11-07-16, 10:11 PM
| #3378 | ||||||||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء  
|  الفصل الحادي والعشرين اغلقت الهاتف وهي تسيطر على دموعها بالكاد تدعي ثباتا لم يعد موجودا بعد الان .....تكومت حول نفسها كطفل صغير وشعرها يكاد يغطيها وبدات بالبكاء سامحة لتلك الأنات والشهقات بالخروج وهي تلعن نبيل بكل زفرة وبكل نفس نبيل الذي دمر فرصتها بالحب مرة اخرى ....فرصتها بحياة من نوع اخر مع حب اخر........ لا تستطيع نسيان نظرته لها ما ان فتحت عينيها لتراه امامها نظرة سكنها الجرح اللوم والعتب بحثت عن شعاع الحب الذي كان يعميها من قبل وجعل تهورها يقفز للاقصى فلم تجد غير تلك النظرة ومنذ ذلك الحين وهو يعتزلها لا ينظر نحوها حتى ولا يكلمها ولا يهتم بها ابدا منذ ان انطلقا بتلك الرحلة وهي هنا وهو هناك بعيدا بعيدا عنها .....كم تتمنى لو انها ماتت اختفت من الوجود قبل ان تؤذيه او تؤذي قلبه الكبير ذاك تنبهت كل حواسها لتلك الحركة التي تنبؤ عن قربه منها فهذا هو وقته لياتي لها بطعام لا تمسه لم تهتم بتغيير جلستها او بمسح دموعها حتى تريده ان يسامحها على ما فعلته وما قالته هو املها وفرصتها الوحيدة لتحيا من جديد وبدونه ستموت ستموت لا محالة ....... لم يعد يحتمل .....يشعر بوجودها حوله يخنقه يضغط على اعصابه فيحيلها جمرا مشتعلا ............... تكرهه ؟؟؟؟ تلك الحبيبة تكرهه ؟؟؟ ولكن لم ؟؟؟ ولم وافقت على الزواج منه ؟؟؟؟ لم يتوقف لحظة واحدة عن التفكير بذاك بينما يشعر بالموت بمجرد تفكيره بوجودها هنا حوله لا يفصل بينها وبينه سوى جدار يستطيع بفيض غضبه ان يحيله ركاما في الحال حمل الطعام وتقدم بخطى ثابتة لا يهزها ايا مما يموج بداخله فهو الملازم حسن الهاشمي لم يهتز للحظة واحدة في حياته كلها لم يكن سيستحق اسمه او لقبه الذي اطلقه عليه الجميع في وحدة مكافحة المتفجرات ان فعل ذلك..... ادخل الهواء بقوة لصدره يعبأ به ما يلزم لتلك الرحلة التي سيحبس فيها انفاسه لكي لا يهتز لنفحة من نفحات عبيرها لن ينظر اليها لن يضعف او يتخاذل فهكذا تعود .....وهكذا كان ....وهكذا سيبقى ولكن ........... حالما سمع صوت بكائها المنهار حتى شعر باهتزاز كل ذرات كيانه بان قلبه لم يعد قلبه وانه عاد اسيرا لتلك الصغيرة دون ان يقدر على منع نفسه استدار لينظر اليها فتسمر مكانه وهو يتذوق الالم جرعات وجرعات على يديها حالما راها متكومة على السرير بتلك الوضعية وشعرها يغطيها كلها فلا يرى وجهها حبيبه وضع الطعام من يديه واقترب منها لا يعلم ما الذي سيفعله او يقوله ولكنه لن يدعها هكذا فالالم ليس لها ولن يكون هو سببا في المها :- مرام ؟؟؟؟ ارادها قوية صارمة فخرجت أجشه متوسلة كان هذا كل ما احتاجته لتنهض من تكورها ذاك وتلقي نفسها عليه بكل قوة تتمسك برقبته كطفلة صغيرة مدلله تتعلق بوالدها تبكي على صدره وتشكو منه اليه اما هو فشعر بان الحياة ردت اليه بان انفاسه التي اختلطت بعبيرها المسكر بثت الحياة والروح والتوق والحب وكل ما حاول حجبه وقتله منذ ان سمع ما سمع في ليلة زفافه المشؤومة شعر بانه يوشك على فقدان السيطرة وهي تسحب منه كل تعقله وثباته بتشبثها به هكذا قريبة حد الوجع ....ابعدها بسيطرة على النفس يحسد عليها وهو يواجه رفضها مفارقة احضانه كانها تختبا هناك بعيدا عنه وقال بصوت صارم لا يشي بشيء مما يجيش داخل صدره :- مرام توقفي عن البكاء فورا سكنت وهي تطالعه بوجه محتقن ونظرات خجله تبدو كطفلة صغيرة طفلته هو لوحدة دموعها تغرق عينيها السماويتين فتحيل نظراتها لنار حارقة وفمها المكور اللذيذ وهي تجاهد لحبس شهقاتها وبكائها جعلته يشفق عليها ويقسم ان يفعل كل ما ترغب به حتى وان ارادت ان تقتله سيفعل :- لماذا تكرهينني مرام ؟؟؟؟؟؟ اطلقت الشهقات الحبيسة وعادت للبكاء المرير وهي تهز رأسها نافية رافضة لما يقول بينما يكمل هو :- حاولت ان اراجع كل ما حصل منذ التقيتك في ذلك اليوم وحتى يوم زواجنا لأعرف ما الذي جعلك تشعرين هكذا نحوي فلم اعرف اخبريني انت فانا لا اطيق البقاء هنا واقسم لولا انك ابنة عمتي لم اكن لابقيك معي دقيقة واحدة بعد الذي قلتيه :- لا لااااااااااا حسن مستحيل ان اكرهك الا انت انا انا مريضة مجنونة بلا عقل اختر انت الصفة ولكن لا تتخلى عني لن اقدر على العيش بدونك اقسم :- توقفي مرام انا لست طفلا صغيرا تستطيعين خداعه بالدموع والكلام اقترب منها حتى صار مواجها يشرف عليه بقامته الطويلة ووسامته السمراء الخشنة التي تستفز انوثتها منذ ان التقته واكمل بصوت اجش متالم :- مرام لقد قلتيها واضحة بالكلام والافعال... اتنكرين انك لم تتقبلي قربي طوال فترة خطبتنا لم تتقبلي وجودي وانا عذرتك وكنت اصبر نفسي تارة لصغر سنك واخرى لخجلك ولكن الامر تعدى ذلك بكثير وانا لن ارضى بفتات مشاعر ولا بما تقولين اما كل شيء واما لا شيء لن ارضى بانصاف الحلول لا يوجد رجل يحترم نفسه يرضى ب..... لم يكمل فتلك الصغيرة الفاتنة قطعت سيل كلامه وجعلته ينسى يتوه في نظرتها تلك وقربها المهلك ذاك وهي تخبره بالافعال ردها على كل ما قال تعبث به بسيطرته على نفسه بكل اقتدار تستسلم لفيضان حبه الجارف فيجن جنونه ينسى كل ما قيل بينما حوريته الصغيرة تستوطن ذراعيه وصدره كما اراد وكما تمنى | ||||||||||
|  |
|
11-07-16, 10:12 PM
| #3379 | ||||||||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| فتحت عينيها لتشهق فورا فيتململ ذلك الراقد حولها نعم حولها فهو في كل مكان يداه تطوقان جسدها ووجهه يسكن فوق جبهتها يستوطنها كلها كغاز او محرر نعم انه محررها .... شدد من احتضانها وقربها منه يتشمم عبيرها ويقول بصوت لم يغادره النعاس فبدا ساحرا كما هو :- ان كنت قد تحولت مرة اخرى فلن ابالي لان سعادتي اكتملت في الساعات الماضية ولن امانع ايداعك مستشفى المجانين في الحال شهقت مرة اخرى وكان هذا رد الفعل الوحيد القادرة على اصداره بعد الذي حصل ليلة الامس تلوت بين ذراعيه تحاول الفكاك منه ولكنه لم يفلتها وهو مستمر بالهمس قريبا منها بصوته المغوي ذاك :- شكرا لمرام البارحة اخبريها بانها جعلتني اسعد رجل في الكون وبانني ساجعلها الاسعد فقط ان سمحت لي لم ترد فلسانها كان معقودا والخجل منه من نفسها من قدرتها على الخوض في هذا الجانب من العلاقة بعد ما حصل لها وما فعله نبيل لها ولكن ويا للغرابة فشعورها اليوم كان كل شيء الا ما توقعت ..... تشعر بانها حرة ..... بان جزءا غاليا من نفسها قد عاد اليها بان ظلال نبيل تقهقرت وغادرت منهزمة امام ما حصل ارادت ان تجعله يسامحها فجعلها تسامح نفسها ........ حسنها فارسها المقدام ولكن الان وقد اتضحت الرؤيا امامها تشعر بانها كانت عديمة الحياء لا تعلم ما الذي سيفكره بها بعد تلك الليلة تريد الهرب لبعض الوقت علها تستعيد ما تبقى من روحها بعيدا عن ظلال الماضي ولكنه يرفض ... تشبث بها بكل قوته كانه بتمسكه يثبت لها ولنفسه وللدنيا ان ما حصل كان حقيقة يخاف ان يفلتها فتصدمه دموع عينيها او نظرة متالمة او نادمة وهو ليس مستعدا بعد لكل ذاك فطعم الشهد لا زال يسكره وعطر الورد لا زال يسكنه وملمس الحرير يستوطن ذراعيه وهذا يكفيه للان ... :- حسسسسسسن صوتها المتدلل الذي طرق مسامعه جعله يجفل للحظات فتستغل هي الفرصة وتنطلق من اسر ذرايه وهي متلحفة بالغطاء حولها فبدت لعينيه كاجمل ما راى وجهها المتلون بلون الخجل والحياء عيناها المتالقتان كسماء صافية بعد المطر اسرته لسحرها وملامح ما حصل لا زالت تلقي بظلالها عليها اغمض عينيه وقال بصوت متعب :- احم لديك خمس دقائق فقط لتجهزي نفسك فالفطور قادم وانا لم اذق الطعام منذ يومين شهقة اخرى هي كل ما اصدرته بينما تركض لتختفي خلف باب الحمام ويتنهد هو زافر انفاسا محترقة بسبب تلك الطفلة التي تعبث به كما تشاء ...... ينظر اليها ولا يمل وهي امامه بكل هذا البهاء والحسن لا تقوى على رفع عينيها امامه ولكم المه ان تشعر بالحرج او الندم فقال اخيرا وقد مل من صمتها :- اذا ؟؟؟؟ :- اذا ماذا ؟؟؟؟ اجابته وهي ترفع عينيها لتواجهه للمرة الاولى ربما :- اذا الا تظنين بان هناك كلاما لم يقال اقصد لانك انت من قطعه بطريقة .... اممم اقل ما يقال عنها انها وقحة احمر وجهها فصار كثمرة تفاح ناضجة وهي تنظر اليه لائمة ولكنها لن تتراجع فهو يستحق وستكمل ما بدات :- احم ... انا ..... اعني انت ..... لا بل انا يجب ان اخبرك بشيء هناك ما حصل لي منذ بعض الوقت وقد .... امم سبب لي ازمة ...... جعلني اكره نفسي واشعر بانني لا شيء نعم تلك هي الحقيقة شعرت بانني لم استحق ايا من العطايا التي وهبني اياها الله لم استحق كنت اشعر بانني مجرد لا شيء غامت عيناها بذات الحزن وحبست الدموع التي توشك على خذلانها واكملت بشجاعة :- شعرت بانني لم استحق شقيقاتي وعنايتهن بي طيلة حياتي لم استحق الحب الذي كان يغدقه الجميع علي بلا حساب لم استحق انتمائي اليهن بل انني لم استحق حياتي وانفاسي حتى اخفت يدها تحت الطاولة التي يجلسان حولها في شرفة الفندق الرائع واكملت قائلة بغصة :- ولكنهن تشبثن بي شقيقاتي رغم كل ما حصل تشبثن بي ولم يسمحن لي بالتفكير بذلك حتى وانا منذ ذلك الوقت ولغاية الامس كنت تائهة ابحث عن موطا قدم لي ابحث عن بقاياي المتناثرة بين الذكريات وبين حاضر لا اعرف كيف اواجهه ...فلا اجدها لذا لا بد ان تعرف ان تعرف بالذي حصل لي ان تعرف عني كل شيء لتقرر ان كنت استحق ان ابقى الى جانبك ان كنت استحق ان احظى بهذا الذي تقدمه لي وبعدها ساقبل منك كل شيء :- لا اريد :- ماذا ؟؟؟؟ :- لا اريد ان اعرف بهذا الذي يجعلك ترتجفين قبل ان تخبريني اياه وتخجلين بعد ان تخبريني اياه مرام انت بكل ما انت عليه باخطاءك وطفولتك بنظرتك البريئة وروحك الصافية........ مرام بكلها هي من اسرتني ....كل ما اريده ان تكوني شجاعة كما الان وان تخبريني بان ما حصل قد انتهي بانه لن يدخل بيننا ابدا مرة اخرى باننا ومنذ الان اصبحنا روحا واحدة ان تسمحي لي بان ادخل هناك لقلبك الصغير ان لا تغلقي الابواب امامي ان تثقي بانني لا يمكن ان اخذلك او اؤذيك شرط ان تعامليني بالمثل ان لا تهيني رجولتي ولا كرامتي باي شكل من الاشكال لانني حينها لن اهتم لشيء .... قولي كل ما تريدين دون ان تخافي قرري الان فقط ان كنت ستسمحين لما تكلمت عنه بان يقف عثرة في طريق حياته او انك ستتركيني امحوه بطريقتي قولي مرام وانا موافق منذ الان عن كل ما تقررين شعت عيناها امتنانا وسعادة ليراها كما لم يرها من قبل وكانها قد فتحت له نوافذا لروحها فراى مرام التي لم يعرفها لتقول اخيرا :- احم اريدك ان تصطحبني في جولة للسوق فانا ان كنت لا تعلم مجنونة تسوق :- ها ؟؟؟؟؟ رد متلبما ليطلق بعدها ضحكة افرغ بها توتر الايام الماضية وقفز نحوها ليحتويها بين ذراعيه فتكمل هي وهي تطوق عنقه بذراعيها :- واريد ان اقص شعري فانا لا احب الشعر الطويل وانت لا راي لك في ذلك اختطف قبلة من خدها وهو يوما براسه مستمتعا لتكمل :- اه وقبل ان انسى علي اخبارك بانك قد حكمت على نفسك بالشقا باقترانك بي ركض بها نحو غرفتهما وضحكاته المستمتعة تتعالى وهو يهمس قريبا من اذنها :- والان فقط تخبرينني ؟؟؟؟؟؟ فقالت وهي تبادله الهمس بهمسها الناعم :- نعم الان لانك قلت بانه لا مجال للتراجع | ||||||||||
|
| |
|
11-07-16, 10:13 PM
| #3380 | ||||||||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| :- الى القتال ابتسمت لانعكاس صورتها في المراة وخرجت من غرفتها الصغيرة في سكن الاطباء التي استوطنتها بالامس وقد وجدت بان الترتيبات قد تمت على اكمل وجه لاستقبالها ..منطلقة بخطواتها المرحة نحو المركز الصحي حيث ستبدا تدريبها ابتداءا من الان شعور رائع سيطر عليها وهي تستنشق عبير الريحان والورود من حولها في تلك الاراضي الزراعية الشاسعة التي تحيط بها من كل جانب تشعر بالسعادة لانها ستقضي الكثير من الوقت في هذا المكان الاستثنائي قابلت في طريقها بعض الاطفال الصغار وهم يلعبون بكرة قدم صغيرة متسخة يتقاذفونها فيما بينهم يرتدون الاسمال ولكن تلك البسمات التي تنير وجوههم كفيلة بازالة الهم نظرت حولها يمينا وشمالا فلم تر أي احد قريب ثم القت نظرة لساعة يدها فرات بان الوقت لا يزال مبكرا على وقت الدوام فهي لم تستطع النوم بعد صلاة الفجر ,,,, تملكها بعضا من تهور مرام وانطلاق ندى فانحنت لترفع اطراف بنطالها قليلا وصاحت بهم :- هييييه يا صغار من هو الكابتن ؟؟؟؟؟ توقف الصغار عن اللعب واقتربوا منها راكضين وهم ينظرون اليها وكانها كائن غريب فابتسمت لهم وهي تمد يدها لولد صغير يبدو بعمر السادسة وقالت :- مرحبا انا امل وانت ؟؟؟ ما اسمك ؟؟؟؟ فاجاب بلهجته الريفية المحببة :- انا محمد وهذا علي وهذا جمال وهذا يوسف وهذا اسماعيل اه وهذا لا اعرفه لقد اتى اليوم ليلعب معنا من القرية المجاورة تعالت ضحكات امل وهي تستمع لتعريف الصغير فقالت :- امممم تبدو ذكيا للغاية اخبرني هل انت في لمدرسة ؟؟؟؟؟ حك الصغير مؤخرة راسه وادار عينيه في المكان يريد الهرب من الاجابة فاجاب احد رفاقه فورا وبدون تاخير :- نعم يا انسة ولكنه لم ينجح بل هو مكمل بدرسين ووالده هدد بمعاقبته ان لم ينجح بهما اطلقت صوتا مستنكرا وهي تنظر اليه بتأنيب وقالت بعدها :- حقا محمد ؟؟؟؟؟ لا لا لا ان هذا غير مقبول على الاطلاق سنصلح الامر فيما بعد والان هل ستدعونني العب معكم ؟؟؟؟ قال احد الاطفال وهو ينظر نحوها باستخفاف :- انها لعبة للرجال ولا تستطيع الفتيات ان تلعبها ايقظ دون ان يعلم شياطين امل النائمة فقال بتحد :- حسنا وماذا ان غلبتكم ؟؟؟؟؟ ها ماذا ستفعل عندها ؟؟؟؟؟ قال محمد بسرعة :- سينظف الحظائر فهو لا يساعدني ابدا في ذلك ويتهرب دوما من العمل فرددت بتحد :- اذا انا ومحمد وجمال سنكون فريقا وانت والباقين ستلعبون ضدنا وان غلبنا ستنظف الحظائر بدلا من محمد لمدة اسبوع :- اتفقنا وصرخ الجميع مهللين لتبدأ المباراة وتعود امل دون ان تشعر لتلك الفتاة التي كانتها ....نسمة ربيع رقيقة منطلقة كضبية فاتنة وهي تراوغ الصغار وضحكاتها تتعالى كلما سجلت هدفا فتحتفل مع رفيقيها الذين كانوا يغنون اغان ريفية لم تسمع بها من قبل ولكنها تفلح بإمتاعها اكثر واكثر اخذت الكرة من ذلك المتبجح الذي يشكل المادة الخام للرجال المتعنصرين وهي تنظر نحوه باستخفاف وراوغته بمهارة وسجلت هدفا اخيرا لتصرخ كانها طفلة وهي تحمل محمد السعيد بهذا النصر ويغيضانه معا هاتفين :- ستنظف الحظائر ستنظف الحظائر اطلقت الضحكات المستمتعة وهي ترى امتعاض وجه صديقهما الخاسر ولم تنتبه للوقت الذي مر عليها دون ان تشعر لم تنتبه لذاك الذي اوقف السيارة قريبا منهم وهو يراقب ما يحصل ومع رقصة النصر الاخيرة التي رقصتها استطاعت ان تغتصب ابتسامة من شفتيه العصيتين عن الابتسام وهو يتساءل عن هوية تلك الغزالة التي تراكض الصغار بكل خفة كانها طفلة صغيرة شقية بضفيرتها الطويلة ولكنه كبح ذلك التساؤل وقتل الابتسامة في مهدها وهو يلعن النساء ثانيا وثالثا ورابعا ويستقل سيارته منطلقا بها نحو ملاذه الامن اما هي فنظرة واحدة لساعتها كانت كفيلة باعادتها لارض الواقع وهي تشهق منطلقة نحو المركز الصحي فبسبب طيشها تاخرت لما يقرب عن النصف الساعة :- محمد الى اللقاء يا صغيري سنلتقي مجددا وعندها ستخبرني عن وعد الرجال الذين خسروا :- نعم نعم يا انسة لا تقلقي الى القاء :- الى اللقاء جميعا وانطلقت راكضة لتستطيع اللحاق بالعمل قبل المدير البغيض السلطان المتعجرف0ذاك هو كل ما كان ببالها وهي تحضر نفسها لتجاهل كل شيء يخصه فهي ترجو السلام لبعض الوقت تطلب فسحة من الزمن بعيدا عن كل ما حصل وما يحصل بعيدا عن قلقها اللا متناهي بسبب حال ندى التي ضحت بحياتها كلها لاجلهن وها هي تدعي العيش تدعي بانها حية بينما هي تشعر بقلبها ذاك الذي اعتاد ان يرى الامور بحقيقتها بلا رتوش او اضافات تراها تذوي تكاد تضمحل وتتلاشى بسبب حجر السلطان عليها فندى لم تخلق لتحبس او يحجر عليها بل لتنطلق كما قطرات الندى لتغرق الكون برقتها وعذوبتها تريد الكف عن التفكير بمرام وحالها الذي لا تعلم حقيقته بعد ..... بعد ما حصل لها لم تكف للحظة واحدة عن التفكير والقلق حتى ان عينيها لم تطاوعاها للنوم منذ ليلة زفافها فهي الوحيدة التي تعلم سر قلقها وتوترها الوحيدة التي تعلم بحبها لذاك الذي لن تنطق اسمه لم تكف للحظة واحدة عن الدعاء والابتهال من اجلها ان يستطيع حسن بحبه وتفهمه ان يثبت نفسه في قلبها كانت مع كل فكرة وذكرى تزيد من سرعة جريانها في تلك الاراضي الطينية التي لولا حذائها الرياضي المسطح لما استطاعت السير فيها طرقات تتخللها بعض المزارع بينما الاعم الاغلب منها هي اراض خضراء تمتد على اتساع النظر كان الهواء البارد يضربها فيرتد ساخنا ملتهبا من حرارة افكارها وهي تصر على اسنانها كلما تذكرت اسما وما حصل بعد ان اقتحم فارس حياتهن الرجال هم هم وحدهم المسؤولين عن كل ما حصل لعائلتها وهي ابدا لن تسمح لمطلق رجل ان يعلم على قلبها هي الاخرى لن تسمح لمطلق رجل يظن بغروره وتعنته بانه يملك كل الحق بالاذية بالجرح دون ان يلتفت للخلف او ان يفكر في عواقب فعلته اغمضت عينيها تحبس تلك الدمعة الحارقة التي شعرتها كماء حارق يحرق اجفانها للذكريات الجارحة فلم تنتبه لذاك الذي يسير امامها وفي لحظة واحدة وبقوة اندفاعها التي لم تنتبه لها في غمرة افكارها اصطدمت بذاك الغافل عنها لتجعله يرتد للخلف ولكن ليس قبل ان يطوقها بذراعيه يمنع سقوطها الحتمي وهو يقول بصوت ضاحك :- مهلا مهلا ايها الصاروخ فالمكان مأهول بالسكان ثانية فقط هو ما استغرقه توهانها لتتخلص فورا من اسر ذراعيه وتدفعه بكل قوة وهي تهتف به بقهر :- كيف تجرؤ ؟؟؟ ايها الوقح المغرور كيف تجرؤ ؟؟؟؟ كانت تخاطب فيه كل الرجال الذين مروا ببالها بينما ظل عماد متسمرا مكانه غير قادر على الاتيان برد فعل مناسب لما يراه لم يستطع التفسير او الكلام بما يجيده وهو ينظر للشعلة الملتهبة امامه التي تنفث لهبا وتطلق شررا .... تشبه قطة غاضبة ملونة راها ذات يوم فسكنت خياله بعينيها القططيتين المترقرقتين بلونهما الذي سرق خضاره من تلك الاراضي التي تحيطهما ووجهها الوضاء كماء ذاك النبع الصافي الذي يعشق وتلك الضفيرة الطويلة المستفزة التي لا زالت تتارجح خلفها بغضب كحال صاحبتها التي تناظره كانه ........... كانه حشرة عند تلك الفكرة التهبت عيناه بالغضب وهو يراجع ما قالته ليقول بصوت صارم جدي :- تهذبي يا فتاة وراجعي كلماتك قبل ان تلقيها لكي لا يحصل ما لا تحمد عقباه :- اه ها قد بدا التبجح والغرور.... كلامي لن اراجعه وانا مهذبة رغما عن انفك ...انت هو عديم التهذيب كيف تسمح لنفسك بلمسي ايها السيد ؟؟؟ :- انا ؟؟؟ رد مستنكرا :- انا لم افعل الا ما يستوجب ان تشكريني عليه انت هي من اصابتني برضة في قفصي الصدري تحديدا في الضلع الخامس والعشرين اتعلمين معنى ذلك الامر بالطبع لا لم تستطع السيطرة على نفسها فاطلقت ضحكة خافتة بقدر ما استطاعت لتقول :- لا اعلم اكيد.... لا انا ولا اي احد غيري يعلم لانك ربما الكائن الفقري الوحيد الذي يملك خمسا وعشرين ضلعا اطلق هو ضحكة اخرى وقد استبشر خيرا بتك الرقرقة الخافتة وقال :- اممم اخيرا فتاة ذكية تستطيع ايقاف غروري محله لك الشرف انستي فانت الاولى :- حقا يا للفرح يا للسعادة للمرة الاولى اعلم بان معرفة عدد اضلاع الانسان والذي يدرس غالبا في المتوسطة للاطفال الصغار هو من المعلومات التي تستوجب التهنئة اعتدل بوقفته وهو يكمل بصوته الواثق ولطفه الذي لطالما اسر الجميع من حوله قائلا وهو يغمزها بعينيه :- تاكدي انه كذلك اشاحت بنظرها بعيدا تخفي عنه خجلها من الموقف السابق والتفتت اليه ما ان طردت كل افكارها السابقة وهي تقول بصوتها الرقيق الذي يسحر :- احم حسنا اذا وقد اوضحنا الامر اسمح لي حاولت المرور من امامه وهي تستشعر غرابة ما يحصل ولكنه لم يسمح لها وهو يغلق عليها الطريق قائلا :- الى اين ؟؟؟؟ لن اجازف ابدا بالسماح لك بالتسبب بالضرر لاضلاع العالم اخبريني الى اين انت تذهبين ومن انت ومن اين اتيت لاساعدك واطمئن ....على الناس طبعا نظرت اليه شزرا وعيناها تهددان بما توشك على فعله وقوله فقالت اخيرا :- ابتعد عن طريقي فرد ممازحا :- يا الهي لقد اخفتني حقا ولكنني لن اجازف اخبرتك فانا المتضرر من الامر لان كل من ستصيبينه سياتي الي لاعالجه ... نعم نعم لا تنظري الي هكذا فانا ادير المركز الصحي الوحيد في المنطقة زحف الادراك لعقلها فورا لتقول بصوت غير مصدق :- لا تخبرني بانك انت فهد السلطان تغيرت ملامحه فورا وهو يقول بنفي قاطع :- لا لست هو ولكنني شريكه اطلقت زفيرا مرتاحا وهي تقول :- الحمد لله اذن لا داعي لان اقلق فالمدير هو من اخرني عن اول يوم لي تركته مكانه وانطلقت نحو وجهتها القريبة تاركة اياه يفكر بمعنى كلامها | ||||||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
410Likes
.png)
العرض العادي
