت حينما كان يمسك يدها فتسأله لماذا، قيخجل ويصمت
ويقول لا أدري فتنزع من يده يدها بدلال وتقول حينا تدري فلتمسك
بيدي، لفت عينيها إليه وسألته سؤال الطفولة محاولة انتزاع اعتراف الحب
الذي خبأه عشرات السنين خلف كلماته ونظرته

- لماذا تمسك يدي ؟
صمت قليلا وابتسم فلقد كان يعرف ما تقصده، لكنه كان أكثر ذكاء
منها فأجاب :
- لأني اريد أن أعود طفلا
ففكرت قليلا في إجابته وسألته :
- ولماذا كنت تمسك يدي حينما كنت طفلا إذا ؟
وقتها كانا قد وصلا إلى البحر جلسا على صخرة صغيرة على الشاطئ
وهي تنتظر إجابته، تنتظر اعترافه ظنا منها أنها وصلت إليه بعد سؤالها
الثاني
نظر خالد إذ عينيها وقال :
- ليت هذه اللحظات المسروقة من الزمن لا تنتهي، أمسكت بيدك كي أعود إلى ربيع حياتي ، إلى طفولتي التي عنوانها أنت
صمت قليلا، انتظرته ليكمل وهو ينظر إلى البحر، لم تستطع الانتظار
فقطعت هذيانه وقالت بنبرة من الغضب الممزوج بالدلال :
- أعرف ذلك، قد قلته قبل قليل، وسألتك إن كنت قد أمسكت يدي الآن لتعود طفلا، فلماذا كنت تمسك يدي حينما كنت طفلا ؟
أدار عينه إليها بابتسامة صغيرة وقام من على الصخرة ووقف أمام البحر
وهدوء قال :
- حينما كنت طفلا ، كان هناك شيء كبير بداخلي لك ، لم أكن أعرف ما هو
بدأ الارتياح يعود إلى شام تدريجيا لكنه ممزوج بالقلق و والترقب مما سيتلوه ،
أكمل خالد حديثه :
- فكنت أحيانا أمسك يدك كي أصبح كبيرا ، أحاول أن أجد تفسيرا لما بداخلي
عادت ملامح شام للغضب شيئا فشيئا وقامت من مكانها وبقوة لفت
كتفه إليها وقالت في عصبية :
- حينما كنت صغيرا كنت تمسك يدي كي تكون كبيرا ، والآن
قسك يدي كي تعود صغيرا
هذا كل ما في الأمر إذا، ما رأيك لو أجريت عليّ تجربة من تجاربك الطبية
ولفت وجهها عنه، فذهب ووقف أمامها ، فعادت ولفت وجهها، ثم كرر
ذلك ووقف أمامها ، فتركته ومشت وهو ينظر إليها كما البحر في عنفوان
عشقها المخملي هذا، وبصوته الذي كان يناديها به حينما كان يذهب
إلى بيتها ليهربا معا قال :

- شام
فتوقفت وأحست أن الموج المضطرب في عينيها قد هدأ

- احبك جدا.. وجدا.. وجدا
قالها أخيرا ونطق بها لسانه بعدما بقي قلبه ينطقها عشرين سنة، والطفلة
التي لا تكبر في عينيه أبدا بقيت مكانها بدون حراك، وكلمة ( جدا وجدا
وجدا) ما زالت تلوح أمام عينيها كأغنية مطر
وفجأة قطع هذه اللحظات المسروقة صوت سارة الصغيرة من بعيد ينادي
خالد ، خالد وهي متعبة جدا من الركض، جرى نحوها خالد فلقد أحس
بأن خطبا قد حدث

- سارة. سارة ما بك يا حبيبتي؟
(صمتت قليلا وهي تحاول التقاط أنفاسها) وقالت :
- أبي، أبي يا خالد، متعب جدا وحالته خطيرة
***



الجزء التاسع ان شاء الله رح انزلو بعد العيد



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:48 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.