آخر 10 مشاركات
جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          الرغبة المظلمة (63) للكاتبة: جاكلين بيرد×كامله× (الكاتـب : cutebabi - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          كل المنــــــى أنتِ للكاتبة / سراب المنى / مكتمله (الكاتـب : اسطورة ! - )           »          همس الشفاه (150) للكاتبة: Chantelle Shaw *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          وأغلقت قلبي..!! (78) للكاتبة: جاكلين بيرد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          فرسان على جمر الغضى *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          110 قل..متى ستحبني - اليكس ستيفال ع.ج (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : Just Faith - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree60Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-01-17, 05:55 PM   #1881

حرير فارس

? العضوٌ??? » 311302
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 649
?  نُقآطِيْ » حرير فارس has a reputation beyond reputeحرير فارس has a reputation beyond reputeحرير فارس has a reputation beyond reputeحرير فارس has a reputation beyond reputeحرير فارس has a reputation beyond reputeحرير فارس has a reputation beyond reputeحرير فارس has a reputation beyond reputeحرير فارس has a reputation beyond reputeحرير فارس has a reputation beyond reputeحرير فارس has a reputation beyond reputeحرير فارس has a reputation beyond repute
افتراضي


حدا بليز ينسخ و يلصق عدد المتواجدين... انا م بقدر لاني داخله من جوالي

حرير فارس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-01-17, 05:58 PM   #1882

كبرياء عنيدة

نجم روايتي,وبطلة اتقابلنا فين ؟ ومصممة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كبرياء عنيدة

? العضوٌ??? » 313643
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,886
?  نُقآطِيْ » كبرياء عنيدة has a reputation beyond reputeكبرياء عنيدة has a reputation beyond reputeكبرياء عنيدة has a reputation beyond reputeكبرياء عنيدة has a reputation beyond reputeكبرياء عنيدة has a reputation beyond reputeكبرياء عنيدة has a reputation beyond reputeكبرياء عنيدة has a reputation beyond reputeكبرياء عنيدة has a reputation beyond reputeكبرياء عنيدة has a reputation beyond reputeكبرياء عنيدة has a reputation beyond reputeكبرياء عنيدة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تسجييييييييل حضور ☺☺☺


كبرياء عنيدة غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 13-01-17, 05:58 PM   #1883

حرير فارس

? العضوٌ??? » 311302
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 649
?  نُقآطِيْ » حرير فارس has a reputation beyond reputeحرير فارس has a reputation beyond reputeحرير فارس has a reputation beyond reputeحرير فارس has a reputation beyond reputeحرير فارس has a reputation beyond reputeحرير فارس has a reputation beyond reputeحرير فارس has a reputation beyond reputeحرير فارس has a reputation beyond reputeحرير فارس has a reputation beyond reputeحرير فارس has a reputation beyond reputeحرير فارس has a reputation beyond repute
افتراضي

ازا حدا بيعرف كيف فيني شوف عدد المتواجدين من الجوال .. بليز يخبرني ... ميرسي

حرير فارس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-01-17, 05:59 PM   #1884

كبرياء عنيدة

نجم روايتي,وبطلة اتقابلنا فين ؟ ومصممة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كبرياء عنيدة

? العضوٌ??? » 313643
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,886
?  نُقآطِيْ » كبرياء عنيدة has a reputation beyond reputeكبرياء عنيدة has a reputation beyond reputeكبرياء عنيدة has a reputation beyond reputeكبرياء عنيدة has a reputation beyond reputeكبرياء عنيدة has a reputation beyond reputeكبرياء عنيدة has a reputation beyond reputeكبرياء عنيدة has a reputation beyond reputeكبرياء عنيدة has a reputation beyond reputeكبرياء عنيدة has a reputation beyond reputeكبرياء عنيدة has a reputation beyond reputeكبرياء عنيدة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 30 ( الأعضاء 17 والزوار 13)
‏كبرياء عنيدة, ‏حرير فارس, ‏زهره محروس, ‏mary kori, ‏هّـمًسِـآتٌـ, ‏moshtaqa, ‏Flowerikram, ‏Nareman fawzy, ‏Lara swif, ‏bobosty2005, ‏hope 21, ‏mai ahmed 2020, ‏dilsa, ‏noura25, ‏ساره يوسف, ‏اسوية, ‏sash


كبرياء عنيدة غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 13-01-17, 06:00 PM   #1885

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير حبيباتي...
شلونكم؟
هذا الفصل بالذات له مشهد مؤثر جداً ... هكذا كان بالنسبة لي على الأقل....
إن أصعب أنواع الحب.... هو ذلك الحب المغلف بالأخطاء.... لا يكون فيه النسيان ممكناً... ولا يعود فيه الغفران خياراً متاحاً...... انه الحب الذي يسير جنباً الى جنب مع تؤامه: الألم ....
.....
....
يلا نبدأ الفصل ... ولا تحرموني من رأيكم ....
...
...
رابط الفصل كملف بي دي اف
https://www.mediafire.com/?5my70fjr46yu3ie
...
...
...
الرقصة الرابعة عشر
رقصة:ذا رايت اوف سبرينغ (طقوس الربيع)*

*رقصة باليه تحكي قصة فتاة تقوم بالتضحية بنفسها لأجل إله الربيع..... الرقصة تمثل طقوس قتل الفتاة.


حتى وإن تناءت أجسادنا... ستبقى نافذة بقلبي تطل عليك.. منها أمطرك بالرسائل الصامتة.. تماما كما يفعل القمر. - مولانا جلال الدين الرومي


-بابا !........
تمتمت سماء بدهشة وقد توقف كل شئ من حولها ... لم تعي لإلياس الذي كان ينظر اليها بقلق ولا ايهاب الذي يراقب بحيرة.... تجاوزتهما ومشت نحو والدها بذهول..... احتوى عقلها بصعوبة منظر يد والدها المتشابكة بيد السيدة لاريسا.... واخترق الفهم غمامات حيرتها.... يا الهي... هل لوالدها علاقة مع هذه السيدة؟ منذ متى؟ هل تعرف والدتها؟
سمعت صوت الياس من خلفها: توقفي سماء...
لكنها لم تفعل بينما تسارعت خطواته لتلحق بها ويسير معها..... ان لم يستطع ان يمنع الكارثة من الوقوع فعلى الأقل ليكن بجانبها....
تجهم وجهه بشدة .. والغضب يعتلي ملامحه... لماذا عاد بعد كل هذه السنين... أما يكفي ما حصل؟!
حالما اقتربت نادت بذهول: بابا
استدار والدها بمفاجأة... شحب وجهه بقوة .. بينما افلتت السيدة لاريسا يدها عن يده بسرعة ...
همس بذهول يشابه ذهولها: سماء
-ما الذي تفعله هنا مع السيدة لاريسا؟
ابتلع والدها ريقه .... وشعرت بطعنة في قلبها.. من الصعب ان تتجاهل حقيقة انها اشتاقت اليه وانها وهي تراه الان فإنها ترى ايضاً سنوات الهجر الطويلة والنبذ والوحدة.. سنوات احتاجت فيها لحمايته ورعايته بينما هو كان بعيداً دائماً...حتى حين عاد الان الى امريكا لم يخبرها ولم يأتي لزيارتها.... هل هي عديمة الأهمية الى هذه الدرجة بالنسبة اليه؟
قبل ان يجيب... وقبل ان تعاود السؤال بإلحاح... سمعت صوت اقدام راكضة .. التفتت الى البيت فصدمها منظر طفل اشقر لم يتجاوز السادسة ربما.. يحمل علبة الوان صغيرة ويهتف: لقد وجدت ألواني دادي
شهقت متراجعة فإصطدمت بظهر الياس الذي اسندها بصمت بينما شعرت بصدره يرتفع وينخفض بسرعة ..
قالت غير مصدقة: لديك إبن؟
نظر اليها والدها بقلق.. بينما اخذت السيدة لاريسا الطفل الراكض وهي تقول له بلطف مخفية اضطرابها: تعال حبيبي لندخل الى السيارة
سأل الطفل ببراءة: من هؤلاء مامي؟
حولت سماء نظرها عن والدها الشاحب لتطالع الطفل... كان جميلاً بشكل آخاذ.. شقرة شعره الداكنه امتزحت بعينين عسليتين تشبهان عيني والدها بالضبط... هذا الشبه جعلها تدرك ان الطفل أخاها.... احساس غريب اعتراها.. لم تعرف كيف تشعر او بماذا يجب ان تشعر...
عادت تنظر الى والدها بينما دخل الصغير والسيدة لاريسا الى السيارة ... رفع والدها يده ليمسح وجهه بارتباك فلمحت خاتم الزواج .... اتسعت عيناها... والدها متزوج من هذه السيدة..... هل تعلم والدتها بالامر؟ منذ متى؟
هتفت بعصبية: أجبني... أجبني
اجابها بإرتباك: نعم سماء... لدي ابن.. انا متزوج من لاريسا
ارتجف جسدها.. اسنده الياس بقوة بين يديه وسأل قلقاً: هل انتِ بخير؟
بينما كان ايهاب يقف متفرجاً من بعيد وقد رأى انه من المحرج جداً ان يتدخل في موضوع لا يعرف أبعاده وقد يزعج تدخله سماء التي تبدو في حالة غريبة جداً
حاولت ان تقف ثابته وهزت رأسها بـ نعم اجابة على سؤال الياس
ثم نظرت الى والدها بغضب وقالت بسخرية: وهل اعتنيت بإبنتك لتنجب اخر..... هل والدتي تعلم؟
احساس الذنب فاض من وجه والدها ونظر سريعاً الى الياس ثم عاد ينظر اليها .. اجاب بصدق: نعم تعلم
صرخت: ألم تفكرا في اخباري.... لقد ظننتك في آخر الدنيا.... متى تزوجت؟ متى انجبت؟ متى عدت؟ أم تراك لم تغادر ابداً....
انفعلت سماء وارتفع صوتها بينما تغالب دموعها.... والدها لديه عائلة... عائلة سعيدة... لديه طفل اخر.. يختصه برعايته ومحبته وتواجده.... بينما نبذها هي .. لطالما ظنت ان والدها رحل لأنه لم يكن يريد العيش في ظل قيود العائلة... لكن ها هو اعتقادها يتحطم امام عينيها.... والدها فعلا لديه عائلة .. وهي ليست احد افرادها...... تدرك الان انه ليس لم يكن غير راغب بأي عائلة... بل لم يكن راغباً بها هي ووالدتها كعائلة له .....
نزف قلبها .. وشعرت بطعنة تستقر في صدرها.... ما الذي فعلته حتى لا تليق بأبوته.... لقد احبته كثيراً... لقد كان بطلها... فلماذا لم يحبها؟ ولماذا لم تكن هي اميرته...
تقدم والدها منها: دعيني اشرح لكِ...
التصقت أكثر بإلياس كأنها تحتمي به وهتفت: ما الذي تشرحه؟ انك لم تردنا انا وامي؟ انك نبذتنا بينما كونت عائلة اخرى...
همس والدها: سماء.. انا
وضعت يديها على اذنيها رافضة ان تسمعه وصاحت مقاطعة اياه : لا اريد ان اسمع شيئاً.... اكرهك .. أكرهك
انسلت من الحماية التي وفرها الياس بجسده الضخم وهربت راكضة الى البيت
وقف الياس ينظر الى والد سماء بغضب اسود وهدر صوته : لقد حذرتك أن تعود مرة أخرى.... حذرتك ان تؤذها أكثر... ألم تكتفي؟
وقبل ان يجد والدها ما يقوله... رفع الياس سبابته مهددا: هذه اخر مرة اراك فيها هنا... والا سأحطم انا كل ما بنيته أنت .......
ترك والدها شاحب الوجه .. وسار لاحقاً بسماء وقلبه يتوجع لحالها.... بينما لحقه ايهاب
سأله ايهاب: هل هذا عمي رأفت؟ كنت صغيراً حين رأيته اخر مرة .. لا أذكره جيدا
كز إلياس على اسنانه بقوة: انه هو بعينه...
ارتبك ايهاب: اذن يجب ان اسلم عليه
نظر اليه الياس بغضب: افعل ما تشاء .. ما كان ينقصني سواك
وواصل مشيه الحثيث تاركاً المعفن خلفه...
حالما دخل البيت جاءه صوت سماء مجلجلاً
-هل كنتِ تعرفين بزواجه من لاريسا بونيت؟
اجابتها والدتها بترفع: نعم سماء كنت اعرف...
هتفت سماء باكية: منذ متى؟ منذ متى؟
-اكتشفت علاقتهما حين كنتي في العاشرة... ثم تطلقنا وسمعت انه تزوجها بعد ذلك
اتسعت عينا سماء بدهشة.... لهذا كانت والدتها تكره لاريسا بونيت.... ولهذا ايضاً تطلقت من والدها..
صاحت سماء بهستيريا: ألم تفكري ان من حقي ان أعرف
نهضت والدتها وهي تقول بغضب بارد: والدك مات بالنسبة لي منذ ان عرفت بعلاقته.... لم تكن ستفيدك هذه المعرفة يا سماء..... لقد اختار والدكِ.... ونحن لم نكن خياره...
انفجرت سماء باكية: هل تعرفين بأن له إبن
هتفت والدتها: ماذا؟
صاحت سماء: له ابن ... ابن يشبهه ... لدي اخ
صاحت والدتها تنهرها: لا تقولي أخ ... ليس لديكِ اخوة... اللعنة عليه وعلى ابوه
تجاوزتها والدتها وهي تأمرها : توقفي عن كل هذه الدراما....
دخل الياس الى الصالة في اللحظة التي خرجت منها والدة سماء... رمقها بغضب... يا لمشاعرها المعدومة .. الا ترى ان ابنتها تتألم؟
خفق قلبه حين حول نظره الى سماء ووجدها غارقة في بكائها تجلس منهارة على الآرض... هتف من كل قلبه: سماء
وركض نحوها يرفعها بيديه ليجلسها على الأريكة ....
بكت بلوعة وهي تشكو اليه: هل رأيت ابنه؟ ابي لديه عائلة ... ابي تركنا لأنه لا يريدنا وليس لأنه لا يريد عائلة.. أتعتقد أنني السبب
توجع قلبه لأجلها وشعر بغضب قاتل نحو والدها ورغب في العودة اليه ولكمه حتى تختفي ملامحه...
همس برقة عاكست كل افكاره الهوجاء: سماء... الذنب ليس ذنبك..
هزت رأسها رافضة التصديق
-الكل يتخلى عني.. الكل.... أبي تركني .. ربما لم يجدني ابنة تليق به.... أتراه ملّ من دراميتي كما تقول امي..... وليد ايضاً تركني.... وانت
شهقت بقوة ودموعها تجري دون حساب: انت .. انت اكثر من أوجعني نبذه لي... لقد كنت تعلم أنني احبك ومع هذا تركتني ... تركتني بأكثر الطرق قسوة ... وعلى الملأ
وجهها المحمر.. عيناها المتورمتان... صوتها المقهور والمتقطع .. ملامحها المعذبة..... كان تشبه سكاكين حادة تطعن روحه....... لقد تمنى كثيراً ان يسمع أعتراف سماء له بالحب.... ولم يتخيل انه سيشعر بهذا الكم من التعاسة حين يسمعه....... لقد فعل ما يفعله الجميع بها.... عاقبها ونبذها...... لم يحاول فهمها... ولم يمنحها فرصة ان تشرح له....... لقد رد لها لعبتها بلعبة...... أهذا هو الحب؟
انعكس وجعها على ملامحه ...
همس: سماء... أنا اسف.. أنا .. أنا
لكن سماء كانت منهارة جدا لتسمعه ... غارقة في بؤسها وغضبها ومرارتها...
امسكت بياقة قميصه بكلتا يديها وصاحت بوجهه باكية: لماذا نبذني ابي وانا احبه..... لماذا نبذتني انت وانا أحبك ....
ضربت صدره وصاحت: لماذا؟ ها؟ لماذا؟
امسك بذراعيها موقفاً ضربها المستمر على صدره ونظر اليها بعذاب وقال بمرارة: لأنني لم أعرف أنكِ تحبينني... لأنني ظننتُ أنكِ تلعبين لعبة الإنتقام... لأنني خفت ان تكسري قلبي
صاحت به : فسبقتني وكسرت قلبي
ابتلع ريقه وقال بنبرة متهدجة: أنا اسف
انخفض كتفاها بقهر.. ونضحت المرارة مع الدموع من عينيها... وهمست : لكنني أحبك الياس... احبك... لماذا تركتني
.... اخذها بين ذراعيه بقوة ... محيطاً إياها بأمان صدره .. صانعاً من نفسه درعاً يحميها حتى من جنونه ...
وقال بإنفعال: لن اتركك سماء.. أعدكِ..
مرغت وجهها في صدره وما زالت تبكي...
مسح على رأسها بحنان بينما يغلي صدره كمرجل، بمزيج من الغضب والحب والمرارة والاحساس القاتل بالذنب
طبع قبلة على شعرها: أحبك سماء

mansou and السكر like this.

moshtaqa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-01-17, 06:01 PM   #1886

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي

*****************
وقف وليد ينظر من حوله... بالقرب منه تجمع جميع الطلاب المرافقين له في الرحلة التطوعية الى تنزانيا... جميعهم عدا تينا... تسائل ان كانت قد استمعت لنصيحته ولن تأتي.. لكنها لم تشطب اسمها من قائمة الطلاب المتطوعين... اذن اي هي؟ بعد قليل سيتوجب عليهم الدخول الى صالة الانتظار الداخليه تأهباً لركوب الطائرة... فرك وليد عنقه ولم يعرف ان كان سعيداً بفكرة انها تخلت عن الرحلة ام انه متضايق لأنه أولاً لن يستطيع ان يراها وثانياً لأنها تراجعت عن الاصرار الذي كان يطل من عينيها لأثبات نفسها... صحيح هو لا يريد لها ان تعاني من ظروف هذه الرحلة الصعبة لكنه كان سيزداد اعجاباً بها ان كانت اتت.. ففي النهاية كانت ستثبت له انها ليست الفراشة الذهبية التي يراها الجميع وان داخلها انسانة اكثر عمقاً بكثير من الواجهة المدللة التي يوحي بها مظهرها...
قاطع افكاره السهم الذهبي الذي كان يتقدم نحوهم بخطوات راكضة.. سهم اخترق قلبه وبدل ان ينزف دماً صار ينزف اثارة !... كانت هي .. تينا ميلر الذهبية.. ترتدي جينزاً عملياً وتيشيرتاً قطنياً بخطوط عرضية وأكمامٍ قصيرة.. بينما تعلق حول رقبتها سماعات صفراء كبيرة الحجم موصولة الى هاتفها... تغطي عينيها الجميلتين بنظارة سوداء.. يتدلى على يدها جاكيت جينز وفي يدها حقيبة جلدية نسائية وقبعة سوداء تشبه قبعات رعاة البقر لكنها اكثر رقياً وانوثة والتي منحت فكرة عن طبقتها الاجتماعية خصوصاً وهي تمسكها بأناقة لا شعورية... ابتسم رغماً عنه... مهما حاولت تينا ان تبدو كفتاة عاملة عادية لكن شيئاً ما في مظهرها وحركاتها دائما ما يكشف اصلها الارستقراطي... حين لمحته ابتسمت ولوحت له ... وصلت اليه اخيراً لاهثة
-اسفة على تأخري.. الإزدحام خانق
حاول ضبط ايقاع قلبه... لكنه لم يستطع.... كما لم يستطع ان يخفي مدى سعادته بوجودها... فقد ابتسم ابتسامة من الاذن حتى الأخرى.... تينا لم تخيب ظنه... اثبتت له من جديد انها مقاتلة صغيرة .. تحاول بشدة ان تخرج من قالب دمى الباربي الشقراء لتفعل شيئاً مهماً في هذا العالم.... ادرك في تلك اللحظة ان تينا اعمق مما تبدو.. وان كلماتها الحكيمة التي دائما ما تجيد مواساته بها هي ليست الشئ الوحيد الناضج فيها... انها كلها ناضجة.. رغم قامتها القصيرة وشقرتها الهوليودية وهيئتها الثرية...
قال اخيراً: لا عليكِ .. ظننتكِ لن تأتي
رفعت حاجبها: في احلامك عزيزي
من خلفها نادى صوت بارد: تينا
واذا بجوزيف ميلر يقف خلف تينا .. يجر حقيبة سفر متوسطة الحجم فضية اللون.. قطب وليد كما قطب جوزيف وبما أنه لم يبدو متفاجئاً من رؤيته فهذا يعني ان تينا قد اعلمته بوجوده
وقفا وجهاً لوجه ... عينا جوزيف الصقيعيتان نظرت اليه بهدوء بارد... ولم يستطع الا ان يتذكر كيف رماه رجاله خارج غرفة نور ذلك اليوم... ومع ان الذكرى مست رجولته الا انه منح الحق لجوزيف بما فعله.. لو كان مكانه لفعل ذات الشئ ...
قال اخيراً قاطعاً حبل الصمت: اهلاً بعودتك سالماً سيد ميلر
-شكراً ... (نظر الى تينا ثم اليه) أرجو ان تعتني بها
حسناً... ما الذي يحصل!... هل طلب جوزيف ميلر لتوه منه ان يعتني بأخته ؟!....
حين لاحظ علامات الاستغراب على وجهه اعقب: لقد قرأت ملفك وتحريت عنك
الدهشة بدت على وجه تينا اشد وقعا من وجهه
هتفت: ماذا فعلت جو؟
نظر الى اخته وهو يبتسم وغزى الدفئ ملامحه بشكل جعل وليد يستغرب من مدى التغير الذي طرأ على وجهه
-لقد قرأت ملفات جميع المنضمين للرحلة... لا تغضبي.. تعرفين انه لا يمكنني ان اخاطر بكِ مرة أخرى
دق جرس الانذار في عقل وليد متذكراً (مايسون) ... الرجل الذي اختطفها ليصل الى زوجة جوزيف.. شعر وليد ويا للدهشة بالتعاطف مع مشاعره ... فلو ان اخته حصل لها ما حصل لتينا لكان منع عنها حتى الخروج خوفاً على سلامتها... لا بد ان السماح لتينا بالسفر وحدها صعبُ على طبيعته الحمائية التي أظهرها في أكثر من موقف وهو يدافع عن نور....
بدا التفهم ممتزجاً بالكثير من الحنان وخيط من المرارة على وجه تينا التي ابتسمت لأخيها وتقدمت خطوتين اليه .. وعانقته ... التفت ذراع جوزيف حول اخته يطبطب عليها بلطف كمن يطبطب على ظهر طفلة ...
همست له: شكراً جو...
ابعدها عن حضنه وابتسم لها بمرح محاولاً قطع حبل الذكريات المريرة الذي يبدو انه التف حولهما..
-استديري..
-لماذا
-فقط افعليها
استدارت معطية اياه ظهرها.. وراقب وليد بدهشة لا يمكن وصفها جوزيف ميلر وهو يجمع شعر اخته و.... يجدله !.... لا لا ... هذا كثير على شخصية جوزيف "العكرة" التي يعرفها... فهمنا انه يحب اخته لكن ان يجدل شعرها على الملأ كاسراً الهالة الباردة حوله فهذا كثير...
همس وليد دون ان يسمعه احد: تو ماتش..
اخرج جوزيف من جيبه رباطاً بلاستيكياً ملوناً.. وربط طرف الجديلة بينما خلعت تينا نظارتها.. لتظهر الدموع جلية في عينيها الزرقاوين... حنان غامر احس به تجاهها.... بدت وكأنها ملكت كل شئ.. تنفست بقوة مقاومةً انفجارها باكية.. ثم التفت الى اخيها تعانقه من جديد
-احبك جو...
قليل من الغيرة.. او ربما كثير من الغيرة.. عبر صدره لسبب غير معلوم...
بعد قليل التفت اليه من جديد: اعتني بها
هز رأسه: سأفعل..
-رحلة موفقة..
ثم عاد يقول لأخته: تذكري تينا.. انكِ تملكين القدرة التي لا يملكها الكثير....
نظر الى عينيها واكمل: الشفاء.....
لا يعلم لماذا ضربت هذه الكلمة قلبه بقوة.. وكأنه يوجهها له هو لا لأخته... نظر الى تينا متأملاً... وتسائل بذهول : أتراها شفائه؟
لا ينكر ابداً كم يشعر بالراحة وهي قربه رغم انها راحة مضطربة .. فجمالها وشخصيتها تخلان بإتزان عقله ... لكن مع هذا فحتى الأضطراب معها مريح!
لم ينتبه الا وجوزيف ميلر يبتعد.. بعد ان ترك الحقيبة الفضية الأنيقة لصاحبتها...
-هذه اول رحلة سفر لي بعد الحادث
شرحت له كأنها تحاول ان تفسر تصرف اخوها
هز رأسه بتفهم ومشاعره في حالة فوضى...
-لا بد انه قلق عليكِ
ضحكت: ألا ترى ما فعله... لقد حقق في كل المشتركين في الرحلة... المجنون
لم يشاركها الضحك وقال بجدية: لو كنت مكانه ما كنت لأخاطر بكِ خارج حدود بصري ونفوذي
نظرت اليه طويلاً قبل ان تقول بصوت منخفض: لكنه لم يخاطر بي.. خرجت من حدود بصره ونفوذه .. ودخلت في حدود بصرك ونفوذك... أليس كذلك؟
كاد قلبه ان يخرج من مكانه ... او ربما خرج فعلاً
(وقعت يا وليد ولم يسمي عليك أحد... وشر وقعة!)
لكنه لم يستطع الا أن يهز رأسه موافقاً ويقول دون ارادة: ولن تخرجي ابداً
رأى التأثر في عينيها.. ارتبكت قليلاً...
وقبل ان يتحدث احدهما... فتحت بوابة صالة الانتظار الداخليه ودلف الجميع اليها....
**
غفت تينا الى جانبه... لقد ظنت ان محاسن الصدف جعلت معقده مجاوراً لمقعدها... لم تدري انه هو من امر حين تم حجز التذاكر ان تكون هي الشخص الذي يجلس بجانبه.... والان وهو يتأمل وجهها الغافي.. يكاد يضرب نفسه لشدة غبائه..... هل يهوى تعذيب نفسه برؤيتها بهذا القرب؟
اشاح عنها وجهه... واسند رأسه الى ظهر مقعده... وسأل نفسه ما الذي يمنعه حقاً عن تينا؟
ماضيه مع نور؟ الصدمة التي تلقاها حين اكتشف ان المرأة التي مثلت كل ملائكية الكون لم تكن سوى عاهرة قضى صديقه معها ليلته؟ تقلص وجهه وهو ينكأ جرحه الحديث... نعم هذا ما يمنعه عن تينا.... كل ما أراده في الحياة هو امرأة نقية وبريئة... امرأة يكون هو رجلها الاول... لقد تربى على تلك المعتقدات الشرقية ... ومن المستحيل ان ينسلخ عن طينته ويتماشى مع المجتمع الغربي..... ما عرفه عن تينا انها كانت على علاقتين .. الاولى مع مايسون والثانية مع جورج... والله اعلم من هناك غيرهما... هل يستطيع ان يقنعه احد ان تينا ما زالت بريئة ولم يصل اليها احد من اصدقائها السابقين؟
في هذا العالم البعيد جداً عن شرقيته تدخل الفتاة حالما تنضج في التجارب الجسدية قبل حتى التجارب العاطفية... فكيف يتوقع ان تكون تينا بريئة وهي التي تحمل جمالاً صاعقاً وتربت على معتقدات خالية من القيود....
تنهد بعذاب... لا ينكر ان قلبه يميل اليها... وانها تمنحه احساس رائع يكاد ان يسميه حباً لولا انه يخاف من ان يعترف به... لكن مع هذا فما بينهما حواجز كبيرة جدا.... منها علاقته مع نور.... وثقته المهزوزة بكل النساء بعد تجربته المريرة... وفوارق طبيعته الشرقية وطبيعتها الاجنبية... والدين كذلك...... رغم انه ليس الحاجز الأكبر... فالرسول صلى الله عليه وسلم تزوج من امرأة مسيحية... لكنه رغم هذا يبدو حاجزاً في ظل المجتمع والعادات
هل كتب عليه دوماً ان يختار نساءاً لا يناسبنه؟ لقد اشتاق لوليد القديم... وليد الهادئ المتزن والذي يبدو للجميع انه عاد اليه بعد عاصفة زواجه وطلاقه السريع... لكنه وحده يعلم ان داخله لم تهدأ العاصفة وما تبعثر بسببها في روحه لم يجمعه بعد.....
شعر فجأة بثقل على كتفه... اخفض بصره ليجد الذهبية تميل برأسها مستندة الى كتفه.. ابتسم رغماً عنه... لكن ابتسامته اختفت حين ارتعشت يدها المستقرة في حجرها كأن تياراً كهربائياً مسها.. تاوهت بعدم راحة.. وتعكر صفو وجهها ... ارتعشت مرة اخرى... قطب .. هل تحلم؟ ... مع ثالث ارتعاشة انتفضت تينا مستيقظة ... تفتح عينيها برعب...
قال لها بسرعة: تين.. تين... انا هنا
نظرت اليه فمزقت قلبه ملامح العذاب على وجهها... كانت تتنفس بسرعة... تلفتت حولها كمن يحاول ان يعي اين هو...
ثم همست اخيراً: شكراً للرب
اشفق عليها من الخوف في صوتها
-كنتي تحلمين؟
هزت رأسها بنعم
ضغط زر استدعاء المضيفة ... وعاد يسأل
-بماذا؟
ابتلعت ريقها: مايسون
الضرر الذي احدثه مايسون في نفسها يبدو كبيراً... اكبر مما كان يتخيل...
جاءت المضيفة فطلب منها كأس ماء...
-هل آذاكي كثيراً؟ ....... تجرأ وسأل
قالت بمرارة: لقد أذاني بأنجل.....
-لست أفهم
-لم يضرني جسدياً... فتحت عيني لأجدني في مكان مهجور مقيدة .. حالما جاءت انجل... حقنني بمنوم.... لم يؤذي.. لم يقترب مني..... لكنني حين استيقظت وجدت زوجة اخي في المستشفى تعاني من جروح بليغة سببها لها مايسون بمشرط طبي
ملامح الصدمة ظهرت على وجهه.... لا يمكن لرجل ان يكون بهذه البشاعة.... لا بد و ان جوزيف ميلر عانى الامرين وهو يعايش هذا الحدث... أما هي فيا الله.... له ان يتصور اي احساس قاتل بالذنب يتجسد لديها ذلك عدا كسرة قلبها
احضرت المضيفة كأس الماء.. قدمه لها بلطف... فشربته
قال لها بصدق: أن آسف لكل ما مررتي به تين... لا بد انك تعانين بسبب هذه الحادثة
-انه عذاب الضمير ما يقتلني... لقد جررت انجل بحماقتي الى هناك وكاد اخي ان يموت رعباً... لقد تعذبت هي بسببي... لقد عانت بسببي...
اختنق صوتها بالبكاء.. امسك بكتفيها يديها نحوه ونظر اليها وقال بحزم: لم يكن لكِ يد فيما حصل... كل ما هناك انكِ صدقتي الرجل الخطأ....
سألته بلوعة: أتعتقدها ستغفر لي يوماً
أجاب بصدق: أظنها فعلت منذ زمن لكن الأهم من هذا.. عليكِ انتِ ان تغفري لنفسك
عادت تسأله: وهل غفرتَ أنتَ لنفسك؟
ارخى يديه عن كتفيها وتململ في مقعده وقد تجهم وجهه قليلاً
-كلا يا تين.. لم اغفر بعد

mansou and السكر like this.

moshtaqa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-01-17, 06:02 PM   #1887

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي

****************
كان كايل متوجها نحو غرفة مايا بعد ان زار آدم في غرفته، هذا اليوم لم ير التوأمين لإنشغاله بالأعمال... قبل ان يدخل الغرفة وقف عند الباب الموارب مدهوشاً... كانت أرورا هناك أيضاً... تجلس على الأرض .. شعرها يتناثر حولها متساقطاً على السجاد الوردي اللون.... تضحك لمايا التي تقف الى جانبها تحاول تعليق دبوس شعر بوردة اصطناعية في شعرها.. الجهة الأخرى من شعرها كانت مليئة بورود اصطناعية متناثرة هنا وهناك... اذهله جمالها... انها المرة الأولى التي يشعر أن أرورا جميلة فعلاً... كانت تضحك بانطلاق.. وشعرها الذي لم يدرك كم افتقده حتى رآه منثوراً حولها الان يمنحها هالة غريبة كأنها قادمة من عصر اخر.. اما تلك الزهور الصغيرة فجعلته يتخيل انها شجرة ميلاد وان ابنة اخيه تعلق عليها زينتها .. وكم ود لو يكون هو مكان مايا...
طرق الباب النصف مفتوح بخفة.. ودخل... رفعت أرورا عيناها اليه واختفت الضحكة من على صفحة وجهها بشكل ضايقه... بينما قفزت اليه مايا فأنحنى نحوها يستقبلها بذراعين متفوحتين
-اميرتي الجميلة
اشارت الى أرورا وقالت بحماس: أنظر كيف زينت شعر أرورا
نظر اليها فقابلته بواحدة من نظراتها العملية والتي لم تكن تناسب حقاً جلستها وضحكتها السابقة...
انزل مايا .. وقال:
-مرحبا أرورا
-مرحباَ كايل
-أرى أن أحدهم تحول لحديقة ورد
ابتسمت.. انها المرة الأولى التي يلقي فيها كايل كلاما يشبه الطرفة....
-لو انتظرت قليلاً لوجدت أشجاراً فوق شعري..
ضحك... احساس مريح انتابه... وللمرة الأولى يسترخي شئ من توتره...
اعترضت مايا: لكنني لا أملك دبابيس شعر على شكل شجرة..
-هل نذهب ونشتري؟
عرض عليها كايل ضاحكاً
قفزت مايا من مكانها: نعم نعم
ثم التفتت نحو أرورا: تعالي معنا
اشارت ارورا الى الزهور المعلقة في شعرها: لن استطيع ان اخرج هكذا
اقتربت منها مايا وبدأت بإخراج الدبابيس من شعر أرورا... ثم نظرت الى عمها: ساعدني عمي...
ارتبك كلاهما... لكن كايل لم يستطع تفويت الفرصة... لطالما تسائل عن ملمس شعرها .. نظر الى أرورا فلم تعلق... اقترب منها هو الاخر وجلس على حافة السرير ومد يده يزيل اول دبوس عن شعرها
نعومة صادمة ارتطمت ببشرة يده... شئ يشبه الحرير مر بين اصابعه فإرتعشت لا ارادياً... لم يكن ليخمن ابداً ان يكون لإمرأة حقيقة من دم ولحم نعومة الشعر الخيالية هذه.... اليست هذه الأشياء موجودة فقط في الروايات التي تبالغ في الوصف؟! همس في نفسه: القطعة الرابعة
شعر بأرورا تتجمد.. على الأغلب هي لا ترتاح للمسه شعرها.... وتذكر أوراق طلب الطلاق.... هل حقاً ستقدمها للمحامي بعد انتهاء مهلة الشهر؟ لم يكن يحتاج لذكاء ليدرك ان الاجابة نعم...
انتهت مهمته وعاد شعرها الذهبي خالياً من الزينة .. واخذت تجمعه بين يديها دون ان تنظر اليه... حين انزاح شعرها الى الخلف ظهر ثوبها الرمادي الباهت اللون .. بحمالات رفيعة ويتناثر على صدره بضعة ورود سوداء وبيضاء.... هذه المرة الأولى منذ زفافهما يراها بفستان يكشف كتفيها.. رغم ان الفستان يعتبر محتشماً فهو لا يظهر شيئاً غير القليل من مساحة بشرتها البيضاء.. لكنه بدا جميلاً ومثيراً !!!.... ماذا الان؟ هل يشعر بالاثارة نحو أرورا؟ ما هذا الهراء!!
نهض من مكانه منزعجاً من سير افكاره وقال ببعض البرود: سأنتظركما في السيارة وسأنادي آدم لربما احب ان يأتي معنا
وافقته كليهما... وبعد ربع ساعة كان ينتظر في سيارته فإذا بأنجل تطل من الباب مع أرورا ومايا...
وجه الحديث لآدم الذي يجلس في الخلف: ها قد جائت امك أيضاً... لقد انقلبت حفلة يا رجل
قال ادم ببراءة: مامي لا تحب الحفلات...
-هذا شئ مشترك بيني وبين والدتك حبيبي
-هل أرورا تحب الحفلات؟
قطب.. هو لا يعرف شيئاً عن ميول أرورا.. لكنها فتاة مجتمع مخملي.. لم يكن يذهب الى حفلة دون ان يراها...
-بما انها من ذوات الدم البارد.. فلا بد انها تحب هذا النوع من التصنع
ندم فور قوله ذلك... فقد اثبتت ارورا انها ليست باردة ولا تسعى وراء مصالح العمل كما انها فعلا لا تشبه نساء مجتمعه..
وقفت انجل وارورا خارج السيارة وبدا عليهما كأنهما يتناقشان في امر ما وحين اشارت زوجته الى المقعد الأمامي فهم ان أرورا تعرض على انجل ان تجلس هي الى الأمام... قطب.. بالتأكيد أنجل لن تستمع لها .. اليس كذلك؟... وكأن انجل قد لبت ندائه ففتحت الباب الخلفي وركبت السيارة مع مايا قائلة بمرح: أنظر من جاء معك...
ركبت أرورا بجانبه ... وقد جمعت شعرها على شكل الكعكة المنخفضة التي بات يمقتها..
وجه الحديث الى أنجل: اوه نعم اكتملت العصابة...
قالت ببراءة كاذبة: لقد قررت فقط انا اساعد في ايجاد دبابيس الشعر على شكل شجرة.. أنا اعرف كل محال الأطفال كما تعلم
ضحك كايل: بالتأكيد.. وهل أفلس أخي من دون سبب؟
مدت يدها تضرب كتفه بخفة: لنرى ماذا ستفعل حين ترزق بطفل.. ستفلسنا جميعاً
شحب وجه أرورا بينما ارتبك هو ...
تراجعت أنجل الى مقعدها تتأكد ان كلا طفليها يربطان حزام الأمان..... كانت تعرف انها ضربت تحت الحزام.. وان الجميع يعرف طبيعة علاقته مع أرورا... لكنها مع هذا لم تستطع الا ان تزرع الفكرة في رأسه.. لعل الأحمق يشعر.. الا يرى ان أرورا تحبه !!.... لقد عرفت هي منذ اول مرة رأتها فيها والطريقة التي نظرت بها الى كايل...
القى كايل نظرة مضطربة على أرورا التي اشاحت بوجهها تنظر الى النافذة ...
قاطع الجو المتوتر ثرثرة مايا وادم .. وانخرط الجميع في الحوار معهما... لأول مرة تبدو أرورا منطلقة كما لم يعرفها من قبل.. راقبها تسير أمامه بنفس فستانها الذي يرتفع عن ركبتها بقليل مع حذاء بسيط دون كعب... يدها معلقة بيد مايا وأنجل الى جانبها .. والثلاثة منغمسات في حديث ما ..
توقف هو وادم عند محل العاب .. لمح ادم على واجهته سيارة اعجبته.... دخلا المحل وطلبا السيارة وبينما كان البائع يفحص اللعبة... انتبه كايل الى الرف المخصص للدمى ... وجذبته دمية صغيرة جداً... تقف على الرف... لها شعر اشقر طويل يصل لما تحت ركبتها..ترتدي فستاناً احمر ولها عيون زرقاء... خطرت على باله أرورا بشعرها الطويل وزرقة عينيها.. ودون تردد تقدم نحو الرف واخذ الدمية منه...
حين خرجا كانت الدمية الصغيرة التي رفض كايل وضعها في علبتها الكرتونية مستقرة في جيب سترته الداخلي..
كانت أرورا تقف أمام محل ملابس نسائية... وانجل ومايا ليسا معها... اتجه اليها مع آدم .. فوجدها تنظر الى ثوب نوم اسود طويل من القماش الرقيق له فتحة على طول الساق اليسرى... وحمالاته متدليتان تحيطان اعلى الذراعين تاركتان الكتف مكشوفين.. الثوب كان ملكياً ومثيراً في ذات الوقت...
اصدر صوتاً ينبهها لوجوده فألتفتت اليه وحالما رأته احمرت وجنتها وارتبكت .. وحولت نظرها سريعاً نحو آدم وسألته بلطف: ماذا اشتريت؟
رفع يده بالكيس الكارتوني الأبيض ولوح به امامها: سيارة راااائعة
ثم اعقب: اين مامي ومايا؟
اشارت الى المحل المقابل: هناك يبحثان عن دبابيس على شكل شجرة.. اختك تنوي فعلا ان تحول شعري الى بستان
ضحك ادم وركض نحو المحل يدخله... استدارت أرورا تعطي محل الملابس ظهرها وقالت بهدوء: اذن.. هل ندخل معهم؟
تأملها قليلاً.. ودون وعي تخيلها بثوب النوم الأسود... نهر نفسه عن خيالاته المراهقة... هل صار يفكر بزوجته الان على هذا النحو؟!! ...
هز رأسه وقد زحف البرود على ملامحه: بالطبع..
دخلا الى المحل فإذا بمايا قد جمعت كل انواع الدبابيس في سلة التسوق الصغيرة
ارتاعت أرورا وهتفت: هل ستعلقين كل هذا في شعري؟
هزت مايا رأسها بمرح: نعم نعم ...
-هل ستقيمين حفلة في شعري؟
وقبل ان تجيب مايا كان ادم يتدخل: هل تحبين الحفلات أرورا؟
ابتسمت أرورا وتذكرت سبب حبها للحفلات... كانت تحرص ان تذهب الى كل حفلة على أمل ان تقابل كايل...
اجابته بلطف: نعم أحبها كثيراً
التفت ادم الى كايل وقال بمرح: لقد كنت محقاً عمي.. أرورا دمها بارد لأنها تحب الحفلات...
هتفت أنجل بإسم إبنها.... بينما شحبت أرورا تماماً.....
هل أخبر كايل إبن اخيه ان دمها بارد؟ ألمٌ قاتل سرى في شرايينها.. تمنت لو تنشق الأرض فتبتلعها... او تأتي عاصفة ما فتقتلعها من مكانها... تمنت ان تتلاشى .. ان تغمض عينيها وتفتحها فترى نفسها في اي مكان سوى هذا المكان..... هذا الرجل الذي تحبه أكثر من نفسها لا يتوانى عن مشاركة الآخرين حتى صغير العائلة برأيه فيها..... أهذا ما يراها عليه؟ مجرد امرأة باردة الدم؟ اذا كانت هي باردة ... فما عساه يكون هو؟ الخائن منعدم القلب والاحساس...
ارتجفت داخلياً... غير انها مع هذا تماسكت... لن تظهر له ضعفها... لن تنكسر كبريائها أمامه ... لن تسمح له ان يرى مدى جرحه لها...
نظرت اليه.. كانت عيناه تفيضان اعتذاراً... انها المرة الأولى التي ترى في عينيه شيئاً أكثر من البرود... لكن اللعنة عليه هي لا تريد اعتذاره ولا شفقته... لا تريده كله... لأنه لم يكن يوماً لها...
عليها ان ترحل... قررت هذا في لحظة صادقة مع النفس... كايل لن يكون يوماً لها... وهي لن تحتمل العيش معه تحت سقف واحد وتعاني كل هذا العذاب... لقد فعلت كل شئ لتستعيد والدتها... لكنها الان تدرك انها لن تكمل... ليس بقدرتها ذلك... لكنها قبل ان ترحل ستعلمه درساً لن ينساه... اقسمت على هذا وهي تشيح بنظرها عنه لتبتسم لآدم
-عمك محق تماماً حبيبي...
ثم تحاشت النظر الى أنجل التي بدت متوترة بشكل كبير .. واتجهت نحو مايا واخذت مجموعة دبابيس ملونة عليها دباديب ووضعتها في سلتها قائلة لها بمرح
-سيكون من الجيد ان نضيف بعض الحيوانات للحديقة...
ضحكت مايا... بينما فهمت انجل رسالة أرورا بعدم احراجها اكثر... فقالت بحماس مصطنع: ادم تعال نبحث عن دبابيس شعر لمامي ايضاً
واخذته مبتعدة الى الجهة الاخرى من المحل... بينما وقف كايل لا يدري ماذا يفعل
احساس خانق انتابه... لم يكن يجب ان يقول هذا لآدم... ماذا تراها تشعر الان؟ بدت وكأنها لم تتأثر... لمحة صغيرة من الجرح بدت في عينيها ثم اختفت وهي تشيح عنه..... لقد آلمها بالتأكيد واحرجها علناً....
تقدم نحوها ببطئ لا يدري ماذا يقول.. غير انه وجد نفسه يهمس
-أرورا
رفعت وجهها اليه وقالت بهدوء عائدة الى نبرتها العملية في التعامل معه: نعم؟
قال بصدق: انا آسف
نظرت اليه مطولاً... نظرة لم يستطع فهمها ثم اخيراً قالت ببرودها المعتاد: لا عليك....
في طريق العودة لم ترافقهم أرورا... أخبرتهم انها على موعد مع أختها وانها ستذهب الى هناك بنفسها رافضةً عرضه لإيصالها...
في المساء عادت أرورا .. تحمل عدة أكياس تسوق... الليلة ستنتقم لنفسها.. وستريه برودها!...
الليلة ستقوم بأكثر أفعالها جرأة وحماقة وشجاعة... ستدخل عرين كايل بنفسها... وستأخذ منه كل شئ وتمنحه كل شئ...
ستشعل النار في جليده وستشتعل معه.... لا مكان للبرود هذه الليلة... لا مكان للاتفاقات .. كبريائها وقلبها على المحك.... وستنقذ احدهما وتقتل الآخر ولا تعلم ايهما سيعيش وايهما سيموت... انها ليلة الموت الولادة ... والولادة الموت... اما ستخرج من غرفته محتفظة بكبريائها قاتلة قلبها .. او تخرج منها قاتلة كبريائها محتفظة بقلبها ...
اغمضت عينيها... كم يكون الحب مذلاً في بعض الاحيان !
......
تقلب كايل في فراشه بعدم راحة .. لقد مر اليوم ثقيلاً على قلبه... اثقل مما توقع.. لم يكن يعلم انه سيشعر بكل هذا السوء بسبب الموقف الذي حدث مع أرورا... لقد ظن انها لا تعني له شيئاً.. وربما هي كذلك ... فهو يحب تارا وهذا أمر لا نقاش فيه... لكن ....
فتح الجرار بجانب سريره واخرج منه الدمية الصغيرة.. داعب شعرها باصابعه .. قاطعه طرق على الباب... اعاد الدمية الى الجرار وقبل ان يأذن للطارق كان الباب قد انفتح .. لتلج منه أرورا....
انتفض كايل جالساً... لا يصدق ما يرى... هل يحلم؟ ام أن أرورا تقف أمامه فعلاً.. بثوب النوم الأسود الذي كانت تتأمله هذا اليوم.. والذي يلتف حول جسدها بإحكام كاشفاً بفتحته الطويلة ساقها المثيرة... بينما تدلت حمالاته حول اعلى ذراعيها.... واختفتا خلف شعرها الحر.. الذي يحيطها بدلال ...
لقد بدت.. بدت خلابة... توقف قلبه عن الخفقان لثواني قليلة ثم عاد يخفق بشدة .. غلى الدم في شرايينه....
لم يرَ في حياته أجمل من مظهرها الان... مزيج من الرقي والانوثة والاثارة ... مزيج من الطبيعية التي تعكسها ملامحها الخالية من الزينة،،، والغواية التي يعكسها جسدها الذي ظهرت انحناءاته بطريقة اوحت له بكل الافكار الشيطانية...
همس غير مصدق: أرورا؟
شمخت برأسها... ورفعت يدها تدعوه اليها ..
ومثل رجل تحت تأثير منوم مغناطيسي.. ترك سريره ماشياً نحوها.... كانت حافية... اظافر قدمها مطلية باللون الأحمر الغامق... لون كل الغوايات...
وقف على بعد خطوتين منها وهمس من جديد: أرورا
قطعت الخطوتين ببطئ وهي تنظر في عمق عينيه
-كايل
لم يستطع ان يمنع يده من الامتداد نحو شعرها ليزيحه قليلاً مظهرأ الحمالة الرفيعة السوداء تحيط اعلى ذراعها كاشفة كتفها الدقيق الشكل...
قال منقطع الانفاس: تبدين.... مثيرة ..... جدا
ابتسمت له فخلبت لبه بإبتسامتها...... لم تكن هذه ارورا التي يعرفها... لم تكن باردة وشاحبة وعملية... لم تكن صارمة وهادئة..... كانت واحدة اخرى... شعلة متوهجة من الجمال والحرارة
اقتربت منه حتى التصقت بصدره وعيناها لم تفارقا عينيه...
-أظننا ما تعرفنا قبل الان... فهل نتعرف؟
قالتها ثم طبعت قبلة قرب زاوية فمه بالضبط... فخرج قلبه من صدره ...
اتسعت عيناه وغمرته عاطفة غريبة .. مزيج من الاثارة والترقب والدهشة والجمال...
-أنتِ تدركين الى اين سينتهي بنا هذا
واشار بطرف عينه الى السرير
وضعت يدها على قلبه الخافق بقوة: يمكنني ان اذهب اذا كنت تمانع
وقبل ان تستلم رده كانت قد استدارت لتبتعد... لكنه امسك بذراعها يديرها نحوه ..
همس وهو ينحي فوق وجهها: لا امانع ... ابدا.... ابدا...
اخذ وجهها بين يديه وقبلها..
شهقت وهي تستقبل شفتيه... كان يمر بأجمل تجارب حياته.... رائحة شعرها احاطته من كل جانب... وفمها الذي يستملكه الان بقبلته .. كان معدوم الخبرة... استطاع ان يستشعر ذلك... كأنها لا تعرف كيف تتعامل مع عناقه... لكنها مع هذا تعلمت بسرعة... جسدها كان دافئاً... وقلبها خافق تماماً مثل قلبه
لم يعرف كايل ما الذي تبدل... لكنه كان يشعر بأنه يولد من جديد... يخرج من تحت انقاض نفسه ويكتشف شيئاً لم يكن يعرف بوجوده.... هيئ له ان قلبهما يخفق بإيقاع واحد...
لمساتها الرقيقة... صوتها الهامس بإسمه.. ووجهها الذي ظنه ظلماً شاحباً شع بكل ألوان الدفئ.. عيناها اللتي لطالما شبههما ببحر هادئ لا تمره عاصفة.. تحولتا الى اعصار ازرق يبعثر النبض في صدره....
هذه أرورا التي لم يكن يعرفها... هذه أرورا الحقيقية.... ها قد اكتملت قطعها بين يديه ..
رفع خصلة من شعرها الطويل... وقبلها... نظر في عينيها وهو يشرف عليها وهمس: تبدين مثل اميرات الأساطير...
تخللت اصابعها شعره الأشقر وهمست: ظننتك لا تحب شعري
انحنى يدفن وجهه في شعرها قرب رقبتها وتمتم: بل اعشقه...
تأوه قليلاً وهو يستنشقه...
رفع وجهه اليها قال بصوت مثخن بالعاطفة: ما الذي تفعلينه بي؟
مرت مرارة غريبة على وجهها سرعان ما اختفت وحلت محلها عاطفة اذهلته
-أمنحك إياي....
-لماذا يبدو لي اذن وكأنكِ تأخذينني؟
اجابته بقبلة ... ردها لها اضعافاً
حين انتصف الليل .. كان كايل ينظر الى أرورا الغافية على صدره غير مصدق حقاً لما حصل.... ما كاد يتجاوز صدمة المشاعر التي بثتها فيه حتى صدمه معرفة انه رجلها الأول.... لم يكن يوماً رجلاً من النوع المنغلق ففي عادات مجتمعه هذه الأمور لا تعد ذات اهمية قصوى... لكن مع هذا فإن الاحساس بأنه اول من ملكها له وقع لذيذ جداً... جداً... وتسائل لماذا حافظت على نفسها طوال هذا الوقت؟ ..
سمح لنفسه بتأملها مرة أخرى... وجنتاها محمرتان قليلاً... اهدابها اسدلت بسلام .. بينما رأسها يستقر وسط صدره وذراعها تحيط بخصره...
داعب شعرها المنتشر حولها بفوضوية جميلة....
لم يكن ليتخيل ابداً ان تمنحه أرورا كل هذا الاحساس... ولا كل هذه العاطفة... لم يكن يتخيل انها ستدخله في التجربة الأجمل ..
طبع قبلة على رأسها.. تململت قليلاً..... أضاء هاتفه بشكل مستمر .. نظر الى هاتفه الذي ضبطه على وضع الصامت عندما هم بالنوم... قطب جبينه وهو يرى اسم تارا.. ظل ينظر الى المكالمة حتى انقطعت .. لتظهر صورتها التي كان يضعها خلفية لشاشة هاتفه... دون تردد تناول هاتفه وعبث به لغير صورة خلفية الشاشة الى زرقاء عادية... اعاد هاتفه الى مكانه... وعاد يتأمل أرورا بمشاعر جديدة حتى غاب في النوم....
حين استيقظ في الصباح.. لم تكن أرورا بجانبه على السرير... لكن ورقة بيضاء مطوية كانت تستلقي على الوسادة..
ابتسم وهو يتناولها.. هل كتبت له ملاحظة رومانسية؟
اختفى اللون من وجهه وهو يقرأ الكلمات المكتوبة بخط انيق..
"يعلم كلانا الان انني لست باردة الدم!.... لقد وقعت اوراق الطلاق وارسلتها الى المحامي... هذه المرة لا استطيع ان افي بوعدي.. فما عدت احتمل العيش لحظة واحدة تحت سقف بيتك... سأكون في بيت أبي حتى موعد جلسة الطلاق...
أرورا"

mansou and السكر like this.

moshtaqa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-01-17, 06:05 PM   #1888

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي


************
طرق ماتيو بأصابعه مقود السيارة بنفاذ صبر... لقد قالت له انها ستلحق به بعد خمس دقائق فإذا بها اصبحت خمسة عشر... كان قد اوفى بجزء من وعده لكيرا.. فنقل اختها لمصح لمعالجة الأدمان وأوكل محامي لتحصل على الطلاق... وجاء اليوم برفقتها لزيارة استيرا التي بدت وكأنها تعاني الأمرين لكنها مع هذا مصرة لتتخلص من زوجها وادمانها معاً... حين ادى واجب التحية واطمئن على استيرا استأذن ليترك لهما مساحة من الخصوصية .. اخبرها بأنه سينتظرها في استقبال المستشفى لكنها قالت بأن بإمكانه ان ينتظر في السيارة معقبة "خمس دقائق واتي"....
فتح باب السيارة ودخلت كيرا فعاجلها:
-ترى على اي نظام وقت هذه الخمس دقائق؟ على نظام الوقت المريخي؟
قطبت: هاي لا تتذمر انت من تبرعت بإيصالي
-قلت لنفسي يا رجل افعل القليل من الخير...
-هل تكفر عن ذنوبك بي؟
قالتها ساخرة.. لكن العبارة جعلته يلتفت ناظراً الى النافذة مشيحاً وجهه عنها.... اختفى جو السخرية... نعم هو يكفر عن كل ذنوبه بها... هذه الصغيرة العمر... التي تزوجت من صديق طفولتها ... والتي تحرك قلبه بشكل يعجز عن السيطرة عليه هي التكفير الحرفي لذنوبه
قال لها بنبرة جادة بعيداً عن طبيعته العابثة: ربما كنتي على حق... لدي الكثير من الذنوب
عاد ينظر اليها... اكتسى وجهها بالحيرة... لكنها سألتها بلطف: هل تحب ان تتحدث عن الأمر
-اريد ان آخذكِ الى مكان ما.. هل تأتين
هزت رأسها موافقة.. فإنطلق بسيارته الى المكان الذي يزوره بين حين واخر كي لا ينسى ابداً...
دخلا شارعاً فرعياً على جانبه سهل واسع تتناثر فيه الاشجار.. اوقف السيارة على جانب الطريق قرب احد اعمدة النور..
نزل ونزلت هي الاخرى واخذت تلتفت يمنة ويسرة متسائلة: ما هذا المكان ؟
اكتسى وجهه بالمرارة: هنا يا كيرا فقدت المرأة التي احب .. وطفلي
شهقت كيرا بقوة... واضعة يدها على فمها ... المرارة التي ارتسمت على ملامحه عذبتها ... لم تتخيل ان ماتيو العابث الذئبي النظرات عاش مأساة كبيرة كهذه...
همست له بتعاطف: انا اسفة جدا.. جدا
تقدم نحو عامود النور المنبعج والذي يبدو ان احداً لم يهتم بإصلاحه... مرر يده على الانبعاج وقال بوجع... -لقد ضربت السيارة بعامود النور... كانت تقود بسرعة جنونية... وانا.. انا السبب في ذلك....
تقدمت نحوه ووضعت يدها على كتفه.... أوجعها ان الألم الذي يقطر من بين كلماته... لكنها لم تقل شيئاً... احساسها اخبرها انه يريد ان يتحدث وان يزيح حملاً ثقيلاً عن قلبه بمشاركته معها.. وان عليها ان لا تقاطعه.. فلم تفعل....
اكمل بنفس المرارة: لقد خدعتني بالحب....
رفع وجهه ناظراً الى عينيها مباشرة: لقد كانت حبيبة اخي
اتسعت عيناها بصدمة دون ان تعلق
-طلبت منها مراراً وتكراراً ان تتركه فهي تحبني انا.. وقد منحتني انا ما لم تمنحه له.... وكانت تقول دوماً ان الوقت غير مناسب وانه صديق طفولتها ولا يمكنها ان تخبره بشئ كهذا .. و .. و ... و
ازدادت سرعة تنفسها... لكنها لم تتحدث.. وقفت تنظر اليه ينفث ألمه دون ان تجرؤ على النطق
-ثم حملت مني... طبعا كنت اتوقع اننا وصلنا لاخر الطريق وانها ستخبر جوزيف اخيراً... لكنها لم تفعل... لقد قالت لي بانها تحب جوزيف وانني كنت مجرد مغامرة عابرة ارادت فيها ان تجرب رجلاً عابثاً لا يشبه جوزيف المحترم !
اغرورقت عينا كيرا.. وكرهت هذه المرأة التي خدعت رجلين في آن واحد
ضحك ضحكة تشبه البكاء: ولم تكتفي... حين سافرت هارباً... تدبرت لعبة لتوهم اخي انه قضى الليلة معها ثم اصبحت حامل... وجوزيف الرجل الشريف المستقيم ادى دور الشهم كما ظنته سيفعل وتزوجها في ظرف اسبوع ! ...
صاحت كيرا: يا الهي ... لا اصدق
هز ماتيو رأسه..
-ليس هذا فقط... لقد حقدت عليها وعلى اخي وفعلت ابشع شئ يمكن للرجل ان يفعله بعائلته.... لقد ارسلته للحرب
تراجعت كيرا بشهقة صدمة... لا ... لا يمكن... لا يمكن.... هل فعلها حقاً...
نظر اليها وللمرة الأولى ترى وجهه متقلصاً من الوجع... كأنه يبكي دون دموع
-اجل كيرا.. عليكِ ان تنظري الي هكذا... كأنني وحش .. لأنني وحش.... أتعلمين لقد حاولت الغاء الأمر لكنني لم استطع.... في النهاية قلبي لم يطاوعني لإرساله... لكن الاوان قد فات... وغرقت انا في بحر انتقامي... وانتهى بي الأمر جالساً مع لويسا في السيارة نتشاجر بينما تقود السيارة بجنون فإصطدمت بعامود النور بقوة...
هبط ماتيو على الآرض يجلس مسنداً ظهره الى عامود النور وراءه..
-حين رأيتها جثة... شعرت ان روحي خرجت من صدري.. وأنني لن اعيش مرة أخرى... احتجت لسنوات طويلة لأشفى... اعترفت لجوزيف بكل ما فعلته... وفعلت كل ما استطعت لأكفر عن ذنبي... يمكنني أن أقول أنني رددت له القليل من الدين حين ساعدته بالتخلص من احدى كوابيس ماضيه منذ بضعة أيام .. لكنني لم أغفر لنفسي بعد ما فعلته... لقد تسببت في موت لويسا وطفلي.... لقد خنت اخي واخذت حبيبته.. ثم حين تزوجته تسببت في قتلها
رفع رأسه ينظر الى وجهها الشاحب وسأل بعذاب: هل عرفتي رجلاً أبشع مني
تقدمت اليه وجلست الى جانبه.. عيناها تذرفان الدمع ... قلبها يأنّ للوجع في نبرة صوته والمرارة في ملامحه...
وقالت بصدق: لقد اذنبت كثيرا ماتيو.. لكنك تعترف بهذا... كلنا نذنب لكن القليل منا يعترف والأقل يحاول ان يكفر عن ذنوبه....... انت تحاول... هذا وحده كافي لتعرف انك رجل صالح في داخلك...
نظر اليها وقد التمعت دمعة على طرف عينه: أتقولين هذا لأجل مواساتي
هزت رأسها: اقسم انني اقول ما اظنه
امتدت يده لا ارادياً نحو شعرها تبعد خصلة عن وجهها وتضعها خلف اذنها...
همس معترفاً: انا أخافك كيرا.... كثيراً
قالت بحيرة: تخافني انا؟
هز رأسها موافقاً: نعم... اخاف أن أعيد فيكِ ذنوبي... اخاف ان اقع في حب امرأة رجلٍ آخر !
ارتجف قلبها.... وتشوشت افكارها.... وفكرت بعذاب (وأنا أخاف أن اقع في غرامك وانا متزوجة من آخر)
ابتلعت ريقها ولم تعرف بماذا تجيب...
نهض من مكانه فجأة ومد لها يده وقال بجدية: لن أفعلها يا كيرا...لن أقع في حبك... سأحافظ عليكِ .. أعدكِ
وضعت يدها في يده ونهضت.. وكم تمنت ان لا تترك يده.. ان يبقى ممسكاً بها حتى اخر العمر... ولم تدري ان كان قوله هذا طمئن قلبها ام اوجعه..... لكنها شعرت بالاثنين معاً...
اصر أن يوصلها الى بيتها... شعر ماتيو بالارهاق والتخبط... لم يكن يخطط ان يخبرها بأي شئ.. لكن رغبة آنية انتابته ليخبرها عن حقيقته... لتراه كما هو... لترى الوحش الذي كانه.... لعلها تمحو نظرة الاعجاب التي بات يضبطها تعتلي وجهها منذ ادخل اختها المصح... أتراه نجح؟
كان الحي الذي تعيش فيه كيرا فقيراً الى درجة اوجعت قلب ماتيو... كيف تعيش هنا؟ وسط هذه الأصوات الصاخبة والشوارع المليئة بالبرك الآسنة والبيوت المهدمة والرجال الذين يبدون كتجار مخدرات ...
لا يمكنه ان يسمح لها بالعيش هنا.. عليه ان يجد حلاً ليخرجها من هذا المكان الذي لا يبدو آمناً على الإطلاق
اشارت الى بيت على اليمين وقالت : ها قد وصلنا
نظر الى البيت الخشبي العتيق... ولم يعلق... لم يكن يريد ان يقول لها ان هذا ليس بيتاً بل "خرابة" لكنه بالتأكيد كان سيثير لديه حساسيتها تجاه طبقتيهما الاجتماعية
نزل من السيارة عندما نزلت... دعته لشرب فنجان من الشاي لكنه تعذر بوجود اعمال تنتظره... لم يكن يريد ان يدخل لئلا ترتسم على وجهه ملامح عدم الرضا فتقرأ رأيه في وجهه فتثور ثائرتها...
قبل ان تدخل التفتت اليه : صحيح نسيت ان أسألك (واشارت الى بذلته)... ما ماركتها؟
ابتسم: ايرمانغيلدو زيغنا
قطبت حاجبيها: يبدو كإسم مركبة فضائية
قبل ان يجيبها فتح الباب فجأة وأطل منه رجل أشقر يرتدي قميصاً قطنياً دون اكمام... تمتلئ ذراعه بالوشوم...
التفت كيرا اليه واتسعت عيناها: دانيال؟
اخذها الرجل بين ذراعيه قائلا "حبيبتي" فإنقبض قلب ماتيو ألماً
لم ترفع كيرا ذراعيها لمعانقته... عيناها التقت بعيني ماتيو لكنها اشاح بعينيه...
افلتها دانيال .. فسألته مستغربة...
-كيف خرجت؟
-سدد أحدهم الديون التي علي
-من؟
تدخل ماتيو: أنا ....!
****************
هتفت أنجل بعصبية وهي ترمي الصحيفة من يدها: ما الذي يعنيه هذا يا زنبق؟
واصلت زنبق انهيارها الباكي
-ألم تقرأي.. سيتزوج
-اليس متزوجاً بكِ؟ كيف يمكنه ان يتزوج بأخرى.. هذا غير قانوني
-لقد تزوجنا في المسجد أنجل.. لا يوجد دليل قانوني يؤكد هذا الزواج.. انه زواج شرعي فقط
اشتعلت انجل غضباً: الوغد .. الوغد ... سأقتله.. لقد ظننت لوهلة انه انسان... لكنه مجرد وحش.. وحش
لم يكن لدى زنبق كلام ترد به على أنجل... منذ ان قرأت الخبر وهي تبكي... لم تعرف حقاً ما الذي تبكيه بالضبط... هل تبكي حبها اليائس لصخر؟ ام تبكي حالها وما وصلت اليه؟ ام تبكي حقيقة انه بعد اسبوع من الان سيتزوج من امرأة اخرى تشاركه قلبه وسريره بينما تبقى هي الزوجة التي اخذها انتقاماً... والتي يفرغ فيها نوبات حقده...
جلست انجل قرب زنبق واحتضنتها.... تعلقت زنبق بها...
وشكت لها بنبرة متعذبة: كيف سأعيش مع حقيقة زواجه وأنا احبه بهذا القدر
شددت انجل من عناقها لزنبق... لم تعرف بماذا تجيب... لا يمكنها ان تمنع زواج الوغد ولا يمكنها ان تمنع قلب زنبق عن حبه...
هذه حرب الانسان لنفسه... انها اقسى من حرب الأوطان... لأنها تدمر داخلنا كل رغبة في المقاومة وتشوهنا عاطفياً... وتتركنا في كل الاحوال خاسرين ... سواء انتصرنا او انهزمنا
لم تستطع انجل ان تمنع دموعها....
اقترحت: هل اذهب واتكلم معه؟ دعيني اقول له الحقيقة... عليه ان يعرف
هزت زنبق رأسها رافضة: لقد حاولت ان اخبره الحقيقة لكنه رفض الاستماع.... صخر مصمم على الانتقام... وانا اعتبر انتقامه عقابي الأخير.... وقد تقبلته ... تقبلت كل شئ حتى الأن ... لكن ... لكن
تهدج صوتها بالدموع وواصلت
-لايمكنني ان احتمل زواجه من اخرى
قطبت انجل: من هذه المرأة؟ من اين يعرفها؟
-لقد كتبت الجريدة انه كان على علاقة بها ايام كان يمارس مهنته وانفصل عنها لأسبابٍ غير معروفة.. ويبدو ان المياه عادت لمجاريها حديثاً
هتفت انجل مغتاظة: تباً له
في تلك اللحظة دخل صخر حاملاً بيده علبة كارتونية كبيرة.... حالما رأته أنجل انتفضت وصاحت في وجهه
-كيف تفعل هذا؟ كيف؟
رفع حاجبه بشكل استفزازي وهو يضع العلبة على الطاولة: افعل ماذا بالضبط
اشارت بغضب الى الصحيفة الملقاة على الأرض: كيف تريد ان تتزوج؟
-في ديني يمكنني ان اتزوج اربعة
كان يعلم انها لا تعني هذا... فهي وان كانت مسيحية فقد عاشت معظم حياتها في العراق وتعرف جيداً شرائع الدين الاسلامي... لكنه اختار ان يتجاهل الامر ويجيب بما يريده هو ... من خلفها كانت زنبق تجلس على الاريكة وعيناها متورمتان من البكاء.... ضاق قلبه كالعادة لرؤيته دموعها
لكن انجل صرخت فيه: أنت رجل وغد... وتستحق الموت
ابتسم بسخرية مريرة: لقد مت مرة !
رفعت زنبق وجهها اليه ... دون ان تعلق... الدموع على وجهها انحفرت في صدره.... ليته يتركها فيرتاح او ليته يرتاح بقربها فلا يفكر في الانتقام
وجه حديثه الى انجل: أرجو ان تتركيني مع زوجتي
نظرت اليه بغيظ وهي تكاد تقتله بعينيها... التفتت الى زنبق التي أومأت لها... فأخذت حقيبتها وخرجت صافقة الباب ورائها
امرها بصوت حازم: توقفي عن البكاء
نهضت من مكانها تترنح وتجاوزته نحو الحمام... اغلقت بابه خلفها... لكنه لحقها وقد انتابه القلق رغماً عنه.... سمعها تتقئ ما في معدتها باكية.... فتح الباب بسرعة ودخل يمسك بها وهي تكاد تسقط... اسندها بذراعيه بينما كانت تتلوى بوجع وتستفرغ....
حالما انتهت فتح حنفية المغسلة واخذ القليل من الماء ليمسح وجهها ... انهارت بين يديه فحملها على الفور...
سألته بمرارة: لماذا تفعل هذا بي؟ لماذا؟
اغمض عينيه لثانية وعاد يفتحهما
-بل لماذا فعلتي بنا هذا يا زنبق؟
وضعها على السرير... وردّ عليها الغطاء...
امسكت بيده وتوسلته: لا تفعلها.. لا تتزوج
سحب يده من يدها بحدة ونهض: سأفعل ما اريد زنبق... لست ذاك الصخر الذي كان يجري ورائك لإرضائك....
قبل ان يخرج قال لها بصرامة مانعاً نفسه بالقوة من ان يعود فيعانقها ويهاتف صوفيا ليلغي العرس..
-هناك علبة في الخارج... فيها ثوب وبطاقة دعوة.... ستحضرين عرسي مرتدية هذا الثوب .. اذا لم تأتي قتلتكِ زنبق
هتفت بلوعة: أولم تفعل بعد؟
نزف قلبه.. وتشظت روحه ... ها هو يحارب حبيبته الوحيدة... يحارب المرأة التي تسكنه... يحاربها بنفسه.. فكيف يحارب القلب قلبه؟
غادر الغرفة والبيت بأكمله... عازماً أن لا يضعف... لقد عاد لينتقم... وسيفعل....
*
بعد اسبوع وقف جوزيف أمام زنبق وقال لها للمرة الأخيرة
-ليس عليكِ أن تذهبي زانباك اذا لم تشائي... يمكنني أن أحميك منه بل واجبره على ان يطلقك
علمت ان جوزيف يعني ما يقوله وانه قادر تماماً على الوفاء بكلمته لكنها مع ذلك أجابت
-انها معركتي ... علي أن أخوضها...
تنهد جوزيف: انها ليست معركتك زانباك... أنه قلبكِ...
ابتسمت بمرارة: معركتي قلبي....وقلبي صخر
لم تكن تحتاج لتقول هذا .. فهو يعلم تماماً أنها تحب صخر.. وهذا ما يجعله يشفق عليها اكثر واكثر...
توسلت انجل: لا تذهبي زنبق
-سأذهب........... قالتها بحزم قاطعة اي مناقشة ثم أكملت: هل ستوصلني جوزيف؟
هز رأسه: بالتأكيد.. وسأرسل لكِ السائق ليعيدك ... ساعة واحدة لا اكثر زنبق اذا استغرقتي اكثر من هذا ... جئت اليك.. تعلمين انني املك دعوة
قالت انجل بضيق: الصفيق.. ارسل لنا دعوة... كم اود ان امزق دعوته واحشو قصاصتها في فمه ...
نظر جوزيف الى انجل نظرة تعني "اصمتي" فصمتت وهي ترمقه بعدم رضا....
دخلت زنبق لتحضر حقيبتها... وتأملت نفسها في المرأة للمرة الأخيرة مرتدية هذا الفستان الأزرق الضيق العاري الكتفين... كان الفستان بسيطاً جداً ... غير مبالغ فيه.. ارتدت معه عقداً من الألماس المزيف.. ووضعت احمر شفاه احمر نبيذي بينما تركت شعرها حراً... شعرت بالغرابة من مظهرها... لقد بالغت في اظهار اناقتها.. كأنها تحاول ان تبدو اجمل من غريمتها....سارت يدها على قماش فستانها... هذه المرة الأولى منذ ثلاث سنوات ترتدي لوناً غير الأبيض.. وتسائلت لماذا اختار صخر هذا الفستان لها بالذات....
وضعت يدها على قلبها.... وتعجبت بأنها ما يزال ينبض... لقد شعرت انها ماتت منذ ان خرج صخر قبل اسبوع من شقتها ولم يعد...
اليوم سيتزوج زوجها !..اليس التعبير غريباً... لكنه لم يكن يوماً زوجها... كانت هي اضحية يقدمها لألهة غضبه وحقده... ومن يمكنه ان يلومه؟ لقد دمرت حياته بالكامل.... وتستحق الان كل ما يفعله بها... تستحق ان ينام بحضن امرأة اخرى... ان يتزوجها علناً ويفخر بها... أما هي فلا يمكنها ان ترقى لمستواه .. لا يمكنه ان يتشرف بها وان يقدمها للآخرين على انها زوجته لأنها بنظره عاهرة
تضرعت: يا رب امنحني القوة لأجتاز هذا الاختبار... امنحني القوة يا رب,,,
....
بعد نصف ساعة كانت تدخل قاعة العرس الكبيرة... تباطئت خطاها ... شعرت بقلبها يضرب بقوة... ترنحت قليلاً... فأسرع اليها رجل الأمن الواقف على الباب
-هل أنتي بخير سيدتي؟
هزت رأسها وهي تستقيم من جديد... ووقفت على العتبة... دموعها الخائنة وجدت الطريق الى خديها... نظرت اليه من بعيد... يراقص عروسه.... كانت في غاية الجمال.. شقراء انيقة طويلة القامة ترتدي فستاناً أبيض يشبه فساتين الاميرات....
اختنقت انفاس زنبق... لكم تمنت هذه اللحظة ... لكم ارادت ان تعيشها معه ... وها هي تشهدها غير انها لم تكن البطلة .. كانت مجرد متفرجة ...
همست: لقد قتلتني يا صخر...
وكأنه سمع ندائها... التفت بوجهه نحو الباب وتوقف عن الرقص حالما رآها... التقت عيناهما .... فاضت عيناها ألما بينما فاضت عيناه مرارة.....
ابتعد عن عروسه منهياً الرقصة... استدارت عروسه لفتاة تقدمت لتحدثها.....
وجع صرف عصر قلبها... شعرت وكأنها تسقط في هاوية عميقة... واثناء سقوطها تعثر قلبها بعشرات الأحجار الناتئة فإنجرح من كل جانب وبات ينزف دون توقف...
وضعت يدها على قلبها بينما ما زال هو على وقفته ينظر اليها منغلق الملامح .. فقط عيناه كانت تتعذذب بمثل عذابها ...
لم تستطع ان تدخل... بقيت على العتبة.. لم تستطع ان تنزل السلالم المؤدية الى بهو القاعة... شعرت بأن هناك أمرأة داخلها تصرخ وتصرخ وتصرخ حتى صم صوت صراخها الموسيقى التي تملأ المكان....
حركت شفتيها هامسة: صخر
تقلصت ملامحه وهو يقرأ شفتيها.... شهقت طالبة الهواء... والقت عليه نظرة اخيرة... تشبه كثيراً النظرة التي القتها عليه في سيارته تلك الليلة... ثم استدارت خارجة شبه راكضة....
كان السائق ينتظرها كما اخبرها جوزيف... استقلت السيارة وسمحت اخيراً لصوت بكائها ان يصم صراخ قلبها... ولم تستمع لصوت الرجل الذي ركض تاركاً عرسه ليلحق بها منادياً بإسمها....
في منتصف الليل.. سمعت صوت باب شقتها يفتح ويغلق... كانت تجلس على الاريكة تخبئ وجهها بين يديها ونوبة بكائها التي استمرت لساعات لم تنتهي....
رفعت وجهها فإذا به صخر... اتسعت عيناها دهشة... لكنها لم تستطع ان تنطق.. شعرت بأن صوتها قد اختفى لكثرة صراخها وبكائها طيلة هذه الساعات
نظر صخر الى حالتها .. قلبه تحول الى مساحات واسعة من الألم... يحصده هو بمنجل القسوة..... قسوته التي انكسرت امام قلبه.... ها قد نفذ وعده المجنون بالانتقام وتزوج صوفيا... لكن حتى وعوده نُقِضت أمام موجات الوجع التي ملأت المسافة بينه وبينها..
وها هو أمامها...
لم يستطع ان يبقى مع صوفيا.... لم يستطع ان يمثل دور العريس... كانا قد اتفقا ان زواجهما مجرد حبر على ورق.... هو يضمن لها خلاصاً مؤقتاً من حبيبها السابق الذي يلاحقها .. وهي تضمن له واجهة انتقام جيدة.... الخطوط بينهما واضحة.. لا لبس فيها... ومع هذا لم يستطع ان يقضي الليلة في الجناح المخصص لهما في الفندق... صورة زنبق وهي تنظر اليه من بعيد وهي تهمس بإسمه سحبت روحه من جسده .. اينما التفت وجدها أمامه.. روحه حبيسة صدره المملوئ مرارة وخيبة تبحث عنها..
لقد حلم كثيراً أن يتزوجها... طوال حفلة عرسه كان يتخيلها هي مكان صوفيا.. يتخيل ضحكتها .. نظرة عينيها الربيعية... حركاتها البطيئة وحروفها المترددة ... وطريقتها في نطق اسمه...
يمسك بيد صوفيا لكنه يشعر بلمستها هي ... ينظر الى وجه صوفيا لكنه يرى ملامحها هي... يحدث صوفيا لكنه يسمع صوتها هي......... هذا العذاب فوق طاقة احتماله كبشر.... قلبه يحبها... يحبها بطريقة بائسة .. ولا يعرف ما عليه ان يفعل ليسكن ألم قلبه دون ان تثور الام كرامته ورجولته....
كل ما يعرفه انه كان يختنق في ذلك الجناح احتياجاً لها.... وكل شئ بدا باهتاً... تافهاً... هامشياً.... امام حقيقة حبه لها.... ولهذا هو هنا..... لقد هزمته زنبق من جديد... هزمته بهمسة واحدة بإسمه ومن بعيد !
اشار نحو الفستان الذي ترتديه: لقد اشتريته لكِ من ايطاليا في اخر بطولة لي....
نظرت الى الفستان ثم اليه ولم تجبه سوى بدموعها
اكمل بمرارة: لقد تخيلتك فيه كثيراً... حالما رأيته معلقاً على الواجهة لم أفكر في انه قد يناسب احداً أكثر منكِ....
واصلت بكائها وواصل حديثه بصوت مجبول بالألم: لقد كنت أنوي أن اعرض عليك الزواج حال عودتي
ازداد نشيجها وعلا صوت بكائها... خرج صوتها متقطعا بالكاد يسمع: توقف أرجوك
تقدم نحوها.. وانتبهت الى حالته المرهقة .. كان قد خلع سترته وفتح الازرار الثلاثة الأولى من قميصه الابيض بينما تخلى عن ربطة عنقه.. ورفع كمي قميصه حتى ساعديه...
جلس على الأرض ومال برأسه يضعه على فخذها... اغمض عينيه ...
-لقد أحببتك كثيراً... كثيراً يا زنبق
سقطت دموعها على خده وهي تنحني بوجهها لتلامس بشفتيها شعره بحركة عذبت كليهما...
وقالت بصدق: وانا احببتك صخر.. وما زلت احبك
سألته عندما لم يجب: لماذا لست مع زوجتك؟
رفع رأسه لينظر اليها: أنا معها الآن
اخذ وجهها بيده واحناه نحوه وقبل شفتيها بقوة ... اختلطت قبلتهما بدموع قلبه وجرح رجولته...
ابتعد اخيراً منقطع الانفاس .. وقال بصوت متهدج
-اريد حقوقي الزوجية زنبق .... اريدها كاملة !

السكر likes this.

moshtaqa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-01-17, 06:13 PM   #1889

الجميله2

? العضوٌ??? » 315137
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 2,977
?  نُقآطِيْ » الجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجييييل حضورررر

الجميله2 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-01-17, 06:16 PM   #1890

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي

قراءة طيبة حبيباتي


moshtaqa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:18 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.