آخر 10 مشاركات
جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          الحب الأزرق *مميزة & مكتملة* (الكاتـب : Fatma nour - )           »          608 - المرأة الضائعة - روايات عبير دار ميوزيك (الكاتـب : samahss - )           »          554 - حب بلا أمل - catheen west - د.م (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          حبي الذي يموت - ميشيل ريد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          جنون الرغبة (15) للكاتبة: Sarah Morgan *كاملة+روابط* (الكاتـب : مستكاوى - )           »          ذنوب مُقيدة بالنسيان *مكتملة* (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          زوجة بالميراث (127) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          398 - لن تسامح - داي لوكلير (الكاتـب : سيرينا - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree60Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-10-15, 03:22 PM   #131

nana41

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nana41

? العضوٌ??? » 38662
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 5,353
?  مُ?إني » italy
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moshtaqa مشاهدة المشاركة
طلعتي حافظة الرواية اكثر مني
ههههههههههههههه
الله يسعدك ضحكت ضحك على نفسي ..
اكتب وما ادري عن حالي
ههههههههه شككتينى فى قراءتى ولهيك قررت اعيد الرواية من جديد واستمتع برائعتك مرة اخرة وعندما وصلت الى هذه الجملة اعدت قراءتها مرتين قلت مابدهاش لازم انقلها لبلقيس لحتى تستعيد ذاكرتها

فى انتظار الفصل غاليتى


nana41 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 24-10-15, 03:54 PM   #132

فاطمة راضي

مشرفة المنتدى العام

alkap ~
 
الصورة الرمزية فاطمة راضي

? العضوٌ??? » 248669
?  التسِجيلٌ » Jun 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,531
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 2 والزوار 1)
‏فاطمة راضي*, ‏زهرة نيسان 84+


بإنتظارك بلقيس
باقي أقل من عشر دقائق


فاطمة راضي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-10-15, 04:02 PM   #133

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي

إحم ..
دقائق وينزل الفصل :$


moshtaqa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-10-15, 04:04 PM   #134

فاطمة راضي

مشرفة المنتدى العام

alkap ~
 
الصورة الرمزية فاطمة راضي

? العضوٌ??? » 248669
?  التسِجيلٌ » Jun 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,531
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مرحبا ببلقيس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 5 والزوار 1)
‏فاطمة راضي*, ‏najla1982, ‏خفوق الشوق, ‏moshtaqa, ‏زهرة نيسان 84+


فاطمة راضي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-10-15, 04:13 PM   #135

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 6 والزوار 1)
‏rontii, ‏najla1982, ‏moshtaqa, ‏خفوق الشوق, ‏زهرة نيسان 84


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 24-10-15, 04:19 PM   #136

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي

\
مساء الخير بتوقيت كوالالمبور..
نهار سعيد بتوقيت الوطن..
كيف حال الجميع؟ أتمنى أن تكونوا بخير
حين بدأت بكتابة "رقصة سما" .. لم يخطر ببالي انها ستكون أمتداداً لـ "حرب مع الراء" ذلك أن الخطوط العريضة للرواية كانت للبطلين فقط ولم أحدد حينها اي شخوص آخرين .. أظنها طبيعتي في الكتابة .. أرسم الخط الأول ثم ترسم الأحداث نفسها .. لذلك وجدت نفسي وأنا أكتب أفكر في يوسف وأنجل وكل الشخوص الذين عشنا معهم في "حرب مع الراء" ودون ارادة استحضرتهم جميعاً .. وبدا "الوطن" و"الحب" و"الحرب" قضايا تستحق ان يعاد مناقشتها .. فلا أجمل من وطن في حب وحب في وطن ولا ابشع من حرب تمزق الوطن والحب معاً ...
الحروب انواع .. قد تكون حربنا هنا .. حرباً راقصة بين قلوب جائها الحب أما متأخراً أو متنكراً ! .. وما أبشع وأقسى الحروب التي لا تقام بين أوطان بل بين قلوب .. عندها لن يموت الكثير من الضحايا .. لكن سيموت في الضحايا الكثير ! ..
\
احب ان أوجه شكر خاص .. يليق بخصوصية وتفرد السيدة العشتارية التي ساعدتني في التصاميم
كاري.. شكراً لكِ .. شكراً كثيراً .. ودعيني لا أزيد .. أظنكِ تعلمين كم أنا ممتنة لكرم قلبكْ ..ايتها العشتارية !
\
لي رجاء صغير .. لا في الحقيقة رجائين صغيرين
الأول .. وهو ليس رجاء خاص بروايتي انما هو رجاء عام لكل قارئ هنا .. أرجو اذا مررتم برواية واثاركم الفضول لقرائتها ان تتركوا ردا حقيقياً ! لا رداً "معلّباً" من خانة الرد الجاهز .. فنحن حين نكتب لا نسطر حروفاً فقط انما ننزف شيئا من روحنا .. كل حرف تقرأونه يحمل جيناتنا الروحية ومزاجنا العاطفي .. فأرجو أن نحظى برد دافئ يشعرنا بأهمية ما نكتبه لكم .. وبقيمته لديكم .. وأنا هنا لا أقول ان تكتبوا مديحاً او شئ من هذا القبيل .. انا اجزم ان كل كاتبة ترحب بالنقد كما ترحب بالإطراء .. فليس أجمل من قارئ يريد لكاتبه التقدم فينقده ليقوّمه ..
الرجاء الثاني وهو أن تضعوا توقيع من تواقيع الرواية ضمن تواقيعكم الشخصية لضمان الإنتشار ..
أوه في الحقيقة تذكرت رجاء ثالث.. لا تبخلوا على روايتي بالتقييم والإعجاب .. -إن نالت إعجابكم-

أعرف أنني قد أطلت .. يقال عني اني ثرثارة .. والحق .. أنني كذلك
أترككم مع أولى رقصاتنا.. قراءة ممتعة




الرقصة الأولى
رقصة الدحة * !
* تعتبر الدحة من رقصات الحرب التي تهدف الى ادخال الرعب في قلوب الاعداء او للاحتفال بالنصر بعد المعركة
.












نزلت من السيارة الفاخرة .. تتخبط قليلاً فوق كعب حذائها .. كم تكره الكعب العالي .. لم ترتديه سوى مرة واحدة وهي مرة لا تريد ان تتذكرها .. لذا فإن قلبها يخفق الآن بضيق وهي تحاول بكل جهدها ان لا تتذكر .. رددت بين شفتيها دون ان يسمعها احد "أبيض، أبيض، أبيض" واغمضت عينيها قليلاً ليكتسح اللون الأبيض خيالها .. هادئاً ، ساكناً، حيادياً، ومسالماً .. اخذت نفساً عميقاً ثم خطت خطوة أخرى .. لتفيقها الزغاريد التي انطلقت من كل حدب وصوب تعلن حضورها.. لم تتعود على هذا الكم الكبير من لفت النظر .. لقد كانت دوما تعيش في الظل .. نسخة لا مرئية كألاف النسخ التي تعيش في هذه الغربة الباردة .. لكنها منذ عام بدأت تخطو نحو الضوء.. الضوء الذي صاحب دخول وليد الى حياتها .. وليد الرجل الأكثر طيبةً وروعة على وجه البسيطة .. رجل يذكرها بنبلاء زمن الخمسينات ربما .. فهو بطلته الارستقراطية المرتبة يشبه أحمد مظهر وعمر الشريف وصلاح ذو الفقار وكل هؤلاء الممثلين "النظيفين" الذي أعتادت ان تشاهد أفلامهم مع والدتها ..يملك طلّة خالية من الوحشية .. من البدائية .. من مزيج بين الحضارة في اقصى تهذيبها وعصر الكهوف في اقصى همجيته.. غصة علقت في حنجرتها، لا .. لا .. لن تتذكره.. ليس اليوم .. ليس وهي مقبلة على حياة جديدة.. على رأس السلالم كان وليد ينتظرها بالمظهر الانيق الذي أعتادت ان تراه فيه وبالزي الرسمي الذي يرتديه ليناسب مكانته الاجتماعية وليعطيه تلك الهيبة المتحفظة ، لكن بذلته هذه المرة بدت اكثر فخامة وجمالا من اي بذلة ارتداها .. هكذا على بذلات الزفاف ان تكون.. أليس كذلك؟ هي نفسها ترتدي فستاناً بثمن لم تكن لتجمعه حتى لو عملت لبقية حياتها ليل نهار بشكل متواصل في الفندق الذي اعتادت العمل فيه كموظفة استقبال.. رفعت عينيها اليه ومن خلف قماش طرحتها الشفاف استطاعت ان ترى ابتسامته الدافئة التي تعاكس مظهره الجاد.. كم هو دافئ هذا الرجل .. وكم هو ودود .. عندما خطى الى حياتها لم تصدق ان حظها وبقدرة قادر قد تحول مئة وثمانين درجة .. وانها اخيراً حظيت بالشئ الوحيد الذي افتقدته دوما "الامان" وليد كان امانها .. الشخص الوحيد في هذا العالم الذي يمكنها ان تعطيه يدها وتغمض عينيها وتتركه يقودها نحو المجهول متأكدة ومؤمنة انه سوف يوصلها الى الامان وانه ابداً لن يؤذيها .. مرت في رأسها ذكريات لقائهما الأول .. كان ينزل في الفندق الذي تعمل فيه، وهو فندق فخم يملكه رجل اعمال عربي واجمل ما في الفندق ان معظم موظفيه من العرب .. هي ليست عرقية ابداً .. لكنها كانت سعيدة لأنها تستطيع ان تمارس لهجتها العراقية والتي ما عادت تتحدثها منذ وفاة والدها.. كان وليد ضيفا في الفندق لحضور مؤتمر طبي عن الجراحة العامة.. كان احد الدكاترة المدعوين الى هذا المؤتمر بسبب براعته وانجازاته الكثيرة في مجال البحث الطبي رغم صغر سنه نسبياً .. وهي كانت على علم بالمؤتمر الذي يقام في اكبر قاعة في الفندق لكنها بالتأكيد لم تكن من المهتمين بالجراحة ولا من المسؤولين عن تنظيم القاعة.. لقد كان مكانها خلف مكتب الاستعلامات .. تبتسم بمجاملة للنزلاء .. وتقدم لهم الحجوزات وتسهل امور مغادرتهم الفندق وتجيب عن اسئلتهم بدماثة مجبرة عليها حتى لو كان النزيل الذي أمامها رجلا وقح النظرات والكلمات .. حتى ذلك اليوم من ابريل حيث كان المؤتمر منعقداً في يومه الثاني وبينما كانت تدير ظهرها لتتفقد فاكس وصل تواً .. سمعت صوتاً انثوياً يقول بحزم: لو سمحتي ما هو رقم غرفة السيد وليد الهاشم؟ استدارت لتجد امرأة انيقة المظهر حسناء الوجه تنظر اليها بإستعلاء موروث لا مقصود.. إرتدت إبتسامتها الدمثة وهي تجيب بهدوء: هل انتِ قريبته؟
رفعت ذقنها بفخر : وخطيبته
حافظت على ابتسامتها العمليه بينما داخلها احست بالتعاطف مع هذه السيدة التي تشعر بهذا الكم من الفخر لإنتمائها لذاك الرجل.. لكم تحبه إذن.. : سوف أتصل بغرفته حالاً وأعلمه بوصولكِ سيدتي .. هل تعرفين رقم غرفته؟
اهتزت نظرة المرأة قليلاً .. لمحت شيئاً ما في عينيها يشبه الهلع .. لكنها لم تكن متأكدة.. اجابت المرأة بشئ من الحدة: لا أعرف لأنه ببساطة تشاجر معي وذهب الى هذا المؤتمر السخيف وأنا أردت أن أصالحه..
رغم الحدة في صوتها الا انها استطاعت ان تستشعر كمية اليأس المنبثق مع هذه الحدة لذا وبكل هدوء تحركت لتقف امام شاشة الحاسوب وهي تسأل المرأة : ما اسمه مرة أخرى؟
-وليد الهاشم .. ثم همست بتردد : شكرا .. كأنها لم تعتد أن تقولها
اكتفت بأن تبتسم وهي تخبرها برقم غرفة خطيبها وراقبتها وهي تتجه نحو المصاعد الزجاجية بخطوات سريعة .. يا للنساء .. فكرت بتعاطف .. يا للحب ! .. قطبت جبينها .. لا لن تتذكر .. لن تفعل .. همست بتكرار كأنها تتضرع "أبيض، أبيض، أبيض" وكم تمنت ان تكون في مكان أكثر خصوصية يمنحها فرصة ان تتحد مع ذاتها .. مع الكون .. مع الحب .. دون هذا الوجع... بعدها بساعة ساد الهرج والمرج انحاء الفندق .. وجاء احد الموظفين مسرعاً نحوها يطلب منها ان تطلب الاسعاف .. رفعت السماعة دون تباطئ وطلبت رقم الاسعاف .. وحين سألوها عن الحالة لم تعرف ماذا تجيب فأستدارت تسأل الموظف الذي هرع اليها منذ لحظات فأخبرها بإيجاز : محاولة انتحار .. شهقت وهي تردد ببلاهة العبارة للمرأة التي تحدثها على الهاتف .. بعد ان اعطتها العنوان وبعد ان وعدت السيدة بأن يصل الأسعاف خلال دقائق اغلقت السماعة وهي تحاول ان تستوعب ما يحصل .. حسناً لقد سمعت الكثير عن حالات الانتحار لكنها لم تشهد واحدة .. بعد ذلك كان فريق الإسعاف يدخل ليخرج بعد دقائق فتتسع عيناها برعب .. لقد كانت المرأة التي ساعدتها منذ ساعة تستلقي فوق الحمالة وهي تبدو في حالة مريعة .. يا الهي هل هي من حاولت الأنتحار؟ هل سارت الأمور بشكل سئ مع خطيبها مما جعلها تقدم على هذه الفعلة الشنيعة؟ وقبل ان تستوعب تماماً منظر المرأة التي كانت منذ مدة وجيزة تنبض جمالا وتعالياً والتي تبدو الان مشعثة وفاقدة للحياة.. صاح رجل في وسط البهو: اريد أن أعرف من سمح لهذه السيدة أن تدخل غرفتي؟ وضعت يدها على فمها تكتم شهقة رعب .. ورغم أنه يقف بعيداً عنها لكنه ولسبب لعين انتبه الى حركتها واستدار فوراً نحوها والتقت عيناه الغاضبتين بعينيها وعرف دون ان تقول حرفاً واحداً أنها هي الفاعلة وعرفت دون أن يقول حرفاً واحداً انه عرف .. عندها علمت انها ودعت ايام عملها المستقر الجميل في الفندق .. حين تقدم نحوها بخطوات ثابتة كانت تردد في سرها كل الصلوات والدعوات التي علمتها اياها والدتها حين كانت صغيرة لتحميها من الشر والخطر .. وقف امامها .. اطول منها بمراحل .. نحيل لكنه صلب كالحديد.. عيناه بنيتان تلمعان بغضب .. ملامحه بدت .. بدت أخاذة ! بينما ارتسم الرعب على محياها وهمست بالشئ الوحيد الذي فكرت فيه: آسفة
قال بغضب : آسفة؟ حقاً؟ كيف سمحتي لها بحق الله أن تدخل غرفتي؟ هل يسمح الفندق ان تخترق خصوصية نزلائه بهذه البساطة؟
من بعيد جاء رئيسها في العمل وهو يمشي مسرعاً بأقرب ما يكون الى الركض منه الى المشي بعد ان سمع الرجل المدعو وليد يصب جام غضبه عليها .. وما ان وصل اليه حتى قال : ارجوك سيدي ان تخفض صوتك .. للفندق سمعته وأكيد هناك سبب لما فعلته نور.. فنور من أفضل الموظفات لدينا .. فهلا هدأت قليلاً لنفهم ما حصل .. الا ترى ان الفتاة مرعوبة؟
للمرة الأولى تشعر بالامتنان الخالص لدرجة البكاء نحو شخص ما .. السيد عزمي رئيس صارم في العمل لذا فاجئها تماماً ان يدافع عنها بهذه الطريقة الأبوية .. مما جعل دمعة تتلألأ في عينيها .. ومساندته الشهمة جعلتها تتدبر النطق بتعثر : لـ .. لقد .. قاا.. قالت انها خـ .. خطيبة السيد..
صاح الرجل بالعربية : خطيبتي؟ بالله عليكِ لقد انفصلنا منذ اشهر وهي لا تزال تصر انها خطيبتي
رمشت وهي ترد بنفس اللغة : لم تقل لي
علق بغضب ساخراً: بالطبع
همست: اسفة
عاد يقول بنفس اللهجة الساخرة : بالطبع!
لم تهتم لغضبه ولا حتى لوظيفتها .. ضميرها كان يوجعها.. لقد بدت المرأة غارقة بحبه وبسببها آذت نفسها لو انها لم تسمح لها بالصعود لما حدث ما حدث .. بدا الذنب جلياً على وجهها وهي تسأل: هل ستكون بخير؟
لوح بيده لا مبالياً : إن سماء دائماً بخير !
استغربت قسوة الرجل نحو الفتاة الجميلة وتصاعد غضبها ليطغى على خوفها لتقول بحدة: أي رجل قاسٍ لا رحمة في قلبه انت!
التفت اليها بحدة .. نظراته كانت مزيجاً من الغضب والمفاجأة لكنه وجه كلامه للسيد عزمي وهو يقول آمراً : لن أقدم أي شكوى ضد الفندق بشرط ان تطرد هذه الفتاة الوقحة.
شهقت رغم أنها كانت تتوقع بالتأكيد ان يتم طردها لكن ان تتخيل انها ستعود فتعاني من جديد لإيجاد فرصة عمل اثارت كل مخاوفها وقلقها .. لم تعد تسمع بعدها ما كان السيد عزمي يقوله لذلك الرجل البغيض.. ولأنها كانت موقنة أن الرجل لن يتنازل عن موقفه وان هو تنازل فصاحب الفندق لن يتنازل وسوف يطردها .. .. خلعت سترتها التي تحمل شعار الفندق بهدوء وحملت حقيبتها وتحركت خارجة من خلف مكتب الاستقبال تمشي بتعثر نحو الخارج .. وبعيون دامعة لا ترى شيئا سارت على طول الشارع بينما وتيرة بكائها ترتفع .. ستبحث عن عمل جديد مما يعني التعرض للمضايقات واضطرار تحمل سماجة الاخرين .. والتقشف في المأكل الذي سيقتصر على وجبة واحدة لتوفير المال.. واست نفسها متذكرة ما حاولت دوماً ان تجعله يقينها "في كل نقمة نعمة .. لقد حصل الأفضل.. الله يريد لك الخير ".. توقفت قليلاً لتعبر الشارع .. ودون ان تلتفت يمنة ويسرة همت بالعبور .. حتى جاء صوت من خلفها محذراً في نفس الوقت الذي انتبهت للسيارة المسرعة القادمة نحوها .. وفي خلال ثوانٍ كان جسدها يطير في الهواء ليستقر على اسفلت الشارع يغطيه جسد صلب ودافئ .. تأوهت وهي تفتح عينيها .. لترتطم بوجه الرجل الذي تسبب في طردها قبل قليل .. التقت عيناهما .. وبدا وكأنه كان ينظر الى شئ لم تتخيل وجوده فيها .. ينظر الى شئ جميل! .. همس بصوت هادئ ناقض نبرة الغضب التي كان يصرخ بها عليها : اظن أن لك اصفى عينان في هذا العالم .. رمشت وهي تتململ تحته مدركة وضعهما المحرج .. فنهض من فوره عنها ومد يده يساعدها على النهوض ثم التفت اليها وقال بغرابة: عادة لا أقول هذا ابدا.. لكن .. أظنني سأحبكِ ! عادت ترمش من جديد وهي تسأل ببلاهة: حقاً؟ .. هز رأسه بأستغراب بأشارة نعم.. بعدها لم تعد تتذكر شئ ذلك انها امسكت رأسها الذي كان يهدر بألم وحين تحسست الشئ الدافئ بين خصلات شعرها ثم وضعت يدها امام عينها لتنظر الى قطرات الدم التي لونت اناملها .. شهقت برعب من اللون الاحمر .. وغابت عن الوعي !
*
اعتلت السلالم ببطئ تنظر اليه وتتذكر كيف حدث كل شئ بعدها بسرعة .. فتحت عينيها لتجد نفسها في المستشفى وذاك الرجل الغريب يقف بجانب السرير ينظر اليها بذات النظرات المستغربة.. لم تعرف كيف تحول اليوم الأسوأ في حياتها الى اليوم الأجمل ولا كيف تحول الرجل الغاضب الذي طالب بفصلها عن عملها الى رجل مذهل ومذهول .. بدا وكأنه يعاني من صدمة أو انه خرج للتو من عاصفة.. كان ينظر اليها وكأنها كائن فضائي او كانها لغز .. اما هي فقد كانت تنظر اليه مدهوشة بهيبته واناقة حركاته .. اوصلها بعد ذلك الى البناية التي تقطن احد شققها وفي اليوم التالي وجدته امامها وهي خارجة لتبحث عن عمل. كان يستقر في سيارة فارهة في الجهة المقابلة من الشارع.. نزل من السيارة وتقدم نحوها بينما قلبها خفق بشدة ..ارادت ان تهرب .. ولم تعلم لماذا تهرب بالضبط او من ماذا؟ .. لكنه كان اسرع منها .. تقدم نحوها قائلاً : صباح الخير
ردت بتلعثم: صباح النور ثم اكملت بتردد : كيف هي؟
اجابها بطريقة عادية : بخير .. ابنة عمي تحب الحركات الدرامية .. لقد اعتدنا عليها .. لا تقلقي هي بخير وبعد ساعات قليلة ستعود الى البيت
عادت تقول بذات التلعثم : لقد بدت وكأنها تحبك حقاً .. انا اسفة لأنني سمحت لها بالدخول دون إذنك
ابتسم.. ابتسامة جعلته يبدو مثالياً : لا عليكِ .. انا من يجب ان يعتذر لقد تسببت بطردك.. بالعادة انا رجل حليم جداً .. لكنني حين أغضب .. اقترف الكثير من الحماقات
-لاتعتذر .. ما كان صاحب الفندق ليتركني اعمل فيه بعد هذه الحادثة بأي حال
-وليد الهاشم .. مد يده يعرف نفسه
-نور علي .. وضعت يدها في يده في مصافحة كان من المفترض ان تكون مصافحة تعارف عابرة لكنها استغربت كمية الدفئ الذي تسرب من بين اصابعه المحيطة بأصابعها .. فتوردت خجلاً
-هل تقبلين دعوتي على الإفطار كتعبير عن اعتذاري؟
نظرت الى ساعتها بتردد: لكن .. لكن .. كانت تفكر في ان عليها ان لا تضيع الوقت وان تبحث عن عمل لكن في ذات الوقت كانت هناك رغبة لا تقاوم داخلها لتذهب معه .. وقد سهل عليها الاختيار حين قال :لدي عرض عمل لكِ بما انني قد تسببت بخسارتك عملك السابق.. وهكذا فقد تم الأمر واختارت مرافقته ..
بعدها بشهر كانت في شركته كموظفة استقبال .. رغم أنها لم تكن تره كثيراً لكنها كانت تشعر به حولها دائما .. حتى ذلك اليوم الذي اضطرت أن تتغيب عن عملها بسبب نزلة برد فتفاجئت به على عتبة بنايتها يتصل بها ليخبرها انه هنا في حال احتاجت اي شئ وانه سيبيت في سيارته مقابل البناية ليكون قريباً منها ان حدث وساءت حالتها كما وانه بعث لها بطبيبه الخاص ليفحص حالتها.. يومها بكت وهي تتحدث اليه في الهاتف .. بكت لانها لم تشعر بهذا الكم من العطف والامان طيلة فترة وجودها في هذا البلد البارد البائس ، بكت لان رجلا لم يشعرها بهذا الحنان ولا بتلك الحماية قبلاً .. حين سمعها تبكي توسل اليها: ارجوكي نور لا تبكي .. لا تبكي حبيبتي انا الى جانبك.. لن اتركك ابداً ..
توقفت عن البكاء وهي تردد بذهول : حبيبتك
سمعت صوت انفاسه عاليه عبر الهاتف وهو يهمس بحرارة :نعم حبيبتي .. منذ ان كنتي ترتجفين تحتي فوق اسفلت الشارع وانتي حبيبتي .. وستبقين كذلك ..
همست بتأثر: وليد
فرد دون تردد: أحبك
لتجيب هي الاخرى بعد لحظة صمت: أحبك
*
كانت تحاول ان تقف بثبات .. لم تفهم لماذا اصر الجميع ان تحضر هذا الزفاف المشؤوم.. لماذا لا يفهم احد انها لا تتحمل هذا القدر من الضغط .. وانها ليست بالقوة التي يطالبها الجميع بالتحلي بها .. اخذت نفساً عميقاً .. عليها ان تتماسك .. كم تتمنى الان ان تقوم بشئ يثير الفضيحة ويفسد هذا الجو الرائع من التناغم بين الجميع فقط لتجعلهم يشعرون بما تشعر به .. لكن تهديد والدتها بنفيها الى والدها هو ما يجعلها تمسك اعصابها بارادة لم تكن تعلم انها تملكها.. راقبت العروس وهي تعتلي السلالم نحو وليد .. وليد الذي منذ ولدت وهي تحبه .. لا تذكر يوما من حياتها مر دون ان تشعر بالحب تجاه وليد .. منذ اليوم الاول الذي يتذكره عقلها وحتى الان كان وليد هو حبها وحلمها وفارسها .. رؤيته الان يزف الى هذه الفتاة التي ساعدتها في الدخول الى غرفته والتي كانت الوحيدة التي تعاطفت معها عندما كان الجميع يخبرها ان فسخ الخطبة كان بسبب حماقاتها ودراميتها تجعل النار تشتعل في أحشائها .. نار تسير في كل شرايينها .. تضرب كل منابت اعصابها .. تجعلها تهتز داخليا دون ان تجرؤ على ان تظهر شيئاً من أنفعالاتها, ليس والياس موجود .. فهي تفضل الموت على ان ترى الشماتة في عينيه .. ذلك المغرور المتعجرف ابن المزارع الريفي الفظ .. انشغلت بايجاد نعوت سيئة وخلاقة لتوصمه بها فلم تنتبه الى وليد الذي امسك بيد نور ورفعها لشفتيه يقبلها حالما وصلت الى قمة السلالم لتقف الى جانبه .. صوت الزغاريد التي تعالت بوتيرة تصاعديه نبهها الى منظر العروسين ولم تستطع الا ان تدرك بحسد هالة الحب والتفاهم التي تحيط بهما .. بينما تقف العروس وقفة خجولة لكنها راضية كان وليد يقف مهيباً كعادته لكنه أكثر دفئاً وسعادة .. تمنت ان تركض نحوه وتغرز اظافرها في وجهه فتمحي اثر ذلك الحب المطل من ملامحه والموجه نحو غيرها .. كان من المفترض ان يكون لها .. كل العائلة كانت تقول انه لها .. وهو لم يعترض .. حتى انهما عقدا خطبتهما فكانت اروع ايام حياتها واسعدها .. لكنه فجأة ودون سبب قرر فسخ الخطبة بحجة انهما لم يتفاهما .. صحيح انها كانت تقوم ببعض الحركات الدرامية لكنها سماء وكل من يعرفها يعرف انها احيانا تفعل هذه الاشياء لتجذب الاهتمام نحوها.. وهل من احد يعرفها اكثر من وليد.. هل لهذا فسخ الخطبة؟ لانه يعرفها؟ ولان حقيقتها كانت ابشع من ان يتعايش معها؟ هل هي بشعة؟ ماذا تمتلك نور ولا تمتلكه هي؟ دمعة ترقرقت في عينها تاقت بشده ان تذرفها غير ان صوتاً ساخراً جاء من خلفها يقول: ربما عليكي ان تخففي من ملامح العذاب على وجهك .. ستغدين اضحوكة الحفل
استدارت بحدة نحو صاحب الصوت .. وهي تستوعب عن قرب هيئته اللامبالية .. وقالت اول ما خطر في بالها : ألم تستطع ان تتخلص من اصلك الريفي ولو ليوم واحد لترتدي حلة رسمية تناسب مكانة ابن خالتك؟
وكأنها لم تهنه .. نظر الى الاسفل يتفحص بنطاله الجينز ثم رفع وجهه اليها ليقول بثقة ازعجتها: النساء يفضللني بالجينز.. انظري الى تلك الفتيات كيف يتهامسن وينظرن الي .. اظنهن لم يقاومن سحري
ومع انها تعلم انهن فعلا لم يقاومن سحره لأنه يمتلك جاذبية طبيعية كاسحة قالت بسخرية: على الارجح يسخرن من مظهرك الوضيع
رفع حاجبه وهو يتفحصها بمظهرها المترف بفستان بلون اسمها: رفاهية مظهرك لم تساهم في التخفيف من همسات النساء حولك ولمزاتهن كلما مررت بمجموعة منهن.. تصوري يقلن أنكِ حاولتي الانتحار لأجل ابن عمكِ الذي حدث وهجركِ لأجل موظفة لديه !
حمدت الله انه لا يعلم حقاً من تكون نور والا كان كال لها السخرية ضعفين.. نظرت اليه دون أن تستطيع ان تخفي النظرة المجروحة التي ارتسمت في عينيها لكنها حاولت ان تقول بأقصى ما تستطيع من حدة: أظنهن يشعرن بالغيرة فقط لأنني أجمل منهن
ابتسم بسخرية: وأكثر درامية بالتأكيد!
وقبل ان تجيب قال لها: أتركك لتلعقي جراحك .. انصحكِ ان تتحاملي على نفسك بإبتسامة مزيفة .. سأدخل الى القاعة سأحب أن أشهد اول رقصة للعروسين
ردت وهو يعطيها ظهره : وماذا يعرف فلاح مثلك عن الرقص ايها الجاهل
وكأنه اعتبر كلامها اقل شأناً من أن يرد عليه فقد واصل مسيره تاركاً أياها تحترق غيظا.. شتمت وليد في سرها فلو أنه تزوجها لما تجرأ ابن خالته الريفي الجاهل على اهانتها بهذا الشكل .. لم تمنع هذه المرة دمعتها من السقوط..لقد كانت دوماً سماء.. الجميلة والمدللة والتي لا يجرؤ أحد على ان يرفض لها طلباً فكيف جرؤ على السخرية منها هو وابن خالته الأحمق الذي بدى مأخوذاً بعروسه وهو يصحبها برقة الى الداخل.. راقبت الجميع ينسحبون الى الداخل بعد وصول العروسين تاركين الحديقة المزينة بالاضواء تخلو الا من وجودها .. عندما تأكدت ان الياس دخل الى القاعة .. سمحت لنفسها ان تنهار اخيراً باكية .. سيتزوج وليد .. هكذا ببساطة .. كم ان الحقائق البسيطة هي الأكثر وجعاً .. كحقيقة والدها مثلا .. حقيقة بسيطة كذلك .. رجل لعوب ... لم يستطع ان يستمر مع قيود الحياة الزوجية فأنطلق بعيداً يبحث عن ما يرضيه ناسياً حقيقة وجود ابنة تحتاج الى قوته ومساندته .. لذا لم يكن لها سوى وليد .. الذي كان يكبرها بعشر سنوات.. وليد القوي والحازم والحنون في ذات الوقت مثل لها كل ما يمكن للرجل المسؤول ان يكون عليه .. لذا التصقت به منذ حداثتها .. وهو لم يكن ينزعج من وجودها لكن الياس كان له رأي آخر .. ابن الخالة الوضيع الأصل الذي يأتي من الريف كل صيف ليقضي بضعة اسابيع مع أبن خالته .. تذكر سماء المرة الأولى التي رأته .. كان في مثل عمر وليد لكنه يفوقه طولاً بقليل ويفوقه ضخامة بكثير .. كتلة عضلية ذكرتها بالوحوش التي كان يروي وليد لها حكاياهم ليخيفها فتنام.. منذ ذلك اليوم وهي تخافه .. ليس فقط لضخامة مظهره بل لفظاظته وسوقيته.. لم يكن يوماً من الذين يراعون كلامهم او يحترمون المقابل .. كان وضيعاً جداً .. لم يترك فتاة في الجوار الا واقام علاقة معها.. كانت تكرهه بشدة واحياناً تقوم بأعمال مشينة لتخيف صديقاته ليهربن .. بينما هو كان ينظر اليها بتسلية ويأتي في اليوم الآخر مع اخرى اجمل .. في الحقيقة كانت تغار من كل النساء اللواتي كان يأتي بهن ليختلي بهن في زاوية ما من الحديقة الشاسعة المساحة في بيت خالته.. لأنهن كن أجمل وانضج واكثر أنوثة بينما هي لم تكن تتعدى في اخر مرة زار وليد فيها الخامسة عشر .. وما زالت تذكر جيداً تلك المرة لأنها مصحوبة بذكرى أكثر مرارة.. فقد رحل في اليوم الذي تلا تعرضها لحادث سيارة كان يقودها على ما يبدو رجل مخمور في اوج النهار.. كانت غاضبة من والدها لأنه اتصل يعتذر لها عن عدم امكانية حضور حفل عيد ميلادها الذي يصادف الغد بحجة ان لديه اعمال لا تحتمل التأجيل .. يومها خرجت الى الشارع لتتمشى علها تنفس عن غضبها بعد مشهد درامي من البكاء امام والدتها وزوجة عمها.. لكنها ما ان همت بعبور الشارع نحو طريق الغابة الفرعي .. حتى سمعت صوت سيارة قادمة بسرعة ولم تعرف ماذا حصل بعدها غير انها حين استيقظت قيل لها انها كانت في غيبوبة لثلاثة ايام.. لم يعرف احد سوا امها عن ان الغيبوبة والكسور التي تعرضت لها لم تكن الشئ الوحيد الذي خرجت به من تلك الحادثة .. بل ان الحادث ادى الى تلف جسيم في احد كليتيها .. مما اضطرها لأن تستأصلها في عملية كبرى بعد أن فشلت جميع المحاولات لعلاجها .. منذ ذلك العام لم تر الياس ابدا.. لم يعد يزورهم مما اراحها كثيراً .. لم تفهم سماء أبداً سبب كرهها له .. لكن الفظاظة والاصل الريفي بدوا كسببين جيدين لكرهه.. وحين توقف عن زيارة بيت عمها شعرت بالانتصار لأنها تخلصت منه اخيراً .. غير أنه عاد وظهر ليلة خطوبتها على وليد .. بالطبع كان يجب ان يكون من المدعوين.. كانت تراه للمرة الأولى بعد سبع سنوات كاملة .. بدا لها انه لم يتغير ابداً ما زال ضخماً اكثر مما يجب وفظاً أكثر مما يجب الا ان جاذبيته قد ازدادت مما زاد من عدد النساء اللاتي تحلقن حوله في تلك الفترة من تواجده .. لم تتغير مشاعرها تجاهه .. نفورها منه بدا واضحاً وهو لم يوفرجهداً في زيادة هذا النفور .. ثم عاد واختفى فجأة حين فسخت خطبتها .. لتجده أمامها الان في حفل الزفاف المشؤوم هذا.. لكم تكره تواجده هنا .. لكم تكره تواجدها هنا .. لماذا لا يحس احد بوجعها .. بقلبها المكسور.. لماذا يحتفل الجميع بفرح دون ان يفكروا او يهتموا للحظة بحجم خسارتها ومعاناتها؟ ..
*
كانت الموسيقى تنساب برقة الى مسمامعها .. بينما للمرة الأولى كانت ترقص . ليس المرة الأولى تماماً .. لكنها لن تتذكر الان .. ليس وهي تعيش حلمها الجميل.. لذا وبما ان كل ما فات قد دفنته وتناسته.. فهي بالفعل مرتها الاولى .. كان وليد ينظر اليها مأخوذاً .. هل كانت تبدو على هذا القدر من الجمال؟ وكم تمنت ان تكون فقط لتجعله فخوراً بها بين اقاربه ومعارفه من اصحاب النفوذ .. انتهت الرقصة أسرع مما تخيلت أو انها فقط لم تشعر بمرور الوقت .. قبل جبينها بحنان بينما توردت بخجل .. هذا اكثر ما تحب في وليد .. تحب حنانه الغامر والذي لا يخجل من اظهاره امام الآخرين..
همس لها :تبدين كحلم .. تشبثت بأصابعه وهي تبتسم بفرح غامر لعينيه البنيتين دون أن تجيب.. لقد كانت تختنق من خليط من المشاعر الرائعة التي لم تكن لتتمنى حتى ان تشعرها.. كلا وليد .. انت من تبدو كحلم .. حلم رائع لا اصدق انني سأعيش معه واشيخ ومعه..
حركت باقة الزنبق بين اصابعها دون ان تحاول التفكير في سبب اختيارها للزنبق .. لم ترد ان تفكر حتى لا تكتشف انها قد خانت عهدها لنفسها بنبذ كل ما هو ماضي .. قاطع افكارها صوت وليد وهو يصيح بحماس: ها قد جاء بطلنا .. وحين التفتت .. بدا كأن كل شئ قد توقف .. وان الاصوات كلها سكنت ولم يتبقى سوى صوت دوي قلبها يخفق بشدة تقارب الأنفجار .. لم تعلم ان وجهها قد شحب حتى قارب وجه الاموات لوناً .. وان عينيها تسمرتا بعدم تصديق نحو "البطل" وهو يتقدم ببطئ مثير للاعصاب والذي ساهم في تعزيز حقيقة وجوده.. كيف حصل وخرج هكذا من قبر ذاكرتها.. كيف يبعث الأموات؟.. اغمضت عينيها بشدة .. وعادت تفتحهما عله يكون خيالاً من صنعها لكنه لم يكن .. ولم يختفي حالما عادت لتنظر اليه .. لقد كان هناك .. يمشي بعرج واضح .. وقد لاحظت للمرة الأولى العكاز الذي يستند اليه.. يا الهي .. لقد صار اعرج .. ولم تستطع الا ان تقارن هذه المشية بمشيته المعتادة تلك التي كانت تحمل خفة النمر وخطورته.. لا .. لا.. لن تتذكره .. لقد مات .. الميتون لا يعودون .. هو مجرد وهم .. مجرد وهم .. اغمضت عينيها وتمتمت "ابيض، ابيض، ابيض" .. واستدعت مجالها الصافي .. غير ان الامر لم يفلح هذه المرة اذ ان رائحته وصلت انفها .. حية وحقيقية تخترق رئتيها كما فعلت سابقاً ... فتحت عينيها ببطئ وهي تسمع وليد يقول له" صخر.. لم اتوقع حضورك لكنني سعيد به يا بطل" .. اجابه صوت جاء من اعماق اعماق روحها .. صوت لم تنسه أبداً .. تعرف نبرته جيداً ,, تحفظه كأن ذاكرتها اختزنته كما تختزن آلة التسجيل الصوت "مبارك يا رجل".. تصافح الرجلان بألفة .. كيف يعرف وليد؟ واي حظ عاثر رماه في طريقها مرة اخرى.. وجاءت اللحظة الحاسمة .. استدار وليد نحوها يقول بنبرة فخورة: صخر.. اقدم لك زوجتي نور.. نور اقدم لكِ صديق العائلة صخركان مسافراً لفترة وعاد منذ يومين.. حدقت به برعب .. كانت ترتجف داخل طبقات فستانها الأبيض .. تعتصر باقة زهور الزنبق التي بين يديها .. كيف خرج هكذا من عمق ذاكرة سحقية .. ذاكرة اغلقت عليها بكل انواع الأقفال ورمت كل مفاتحيها في هاوية سحيقة بين مجاهل بحر لا يعرف له قرار.. كيف هب من رقاده؟ كيف خرج ممزقاً الكفن الذي لفت صورته به.. ذاك الكفن الابيض اللون الذي صبغت بلونه كل شئ في عالمها حتى تستحيل الى شئ لا يحمل ذاكرة ولا يحمل بصمة.. وقبل أن يتسنى لها ان تقول اي شئ بادر هو مصححاً لوليد: أسمها زنبق .. كالباقة التي تحملها .. ألم تكن تعرف يا صديقي ان اسم زوجتك هو زنبق وانها كانت تعمل في نادي باشن إز ريد (الشغف أحمر) .. ولا داعي لأقول لك طبعا أنها كانت تعمل كعاهرة !





وخلص الفصل الأول ... بإنتظار رأيكم

محبتي
إنك قد رأيت الصورة ولكنك غفلت عن المعنى. - مولانا جلال الدين الرومي

السكر likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 26-10-16 الساعة 09:51 PM
moshtaqa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-10-15, 04:49 PM   #137

فاطمة راضي

مشرفة المنتدى العام

alkap ~
 
الصورة الرمزية فاطمة راضي

? العضوٌ??? » 248669
?  التسِجيلٌ » Jun 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,531
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اقتباس:
تعمل في نادي باشن إز ريد (الشغف أحمر) .. ولا داعي لأقول لك طبعا أنها كانت تعمل كعاهرة !
ماذا عن
نور..
وكل شوية(أبيض..أببض)

؟؟؟؟!!!!



فاطمة راضي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-10-15, 05:04 PM   #138

najla1982

نجم روايتي

alkap ~
? العضوٌ??? » 305993
?  التسِجيلٌ » Oct 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,267
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي tunis
?  نُقآطِيْ » najla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
افتراضي

كفصل اول بنهاية مفجعة لا يسعني الا ان اقول وليييي على حظك يا نور و الا زنبق ....و يا فضييييحتك يا وليد و يا صدمة حياتك ...كل ما اقرا جزء ارجع للتواقيع و انتي لخبطتي علينا كل الثنائيات و كانك عما تلعبي بيهم كتشينة ههههه...
سماء و الياس ...ما حب الا بعد عداوة رغم انه العداوة مبينة من جهتها هي بس ....بل الاكيد انه شعوره تجاهها ابعد ما يكون عن العداوة ...اظن انه هو اتبرعلها بكليته و بعدين اختفى حتى ما تحس بالامتنان و تغير معاملتها اله على هذا الاساس و بعدين رجع لما انخطبت لوليد حتى يتاكد انها ما رايحة تكون اله و هلا رجع في عرس وليد حتى يساندها بس مو بالكلمة الحنونة و يطبطب عليها ...هي اصلا درامية ماتنفع معاها هيك حركات بالعكس بتزيد بحالتها ...بينما انتهج معاها سياسة الاستفزاز و التهكم حتى يطلع جنانها و تبين مخالبها لتهاجمه و تخرج من دور المظلومة و المسكينة...
صخر مبين انه كان على علم بشخصية زوجة صديقه و مع هيك استنى حتى يوم الفرح ليفجر قنبلته و مو بس ينتقم منها و انما يحطم صديقه ...شخصية شريييرة بس مبين انه الحادث و العرج اللي معه لزنبق دور كبير فيه و بهيك يبدأ الانتقام..
زنبق و رغم اللي قاله عليها صخر الا انه في الموضوع ان ...يعني مبين انه برائتها و عفويتها و طيبتها مو تمثيل و اكيد الفصول الجاية رايحة تاكد هالشيئ
وليد ...ربنا يجبر بخاطرك و يعوضك خير ...ما اقدر اقول اكثر (فيس حزييين عليه)
كبداية قوية يمتزج فيها الحاضر بالماضي ...و مبين انه لب القصة صاير بالماضي و نتايجه عما تبان و تاثر في حاضر و مستقبل ابطالنا...
تسلميييي و في انتظار السبت ...


najla1982 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-10-15, 05:05 PM   #139

socomisso
alkap ~
 
الصورة الرمزية socomisso

? العضوٌ??? » 128389
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 678
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » socomisso is on a distinguished road
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فصل رائع واسلوب سرد سلس مزيد من الاثارة و الترقب لما هو قادم. اعتدر عن تحليل الشخصيات لحاجتي للتعمق فيها مع توالي الفصول ان شاء الله لتكون الفكرة عنهم اصدق والتعبير ادق رغم اني مند المقدمة رايت معالم الحرب مع انفسهم ومع الحب.
الحرب مع النفس والحب شرسة وحشية مستنزفة وقاهرة اكتر من اي حرب حول الوطن فهده الاخيرة اول خطوة للحرية للمجد والرقي فالامل والعزيمة في غد افضل في السلام يغمران اصحابها(اقصد اصحاب الحق وليرحم الله شهدائنا ويحقن دماء المظلومين) على عكس حرب النفس التي تتركنا بقايا انسان الا ادا وجدنا من ياخد بيدنا ال النور الى تصالح الدات..,.
فهل سيجد ابطالك انفسهم؟كيف ومتى؟ هل سيقاوموا؟ من سيسثسلم؟
اخيرا فلتهنا سماء فقد جاء صخر ليكفكف دموعها بقنبلته الحمراء نقيض بياض الزنبق والنور.نقيض محير؟!! سنرى
دمت بود


socomisso غير متواجد حالياً  
التوقيع
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRSl6xaJm3DjVwwQXfH-LyChR2LMbeZcwtTTaguxIn_TiDNyo6iVg
رد مع اقتباس
قديم 24-10-15, 06:05 PM   #140

ghdzo
 
الصورة الرمزية ghdzo

? العضوٌ??? » 334773
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 257
?  نُقآطِيْ » ghdzo is on a distinguished road
افتراضي

تسلم الايادي لا عدمناها 🌸

ghdzo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:41 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.