آخر 10 مشاركات
بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          ملك يمينــــــك.. روايتي الأولى * متميزه & مكتمله * (الكاتـب : Iraqia - )           »          صدمات ملكية (56) للكاتبة: لوسي مونرو (الجزء الأول من سلسلة العائلة الملكية) ×كــاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          صفقة زواج(103) -قلوب غربية- للكاتبة الرائعة: * رووز *[حصرياً] كاملة & الروابط * (الكاتـب : رووز - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          إغواء متنكّر (78) للكاتبة: Stefanie London *كاملة+روابط* (الكاتـب : *دلال* - )           »          عذراء الإيطالى(141)للكاتبة:Lynne Graham(الجزء1سلسلة عذراوات عيد الميلاد) كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رهاني الرابح (90) للكاتبة: سارة كريفن ...كاملة... (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          دموع زهرة الأوركيديا للكاتبة raja tortorici(( حصرية لروايتي فقط )) مميزة ... مكتملة (الكاتـب : أميرة الحب - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-04-16, 03:08 AM   #1

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile25 آهات عزفت على أوتار الألم، للكاتبة/ نها عبدالخالق العرجا(فلسطينية)






بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اعضاء روايتي الغالين نقدم لكم رواية

آهات عزفت على أوتار الألم

للكاتبة/ نها عبدالخالق العرجا



قراءة ممتعة للجميع ...



التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 08-05-16 الساعة 01:11 PM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 26-04-16, 03:12 AM   #2

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أهلا وسهلا بجميع الأعضاء أسعدكم الخالق روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم

اليوم السبت الموافق 25 جمادي الأولى 1437 هجري سأقدم لكم روايتي الثانية التى أتمنى أن تنال إعجابكم بعد أن كانت أسيرة بين طيات الورق لمدة أربع سنوات وددت أن أشارككم إياها

هي أقرب رواياتي الى قلبي، أحببتها بصدق عشت معها أياما جميلة وأخرى حزينة، وددت أن أنقلها إليكم لتشاركوني ما خطَّ به قلمي



~~لا تليهكم الروايه عن الصلاة لا اتحمل ذنب اي شخص يقرأ وقت الصلاة اللهم بلغت اللهم فاشهد ~~



لا أحلل ولا أبيح من ينقل الروايه بدون ذكر اسمي
الكاتبة/ نها عبدالخالق العرجا

سيكون هناك آهة ( بارتـــــ ) يومي السبت والخميس

سطر مداد القلم
حكاية حروفها تنبض بالألم
لطفلةٍ عانت من ويلات الزمن
أمها متهالكة الجسد
والأب رحل ولم يعد
وإخوتها صغارٌ فما العمل
طفلة حرمت من طفولتها لتربي اخوانها الثلاثة، وأمها مريضة وأبيها رحل ولم يرجع، عاندتها الحياة بكل شئ ولكنها اتخذت قرارا أنها ستكون لهم نعم السند

وأخر تزوج دون رضاه، لم يتحمل ذلك ولكن ماذا بإمكانه أن يفعل

وأخر كان طائش عنيد يحب فعل كل شئ، دون معارضة أحد، هل سيأتي من يغير حياته، وهناك حكايات وحكايات

كل هذا سنتحدث عنه بروايتي الثانية

&& آهات عزفت على أوتار الألم &&



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 26-04-16, 03:15 AM   #3

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



&&الوتر الأول&&
&&الآهة الأولى&&
&&براءة مسلوبة&&

من بين الآلام والأحزان هل ستخرج البسمات على الشفاه، لا أظن هذا فما أقسى الزمان، هل الحزن والكآبة شعور يلازم البراءة، الرحمة والشفقة أصبحت في زمن النسيان، الظلم والخيانة هل أصبحتا قانوناً يسن في التشريعات، سواد الليل أصبح أماناً والنهار أصبح إجراماً شقت دمعتها المتمردة طريقها حتى لامست شفتيها، وللدموع طعم مر ولكنه يبقى أقل مرارة من سبب سقوطها، وضعت كفها الأيسر على عينيها، لتواري دموعا توالت خلف دمعة مسكينة، يبدو أن الدموع أفضل من معظم البشر، فالدموع ضحت بنفسها للسقوط خلف أختها لتؤازرها، سمعت صوت طرقات على باب المنزل تركت ما بيدها ونظرت الى نفسها كانت ترتدي قميصا فضفاضا يصل الى ركبتيها لونه أخضر باهت، مهترئ انه يخص والدتها من يراه يقسم أن عمره مئة سنة وبنطلون من القماش لونه أسود باهت، وحذاء ( أكرمكم الله )ممزق من الجانبين لا يصلح للسير فيه، ولكن الحاجة تتغلب على كل شئ

: مين على الباب

سألت وهي تفكر من يمكن أن يزورهم بهذا الوقت أهي جارتهم الفضولية صفية أم أنها جارتهم الثرثارة غادة قاطع تفكيرها صوت
رجولي غاضب: بدي فلوسي

هي تعرف هويته ومن يكون غيره، انه أبو محمد جارهم الذي يسكن في البيت الثالث من هذه الحارة القديمة، تكلمت برجاء وهي تتمنى أن يلبي رجائها: عمي ان شاءالله أخر الأسبوع بتكون فلوسك عندك

دعت الإله أن يحنن قلب جارهم ليلبي رجائها، لم تكمل دعوتها حتى سرت قشعريرة بجسدها النحيل عند سماع صراخ أبو محمد: لا والله بتفكريني غبي لأرضى هاتي فلوسي هسه لأشتكيكم للشرطة

سمعت صوتاً هادئ يقترب، انه إمام المسجد أبو علاء: في شئ يا أبو محمد ليه بتصارخ

الى هنا ووضعت يديها على أذنيها، فأبو محمد صرخ بعصبية: بدي فلوسي كل مرة بحكولي بكرة أو بعده، بعدين معهم لمتى بدي أصبر عليهم

ركل الباب برجله ليفرغ جامة غضبه، تمنت لو أنها تستطيع أن تدفع له أمواله، ولكن ليس معها قطعة نقود واحدة، وكالبلسم الشافي كان كلام أبو علاء بالنسبة لها: تعال معي يا أبو محمد وأنا بدفع الفلوس لالك اللى بدك اياها منهم

لم تنتظر طويلا خلف الباب، استدارت لتذهب الى حيث كانت لتكمل ما بدأت به، تأملت المنزل التي تكاد أعمدته أن تهدم يتكون من غرفتين وحمام، وجدرانه متشققة، وألواح الاسبست التى تعلو سقف المنزل، لا تحميهم من المطر الغزير بالشتاء ولا من أشعة الشمس الحارقة في الصيف، دخلت بسرعة الى الغرفة التي مقابل الباب، لا تريد لنفسها أن تتألم أكثر
سمعت صوت أنين مكتوم، اتجهت بسرعة الى الفراش الذي يسكن عليه جسد أمها المريض، الذي عانى من ويلات الحياة، وطبعت قبلة على كفة يدها، وهمست بألم: ماما هسه أنا هأروح على الصيدلية مشان أشتريلك الدواء

أتشتري الدواء ومن أين لها المال، صوبت أمها
نظرها نحوها وهمست ببكاء حتى أن كلامها كان غير واضح بالنسبة لابنتها: أسيل مين اللى كان على الباب

وبعدها أطلقت صرخة ألم، فالمرض أهلك جسدها جاء مصعب الطفل ذو الخمس سنوات وتكلم وهو يبكي: أسيل ليه ماما بتبكي

وكيف لها أن تجيبه تجاهلته، وتكلمت بصوت هادئ أصرت ألا تبكي، فالبكاء لن يفيدها بل سيزيد أوجاعها: ما في حدا كان عالباب

هي تعلم أن ابنتها تكذب، فهي سمعت صوت صراخ جارهم أبو محمد، ولكنها لم تجادلها فثقتها بابنتها تجاوزت كل الحدود، تكلمت أسيل وهي تخفض نظراتها فعيون أمها المعاتبة جعلها تشعر أن كذبها بهذه اللحظة خطيئة لا تغتفر، هي لا تريد لأمها ان تحمل هم شئ يكفيها مرضها: ماما هسه أنا رايحة على الصيدلية

أمسكت الأم كفة يد ابنتها وتكلمت بصوت متهدج: حبيبتي ما بدي دواء ولا شئ أنا بخير

سعلت الأم بشدة تكلمت أسيل بخوف وهي تقرب كأس الماء من فم والدتها وتشربها قليلا: ماما الله يهديكي لحظات وبتلاقيني عندك

التفتت الى أخاها مصعب بجدية: مصعب دير بالك على ماما مشان أشتريلك لعبة أخر الأسبوع
قفز مصعب من شدة الفرح وحضن أسيل ببراءة، همست أسيل وهي تمسح على شعره الأسود الكثيف: حبيبي يلا أنا رايحة زي ما وصيتك انتبه لماما

ارتدت عبائة أمها السوداء الفضفاضة وشالة ذات اللون الأسود، بعدها خرجت من المنزل وهي خائفة من شئ واحد، ألا يعطيها البائع الموجود بالصيدلية الدواء الآن وأن لا يقبل بتسديد ثمنه حالما توفر معها المال، ما إن تعدت عتبة الباب حتى سمعت صوت شاب ألفته انه صوت هاني ابن الجيران: حبيبي بتعرف أبو مهند تجوز وترك أولاده ومرته

فادي ابن عمه وصديقه المقرب: بجد يا حرام مساكين

هاني وهو يرفع صوته يريد من أسيل أن تسمع ما يقول: هدولا مساكين والله ما في غيرنا المساكين، أمها اللى بتعمل نفسها مريضة هادي هيّ هربت من عند أهلها مشان تتجوز واحد تبع مخدرات

جُنَّ جنون أسيل أيتكلمون عن أمها هذا الكلام، لم تستطع أن تتجاهلهم فمهما يكن هذه أمها أشارت بيدها نحو هاني بعصبية: احترم نفسك ولا بدك اياني أعمل فيك زي آخر مرة

اعتلت ابتسامة سخرية ثغر هاني وتكلم وهو يتجاهلها وكأنها لم تقل شيئا: ولا بتعرف المصيبة انو مرته كان أهلها أغنياء بس تبروا منها لأنها تحدتهم وتزوجت من دون موافقتهم

التقطت أسيل حجرا من على الأرض ورمته على هاني ومشت خطوات سريعة نحو الصيدلية، مهما حاولت ألا تهتم لكلام الآخرين لكنها لم تنجح، فكلامهم موجع الى حد الألم، لما يتحدثون عن أمها ألا يعلمون أن أمها أطهر نساء الأرض، وأنها تحدت العالم بأسره من أجلهم، كانت تمشي على استعجال، رأت أطفال دون العاشرة يعبثون بالقمامة ويقتاتون الفتات وما يرميه الناس، ظهر القرف والاستياء على ملامحها، لكن الذي صدمها وشطر روحها الى نصفين وجود إخوانها الاثنين هناك، ركضت نحوهما ولم تهتم هل هناك مارة بالشارع أم لا، أمسكت أخاها مهند بيدها اليسرى، وصعفته على خده بيدها اليمنى وصرخت بصوت مقهور: ليه أنا قصرت عليكم بشئ لتعملوا هيك، ليه ما رحتوا عالمدرسة

تود بهذه اللحظة دفن نفسها، أكانت هي المخطئة أم ماذا، هل قصرت عليهم بشئ اتجهت نحو أخاها مؤيد، نظرت الى عيونه الخائفة،كان الخوف والقلق يحيط به ويداه ترتجف، أتصفعه لتنفس عن غضبها، لا لن تصفعه فهي متأكدة أنه تبع مهند، فمؤيد هو الجندي المطيع لمهند أمسكت يده وباليد الأخرى كانت أمسكت مهند وسحبتهما خلفها تكلم مهند بعصبية: بدنا ندور على ألعاب

وسحب يده من يدها، التفتت الى الخلف غير قادرة على استيعاب ما حدث، أيقول لها أنه راضٍ على ما فعله، أبعد الشقاء والتعب يجازوها بالنكران والألم، رأت أخاها يركض الى حيث كان قبل قليل، أدارت وجهها لم تحتمل رؤيته مشت ببطء، ومؤيد ينظر الى قدمي أخته، ليرى مقدار خطواتها، فتتناغم خطواته معها، فكل تفكيره كان ما نوع العقاب الذي سيتلقاه عندما يصل البيت، وصلت الى الصيدلية والموقف الذي قبل قليل أصابها بخيبة الأمل، طلبت من البائع الدواء، نظر البائع لها باعجاب بالرغم من ملابسها الرثة الا أنها تملك جاذبية، لا يملكها أحد سواها، هذه الصيدلية خاصة بعمه لكنه يعمل عنده منذ أن تخرج من الجامعة، كان ينتظر قدوم هذه الفتاة بفارغ الصبر فهو اشتاق لرؤيتها سألها بهدوء: ما بدك تدفعي الفلوس

وكيف لتلك أن تجيبه من أين لها المال، وبهمس وحياء وبعينان دامعة ترجوه: هأدفع الفلوس أخر الأسبوع ان شاءالله، ماما مريضة ومحتاجة للدواء

جاء العم صالح المسؤول عن الصيدلية وبيده عدة أدوية، هرع خالد ابن أخيه وأخذ الأدوية منه، نظر العم صالح لأسيل وهو يعقد حاجبيه وتكلم بهدوء: بدك الدواء لأمك

هزت أسيل رأسها بالموافقة وهرعت بقول: ماما مريضة وساءت حالتها مشان الدواء خلص قبل أسبوع، لو سمحت أعطيني الدواء وبوعدك أخر الأسبوع بعطيك حقه

تنهد العم صالح هو يعلم أن أمها مريضة وتحتاج للدواء، ولكن الدواء ثمنه غالٍ جدا ولا يستطيع كل مرة أن يعطيها الدواء مجانا سألها وهو يخفي تأثره من كلامها: يعني ما معك ولا فلس

نظر خالد الى عمه باستغراب لأول مرة يسألها ان كان معها نقود أم لا، فدائما يعطيها الدواء دون قول شئ، ولكن يبدو أن عمه ملَّ من هذه الفتاة
أخفضت رأسها أسيل بألم، فالفقر جعلها كمتسولة تطلب العطف من الناس، شعرت بالذل، استدارت لتخرج من الصيدلية لكن الصغير الذي لم يتجاوز السادسة بعد، سحب يده من يدها، وأشار بإصبعه الى العم صالح بعصبية: انت ليه ما تعطينا الدواء بنحكيلك ماما مريضة

وبعدها وضع كفيه على عينيه وأكمل ببكاء: عمو أعطينا الدواء، أنا ما بدي ماما تموت أنا بحبها

اتسعت عيون أسيل من الصدمة، لم تتوقع من أخاها مؤيد أن يفعل هذا، أمسكت يده وهمت بالخروج الا أن صوت العم صالح أوقفها: يا بنتي تعالي خدي الدواء

ترددت أسيل بالذهاب، فكرامتها لا تسمح لها بالذهاب، ولكن أمها المريضة التي تتألم تحتاج للدواء وبشدة، داست على كرامتها واستدارت لتذهب لأخذ الدواء، الا أن مؤيد سحب يده من يدها للمرة الثانية وأخذ الدواء من العم صالح ودموع الفرحة في عينيه، بعدها أمسك يد أخته، مشت أسيل بسرعة، دبَّ الخوف بقلبها عندما تراءى أمامها صورة والدتها قبل قليل وهي تسعل بشدة، تكلم الصغير وهو يلهث بتعب: أسيل امشي شوي شوي تعبت

هي لحظات قليلة وكانت بالمنزل، تنهدت بحزن عندما وجدت أمها نائمة وعلامات الارهاق على ملامحها

همست لأخويها: مصعب مؤيد يلا نروح على غرفتكم، مشان ماما ترتاح

ذهبت أسيل الى الغرفة الأخرى برفقة أخويها، تأملت الغرفة والبسمة تزين ثغرها، غرفة رغم صغرها مقسمة إلى ثلاثة أقسام، قسم للألعاب فيه ألعاب قديمة مكسرة، وقسم للنوم يوجد فيه ثلاث أسرة صفيرة صنعتها أسيل بنفسها وضعت خشبة مستطيلة الشكل على ثلاثة حجارة شكلت منها سريرا، والقسم الثالث مطبخ، بالرغم من بساطة هذه الغرفة الا أنها تشكل كنزا لهذه العائلة الفقيرة

مصعب بإلحاح وهو يمسك يد أسيل: أسيل علميني انتى حكيتي اليوم هنآخد

ووضع يده على فمه بتفكير، سألته أسيل بابتسامة اصطنعتها وهي تمنع نفسها من التفكير بشئ بعد أن خلعت العباية والشالة ووضعتهما بجانبها بعد أن طوتهما بحرص: حبيبي يلا تذكر شو أنا حكيت

قفز بسعادة بريئة: هنآخد كيف نتعلم جمع الأعداد
ابتسمت أسيل لرؤية سعادة أخيها، كل شئ بنظر اخوانها شئ يستحق أن نحتفل من أجله حتى لو كانت دمية: شطور

مؤيد ببراءة: أسيل أنا آسف ما كان قصدي
أروح مع مهند بس محمود ابن جيرانا حكى هتلاقوا هناك ألعاب كتير

تجاهلت أسيل كلامه، وأشاحت وجهها عنه لتبين له أن فعله خاطئ همس الصغير وهو يمسح دموعه التي تناثرت على وجنتيه: أسيل ليه انتي ما بتحبيني والله أنا بحبك شوفي جبت لالك هدية

وجاء أمامها وهو يمد كفه التى تحوي على شيء ذهبي لامع، تمالكت أسيل أعصابها وأخذت الشئ اللامع والاستنكار جلياً على ملامحها رأته عبارة عن قلادة ذهبية سألت أخاها وفكرة مخيفة سيطرت على عقلها: من وين لالك هالقلادة

تحمس مؤيد لاخبارها بكل شيء: أسيل أنا اليوم
لما كانوا الأولاد بدوروا بالزبالة ( أعزكم الله ) لقيت هادي القلادة ما حكيت لحدا حتى لمهند ما حكيت، وجبتها لالك

ظهرت ملامح القرف والاستياء، ورمت القلادة بسرعة على الأرض وتعالى صراخها على مؤيد:
انت كيف بتاخد شئ زي هيك من الزبالة ( أعزكم الله )

بعدها هدَّأت من نفسها، كان يجب عليها ألا تصرخ عليه، فهو ما زال صغيرا، سخرت من نفسها صغير لقد كانت أكبر منه بسنة عندما تحملت مسؤولية أسرة كاملة

أسيل بهدوء وهي تضم مؤيد الى صدرها الذي كان يبكي: حبيبي بدي أحكيلكم قصة

صحيح أن كلامها لا يصدقه عاقل، أبعد صراخها تخبرهم بهدوء أنها تود سرد حكاية على مسامعهم، بالرغم من كل ذلك تكلم مصعب بحماس: يلا بسرعة احكيلنا

ووضع رأسه على فخذ أخته أسيل، وأمسك يدها ووضعها على شعره

أسيل وهي تمسح على شعر مصعب: في ولد صغير اسمه عبدالله

مصعب بحماس: قديش عمره

أسيل بابتسامة: أكبر منك بسنة هو كان مو شاطر لأنه ما بسمع كلام الماما وأخته الكبيرة

مصعب ومؤيد بنفس الوقت: لا احنا بنسمع كلام الماما

بعدها همس مؤيد خافضا رأسه: وهأسمع كمان كلامك أنا أسف لأني ما سمعت كلامك اليوم

أكملت أسيل وهي تهز رأسها: شطور انت بس ما تعيدها، المهم بعدها يا شطار عبدالله راح عالشارع فصاحبه حكاله يلا نروح ندور بالزبالة ( أعزكم الله )المهم راح عبدالله ولقى شيء أسود غريب على شكل كورة، ومسكه مع انو ماما حكتلو ما تلعب بالزبالة ولا بأي شيء غريب لكنه هو عنيد وما سمع كلام ماما، وبعدها انفجر هالشيء الغريب وصار عبدالله مشلول

اتسعت عينيَّ الصغيرين من الصدمة، همس مؤيد بصدمة: ليه انشل

مصعب وهو يبكي ببراءة: يا حرام

مسحت أسيل بيديها دموع مصعب، وبقيت تحدثهم عن أهمية عدم العبث بالقمامة، وتمنت لو أن أخاها مهند هنا ليسمع كل هذا، ونسيت أن توبخ أخيها مؤيد على عدم ذهابه للمدرسة


يتبــــــــــــــــــــــ ــــع



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 26-04-16, 03:17 AM   #4

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


في احدى الجامعات الفلسطينية الساعة العاشرة صباحا

تعالت ضحكاته الساخرة التفت الى صديقه ساهر: لا يالحبيب بحكيلك بدي شيء أكشن يغير حياتي كلها

ساهر ممازحاً: أحسن شيء انك تتجوز يا ماهر

ضرب ماهر صديقه البراء على كتفه وهتف ساخراً: بتفكرني زي البراء، بحكيلك بدي شيء أكشن مو رومنسي

رمقه البراء بغيظ وأبعد يده عن كتفه: لو سمحتوا ممكن ولا صوت مشان بدي أدرس، عندنا امتحان بعد نص ساعة ذاكروا بلا كلام فاضي

ماهر بسخرية: لا شكلو الحبيبة زعلتك

البراء وهو يرص على أسنانه بغضب: ماهر

طاهر بهدوء وهو يقلب صفحات الكتاب: ماهر خلاص خلينا نذاكر

شبك َّماهر كفيه ووضعها خلف رأسه واستند الى الحائط ونظر الى أصدقائه بطرف عينه الذين يجلسون بجانبه، البراء يجلس على يمينه ويتصفح تلخيصا للامتحان الذي بعد قليل، وطاهر يجلس بجانب البراء يتصفح كتابا ويقلب ورقاته، ويجلس على يساره ساهر وبيده جواله يلعب عليه، أما هو كان يفكر بشيء مثير يود فعله، الا أنه قاطع أفكاره فتاة تمشي بتبختر تأملها من رأسها الى أخمص قدميها كانت ترتدي بنطلون جينز أسود ضيق يكشف أكثر مما يستر، وبلوزة سوداء تكاد أن تتمزق تكشف تفاصيل جسدها عليها كرستالات باللون الفضي أعلى الصدر على أطراف اليدين، وشالة باللون الأسود، واسكربينا ( أعزكم الله )لونها رمادي
علت ابتسامة سخرية ثغره كاد أن يتكلم، سبقه صديقه ساهر: ماهر أكلت البنت بعيونك استغفر الله

طاهر باستياء: ماهر ادرس بلاش ترسب بتفكر كل مرة بتقدر تغش انت بتدرس طب مو شئ هبل

نظر إليه ماهر بطرف عينه: لا بجد أول مرة أعرف اني بدرس طب، ليه ما حكيتلي من قبل مشان أدرس

علا رنين جوال البراء، عقد حواجبه وأجاب بهدوء: السلام عليكم

: أنا بالجامعة عندي امتحان بعد شوي

: لا ما بعرف

: اوك ان شاء الله

: يلا مع السلامة

تلفت البراء حوله رأى أصدقائه ينظرون له بابتسامة خبيثة، أشاح وجهه وهمس: ماما

مد ماهر بوزه وتكلم بسخرية: ولك متى بدك تكبر احكي أمّي مو ماما

نهض البراء بغضب فهو في هذه الفترة متضايق وبشدة ولم يجب أحدا منهم، شعر بأحد يربت على كتفه لم يلتفت ليرى من ربت على كتفه، فهو متأكد أنَّه طاهر نعم لم يخب ظنه سأله طاهر بحزن: البراء لا تخلي حياتك توقف مشان شئ

البراء خافضا رأسه بضيق: طاهر هادا مو يوم ولا يومين، هادي حياة كاملة

طاهر مواسيا: البراء لا تكون سلبي

البراء بانزعاج: سلبي من متى أنا سلبي، طاهر هي هيك حياتي ما فيها شيء حلو

طاهر معاتباً: البراء لا تعترض في كتير بتمنوا حياتك، والله أمك بتحبك وأبوك كمان، بس هم خايفين على مصلحتك

كاد البراء أن يجيبه الا أن طاهر أكمل: يلا نروح هسه هيبدأ الامتحان


وفي نفس الجامعة

كانت تجلس مع صديقتها مرام شاردة الذهن، لا تعلم لما وبخها اليوم هل فعلت شيئا ما، اكتشفت خلال الأيام القليلة التى عاشتها معه أنه لا يطيق رؤيتها، هي ليست قبيحة لينفر منها ولا جميلة جدا لتسحر عقله، ولكن جمالها متوسط تعترف أنه أجمل منها ولكن ليس من حقه أن يعاملها هكذا

مرام بخبث: اعترفي بتفكري مين

تنهدت بعدها التفتت الى مرام وهمست: عندو بدأ الامتحان يلا نروح

مرام بسرعة: لا يا ربي ما خلصت دراسة، ريما فهميني هالصفحة يا ربي مو فاهم فيها شيء

ريما باستياء: ليه ما حكتيلي من ئبل هسه الامتحان هيبدأ

مرام وهي تقلب ورقات الكتاب بسرعة: خايفة والله ريما ديري بالك ساعديني اوك

هزت ريما رأسها بمعنى لا وهمست: انتى عارفاني

وقامت بهدوء وهي تحمل كتبها هزت مرام رأسها بيأس وهمست: ما هتتغير هالبنت

*
*
*


في الحارة القديمة الواقعة بحي النصر بمدينة غزة، في منزل أبو مهند الساعة الثانية ظهرا


أسيل وهي تجلي الأطباق وتنشد احدى الأناشيد الوطنية التى تحبها فهي تملك صوت جميل

مكتوب عجبينك بطل
يا ساكن الزنازين
مهما جرى ومهما حصل
كلو فدا فلسطين

قاطعها أخاها مصعب الذي جاء وهو يلهث: أسيل ماما بتعيط

تركت أسيل كل ما بيدها وركضت الى الغرفة الأخرى، وجدت أمها مستلقية على الفراش وتأن بصوت منخفض، ذهبت نحوها بسرعة وجلست مقابلها وتكلمت بصوت قلق وعيون دامعة: ماما شو بيوجعك

همست الأم: حبيبتي أنا بخير مجرد ألم خفيف

كتمت الأم آهاتها المتألمة، فهي لا تريد أن تتعب ابنتها أكثر مما ينبغي، فأسيل ما زالت صغيرة
ومن حقها أن تلعب مثل باقي الأطفال، ولكن القدر شاء غير ذلك

نظرت أسيل الى أمها بخوف، هي تعلم أن أمها تخفي ما بها حتى لا تؤلمها، شعرت بأمها تمسك كفها، تلقائيا ذهبت نظراتها الى كفها الذي يحتضنه يد أمها، شعرت بالدفء سالت دمعة ألم على خدها لتلامس شفتيها فتتذوقها بلسانها لتشعر بمرارتها وتذكرها بمرارة الحياة التي تعانيها

نظرت الأم الى دمعة ابنتها ودت لو تحضنها الى صدرها، تشعر أنها السبب بكل ما حصل لهم، همست وهي تضغط بخفة على كف ابنتها واصطنعت ابتسامة مزيفة: حبيبتي أنا بخير بامكانك تروحي تكملي شغلك

التفتت أسيل الى مصعب الذي راقب الموقف بصمت: مصعب حبيبي ضلك هون، بتخبرني لو صار شئ

خرجت من الغرفة وهي تتألم، الى متى سيستمر هذا الحال، دعت ربها بقلب متضرع أن يفرج عليهم، رأت مهند يجلس على سريره وابتسامة فرح تزين ثغره، ابتسمت بوجع لابتسامته هو أكبر اخوانها لكنه لم يتجاوز السابعة بعد، يا ليت لها أخا كبيرا ليحمل عنها متاعب الحياة ولكن ليس كل ما نطلبه نجده وبلمح البصر رات مهند أمامها أمسك يدها وتكلم بحماس: أسيل بتعرفي

أشاحت وجهها عنه لن تكلمه بعد موقف اليوم إلا اذا اعترف بخطأه، لكنه جاء أمامها وكشف عما بيده تعالت شهقاتها وهتفت بصدمة: ..........:


انتهت الآهة
ما هي توقعاتكم
الكاتبة/ نها عبدالخالق
دمتم بود




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 26-04-16, 03:20 AM   #5

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



&&الوتر الأول&&
&&الآهة الثانية&&
&&هل سيدوم الألم&&


أشاحت وجهها عنه لن تكلمه بعد موقف اليوم إلا اذا اعترف بخطأه، لكنه جاء أمامها وكشف عما بيده تعالت شهقاتها وهتفت بصدمة: من وين لالك هالفلوس

مهند بحماس: صح كتير هدولا الفلوس

أخذت أسيل منه الأموال وتكلمت بحدة: مهند من وين لالك هالفلوس

مهند وهو يمد بوزه: ما بعرف من وين

وأكمل بحماس: هأشتري فيهم ألعاب كتير وعجلة كمان أروح فيها عالمدرسة خبيهم معك وما تخلي حدا يشوفهم، هيييييه

ًطُرق باب المنزل بطرقات عنيفة، ارتدت عبائتها وشالتها بسرعة ووضعت الأموال التى جلبها مهند بجيب بنطالها، والارتباك قد أخذ منها مأخذا، فصراخ مهند قد ملأ المنزل خرجت من الغرفة، وجدت جارتهم أم هاني وبجانبها ابنها هاني يقفون عند الباب، اتجهت نحوهم بسرعة أم هاني وهي تردح: يا حرامية وين الفلوس

أسيل باستنكار، لم تستوعب ما قالته أم هاني: خير يا خالتي شو فيه

أم هاني وهي تشير لأسيل بعصبية: ومن وين بدو يجي الخير وانتو بهالحارة، هاتوا الفلوس لأبلغ الشرطة يا حرامية

أسيل بنرفزة: خالة عن ايش بتتكلمي

أم هاني أشارت بقهر لمهند: أخوك الحرامي سرق فلوسي

تلقائيا التفتت لمهند وهي غير مستوعبة أن أحد اخوانها سيسرق شيئا، همس هاني لأمه: يمه
سيبك منهم مين حكالك هو اللى سرقه

أم هاني بردح: أحكيلك مين اللى حكالي عيوني، عيوني اللى شافته كنت حاطة محفظتي جنبي وقاعدة على عتبة بيتنا، فجأة هو اجا وسرق المحفظة، وأنا ما تمالكت نفسي من الصدمة بعدين رحت ناديتك مشان تجي معي وتربيه

مهند بعصبية: كذابة أنا ما سرقت شيء حتى فتشيني

هاني وهو يرص على أسنانه: مهند احترم أمِّي وما ترفع صوتك على صوتها

أم هاني وهي تبكي: أنا محتاجة الفلوس، يا بنتي احكي لأخوكي يجيبهم

نظر هاني الى أسيل التى أمسكت يد أمه ودخلت معها الى داخل المنزل، وأيضا اختفى مهند من أمامه، تنهد بصوت مسموع يشعر بالأسف على أسيل طفلة صغيرة في مثل عمرها تتحمل رعاية أسرة كاملة، لكنه مقهور من تصرفاتها، ترفض مساعداته لها، صحيح أنه ببعض الأحيان ينرفزها بكلامه، لكن كل هذا لأنه مقهور عليها

وبداخل المنزل في غرفة الصغار أسيل خافضة رأسها للأسفل: خالتو أنا بتأسف منك

أم هاني بملامح جامدة وهي تقلب الأموال بيدها التي أعطتها اياها أسيل وتعدها: ما تتأسفي بس تاني مرة ما تخليه يعيدها

وبعدها هتفت بصدمة: الفلوس ناقصة

وقفت بعصبية: هاتولي باقي الفلوس، أسيل انتى أخدتي منهم

وأكملت بصوت متهدج: أنا يا بنتي محتاجهم، صحيح وين المحفظة كمان

أسيل وهي تشعر أنها بأي وقت ستبكي: خالة والله بس هادي الفلوس اللى أعطاني اياها أخوي

مهند بشراسة الذي جاء الآن وهو يضرب أسيل برجله: يا زفته ليه بتعطيها الفلوس، هدولا الفلوس أنا اللى لقيتهم، هي بتكذب عليك ليه انتي سدقتيها

صفعت أسيل مهند على خده لقد نفذ صبرها، الى الآن لم تستوعب أن مهند يسرق وفوق ذلك يكذب: مهند هات الفلوس والمحفظة بسرعة، وأعطيها لصاحبتها

تمرد الصغير وأبى أن يفعل ما أمرته أخته، فهو يعتقد أن المال من حقه، فهو وجد المحفظة ملقاة على الأرض: بديش الفلوس لالي

وأشار لأم هاني بكره: وانتي هاتي باقي الفلوس

انجنت أسيل من تصرفاته وهمست بأذنه بشيء ما، ظهرت ملامح الخوف على ملامح الصغير وتكلم بعد ثوان خافضا رأسه: الفلوس مو معي، أعطيتهم لواحد شاف معي الفلوس ما بعرف اسمه، والمحفظة رميتها بالزبالة

كاد أن يغمى على أسيل، كيف سترفع رأسها بعد اليوم، تعبت عليهم وربّتهم وبعد كل هذا يفتعلون المشاكل، صرخت أم هاني وهي تولول: يا ربي هسه شو بدي أعمل، انتى بتعرف انو الفلوس اللى ضيعتهم بيكفوكوا سنة لك 500 شيكل تعطيهم لاله، انت مجنون

أسيل بعدما تنهدت: خالة ان شاءالله بعطيكي الفلوس لما يكون معنا فلوس

خرج مهند من الغرفة وهو يركض، أشاحت أم هاني رأسها: أسيل كلنا بنعرف ما في معكو فلوس لا نضحك على بعض

التفتت أسيل الى أم هاني وهمست: خالة ببيع معك بالسوق عالبسطة

أم هاني بصدمة وهي تستدير ببطء نحو أسيل: انتي هبلة ودراستك وكمان اخوانك مين بدو يعتني فيهم

أسيل بألم: عادي يا خالة لما أرجع من المدرسة
بساعدك، واخواني ماما عندهم وهم كبار مو صغار لأخاف عليهم

يتبــــــــــــــــــــــ ــــــع



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 26-04-16, 03:23 AM   #6

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


وفي أحد البيوت الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة كانت هناك فيلا أبو البراء

: البراء كان حكيتلي اني ما أنتظرك يعني انتظرك نص ساعة وبالأخر ما جيت

البراء بنرفزة لم يطيق توبيخها له، بالرغم من أنه تعمدَّ ألا يصطحبها معه عند رجوعهما من الجامعة: اووووه شو يعني صار، نسيت بحكيلك

انحبست الدموع في مقلتيها وبهدوء غريب: اوك بس يا ريت تاني مرة تكون قد المسؤولية

لم يرد عليها، بل تجاهلها وهل هناك ما يقدر على فعله، فكما يقولون الكلمات تأبى الخروج عند الشعور بالخطأ، رأى لون عيونه الزرقاء منعكسا على قلادتها الذهبية المعلقة بعنقها، أشاح وجهه فأخذ يتأمل ما حوله، للثراء أثر واضح على كل شيء يحيط به، شعر بالضيق فخرج من الغرفة التي تشاركه بها زوجته المسماة بريما، فكعصفور في قفص ذهبي اللون يعيش، الراحة كنز لا تشعر بأهميته إلا عندما تفتقده، قاطع سرحانه ضربة قوية على كتفه تأوه بألم فالضربة كانت مفاجأة، هي ثوان وتعالت ضحكات الفاعل، وبعصبية أتقنها بالفترة الأخيرة أو بالأصح منذ زواجه من ريما، يقولون دوما أن الفتاة هي التي تجبر على الزواج، ونسوا أن الشاب أيضاً ينطبق عليه هذا، وبعد الضحكات التي صدرت من الفاعل، أطلق سيل من الكلمات الساخرة على مسمع البراء: مالك زعلان اللى بشوفك بقول مقتول الو حدا، مو كأنه قبل أيام كان عرسك

البراء بانزعاج بدا على ملامحه: يوسف لو سمحت ما تتدخل بخصوصياتي

يوسف نظر الى البراء باستنكار، أكل هذا الانزعاج فقط، لأنه تزوج ألا يعلم أنه بنعمة يحسده الكثيرون عليها: ههههه لا مو قادر أسدق زعلان بس مشانك تجوزت يخي ما بدك اياها طلقها

وكنغمة جميلة صدرت أحرفا رقيقة من ثغر فتاة أمسكت يد يوسف للتو: يوسف تعال أحكيلك شئ

غمز لها يوسف ونظرات الحب تشع من عيونه الرمادية: تؤمري يا عمري

همس بعدها لأخيه: تعلم يا بعد عيني العمر بمشي

رمقه البراء بغضب وتوجه نحو الأريكة التي بلون الشوكلاته، وتمدد عليها وهو يشعر بالصداع، أبى يوسف أن يترك البراء على هذه الحال، هتف بمرح: البراء اسمع اليوم وأنا راجع من الجامعة شفت بنت ماشية بالشارع بعدين

قاطعه نظرات حادة، أنسي أن التي تمسك بيده هي الوحيدة التي يحق له أن يتكلم عنها أكمل وكأن شيئا لم يحصل: بعدين راح صاحبي حكالها مشان شافها بتشرب بيبسي يا ريت أنا البيبسي اللى بايدك لكن شوف الملعونة شو جاوبته أخريتك عالزبالة

ترنمت تلك بضحكات هامسة ذاب لها قلب يوسف، فهمس بأعذب الكلمات: ولو كان للحب لحن لأقسمت أن لحنه ضحكتك

انزعج البراء منهما هو يعلم أن يوسف يعشق زوجته، مع أنه انجبر على الزواج مثله لكنه تناغم مع زوجته بلحظات قياسية، سخر من نفسه وأفكاره فزوجته وزوجة أخيه، لم يكنَّ إلا بنات عمه يبدو أن يوسف وزوجته كانت بينهما قصة حب خفية اختطلت بأصوات خفافيش الليل، لم يكمل أفكاره الغبية، إلا وعلت ضحكاته المفاجأة
توجه اليه زوجين من العيون المستنكرة، تكلم يوسف وهو يرفع حاجبه الأيسر: مالك انهبلت

البراء وهو يكتم ضحكته بصعوبة: لا لسا بدري يمكن انهبل كمان شهر

وتناهى الى سمعه صوت من يعشقها، ولأجلها يضحي بكل شيء يملكه: سلامتك من الهبل يا حبيبي

ومع كلماتها أُبدلت ضحكته بابتسامة واسعة التفت اليها كانت ترتدي جلابية ذهبية اللون بكرستالات فضية تعانق صدرها و خصلات شعرها الكستنائي تداعب وجهها، رأى أخاه يوسف يقبل جبينها وكفها، ذهب اليها وخطواته البطيئة تناغمت مع حركة يديه الى تتحرك للأمام تارة وللخلف تارة أخرى

حضنته لصدرها وطوقت عنقه بيديها، لم تره منذ البارحة هو أكبر فلذات كبدها، لكنه المقرب لديها، همست وأنفاسها تتمازج مع أنفاسه: سامحني ما كنت متوقعة انك رافض لهدرجة

أتطلب منه السماح لا لن يقبل هو بهذا، يعلم أنها ليس بيدها شيء، فأبوه الذي يقرر وينفذ: ماما انتي اللي سامحيني

ثوان وابتعد البراء عندما سمع صوت والده: البراء
كيف امتحانك اللي قدمته اليوم

لولا أن الله وصاه ببره لتجاهله، ماذا يضره لو لم يتزوج ريما، أيهمه أخيه أكثر من ابنه: الحمد الله

جلس أبو البراء على الأريكة ونظر الى زوجته هو يعلم أنها عاتبة عليه لأنه زوج البراء دون رضاه، ولكنه متأكد أن ريما ستسعد البراء أكثر من أي فتاة أخرى، سواء تزوج البراء وهو يدرس أو عندما يتخرج فلن يضره شيء فهو واثق من البراء واجتهاده، بعدها صوب نظراته الى ابنه يوسف الذي يقف وبجانبه زوجته، لم يفهم مغزى الكلام الذي أطرب مسمعه: أحمد بدي أروح على بيت أهلي

وكرد تلقائي اعتاد على قوله: روحي بس ما تتأخري

قفز الذي أتى الآن بسعادة: هيييييه وأنا يا ماما بدي أروح معك

التفت أحمد الى عماد بانزعاج: انت وجهاد ضلكو بالبيت ادرسوا اوك

وكعادته تأفف الصغير منزعجا: بابا بدي أروح مع ماما ليه يعني حسام يروح وأنا لأ

التفت أحمد الى زوجته، وفعل مثله الجميع فما قالته جذب انتباههم سألها أحمد بحزن:متى سار هالكلام يا أم البراء

مسحت أم البراء دمعة انسابت على وجنتها: امبارح بالليل هسه اتصلت عليَّا أختي أية وخبرتني



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 26-04-16, 03:24 AM   #7

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


وفي أحد المستشفيات الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة


نظر الى ما حوله بوهن، سنواته تعدت الثمانين وما بقي بالعمر الا القليل، شعر بيد تحتضن يده ومن غيرها متأكد أنها زوجته سعاد، انها تذكره بتلك، لها نفس الملامح العيون والبشرة البيضاء والشفتين التي بلون الكرز وحتى الشامة التي في خدها الأيمن نفسها، ًعشر سنوات افتقدها، لم يتوقعها أن تفعل ما فعلت، فهي المدللة التي تطيعه في كل شيء، ولكنه لم يعلم أن الأم من أجل أولادها تضحي بأي شيء ولو كان روحها، قبلة على الجبين أيقظته من أفكاره العقيمة: الحمدالله على السلامة يا جدي شكلك بتدلع مشان تشوف غلاتك عند جدتي

تأوه بألم وهو يمسك كتفه: جدة حرام عليك ليه بتضربيني انتى عارفة اني حساس

ابتسمت الجدة على كلمات حفيدها، انه أقرب أحفادها الى قلبها، كلماته تشرح صدرها وتنسيها أحزانها، لوَّح حفيدها بكفيه أمام عينيها: جدة اعترفي سرحانة بمين، انتي عارفة جدي مخرفن ولا يمكن يفهم كلامنا

لم يكمل كلماته حتى صرخت الجدة: يا قليل الحيا في واحد بحكي عن جده هيك سدق اللي حكى عنك ما بتستحي

مثل الزعل والتفت الى جده: جدو سامع زوجتك شو بتحكي

تجاهله فهو انسان أرهقه الاشتياق لوردة أيامه، أقسم ألا يسامحها ولكن هل إن رآها ثانية سيسامحها

تنهدت الجدة بضيق عندما رأت ملامح زوجها المنزعجة، هي متأكدة أنه يتذكر من كانت بسمتها تنسيه همه، وصوتها يأسره: ان شاء الله تحسنت صحتك

أبى ذاك أن يمتزج الحزن مع كل شيء حوله، ضحك عندما تذكر البراء: جدي وجدتي اسمعوني لازم نجهز نفسنا ونعمل مقلب بالبراء

ابتسم الجد والتعب بادٍ عليه: الله يهديك يا ماهر انت بتتعبش من المقالب وكله ولا بالبراء ما برضى عليه

صوب ماهر نظراته نحو عيونه اللوزية وغمز له: ليكون بتحب البراء أكتر مني

ولابتسامة الجد ازدانت ابتسامة ثغر سعاد، فلطالما تمنت أن تبصر ابتسامته التى سرقتها الحياة منه: والله يا ماهر الك معزة خاصة عندنا
الا صحيح احكيلي كيف امتحانك اليوم

جلس على طرف السرير وتكلم بحماس: اوووه امتحان ولا أحلى الصراحة انتو عارفيني الدراسة
مو من اهتماماتي، قعدت بين أصحابي التلاتة ونقلت كل الامتحان بس في سؤال لقيت كل واحد حالل شكل رحت نقلته من البراء، لأني عارفه دحيح دراسة

الجدة مسحت على وجهها بقلة الحيلة: انت ما بتستحي شب طول وعرض وبتغش من صحابك يا جدة

قاطعها ذاك وهو يتأفف: اوووووه يا جدة مرة وحدة غشيت، كلها نقلت كم سؤال وانتي الله يهديكي عارفة انو انا بزنس ما عندي وقت لأدرس

يعلم الجد أن ماهر لم يدرس بسببه ولكنه رفض أن يقول هذا: اذا عندك بكرة امتحان روح عالبيت وادرس

ماهر وهو ينظر بدهشة مصطنعة لليمين تارة ولليسار تارة: اووووه جدي انت بتكلم حدا هون

ومد كفه لجدته ضاحكا: اضربي كفك يا جدة شكلو جدي بدو يعلمك جامعة

وشهق باستنكار: لا تكوني يا جدة بتدرسي من ورانا

ضحكت العيون قبل الشفاه، فكلامه بلسمٌ يشفي الصدور فالجد نسي كل ما كان يفكر به: لا يا حلو أنا بحكي عنك

طرق باب الغرفة، توجه ماهر نحو الباب ليفتحه
رأى أمه وأبيه وأخاه جهاد وزوجته وأخته أية وأخويه لؤي وعلاء أشار بكفة يده: لو سمحتم ممنوع الدخول بس أمي وأبوي يدخلوا والباقي انصراف

أمسك لؤي يده ونظر له باستصغار: بتفكر نفسك ظريف

ودخلوا جميعا وسلموا على الجد والجدة، نظرت الجدة الى ابنتها أم جهاد التى تقف بجانبها وهمست لها: وين بنتك نهى

أم جهاد بنفس الهمس: اتصلنا عليها وحكت هيها بالطريق

تأمل الجد زوج ابنته أبو جهاد والابتسامة تزين ثغره، من يراه يقسم أنه ابنه صحيح أن الله حرمه من الأبناء لكن أبدله بأبو جهاد: غلبت نفسك يا بني

بادله أبو جهاد الابتسامة: تعبك راحة يا عم، كيف صحتك هسه

أية جلست بجانب جدها وطوقت عنقه بمحبة: جدي بنشيلك على رؤوسنا واحنا مبسوطين

اغرورقت عيناه بالدموع: الله يحفظك يا حبيبتي

صفر ماهر بمرح وهو ينظر لجدته بخبث: اووووه جدتي غارت، كيف حبيبها يتغزل ببنت وهي قاعدة

تأفف بانزعاج ووضع يده على رأسه بألم: يمه حرام عليك والله بيوجع

أم جهاد بتأنيب: احترم جدتك وجدك

قاطعهم طرق الباب ثانية زفر ماهر وهو ينظر الى الجميع: فوق كل اللي هان كمان جاي زوار لا والله هسه أنا هأقعد بحضن واحد فيكو

جهاد نظر الى زوجته ممازحا: لا ما بينفع انت دب

ماهر رفع حاجبيه بخبث: اوووووه بتفكرني مو فاهم لك أنا خبرة، بدك زوجتك تجي بحضنك

وهرب ليفتح الباب وزوجة جهاد تود خنق ماهر لأنه أحرجها أمام الجميع، ماهر وهو يقف أمام الباب مانعا أخته نهى وأولادها من الدخول، دفته نهى بضيق وكانت تحمل علبة شوكلاته وبوكيه من الورد الجوري، فهي خائفة على صحة جدها: ماهر بلا غلاسة بدنا نفوت

أزاح لهم ماهر الطريق بهدوء غريب وأمسك يد البراء وخرج من الغرفة، لم ينتبه لهما أحد توزعت نظرات نهى على الجالسين ووضعت علبة الشوكلاته على الطاولة وبجانبها بوكيه الورد الجوري واتجهت نحو جدها وقبلته على جبينه ويده: الحمدالله على سلامتك يا جدي ما تشوف شر

سحبها الجد من يدها وأجلسها جانبه ونظر الى عينيها العسليتين، فهو يعشقها فهي تذكره بالتي رحلت ولم تعد: الله يسلمك يا بنتي وين جوزك

لم يكمل كلماته حتى رأى طيفا بجانبه، التفت فرأى أحمد زوج نهى، قبل أحمد جبينه: الحمدالله على سلامتك يا عم

أية نظرت الى زوج أختها وهي تضحك بصوت مكتوم: أبو البراء ليه لابس الروب

التفت اليها أحمد وسألها بضحكة: ليه يعني، ليكون أول مرة تشوفيني لابسه

أية وهي تهز رأسها باعتراض هزات متتالية: لا طبعا بس انت جاي تزور جدي ولا جاي تشتغل

الجد بابتسامة رضا: الله يوفقك يابني

وقرص أية من يدها: وشو فيها لما يزورني ويشتغل بنفس الوقت، هادا رزقه ولازم يتعب مشانو

أية وهي تمسح يدها بتمثيل: جدو وجعتني كتير

التفت الجميع الى ماهر الذي يلهث وعلامات الانزعاج بادية على وجهه: اوووه كلكم هان يلا يلا كلو برا

نظرت اليه أم جهاد بطرف عينها: ليكون المستشفى مكتوبة باسمك لتطردنا

ماهر وهو يرفع يديه للأعلى: يا رب أصير مدير هالمشفى

وكأن القدر لم يشأ أن تنتهي هذه الجلسة إلا والحزن يكتسي ملامح الجميع، سعل الجد بشدة وأخذ يلهث، اقترب الجميع منه بخوف فهمس باسم تناساه الجميع منذ زمن: سارة نادولي سارة
أشار أحمد للجميع بالخروج، لكن سعاد أبت أن تخرج فهي خائفة على زوجها، وماهر أيضا أبى أن يخرج

وبعد لحظات قليلة
أمام الغرفة التي بداخلها الجد

نهى وهي تحتضن أمها: ماما هسه بصير بخير، لا تعيطي

أهناك أشد وجعا من تذكر الأحباب، في كلام من حولك: شفتي كان بنادي اسمها، يا ريت بعرف مكانها كان زرتها أول وحدة، حتى شقتها اللى كانت عايشة فيها، تركتها ورحلت بس أنا غبية قاطعتها أول زواجها زي ما الكل قاطعها

مسحت دموع والدتها، وفسحت المجال لدموعها أن تتناثر، علها ترتاح فسارة ليست خالتها ولا توأمها لا بل روحها، كن يلعبن مع بعضهما البعض، وتدافع كل واحدة عن الأخرى، إلى أن جاء ذاك الوحش الذي خطفها منها، نعم وحش فأفعاله تدل على ذلك: ماما ما تعيطي، مصيرنا بنشوفها

وكيف لها أن تنسى من كانت تخطئ وتناديها بماما، فهي التي ربتها مع ابنتها سرحت شعرها، ساعدتها على ارتداء ملابسها أوصلتها للمدرسة بنفسها في أول يوم لها بالمدرسة، ولم تنسى نظراتها يوم أن فارقتها: كلنا السبب حقيت منعناها تروح

وهل ستسمع لنا يا أمي وهل هناك قوة في العالم، تستطيع منع أم أن تتخلى عن فلذة كبدها: ماما انتى عارفة سارة عنيدة ولا يمكن تتخلى عن أولادها مشانا

وكالطير المذبوح كانت تبكي، وبصرخاتها المكلومة تهذي: راح عزوتي راح سندي، هو كان بخير، وبتكلم معنا كيف راح هيك بغمضة عين

سقطت على الأرض بانهيار فتلقتها أيدي البراء: ستو هو بخير ما تعيطي

وكيف لها أن تصدقه، وبأم عينيها رأت أحمد يستخدم جهاز الصعق الكهربائي ليعيد له نبضه الذي توقف

خرج ماهر والدموع حبيسة مقلتيه، هزته أمه بعنف: ماهر شو مالك، جدك فيه شيء احكي

أخفض ماهر رأسه ولم يتكلم، أهناك ما يقدر على قوله والذي بالداخل توقف نبضه، لم تستوعب أم جهاد ماذا حدث فقبل لحظات قصيرة كان والدها بخير، يتحدث معهم، يضحك معهم، لكن يبدو أن القدر سرقه منهم احتضن ماهر أمه التي تبكي، وجلس البراء على ركبتيه واحتضن الى صدره جدة والدته التي ما زالت الصدمة تكتسي ملامحها ودموعها تسيل بلا شعور، وشهقة مصدومة خرجت من فيه تلك، لتكتمل بذلك لوحة حزينة لترتسخ ضمن ذكريات هذه العائلة



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 26-04-16, 03:25 AM   #8

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

وفي أحد الحارات القديمة الواقعة في حي النصر بمدينة غزة كان هناكـ منزل أبو مهند

نظرت الى أولادها الثلاثة وابنتها ذات الاثنتي عشر ربيعا، وضعت كفها على قلبها لوهلة شعرت أن قلبها سيخرج من بين ضلوعها، تناهى الى سمعها صوت خائف قلق: ماما مالك

تنهدت بحرارة وهي تمسح دموعاً زارت مقلتيها: حبيبتي ما في شيء

كلمة ( لا شئ ) تعني أن هناك كثيرا من الأشياء الموجعة نخشى الافصاح عنها

أمسكت صنارتها وبدأت بنسج الصوف وهي تتأمل أمها تارة والصوف تارة أخرى، امتلكت موهبة الكورشيه منذ صغرها، تعلمتها من والدتها، ناداها مصعب الصغير: أسيل اعملي لالي بلوزة زي هادا اللون

أسيل بابتسامة وهي تود أن تنسى حزنها: يلا يا شطور احكي هادا لون شو

مؤيد بحماس: اللون الزهري هههه أنا أشطر منه جاوبته بسرعة

مهند وهو يحل واحباته: أسيل مو عارف أحل هادي المسألة

نظرت إليه أسيل نظرة عتب، لكنه لم يكترث هو يعلم أنها لن تقول شيء، بوجود أمها وتوجه نحوها وأشار باصبعه السبابة على المسألة التي استعصى عليه حلها، نظرت إليه بتمعن ثم نظرت الى المسألة، تكلمت بهدوء: كان أبو سالم يملك خمس دجاجات فذهب الى السوق واشترى عددا من الدجاجات ووضعها بالحظيرة فأصبحت لديه عشرون دجاجة فكم اشترى أبو سالم دجاجة من السوق

قاطعها مصعب بحماس: أسيل أمانة اشتري لالنا جاجة مشان نربيها عندنا وتبيض بيضة

تنهدت أسيل باستياء: مصعب هسه احنا بندرس بعدين بنتكلم

مهند وهو يأخذ الكتاب بعصبية من أسيل: عيلة مقرفة حتي الواحد ما بعرف يدرس وانتي مية سنة لما تفهميني السؤال يعني ما قدرتي تحكي عشرين ناقص خمسة يساوي خمستعش، شو بنحكي غير انك وحدة غبية

فغرت أسيل فاها ببلاهة، تأفف مهند وهو يقف: هسه بدي أروح ألعب كورة مع أولاد الحارة ناموا ما تستنوني

كادت أسيل أن تجن، لقد تمرد هذا الصغير أمسكت يده بعصبية: مهند هسه الدنيا ليل وما في حدا بيلعب بهادا الوقت

أم مهند وهي تبكي: مهند حبيبي ما تطلع برا

جلس مهند وهو يرمي كتابه بغضب: اووووف عيلة معقدة

همست أسيل لأخويها مؤيد ومصعب: حبايبي يلا كل واحد فيكم يروح ينام مشان أجيب لالكم هدية زي ما وعدتكم

ذهب مؤيد ومصعب الى غرفتهما بعد أن قبلا أسيل وأمهما، تجاهلت أسيل مهند الذي كان منكب على حل كل مسائل كتاب الرياضيات، هي تعلم أنه ذكي ويستطيع حل مسائل أكبر من مستواه،لكن استغربت سؤاله لها عن مسألة ليست صعبة بالنسبة له، يا لها من غبية الآن فهمت لعبته أراد أن يسألها السؤال ليظهر لها أنه يستطيع أن يكلمها متى أراد، ويستطيع فعل أي شيء دون معارضة أحد، ودت لو توبخه لكن لا تريد لأمها أن تتألم بسببها، ستكلمه غدا عندما يذهبون الى المدرسة


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 26-04-16, 03:26 AM   #9

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


وفي أحد الحارات القديمة الواقعة بحي النصر في منزل أم هاني

أيوجد بقلبها رحمة لكي تفعل هذا، لا يصدق أنها أمه سألها وهو يكتم غضبه: يمه جد اللي بتحكيه

وبقهر أجابته فقد سُرق ربع المال التي كانت تملكه انها تحتاجه وبشدة: اه بتكلم جد وليه هو ببين عليّا اني بكذب

مسح على وجهه بقلة صبر: يمه الله يهديكي البنت بتدرس وبتصرف على عيلة كاملة وأمها مريضة كيف بدها تشتغل معك

لم ترد عليه فهي تشعر بالذنب، ولكن تعتقد أن أسيل ستساعدها كثيرا عندما تأتي للعمل معها، أمسك هاني يدها ونظر إليها نظرة استعطاف: يمه لا تخليها تشتغل معك

لم تجبه أمه يبدو أنها مصرة على أن تعمل أسيل معها، ذهب هاني الى غرفته وفتح حصالته التي يخبئها بفتحة في الجدار خلف سريره، حتى لا يراها أحد، وأخرج منها 450 شيكل، قلبها بين يديه بابتسامة وهمس: ولأجل نظرة من عينيك يهون التعب

وذهب الى حيث كانت أمه تجلس ومدَّ
اليها المال والابتسامة تزين ثغره، نظرت له بدهشة: هاني من وين لالك هادي الفلوس

تكلم بثقة لا حدود لها، وكأن التي أمامه ستتقبل ما يقوله بصدر رحب: هادي الفلوس اللى كنت مدخرها من شغلي، خديها وما تخلي بنت أم مهند تشتغل معك

غضبت أم هاني من تصرفه، بعد أن استوعبت ما قال: انت مجنون خد فلوسك ما بدي اياها

لكنه أقسم أن تأخذها وهمس: يمه لا تظلمي البنت، وخدي هادي الفلوس ولا تفكريني اني زعلان أو شيء بالعكس عسل على قلبي

تأكدت أم هاني من أن هاني يحب ابنة جارتهم هي كانت تعتقد هذا منذ زمن، لكنها كانت غير متأكدة من ذلك، ترددت من أخذ النقود من ابنها، لكنها تحتاجهم وبشدة، فهم ليسوا لها: هاني صح انت كنت محتاجهم

وضعهم بيد أمه وأقسم ثانية: يمه والله مو محتاجهم خدي حلال عليكي هادي الفلوس

التفت الى الخلف وصوت أكره انسان على قلبه يقول بلسان ثقيل: انت مو محتاج فلوس بس أبوك محتاج يلا هات الفلوس اللى معك

أبوه أهذا يحمل من الأبوة شيء، وهو يجبر أولاده على العمل من أجل شراب فاسد يسكبه في فيّه
ومنكرات يهاجر بفعلها: ما معي فلوس

نظر الأب الى كف زوجته التى تمسك بعضا من المال ولعابه يسيل: وانتي يا مره لمين الفلوس اللى معك

أم هاني نظرت اليه بقرف: هادي الفلوس لوحدة خلتهم معي أمانة

توجه نحوها ونظراته صوبها على المال، يحلم بأخذها، لكن هاني كان له بالمرصاد وقف أمامه ومنعه من التقدم، صرخ أبو هاني بعصبية: حقير ابعد عن طريقي

وكالعادة انتهى الشجار بطرد هاني من المنزل بسبب والده ولكنه اطمئن أن أمه دخلت الى غرفتها وأقفلت عليها الباب، جلس على عتبة بيتهم يحاكي القمر فالليل حالك ولا أحد من المارة في الشارع، سخر من نفسه فمن يتجول بحارة مليئة بالقمامة ( أعزكم الله ) ولا يوجد بها مكان جميل، نظر الى البيت المجاور بعينين تشع محبة، ما بال روحي اليوم تعج بـ إشتياق قاتل أين أنت من نبضي الآن أشتاقك حد الوجع وأكثر، وبعدها أخفض رأسه يفكر في حياته المأساوية



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 26-04-16, 03:28 AM   #10

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

في اليوم التالي الساعة الثالثة عصراً (يوم الخميس)

في شقة من شقق أحد الأبراج الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة

هناك جروح كالقلم الرصاص نمحيها وكأنها لم تكون، وهناك جروح كالرصاص تمحينا وكأننا لم نكون، كيف يتفنون بالظلم ألا يعلمون أن الله حرم الظلم على نفسه، صدق من قال أن الظلم كالسيف الحاد الذي يشطر روحك لنصغين، فالمظلوم يتمنى أن تسلب روحه على ألا يقع عليه الظلم، أغمضت عينيها بشدة ودعت ربها بقلب مكسور أن يثبت براءتها، لم تتوقع بحياتها أن تقابل أناساًٌ هكذا، أيتهمها بعرضها ظلماً، ويشوه سمعتها، زفرت بضيق فأصوات الأغاني الصاخبة عالٍ جداً، متأكدة أنه ذهب الى مكان ما وترك التلفاز خلفه يصدح بالأغاني الماجنة، وضعت اصبعيها بأذنيها لا تود سماع شيء،دفنت رأسها بالوسادة تشعر بأن روحها ستصعد الى السماء بعد لحظات، تسللت كلماته لتخترق طبلتها، انه صوته كان دائما يُسمعها صوته الجميل ومن شدة اعجابها بصوته، وضعته نغمة لجوالها، تلمست بيدها السرير وبعد عدة محاولات فاشلة وجدت الجوال، وبصوت يتميز ببحته الجميلة: السلام عليكم

سألتها المتصلة عن حالها، تسأل مع أنها تعلم الإجابة فبكاء تلك علا بصورة فظيعة، وبعد أن هدأت تمردت دمعة صغيرة لتظهر لها أن معاناتها لن تنتهي همست بصوت متهدج: سوسو متى بدي أشوفك

وبجواب المتصلة غمرت الفرحة قلبها وبسعادة غلفت كلماتها: بجد حبيبتي أنا بانتظارك

نهضت من على السرير واتجهت نحو الدولاب لتبدل ملابسها، لكن ظلاً أوقفها عما كانت تود فعله، أخفضت رأسها ليتناهى لمسمعها صوته: رايحة تقابلي مين

التفتت إليه وبصوت يكاد يسمع، هي بريئة لكنها مكسورة فأغلى أناس على قلبها لم يصدقوها: اتقِ الله، دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب

وبسخرية مما قالت: ههههه انتي مظلومة لا ضحكتيني كتير، لولا اني تعاطفت مع أهلك كان طلقتك من أول يوم

يا ليت هناك شيء ينفذ لنا ما نتمنى بنفس الوقت، تمنت أن تخنقه بهذه اللحظة أخرجت بلوزة سوداء اللون عليها كتابات باللغة الانجليزية ذات اللون الفضي: بدك تطلقني بعد ما شوهت سمعتي، بس يكون بعلمك ما هأسامحك طول حياتي

تجاهلها واتجه نحو السرير وجلس على طرفه، انزعجت من صوت الأغاني العالي، اتجهت نحو التلفاز وأغلقته، صرخ ذاك غاضبا: افتحيه بسرعة

أبت أن تفعل هذا فهي تعلمت من صغرها أن تنهى عن المنكر، تقدم نحوها وأمسك يدها بعصبية، ظهر القرف على ملامحها وسحبت يدها بغضب: ما تلمسني، بدي أجهز نغسي صحبيتي جاية

احتدت ملامحه وبعصبية كبيرة: كم من مرة حكيتلك ما بدي نظرات هالقرف بعيونك

كيف يطلب منها هذا الطلب وهي تراه أقذر أهل الأرض، فمن يتهم فتاة بريئة عفيفة بأنها تخون ألم يرحم ضعف والدها، فنظرات والدها المكسورة والذليلة شعرت وكأنها سهم أصاب قلبها، أمسك وجهها بين يديه ونظر الى عيونها الخضراء راى انعكاس عيونه العسلية التي تنظر لها باحتقار: هأسمح لصحبيتك تجي عندك يا خاينة لأنه أنا طيب ومن عيلة أصيلة

أغمضت عينيها بقهر وهمست: حسبي الله ونعم الوكيل عليك يا مصطفى

ابتعد مصطفى عنها وتجاهل كلمتها، وفتح التلفاز وجلس على السرير، رن جرس الشقة ازدانت ابتسامة صادقة شفتيها، وذهبت بسرعة لتفتح الباب بعد أن وضعت البلوزة التي كانت بيدها على السرير، وقف مصطفى كالملسوع ومنعها من الخروج: أنا بدي أروح أفتح الباب، بدي أتأكد يمكن جايبة حبيبك على الدار مو بعيدة عنك

صفعته على خده فكلمته آلمتها الى حد الوجع، تركته بصدمته وركضت نحو باب الشقة لتفتح الباب كانت ترتدي بلوزة باللون الأخضر بكرستالات فضية موزعة عشوائيا، وبنطلون جينز باللون الرمادي، وقفت أمام باب الشقة وتكلمت بسرعة: مين عالباب

وبلمح البصر شعرت بألم في خدها، ورأت مصطغى ينظر لها بحقد: بتمدي ايدك عليّا انتي ما بتستحي على نفسك

منعت دموعها من النزول وتكلمت بثقة لا حدود لها: بمد ايدي مرة ومرتين ما بسمح حدا يحكي عني كلمة

أتاهما صوت الطارق: سوسو افتحي الباب أنا اسلام

كيف ستضع عينيها بعيون صديقتها الآن، همس لها مصطفى وهو يرص على أسنانه: حسابك بعدين

ذهب بعدها الى غرفته، فتحت باب الشقة بسرعة وحضنت صديقتها اسلام بقوة، ابتعدت اسلام بعد برهة قصيرة: اشتقتلك يا دبة، زمان عنك متى بدك تيجي عالمدرسة

كيف لها أن تجيبها اكتفت بقول: حبيبتي ان شاءالله من الأسبوع الجاي بروح عالمدرسة، ومنيح انك فكرتي تزوريني

رفعت اسلام حواجبها بخبث: محلوة والله

أشاحت وجهها فسرتها اسلام أن صديقتها خجلت من كلامها، قرصتها اسلام من خدها وتكلمت بهدوء: يا عيني على اللي بيستحو، المهم احكيلي شو أخبارك

همست بعينين دامعتين: زفت

حضنتها اسلام بحنية، ومسحت دموعها: حبيبتي أنا متأكدة انو ربنا هيثبت براءتك قريب ما تخافي يا آسيا، أنا معك

همست آسيا بقهر: اسلام طفشت من العيشة معه، بحكيلك والله ما بصلي طول اليوم على المسلسلات والأغاني

ضمتها اسلام الى صدرها: حبيبتي يمكن تكون هدايته على ايدك

دفنت رأسها بحضن صديقتها، ودموعها المحبوسة تشكي لها جور الأيام، احيانا يكون بداخلنا كلام، لا يحتاج الي اذن تسمعه، بل يحتاج الي قلب يشعر به



وأنت تغرق في بحار الحياة ستصادف فضوليين يهمهم أن يعرفوا كيف غرقت، وكيف تكون نهايتك، لا كيف ينقذونك، تكلمت بسرعة: أسيل احكيلي يا بنتي متى أبوك هيرجع

وكيف تجيبها بشيء لا تعرفه، والدها ومن هو والدها لقد تناسته منذ زمن همست بضيق: خالتي أم محمد ما بعرف

لم تصمت تلك بل تكلمت بفضول: اسألى أمك يمكن بتعرف مكانه

قاطعتهما أم هاني بعصبية وهي تنظر لأم محمد بكره: أسيل صح حكيتلك روحي على بيتكو ليه انتي عنيدة

أخفضت أسيل رأسها وهمست: خالة والفلوس

جاءت أم هاني بجانبها ورفعت رأسها: ارفعي راسك يا بنتي والفلوس حكيتلك مو محتاجهم

قاطعهم صوت شاب يبدو أنه في بداية العشرينيات: خالة أعطيني كرتونتين تمر

ذهبت أم هاني لتلبي طلبه بعد أن همست بأذن أسيل: حبيبتي روحي على بيتكو

ترددت أسيل بالذهاب، ولكنها كانت خائفة على أمها لذلك قررت أن ترجع للبيت، شعرت ببصيص من الأمل ينير حياتها، فهي متأكدة أن الله حنن قلب أم هاني عليهم لتسامحهم ولا تطالب بالمال الذي سرقه أخاه مهند، كانت تود الذهاب إلا أن هناك يدا أمسكت كفها

انتهت الآهة

ما هي توقعاتكم
الكاتبة/ نها عبدالخالق العرجا
دمتم بود




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:49 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.