آخر 10 مشاركات
307 – الحب والخوف - آن هامبسون -روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          عمل غير منتهي (85) للكاتبة : Amy J. Fetzer .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          خريف الحب / للكاتبة خياله،،والخيل عشقي (مميزة) (الكاتـب : لامارا - )           »          عن الحكيم إذا هوى (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة في الغرام قصاصا (الكاتـب : blue me - )           »          مذكرات مقاتلة شرسة -[فصحى ] الكاتبة //إيمان حسن-مكتملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          إشاعة حب (122) للكاتبة: Michelle Reid (كاملة) (الكاتـب : بحر الندى - )           »          حنين الدم ... للدم *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : رؤى صباح مهدي - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          مهجورة في الجنة(162) للكاتبة:Susan Stephens (كاملة+الرابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          ألـمــــاســة الفــــؤاد *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree60Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-11-15, 02:59 PM   #771

nana41

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nana41

? العضوٌ??? » 38662
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 5,353
?  مُ?إني » italy
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moshtaqa مشاهدة المشاركة
رونتي هههههههههههههههه ي خرابي .. محاربة والله ...
نانا كيفك حبيبتي.. جاري التحضير والتجهيز
صباحك هنا وسرور بلقيس
مازلنا فى الانتظار امتى هتحنى علينا
المطبخ ينادينا


nana41 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 14-11-15, 03:13 PM   #772

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير حبيباتي
كيف حالكم ؟ ان شاء الله تكونون بخير
اولاً ممنوع الخروج دون تعليق .. أمر انتهينا منه
ثانياً حابة اعرف رأيكم بالشكل العام للرواية .. يعني من حيث السرد او الأقوال الي ترافق كل فصل او حتى اسماء الرقصات وهل هي معبرة عن مضمون الفصل؟
يعني بين قوسين حابة اسمع نقدكم ورأيكم بعيداً عن الأحداث التفصيلية للفصل الأسبوعي .. احب أعرف رأيكم بالأطار العام والاسلوب .. فيا ريت الكل يكتب ما يراه وينقد بصراحة تامة ..
وثالثاً أنا مفتقدة القارئة فاطمة راضي وبالي مشغول عليها .. ما في حد يعرف شي عنها؟
ورابعاً : احبكم :$ :$ :$

والان قراءة ممتعة


الرقصة الرابعة
رقصة كابويرا*

*وهي رقصة برازيلية مارسها العبيد الأفارقة للخلاص من عبوديتهم حيث كان حمل السلاح والتدريب على القتال ممنوعاً



- مادام الورد من الشوك، والشوك من الورد، فلماذا يشتبك كلاهما في حرب مع الآخر؟ -مولانا جلال الدين الرومي

همست "صخر" .. ثلاثة احرف هي اسمه .. ثلاث احرف هي حقيقته .. ثلاث احرف تلاشت وقلبه يضرب بعنف وقوة مستجيباً للصوت الملائكي الهامس كما اعتاد ان يهمس دائما .. حتى صوتها متردد مثلها .. خائف مثلها .. قلق ومتوجع مثلها .. او هذا ما كان يظنه .. همستها بهذا الصوت الذي يناقض حقيقتها اشعلت النار في جسده خصوصاً وهو يستجيب كالأبله للرجفة بين حروف اسمه .. كيف يمكنها ان تفعل هذا؟ بأي قدرة عالية تستطيع ان تتقمص هذه البراءة المرعبة ! .. ثار عقله .. وانهالت الذكريات فوق رأسه مثل دلو ماء مثلج .. تعيده الى حقيقتها .. الى افعالها .. الى ما آل اليه بسببها.. عيناها كانتا متسعتان بمزيج من الألم والدهشة الخائفة .. كان من السهل ان يتخيل اي وجع تمر به الان .. ألم يجربه هو بشكل اخر؟ الفكرة انها تعاني مما عاناه .. تجرب ما تسببت هي به .. جعلت شياطين حقده تقهقه داخله .. فأشتدت اصابعه حول المسدس الموجه الى جبهتها ..
-نعم صخر يا زنبق.. قادم اليكِ من اعمق عمق في الجحيم لآخذكِ معي ..
تأوهت قليلاً .. كانت تتوجع .. حول نظره عنها للحظة غير قادر على مجابهة التغضنات المتألمة على وجهها المستفز البراءة ..
-جئت تنتقم؟
همست سؤالها فعاد ينظر اليها .. لا زالت تتحدث بتردد هامس .. لا زالت تفعلها .. وكان هذا التردد بين كلمة واخرى تنطقها يخلب لبه .. كأنها تتمهل قبل ان تنطق ، كأنها تتذوق حروف كل كلمة تخرج من فمها .. فمها الذي اعتاده احمراً دون مواد صناعية .. فمها الشاحب الان ببياض مجفل .. وتسائل في نفسه "اتراها تتألم اكثر مما تألم؟ اذ يبدو عليها ذلك حقاً" .. امام نظرتها الخائفة .. امام جسدها المدموغ بأثار الانتقام .. امام ساقها اليسرى المرفوعة الى حمالة الكسور .. امامها كلها ، تماسك .. دافعاً ذكرياته وبقايا صورتها الطيبة الجميلة .. واجاب وهو يميل بالكرسي الخشبي الى الأمام ضاغطاً فوهة مسدسه فوق بشرة جبينها مقرباً وجهه من وجهها مبتسماً ابتسامة شيطان قادم من الجحيم كما قال بالضبط : نعم زنبق .. جئت انتقم ..
ارتجفت .. شعر بها جدا.. اهتزت حدقتاها رعباً .. ابتلعت ريقها خوفاً .. واهتزت بهلع جعلها تتأوه وجعاً .. اختفت الابتسامة الشيطانية .. حل محلها احتقار كان موجهاً لنفسه لتأثره بها مع انه يبدو وكأنه موجه اليها .. خفف من الضغط فوق جبينها وهو يعيد نفسه الى الوراء مرجعاً الكرسي ليستقيم على ارجله الاربع على الأرض محدثاً طقطقة خفيفة وهو يقول : لكن لا تخافي .. لن اسلبك روحكِ ... سأكتفي بتمزيقها !
عبرت وجهها مرارة صفعته .. مرارة تنضح بطعم خيبة اجفلته .. وشعر لثانية انها ضحيته لا العكس ! ... ثم نظرت مباشرة الى عينيه .. بعينين تمتلئان وجعاً لكنهما غير كسيرتين هذه المرة وقالت بصوت يبدو انها جاهدت ليكون واضحاً دون توجع: لأجل ماذا تنتقم؟ لأجل حبك لي.. ام لأجل تلك الليلة؟ ام لأجل ماذا؟
كانت تتحدث بجدية ... حين قالت "حبك لي" كانت تقولها كأنها تقرر واقعاً .. هو لم يخبرها يوماً أنه يحبها .. وها هي الان بكل وقاحة تجزم انه احبها وتتسائل ان كان انتقامه بدافع حبها ! .. تباً لها .. تباً لها حين تمس الحقيقة وتعريه بشكل سافر .. ثار غضبه .. لا يريدها ان تعرف انه احبها .. لا يريدها ان تعرف انه عبدها حباً .. وانه حين ينتقم لخساراته الكبرى منها فهو ينتقم اولاً واخيراً من حبه لها ! .. نهض بقوة موقعا الكرسي على الارض مما جعلها تجفل .. اطل فوقها كملك الموت يقبض ما تبقى من احلامها .. يمسك بالمسدس دون ان يوجهه اليها هذه المرة وزمجر بصوت مرعب : حب؟ اي حب ؟! .. لو كنتي عرفتي من اكون لأدركتي انكِ مجرد رقم في قائمة .. ولأجل ماذا انتقم؟ ... ضرب يده على فخذه الايسر وصاح: لأجل هذه يا عاهرة لأجل هذهِ ..
لونت اهانته نظرتها بالوجع وهو ينعتها بالعاهرة .. لماذا تنزعج؟ الم تكن كذلك .. لقد ظل صاحب النادي الليلي يشيد بأنجازاتها حتى كاد هو ان يتقيأ من بشاعتها
همست بعد ان سكت صياحه : ان كنت قد سلبتك ساق .. فقد سلبتني كل شئ ..
انحنى فوقها والغضب الاحمر يسد مجال رؤيته .. امسك بحفنة من شعرها يشدها رافعا رأسها قليلاً فتأوهت بألم وطفرت دمعة من زاوية عينيها .. هذه المرة حين تكلم كان صوته باردا يحمل كل سواد روحه : ليس كل شئ زنبق .. لكنني سأفعل .. كان وليد البداية فقط..
رمشت عيناها بحزن عميق حين ذكر وليد .. فضاق صدره لسبب غير معلوم .. اعتدل في وقفته مبتسماً بحقد قائلاً بصوت خبيث : جئت اسدد حساب المشفى .. ليس تعاطفاً مني بالتأكيد .. انما احببت رفع سقف ديونكِ لي ..
الرعب الذي ارتسم على وجهها جعله يشعر بالرضا السادي وهي تقول "لم اكن احلم .. كنت هناك" .. هز رأسه موافقاً : "لم أكن لأفوت اجمل مقطع من انتقامي.. لكنني لم ارد لك الموت .. ليس بعد .. غير مسموح لكِ أن تموتي على يد غيري زنبق .. انا فقط .. من سيقتلكِ" ارتجفت بخوف كان كفيلاً بأن يفتت اقسى القلوب .. لكنه اكد لنفسه بأنه يريدها ان تخاف .. يريدها ان تقلق .. يريدها ان تدفع ثمن كل افعالها به .. وستدفع .. ستدفع..
سمعا صوت جلبة خارج غرفتها .. كان صوت وليد هو الصوت البارز بين كل الاصوات اذ كان يصيح : انها زوجتي .. اريد ان ادخل ..
امتزج الرعب في عينيها بالقلق .. وهمست بخوف : اختبئ أرجوك .. أرجوك
قطب قليلاً .. لكنه اتبع المنطق وهو يخطو نحو الحمام الملحق بالغرفة ويغلق الباب عليه .. اخر ما يريده هو مواجهة وليد .. لم يعلم ان كان سببه الوحيد تجنب وقوع كارثة تنتهي بعداوة دائمة بينه وبين وليد ام انه لم يرد ان يرى وجهه فيهشمه لما فعله بزنبق .. كور كفه على شكل قبضة .. انه لا يفهم نفسه حقاً .. يشعر بتناقض قاتل يسكنه .. لقد كان يخطط للانتقام على مدى شهور طويلة .. لم يرف له جفن وهو يبيت النية في ضربها في مقتل ..لكن منذ ان رآها والماضي الجميل الذي عاشه معها بدأ ينهال عليه كضرب نار .. فما عاد يعرف كيف يتصرف .. بين انتقامه وذاكرته .. بين نزعة التملك التي عادت فظهرت من تحت الركام وبين نزعة قتلها .. لقد حولته الى رجل بنصفين .. نصف يشفق عليها من انتقامه .. ونصف ينتقم منها لأشفاقه على حاله ! ... اي جنون تحيطه به هذه المرأة .. اي جنون!.. قطع حبل افكاره صوت باب الغرفة يفتح بقوة وصوت وليد يهز المكان : نوووووور .. اهتز قلبه قليلاً متخيلاً نظرة الرعب التي لا بد وانها ارتسمت على وجهها.. هل بدى صوته مخيفاً كصوت وليد الغاضب؟
بالكاد سمعها تهمس بتوسل "لا تضربني" .. تراجع الى الخلف .. ابتلع ريقه وعيناه تتسع بتحجر .. شئ ما اوجعه جدا في طلبها الخافت .. شئ جعل الفراغ في شمال صدره يتسع مرارة .. لقد كانت تتوسل ان لا يؤذيها .. وقد اذاها بسببه هو ..
صاح وليد: كيف جئتي الى هنا .. من جاء بكِ .. اعترفي ..
هل ستخبره انه هو من جلبها؟ هل ستنتقم منه وترد له فعلته وتخرب بينه وبين وليد .. رغم انها لا تعرف علاقة عائلتيهما لكنها بالتأكيد خمنت ان معرفة ما تجمعهما ..
سمع صوتها تتحدث لكنه لم يلتقط ما تقول فأضطر ان يلصق أذنه بباب الحمام مثل طفل مسترق السمع فسمع همسها : ... فتحت عيني ووجدت نفسي في المشفى ..
هتف: سأسأل عن من جاء بكِ يا نور .. و ..
قاطعته قائلة بصوت وصله حتى عبر الباب الخشبي المغلق .. حزيناً ومنكسراً :لقد طلقتني بالثلاثة وليد .. لماذا تهتم؟
المفاجأة التي ارتسمت على وجه صخر كانت صعبة القراءة .. لقد طلقها .. بالثلاثة ايضاً .. هذا يعني انها لن تعود الى وليد ابداً وانه لا مجال ابداً ابداً للصلح .. شئ ما بجانب السعادة السادية بتحطيم احلامها .. ابتسم .. ابتسم ابتسامة صافية داخله .. زنبق اصبحت حرة اسرع مما تخيل .. ولكن بقي السؤال الأكثر الحاحاً في باله : هل امتلكها قبل ان يطلقها؟ .. حين عاد هذا الصباح بعد ان قضى ليلة جحيمية امر سائقه بتسديد حساب المشفى بينما سأل عن الطبيب ليجده في مناوبته الصباحية فلم يعرف جواباً يشفي غليله
هدر صوت وليد : لقد اهنتني بكل شكل.. كذبتي علي .. كسرتي قلبي .. فضحتني علناً.. واكتشفت انكِ عاشرتي صديق عائلتي ! .. تخيلي لو كان مسافراً ولم يرك في العرس ولم يعرفكِ .. كنت سأتزوج بالمرأة التي طارحها الفراش .. كيف سأضع وجهي في وجهه بعد الان ايتها الفاسدة.. ثم لينتهي المشهد بأن تتم اهانتي على يد قزمة .. قزمة لا تتعدى نصف حجمي هي واخوها البارد الوغد.. سأنتقم منكِ نور .. والان ستستمعين الى ما سأقوله جيداً وستنفذيه: ستأتين معي الى البيت وسأكون طيباً وانتظر ان تشفين.. ثم ستعودن الى عملك السابق .. لكن مع فرق بسيط .. ستكونين عاهرتي انا فقط .. ولا تقلقي سأدفع ثمنك .. كما فعل صخر .. وما لم أخذه وانتي زوجتي سأخذه بضمير مرتاح وانتِ عاهرتي !
اختض جسد صخر بغضب .. شعربكلمات وليد تهينه هو شخصياً لا زنبق .. ولم يعرف لماذا .. رغم انه قد علم ضمناً انه لم يملكها لكن راحته لمعرفة الأمر تلاشت مع طلب وليد .. ودون حساب .. ادار مقبض الباب يفتحه ناوياً الخروج لمواجهة وليد .. لن يأخذها ابداً .. ولن يمسها احد بعد الآن .. أن كان عليها ان تمارس مهنتها على احد .. فهذا الـ أحد هو صخر .. ! .. لكنه قبل ان يديره فاتحاً أياه سمع جلبة ووقع اقدام تدخل الغرفة وصوت بارد يأمر : القوا به خارج غرفتها .. حدث بعدها صوت اشتباك بالايدي وسط صراخ وليد مهددا : سأنتقم منكَ.. سأفعل .. ايها الاوغاد اتركوني .. اتركوني
كان صوت وليد يبتعد بينما صوت بارد بدى قريباً كأن صاحبه يقف على بعد خطوات من الباب المغلق قال بهدوء : ارنا عضلاتك ..
شهقاتها الباكيه استرعت انتباهه بعد ان انتهت الجلبة وصوت يقول بحنان بلهجة عراقية : حبيبتي.. انتهى كل شئ .. لقد ذهب .. ثم بدت كأنها توجه الكلام لشخص ما :انظر ماذا فعل بها المجرم .. يجب ان نبلغ الشرطة
اجابها الصوت البارد القريب : سنفعل
لكن زنبق اعترضت بضعف : لا .. لا .. لا اريده ان يتأذى
وجع سافر ضرب قلبه .. لا تريد لوليد ان يتأذى بحبس بضع ليالٍ بينما لم يوجعها ضميرها وهي تتركه غارقاً بدمائه في وسط الشارع ! .. ألهذا الحد احبت وليد .. ألهذا الحد لم تحببه هو ؟! .. هاج صدره وماج بمشاعر عنيفة ليس لها اسم لكنها مزيج من الغضب والخيبة والوجع .. ادار مقبض الباب وفتحه بقوة .. وخطى خارجاً وهو يقول بإستهزاء : كثر زوارك يا زنبق
بجانبها كانت تجلس السيدة التي لمحها تستمع لما كان يقوله لوليد .. هل هي من معارفها؟! .. اين رآى وجهها سابقاً؟ .. قفزت المرأة من مكانها وهي تهتف :انت .. أنت يا عديم الضمير .. انظر ماذا فعل بها بسببك .. ثم وجهت الحديث للرجل الذي لم يكن قد نظر اليه الى الان : انه هو يوسف .. هو الذي تحدث الى وليد واخبره بما قلته لك ..
في هذه الاثناء التفت صخر الى الرجل الذي كانت تحدثه وعرفه على الفور : جوزيف ميلر .. رجل الاعمال الشهير ليس فقط بنجاحاته الساحقة لكن بقصته الغريبة حين عاد من الحرب مع زوجة عراقية وصار الجميع يتحدث عن مدى حبهما المتبادل .. اذن هذه هي زوجته .. عرف الان لم تبدو مألوفة جدا.. لقد حضر زفافها منذ سنوات مع احد اصدقائه الذي كان على صلة وثيقة بأعمال امبراطورية جوبيتر ميلر ... كان قد نسي شكلها تقريباً ..
وجه جوزيف ميلر اليه الحديث : اذن انت المتسبب بكل هذا
واشار الى زنبق الراقدة في الفراش تراقب برعب ما يحصل وعينها على الباب كأنها تخشى دخول وليد ..
وضع يده في جيبه وهو يقول بهدوء : لم اقل سوى الحقيقة .. لقد انقذت صديقي!
ارتفعت احدى زاويتي فمه وعيناه الباردتان كقطعتي ثلح نظرت اليه بنظرة تقيمية من الاسفل الى الاعلى مما اعطاه احساساً بالدونية .. فأثار ذلك غضبه لكنه علم ان جوزيف ميلر يستفزه لا اكثر .. وهو رجل لا يحب ان يرضي غرور غيره فيندفع لتحقيق توقعاتهم .. لذا ولاجل هذا السبب فقط تحمل نظراته مقابلاً اياها بنظرات تماثلها برودة مع لمحة تهكم ..
سأله : وماذا تفعل هنا؟ والاصح لماذا كنت مختبئاً هنا؟
هتفت السيدة التي تذكر ان اسمها "أنجل" : نعم ماذا تفعل هنا ؟ هيا اخرج ولا تقترب منها ابداً والا لن ترى ما يسرك
نظر اليها دون ان ينكر اعجابه بحمائيتها .. وقبل ان يجيب همست زنبق للسيدة انجل : في الحقيقة لقد انقذني
رفعت انجل حاجبها متعجبة بينما لم يكن صخر اقل تعجباً منها .. شرحت زنبق بإختصار : لقد احضرني الى هنا .. لولاه لكنت ما زلت مستلقية على الأرض أتألم
عاد اليه منظرها مرمية على الارض تتأوه فأبتلع ريقه بضيق .. هل انقذها فعلا؟ هل نسيت انه من تسبب لها بكل هذا في المقام الأول
اعترضت انجل: لقد سمعت ما قاله لوليد .. بسببه كاد وليد ان يقتلك مرتين
قطب صخر .. متسائلاً متى كانت المرة الأولى؟ ... اجابتها زنبق : لم يكن يكذب سيدة انجل ..
شهقت انجل تنظر الى زوجها بوجع .. بينما كان هو كمن ضربه احد فوق رأسه .. لقد كانت تعترف ببساطة بحقيقة مهنتها المخزية امام هذه المرأة وزوجها .. كانها شئ لا يجب ان يشعر احد بالخزي منه .. تلك الفاسدة العديمة الاخلاق .. كيف يمكنها ان تقول بوقاحة انه لم يكن يكذب لتدافع عن سمعتها على الأقل ..
اغرورقت عينا زنبق بالدموع فتحولت مرة اخرى الى مرايا عاكسة متلألأة نظر اليها بأحتقار فقرأت أفكاره المرتسمة بوضوح على وجهه فقالت له بصوت متحشرج: ماذا؟ ألم تكن تريد للجميع ان يعرف من انا ! .. أليس لأجل هذا عدت؟
تقدم نحوها خطوة لكنه وجد جسد جوزيف ميلر يسد الطريق امامه كمن يحميها وقال بصوته البارد : ربما عليكَ المغادرة .. واعلم سيد ساكر (صخر) .. ان هذه السيدة دخلت عهدتي .. ففكر ألف مرة قبل ان تقترب منها !
سائل ذهبي ناري حارق سرى في شرايينه مسرى الدم .. لكنه بارادة حديدية اجبر نفسه على انتهاج البرود وهو يجيب هذا الرجل الذي يلفظ اسمه بطريقة مضحكة كباقي الامريكيين: عهدتك؟ ومن انت؟ ..
رفع جوزيف ميلر حاجبه : ومن انت؟
وقفا متواجهين .. جبلين من نار وثلج .. ينظران الى بعضهما ببرود كاذب .. حتى همست زنبق : سيعود وليد..
ارتفع ضغط دمه : هل هذا همها؟ وليد؟ ... زمجر: تباً لكِ .. فليأتي
اجابه صوت جوزيف ميلر : ربما عليك فعلاً أن تذهب .. لا تريد انت وذاك ان احرر فيكما بلاغ اعتداء بالضرب
هتف :انا لم اضربها
سأله بهدوء مميت : فعلاً لم تفعل؟ .. أنظر ماذا فعل بها بسببك
دون وعي اطاع امره ليشملها بنظراته .. مستلقيه بكل ضعفها .. بالدموع المعلقة في عيونها .. بوجهها الشاحب .. بساقها المجبرة المرفوعه .. بالانكسار المقيت في هيئتها .. كانت تبدو مهشمة تماماً ، هشة تماماً.. اغمضت عينيها متأوهة تحت نظرته المتفحصة .. شتم بلفظ خادش وخطى خارجاً لكن ليس قبل ان يقول : لم ينتهي الأمر بعد !
خرجت تينا المصعد كالعاصفة تبحث عن رقم غرفة الفتاة المدعوة "زانباك" داعية ان تكون قد وصلت في الوقت المناسب قبل ان يرتكب زوجها المتوحش جريمة بحقها .. كانت تقود سيارتها عائدة بعد ان قضت ليلتها في القصر ولم يأتهم في تلك الساعات اي خبر عن وجود فتاة بأسم نور علي في أي مشفى في الولاية .. مما جعلهم يجزمون انها لم تذهب الى المشفى من الاساس .. حين اتصلت بها انجل وهي في حالة هلع نادراً ما يصيبها
-ما الأمر انجل؟
-اظنني اعرف لماذا لم نجدها في اي مشفى؟
-لماذا؟ ...
-لقد سمعت ذاك الرجل الاعرج يقول ان اسمها الحقيقي زنبق ..
-زانـ ماذا
-بق يا تينا .. ركزي .. زنبق
-اذن هل تظنين انها دخلت المستشفى بهذا الاسم؟
-لا اعلم ربما .. اتصلت بيوسف لكنه في اجتماع .. اعلم ان مكان اقامتك قريب على الشركة اذهبي اليه واخرجيه من الاجتماع مفهوم
-الا ترين انك تبالغين قليلاً
-افعلي بحق الرب
-حاضر حاضر .. سأذهب
وهكذا اتجهت تينا الى يوسف واقتحمت غرفة الاجتماعات وجرته بالمعنى الحرفي للكلمة من اجتماعه لتخبره بما قالته انجل .. فأجرى اتصالاته فوراً .. بينما عادت بسلام الى شقتها .. لكن السلام لم يدم حين تلقت اتصالا اخر من انجل تخبرها انهم عثروا عليها وقد تصادف وجودها في المشفى الذي تتدرب فيه .. قالت لها بتوسل "ارجوكِ اتصلي بأي أحد لنتأكد .. انا ويوسف في الطريق اليها الآن" .. وبالفعل اتصلت تينا بزميلتها فأكدت لها وجود فتاة بهذا الأسم وان هناك رجل يدعي انه زوجها جاء واثار فضيحة في المكان ودخل عليها عنوة .. عندها انتفضت تينا متذكرة الوحشية التي كانت تتلبس زوجها الهمجي فقفزت خارجة من بيتها ببجامتها المنزلية وانتعلت خفاً رياضيا وانطلقت بسيارتها بعد ان اتصلت بأنجل التي بدت وكأنها ارتعبت اكثر .. وهاي هي تدور برأسها كالمجنونة كانها نسيت خريطة الطوابق وترتيب الغرف .. اجلت أفكارها بقوة وهي تجبر نفسها على التركيز .. نعم غرفة 321 على اليمين .. مرت بعدة زملاء لها والذين كانوا يلقون عليها تحية يتخللها نظرات متعجبة او تعليقات ساخرة مثل "مظهر رائع" أو "موضة جديدة".. ثم لمحته ذلك الهمجي المتوحش كان ينفض ذراعيه بينما قبضتين ضخمتين لرجلين بطول العمالقة كانتا تحررانه وهو يقول بضع كلمات غاضبة بدت كشتائم بلغة لم تفهمها .. لكنها بالتأكيد تستطيع ان تخمن انها العربية .. رفع رأسه فجأة نحوها مباشرة .. فأشتعل في عمقهما غضب اكثر اسوداداً من الغضب الذي كان يتلبسه .. لكنها لم تبالي .. تقدمت نحوه ببجامتها المطبعة بالكرات وهي تهتف "ماذا فعلت بها؟"
تمتم بحقد : ابتعدي ايتها القزمة حتى لا اقطعكِ أشلاء
ارتعشت تينا قليلاً من تهديده لكنها لم تظهر خوفها وهي تهدده واضعة سبابتها امام وجهه : ان كنت فعلت شيئاَ بها فسأبلغ الشرطة
ابتسم بتهكم وحدقتا عينيه ترتعشان بشكل غريب : وكأنني أبالي!
ثم ارتفع صدره وانخفض بشكل مخيف كأنه يستجدي الهواء لرئتيه اللتين ضاقتا فجاة .. ترنح قليلاً .. ودون ارادة منها تغلبت عليها روح الطبيبة وهي تسأل بقلق :هل أنت بخير؟
ضحك .. ضحك بقوة تنضح مرارة .. وهو يفرك جبهته بأصابعه : بخير؟ يا لسخافة السؤال .. أكتشفت ان زوجتي عاهرة.. وانني كنت ابلهاً لشهور طويلة .. ثم اكتشفت انني وحش همجي .. اضرب بلا رحمة .. انا الذي ينقذ الأرواح كل يوم في غرفة العمليات .. كدت ازهق روح المرأة التي أحببتها !
كان صوته يختنق وبدا وكأنه لا يوجه الحديث لأحد .. كان يهذي لنفسه.. شئ ما في مظهره المترنح ، في كلماته الكسيرة جعلها تشفق عليه .. وللمرة الأولى منذ رأت وحشيته تفكر انه ربما توحش بذات القدر الذي تألم فيه .. ترنح بقوة هذه المرة وهو يطلق تأوهة خفيفة من بين شفتيه .. مدت يدها تلقائياً تسنده .. لكنه فاجئها بأن رمى كل ثقله عليها متهاوياً فلم تملك الا أن تحيط بخصره تحاول ان تسند طوله الفارع لكنها فشلت فشلا ذريعا وهي تهوي معه على ارضية الممر واخر ما قاله "بجامتكِ بشعة" ثم غاب عن الوعي .. للحظة بقيت جامدة تنظر الى رأسه الملقى على كتفها بينما ذراعها لا زالتا محيطتان بخصره بغية اسناده .. رمشت لتفيق وهي تنادي على الممرضات ليساعدنها في نقله وفعلا تم نقله الى غرفة خاصة وقامت هي بفحصه .. ضغطه كان مرتفعا بشكل خطر .. وكأنه يعاني توابع ما حصل .. حقنته بمهدأ لتساعده على نوم مريح .. ثم وقفت تتأمله مفكرة بموقفه .. وبمشاعره حين علم أن زوجته التي يبدو انه يحبها قد كانت تعمل بمهنة وضيعة كهذه .. وبعيداً عن كون الأمر صحيحاً أو لا فأنه يصدقه وتصرف على أساسه .. وللمرة الأولى تنظر الى ملامح الإرهاق البادية على وجهه كأنه لم ينم .. كأنه يتألم .. حتى وهو غائب في نوم قسري كان يتألم .. وعاد شعور الشفقة يزحف الى قلبها .. هذا المتوحش الهمجي كان يتألم .. لقد بدت في الممر كلماته كأنها دموع لبكاء مرير .. كيف يبكي المرئ بالكلمات؟ ... لقد بكى أمامها بالكلمات .. اغمضت عينيها عن وجهه الآسمر وشعره الحالك السواد وهي تمسك بحافة قميص بجامتها هامسة : معك حق انها بشعة ! ثم التفتت خارجة مغلقة خلفها الباب بهدوء .. واتجهت للغرفة التي جاءت من الاساس تبحث عنها .. وشاهدت من بعيد رجلاً بملامح شيطانية يخرج من الغرفة وهو يعرج .. تسارع نبضها وهي تتذكر ان انجل ذكرت ان الرجل الذي القى بالخبر القنبلة على رأس وليد كان أعرجاً .. اتسعت عيناها خوفاً وهي تركض نحو الغرفة تتجاوزه وفي اللحظة التي كانت فيها تينا تدخل غرفة زنبق انفتح باب المصعد ليخطو اليه صخر وهو يتنهد مخرجاً شيئاُ يسيراً من غضبه المكبوت .. وتسائل وهو يكاد يضرب نفسه "ما الذي عاد بك اليها ايها الاحمق البائس" .. لقد اراد ان يخيفها قليلاً .. اراد ان يؤكد لنفسه انه ما زال ماضياً في انتقامه وانه لن يفوت فرصة بعد الان في اذيتها .. لكنه هذا الاحساس الاحمق .. وتلك الذكريات ما يجعله يتشتت عن هدفه .. زمجر يذكر نفسه :الانتقام يا صخر .. الانتقام
بينما كان صخر يردد على نفسه وعود الانتقام كانت تينا تتنهد براحة لرؤيتها جو وانجل داخل الغرفة التي اجتاحتها كالعاصفة من شدة قلقها .. همست لاهثة "حمداً للرب .. انتما هنا..." نظر اليها انجل ويوسف بأستغراب لمظهرها فبررت بحنق "ماذا؟ كنت مستعجلة"
ثم التفتت الى المرأة المستلقية على السرير لتشهق .. كان وجهها شاحباً كالاموات .. على جسدها بضع كدمات زرقاء بنفسجية وساقها اليسرى المجبرة مرفوعة الى حمالة الكسور.. لقد كسر رجلها ! .. المتوحش الهمجي اللاانساني.. تبخر كل تعاطفها معه وهي تنظر الى المرأة الصغيرة المنكمشة .. تقدمت نحوها ببطئ وهي تحاول ان تبتسم قليلاً .. واكدت لنفسها مهما فعلت هذه المرأة فليس من حق اي احد انتهاكها بهذا الشكل القبيح .. صدمها جمال زوجة وليد ، لم يكن جمالاً دارجاً لكنه كان بريئاً جدا بدئاً بعينين ليستا كبيرتين بالمعنى الحرفي لكنهما متسعتين وداخلهما يسكن خضار زيتوني جميل .. انف طفولي قليلاً وشفتين شاحبتان لكنهما جميلتان بشكل خلاب .. بينما عظمتا وجنتيها كانتا مرتفعتين قليلاً ليتكامل وجهها بجمال وبراءة نادرين .. واعطت الحق كل الحق لوليد ليحبها ! .. وقفت بجانب سريرها ورسمت ابتسامة مرتجفة تخفي فيها صدمتها لمنظرها المحطم : مرحبا زانباك .. أنا تينا اخت جو .. (واشارت بيدها نحو اخيها) .. وانا طبيبة متدربة هنا .. لا تقلقي سأعتني بكِ جيداً ..
للمرة الأولى لم تصحح انجل طريقة لفظ اسم عربي كما تفعل دوماً كانها معلم صارم .. لقد كانت اكثر انشغالاً بحال "زانباك" من ان تركز في تلك الأمور .. مما اعطى تأكيداً أضافياً لأهتمام انجل الأكثر من عادي نحو الفتاة ..
حاولت "زانباك" ان تبتسم وهي تقول : تشرفنا انسة تينا... كانت تتحدث بهمس .. بتردد .. تلتقط نفساً بين كلمة وأخرى .. انها طريقة غريبة في الحديث لكنها جميلة جداً ... تأوهت الفتاة فتقدمت منها انجل وهي تسأل بقلق :هل أنتِ بخير؟
راقبتها تينا كيف رمشت ثم حاولت ان تثبت الابتسامة على وجهها: نعم .. لكنني يجب ان اغادر .. كلاهما يعرف مكاني .. لا يجب ان ابقى
وافقتها تينا على الفور مع انها لم تعرف من هو الشخص الثاني في كلمة "كلاهما".. لكن لا تعرف لم مرت في بالها صورة الرجل الأعرج الشيطاني الوجه..
هزت أنجل رأسها موافقة وهي تنظر الى يوسف الذي قال بهدوء يلتزمه دوماً في الأوقات الصعبة "معكِ حق "زانباك".. سنأخذكِ معنا .. ثم سنعتني بكِ في بيتنا .. هناك أضمن أن لا أحد منهما سيصل اليكِ"
زفرت أنجل بإرتياح كأنها كانت تنتظر هذا العرض من جو .. وتسائلت تينا .. هل هذا الاهتمام المبالغ لأن زانباك في ورطة حقيقية ام لأنها عراقية أم لأسباب اخرى أكثر عمقاً ؟
تردد صوت زانباك "لكنني لا اريد ان اثقل عليكم"
سألها جو "هل لكِ من تلجئين اليه؟ أعني أخ .. اب؟ اين اهلك؟"
الحزن الذي كسى وجه زانباك في تلك اللحظات كان حزناً لا يوصف جعل قلب تينا يهتز عطفا بينما هزت الفتاة رأسها نافية دون ان تجيب .. وحانت منها التفاتة الى انجل فرأتها تغمض عينيها بألم ..
قرر جو "أذن ستأتين معنا سيدتي .. لايمكننا تركك هنا .. الأمر خطير .. لقد رأيتي ما فعله بكِ زوجك الهمجي"
صححت له "طليقي .." شهقت كل من تينا وانجل بإستغراب بينما ملامح يوسف لم تكن مقروءة .. اوضحت "لقد طلقني بعد ان .. ان .. ضربني".. اختنق صوتها وهي تنطيق "ضربني" كأن الكلمة وحدها ضربة اخرى ! ..
التفتت انجل نحو زوجها وهي تقول بغضب "ومع هذا جائنا بكل عين وقحة يسأل عن زوجته"
هزت تينا رأسها "انا لا افهم كيف طلقها ؟ الا يحتاج الأمر لأجراءات"
شرحت أنجل "انها مسلمة .. طرق الطلاق تختلف .. هناك شئ يسمى يمين طلاق ما ان يرميه عليها حتى تعتبر مطلقة .. حتى قبل الاجراءات الرسمية"
هزت تينا رأسها بتفهم وهي تقول "هكذا اذن" .. ثم التفتت الى زانباك المتألمة وهي تقول بلطف "من الأفضل أن تأتي معنا زانباك .. وأنا سأهتم بحالتكِ الصحية على أكمل وجه .. لا تغرنك هذه البجامة انا طبيبة شاطرة" .. ابتسمت زانباك لمزحتها وكم جعلها الابتسام جميلة فأبتسمت هي الاخرى .. شئ ما في هذه الفتاة محبب ومقرب الى القلب ليس فقط شكلها المنكسر او وضعها الصعب بل شئ في روحها يكاد يهمس لروح تينا ..
اخفضت زانباك عينيها بتردد وهي تقول متباطئة في كلماتها ويبدو ان هذه عادتها "انا لا املك الا قبول عرضكم الكريم وانا اسفة لأدخالكم في كل هذا .."
ابتسم جو وهو يبتسم لها ثم ينظر الى انجل "أوه صدقيني لن تكوني أول عراقية نتورط بها"
همست تينا لزانباك موضحة "انها طريقته في المزح!" .. بينما اعترضت انجل مقطبة :"وما بها العراقية يا "عيوني"؟"
عادت تينا تهمس بتأفف لزانباك "ها قد بدأت الوصلة .. استمتعي" ..
اجابها جو ببراءة "ماذا بها يا "ئيوني" .. انها فوق رأسي هي وبازونة"
كانت تينا تراقب ملامح زانباك المبهورة والمبتسمة كأنها نسيت اوجاعها ووضعها وهي تشهد مزاج اخوها وزوجته بالكثير من الاهتمام وعيناها شعت بدفئ غريب
ثم التفت جو اليهم وهو يدلك عنقه قائلاً بعجز "سيكون نصيبي النوم على الأريكة هذه الليلة" ...
اخفضت زانباك عيناها ضاحكة بخجل بينما ضحكت تينا لاستسلام اخيها الضعيف القلب امام زوجته .. كانت خجولة جداً .. هذا واضح من الاحمرار الطفيف الذي يكسو وجهها الان وعيناها المنخفضتان وضحكتها المترددة .. كيف يمكن لهذه البراءة ان تكون كما قيل عنها .. اي اعمى كان سيرى مدى برائتها ! ..
قطع جو وصلة المزاح وهو يقول بلطف جدي "علينا ان نخرج الان زانباك .. "
رفعت عينيها وهي تقول بارتباك "اريد ان اطلب منك شئياً لو سمحت"
ابتسم"تفضلي"
-وليد قال انه سيسأل عمن اتى بي الى هنا .. وأنا .. انا اخشى ان يعرف فيشتبكان .. يبدوان كأنهما صديقين .. يكفي ما تكسر في علاقتهما بسببي.. هل من طريقة يمكننا فيها اقناع الطبيب ان لا يقول من احضرني؟
ورغم ان تينا كانت كالاطرش فالزفة فلم تفهم من هو الشخص الثاني بينما بان الحنق على ملامح انجل والتفهم على ملامح جو .. لكنها تبرعت قائلة "سأرى من الطبيب المسؤول على حالتكِ واخبره بالأمر.. لا عليكي"
ابتسمت لها بأمتنان حقيقي مؤثر ثم التفتت نحو انجل وهي تهمس "سيدة انجل"
اقتربت انجل منها بسرعة وهي تقول "ماذا عزيزتي؟"
توردت بخجل وهي تعاود الهمس "انا ليس لدي ما ارتديه "
ارتبكت عينا انجل "ماذا عن ملابسكِ التي جئتي بها؟" ..
تحول اللون الاحمر الخفيف الى قاني فوق صفحة وجهها دون ان تجيب .. بينما لم يكن من الصعب استنتاج الحالة التي جاءت بها الى المشفى..! .. اغمضت انجل عينيها بقهر وحنق وهي تبتلع ريقها قائلة بصوت حاولت ان تجعله ثابتاً "لا تقلقي سأذهب لأحضر لكِ ما ترتدينه"
لكن تينا تدخلت "سأجد لها طقم ممرضات من هنا لا تقلقي"
ونهضت لكن صوت زانباك همس "انسة تينا"
التفتت مبتسمة "نعم عزيزتي"
رمشت وهي تقول بارتباك "أنا لا ارتدي سوى الأبيض!"
قاومت تينا بشدة رفع حاجبيها استغراباً .. وهي تجيب "من حسن الحظ طقم الممرضات ابيض" .. وخرجت وهي تتسائل عن مدى غرابة هذه الفتاة .. أي ابيض واي اخضر ..واي ازرق .. الا ترى انها في مأزق وان عليها ان تخرج من هنا بسرعة.. يا لغرابتها !
بعد قليل دخلت عليها بسروال وقميص طبي ابيض خاص بالممرضات وهي تقول مبتسمة : وهذه الملابس قد وصلت ... شكرتها زانباك .. فقالت "والان سأخرج انا وجو ريثما تساعدك انجل .. تعال جو .."
خرج جو معها وحالما اوصدت الباب قالت "زوجها .. اعني زوجها السابق هنا .. ارتفع ضغط دمه فأعطيته حقنة مهدئة .. "
هز جو رأسه يفكر .. سالته "من هو الشخص الاخر الذي يلاحقها؟"
اجابها بهدوء "انه الرجل الذي وشى بها ..".. ثم صمت للحظة ليواصل "هناك حلقات مفقودة كثيرة في هذه القصة .. يجب ان احلها.. لكن ما اعرفه الان ان هذه الفتاة تحتاج الى مساعدة"
هزت تينا رأسها موافقة وهي تقول "خذاها الى البيت سآتي مساءاً لأطمئن عليها .. علي ان اذهب للبحث عن الطبيب الذي استلم حالتها .. علي اقنعه ان لا يخبر زوجها .. اعني زوجها السابق بمن جاء بها"
عانقت اخاها وهي تقول بفخر "أنت رجل رائع"
قبل جبينها بحب وهو يقول "فتاتي الذهبية .. انا فخور بكِ .. وبجامتك مؤثرة!"
عبست "الحق عليكما انتزعتماني من عز سلامي ويوم راحتي" .. ابتسم تلك الابتسامة التي تجعله مليئاً بالدفئ الذي يصعب على الكثيرين رؤيته "نعتذر ايتها الانسة المستقلة"
رفعت عينيها بتأفف "انجل والقابها السخيفة".. وانسحب مبتعدة تبحث عن الطبيب وفعلا وجدته وشرحت له ببساطة ان حرباً كحرب النجوم ستقوم ان افصح عن اسم من جاء بها فوعدها الطبيب انه لن يذكر اسم "البطل" امام اي احد .. ودون ان تسأل اي توضيح انتقلت الى طلب اذنه في اخراج زانباك على مسؤوليتها مبينة ان الأمر مهم لسلامتها الشخصية وانها ستعتني بها .. ولأن الطبيب الأرمل كان هائماً حتى منابت شعر رأسه في هوى الفتاة الذهبية القصيرة فقد وافق دون مطاولة واخذ وعطاء لتتركه تينا شاكرة عائدة الى اخيها وزوجته تطمئنهما بأن الأمور على يرام .. بعد نصف ساعة كان زانباك تجلس على كرسي طبي بعجلات يدفعها جو وبجانبه انجل خارجين من المشفى .. عادت بعدها تينا الى غرفة وليد .. فتحت الباب بهدوء ودلفت الى الداخل بصمت .. كان يستلقي بوجه واجم حتى في اثناء نومه .. سماره يتضارب مع اغطية السرير البيضاء .. ورموشه الحالكة تنسدل على وجنتين بعظام متكاملة التكوين .. خطوط فكه حادة .. ولحيته الخفيفة وشعره الحالك يزيدان من كلاسيكية شكله اخفضت عينيها تقاطع تأملها الغريب له .. رغم حنقها الكبير منه واستهجانها لكل افعاله خاصة بعد ان رأت عواقب افعاله على جسد زانباك .. لكنها ورغماً عنها تشعر بالشفقة عليه .. رفرفة رموشه أنبأتها انه على وشك الاستيقاظ .. اعتدلت في وقفتها وهي تضع يدها في جيب مأزرها الطبي الذي ترتديه فوق بجامتها "البشعة" ! .. فتح عينيه ببطئ متأوهاً .. وهو يرفع يده الى جبهته .. بينما ظلت ساكنة تراقبه .. ثم سألت بصوت عملي "كيف تشعر الان؟"
التفت بحدة نحو صوتها فعبس وكأن حركته زادت من الم رأسه .. قال بضيق "ماذا تفعلين هنا؟"
-انا طبيبة متدربة .. وقد حدث ان تلقفتك عندما سقطت ..
قطب وكأنه يتذكر : كلما رأيتك .. تزداد مشاكلي سوءاً
-لست قطة سوداء لأجلب لك الحظ السئ
قال بضيق وهو يحاول النهوض :بل قطة ذهبية قزمة ومزعجة
رفعت احدى حاجبيها وهي تتقدم متجاهلةً رده الغبي : ماذا تحاول ان تفعل؟
رمى الغطاء جانباً : كما ترين احاول النهوض ..
وقفت امام الجهة التي ينوي النهوض منها وهي تقول بصرامة : ليس عليك النهوض تحتاج الى الراحة .. ضغط دمك ارتفع بشكل خطر
قطب وهو يقول بنزق : ابتعدي عن طريقي انا طبيب واعرف كيف اعتني بنفسي
لكنها لم تتحرك قيد انملة وهي تقول :اذا كنت تستعجل النهوض لتكمل ما بدأته مع زوجتك ,, زوجتك السابقة اعني .. فأبقَ مستريحاً لأنها غادرت !
لم يكن من السهل قراءة الدهشة الحانقة فوق ملامحه السمراء لقولها "زوجته السابقة" ..
هتف بحنق : أين ذهبت ؟ ومد يده يدفعها جانبا لينهض وهو يقول: ابتعدي
لكن يبدو انه دفعها بالاتجاه الخاطئ اذ ارتطمت بحافة المنضدة ذات الجرارات قرب سريره فضربت مقابض الجرارات فخذها فتأوهت متوجعة .. نهض بسرعة من مكانه مقاوماً الترنح الذي شعر به وسأل بقلق : هل أنتِ بخير .. ثم هتف بحنق :لماذا لم تبتعدي عن طريقي .. تباً لعنادك ايتها القزمة
التفتت اليه بوجه متوجع وهي تقول بحنق يماثل حنقه: من واجبي منعك.. انت متعب
نظر اليها للحظة بإستغراب .. ثم مد يده ليسندها لكنها ابعدت نفسها وهي تتراجع واضعة يدها على فخذها حيث اصابتها وهي تقول : أنت لن تغادر هذه الغرفة سيد وليد .. وطليقتك ذهبت مع اخي وزوجته .. ولا داعي لأقول انهما اخذاها ليحمياها منك !
راقبت كيف زحف الغضب لتسود ملامحه عندما القت في وجهه ما حصل .. زمجر قائلاً : اخذها من؟ وبأي حق؟ .. سأقتل اخاك هذا
توحشت نظراتها .. واستدعت المحاربة التي داخلها .. تلك التي غذتها بالمخاوف لتصير شجاعة .. :اياك ان تتجاوز الحدود وانت تتحدث عن اخي .. اخي رجل حقا اما انت فمجرد ولد غاضب لآن لعبته المفضلة لم تكن بالروعة التي ارادها .. والان ستبقى هنا ولن تتحرك
اشتعل وجهه غيظاً .. الغضب كانت كلمة صغيرة وتافهة لوصف المشاعر العاصفة التي ضربت سمار ملامحه المتكاملة وللحظة ظنت انه سيضربها فتراجعت خطوة خائفة .. لكنه ولمفاجئتها عاد يجلس على السرير وهو يقول بصوت صعب عليها تحديد ابعاده : حسناً دكتورة تين .. حسناً ..
لماذا هذه الـ "حسناً" بدت كتهديد ! .. شمخت بانفها رغم كل شئ رافضة ان تظهر ارتعاشها : جيد .. واسمي تينا وليس تين ..
قالتها وهي تخرج من غرفته بطريقة حاولت الا تبدو متعجلة دون ان ترى الملامح التي ارتسمت على وجه وليد والتي لو رأتها لعلمت ان كل شي ليس "جيداً"!
*
كانت في عجلة من امرها .. تنظر الى ساعتها بنزق .. لقد تعطلت الدراجة النارية الخاصة بتوصيل الطلبات .. وهاي هي تكاد تركض بسيرها لتوصل الطلبية في وقتها .. وبينما هي تعيد النظر الى ساعتها حدث شئ ما لم تفهمه .. كل ما شعرت به انها اصطدمت بجدار ما خرج من اللامكان وفعص هذا الجدار العلبة الكرتونية التي تحتوي على مجهودها العزيز الغالي .. لتتراقص كفها الممسكة بالكرتونة فتميل الى الأمام ملقية بمحتواها على الجدار الذي بدأ يشتم بعنف ولتكتمل الصورة مالت كيرا بجسدها نحوه غير قادرة على التوازن لتسقط هي واياه والكيكة المزينة الثمينة الرائعه محشورة بينهما كقطعة هبمرغر في شطيرة .. صاحت كيرا بغضب وهي ترفع يدها الملطخة بالكريما: لقد افسدت الكيكة .. يا ربييي .. يا ربيييييي كانت في غمرة غضبها واحباطها وهي تحاول النهوض عن الجدار الذي لم تعطه نظرة للآن .. اسندت يديها على كتفيه تكمل تلطيخ بذلته الثمينة بالكريما التي حملت بصماتها .. ثم اخيراً جلست على الارض مبتعدة عن الجسد الذي بدأ ينهض دون ان يكف عن القاء شتيمة بعد اخرى والتفتت اليه .. اتسعت عيناها بصدمة .. كان رجلاً خارج النظام الشمسي ! ... بينما كان ينفض سترته عن الكيكية الملتصقة بقماشها كانت تتأمله بغباء .. كم هو جميل !... شعره الأشقر الغامق المصفف كيفما اتفق لكن بجمال خاطف .. اللحية الشقراء الخفيفة المحيطة بخطوط فك طويلة حادة رائعه .. الشفتين الماكرتي الشكل وهما تطلقان افظع الشتائم .. الفم الحاد الطويل القاسي .. ثم رفع نظره اليها .. تباً عينان ذئبيتان بلون المحيط الازرق الغامق .. كان لوحة من الجمال الماكر .. ابتلعت كيرا ريقها وتذكرت مصيبتها .. فنفضت الغباء المستطرق الذي اصابها وصاحت به : هاااااي انت ستدفع ثمن كيكتي هل فهمت ؟
صاح بغيظ : ادفع ثمن ماذا؟ اتعلمين بكم هذه البذلة التي تفضلتي بتخريبها؟
ثري مغرور مدلل .. استنتجت بسرعة .. وهذا النوع يثير حنقها واحساسها بأنهم ينظرون الى امثالها بدونية فنهضت تنفض عنها قطع الكيك المنهرس على قميصها وهي تفكر بحسرة انه على الاغلب سيستغرق نصف علبة مسحوق الغسيل لتنظيفه .. هذا بدل ان تقتصد ها هي ستسرف في استخدام المسحوق بسبب غباء هذا الرجل القادم من خارج نظامهم الشمسي ..
صاحت به : تباً لك ولبذلتك الثمينة .. لقد قضيت ساعات في تزيين هذه الكيكة .. وسأضطر لأخلف موعداً مع زبون .. وسيخصم من راتبي ثمن الكيكة وغرامة التأخير .. وستدفعها ورجلك فوق رقبتك!
اتسعت عيناه الذئبية وهما تقدحان شرراً : ما سلاطة اللسان هذهِ .. هاااي انتي اضبطي لسانك والا قطعته لكِ.. ولن ادفع ثمن شئ هل فهمتي .. انتي من المفترض ان تدفعي ثمن تخريبك لبذلتي .. انها "ارماني" بحق السماء؟
هذا المتفاخر الغبي الفظ المقرف ... شتمته في سرها افظع الشتائم قبل ان تعاود الصياح : "ارماني" ام "بطيخ" وما دخلي انا .. لقد افسدت عملي .. وسأعاقب بسببك ولن أتركك حتى آخذ ثمن كيكتي هل فهمت .. وقبل ان يتسنى له الرد .. كانت قد هجمت عليه كقطة شرسة تمسك بياقة سترته الملطخة بالكريما وهي تقول "لن تذهب الا بعد ان تدفع"
انعقد لسانه من شدة الغضب .. ظل ينظر اليها بذهول .. وكأنه لا يصدق ما تفعله .. وكم بدا جميلاً في ذهوله هذا الذئبي العينين .. رمشت مرتين وهي تستوعب جماله بينما امسكت بمعصميها اصابع فولاذية حارقة فتأوهت معترضة بغيط : اترك يدي ..
نفض يدها عن سترته بسهولة تامة بينما جاء صوت انثوي من خلفهما يقول بفزع "حبيبي ماذا حصل .. لم بذلتك ملطخة بالكريما.. يا الهي كيف ستذهب للحفلة هكذا؟"
التفتت لتجد امرأة بغاية الجمال والشقار تقف على بعد خطوات بوجه جميل مصدوم ومزين بعناية فائقة ترتدي اجمل ثوب سهرة راته في حياتها مما جعلها تفتح فمها تأثراً ..
مر الجدار الماكر بجانبها وهو يقول بسخرية "اغلقي فمك سيسقط على الارض" اطاعته مغتاظة وقبل ان تهجم عليه كلامياً قال لها "تعالي الى الشركة غدا وسأعطيكِ ثمن كيكتك الغالية"
صاحت من خلفه "واين تقع تلك الشركة ايها العبقري؟"
التفتت ليبتسم بتهكم فيتغضن خداه بغمازتين على طول جانبي فمه لتحدق مبهوتة بجمال ابتسامته "اسألي اي طفل عن ميلرز امباير .. وما ان تدخلي هناك اطلبي مقابلة ماتيو ميلر"
المغرور .. المغرور .. المغرور .. رددت كيرا بداخلها وهي ترى تبجحه بشركته وبإسمه .. ثم عاد يعطيها ظهره متمشياً بمهل وبكل ثقة كان الكريما لا تلطخ سترته الـ "أرماني" الثمينة .. وقال بهدوء للمرأة الشقراء القادمة من ذات النقطة خارج النظام الشمسي التي جاء منها هذا الـ "ماتيو" :هيا بنا حبيبتي .. سنمر على محل لشراء بذلة جديدة اولاً" .. ابتسمت له المراة بوله وتبعته بينما المغتاظة خلفهما صاحت "غداً ستدفع لي ايها المغرور" .. لم يجبها سوى بضحكة يملئها التبجح .. بينما ضربت قدمها بالارض غيظاً وهي تقول بقهر "مغرور .. ضاع جهدي ونصف راتبي.."!
**
كانت تينا خارجة من المشفى عابسة بعد يوم طويل وهي تضع يدها خلف رقبتها تفركها بإرهاق .. منذ نصف ساعة زارت وليد والذي بدا هادئا ومستلقياً بكل وداعة في سريره مما اثار قلقها .. فهذا الهدوء قد الهدوء الذي يسبق العاصفة ومن يدري ماذا يدور في عقله .. تنهدت وهي تفتح سيارتها بجهاز التحكم عن بعد الذي كان معلقاً بيدها .. فجأة شعرت بكف تغلق فمها وذراع تحيط صدرها وذراعيها فتمنعهما من الحركة .. اتسعت عيناها رعباً وحاولت ان تصرخ لكن الكف الضاغطة بقوة على فمها كتمت كل صيحاتها .. شعرت بنفسها تسحب الى الخلف فصارت تضرب بعشوائية هنا وهناك وعيناها امتلئتا بدموع الخوف .. كأن المشهد الذي حصل مع مايسون يعيد نفسه.. حين كانت تمشي معه بهدوء عندما طلب منها ان تأتي معه الى بيته وحين رفضت قال لها بصوت متحجر لا يشبه صوته المتلمق المعتاد : "انتي من اخترتي" وكمم فمها وجرها بذات الطريقة الى سيارته ليوجه مسدسه نحوها مشترياً صمتها وهدوئها بتهديد سلاحه .. دموعها بللت الكف الذي يغطي فمها فأرتخت الكف قليلاً لتنطلق صرخة من فمها كانت الوحيدة حيث عادت الكف تضغط بقسوة فوق فمها .. كانت الرؤيا تتشوش حولها .. وجه مايسون وحده من اطل من بين كل هذا التشوش .. وجهه البشع الكاذب .. وجهه المريض .. وجهه المرعب ... يا الهي .. انه هو .. انه مايسون .. عائد لينتقم .. عائد من اسوأ واقسى واعنف مخاوفها .. عقلها قاوم بشدة الغرق في الضباب لكن رعبها غلبها .. ركبتاها ارتختا وجسدها تحول الى هلام والكف تضغط على فمها بينما رئتها ما زالت تضخ صرخات مكتومة .. صرخت كل مخاوفها بها .. انه مايسون .. مايسون.. وعند هذه الحقيقة .. غشي عقل تينا الظلام !

السكر likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 26-10-16 الساعة 09:54 PM
moshtaqa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-11-15, 03:15 PM   #773

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي

وخلص الفصل ي بنات .. نزلته وانا بالسيارة ..
يلا كله يعلق ..


moshtaqa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-11-15, 03:46 PM   #774

سما نور 1

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية سما نور 1

? العضوٌ??? » 310045
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 11,168
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » سما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يضيق الكون في عيني فتغريني خيالاتي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الخيرات لاهل الخير

ما محتاجه اقول الج على جمال الفصل ..
الرقصة ..معناها حبيته جدا ..
اشوفها تنطبق على زنبق وماضيها ..رغبتها بالتحرر منه وبنفس الوقت من كل مكان ترجع لها الذكرى ..
صخر ..
شنو هذا الرجال ..حبيته ..صراحة ...
احب الشريرين ..الي هما يحبون لدرجة الهوس و بنفس الوقت من ينجرحون انتقامهم بسواد الليل
وليد ..
ما اعرف اخذ الانطباع عليه بداخلي الى هذه اللحظة ..أن يضربها لهذه الدرجة ..
شئ محير بالاشخاص امثاله
المثالية مرتسمة على هيئتهم بس دوم يبقى وحش رابض بداخلهم مستعد للانطلاق ويحرق الأخضر واليابس
عرضه لها ..حقير ..لان بالنهاية حتى لو كان ماضيها بصدق الي عرفه فهو أكثر منها دناءة ..

عاشت الايادي ياجميلة ..

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 6 والزوار 2)
‏سما نور 1*, ‏rontii+, ‏souhai, ‏ALana, ‏شيزكيك



سما نور 1 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-11-15, 04:46 PM   #775

nana41

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nana41

? العضوٌ??? » 38662
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 5,353
?  مُ?إني » italy
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ماهذا الفصل المثير بلقيس بجد ابدعتى فيه
ضليت الى اخر كلمة وانا مشدودة ومنتظرة بتلهف لنهاية الاحداث
المواجهة بين وليد ويوسف كانت قوية ومن ثم مواجهته مع صخر المختبئ اثارتنى جدا
عرض يوسف الحقير على زنبق
لا الفصل محتاج تفحيص وتمحيص ودراسة لكل مشهد على حدا
وطبعا لى عودة مرة اخرى فى المساء بتعليق مفصل لان الحكومة على الابواب وفيه غدا ومستقبل بيضيع
بس سؤال برئ على الماشى كدة بالنسبة لتينا وعلاقتها بمايسون لما كانت بتقضى معه ايام بدون علم اهلها اذن هى ايضا ليست عذراء؟ وطبعا ده طبيعى عندهم
ياحظك المهبب ياوليد فى كل جوازاتك ياعينى عليك ياضنايا كل واحدة تحط عينك عليها تلاقى اللى سبقك قبلها واكل الكعكة وماسابلكش منها فتفوتة


nana41 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 14-11-15, 04:54 PM   #776

nana41

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nana41

? العضوٌ??? » 38662
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 5,353
?  مُ?إني » italy
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بصى بقى اسم الرقصة هنا اعتقد انها مرتبطة بصخر ولايقة عليه
رغم انتقامه وحقده عليها الا ان حبه ليها خلاه اثير لكل كلمة منها حركة نظرة لكل نفس لكل صوت بيصدر منها متجدر جواه عبد ليه هو مش قادر يحطم حبها ويقضى عليه رغم ادعاؤه لكراهيتها


nana41 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 14-11-15, 05:32 PM   #777

همس الريح

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 311179
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,268
?  نُقآطِيْ » همس الريح has a reputation beyond reputeهمس الريح has a reputation beyond reputeهمس الريح has a reputation beyond reputeهمس الريح has a reputation beyond reputeهمس الريح has a reputation beyond reputeهمس الريح has a reputation beyond reputeهمس الريح has a reputation beyond reputeهمس الريح has a reputation beyond reputeهمس الريح has a reputation beyond reputeهمس الريح has a reputation beyond reputeهمس الريح has a reputation beyond repute
افتراضي

بارت ...................................

خل اقول لك رايي بصراحه قبل لا ادخل في البارت

لما قرات العنوان ..اول شي استغربت ..رقصة سما ..
لكن عقب صرت اربط بين الاحداث و اسم الرقصة ..و الاقتباس احسه ينعكس علي احد الابطال او المواقف ..
السرد .زاعجبني ..ابدا قراءة البارت لين اتفاجا انه خلص

بالنسبة للتقييم ..مدري شلون يسوونه ..

ابي اقول لك ابي بارت اطول ..لكن احس انك مقسمة البارتات قصدا ..
ربي يسعدك و يوفقك و نحتفل بختام الرواية الاكثر من رائعه


همس الريح غير متواجد حالياً  
التوقيع




رد مع اقتباس
قديم 14-11-15, 05:56 PM   #778

red tulip
 
الصورة الرمزية red tulip

? العضوٌ??? » 234216
?  التسِجيلٌ » Mar 2012
? مشَارَ?اتْي » 190
?  نُقآطِيْ » red tulip is on a distinguished road
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

red tulip غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-11-15, 05:58 PM   #779

nana41

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nana41

? العضوٌ??? » 38662
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 5,353
?  مُ?إني » italy
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond reputenana41 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شموخ2014 مشاهدة المشاركة
بارت ...................................

خل اقول لك رايي بصراحه قبل لا ادخل في البارت

لما قرات العنوان ..اول شي استغربت ..رقصة سما ..
لكن عقب صرت اربط بين الاحداث و اسم الرقصة ..و الاقتباس احسه ينعكس علي احد الابطال او المواقف ..
السرد .زاعجبني ..ابدا قراءة البارت لين اتفاجا انه خلص

بالنسبة للتقييم ..مدري شلون يسوونه ..

ابي اقول لك ابي بارت اطول ..لكن احس انك مقسمة البارتات قصدا ..
ربي يسعدك و يوفقك و نحتفل بختام الرواية الاكثر من رائعه

عندك تحت اسم مشتاقة تحت خالص هتلاقى 3 ايقونات منهم على شكل ميزان
اضغطى عليه هيفتح لك مربع اكتبى فيه اللى بدك ياه مع علامة اعجبنى وبكدة يبقى قيمتى لها الفصل


nana41 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 14-11-15, 05:59 PM   #780

فرنسيس

? العضوٌ??? » 345774
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 449
?  نُقآطِيْ » فرنسيس is on a distinguished road
افتراضي

فصل رائع انا حاسه انو زنبق مظلومه ومخبيه سر كبير لدرجه انها تتحمل اهانات وضرب وليد وصخر وليد بصراحه كريه خلص تطلقتها كمان لاحقها بدك تكمل عليه انا بتوقع اللي كمم تينا صخر

فرنسيس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:45 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.