آخر 10 مشاركات
عذراء الإيطالى(141)للكاتبة:Lynne Graham(الجزء1سلسلة عذراوات عيد الميلاد) كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          رواية المخبا خلف الايام * متميزه و مكتملة * (الكاتـب : مريم نجمة - )           »          لعـ زواج ـــبة (2) "الجزء 2 من سلسلة لعبة الصديقات" للكاتبة المبدعة: بيان *كاملة* (الكاتـب : monny - )           »          دموع زهرة الأوركيديا للكاتبة raja tortorici(( حصرية لروايتي فقط )) مميزة ... مكتملة (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          سافاير(138)للكاتبة:Lynne Graham (الجزء2من سلسلة الأخوات مارشال)كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          مذكرات مغتربات "متميزة ومكتملة " (الكاتـب : maroska - )           »          60 - العريس لا أحد - ربيكا ستراتون (الكاتـب : فرح - )           »          130-كلمة السر لا-أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          85 - عنيد - آن ميثر - ع.ق ( مكتبة زهران ) (الكاتـب : pink moon - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree66Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-08-16, 08:47 PM   #551

ندى المطر

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377861
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,332
?  نُقآطِيْ » ندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond repute
افتراضي


تسجيل حضورً.... بالانتظار

ندى المطر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-16, 08:49 PM   #552

آيفا رمضان

نجم روايتي وفراشة الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية آيفا رمضان

? العضوٌ??? » 351250
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 771
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » آيفا رمضان has a reputation beyond reputeآيفا رمضان has a reputation beyond reputeآيفا رمضان has a reputation beyond reputeآيفا رمضان has a reputation beyond reputeآيفا رمضان has a reputation beyond reputeآيفا رمضان has a reputation beyond reputeآيفا رمضان has a reputation beyond reputeآيفا رمضان has a reputation beyond reputeآيفا رمضان has a reputation beyond reputeآيفا رمضان has a reputation beyond reputeآيفا رمضان has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسجيل حضور يا حلوين ........

آيفا رمضان غير متواجد حالياً  
التوقيع
شَرقيةٌ، نرجسية آلهوى، #أكتوبرية ٱلولآده .. ذآت خلخٱلٍ يتوجُ قدمه‍ٱ، لَئيمة بٱلعشق، بَسمتهٱ وطنْ وعيونهٱ لو يشوفهم كٱفر لذكَر أسم ' آلله * 💜ﻻ إله إلا الله.....
رد مع اقتباس
قديم 03-08-16, 08:56 PM   #553

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 35 ( الأعضاء 12 والزوار 23)
‏bella snow, ‏Topaz., ‏آيفا رمضان+, ‏فيتامين سي, ‏sasad, ‏هوس الماضي, ‏دندنة روح, ‏عيونه وطن, ‏swez, ‏محمود أحممد, ‏Time Out, ‏الجميله2

ناقص عبيركك و degoo و allilox و انجوانا ;ونجمة السماء
يلا تعالوا بنات


bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 03-08-16, 09:55 PM   #554

ورده علي

? العضوٌ??? » 364259
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 337
?  نُقآطِيْ » ورده علي is on a distinguished road
افتراضي

تسجييييييل حضوووووور

ورده علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-16, 09:57 PM   #555

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



جنون المطر (( الجزء الأول ))


الفصل التاسع



المدخل ~

بقلم/ الغالية همس الريح

انا مطر ....
عقلي لوطني .. و كل تضحية تهون لاجله

انا غسق ..
قلبي لوطني ..و كل قطرة دم تنزف عليه

انا مطر ..
عيني لهب ، فمي شرار
قولي رصاص و فعلي دمار

انا غسق ..
قلبي خفق ..عقلي وعي
روحي تئن ..كلي وجع

انا مطر ..
رايي سهام ..غضبي زؤام
قلبي ركام ..حزني حطام

انا غسق ..
المي سقام .. حبي حسام
رغم الظلام ..اري نور السلام

انا مطر
و انا غسق
حلمي الوحيد .. وطن سعيد
بعد الحروب ..يعلو النشيد
عاش الوطن ..عاش الوطن
عاد الشريد ..


***


فتحت باب الخزانة وبدأت بترتيب ملابس الذي لم يزر هذه الغرفة من أكثر

من شهر والتي أحيانا تخرجها وتغسلها وهي نظيفة ليس لشيء سوى لشعور

المسئولية والأمومة الذي تفرغه بحبها الكبير لعمتها واهتمامها بها ولعنايتها

بكل ما يخص شقيقها الغائب دائما حتى وإن كان موجودا , فهي تبقى أم ثكلى

مذبوحة فقدت زوجها وابنيها وهم أحياء تحاول أن تسلي نفسها بأي شيء

وأن تفرغ أمومتها المكبوتة بكل من هم حولها حتى بعمها صقر الذي يعتمد

على الخادمات أكثر منها , تنهدت بقوة وحمدت الله أن شقيقها مطر يمنع تدخل

الخادمات في أي شيء يخصه وتذكُر جيدا تلك الحادثة التي طرد بسببها خادمة

كانت لديهم وكيف خرجت تعرج من كدمات جسدها بعدما جرها على السلالم

جرا يسحبها كأنها قطعة أثاث حتى رماها في الأسفل ومنع بعدها جلب خادمات

يقل عمرهن عن الأربعين عاما بعد اعتراض كبير منها تلا قراره بأن لا تدخل

خادمة المنزل وقد عاندته وأصرت لأنها ستعجز وحدها عن الاهتمام بهذا المنزل

الواسع , ولم يفكر أحد طبعا أن يسأله عن السبب فهوا واضح لديهم فالخادمات

هنا يكنّ من نفس بلادهم لأنه لا عمالة تدخل لهم , ومن هذا الذي سيضحي

بنفسه ليدخل بلادا تعاني ويلات الحرب الأهلية والنقص في كل شيء .

وقفت على طولها قاطعة حبل أفكارها تلك لتدخل لدوامة جديدة منها وهي

تنظر لصورة والدهما الموجودة داخل الخزانة , صورة قديمة باللون الأبيض

والأسود زجاج إطارها مشقوق مقسوما لنصفين التقطت من أعوام خارج هذه

البلاد لرجل ينظر بشموخ وذقن مرفوع لكل من يقف أمام صورته وكأنه

يقول له أنا هنا وموجود , أنا كنت رجلا استحق أن يكون ما كان

تنهدت بأسى وهي تتذكر كم كان رجلا جلدا قويا قاس القلب بنا لنفسه مجدا

بسبب جنون ذاك الدجال وقصة تناقلتها الناس وهوا يتزوج النساء ويجهض

حملهن منتظرا الابن المنشود وبالفعل صنع منه ما يريد وما صوره له عقله

من كلام ذاك الرجل , لامست بأطراف أصابعها ملامحه من خلف الزجاج

مخرجة الحروف من شفتيها كالصقيع " حطمت قلبي يا أبي ولم تكترث

كعادتك حتى حولتني لنسخة جديدة عنك أيضا "

انفتح باب الغرفة حينها فنظرت سريعا للداخل منه من تذكّر أخيرا أن له

عائلة هنا كما تُردد هي دائما , ألقى عليها السلام بكلمات بالكاد خرجت

بهمس واثق حازم دون أن ينظر جهتها وقد انحنى فورا يفك خيوط حدائه

العسكري المرتفع فأغلقت باب الخزانة ونظرها لازال على المنحني عند

الباب ببذلته العسكرية وقال وهوا ينزع حدائه وبكلمات ثقيلة جادة

ونبرة مبحوحة " كيف حالك يا جوزاء "

قالت وهي تراقبه متوجها لسريره الواسع بأغطيته البيضاء

" بخير "

ارتمى على السرير متنهدا بتعب تنهيدة طوية وكأن عظامه كانت

تنتظر من وقت طويل أن ترتمي على هذا الشيء وأغمض عينيه

قائلا بصوت قد ثقلت بحته بوضوح " عمتي كيف حالها ؟ "

قالت ونظرها لازال على الجسد المليء بالعضلات الملقى على

السرير " نحن بخير ولا ينقصنا إلا أن نطمئن عليك "

لم يعلق وهي تعلم جيدا أن ما قاله هوا كل ما ستسمعه منه فكيف إن كان

متعبا هكذا , تنقلت بنظراتها في ملامحه النصف مسترخية , في عينيه

السوداء الواسعة المغمضة وحاجبيها الرقيقان الحادان المستقيمان وشعر

رأسه ولحيته المشذبة الأسود الناعم الذي لا تغادره تلك اللمعة السوداء

حتى في غبار الحروب وبهذا اشتهرت كبرى قبائلهم ولهذا سميت

بالحالك , تنهدت بصمت ثم قالت بهدوء " هل ستنام هكذا ؟ غيّر

ملابسك على الأقل لترتاح في نومك "

قال بدون أن يفتح عينيه " بل سأستحم فجهزي لي الحمام أريدها

مياها باردة جدا , صرفي كل المياه الدافئة في الأنابيب "

هزت رأسها بحسنا وكأنه يراها ثم انتقلت للحمام من فورها وفتحت

جميع صنابير المياه ليخرج الماء الساخن بسرعة ثم خرجت للغرفة

مجددا وتوجهت للخزانة تخرج له ثيابا مريحة ينام فيها ومناشف

توجهت بهم للحمام فورا ووضعهم هناك وتركت الثياب عند طرف

سريره وما أن خرجت للغرفة مجددا حتى نظرت له وهوا على

حاله وقالت " مطر هل نمت ؟ "

غادر السرير واثبا من فوره ودخل الحمام مغلقا له بعده فخرجت من هناك

ونزلت للمطبخ لتأخذ له بعض الطعام وإن لم يطلبه فقد يخرج من الحمام

ويراه أمامه فيفكر بأن يأخذ منه ولو قليلا فهكذا اعتادت أن تفعل عندما

يتغيب لفترة طويلة عن المنزل , صعدت لغرفته مجددا بما قد وجدته

جاهزا وتبقى من طعام الغداء وسخنته جيدا لأنها تعلم أنه يفضل الطعام

ساخنا جيدا , دخلت الغرفة بصينية الطعام التي وضعتها على الطاولة

ونظرها على ملابسه المرمية على السرير بفوضوية فتوجهت نحوها من

فورها ورفعت السترة العسكرية أولا وأفرغت ما في جيوبها , مفاتيحه

وبعض الأوراق وثلاث رصاصات سلاح رشاش لم يتم استخدامها بعد

ومسدس شخصي صغير وثقيل قد دمج اللون الأسود مع لون الحديد

الفضي اللامع في الجيب الداخلي لها , ونزعت أيضا الهاتف الخلوي

الموجود في الحزام ووضعت أغراضه على الطاولة لحظة ما انفتح

باب الحمام وخرج منه لافا منشفة على خصره والأخرى متدلية

على كتفيه وصدره رافعا إحدى طرفيها يجفف به شعره مميلا

رأسه جانبا وقال وهوا يجلس أمام الطاولة حيث صينية الطعام

" لا يوقظني أحد مهما حدث , قبل المغرب بساعة إن لم أستيقظ

فأيقظيني سأصلي العصر وبعد المغرب سأغادر "

تنهدت دون أي تعليق ونزلت للأسفل لتغسل بذلته سريعا فبما أنه

لم يحظر غيرها معه مؤكد سيلبسها مجددا ويعود هناك أو أي

كان مخططه القادم فيجب أن تكون جاهزة ونظيفة

*

*

كان يلوذ بالصمت أغلب باقي جلستهم وهم متحلقين حول والدهم بعدما
عاد من المشوار القريب الذي وكله به فتفكيره لم يكن في نفسه إن اشتدت

الحرب والفوضى أكثر في البلاد بل في غسق وعمته فأكثر ما يثقل كاهل

الرجال في الحروب هوا مصير النساء فيها وبعدها وحال أن اختاره الموت

وتركهم , وكان موقنا أن هذه الأفكار لم تكن هاجسه لوحده بل كل من كان

في تلك الغرفة قد فكر أو يفكر في الأمر ومع ذلك هوا يرى أنهم مهما فكروا

وانشغلت قلوبهم لن تكون مثله ورغم حبهم الشديد لها الذي لا يدخله الشك أبدا

في أنه لم يتعدى الحب الأخوي إلا أنه يراه لا يساوي شيئا أمام ما يحمله لها

ومهما قلقوا عليها في غيابهم أو حال موتهم لن يكون ذرة أمام ما ينخر في قلبه

ويصدح في كل زوايا عقله ( ما مصير غسق إن أصبحت وحيدة وهي لا أحد

لها ولا أهل سوا من جهة والدتها , وفتاة والأسوأ أنها أرق من النسيم العليل

تجرحها الكلمة البسيطة دون أن يظهر عليها فكيف قد تواجه الحياة

وصعابها وتلك الذئاب البشرية إن أصبحت وحيدة )

مرر أصابعه في شعره الكثيف ونظر جانبا لحظة ما وقف رماح وكاسر

مغادران لحيث سيغيبان لفترة لن تكون قليلة بالتأكيد لينفذا أوامر والدهم

وما هي إلا لحظات ووقف رعد أيضا قائلا " كن مطمئنا "

ليعقب شراع قائلا ونظره للأعلى حيث الواقف بينهما " وما أن تنتهي

مما أوصيتك به تلحق وجهتك الأساسية في الدجلاء , لا وقت كافٍ

أمامنا وعلينا أن لا نضيع مزيدا منه "

هز رأسه بحسنا وغادر أيضا ليحذوا حذو أشقائه ولم يبقى غيرهما

فنظر له جبران وقال " يبدوا أنك نسيت أن ترسلني مثل البقية

وأنا أكبر أبنائك ؟ "

تنفس نفسا قويا وكأنه يجهز نفسه لما سيقوله ثم قال بهدوء ونبرة ثابتة

" أنت ستبقى هنا , أمامك مشوار صغير فقط ثم ترجع لتكون مع

عمتك وغسق "

نظر له مستغربا بل مصدوما وقد قال شراع قبل أن يتكلم " يجب أن يبقى

أحدنا معهما وأن يهرب من الموت بأي شكل يا جبران ولا يخوض حربا

مع أحد إلا دفاعا عنهما أو عن نفسه طال الزمن أو قصر "

قال ونظرة الصدمة لم تفارق عينيه بعد " ولما أنا ؟ لماذا تحرمني

من الدفاع عن أراضينا وأهلنا ؟ "

نظر للأسفل وقال بنبرة لم تخلوا من الكدر والحزن " الخيار كان أنت

أو الكاسر بما أنه شقيقها وسيبقى محرما له للأبد لكن الزوج سيكون

سندا وعونا أكبر , ولا أحد يعلم الغد ما فيه "

قبض على يده بقوة وقد كره هذا الحديث الذي مهما أنكروه فهوا واقع ومهما

طال الوقت والسلم بينهم وبين الحالك فسيكون مصيرهم مصير الهازان ولو

بعد أعوام خاصة بعد تصريح ابن شاهين وإقراره بأن البلاد ستوحد إن بالسلم

أو بالحرب , وها هي كل قبيلة تستنكر أن تكون أخرى فوقها وتحكمها ولا

سلم يلوح في الأفق كما لا حلول سياسية كتلك التي ينادي بها الغرب وليست

سوا ذر للرماد في العيون , أنزل رأسه أيضا وقد سافر في همومه وأفكاره

التي لا تنحسر كلما خلا بعقله وقلبه كحال كل فرد من ذاك الجزء من البلاد

وماجاوره , ليخرجه مما هوا فيه صوت والده قائلا " ستزور مقرات الحدود

وإن في فترات متباعدة وسأوكلك ببعض المهام هناك ثم تبقى هنا ولا تغادر

فمن الغباء أن نجر أنفسنا جميعا للموت ولا نفكر فيهما خاصة بعد التوتر

الحالي وعمليات التصفية الممنهجة والسرية فقد تطالني وعائلتي في

أي وقت يا جبران هل تفهم ما أعني ؟ "

هز رأسه بنعم وتكاد عيناه التي لم تعرف الدموع يوما أن تتفجرا أمامه

لتفكيره فقط في أن تطال الاغتيالات عائلته فهذه نقطة لن يغفل عنها والده

بالتأكيد وستحدث إن اليوم أو في الغد , وقف شراع فرفع نظره به وقال

" إذاً سأزور مقر توز أولا وأريد أخذ غسق فهي تلح على الذهاب مع

ابنة خالتها وسأرجعها معي ما أن تنتهي مهمتي في مقراتنا الحدودية

العشرة جهة الحالك فلن يأخذ الأمر مني أكثر من أسبوع "

ثم سكت منتظرا الواقف أمامه أن يبدي اعتراضه الذي بدا واضحا في

نظرته وملامحه لكنه تنفس متنهدا باستسلام ثم قال " تلك العنيدة

تعرف جيدا من أين تؤكل الكتف "

ظهرت ابتسامة طفيفة على شفتي الجالس ناظرا له فوقه وقال

" كان أهون عليا أن أُغضبك على أن لا أحقق لها رغبتها فوافق

كلها أيام وأرجعها معي فقد لا تكون البلاد هادئة كما هي الآن

في أي وقت قريب "

هز رأسه بحسنا ولا خيار آخر أمامه فطالما أنها ستذهب وترجع مع

ابنه الذي يثق به ويستأمنه عليها كنفسه فالأمر أيسر على قلبه , نظر له

ولازال نظره معلقا به وقال " ما أن تنتهي مهمتك سنعقد لكما وسأقنعها

بنفسي , وإتمام الزواج أمر نؤجله قليلا حتى نرى ما ستستقر عليه الأمور "

وقف من فوره ولم تخفي ملامحه أبدا فرحته التي قد قفزت من نظراته

وشفتيه المبتسمة من دون أن يتحدث , وخرج شراع دون أن يضيف شيئا

ولا أن ينتظر تعليقا منه تاركا خلفه قلبا حلق بأحلامه التي بات يراها

ستتحقق قريبا

*

*


سارتا جهة الطريق الرئيسي للمدينة في آخر أمل لهما للمغادرة كالبقية

يد صغيرة تمسك بقوة وتشبث بثياب الكبيرة التي لا شيء لديها تتمسك به

سوى الأمل في خالقهم وهي موقنة أنه لن ينساهم , بعد رحلة طويلة لفتا فيها

تطرق أبواب من لم يغادروا البلدة بعد تطلب مكانا يكونان فيه في سياراتهم

ليخرجا من المدينة كغيرهم وكان الرد واحدا أنه لا مكان لديهم لأحد وبالكاد

يجدون لبعضهم أمكنة جالسين فوق بعض فكل واحد يريد أن يأخذ معه ما

يمكن إخراجه حتى أصبحت السيارات أشبه بكومة أغراض متحركة من

كثرة ما كانت الناس تملأها من الداخل والخارج ولا مكان حتى صغير لهذه

المرأة وحفيدتها الصغيرة النحيلة وحقيبتهم الوحيدة , وصلتا حيث وقف العديد

ممن حالهم لا يقل عنهم يقفون عند قارعة الطريق بعائلاتهم على أمل أن يقف

لهم أحد المارة ممن قرروا ترك المدينة متأخرا ويقلهم معه لحيث لا يعلم

أحد أين ولا حتى لمتى , أمسكت يدها الصغيرة التي لازالت متشبثة بثوبها

ووقفت بها تحت ضل شجرة خروب بالكاد ظلل طولها على جسدها الطويل

ورمت الحقيبة بجانبها بتعب من لف الشوارع بها بدون فائدة , ليمر الوقت

عليهما وهما على حالهما ذاك وأي سيارة تسلك ذاك الطريق تكون محملة

بما لا يمكنها حتى استيعابه ومسرعة لا أحد يكترث لصراخ الواقفين طالبين

الوقوف لهم , نظرت تحتها حيث التي لا زالت متشبثة بثوبها بقوة تحرك

قدميها بالتناوب فقالت بصوت واضح وكلمات متفرقة بطيئة كعادتها دائما

في الحديث معها " زيزفون هل أنتي متعبة صغيرتي "

فرفعت تلك رأسها لتبعد الريح الخفيفة المغبرة خصلات غرتها عن جبينها

الصغير ونظرت لها بحدقتيها ذات اللون السمائي الصافي الواسعة ثم هزت

رأسها بنعم دون كلام , نظرت خلفها تفكر كيف يمكنهما الجلوس ولا شيء

معهما تجلسان عليه وقد فكرت حتى في إخراج بعض ثيابهما لتضعها على

الأرض وتجلسان فوقها ثم نظرت حولها حيث العائلات المتفرقة بعضهم قد

افترش الأرض وحتى بدأ بإعداد الشاي وكأنه في منزله وتنهدت بأسى فهذه

العائلات من حالهم هذا يبدوا مر عليهم أيام هنا حتى أن الأطفال اعتادوا النوم

في أصوات السيارات المنطلقة بسرعة وحاملات الجنود ولم يحرك مشهدهم

المزري ذاك أحد وهم مفترشين الأرض لا شيء تحتهم سوا حصائر قديمة

ولا شيء فوقهم سوا بطانيات رقيقة تحركها الريح في كل وقت , فعلمت أن

بقائهما هنا لا فائدة منه حتى إن عادت للمنزل وجلبت ما يجلسان وينامان

عليه فستحتاجان للأكل والشرب , انحنت للحقيبة ورفعتها مجددا وأمسكت

بيد حفيدتها وقالت متحركة بها من هناك " دعينا نرجع لمنزلنا يا ابنتي

فالأجل واحد والموت لا شيء يمسكه ولم يبقى لنا خيارات أخرى "


*

*

وقف مستندا بإطار الباب يده في وسط جسده والأخرى المتكئ بكتفها

عليه يحمل بها مجموعة كتب مدرسية مضمومة بعناية بواسطة حزام

جلدي مخصص , ينتظر الذي لازال يختصم ووالدته كعادتهم قبل

ذهابهما للمدرسة قبل أن تقف تلك على طولها ونظرت له عند

الباب وقالت " وأنت يا وقاص هل أخذت معك طعامك "

ابتسم ابتسامة جانبية وقال " خالتي الطعام هنا يقدم في المدارس

نحن لم نعد في بلدنا هناك , ثم أنا في الرابعة عشرة هل سآخذ

معي حقيبة طعام ! "

نظر له الوقف أمامها وقال بسخط " أخبرها بالله عليك يا وقاص

أني أصبحت في السادس الابتدائي وستضحك مني الشقراوات

الصغيرات وأنا آخذ طعامي معي في كيس "

أمسك ضحكته بصعوبة على نظراتها الساخطة لابنها الذي ركض

نحوه قائلا " بسرعة يا وقاص سنتأخر عن المدرسة "

وخرجا معا ضاحكين على نظراتها الحنونة المودعة فقد اعتادت أن تعامل

وقاص كابنها فوحده من بين أشقائه من لا والدة له وقد فقدها صغيرا فحين

تزوجت والده كان في الثالثة من عمره وقد عنت جيدا بتوطيد العلاقة بينه

وبين ابنها ( رواح ) كي لا تزرع في قلبه التحسس من شقيقه لأنه المفضل

لدى جدهم والأقرب لوالدهم , ( بريستول ) هي أحد ضواحي لندن الشهيرة

حيث انتقلت عائلتهم بعدما تركوا موطنهم الأصلي , وكانوا من الأوفر حظا

لأنه كان بإمكانهم السفر خارج البلاد لأنهم كانوا ممن قد عاشوا في الخارج

وبنو أنفسهم وثروتهم قبل أن يرجعوا لبلادهم في محاولة ممن مثلهم جنوا

ثروات في الخارج وعادوا لعلهم يساعدون البلاد وأبناء دولتهم وها هم

يعودون هنا بعد خمس سنوات من استقرارهم هناك ضمن حدود قبائلهم في

الهازان , ما أن غادرا نازلين من عتبات المنزل الفخم الخشبية الطويلة ومرا

بممرات الحديقة المقسمة لأحواض بيضاوية كبيرة سالكان الممرات المغطاة

بالحجارة حتى صارا خارج المنزل على الرصيف الواسع مرورا بالسياج

الخشبي الأبيض الذي يفصلهم عن الطبيعة الخلابة والأشجار العالية الخضراء

بأزهارها الملونة وسارا حيث مدرستهما التي لا تبعد كثيرا واختارا السير

لها على الأقدام رافضين السائق الخاص , نظر لوقاص سائران معا

وقال " نجيب أخبرني أنه اكتشف مكانا قرب النهر لا

يريد أن نخبرك عنه "

نظر جانبا ومرر يده على وريقات الشجر الخضراء المارين بها

وقال ببرود " وهل يعتقد أني أكترث لذلك ؟ أنا لم أعد طفلا مثلكما "

نظر له السائر بجانبه مضيقا عينيه وقال بضيق " أنا لست

صغيرا , عمري إحدى عشر عاما "

نظر جهته وقال دافعا جبينه بأصبعه " وأنا أكبر منك بثلاث سنين "

نظر رواح للأسفل حيث أقدامهم وخطواتهم السائرة بحركة واحدة مسرعة

وقال " سمعت والدتي وخالتاي يتحدثن عن أن جدي سيشتري لك

سيارة العام القادم ما أن تدخل الثانوية "

حرك يده المحتضنة لكتبه ملوحا بها جانبا وقال " أجل لقد

وعدني جدي بذلك "

قال رواح ولازال نظره للأسفل وبنبرة منخفضة " خالتي أم نجيب

كانت متضايقة جدا من الأمر وحتى أم ضرار "

حرك وقاص كتفيه ببرود ولم يعلق فنظر له رواح وقال

" ألا يضايقك الأمر ؟ "

قال بلامبالاة ونظره على الطريق أمامهم " زوجات والدي لم

يحببني يوما فلم يتغير شيء لأنزعج "

قال رواح من فوره " لكن والدتي تحبك "

نظر له وقال " أنا أتحدث عن الاثنتين الأخريين وليس عنها "

قال السائر بجانبه بابتسامة ساخرة " نجيب أخبرني أن والدته

قالت بأن جدي لا يحبنا وبأنه يحبك أنت فقط "

ثم عاد بنظراته لخطواته وقال بشرود " لكن والدتي لم تقل ذلك

كانت صيغة كلامها مختلفة "

نظر له وقاص من فوره وكأنه يخشى أن يخسر الزوجة الوحيدة الجيدة

لوالده فنظر له رواح وقال قبل أن يتحدث " حين أخبرت أمي بما قال لي

نجيب أخبرتني أن جدي يحبنا جميعنا وأنه يعاملك بشكل مختلف فقط لأنه

لنا أمهات وأنت لا ولأنك كنت أول طفل يولد لابنه وأننا لديه سواء "

أبعد نظره عنه وقال ببرود " لما لا نغير الموضوع لقد أصبح مملا جدا "

رفع رواح يده وقفز ليصل لطول السائر بجانبه وضربه على رأسه

قائلا " أنت ممل جدا هل تعلم ؟ "

وتابعا سيرهما يتبادلان الضربات والضحك حتى ظهرت أمامهما فتاة

صغيرة شقراء الشعر مجموعا في ضفيرة قد وصلت لنصف ظهرها

تضع حقيبتها المدرسية على كتف واحد وتسير بخطوات بطيئة كسولة

فقال رواح ما أن اقتربا منها قليلا وبالعربية " أنظر لشعرها

كأنه عود قش مضفور "

وضحكا معا فالتفتت السائرة أمامهما , فالشخص وإن لم يفهم كلامك فهوا

يميز جيدا السخرية منه , كانت نظرات الشك تملأ عينيها قبل أن تعود

لسيرها الكسول البطيء وفي صمت فقال رواح بالانجليزية هذه المرة

فهما عاشا هنا ودرسا منذ صغرهم حتى قبل خمس سنوات " أتعلم ؟

حين أكبر سأتزوج من واحدة شقراء وعينيها زرقاء "

فرفع وقاص رأسه للأعلى ضاحكا بصمت بينما التفتت له الفتاة وابتسمت

هذه المرة قبل أن ترجع برأسها للأمام فقال رواح بضيق " وقحة أنا من

قلت ذلك وليس هوا ولا يغرك طول قامته فهوا ما يزال يدرس في السادس

الابتدائي بينما أنا سأدخل الثانوية العام المقبل وسيشتري لي جدي سيارة "

رمته هذه المرة بنظرة حارقة كاللهب وتابعت سيرها بخطوات سريعة

مبتعدة عنهما حيث أصبحت المدرسة قريبة جدا فضحك وقاص وقال

" لقد أزعجت الفتاة وقد تشتكيك للمدير "

قال بلامبالاة " لو كانت ليست شقراء ما أكترث لها فالذنب ذنبها "

ثم ركض جهة باب المدرسة البعيد قليلا قائلا " من يسبق هوا

الأسرع والأقوى "

فضحك وقاص راكضا خلفه ولازال لم يفهم بعد قصة شقيقه مع

الشقراوات وتفضيله لهن تحديدا


*

*


فتحت باب المنزل على اتساعه ودفعت الكرسي بعمتها خارجة بها منه

فبما أنه قد حل الصيف ودخلت أولى أسابيعه الرطبة الحارة قليلا فقد بدأتا

بممارسة عادتهما الدائمة فيه وهي قضاء ساعات من آخر النهار وأول الليل

ما أن تبدأ الشمس بالزوال جالستان في الخارج حيث الحديقة ذات الأشجار

التي لا تفقد خضرتها طوال العام , جلستا فورا على الطاولة قرب أحواض

الريحان الصغيرة التي ملأت الأجواء برائحتها الزكية لأنه ثم ريها قبل قليل

ولازالت وريقاتها مبللة بالماء , قالت وهي تأخذ فنجان القهوة من يد

جوزاء التي مدته لها " هل غادر مطر؟ "

وضعت الإبريق بعدما ملأت واحدا لها وقالت " قال أنه سيستيقظ

قبل المغرب بساعة وسيغادر بعد المغرب فتجديه مستيقظا الآن "

هزت رأسها بحسنا وفي صمت فتابعت جوزاء ببعض الضيق " حين أرى

حاله وإهماله لنفسه أتمنى فقط لو يتزوج لكن ما أن أرى إهماله لغيره

أيضا أحمد الله أنه لم يفعلها ولا يفكر في فعلها مطلقا "

ضحكت الجالسة مقابلة لها وقالت " وإن يكن فزواجه أفضل من

بقائه هكذا فبالرغم من كل ما تقومين به من أجله لازال هناك

أمور لن توفرها إلا الزوجة "

هزت رأسها بيأس وقالت " لا أراه يحتاج شيئا من ذلك لكان تزوج

فلا شيء يمنعه "

تنهدت عمتها بقوة وقالت بجدية " لا يوجد رجل يا جوزاء لا يحتاج

لاهتمام امرأة للمستها الحنونة لدفء صوتها وقربها , الله خلقنا هكذا

كل نصف يحتاج لنصفه الآخر ليكمله وشقيقك ليس مخلوقا فضائيا "

قالت بمرارة ظهرت بوضوح في صوتها دون أن تجاهد لتخفيها " لم يكن

مطر يوما كغيره من الرجال , أراه نسخة عن والدي رحمه الله الاختلاف

الوحيد في أن طبعه ليس قاسيا سريع الغضب مثله وباقي الصفات زرعها

فيه جميعها وزاد عليها أن أبعده ونفره من النساء بينما والدي حطم الرقم

القياسي في الزواج والطلاق "

انطلقت ضحكة الجالسة أمامها دون شعور منها وقالت " لو كان على قيد

الحياة ما تجرأتِ على قول كلمة مما قلته الآن , ثم لا تنسي أن شقيقك

في النهاية بشر مهما تصلب ومهما غرس فيه والدك من صفاته "

تنفست بضيق مبعدة نظرها جانبا حيث الأشجار التي بدأ لون الغروب يعطيها

بريقا رائعا ومختلفا وقالت بكدر " يبدوا أنك نسيتِ يوم جاء ونقل لي خبر

زوجي أو حين أخذوا أولادي مني وحين جاء بخبر عمي دجى ويوم أخبرنا

بموت والدي , قال كل فاجعة منها وكأنه يقول لنا صباح الخير ولم يفكر حتى

أن يضمني لحضنه ويحوي صراخي المفجوع في أبنائي ووالدهم , فما الذي

ستجده فيه امرأة ؟ ولا توجد زوجة في الحياة لا تريد رجلا يحتويها ويحبها

ويغمرها برقته وحنانه , فلما يظلم معه امرأة مسكينة فليتركها لعلها

تجد كل ذلك عند غيره "

ضحكت الجالسة معها مجددا وقالت وهي تضع فنجانها في الصينية

بعدما أنهت رشف ما فيه " يبدوا أن مطر هو من لو سمعك الآن

لعلقك في إحدى الأشجار "

حركت يدها بلامبالاة وقالت مغيرة مجرى الحديث " الناس بدأت

تشتكي من نفاذ المؤنة وكل ما أخشاه أن نمر بمجاعة عما قريب "

قالت بهدوء " عمك صقر قال أن لمطر مخططا ينقذ به كل هذا وقد

فكر فيه من قبل وقوعه فثقي به كما يثق به الناس هنا "

هزت رأسها بحسنا وقالت مبتعدة عن الموضوع مجددا " ربيعة غاني

وصلهم خبر ابنهم أمس توفي عل تخوم ثروان ليلحق بعمه وابن خالته

كم من فواجع ستتلقاها الناس قبل أن تنتهي كل هذه الحرب "

لتقطع حديثهما الخطوات الثقيلة التي ظهرت بوضوح مقتربة منهما لأنهما

تجلسان في طريق الخارج والداخل للمنزل فنظرتا فورا جهة القادم نحوهما

وقد لبس لباسه العسكري مجددا وما أن وصل عندهما قبّل رأس عمته

وهمس مسلما عليها ثم قال " ألم تصليا جالستان هنا ؟ "

فرفعت رأسها ونظرت له فوقها وقالت مبتسمة " بلى بني أنا

سأصلي هنا وجوزاء ستدخل لتصلي وترجع لي , اجلس

واشرب فنجان قهوة معنا "

رفع فنجان جوزاء الذي سكبته لنفسها مجددا ورشف ما فيه دفعة واحدة

وقال وهوا يعيده مكانه " عليا المغادرة سريعا فأمامي زيارة لمقرات

الحدود الشمالية ستأخذ مني أسبوعا أو يزيد ثم العودة لجبهات القتال

فذكريني مجددا بإسم العجوز التي أخبرتني عنها في قرية حجور "

قالت من فورها " عُزيرة .. أسمها عُزيرة وكانت تولد النساء ومعروفة

هناك عند الجميع والمرأة التي ولدتها أسمها أميمه غزير "

قالت جوزاء باستغراب " أليست من قبائل صنوان ؟ ما علاقتها

تولدها امرأة عندنا نحن "

غادر حينها من يرى أن الحديث لم يعد يعنيه ولا يستهويه وقالت

عمتها " لنعلم منها أولا ثم ستعرفين لما ولّدتها وهي ليست من هنا "


*

*


نظر للجسد النحيل المنحني ينظف الأرضية بالمنشفة وفي صمت تام

كعادته , لكم يحار في أمر هذا الفتى في صمته الدائم الغريب الذي لا

يدفعه ولا فضوله للسؤال عن أي شيء ولا حتى في حديثه وبعض مرضاه

عن الحروب وأخبار الجبهات ! وحتى عن نفسه لم يتحدث قط ولا تخرج

منه الكلمات إلا مجيبا عن أسئلته رغم أنه من أيام وهوا يعمل هنا طوال

فترة الصباح وكل ما طلبه منه أن لا يكون موجودا إن كان أحد مرضاه من

مدينته هنا وتساءل لما لا يريد أن يعرف أحد بأنه يعمل عنده ؟ هل يخشى

عقابا من أهله أم أن يعاقبهم ابن شاهين لتركهم له بلا دراسة ؟ وضع القلم

من يده في دفتره الكبير وأغلقه عليه وقال ناظرا له وهوا يعصر المنشفة

بيديه الصغيرتان طويلتا الأصابع " تيم أريد أن أسألك ؟

هل لك أشقاء غيرك ؟ "

نفض المنشفة بعدما غسلها وعصرها جيدا ثم رماها على الطاولة

الجانبية وقال وهوا يمسحها بعناية " لا ليس لي أشقاء "

قال ونظره لازال عليه " ما الذي يضطرك للعمل ؟ أليس من

جاء معك يومها قريبك ؟ "

اشتدت حركته وكأنه يفرغ انفعاله في مسح الطاولة وقال

" لا أقارب لي ذاك ابن عم والدتي فقط "

قال باستغراب " وماذا عن أقارب والدك ؟ "

لاذ بالصمت ولم يجب حتى خيل له أنه تجاهل سؤاله ونظره لازال

يراقبه وقد نزل مستندا على ركبتيه يمسح أرجل الطاولة الحديدية

وقال " لا أعرف أحدا منهم ولم أراهم حياتي "

بقي نظره معلقا به مستغربا , ما هذا ؟ فلا أحد يكون مقطوعا هكذا لا

أقارب له مستحيل !! تابعه بنظره حتى انتهى من تنظيف أرجلها الأربعة

ثم وقف على طوله يعطيه جانبه ورمى المنشفة في الإناء البلاستيكي

المليء بالماء والمطهر وقال وهوا ينظف يديه ببعضهما ونظره

عليهما " أبي من الهازان "

لتنفتح عينا الجالس خلف طاولته على وسعهما وهمس بصدمة

" من الهازان !! "

نظر له من فوق كتفه وقال ببروده الدائم " هل ستطردني لأجل هذا ؟ "

هز رأسه بلا ونظراته لم تتجاوز الصدمة بعد ولا ملامحه أيضا وقال

" وكيف والدك من الهازان وأنت تعيش هنا ؟ وأحد من جاءا معك

يومها كان من كبار القبيلة !! "

حمل الإناء من يده الحديدية وقال وهوا ينتقل به جهة السرير الذي

يستعمل للكشف على المرضى " هوا من هناك لكنه تركهم بعدما

قتلوا والده وأخوته ودخل الحالك وتزوج والدتي ثم قُتل هنا ولا

أحد يعلم من قتله "

بقي نظره المصدوم يتبعه في كل حركاته وهوا ينظف السرير بالمنشفة

المبللة ولازال عقله لم يستوعب الأمر بعد ( كيف لفتى أن يعيش وسط

قبيلة ليست قبيلته وخاصة في هذه الأوضاع ونحن نزحف على مدن قبائله

وإن استنكرها والده وخرج منها ؟ كيف يعامل الناس هذا الفتى وما درجة

تقبلهم له ؟ ألم يفكر والده أنه إن حدث له شيء سيترك خلفه عائلة ستعاني

لأن أبنائه سيعيشون بغير أرضهم وأهلهم ؟ ألهذا السبب يريد أن يعمل ليوفر

علاج والدته ؟ ألهذا السبب أيضا لا يتدخل فيما يجري ولا بكلمة واحدة ؟

بل فهمت الآن لما كان متأكدا أنه لن يفتقده أحد في المدرسة ولن يخبروا

أهله أنه لا يذهب لها )

وقف على طوله وتوجهه نحوه وأخذ المنشفة من يده ورماها في الإناء

البلاستيكي فرفع تيم نظره به وقال بجمود " علمت أن هذا سيكون رد

فعلك , لكني لم أرد أن أكذب عليك ولا أن أتجاهل سؤالك "

وضع يده على كتفه وشد عليه بقوة وقال " سنغادر الآن معا

لمدرستك يا تيم "

نظر له مستغربا فتابع ذاك بجدية " أعلم أنهم لن يقبلوا بعودتك بعد تغيبك

لأيام وموقن من أنهم لن يقبلوا بك في الامتحانات كما أخبرتني سابقا فهيا

لأذهب معك واخبرهم أني من طلب أن تأخذ إجازة من المدرسة "

جمد مكانه ولم يتحرك وقال ناظرا بتركيز لعينيه " لكني لا أريد

الدراسة , أريد أن أجلب الدواء لوالدتي "

أمسكه من يده وسحبه معه قائلا " وعلاج والدتك ستأتي لأخذه

من هنا كلما احتاجت وبنفسي سأزورها في منزلكم رغم

أني لا أفعلها مع أحد "

قال وهوا يتبعه بخطوات راكضة بسبب سحبه له " لكني لا

أريده دون مقابل , سأعمل وآخذه بمجهودي "

وقف به حيث وصلا للساحة والتفت له وقال بحزم " حين تكبر كن

هكذا رجلا لا يريد شفقة ولا مساعدة أحد أما الآن فعليك أن تتابع

دراستك يا تيم ولا تدمر مستقبلك , ولن أرضى أن أكون أنا جزءا

من ذلك فهمت "

كان سيتحدث معترضا لكنه صرخ به مزمجرا بصوت جعل الجميع

ينتبه لهما " لن تعمل هنا يا تيم وفي كل الأحوال قبلت بالعلاج أم لا

ولن أعطيك الدواء مالم ترجع لمدرستك حتى إن أحضرت لي ثمنه "

أخرسه ذلك تماما ونظراته لازالت معلقة بالواقف فوقه يحجب عنه

نور الشمس الساطعة , فهوا على استعداد لفعل أي شيء ولا يتوقف

علاج والدته , ما كان سيقبل بذلك لولا أنه من أجلها ومن أجل صحتها

فهوا تحمل حتى السرقة التي لم يفعلها حياته ولم يتربى عليها وتسلل

لحقول الرمان وأخذ منها من أجلها وكذب على الطبيب بشأن المدرسة

والامتحانات وهوا من ربته والدته ومن قبله والده على أن لا يكذب وكل

ذلك من أجلها هي فقط , أنزل نظره أخيرا ليعانق التراب الناعم تحت

قدميه وقال بهمس حزين مكسور " ليس والدتي , كله إلا هي "

تنهد الواقف فوقه مغمضا عينيه بقوة قبل أن يفتحهما مجددا وربت

على ظهره وقال سائرا به جهة مدخل المقر الواسع المفتوح

" لا تقلق بهذا الشأن يا تيم .. لا تقلق "

وخرجا معا ولم تنبس شفتا الذي استسلم لما قرره ونظره للأرض صاعدان

من المنحدر الذي نزل منه , ولا السائر بجانبه تحدث أيضا فلازالت نبرة

الأسى والحزن التي سمعها منه وهوا يضع والدته فوق كل شيء ترن في

أذنيه فهوا لم يسمع هذه النبرة في صوته أبدا ولم يراه حزينا مثل تلك اللحظة

مستغربا كيف لفتى في الحادية عشرة أن يكون بذاك الصبر والصمت والكتمان

حتى في انفعالاته , هو ليس على استعداد أن يكون ممن يدمرون مستقبله أبدا

لن يكون جزءا من تلك العقول الغبية خاصة بعدما علم بقصته وهو موقن من

أنه لو لم يسأله ولم يحرص هو على الصدق معه ما كان تحدث من نفسه أبدا

*

*

نظرت لحقيبتها الصغيرة في حجرها وضغطت قبضتها على يدها

الجلدية بقوة ثم رفعت نظرها ونظرت جانبا عبر نافذة السيارة لحقول

الشعير الممتدة التي بدأت الشمس تحول لونها للأصفر الذهبي فبحلول

فصل الصيف تحولت هذه الحقول الخضراء البراقة لصفراء يابسة تعكس

لونا ذهبيا تحت الشمس في حركتها المتموجة بسبب نفحات بعض الرياح

القوية , تنفست بتوتر شعرت به بدأ يجتاحها من الآن ونظرت لقفا الجالس

أمامها خلف مقود السيارة يتبادل والجالس بجانبه حديثا لم ينتهي من ساعتين

ونصفه عن تطورات الأمور في البلاد , حديثا سياسيا مزعجا حد الإزعاج

بالنسبة لها لكنها تحمد الله فعلا أنهما صادفا هذا الرجل الكبير في السن الذي

يعرفه جبران معرفة تبدوا وطيدة وكانت وجهته كوجهتهم واقترح عليه أن

يوصله في طريقهم وأصر عليه إصرارا كبيرا رغم رفض العجوز المحرج

وهي تعي جيدا أن جبران يبادلها الشعور ذاته وأراد مثلها أن يكون ثمة طرف

ثالث في رحلتهما الطويلة , وفي كل الأحوال وحتى إن كانا بمفردهما وجالسة

في الأمام بجانبه هوا أهون عليها من الذهاب مع ابن خالتها وثاب فبالرغم

من أن جبران لم يخفي مشاعره نحوها عن أحد وأنهما يعدان مخطوبين الآن

لم ترى في عينيه النظرات الوقحة الجريئة ولا الكلمات المبهمة السخيفة كما

يفعل وثاب خاصة قبل أن يتحدث مع والده عن رغبته بالزواج بها فهي لازالت

ترى في عينيه نظرات ودودة لطيفة وأحيانا متلهفة لكنها ليست كنظرات وثاب

قط فهوا في أفضل حالاته ينظر لها نظرة تكرهها وتشمئز منها وحين يكون

متضايقا من صدها له تصبح نظرته عدائية حارقة تخيفها منه فهوا نوعا ما

حاد الطباع كما صرحت شقيقته جليلة مرارا تشتكي منه , بعد ساعة أخرى

من السير الثابت بالسيارة والمستمر دون توقف كانوا عند مدخل بلدة توز

بخضرتها التي لم تغيرها شمس الصيف , فمناطق الجنوب معروفة لديهم

بخضرتها الشبه دائمة فكلما تغلغلت جنوبا كلما تغير مناخ البلاد وطبيعتها

فمدنهم الجنوبية تمتاز أكثر بالخضرة وبشدة البرد شتاءا واعتدال مناخها

صيفا ولازالت تذكر حتى الآن زيارتها الوحيدة للعمران قبل أن تأخذها

الهازان منهم حين كانت في العاشرة فتلك البلدة كانت من أجمل مدنهم

غارت عليها الهازان وأخذتها ولم يستطع أحد من صنوان الاعتراض لأن

الدول الأخرى وقفت معهم في أنها تشكل تهديدا على الهازان وبالفعل ها قد

أثبت ابن شاهين ذلك حين أخذها منهم لتتساقط المدن بعدها لتحكم عدالة الله

في السماء فكما أخذوها منهم جورا من تسع سنين سلبها ابن شاهين منهم في

ليلة وغيرها معها أيضا , بدأت السيارة بالتغلغل في حقول الأشجار المثمرة

المصفوفة وكأنها صفوف جنود يستعدون للحرب , ثم مرورا بأراضي البطيخ

والشمام وعيناها تراقبان كل شبر مما مروا به بعدما نزل الراكب الثالث معهما

عند مدخل البلدة , كان واضحا لها حركة الجنود وكثرة نقاط التفتيش فالجميع

في حالة تأهب وتوجس وهذا ما زاد توتراها أكثر فيما تريد الإقدام عليه لكنها

فرصتها الوحيدة وقد تكون الأخيرة فمن يضمن لها ما سيحدث حتى هذا الوقت

من العام المقبل , وهل سينتظرها جبران عاما آخر لتقرر وقت الزواج منه

الذي أبدت موافقتها التامة عليه ولم يبقى سوا تحديد موعد زفافهما وإشاعة الخبر

فإن أضاعت هذه الفرصة لن تجد غيرها ولن ترضى أبدا أن تبني عائلة وتنجب

أبناء وهي تجهل نسبها وتجهل عائلتها , وتعلم جيدا ما سيواجهه أبنائها بعدها

وما ستواجهه هي قبلهم في حال انتهى حكم والدها شراع لصنوان فنصف من

يمسكون ألسنهم عنها الآن خوفا من والدها وأبنائه , عليها أن تعلم كيف لامرأة

من الحالك أن تولد والدتها التي كانت تعيش على حدودهم في صنوان ! فلا أحد

سيعلم إن لم يصلوا لتلك العجوز ولا أحد يستطيع الوصول لها وهي خلف حدود

الحالك إلا بالطريقة البدائية وهي التسلل خفية في جنح الظلام , مخالفات لم

يستطع أحد معالجتها رغم كل التراكمات والأحقاد والحروب فلازال ثمة من

يتسللون عبر الحدود وزيجات تتم سرا وأبناء يواجهون الصعاب جراء تلك

الزيجات الخاطئة , وجل ما تخشاه الشاردة بنظرها في الحقول أن تكون هي

أيضا نتيجة لزواج مماثل وأن يكون والدها من قرية حجور تلك وتزوج سرا

من والدتها ابنة قبيلة غزير في توز وكانت هي نتيجة ذاك الزواج الذي تركها

بأم من غير أب مجهولة النسب والهوية , ليبدأ ذاك السؤال بدوران في رأسها

مجددا ( لماذا تزوج والدي شراع من والدتي وحماني لديه إن كانت

والدتي تزوجت سرا بأحد الرجال في الحالك ؟؟ )

عادت بنظرها ليديها الممسكة حقيبتها بقوة , الحقيبة التي حوت ملابس تكفيها

مدة بقائها هنا لأسبوع أو يزيد قليلا حسب مدة زيارة جبران لمقراتهم الجنوبية

وهذا أمر استحسنته كثيرا فإن حدث شيء وقت تسللها المتهور ذاك ستضمن أن

تصل له سريعا حال أمسكها أحد جنودهم , أما جانب الحالك فهي تعي جيدا أن

الحرب جهة الشرق تشغلهم أكثر عن حدودهم هنا خاصة وأنهم هنا في صنوان

في هدنة معهم لازالت تمتد لشهر ونيف قبل أن تنتهي ويبحثون معهم السبل

لتمديدها أكثر فهي لاحظت أن والدها يسعى بكل جهده هوا وزعماء قبائلهم

لسحب مهادنة جديدة مع ابن شاهين ليقينهم بأنه لا يخرق الهدن أبدا ما لم

يغدر به الطرف الآخر كما حدث مع الهازان , شعرت بتوقف السيارة فجأة

فرفعت رأسها فإذا هم أمام سور عالي بباب كبير علمت فورا أنهما وصلا

لوجهتهما الأساسية وهوا منزل جدة جليلة ابنة خالتها وهي جدتها أم والدها

حيث أن والديها من قبيلة غزير كليهما , فتحت الباب حينها في صمت تام

ونزلت تحمل حقيبتها الجلدية متوسطة الحجم وقد وضعتها على كتفها فانفتح

الباب الأمامي أيضا ونزل منه جبران ووقف مقابلا لها وقال في أول حديث

يتبادلانه منذ بداية رحلتهما " ما أن أنتهي من مهمتي سآتي لأخذك

وسأحرص على أن لا أتأخر "

هزت رأسها بحسنا دون أي تعبير ظاهر على ملامحها وعينيها فلا تريد أن

يرى القلق فيهما وخوفها من أن يحدث شيء ويغضبوا منها جميعا خاصة

والدها شراع , قال وهوا يدخل يده في الجيب الداخلي لسترة بذلته

العسكرية " هل معك نقود ؟ فقد تحتاجين شيئا هنا "

هزت رأسها بلا وقالت فورا " معي ما يكفي ويزيد وقد أعطاني

والدي أيضا فاترك مالك لديك يا جبران فأنت أحق به "

أخرج يده فارغة وقال ناظرا لعينيها شديدة السواد والاتساع " سلمي

لي على خالتك إذا وأخبريها أن ما أوصتني به سيكون لديهم ما أن

أرجع من مهمتي في الحدود فقد تضن أني تأخرت ولن أحضره لها "

توترت ملامحها بشكل واضح وهربت بنظراتها منه للأرض فلم

تتوقع أنه لا يعلم , تمسكت بحقيبتها أكثر وقالت بتردد " لكن

خالتي ليست هنا ولا يمكنني إيصال رسالتك "

نظر لها بصدمة مطولا قبل أن يقول " ومن مع جليلة هنا إذا ؟ "

قالت بهمس ونظرها لازال في الأرض تحتها

" هي وحدها وجدتها "

لاذ بصمت مبهم جعلها ترفع رأسها وتنظر لوجهه فورا وقد كان

واضحا لها الضيق وعدم الرضا في ملامحه ونظراته وشكت للحظة

أنه سيرجع بها لمنزلهم فورا فقالت في محاولة لإقناعه " كما تعلم فخالتي

لا أحد لديها سوا جليلة بعد زواج ابنتيها الأكبر منها ولن تستطيعا المجيء

هنا للبقاء شهرا كاملا وتترك زوجها وأبنائها الذكور , وجليلة وبنات أعمامها

يتناوبون على البقاء مع جدتهم وكل شهر تبقى معها واحدة في شهر واحد

في السنة لكل منهن والبلدة هنا آمنة والمنازل محاطة بأسوار عالية والجميع

يعرفون بعضهم لما كان والد جليلة وأشقائها تركوها هنا لوحدها مع جدتها "

كان كل ما قالته حقيقة لم تكذب فيها أبدا لكنها لم ترى اللين في ملامحه ولم

تتغير نظرة عدم الرضا تلك التي ترسلها نظراته لها وقد بدأ أملها في البقاء

يقل تدريجيا فغضنت جبينها مقربة حاجبيها الرقيقان الطويلان من بعضهما

في نظرة رجاء بريئة وقالت برقة " قل شيئا يا جبران "

تنهد حينها باستسلام محركا رأسه بقوة ثم أمسك وجهها بيديه وقال ناظرا

لعينيها " لست مقتنعا يا قلب جبران لكن لا يمكنني رفض رغباتك ورؤية

الحزن في عينيك الجميلتين وأنا أعيدك معي للمنزل لما نمتِ الليلة

إلا في سريرك هناك "

ظهرت ابتسامة طفيفة نقية صادقة على شفتيها الزهرية الجميلة

وقالت بهمس " شكرا لك "

ركز نظره على عينيها أكثر ولازال ممسكا وجهها الصغير أمام يديه

الكبيرتان وقال بجدية " اعتني بنفسك جيدا يا غسق سأحاول أن آتي في

أقرب وقت فلن يهنئ لي بال وأنتي وابنة خالتك وحدكما هنا مع عجوز

كبيرة لا تتذكر حتى عشائها , فاستمتعي بوقتك فلن أزيدك يوما واحد

وقت عودتي من الحدود الأخرى حسنا "

هزت رأسها بحسنا هزة خفيفة فقبل جبينها وهمس برقة وصوت

رجولي عميق " كوني بخير حبيبتي أو لن أسامح نفسي أبدا "

تلقت كلماته تلك كرذاذ مطر قوي على نافذة زجاجية مغلفة وهي تتمنى حقا

أن لا تجعله يندم على إحضارها هنا بنفسه ومعاندته لوالده حتى وافق , ما

أن ابتعد عنها وهم بفتح باب السيارة حتى وقف مكانه حين وصله صوتها

قائلة " ما أن نرجع للمنزل سنتزوج في الأسبوع الذي يليه "

التفت لها من فوره ورغم أنه سبق وسمع هذا من والده لكن لم يتوقع

الأمر بهذه السرعة , قال مستغربا " والدي أخبرك ؟ "

هزت رأسها بلا وقالت باستغراب مماثل " وما دخل والدي بالأمر !! "

جال بنظره في ملامحها مفكرا قبل أن يقول " هوا أخبرني من أيام

أنه سيقنعك لنعقد قراننا ما أن أرجع من مهمتي في الحدود "

بالكاد خرجت منها الكلمات وقالت هامسة بحيرة " لم يخبرني ؟ "

ابتسم حينها وقال " إذا لن يكلف نفسه عناء إقناعك وأنا المستفيد

في كل الأحوال "

نظرت للأسفل من فورها هربا من عينيه وقد اعتلت وجنتيها حمرة شديدة

كم أصبح يعشق رؤيتها , فكبح جماح كل رغباته وجنون قلبه بها وقال

وهوا يفتح باب السيارة ويركبها " هيا لن أغادر قبل أن تدخلي للداخل "

تحركت حينها بخطوات سريعة وما أن وصلته حتى انفتح الباب من تلقاء

نفسه وخرج منه رأس ابنة خالتها التي قالت مبتسمة " كلما سمعت

هدير سيارة في الخارج خرجت أضنها أنتي , لقد تأخرتما "


المخرج~

بقلم / الغالية همس الريح

الف باء تاء ثاء مطر يرعد في الارجاء

جيم حاء خاء دال قسم لن نبقي الانذال

ذال راء زين سين حرب فرضت منذ سنين

شين صاد ضاد طاء ساصحح كل الاخطاء

ظاء عين غين فاء خير بلادي للشرفاء

قاف كاف لام ميم نصر عزم و تصميم

نون هاء واو ياء وطني يمضي للعلياء



علي لسان مطر ..بعد الاجتماع الذي واجه فيه سارقي بلاده و ناهبي ثرواتها




نهاية الفصل .... موعدنا القادم مساء السبت إن شاء الله

ودمتم في حفظ الرحمن جميعا




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 03-08-16, 10:33 PM   #556

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 73 ( الأعضاء 26 والزوار 47)
‏فيتامين سي, ‏monefade, ‏Lalloush, ‏roaa14, ‏*£ دودي المزيونه £*, ‏sasad, ‏برستيج اردنية, ‏r2k, ‏Topaz., ‏ندى المطر, ‏عبيركك+, ‏bella snow, ‏ورده علي+, ‏Time Out, ‏دندنة روح, ‏hafsati, ‏شموسه3, ‏عبق حروفي, ‏رغوو, ‏مالقيت إسم, ‏عيونه وطن, ‏محمود أحممد, ‏جنغوما, ‏عميه, ‏Bushra21


قراءة ممتعة لكم ...... وردود ممتعة لنا ولحبيبتنا برد المشاعر......

ومن الآن أقول لكم الله يعينكم على قفلة الفصل العاشر

هههههههه

وترى حتى أنا مثلكم شريره برد ما أرسلت لي الفصل الـ 11





فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 03-08-16, 10:38 PM   #557

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 81 ( الأعضاء 28 والزوار 53)
‏فيتامين سي, ‏hala20111, ‏عبق حروفي, ‏شموووخ انسانه, ‏شموسه3, ‏دندنة روح, ‏عيونه وطن, ‏ثمرو, ‏آيفا رمضان+, ‏monefade, ‏Lalloush, ‏roaa14, ‏*£ دودي المزيونه £*, ‏برستيج اردنية, ‏r2k, ‏Topaz., ‏ندى المطر, ‏عبيركك+, ‏bella snow, ‏ورده علي+, ‏Time Out, ‏hafsati, ‏رغوو, ‏مالقيت إسم, ‏محمود أحممد, ‏جنغوما, ‏عميه


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 03-08-16, 10:39 PM   #558

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اكتر شيء صرت متأكدة منه هو انه قرررررررررررربت يا صبايا
اللقاء المنتظر يلي تمرمطنا مشانو قررررررب
ان شاء الله الفصل الجاي بتلتقي غسق بحبيب قلبي مطر الغالي
أكثر شيء ملفت في الفصل أو في الرواية ككل هو تيم أشعر بأنه سيكون نقطة محورية لتغير احداث الرواية فأجدك تركزين عليه وعلى مظاهر الحقد التي يحملها من جراء معاناته وان نظرنا لقول القطاط أن ابن شاهين سيهزم على اعتاب نصره فأنا توقع أن يموت مطر ويتولى تيم مهمة اتمام ما بدأه مطر
رجااااااااااءا يا برد لا تقتلي مطر والله رح انصدم مدة اسبوع كامل
ما فيني انا اشوفه يموت ...قلبي الصغير لا يتحمل
جبران على قدر ما أكره محاصرته لغسق بقدر ما اشفق عليه فهو الآن يكاد يطير من السعادة فقد اقترب اليوم الذي لطالما انتظر و حلم به ألا وهو أن تصبح غسق له
ولكن هذا الحلم سينتهي مع اختراق غسق لحدود الحالك وهو ما لن يمر بسلام مطلقا
يلا يا غسق يا حبيبة امك اهربي وروحي للحالك وانا رح أمن الحدود هههههه انا بستنى بس اليوم يلي تلتقي فيه مع مطر و يومها رح يصيروا عيوني قلوب قلوب
فصل حلو ورائع ومشوق وشو رح يصبرنا للفصل الجاي
لا تطولي علينا يا برد
عندي سؤال : غسق ومطر هل سيكونون من ابطال الجزء الثاني ايضا؟؟
الله يوفقك يا حبيبتي وتسلم ايدك على قلمك الرائع والمبدع



التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 05-08-16 الساعة 06:42 PM
bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 03-08-16, 10:47 PM   #559

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 92 ( الأعضاء 32 والزوار 60)
‏bella snow, ‏giba.2200, ‏hala20111, ‏lolo75, ‏كبرياء امراة, ‏deegoo, ‏الزهراألزهراء, ‏فيتامين سي, ‏عبق حروفي, ‏شموووخ انسانه, ‏شموسه3, ‏دندنة روح, ‏عيونه وطن, ‏ثمرو, ‏آيفا رمضان+, ‏monefade, ‏Lalloush, ‏roaa14, ‏*£ دودي المزيونه £*, ‏برستيج اردنية, ‏r2k, ‏Topaz., ‏ندى المطر, ‏عبيركك+, ‏ورده علي, ‏Time Out, ‏hafsati, ‏رغوو, ‏مالقيت إسم, ‏محمود أحممد, ‏جنغوما


bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 03-08-16, 11:15 PM   #560

عبيركك

نجم روايتي وفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية عبيركك

? العضوٌ??? » 308350
?  التسِجيلٌ » Nov 2013
? مشَارَ?اتْي » 7,127
?  نُقآطِيْ » عبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond repute
افتراضي


البارت يعد بارت هدنه عقدته برد معنا فاعتقد ان القادم هو ماننتظره فمطر على الحدود ووجهته عزيره وغسق بالجهه المقابله وهدفها عزيره هل سيتم اللقاء المنتظر ام ستاخريه اكثر يابرد انا بشوق للقاء ولفهم قصه اميمه وسبب زواج شراع منها واخفاء نسب ابنتها اعتقد انها من الحالك وجائني فكره ان تكون غسق ابنه عم مطر صقر او العم الذي مات نسيت اسمه وهناك سر لهرب اميمه بحملها والسر لابد متعلق بمطر ونبوءه الدجال انا اكره التوقعات ولكنها فكره خطرت براسي \\\جبران هل قبله الجبين هي اخر قبله لغسق وهل سيكون جلبها لقدرها بنفسه وحرمها عليه كيف ستكون رده فعله عند اكتشاف المستور وخاصه انه اخذ وعد منها بالزواج بعد عودتهم \\\\تيم بالفعل اراه البطل القادم برجولته المبكره وحبه المتفاني لامه وتامين دوائها من اجل ان تبقى على قيد الحياه ولايبقى وحيد بهذه الدنيا وهو مستعد لفعل اي شى من اجلها متاكده انه سيكون رجل مسؤول يهتم بما يخصه ويدافع عنه ولكن بدون اظهار مشاعره احببت مافعله الطبيب عند معرفته بقصته واعجبني صدقه بالرغم من خوفه من الطرد ولكن الطبيب طلع ارحم من اقرباء امه ورحمه واعاده للمدرسه لان صفات تيم لاتسوى شى ان لم يكملها بالعلم \\\\كم هي الحرب كريهه وتشرد البشر منظر زيزفون والجده المني ففي الحرب ينسى الناس بعضهم ولايهمهم سوى الهرب منظرها وهي تستعطف السيارات لتاخذها موجع حتى انها اختارت ان تستعين بربها الذي لن ينسى عباده وتعود الى بيتها ارحم لها من التشرد وسؤال البشر ولاعتب على الغرب حين نساها جدها وهرب بذكوره ونسى حفيدته الوحيده التي تحتاج لرعايه \\\وقاص وروح علاقه اخويه جميله هل ستبقى كذلك وخاصه ان اهتمام الجد بوقاص مصدر ازعاج وحسد من الجميع هل سيظهر ما ينزع ويخرب هذه العلاقه وماسر الشقار وروح\\\\جوزاء واضح معاناتها لفقدها لابنائها ونقمتها على وضعها ولكنها ساكته وصابره يمكن تتمنى ان تحصل معجزه ويعودوا ابنائها لحضنها وياترى هل سيحتاج مظر للمراه بحياته واعتقد انه طرد الخادمه لمحاولتها التقرب منه لذلك جعل سن الخدا مات فوق الاربعين \\\\بالنهايه البارت بالرغم من هدوئه ولكنه بدايه للهدف مشكوره برد ومشكوره فيتامين على التنزيل همس الريح ابدعت صراحه بالمدخل والمخرج



التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 05-08-16 الساعة 06:44 PM
عبيركك غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:18 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.