كانت ليزا غرين تشعر هذا الصباح بذعر كبير فاستحمامها بالامس في مياه الاطلنتيك برفقة ستيف سبب لها رشحاً قوياً ولم تستطع النوم جيداً هذه الليلة ، واستيقظت مع الفجر لمرافقة ستيف الى المطار ، وكان الاسوأ من ذلك ان اختها ليندا اتصلت بها في منتصف الليل، دون ان تهتم لاختلاف الوقت بين فونيكس وفرجينيا بيتش.xxxxx
واحست بتوتر كبير في صباح يوم الاحد هذا، ومر الوقت بسرعة ... والوداع السريع في المطار زاد من احساسها بعدم الرضى فبعد سنوات من الروتين الممل تشعر الآن بتغير نمط حياتها، ولكنها كانت تخشى من خيبة الامل....
------------------------------------
- على كل حال لست بحالة تسمح لي بالقيادة.......
قالت لنفسها وهي تتثائب وتتوقف امام اشارة المرور ، وفكرة الذهاب ستتناول حبتين من الاسبرين وتنام من جديد....
وتلفتت حولها وكانت الشوراع خالية في ايام الاحاد خاصة في مثل هذا الوقت، ولم ترى سوى رياضي يقوم برياضة الصباح ويقترب من تقاطع الطرق فرفعت رجلها عن دواسة الفرام واجتازت المنعطف بنفس الوقت عطست بقوة، وفجأة صرخت عند سماعها ضجة قوية ، وعندما فتحت عينيها وجدت رجلاً ممدداً امامها....
وفي ذروة اضطرابها قطعت الكونتاك وشدت فرامل اليد، ثم جمعت شجاعتها وهي ترتجف كورقة في مهب الريح....
- اوه ياالهي لقد صدمته لقد قتلت رجلاً...
لكنه تحرك وبسرع اتجهت نحوه ، ورغم صدمته كان لا يزال حياً.......
- لماذا لم تتوقف عندما رأيتني؟
- لقد رميت نفسك تحت عجلات سيارتي! هل انت اعمى حقاً؟.
ثم قطعت كلامها فجأة بينما كان ينظر اليها ببرود وعيونه اللوزيتين تلمعان ببريق السخرية....
احست الفتاة بالضعف ، واخذت قدميها ترتجفان فاضطربت الى ان تستند الى سيارتها كي لا تقع ، وقالت بصوت ضعيف....
وتساءلت لماذا كل هذا التوتر، واحمر وجهها وسألته بقلق....
فرد اليها السؤال بأدب....
- وانت ؟ سألها عندما لاحظ اضطرابها....
وامسكت بها يد قوية وشيئاً فشيئاً شعرت بالتحسن ، فتأملها الرجل مبتسماً وقال لها.
- يجب علي انا ان اشعر بالاغماء! كيف تشعرين الآن؟.
اجابته واسنانها تصطك، ثم وقفت على الرصيف فاقترب الرجل ووقف قربها ، وكانت لا تزال تحت تأثير الصدمة....
وظلت للحظات كالمشلولة ، ولم تتمكن من رفع نظرها عن الساقين الطويلتين والشورت الاحمر، وعن الجرحين القديمين في ركبة وساق الرجل ، وفجأة انتفضت عندما لاحظت بقع الدم على جواربه البيضاء....
- انت مجروح! استدر قليلاً.......
ولحسن الحظ كانت معتادة على معالجة الحالات الطارئة، مما يمكنها من التصرف جيداً مثل هذه الظروف، وبدا مندهشاً عندما امسكته بكتفيه واجبرته على الطاعة، ووجدت جلفاً عميقاً يمتد في فخده وآخر في قدمه....
-----------------------------------
- ساصطحبك الى المستشفى.......
قالت له بحزم، وانحنت قليلاً لتتفحص الجرح....
- هذا امر لا يستحق كل هذا العناء....
ثم خلع عصبته ليربط بها قدمه....
ولاحظت ليزا للمرة الاولى جمال وجهه وكان يشع منه ملامح السحر، وخاصة خديه وشفتيه، وكأنه ملاك بريء....