إنه يحبها وهي سترغمه على الاعتراف بذلك ولو استدعى الأمر المصارعة معه على الأرض , وتابعت قائلة :
- ويمكنني ان اكيف نفسي كما احب وليس بإمكان احد ان يمنعني .
- خصوصاً انا , نعم لقد فكرت في كل ذلك اخيراً , ولكنني كنت من الاهتمام بما رأيته تضحية بنفسي الى حد استوجب عدة اسابيع تعيسة لكي ادرك انني إنما اقوم بالضبط بما جعلني اهرب , لكي امنع نفسي من القيام به .. ألا وهو إنكاري عليك حق اختيارك لمصيرك بكامل حريتك .. سواء كان للأفضل ام للأسوأ .. وهاكذا يا آن .
وجال بأنظاره حوله في انحاء المقهى المزدحم وقد بان الألم على ملامحه , قبل ان يعود فيستدير اليها وقد بدا عليه انه يحاول تمالك نفسه.
ورأت من زواية عينها , أليكسي واضعاً ذقنه على يده وهو يتفرج متسلياً , على صديقه الضخم المخيف الواثق من نفسه والذي كان يعبث بملعقة وينقل زهرية من مكانها , ثم يعيدها اليه مرة اخرى , ثم يتنحنح قائلاً:
- إن اليكسي يقول ان سانت بطرسبورغ هي في الربيع مكان جميل جداً لقضاء شهر العسل.
فحملقت فيه آن فجأة وهي تحاول جاهدة ان تتنفس بشكل طبيعي لتقول بعد ذلك :
- إذا كنت تريد ان تطلب الزواج مني ياهانتر لويس , فمن الأفضل لك ان تطلب هذا الآن في هذه اللحظة لكيلا يكون ثمة مجال فيما بعد لسوء الفهم , فأنا اكره ان تتهمني بأنني ظننتك تعرض علي الزواج بينما انت فقط كنت تدلي بملاحظة تافهة عن مشاريع سياحية .
فكان جوابه ان اخرج من جيبه خاتما , ووردة حمراء من الزهرية التي تعلو المائدة امامهم , ثم قدمها اليها وفي عينيه نظرة عدوانية ملتهبة وهو يقول :
- أتريدين تأكيداً اكثر من هذا ؟ لا بأس , إنني احبك , وأنا اعلم جيداً بأنك تحبينني , فهل لك من فضلك ان تدفعيني الى الجنون بقية حياتي , وذلك بقبولك الزواج مني , يا آن تريمين , وإنجاب اولاد لي ومساعدتي على تنشئتهم , ثم سحبي حول العالم في اعقابك كلما عنّ على بالك التشرد ؟
فتدخل الشاهد الذي كان يتفرج على مايحدث ببالغ الاستمتاع , تدخل قائلاً وهو يضحك:
- اعتقد ان الجواب الصحيح لسؤال كهذا , هو .. نعم .
-----------------------------
فنظرت آن الى هانتر الذي كان ينتظر جوابها وقد اشرق وجهه وتدفقت المشاعر من عينيه , وقد امتلأت ملامحه بمظهر الرضا عن النفس , كانت ثقة هانتر بقوة حبها من العمق بحيث كان يعلم دائماً بما يمكن ان يكون جوابها...
وانه لا يدفعها اليها أية تضحية , فهو من قلبه كله ودون اي تحفظ , لقد كان طلب الزواج لا يقاوم , فأسبلت اهدابها متصنعة الرصانة وهي تقول بعذوية :
وقفت , ثم خرجت من الباب , وهي تضحك قبل ان تسمع زمجرة هانتر تصل أذنيها , امسك بها قبل ان تصل الى طريق المشاة بعشرة امتار تاركاً اليكسي يدفع الفاتورة , واستفرق منه الحصول على الجواب الذي يريده عشر ثوان بأكملها .