آخر 10 مشاركات
نساء من هذا الزمان / للكاتبة سهر الليالي 84 ، مكتمله (الكاتـب : أناناسة - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          قبل الوداع ارجوك.. لاتذكريني ! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          السر الغامض (9) للكاتبة: Diana Hamilton *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          عشقكَِ عاصمةُ ضباب * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          تريـاق قلبي (23) -غربية- للمبدعة: فتــون [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : فُتُوْن - )           »          ارقصي عبثاً على أوتاري-قلوب غربية(47)-[حصرياً]للكاتبة::سعيدة أنير*كاملة+رابط*مميزة* (الكاتـب : سعيدة أنير - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree2153Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-11-16, 09:32 PM   #7591

فوفومون
 
الصورة الرمزية فوفومون

? العضوٌ??? » 336859
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 592
?  نُقآطِيْ » فوفومون has a reputation beyond reputeفوفومون has a reputation beyond reputeفوفومون has a reputation beyond reputeفوفومون has a reputation beyond reputeفوفومون has a reputation beyond reputeفوفومون has a reputation beyond reputeفوفومون has a reputation beyond reputeفوفومون has a reputation beyond reputeفوفومون has a reputation beyond reputeفوفومون has a reputation beyond reputeفوفومون has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اليوم تنزيل الفصل صح والا لا طمنوا قلبي بلييييييز

فوفومون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-11-16, 09:34 PM   #7592

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

مساء الورد للجميع ....

حبدأ التنزيل الان والله يستر ما يحصل شي يعرقله

اليكم الفصل الخامس والعشرون (وهذه المرة مؤكد هو الفصل ما قبل الاخير)

الاحداث ممكن مشحونة وعاطفية ... بس ركزوا بكل الشخصيات ربنا يسعدكم

عيشوا كل مشاعرهم واختلافهم وتقلباتهم ....

واؤكد واحنا على ابواب الختام على التعليقات ... اعطوني كل مشاعركم وافكاركم ...

ولاتنسوني باللايكات ...

ورجاء الي تابعني بوقت متأخر يا ريت يعطي لايكات للفصول من البداية .. وايضا للمشاركة الاولى من هذه الرواية (التي اضع بها روابط الفصول ) لاعرف عدد من يتابعني واعجبته الاحداث والرواية ككل ...
حكون ممنونة جدا ...
اليكم الفصل ما قبل الاخير




كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-11-16, 09:36 PM   #7593

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

الفصل الخامس والعشرون (ما قبل الاخير)

ما زالت بدرية صامتة تحاول الوصول لقرار...


وأوشكت ان تُقدم على إخباره عندما أضاف حذيفة بنظرات مفعمة بالعنف المخيف

" ان الامر له علاقة بتلك المرأة حسناء اليس كذلك ؟ وذاك الفتوة تحسين في حيّها القذر ؟ سأجده واقطع لحمه بسكين ثلمة كتلك السكين التي تجرأ بها على رضا .."

صوت يحيى وهو يهتف بحذيفة بدا كجرس انذار خطير في عقل بدرية

" حذيفة ! هل جننت ؟! الا تفكر بعائلتك وما سيحدث لها جراء جنونك المخيف هذا؟"

امسك حذيفة بذراع الخالة بدرية دون ان يشعر كيف ان اصابعه تشد على لحمها وهو يقول بصوت خافت حاد " أكدي لي الامر يا خالة ... لاتصمتي هكذا ..فقط أكديه وسأتصرف .."

اخيرا تكلم محسن فجاء صوته قاطعاً بالقرار

" لا احد سيتصرف دون ان يطلب رضا هذا .. عائلة الصائغ اكبر من ان تمس سمعتها بالفتوات والمجرمين ..."

كان محسن يناضل ليمسك جماح الغضب المستعر في داخله .. لكن عند اسم العائلة وتاريخها دوماً تتغير اولوياته ... سلسال عائلة (الصائغ) العريق .. اهم من رضا الصائغ نفسه ..

حسمت بدرية قرارها بأن قالت بهدوء وبنبرتها الحازمة المؤثرة " استمع لاخيك محسن وابن عمك يحيى يا حذيفة .. الغضب يودي احيانا للتهلكة .. دع رضا من يقرر وانا واثقة انه سيخبركم اذا كان هناك ما يستدعي ان تعرفونه .. الوقت الآن غير مناسب لنطالبه بشيء.. انه يحتاجنا قربه .. يحتاج ان يشعر ان العائلة بأمان حتى يستكين هو مطمئنا ويلتفت لحاله وصحته .. أمسك غضبك يا حذيفة .. نحتاج للتفكير والتروي ..."

ثم ابعدت يده عن ذراعها وتقدمتهم لتدخل بيت الصائغ يلحق بها الرجال الثلاثة في صمت.. وكل واحد منهم تتنازعه افكار مختلفة عن الآخر ...



يتبع...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-11-16, 09:38 PM   #7594

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بيت العطار .. المطبخ..



تنظر رقية عبر شباك المطبخ للحديقة المظلمة ولا تجد اي دافع يجعلها تذهب لزر الانارة الخارجية حتى تشغلها ..

وكأنها تحتاج التحديق في هذه الظلمة الساكنة حتى تمعن النظر في افكارها المضطربة ...

حبيبة تجلس على كرسي قبالة المائدة تراقب صغيرتها سُكينة بشرود وهي تأكل من صحن حلاوة الطحين باللوز التي اعدتها امها كفرحة بسلامة رضا بينما تبدو حبيبة عابسة بتفكير هي الاخرى ...

قالت رقية فجأة

" الا ترين الامر غريباً يا حبيبة ..؟! البارحة تأتي المرأة تتحدث عن فتوة يهددها وتريد اسم رضا الصائغ ليحميها منه .. واليوم يأتي مجرم لحيّنا منذ الصباح فيهاجم رضا ..!"

قالت حبيبة بصوت خافت ونبرة مشدودة بينما تقف على قدميها وتقترب من اختها الصغرى

" شششش ...اخفضي صوتك يا رقية .. امي متوترة جدا ولاينقصها ان تصل لهذا الربط بين الامرين .."

التفتت لها رقية لتواجهها وهي تقول بتوتر واضح " اذن فانت تربطين الامرين مثلي .."

تنهدت حبيبة متمتمة بملامح متجهمة

" ستكون صدفة نادرة ان لم يرتبطا .."

ابتلعت رقية ريقها بصعوبة لكن خرج صوتها ثابتا مسيطرا وهي تسأل بجدية

" ماذا سيحصل الآن ؟ هل تظنين ان رضا ابلغ الشرطة عن قصة المرأة وذاك الفتوة ؟ "

ردت حبيبة وهي تشعر بانقلاب في معدتها

" لا اعلم .. انتظر عودة يحيى ليخبرني بما يجري .."

تمسد حبيبة على بطنها بينما تأخذ عدة انفاس لتقاوم موجة الغثيان ..

سألتها رقية باشفاق " هل انت بخير ؟"

ردت حبيبة ووجهها الشاحب يشي ان الغثيان شديد " انتظر تحرك الجنين بفارغ الصبر .. امي تقول مع اول حركة للجنين في رحم امه سينتهي الوحام .. لقد نسيت تماماً متى خفّ الغثيان خلال حملي بسُكينة .."

سألت رقية " هل تريدين ان انادي امي ؟ ربما ستعد لك شرابا يريحك قليلا .."

ردت حبيبة وهي تواصل التمسيد على بطنها

" لا .. انت تعرفينها عندما يكون احد اولاد اسيا معها .. تجدينها الان في غرفتها تحكي لكاظم حكاية جده يونس العطار .."

ابتسمت رقية ابتسامة ... باردة !

لكنها لم تعلق بكلمة ...

عادت حبيبة لتجلس جوار ابنتها التي توشك على التهام كل الحلوى بالصحن بينما تتساءل

" اين شذرة ..؟ "

ردّت رقية بامتعاض بارد

" لا اعلم .. ولا اهتم ان اعلم .."

عبست حبيبة وهي تحدق في اختها لتسألها بتوبيخ " لماذا انت قاسية معها هكذا ؟! ما لك ولها لتعاملينها بهذه الطريقة ؟! "

تحرك رقية كتفيها بلا مبالاة بينما تقول بنبرة اشد برودا " لست قاسية .. لكني واقعية ولا اصدق دموع التأثر التي تبدر منها كلما حصل امر ما في بيتنا .. اراها مجرد مدعية .. فتاة غريبة عنا .. حتى لو ربطتنا صلة الدم .. لا احب الغرباء الذين يقحمون انفسهم في بيوت الناس.."

هتفت الصغيرة سُكينة فجأة وبنبرة طفولية مشاغبة " شذرة لقد اكلت كل الحلوى ولم يتبقَ لك شيء.."

التفتت كلا من حبيبة بوجه يشع احراجا ورقية بملامح مغلقة لاتبدي اي انفعال ..

اما شذرة التي كانت تقف مسمرة عند باب المطبخ الداخلي وقد ابيضت شفتاها والتمعت عيناها بنظرات تشع باحساس الاهانة والرفض... بل واحساس آخر أشد وطأة اقرب للحقد والغضب ...

وقفت حبيبة على قدميها لتقترب منها وهي تقول بتلعثم " تعالي شذرة .. كنت .. سأناديك الآن .. "

بردة فعل تلقائية تباعدت شذرة عن اقتراب حبيبة لتقول بنبرة غريبة " سأخرج لابتاع بعض الاشياء المكتبية من محل ابي ناجي."

عرضت حبيبة وهي بقمة التوتر والارتباك

" سأوصلك بنفسي بسيارتي .."

فجاء رفض شذرة بكلمة واحدة كسيف بتار

" لا ..."

حدقت فيها حبيبة وقد بدت عاجزة فجأة عن قول شيء يسترضيها ..

لتتحرك شذرة بنظراتها الاشبه بزجاج تتأجج خلفه النيران و بذقنها شامخاً فتبدو قامتها اكثر طولا ورشاقة .. تمر من جانب رقية دون ان تلقي اليها نظرة حتى ..

وحالما خرجت شذرة عبر باب المطبخ الخارجي للمرآب ومنه للبوابة الحديدية للدار هتفت حبيبة وهي تكز على اسنانها

" الا يمكنك ان تمسكي لسانك الطويل هذا ..؟! "

ما زالت رقية تبدي سكونا ولامبالاة بينما ترد على حبيبة بنفس البرود " فلتتعلم ان لاتتنصت علينا حتى لا تسمع ما لا يعجبها.."

اتسعت عينا حبيبة بغيظ وعدم تصديق لتقول لها بانفعال " الفتاة لم تكن تتنصت .. كفي عن افعالك هذه نحوها .. "

ابتسامة صغيرة داعبت فم رقية بينما تقول باستفزاز " وما يدريك انها لم تكن تفعل..؟!"

زفرت حبيبة بقوة قبل ان تقول بتوتر

" ليس لي مزاج في تبادل كلام سخيف كهذا.. لدينا ما هو اكثر اهمية للتفكير به بدلا من افعال البنات الغيورات هذه .."

عادت لابنتها سكينة فتدعوها بابتسامة صغيرة تخفي توترها " تعالي لنقتحم خلوة جدتك ابتهال وكاظم .. يونس العطار ملكنا ايضا .."

تتألق عينا الصغيرة بثورة تمرد فتهب تاركة كرسيها عاقدة الحاجبين وتركض هاتفة بطبعها الناري

" يونس العطار ملكنا ايضا .."

تلحق بها حبيبة تاركة رقية بمفردها في المطبخ ..

احساس بعيد .. ضعيف .. باهت ..

يبحث عن موضع قدم ثابتة في روح رقية العطار ..

احساس ترفضه وتنكره وتقصيه ..

احساس بالذنب سرعان ما تقتله في مهده!





تسير في شوارع الحي تشعر بألفة المارة الذين باتوا يعرفونها كابنة بيت العطار ...


فيلقون السلام وبعضهم يسأل عن حال رضا الصائغ او يتحمد سلامته ...

ترد شذرة عليهم بابتسامة آلية بينما رغبة البكاء تطحنها طحناً ...

تريد الصراخ .. تريد اخراج كل هذا الغضب والشعور الكريه الذي يكاد يشوهها من الداخل... لكنها تكبت وتصمت ..

كانت في طريق العودة للبيت بعد ان اشترت احتياجاتها .. شاردة بنظراتها المحدقة في ارض الاسفلت تلاحق خيالها الذي يسبق خطوتها ...

خيال ثانٍ خيّم من خلفها وسبق الصوت الرجولي " مساء الخير .. شذرة .."

توقفت خطواتها ثم استدارت لتنظر اليه ...

عرفته من صوته حتى قبل ان تراه ...

انه ... خليل ..

رغم انها تخجل منه بشكل عفوي كجزء من طباعها الا ان فيه من اخته خلود مما يجعل شذرة تشعر بالألفة في معرفته ..

عيناه بدتا ... مهتمتين .. فيهما ألق غريب بينما يسألها ببعض التردد

" هل انت بخير ؟ "

رمشت شذرة وكأنها صدمت من السؤال !

او لم تتوقع من سيسألها الآن تحديداً سؤالا كهذا ..تمتمت باختناق والغصة تعتصر قلبها

" انا .. انا ..."

اقترب خليل اكثر منها وذاك الألق يشع هذه المرة يسألها برجولة فياضة

" من يبكيكِ هكذا ؟ "

ارتفع حاجباها مع ارتفاع احدى يديها تلقائياً لخدها تتحسس بشرتها ..الرطبة! فتدرك بصدمة انها كانت تبكي حقاً ...

شهقت افلتت منها جعلت عينا خليل ترعدان بغضب فوري فيسأل بنبرة آمرة هذه المرة

" اخبريني شذرة .. ماذا يحصل ؟"

حوار عجيب يجري بينهما بألفة من نوع غير مسبوق بينهما ... وجدت نفسها تحرك رأسها يمينا وشمالا غارقة في احساسها ودون ان تعرف ما تفعله في قلب خليل..

لتقول اخيرا وهي تشهق بالبكاء الذي تفجر انهارا " انا اريد ابي وامي .. اريد بلدتي .. لم أعد اطيق .. لم أعد اريد ان أطيق ..."

ثم سقط كيس حاجياتها ارضا لتستدير مهرولة عائدة لبيت العطار ...

بحركات بطيئة انحنى خليل أرضا .. يلملم الاشياء المبعثرة من الكيس وعيناه متسعتان فيما يشبه الصدمة ... عقله يعيد الكلمات ويحلل ويستوعب ...

وخلف ألف علامة استفهام تدور في رأسه كان هناك غضب متأجج بدائي النزعة في قلبه .. غضب لا يحتاج لأجوبة ..

ولماذا يهتم بالأجوبة ؟!

يكفي ان يراها هكذا لـ...ـيغضب ..



يتبع ...





كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-11-16, 09:38 PM   #7595

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

جناح عبد الرحمن ..



كانت رباب تقف مكانها تائهة تقريباً وسط غرفة المعيشة الصغيرة تنظر لباب الحمام المغلق حيث اختفى عبد الرحمن خلفه منذ دقائق ...

تلملم شعرها ووجها محمر وشعور مقلق انها متوترة على نحو غامض لا تفقه اسبابه ...

التقطت حجابها لتعيده فوق رأسها تلفه حول وجهها بينما تستذكر ما حصل ...

في لحظة مشتعلة بالانفعال والعواطف كانت تجمعها مع عبد الرحمن ودموعه تغرق رقبتها في وقفتهما امام الصورتين لتتحول للحظة عاطفية بحتة وهو يشدها بجنون اليه ..

ثم همهمات حارقة تصدر من فمه يطالبها بالبقاء معه ..

كانت مشوشة بالعاطفة وهي تبادله الاحتضان والذوبان حتى انها لاتعرف متى نزع عنها حجابها وبعثر شعرها ...

وحالما نطق بهمهماته تلك .. فجأة .. ابعدها بحركة خشنة حادة ...!

تسمّرت مصدومة بينما تراه يطرق بنظراته للارض بعيدا عنها وكل جسده يهدر بالعاطفة التي يناضل ليحكمها بطوق السيطرة ...

ثم بنبرة خافتة قال " انتظريني لحظات هنا.. سأعود اليك لننزل سويا ..."

ثم استدار ومضى للحمام مغلقا الباب خلفه..

بحثت رباب عن دبوس الحجاب على الارض حتى وجدته لتثبت حجابها عندما سمعت صوت باب الحمام يفتح اخيرا فترفع نظراتها لعبد الرحمن وتنظر اليه ..

هادئ النظرات على نحو غريب موحش بارد وقبل ان تجد سؤالا واحدا تطرحه عليه حتى تفهم حالته كان يتقدم نحوها قائلا

" هيا .. لا اريد ان نتأخر هنا اكثر.."

ودون ان يضيف المزيد كان يسبقها بخطواته ليغادر الجناح .. تماما مثلما فعل عندما تركها على باب غرفة رضا في المستشفى ...





تخرج خلود من بيت محسن الصائغ مع سوسو وجعفر .. وقد أصر عقيل على مرافقتهم بنفسه حتى باب بيت الصائغ الكبير ..


ولم يخطوا الا بضع خطوات عندما سمعت خلود نداء اخيها خليل " خلود ...."

التفتت اليه متفاجئة للحظة بحضوره بينما تقترب ناحيته وهي تقول بقلق " خليل ! ما الذي أتى بك في هذه الساعة .. ليس من عادتك؟"

ألقى خليل السلام على عقيل وصافحه عندما انسحب عقيل قائلا لخلود " حسن خالتي .. ما دام خليل معكم فأنا عائد للبيت .."

وانسحب الفتى المراهق بينما تنظر خلود لاخيها بترقب وتنتظره يتقبل بصبر عناق سوسو التي تناديه (خالي) ثم يسلم على الفتى الصغير جعفر قبل يحثّهم على التحرك وهو يقول " هيا لاوصلكم حتى باب البيت .. لكني لن ادخل.. اردت الاطمئنان منك عن حال ابي جعفر.."

ركضت سوسو مع جعفر للباب القريب بينما تمشي خلفهما خلود برفقة خليل وهي تقول بحزن عميق " كُسرت يد ذاك الحقير الذي تجرأ عليه .. هل مثله يتعرض لاعتداء غاشم كهذا؟! حسبنا الله ونعم الوكيل .. انها عين نظرته ولم تصلي على النبي .. "

ثم التفتت لخليل وهما يصلان الباب تسأله

" لكن كيف عرفت انت بما حصل .. هل حذيفة من اخبرك ؟"

ليرد عليها اخوها " لا .. الخبر انتشر في السوق بأكمله .. لاتنسي مكانة رضا الصائغ .. وقد سرت بعض الشائعات ان الجاني اقتحم المحل وسرق بعض الذهب وطعن ابا جعفر "

هزت خلود رأسها وهي تقول بأسف

" لا .. بل حصل هنا في شارعنا وامام بيت الخالة بدرية .."

امسكت بذراعه لتدخله البيت وهي تقول

" تعال وسلم عليه .."

لكن خليل امتنع وهو يقول لها بفطنة

" الوقت غير مناسب الآن يا خلود .. لابد انه مع اخوته واهله .. سأزوره في وقت اخر .. لقد جئت فقط لاراك انت واطمئن عن حاله .."

تنهدت خلود قبل ان ترد " حاله يكسر القلب يا خليل .. تلك الهيبة .. يا الهي .. ان تراه هكذا ضعيفاً وممدداً على السرير لا حول له ولا قوة .. شافاه الله وعافاه سريعاً .. ودحر اعداءه ورد كيدهم في نحرهم .."

تبسم خليل في وجهها وهو يرى انفعالها العفوي الصادق .. كم يحب فيها هذه الروح ..

اخيرا تذكر الكيس في يده فتنحنح قبل ان يمد يده اليها ويقول بصوت أجش

" لقد .. رأيت شذرة قبل قليل تمشي عائدة من السوق القريب منكم .. اوقعت .. هذا الكيس دون ان .. تتنبه .. فقط اوصليه انت اليها .."

اخذت الكيس منه وهي تسأل باستغراب

" لماذا لم تنبهها انت أو تلحق بها لتعطيها الكيس بنفسك؟ "

عاود التنحنح وهو يقول " رأيتها من بعيد توقع الكيس ولم استطع مناداتها في الشارع .. ثم لم ألحق بها قبل ان تدخل بيت العطار .."

هزّت خلود رأسها غافلة عن ارتباك اخيها بينما تتقبل تبريراته ببساطة ...

لم يعرف كيف يصوغ السؤال دون ان يثير فضول اخته .. لكن .. ليس له الا ان يسأل خلود .. تردد ثم استجمع بضع كلمات وهو يقول

" هل شذرة .. بخير ؟! بدت ساهمة و .. متضايقة .. "

فترد خلود وهي تتنهد

" مؤكد الفتاة متأثرة بما جرى لابي جعفر .. ومن لم يحزنه قلبه عليه .. هذا ابو جعفر .. كلنا تحت خيمته نحتمي .."

احبط خليل من رد اخته العاطفي لانه لم يستطع الوصول لشيء يخص شذرة ..

هل هناك من يضايقها ؟

ام انها تحن لبلدتها ووالديها ؟

لكن ... حتى لو كانت تحن .. لماذا تصبح انفعالية هكذا امامه .. انها لا تعرفه بشكل مقرب وسيكون امرا مبالغا فيه ان كانت مجرد مشاعر الحنين والافتقاد هي من جعلتها تفقد سيطرتها هكذا ..

اخرجته خلود من تساؤلاته الداخلية هذه عندما عاودت سحبه من ذراعه وهي تقول

" تعالى واشرب الشاي معي على الاقل .. وربما نتعشى سويا .. "

لكن خليل لم يطاوعها في دعوتها وأصر على القول " لا خلود .. اذهبي لزوجك واهل زوجك .. مؤكد انهم يحتاجونك الآن .."

تمتمت خلود بأسى

" لهف قلبي على حذيفة .. طبعه حامٍ والغضب يتآكله .. يريد الانتقام ممن فعل هذا بأخيه .. ولا ألومه ابدا .."

عندها حثها خليل بالقول قبل ان يتحرك ليغادر " اذهبي اليه وخففي عنه .. "


يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-11-16, 09:39 PM   #7596

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بعد ساعة ..



استغل رضا خروج امه لتغتسل في الحمام تسندها خلود ليطلب من اسيا وامه بدرية برفق ان تتركاه على انفراد مع اخوته الثلاث وابن عمهم يحيى..

عينا رضا شبه المغمضتين من ارهاق الجسد كانتا ترمقان حذيفة تحديدا ببعض القلق ..

انه غاضب .. جسده الضخم هذا يضج بالغضب بشكل مخيف ..

شعر رضا بمزيد من الارهاق وهو مجبر على التعامل مع هذا الوضع الصعب في توقيت أصعب..

اطلق نفسا قبل ان يطلب منهم بصوت خافت الاقتراب منه ليسمعوه بوضوح ..

تحلّقت قربه اربع وجوه .. محسن الذي يكبت مشاعره ليظهر بواجهة جامدة لكن رضا يثق به انه سيتفهم الوضع وسيكون عوناً له ..

يحيى ايضا سيكون سندا له بطريقته العملية المنطقية في التفكير وقدرته على تحكيم العقل وسط اي عواصف ..

من يقلقه هو حذيفة .. وتلك النزعة العنيفة التي لديه وقد يقدم على عمل متهور ..

عينا رضا خطفتا ناحية عبد الرحمن الذي يسبل اهدابه في صمت تام منذ رآه ..

لايبدي اي تعليق لكن نظرات عينيه التي تخطف بين الفينة والاخرى ناحية رضا تفضح مشاعر الخوف التي انتابته من فقدان اخيه الاكبر ..

صغيره وولده .. يشفق عليه وهو يشعر به يعاني مكبوتا هو الاخر .. كم يشبه محسن في كبته لمشاعره حتى لا يُظهر الضعف فتُمس كبرياؤه .. لكنه متهور ناري عنيف بالداخل كحذيفة تماما ...

قال رضا اخيراً " ليس عندي قدرة لأي جدال .. فاسمعوني جيدا واعقلوا كلامي دون ان تقاطعوني .. الاعتداء الذي حصل علي انا كفيل بالتصرف حياله .. الجاني لن يجرؤ على المجيء هنا مرة اخرى واظنه سيختفي لفترة عندما يعلم اني ما زلت حيا .. مؤكد سيخاف من الشرطة لانه يعرف اني تعرفت عليه واستطيع وصفه والوصول اليه.."

توترت قبضة حذيفة وهو يطحن اسنانه من شدة الغضب ليقول بعنف سافر

" اخبرني رضا .. فقط قل لي من هو .. "

يقول رضا بتعب

" لقد طلبت منكم عدم المقاطعة "

فيهدر عبد الرحمن هذه المرة وبدا منفعلا بعنف يوازي عنف حذيفة " لقد اوشك ان يقتلك .. أراق دمك وسط الشارع .. انت .. انت لم تعرف كم نزفت .. دماؤك اغرقت ملابسي وانا احملك للمستشفى ... اقسم بالله سأ.."

بعبوس الحزم قاطعه رضا بنبرة آمرة

" صمتاً واسمعوا مني .. "

أشاح عبد الرحمن بوجهه جانباً وجسده يزداد توترا .. بينما اطبق حذيفة فمه وقد تصلب جسده بالكامل كأنه يقاوم عواصف الغضب المستعرة التي تكاد تخرجه عن طوره ..

اخذ رضا نفساً ثم اطلقه بينما يقول محسن بسيطرة وثبات

" تكلم رضا .. لن نقاطعك مرة اخرى .."

قال رضا " لقد فكرت وفكرت وطلبت من الله ان يلهمني الصواب وتوكلت عليه .. هذا الرجل لن يعاود فعل شيء هذه الفترة .. كما قلت لكم سيختفي عن الاعين .. مع هذا سنأخذ حذرنا .. الاطفال لن يذهبوا للمدارس ليومين.. وانتم في اعمالكم اتخذوا الحيطة والحذر .. انا لن اغادر البيت لاسبوع او اسبوعين .. لذلك دعونا نهدأ ونفكر بمنطق.. نحن لا نريد ان تمس سمعتنا بين الناس .. يكفي الاعتداء سيثير تساؤلات عن الاسباب وسنلتزم القول اننا لا نعرف السبب وربما كان يبغي السرقة.."

عندها تكلم يحيى لاول مرة متسائلا

" وماذا بعد الاسبوعين ؟ ماذا تنوي ان تفعل عندما تعود لعملك في السوق ؟ "

رد رضا بغموض

" هذا ما سأستخير به الله في وقته .. كل ما اريده منكم ان تعينوني بالدعم والتفهم .. اي تصرف محسوب علينا وعلى من يهموننا .. ويكفي ما حصل اثار الارتباك والهلع في قلوب اهل بيتنا .. نريدهم ان يعودوا لطبيعتهم دون ان يعكر امانهم شيء.. "

قال حذيفة بانفعال مكبوت

" الرجل الذي اعتدى عليك لايفهم اللغة التي تتكلم بها الان يا رضا .. هؤلاء حثالة مجرمون لا يفهمون الا العنف ليردعهم .. لقد أتى الى بيتك في حي آمن وتعدى عليك في وضح النهار .. هل تدرك مدى جرأته ؟ حتى لو لم يعاود الحضور هنا سيترصدك في السوق وربما يطعنك في زحمة المارة بسكين صغير دون ان يشعر به احد .."

عندها رد رضا بهدوء وهو يغلق عينيه

" قد يفعلها اي انسان بي ولاسباب أتفه من اسباب هذا الرجل .. توكل على الله يا حذيفة .. قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا.. اية كان يرددها ابونا الصائغ دوماً .. "

ألح حذيفة ليسأل بشكل مباشر

" هل هو ذاك الفتوة تحسين الذي تحدثت عنه المرأة .. حسناء ... تلك .."

توتر يحيى وهو ينظر لوجه رضا الهادئ وكأنه غفى في رقدته المسترخية تلك بينما محسن وعبد الرحمن يترقبان الاجابة ليأتي صوت رضا منهياً كل تساؤل

" لا .. ليس هو .. الان دعوني رجاء لأنام .. أكاد لا اقوى حتى على تحريك لساني ..."

ما أن قال جملته حتى فُتحت الباب لتهب عاصفة بكاء ورفيدة تدخل راكضة نحو توأمها يتقطع صوتها بالقول

" رضا ... رضا ... لهف قلبي عليك ..."

تجثو عند السرير وتميل فوقه تلف ذراعهاحول رأسه وهي تبكي بشهقات وكلماتها تخرج لاهثة " سامحني اخي لم يخبرني .. سالم حتى وصولنا العاصمة .. كنا في طريق العودة من .. بلدة (...) .. يا الهي .. من فعل هذا بك ؟ من تجرأ وفعل هذا ؟"

عينا رضا حامتا ناحية اخوته بينما يرد بسلاسة وهو يحاول رفع كفه ليصل ظهر اخته قائلا بحنو " مجرد هجّام اراد السرقة .. لاتجزعي اختاه .. الحمد لله نجوت "

تقبل لحيته وكتفه وتبكي بحرقة وهي تحمد الله مرارا وتكرارا ..

اقتربت شروق يتبعها سالم فتقول دامعة العينين " حمدا لله على سلامتك عمّاه .."

فيتبسم لها رضا من فوق رأس اخته التي ما زالت تحتضنه وتبكي ثم يقول للصبية السمراء

" سلمك الله من كل شر يا مليحة الوجه.."

لم تحتمل الفتاة لتهطل دموعها ثم تنحني ليد رضا المستريحة الى جانبه فتلثمها في بكاء صامت ...

دوما نادته (عماه) ..

ولا تعرف لم لا تناديه (خالي) كما طلبت منها أمها مرارا ..

في داخلها تشعر انها لا يجب ان تفعل ...

تشعر أنه خطأ .. وانها يجب ان تتذكر دوماً بأنها ليست من دمهم ولحمهم ... رغم انها احبتهم واحبوها كابنة حقيقية .. الا ان جزءا منها يتشبث بحقيقة هويتها ومن تحمل اسمهم ودمهم .. وابوها سالم يؤيدها بهذا ..

شعرت شروق بطبطبة كف حانية تعرفها وتألفها .. انه ابوها سالم ...

ثم جاء صوته الذي تأنس اليه وهو يسلم على عمها رضا قائلا

" حمدا لله على سلامتك يا ابا جعفر .. هل امسكت الشرطة بالفاعل ..؟"

رد رضا بخفوت

" ليس بعد .. وربما لن يصلوا اليه .. لم يره احدنا بوضوح لنصفه .."

قدحت عينا حذيفة وارتجفت عضلة في خده وهو يسمع رد رضا .. فأقسم في سره ان الامر لن ينتهي ابدا عند هذا ..



يتبع ....





كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-11-16, 09:39 PM   #7597

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بعد يومين...



تفتح رباب باب المرآب وعيناها رغماً عنها تهربان منها للباب المقابل المفتوح على مصراعيه ... سيارته موجودة لكنها لا تراه ... منذ يومين وهي لا تراه .. ولشدة غبائها يغلب عليها الخجل فلا تتصل به ...

لم تكن يوماً تتخيل نفسها كفتاة بلهاء تخجل من ... من ... مشاعرها بهذه الطريقة ..

كانت تفتح باب سيارتها عندما أجفلها صوته من خلفها تماما " الى اين تذهبين ؟"

وضعت يدها على صدرها حيث قلبها الذي قفز بداية من اجفالها ثم تسارع بجنون لرؤيته ..

تفكر بحنق وغيظ " انه متخصص في السير خلفها دون ان تسمع خطواته ليجفل قلبها في كل مرة وصوته يأتيها بغتة من العدم !"

شعرت بحرارة تشع من وجهها بينما تتهرب بغباء متجدد من النظر اليه وهي تعض شفتيها وتتمتم " الى ... عملي .."

اكتفى قائلا بنبرة صارمة " ليس اليوم .. انتظري حتى الغد لنطمئن اكثر .."

عبست وزمّت شفتيها بتمرد ثم ترفع عينيها اليه لتعترض بالقول

" لكن انا لدي عمل .. حبيبة تذهب كل يوم لدار الازياء ويحيى يسـ.."

يقاطعها بجمود ملامحه وبرود كلماته

" يحيى يعمل مع حبيبة في نفس المكان .. كما انهما لا يسكنان في حينا والمجرم قد لايعرفهما من الاصل .. وفي كل الاحوال ليس لي علاقة كيف يعامل يحيى زوجته .. انت مسؤولة مني وانتهينا يا رباب .."

ثم تركها واستدار ماضياً بعيدا عنها بينما رباب لا تعرف هل هي تغلي غيظاً من اوامره وتحكماته او من تجاهله لها ؟!

لم يقل صباح الخير ولم ينظر اليه الا بتلك الطريقة السخيفة الباردة ...

ماذا فعلت له ؟!

وكأنها من تسببت بطعن رضا !

عابسة تنفث اللهب مع انفاسها عندما أتتها ضحكات رقية المستفزة وهي تقول لها من عند باب المطبخ بينما تقضم من شطيرتها

" وجاء اليوم الذي نرى فيه قرفة العطار اللاسعة عاجزة عن قول (لا) وتسمع كلام (الحبيب) كأي فتاة مطيعة غيبها العشق.."

اطلقت رباب صوتا مزمجرا وهي تغلق باب سيارتها بعنف ثم تعود لدخول البيت عبر باب المطبخ وهي تدفع رقية في كتفها وتقول لها بحنق يجعل خديها يتضرجان بالحمرة

" اهتمي بشؤونك التافهة ..."

تتأوه (خلطة العطّار السحرية) بينما تدلك كتفها و تضحك في شماتة من ضعف اختها..






حي الشيخ



غريب عن الحي يسير بضخامته الملفتة وهيئته التي تثير الحذر لمن يفكر بالتعرض له فيفضل الابتعاد خاصة وهو بوجه متجهم خشن الملامح .. ملابسه بسيطة كأنه عامل عادي في احدى مواقع البناء او ربما معمل أهلي محدود ... فلا يثير شهية الطامعين لسرقة شيء او الاستحصال على اي فائدة مرجوة ...

تحرك حذيفة في دروب ضيقة غير معبدة.. قذرة ورائحة الازبال المقرفة جزء لايتجزأ من المكان ..

مر ببعض الصبية الحفاة ملابسهم ممزقة .. يجلسون على الارض .. يأخذون استراحة من عمل مضنٍ طيلة النهار وهي يدورون على اشارات المرور لبيع بضائعم البالية او يمسحون زجاج نافذات السيارات فربما يتحصلون على شيء من النقود ...

ها هي استراحتهم على الارض المتربة القذرة يلعبون بالاحجار احدى لعبهم المبتكرة ..

وجوههم تنضح بفقر مدقع يمتص عافيتهم وبراءتهم تطايرت مع اول نفس دخان يستنشقونه من سيجارة حشيش يجدونها مرمية على الارض وقد سقطت من فم من غاب عقله عنه ...

لا مدارس تجمع شتات ضياعهم ولا اهل يمنعونهم وقد ساروا قبلهم في نفس الدرب..

اقترب حذيفة منهم وبصمت انحنى جالساً جوارهم يراقب لعبتهم بالاحجار ..

تطلعت اليه الوجوه الصغيرة بتوجس من ضخامته وهيئته خاصة لكونه غريب عن الحي ..

فجأة مدّ حذيفة ذراعه فتراجع اكثر من طفل للخلف خوفاً من حركته المباغتة تلك ... الا ان كل ما فعله ان اقدم على تحريك حجر وهو يقول بأريحية " اظن اني جعلت احدكم يفوز او ربما خربتها وقعدت على تلها ! .."

ضحك الصبية واطمئنوا قليلا له فعادوا لجلستهم واكملوا اللعب بينما حذيفة يتفرج بصمت ..

أشعل حذيفة سيجارة بينما يسأل بنبرة عادية

" اين اجد الفتوة تحسين ؟"

اجاب احد الصبية وهو يحرك حجراً

" لا احد يعرف اين هو .. يقال انه سافر لفترة.."

ضيق حذيفة عينيه وهو يأخذ نفساً من سيجارته ويسأل " ومن اسأل لأعرف متى يعود ؟ هل له بيت .. زوجة .. اولاد.."

رد صبي آخر

" اجل هو تزوج الخالة حسناء بائعة الخضار .. قبل ايام فقط .. انها تقطن في ذاك المبنى .. حيث عمود النور الوحيد في الشارع "

ثم اشار الصبي بيده ناحية احدى المباني المتهالكة بينما يضيف الصبي الاول بعبوس

" لكن لا تذهب هناك .. تحسين يغضب جدا ممن يقترب من بيتها .. ورجاله يحرسونها .."

تمتم حذيفة بخفوت وهو يقف على قدميه

" لنر ان كنا سنحتاج الاقتراب اكثر.."

لم يلتفت الصبية لتمتمته بينما يهلل احدهم انه فاز فيهاجمه الاخر مدعياً عليه الغش ويبدأ العراك العنيف بينهم وحذيفة يمضي في طريقه مغادرا الحي كما دخله ...



يتبع ....


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-11-16, 09:40 PM   #7598

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

آخر يوم في الاسبوع (الجمعة) ...



دخلت اسيا الغرفة لتجد رضا قد انهى افطاره فتقترب منه لتحمل الصينية من على حجره وهي تتبسم له قائلة " هنيئا يا ابا جعفر "

يده تمتد لتلامس رسغها وهو يقول بصوت أجش " ضعي الصينية هناك وتعالي قربي .. لم اصدق ان امي انشغلت مع خلود المسكينة في المطبخ لتناكفها وتمنحنا بعض الخلوة .."

تضحك بخفوت للمعان عينيه قبل ان تنفذ ما يريد فتعود اليه تجلس جواره على السرير الكبير الذي يخص والديه قبل ان تمسك كفه وترفعه لفمها تلثم باطنها وهي تقول

" الدكتورة فيرجين ستحضر بعد قليل لترفع ما تبقى من خيوط في جرحك .."

عيناه تغازلانها وتذوب تلك البسمة على شفتيه فيقول لها بصوت أجش

" حتى وانت شاحبة هكذا تغريني بالتهور.."

تضحك ضحكة انثوية رنانة لتميل برأسها مستندة بحذر على كتفه تتشمم عطر المسك فيه هامسة بتنهيدة راحة

" الحمد لله الف مرة .. انت لا تعرف.. ما مر بي عندما ..."

تحشرج صوتها وتقطع دون ان تنهي كلامها ..

كان يعرف ان دموعها تهطل على كتفه فلم يمنعها .. لقد صمدت كنخلة باسقة .. قوية شامخة فلم تظهر الضعف بل كانت تصلب ظهره هو بقوتها تلك ...

يريدها ان تبكي قليلا وتبدي بعض الضعف ليخفف عنها .. لا يملك الا ان يمنحها هذه الفسحة لتفرغ الخوف الذي تجاهلته منذ الحادث المشؤوم ..

الكل عاد لطبيعة حياته اليومية حتى الاطفال عداها هي ..

ربما لانها هي من تلازمه وتراعيه ... وهي من رأت جرحه عندما كانت تنظفه له ..

قال اخيرا يداعب انثوتها كما يداعب خدها باصابعه الحانية " اشتاقك يا اميرة البنات .. لكن هذا الجرح يمنعني حتى من احتضانك كما اشتهي ان افعل .."

تغمر وجهها اكثر في كتفه ملتزمة الصمت عندما رن جرس باب البيت فتقول بخفوت

" لقد حضرت الدكتورة فيرجين .."

بعد دقيقة او اقل تدخل اسيا مفسحة الطريق لدخول امرأة حيوية في بداية الخمسينات بشعر قصير جدا مصبوغ بلون كستنائي انيق..

ابتسامتها حلوة وهي تلقي تحيتها بعفوية

" السلام عليكم .."

قد تكون تحية دين لا تنتمي اليه لكنه يحمل نفس روح دينها المسيحي المتسامح ويجمعهما عبادة رب واحد..

وقد اعتادت هي على استخدام (التحية) كل يوم حالها كحال كل من ينتمي لأديم هذه الارض منذ قرون في ترابط تلقائي ..

بعض هذه الاطياف قد تعود لآلآف السنين وما زالت الارض تتقبل كل طيف انساني جديد...

انها لوحة فسيفساء نادرة بألوان شتى وأعراق متنوعة كخلطة متجانسة متفردة موجودة منذ الازل على ارض دافئة معطاءة هي...

وادي الرافدين ...

يرد لها رضا التحية

" وعليكم السلام ورحمة الله .."

فتقترب منه تمنحه تلك الابتسامة التي تعطيها لمرضاها كل يوم في المستشفى وتسأله عن حاله وحال جرحه فيرد عليها رضا

" بخير الحمد لله .. اظن الجرح التأم تماما.."

فترد الطبيبة " نحمد الله .. الآن دعني اعاينه وارفع لك الخيوط المتبقية فتشعر براحة اكبر..."

ولم تمض الا نصف ساعة وكانت الطبيبة تغادر بعد ان شربت فنجان القهوة ..

حالما عادت اسيا لزوجها بعد أن أوصلت الطبيبة مودعة حتى باب البيت سألها رضا

" اين عبد الرحمن ؟"

فترد اسيا " لقد نادته امي ليساعدها في نقل بعض الحاجيات من المخزن الخلفي.."

صمت رضا ولم يعقب لتبادر اسيا بالكلام وهي تقول " رضا .. ما رأيك ان نزوجهما حالما تستعيد قوتك ؟ لا احب الانتظار اكثر .. اظنه بات يجلب المشاكل بينهما اكثر مما يقربهما .. "

بعد لحظات تفكر رد رضا

" الامر عائد لهما يا اسيا .. لقد اتفقنا بعد امتحانات رقية .. لم يتبق الا شهر تقريبا.."

أطرقت اسيا وهي تقول " انا كلمت عبد الرحمن صباحاً .. قبل ذهابه لوالدتي .. اخبرته اننا نستطيع الاحتفال بسلامتك وعرسهما معاً .."

فسأل رضا باهتمام " وماذا كان رده ؟"

بدت اسيا متحيرة وهي تقول

" لم يعطني رداً صريحاً يا رضا .. لقد ناور وراوغ فلم يقلم نعم ولا لا ! انه يبدو متجهماً غريباً منذ الحادث ولم أره حتى مع رباب خلال الايام الماضية وكأنه يتباعد عنها عن عمد .. لا افهم ما يجري بينهما واختي الحمقاء تبدو اكثر حيرة مني وهي تسألني احيانا عنه تدعي انها كانت منشغلة ولم تره كثيراً .."

للحظة صمت ثم قال " انا ايضا اراه على غير طبيعته .. صامت شارد .. حزين.. غاضب .."

لم تعقب اسيا بشيء بينما يضيف رضا

" لنرى ماذا ينتظرنا مع هذين الاثنين .. لقد اتعبانا معهما ..."



يتبع ....





كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-11-16, 09:40 PM   #7599

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بيت طارق النعماني (والد مهند) ...




يُعّد لابنته افطارها وهي تتلاعب بشقاوة فتتسلق المائدة وتقف فوقها ثم تبدأ في الرقص و الغناء باحدى اغانيها الطفولية المبتورة ...

يضحك مهند وهو يقلي البيض بينما يقول لها

" لو رأتني امك اسمح لك بهذه الشقاوة وما تفعلينه فوق المائدة الآن ستنتقم مني ضعف انتقامها الحالي.."

تتراقص الشقية بحركات اسرع وكأنها مبتهجة اكثر بكلام ابيها ...

يقهقه مهند فيخرج البيضة من المقلاة للصحن الصغير ويأخذه اليها ، يلف ذراعه حول جسد صغيرته المتراقص ويحملها وهو يقول لها

" المدرسة فتحت عينيك الصغيرتين هاتين على كل انواع الشقاوة "

يميل ليعض خدها فتتوجع وهي تعبس وتعاتبه

" بابا .. انا لست بيضة .."

يعاود مهند قهقهته ثم يقول وهو يجلسها على الكرسي ويضع الصحن امامها " المدرسة فكّت عقدة لسانك ايضا يا ابنة مهند .."

تلتهم بيضتها باصابعها وهو يراقبها بجذل ...

الكل يصر ان ابنته تشبهه لكنه لا يراها الا تشبه امها ... سومريته المكّارة ...

ربما هو يخدع نفسه بوجود هذا الشبه ولا يعلم لماذا يحتاج لهذا الخداع ؟!

ربما لانه يحتاج الاطمئنان بوجود جزء من جوري معه .. يربطها به ..

انه يخجل ان يعترف بأنه يتشمم احيانا ابنته يبحث عن رائحة تخص جوري فيها ..

سرح بنظراته بعيدا عن ابنته ليفكر بحاله الذي بات عليه ..

يرتكب الاخطاء في عمله وذهنه يشرد منه على الدوام.. احساسه بطيء بالايام والساعات وداخله يضمحل من شدة الشوق واللهفة ...

يشعر انه كله يضمحل ..

قلبه .. عقله .. روحه ..

تفاجأ البارحة وهو يقف فوق الميزان انه خسر سبعة كيلوجرامات من وزنه .. وباتت رؤيته للهالات السوداء تحت عينيه اكثر وضوحاً ..

لايعود للبيت الا اخر الليل ويقضي الوقت اما هائما على وجهه في شوارع العاصمة او منزوياً في مقهى يشرب قهوته ويدخن ..

ثم يعود للبيت فتستقبله امه بتذمرها الذي لايتوقف وحنقها الذي لن ينتهي ...

فيفضل الانسحاب لجناحه وهناك يجد الطعام الذي تعده له امه كل يوم وتتركه له على الطباخ ...

فلا يأكل الا القليل ومذاق الطعام في فمه كأنه نشارة خشب ...

ثم يستلقي على السرير الموحش البارد الذي لايحمل اي رائحة بشر ... فيتقلب ويتقلب واسم جوري يضج في كل كيانه فينطقه لسانه يطفئ في احرف الاسم بعضا من لوعته ..

انه يتعذب ببطء ..

عذاب لم يشعره في حياته ..

اشبه بعذاب الاحتراق بلهب شمعة ..

عندما تمد اصبعك تلامس ذاك اللهب برغبة لا يمكنك ايقافها ...

تلسعك فتتراجع للخلف لكنك تعاود المحاولة بلهاث أشد .. تدمن حتى رائحة الاحتراق في جلدك ..

انه العذاب الذي تريد احتماله ..

تريد ان تعيشه لحظة بلحظة ...

يمنحك النشوى ورغبة مجنونة بالانصهار في تلك الشعلة الفتانة ..

قلبه ينبض بجنون وهو يرفع اصابعه لأنفه يكاد يتوسل ان يشم رائحة الاحتراق بجوري...يتوسل رائحة وجودها في حياته..

سأل ابنته فجأة وهو يخفي لهاثه بشق الانفس

" ممـ..ماذا.. ماذا تفعل ماما ...في البيت ؟"

ترفع الصغيرة وجهها لأبيها وكأنها لا تفهم..

ليبتلع ريقه ويسألها بصوت مبحوح

" هل ..تعمل على الحاسوب ..تكتب .. تقرأ ؟"

اتسعت عينا صغيرته قليلا وكأنها وجدت الجواب لتهتف به بانتصار " تغني ..."

بدا مهند مصدوماً للحظة وهو يتساءل بغباء

" تغني ؟! ماذا تغني ؟! "

تقف الشقية فوق الكرسي هذه المرة وترفع إصبعها عالياً ثم تهتف بصوتها الطفولي

" جمالك .. سوملي.. جمالك سوملي.."

هذه المرة صعقته الصدمة ثم شيئا فشيئا اخذت ابتسامة شغوفة نارية تتراقص على شفتيه وهو يردد بدندنة غناء خافت

" يل جمالك سومري .. يل جمالك سومري .. نظرات عينك بابلية .. بابلية ..."



يتبع بتكملة الفصل في الصفحة التالية وهذا رابطها https://www.rewity.com/forum/t337208-761.html




ru'a, OOomniaOO, Elbayaa and 4 others like this.

كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-11-16, 09:40 PM   #7600

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بيت العطار .. مخزن الكراكيب



بصندلها الصيفي تتقدم خطوة وتتراجع خطوة .. يدها اليسرى تحشرها في جيب تنورتنها الجينز القصيرة التي تصل الركبتين ويدها اليمنى تجرجر بها بلوزتها الصيفية الصفراء بنصف كم ..

ترفع شعرها كذيل حصان متراقص خلف رأسها .. ولاتضع شيئا في وجهها الا ملمع شفاه...

تبتلع ريقها وهي تسمع بعض الاصوات الصادرة من المخزن قبل ان تصل اليه ...

تضغط على اسنانها في غيظ ..

تشعر بالحر و.. بالبرد معاً ..

هذا الاختضاض الخفيف في جسدها يغيظها اكثر من نبضات قلبها المجنونة ..

ستموت لترضيه .. وستموت قبل ان تعترف له انها تريد استرضاءه ..

لقد .. لقد اشتاقت له .. اشتاقت النظر لعينيه.. ورؤية تلك اللهفة الحارة فيهما..

اشتاقت لكلامه واهتمامه و.. حنانه الذي باتت توقن انه من نفس منبع حنان اخيه رضا رغم الاختلافات الكبيرة بينهما ...

والاكثر .. اشتاقت ... لغزله الجريء وقلة حيائه معها ..!

عضت طارف شفتها السفلى وقلبها يقرع ووجنتاها تتخضبان بحمرة قانية ..

تنحنحت بغباء ثم اخذت تعلن عن مقدمها بإصدار صوت لخطواتها فيعاندها صندلها فلا يمنحها الا صوتاً خافتاً خجولاً...

رأته يحمل غسالة ملابس قديمة صغيرة ويتحرك بها ناحية احدى زوايا المخزن فهمست بصوت متردد

" هل تحتاج مساعدة ؟ "

دون ان ينظر اليها رد " لا ..."

ابتلعت غصة تعتصر قلبها بينما يرتعش صوتها وهي تسأله مباشرة " لماذا ... تخاصمني ؟"

امام بضع كراكيب يفرزها كان يجلس القرفصاء ببنطاله الجينز القديم وقميص ازرق قد طوى كميه حتى المرفقين ..

وحالما نطقت بعتبها المرتعش ذاك توقف للحظة عن تحريك الاشياء ثم قال اخيرا بتشنج ملحوظ " اتركيني انهي عملي يا رباب"

اقتربت منه لتقف قريبا من موضع جلوسه على الارض فتقول بصوت متحشرج ببكاء مكتوم

" اريد .. ان اتكلم .. معك .."

رفع رأسه اليها فيتصلب فكه وهو يرى الدموع تلمع في عينيها ليقول من بين اسنانه المطبقة

" لماذا الدموع الآن ..؟"

عيناه انحدرتا لساقيها المكشوفتين فيشعر بالحر فجأة ليقف على قدميه يقاوم مشاعر اللهفة اللعينة اليها بينما هي كانت ترد عليه بصوت باكٍ

" ماذا فعلت لك لتخاصمني هكذا ؟! "

تمسح بضع دمعات أفلتت منها بحركة حادة وكأنها ترفضها لتركز على معرفة ما يحصل له ويجعله يتباعد عنها هكذا ...

فيفاجئها هو بالسؤال الأجش

" هل شعرك .. مسرح ؟"

عفوياً ترفع يدها لتلامس شعرها المربوط للخلف فتسأل بغباء " ماذا ؟"

يقترب منها جدا ويسألها بهمس حار

" هل شعرك مسرح ؟"

ردت بوجه محمر ويدها تهبط لعنقها حيث نبض قلبها المجنون

" نعم .. قليلا .. اخذت حماما في الصباح و.. سرحته قليلا بالمجفف .."

اغمضت عينيها عندما رفع يده لخصل شعرها المتراقصة يلامسها قائلا بصوت مبحوح

" اممم لابأس به .. هل تصبغينه يا رباب ام لون العسل هذا طبيعي مئة بالمئة ؟"

تفتح عينيها عابسة لتقول بفورة حنق

" عبد الرحمن لاتغظني ! مؤكد رأيتني منذ الصغر وتعرف هذا لونه منذ ولدتني امي .."

جر شعرها بقسوة حتى اوجعها فتتأوه وهي تنادي اسمه بتوبيخ

" آآه .. عبد الرحمن اوجعتني !"

ذراعاه في لحظة التفتا حول جسدها الغض العبق برائحة الاستحمام المخدرة لحواسه ، يشدها ويعتصرها وهو يهتف بها منفجراً

" وانت الا توجعيني ؟! لماذا كنت امامي منذ ولادتك لأتعلق بك هكذا ؟!"

يداها فوق صدره الهادر بينما تنكمش كلها اليه وترتبك حتى ينعقد لسانها وهي تحدق في عينيه العاصفتين ليزمجر هو بالمزيد

" بروحك وألوانك .. بعبثك وشقاوتك .. باختلافك وتميزك .. لماذا ألاحقك هكذا مهدرا كرامتي وكبريائي لاقنعك ان تثقي بي .. وانت .. وانت لا تبادلينني الشعور كما اشاء ؟! لماذا لستِ كآسيا تسند رضا ومعه دوماً مهما حصل وتثق به ثقة عمياء .. تحمل له وفاء منقطع النظير كأنه توأم روحها وسر نبضها ... لكن يبدو ان الامر فيّ انا ..! يؤلمني جدا انك لاتشعرين نحوي كما تشعر اسيا نحو رضا .. يؤلمني ان تطلب اسيا مني اليوم ان نعجّل بزفافنا لنحتفل بسلامة رضا ايضا ولا املك ان اقول شيئا .. بل اشعر بالحرج امامها وحتى الاذلال .. وكل هذا لان عروسي ما زالت ترفض ارتباطها بي .. لان عروسي باختصار ... لاتملك ما تملكه اختها اسيا.."

بدت كمن طعنها وهي تسأل بعينين لامعتين مجروحتين " هل تظنني اقل ... وفاء ؟"

فيرد وهو يعتصرها بانفعال اكثر

" بل اقل.... محبة ... و.. ثقة "

همست بوجع " هذا .. غير صحيح ..."

فيهدر بها " اذن اثبتي انه غير صحيح .. "

يعاودها الاحمرار فتعض شفتها السفلى متسائلة ببراءة " كـ..كيف ؟"

عيناه تشتعلان وهما تنحدران لشفتيها اللامعتين ولم يحتمل ليهبط نحوهما وهو يدفع بجسدها للحائط يقبلها بعنف الاشتياق الذي يصارعه منذ اسبوع وحالما افلتها ليستعيد انفاسه عاود هديره العاطفي المجنون

" دعينا نتمم زواجنا ونقيم زفافنا قبل امتحانات رقية .. والا اقسم بالله سأفقد اخر ذرة بعقلي وأطفئ ناري فيك الان في هذه الغرفة الخربة واجبرك على القبول بالزفاف مرغمة كما اجبرتك على القبول في كل خطوة من ارتباطنا .. بداية بالخطبة ثم عقد القران .. بدأت اوقن انك حمقاء ولا ينفع معك إلا الاجبار ..! "

الدنيا تدور بها واذناها تطنان ووجنتاها تحترقان ولا تعرف النار التي تحرقها منها ام من انفاسه ...

اخذت تتحرك عفويا تريد الافلات منه وهي تهمس كمن يتعلق بآخر قشة

" امي ستأتي .. رحمن ... دعني .."

يسجنها يقيدها ولم يعد يهتم لما يجري ..

أفلت الامر منه ولم يعد يطيق ..يهزها آمرا

" قوليها يا ابنة العطار .. "

رفعت عينيها الذائبتين كعسل صافٍ ..

فاعترف ان اجمل ما في وجهها لون تلكما العينين .. خاصة وهما تذوبان بمشاعر مفضوحة نحوه هكذا ..

اقسم أغلظ الايمان لن يتركها حتى تقول نعم.. وقبل ان يهدر بمزيد من حمم غضبه وعشقه سمع همستها بضعف واستسلام كامل يفيض عذوبة " نعم ..."

لتتوقف اللحظة بينهما وذراعاه متشنجتان حولها وكأنه لا يصدق اذنيه ...

ولم يعدهما للواقع الا صوت رقية المنادي بنبرة مستفزة ساخرة " رباب .. عبد الرحمن .. تعالا واشربا الشاي معنا .. امي تناديكما.. لقد أعدت حلوى (الشعرية) ايضا .."



يتبع ....


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:27 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.