نبضة قلب - جانيت ديلي- روايات عبير الجديدة(كتابة/كاملة)**

[Just Faith]

الفصل العشرون

.......................

اعترفت ليليان في قرارة نفسها بانه على حق ,فلو انه فعلا استمر قبل دقائق قليلة يجذبها لاستجابت له وماكان ممكنا ان تتاكد ان القرار كان منها .

والان وبارادتها الحرة تعرف انها تريد العودة الى جورج ,لكن طريقته في عرض الامر كانت باردة ,وقاسية وغليظة بحيث انها لم تعد تعرف هل تستطيع العودة اليه .

رفعت نظرها الى الاعلى وقالت:

_لقد جعلت الامر يبدو رخيصا ومنحطا ".

وجاءها صوت جورج من قريب :

_هل توافقين ؟".

كانت هناك شهقة بكاء مخنوق في صوتها وهي تجيبه :

_نعم ولتساعدني السماء ".

كانت لمسة يديه على كتفيها خفيفة لكنها ثابتة وهو يديرها بلطف لتواجهه ,انها رفضت ان ترفع نظرها لترى لمعان الانتصار في عينيه ,لكن عندما رفعت يده ذقنها ونظرت اليه ,وجدت الحنان في عينيه السوداوين .

_انا لن احط من قدرك ,لانك المراة الوحيدة التي اردتها ان تكون زوجتي وسوف تنالين التقدير الملائم لهذا المركز".

وضمها اليه ثم دس يديه في شعرها الاسود كان بود ليليان لو انه تحدث عن الحب الذي شعر به مرة نحوها ,لكن عليها ان تقنع بانه اعاد اليها شيئا من كرامتها ,ضمها جورج بقوة حتى زال بعض برودها واخذ الدفء يسري في قلبها ,ولم تقاوم عندما اخذ يقبل شعرها وعينيها المغلقتين ثم استقر فمه على شفتيها ,ووجدت نفسها تتعلق برقبته وحملها الى غرفة النوم ,اطفا جورج الضوء وتوقف قرب السرير وهو مازال ممسكا بها وكانت تعابير وجهه غير واضحة في الظلام لكنها سمعته يردد اسمها بصوت خافت وهو يضعها في الفراش ثم يشاركها فيه.

كانت اغطية الفراش الناعمة قد اشعرتها بالرفاهية التي في هذه الغرفة ,ثم شمت رائحة كولونيا ,فاستيقظت وادركت اين هي الان ,ووقعت نظراتها فجاة على المكان الخالي بقربها واثار راس جورج على الوسادة .

اضطجعت على ظهرها ويداها فوق راسها والقت نظرة على الغرفة التي هي لها ولزوجها ولالاحد غيرهما ,كانت الجدران بيضاء وكذلك البساط مع بعض البقع التي اكتسبته جمالا ,ولكن ليس هناك شيء يضاهي النكهة الجميلة التي دخلت في حياتها .

ان حب شخص ما قد اوجد حياة جديدة في جسدها .

لقد استيقظت مشاعرها وبدات تتغلب على الجمود والتراخي واصبح عقلها يعي الاشياء الرائعة في الحياة ,والاهم من ذلك ان السعادة غمرت قلبها .

اشارت الساعة الى الثامنة والنصف وتساءلت اين جورج ,وتمنت لو انه لم يذهب الى مكتبه .

لقد تذكرت ليلة البارحة ليلة الحب وربما لو انها حاولت هذه المرة ان تظهر له بانها امراة متفهمة ومحبة فانها ستستطيع ان تربح حب جورج .

سمعت طرقة على الباب ,ورفعت صوتها سامحة بالدخول ,فتح الباب من قبل امراة تجاوزت 40من عمرها بكثير ,ودخلت حاملة صينية قالت :

_السيد ماكلود اعتقد انك تريدين الفطور وعادة ليس من واجباتي ان اقدم الفطور في الفراش ".

اجابت ليليان لتداري شعور المراة :

_وانا عادة لااهتم بتناول الفطور في الفراش لكن ذلك لطف من جورج هلا وضعت الصينية على المنضدة التي عند النافذة ".

قالت ليليان :

_انا لااعرف اسمك"؟

_انا السيدة ديودلي"ردت المراة .

_سررت بمقابلتك .....هل ذهب جورج الى المكتب ؟".ابتسمت ليليان وسالتها.

_لاياسيدتي ,لقد وصلت الانسة سوندرا قبل الثامنة وهي معه الان ".

ان لحظة الغطرسة والغرور قد مرت وعادت ليليان مرة اخرى زوجة جورج لكن العقبات القديمة مازالت هناك ومنها سوندرا ,والجرح الذي في قلبها والذي ظنته قد التام في ليلة حب البارحة عاد الى الانفتاح ,ولن يكون اي شيء سهلا كما تصورته رغم انها اصبحت اكثر تفهما لجورج ومشاغله في العمل وصارت اكثر نضوجا في الصداقة التي بينهما .

لو انها فقط فهمت لماذا ارد جورج منها ان تعود اليه اذا كان ذلك ارضاء لرغبته الجسدية اذن فهل هناك فرصة كبيرة في ان تجعل حياتهما الزوجية تستمر ؟ماذا يحدث عندما يشعر بالملل منها ؟

_صباح الخير اخبرتني السيدو ديودلي بانك قد

استيقظت ".

القت نظرة من فوق كتفها ورات جورج قد دخل الى الغرفة لو حدث ذلك قبل عشر دقائق اذن لاندفعت اليه مرحبة به ,ولكن الان تجد نفسها تحدق اليه وهو منتصب بثبات العمل وتخشى ان يرفض منها مثل ذلك التصرف .

تمتمت :"صباح الخير".

_ان طعامك سيبرد ".

_الحقيقة ليست لدي الشهية للاكل في هذا الصباح".

لقد صرا يتبادلان الحديث كانهما غريبان تركت ليليان الستارة تنسدل حاجبة عنها منظر المدينة ووجدت السؤال الذي في اعماقها ينطلق :

_لماذا اردت عودتي جورج ؟".

جاءها صوته بحدة :

_لماذا.......في رايك "؟.

_لاادري ربما لانك اردت الانتقام من الفتاة التي تزوجتها والتي لم تنضج لتكون امراة انا اعرف اني قداذيتك وخيبت املك خلال كل تلك السنين .كما اني ايضا اعرف انك مازلت ترغب بي

جسديا ".

_واضافت :"وانا لست ذات مناعة ضدك ايضا ".

تمنت لو انها لم تلتفت وترى وجه جورج لانه كان بلا شعور وكانه قد من حجر .

قال بحدة :

_دعيني اكمل قولك بدلا منك اي انتقام افضل من ان اعيدك الي كزوجة لاخضعك الى المذلة بكوني صاحب

فضل عليك؟ ".

كان نظراتها ترجوه ان ينكر ذلك .

_انك فتاة ذكية ليليان لتستنتجي ذلك كله بنفسك "كان التهكم واضحا في قوله وصوته.

_اي سبب اخر هناك ؟افترض اني كنت في حب مستميت فاردت ان تعودي الي تحت اية ظروف كانت .

قالت بدون رغبة منها :

_لكنك لم تكن تحبني ابدا ".

_لا ,لم اكن احبك ابدا ,اليس كذلك ؟"كانت موافقته الباردة قد قبضت قلبها .

_والان ود استعرضنا كل المكدرات ,فهلا عدنا الى النقاط العملية ,ان سوندرا قد جاءت هذا الصباح لاقدم لها قائمة باسماء الدائنين الذين سيستلمون مني مايغطي ديونك وهاك القائمة ".

وقدم لها ورقة .

_انظري جيدا ,لاني اخشى ان يفوتنا

اسم ما ".

............نهاية الفصل 20.........

[Just Faith]

الفصل 21

.......................

وتسلمت القائمة وفي عينيها نظرة ذاهلة .

قال:

_طبعا ان سوندرا ستسدد ديون المستشفى اولا ,واعتقد يبقى هناك السؤال (فيما اذا نحجز لوالدتك غرفة

خاصة بها ".

وبيد مرتجفة اعادت القائمة اليه ,وتمنت لو انها لم تعد الى سؤالها لماذا ارادها ان تعود اليه .

ولما راته ينظر الى فتحة الروب عند صدرها عرفت ان في اعماقه محبة لها وشعرت بان الحمرة تغمر خديها وسمعته يقول :

_الخطوة التالية هي ان ارافقك الى البيت لكي تاخذي الاشياء التي تريدينها ونعود بها الى هنا واذا كنت لاتنوين تناول فطورك فالافضل ان ترتدي ملابسك لنغادر المكان ".

واندهشت من كونه سيرافقها وسالت :

_الا تذهب اليوم الى المكتب ".

_من مزايا ان يملك الانسان شركة خاصة به ,هو انه يستطيع ان ينقطع عن العمل متى يشاء وله الصلاحية في ان يضع اخرين في مكانه ليقوموا بالعمل من المحتمل انك تريدين المرور على المستشفى لذلك ساخبر السيدة ديودلي باننا لن نعود عند الغداء .

_ولماذا تاخذني بنفسك ؟"

_لكي اكون نزيها معك ليليان ,فاني اقول انك اصبحت باردة في احاسيسك وانا ارافقك لكي ارحص على تطبيقك للاتفاق الذي بيننا ".

_لقد اخبرتك البارحة باني سابقى معك ولن انكث

بوعدي ".

_في بعض الاحيان يغير نور الصباح مافي العقول الناس واتذكر وعدا قطعته لي مرة (لن يفرق بيننا الموت ).

_انك قد قطعت نفس العهد على نفسك ياجورج بالاضافة الى الحب والسهر علي والاعالة ".

نطقت بالكلام وانتهت بكاء مخنوق .

انك انت التي ابتعدت وافترقت عني ,وكان القرار من جانبك

انت ".

قال ذلك وخرج مغلقا الباب وراءه بحدة .

شعرت ليليان بالرغبة في ان تلقي بنفسها في الفراش وتطلق العنان لعاصفة الدموع المتفجرة في عينيها .

ووجدت نفسها تصيح كطفلة :

_اين قوس قزح ياابي ,متى نهاية

العاصفة ؟".

استعملت منشفة باردة لتعيد اللون الى خديها وكان في حقيبتها اصبع واحد من احمر شفاه فاستخدمته ,كما عدلت شعرها فبدت في منظر مقبول .

توقفت في غرفة الجلوس وفجاة ظهر الرجل الذي رحب بها ليلة البارحة فسالته :

_اسمك ديكرسن ,اليس كذلك ؟"كانت في صوتها سلطة تلائم كونها سيدة المكان .

_هلا جلبت لي سترتي واخبرت السيد ماكلود باني

جاهزة ".

وعاد الرجل حاملا سترتها وقال :

_سيكون السيد ماكلود هنا حالا .

كانت ابتسامتها مهذبة وعلى شيء من البرود وهي تتقبل مساعدة ديكرسن لها في ارتداء سترتها والذي انسحب بعدها بهدوء .

لحق بها جورج وهبطا بالمصعد الى الطابق الارضي قصدا سيارته المرسيدس بنز وفتح جورج بابها لزوجته.

_اود ان اذهب لزيارة والدتي اولا ".

_كما تريدن ".

لقد حصلت والدتها على غرفة خاصة ,وكانت مبتهجة والابتسامة على شفتيها ولم تعد تتلفت الى ماحولها بخوف من المريضات الاخريات .

كان التحسن واضحا في شعورها ومزاجها ولم ترغب ليليان في شرح موقفها الجديد من جورج .

وهكذا صاربمستطاعها ان تخرج قبل عودة جورج الذي ذهب لملئ بعض الاستمارات المتعلقة باجور المستشفى ومااشبه ,انها سوف توضح له فيما بعد سبب انصرافها .

لم تكن ليليان واعية لما حولها وهي تقرع بحذائها ممر المستشفى .

كانت في متاهة بل حتى لم تلحظ الرجل والامراة وهما عند باب مكتب الممرضات وهي تمر به وبدا النداء الذي سمعته وكانه من عالم اخر وهي مستمرة في سيرها ثم فجاة وجدت من يمسك بكتفيها بقوة وخشونة فالتفتت لتجد لويس بعينيه القلقتين المتسائلتين فيما اذا لم تصب هي باذى .

هتف لويس :

_ليليان ,ياالهي اين كنت ؟لقد ارهققني القلق عليك ".

كان اهتمامه بها واضحا ثم قادها الى ركن منعزل حيث لاحظت ان سوزان هناك وعلى وجهها علامات الاهتمام فتساءلت :

_ماذا تفعلين هنا ؟ماذا حدث ؟"

اجابت سوزان :

_كنت ابحث عنك ".

ونظرت ليليان الى سوزان ثم لويس وتساءلت :

_انا لاافهم لماذا تبحثان عني ؟".

بدا لويس يشرح:

_لقد اتصلت بك البارحة لاتاكد بانك وصلت سالمة الى البيت ,لكن لم يرد احد على النداء ,ولم اهتم اول الامر كثيرا لكن بعد ان اتصلت بالمستشفى معتقدا انك ستبيتين مع والدتك اخبروني انك غادرتهم في وقت مبكر".

قالت سوزان :

_ولما اخبرنا لويس بذلك قام زوجي ببضع مكالمات هاتفية لتاكد من انه لم يقع لك حادث ".

فاعتذرت ليليان بالاخلاص :

_انا اسفة جدا لاني سببت لكم كل هذا ".

ابتسمت سوزان بدفء :

_طالما انت بخير فلا يهم اي شيء بعد ,كيف دبرت غرفة خاصة لوالدتك ؟".

وسالها لويس :

_واين كنت ليلة البارحة ؟".

بدا الخوف في عيني ليليان ,فالموقف يتطلب ايضاحا وهي غير مستعدة لذلك حتى الان كان لويس قد امسك بذراعها فتحركت مبتعدة عن قبضته ولاحظت ان عيني لويس الزرقاوين انتبتها الى حمرة الخجل التي على خديها .

ثم ردد السؤال ولكن بعبوس :

_اين كنت ليليان ؟".

اجابت بحرج:

_عندما ....عندما رجعت الى البيت ليلة البارحة ....اتصلت هاتفيا ....بجورج ".

...........نهاية الفصل 21........

[Just Faith]

الفصل 22

.............

بدت الدهشة على سوزان ولويس ,وصعب على ليليان توضيح الامر لكنها قالت اخيرا:

_فكرت انه ممكن ان يساعدني وكان هو قد عرض علي سابقا ان يقوم بذلك لكن مبالغتي في الكبرياء جعلتني ارفض ذلك ,ولكني الان في حاجة الى مساعدته".

سال لويس :

_اذا كنت قد اتصلت به هاتفيا فلماذا لم تكوني في البيت عندما اتصلت انا :

_لقد اتصلت به هاتفيا ,واضطررت بعدها الى ان اذهب الى شقته للتحدث في الموضوع".

_ماذا .......فعلت ؟!!".

وامسك لويس بكتفيها بخشونة لكن سوزان وضعت يدا مهدئة على ذراعه وقالت :

_لويس !"

فارخى لويس قبضته ومسد شعره ليتلافى الحرج الذي وقع فيه ولكنه استمر منزعجا:

_كان بامكانك الانتظار حتى الصباح وعدم الذهاب اليه في منتصف الليل".

اجابته ليليان بسرعة وعدم ارتياح:

_كان ذلك في بداية المساء".

_اذن اين قضيت الليلة كلها بحق السماء ".

ردت ليليان بحدة :

_ليس هذا من شانك ".

سمعا صوت كفين تصفقان سيطر على التوتر الذي ساد المكان ,تحولت جميع العيون الى ذلك الاتجاه ,كان جورج واقفا في المدخل وهو يتسلى بارسال نظراته ليشاهد ارتباكهم .

ضحك جورج ماكلود وهو يتقدم منهم وقال للويس:

_قد يهمك ياسيد ولترز ان تعلم بان ليليان لم تغادر شقتي الا بعد التاسعة من صباح هذا اليوم ".

اخذ لويس يروح ويجئ في الغرفة كاسد حبيس في قفص وهو يحاول السيطرة على انفعالاته ثم قال :

_اه ياالهي ,انني كنت ارغب في الزواج منك ليليان !".

قال جورج :

_طالما هي غير مطلقة فانك كنت بحاجة الى معجزة صغيرة !"

نظر لويس الى ليليانوهو يريد ان يطلب منها ان تؤكد هذا القول ,لكنه وجد في عينيها الرد بالايجاب فاضطر الى مغادرة غرفة الانتظار وقالت سوزان معتذرة :

_الافضل ان اذهب انا ايضا ,اتصلي بي فيما بعد".

بعدها قررت ليليان مغادرة المستشفى مع جورج الذي اخرج من جيبه علبة سجائر وقدم واحدة الى ليليان فقبلتها بكف مرتعشة ,ولما احنت راسها لتشعل سيجارتها شعرت بنظرات جورج المحرقة والتي سببت لها بعض الاحراج والعصبية .

سالها:

_كيف كان رد الفعل لدى سوزان عندما علمت بان علاقتنا

عادت ؟"

_لم اخبرها بذلك ".

فسالها بتهكم :

_ومتى ياترى تنوين نشر الاخبار السارة ؟"

_في اقرب فرصة ".

_هل انت مستعدة لنغادر هذا المكان ".

وفي الطريق وهما متجهان الى بيتها كان الصمت بينهما مطبقا ثقيلا .

كانت تشعر بحضوره بشكل حاد وتمنت لو انه يوقف السيارة ويضمها بين ذراعيه لكن اصابعه بقيت تشد على المقود واهتمامه مركز على القيادة وعلامات المرورالضوئية .

وعندما اخرجت مفتاح البيت من حقيبتها تناوله جورج وفتح الباب ,ووضع المفتاح في جيبه ,ودخل الى البيت وهو يعرف انها ستتبعه .

كانت تشعر بانها دمية وهو المرحك لها ,تفحصت كتفيه العريضتين وهي تتساءل لماذا وكيف قد وقعت في حب هذا الرجل البارد المعقد.

_هل ستستغرقين وقتا طويلا؟"

_لا ليس وقتا طويلا ".

_انا ساقوم ببعض الاتصالات الهاتفية ".

اول شيء فعلته حينما وصلت الى غرفتها هو انها غيرت ملابسها ثم اخذت حقائبها من الدولاب وبدات مهمة وضع ملابسها فيها ,ولم تسمح لذهنها ان ينصرف الى اي شيء عدا هذا العمل الميكانيكي,والذي قامت به باعتناء ودقة .

ظهر جورج بعد وقت قصير عند المدخل وقد استند الى اطار الباب قليلا ثم دخل الى الغرفة توقفت ليليان وهي تلقي نظرة عابرة على ملامح وجههالتي بدت كانهاحفرت على حجر .

اما جورج فانه اخذ يتحرك بقلق وحيرة في الغرفة ثم قال :

_ليس هناك مايدعوك الى اخذ كل ملابسك ".

وتوقف امام منضدة الزينة فاحصا الاشياءالموضوعة

عليها وقال :

_لقد فتحت حسابا باسمك في مخازن متعددة في المدينة لان عليك ان تلحقي باخر طراز للازياء ".

_ليس ذلك ضروريا".

_انا اقرر ذلك ".

كان في صوته عنف مؤثر جعل رعشة تسري فيها واضاف قائلا:

_انا متاكد ان لديك هاجسا احمق باني ساضعك في غرفة النوم كجوهرة ثمينة لكني اطمئنك بان هناك اهدافا اجتماعية حيث ستذهبين معي الى حيث اذهب وبالاسلوب والشكل الملائمين لك بصفتك زوجتي ".

_سابذل جهدي لكي لااسبب لك الحرج".

_اذن فانا اقترح ان تضعي هذا في اصبعك ".

وتحرك في صمت كانه نمر كامنا للفريسة وصار الى جانبها وامسك بكفها اليسرى ووضع في اصبعها بخشونة خاتم الزواجوقال :

_انا مندهش لانك لم تبعيه".

_لقد نويت ان اعيده اليك ".

_انا فرح لانك لم تفعلي ذلك"تحرك شفاه بسخرية :

_انه يوفرلي قيمة شاء واحد اخر ".

_الا نستطيع ان نوقف اثارة احدنا الاخر ".

وبذلت جهدا لان تتخلص من تحديقه اليها وسيطرته عليها ,واغلقت الحقيبة الممتلئة بالملابس وقفلتها بصورة جيدة .

_اهذا كل شيء ؟

_تقريبا....."

_سارسل شخصا ما لينقل الباقي "ثم اضاف بحدة :

_لقد حجزت مائدة لغداء الساعة الواحدة وقد حان الوقت لنغادر هذا المكان ".

........نهاية الفصل 22.......

[Just Faith]

الفصل 23

..........................

كان المطعم الذي تناولا فيه الغداء جديدا عليها ولم تدخل مثله من قبل ,وهو في الواقع يشابه اية منشات اخرى للطبقة المترفة.

لقد طلب لها الطعام ولم يسالها رايها في ذلك الا بعد ابتعاد الجرسون ,عندما وصل الطعام كان ممتازا ولكن الصمت الذي شملهما لم يكن مما يساعد على فتح الشهية ,وكانت ليليان فرحة عندما اشار جورج للجرسون ليجلب السيجارة وهو مدرك انها لاتستطيع احتمال مرورعشرة دقائق اخرى من الصمت دون ان تشغل يديها بشيء ما .

قال جورج بصوت هادئ منذ بالقلق والشؤم :

لقد تقابلت كما يبدو مع لويس ولترز في الاشهر

القليلة الماضية ".

رفعت ليليان راسها برعشة عنيفة ثم سحبت نفسا عميقا من السيجارة ونفخت الدخان بحيث كون غمامة بينهما وقالت :

_نعم لقد فعلت ".

_هل عرفت بشعوره نحوك ؟"

_نعم ".

_وماهو شعورك انت اتجاهه؟".

سالته بمرارة :

_هل يهم ذلك حقا ؟".

ارتسم التجهم على وجهه ثم اضافت ليليان:

_كنت قد تعلقت بلويس ,انها علاقة في بدايتها ولو استمرت لكان ممكنا ان يتحول الى حب ".

وارتسمت على شفتيها ابتسامة حلوة ومرة في ان معا.

_حب هادئ مريح كدفء النار في دنيا باردة ,كنت اشعر باني في امان معه ,انه ملاذ لي واستطيع ان اعتمد عليه واجده الى جانبي كلما احتجت اليه ويمكن ان استعين به لحمايتي والدفاع عني ".

كانت اللمعة في عيني جورج قد ذكرتها بانه هو الذي ساعدها ودافع عنها بينما لويس هو الذي هاجمها فندمت على كلامها السابق.

سالها بتهكم واضح:

_وانت تعتقدين باني لن احميك ".

_اني اشعر دائما باني معلقة على حافة هاوية وليس هناك من احد لينقذني ,انك قادر على حمايتي من كل شيء الا من نفسك".

نظر اليها بعينين نصف مغلقتين متاملا جسدها وكانه يعريها عن ملابسها وقال :

_وبعد ليلة البارحة ......مازلت تريدين حماية نفسك مني ؟"

نهضت ليليان تاركة مقعدها وهي تشعر بانها كحيوان متوحش يحاول ان يهرب من سجانه.

اختطفت سترتها واتجهت خارجة من الغرفة وهي تعلم ان جورج سوف يتاخر في اللحاق بها حيث ان عليه ان يدفع الحساب .

وفي الخارج اخذت تبحث عن تاكسي ولكن لم يكن هناك تاكسي واحد ,وخطت الى موقف باص لكنها توقفت عندما احست ان كفا قبضت على ذراعها بعنف .

ادارها جورج بخشونة ودفعها باتجاه سيارته كانت تود ان تصرخ وتخدشه وتتحرر منه لكنها كانت تعرف ان لاجدوى فاستسلمت بضعف وهو يقودها الى السيارة .

لم يدر جورج المحرك حالا لانه بقي يحدق الى ليليان التي بدورها نظرت اليه دون ان ترمش ,امتدت يده الى راسها ليرفعه نحوه,وكانت لمسته قد اعادت اليها احساسها وتغلبت بذلك على الحذر الذي قد اصابها قبل لحظات ثم ابتعدت عن ذراعيه.

قال بهدوء :

_عليك ان تبعدي عن ذهنك اي تفكير يخص لويس ولترز".

_لماذا عدت الى حياتي جورج ؟".

_انت التي عدت الى حياتي جئت الي طالبة مساعدتي ".

_كان بامكانك ان تعطني النقود وتتركني وشاني ".

_كان بامكاني ذلك ....لولا...."

_لولاماذا ؟!"

امسك جورج بيدها وسحبها نحوه ببطء حتى صارت بين ذراعيه تقريبا ثم جعل يدها تدخل تحت معطفه وتلمس قميصه الحريري فشعرت بضربات قلبه تحت يدها والتي ناقضت تعبيره البارد.

_هذه المرة لن اجعلك تنفذين الى ماتحت جلدي ".

سحبت نفسها عنه ولم يحاول جورج الامساك بها ,ويظهر انه تقبل الامر معتبرا ان حديثهما قد انتهى ,كانت خجولة ومرتبكة ومجروحة لانها اكتشفت انه اعادها اليه لاسباب تتعلق بالجسد ,انها كفرد مستقل لاتعني له شيئا ولكن رغم هذا كله فهي مازالت تحبه كان متعجرفا وقاسيا ومتصلبا ياخذ منها مايريد دون مبالاة بالالم الذي يسببه لها .

كانت رغبته فيها هذا الصباح ممكن ان تكون دعامة لنجاح زواجهما .

وسالته السؤال الذي كان يفترض بها ان تساله البارحة :

_لماذا لم تعد تسكن في منزلنا ".

_انه اكبر مما احتاجه "رد عليها بحدة

_لقد بعته بعد عام واحد من مغادرتك لي ".

_بعته !!".

_بالتاكيد انك لم تتوقعي ان احتفظ به لاسباب عاطفية ؟ولم اشعر بالسعادة الا قليلا"ونظر اليها بسخرية .

وافقت في قرارة نفسها على ذلك ,كانا قد عرفا السعادة حيث قضيا شهر العسل .

وبعد دقائق وصلا الى الشقة حمل جورج الحقائب واخرجها من السيارة ووضعهما على الرصيف عاد الى السيادة وقال دون ان يلتفت :

_لدي اجتماعان ينبغي علي حضورهما وساعود في وقت العشاء ارسلي ديكرسن ليحمل لك الحقائب ".

كانت بعد ظهيرة طويلة وغير مثمرة وخلالها شغلت معظم وقتها بفك الحقائب وترتيب ملابسها .

تحدثت مع والدتها ,ان ليليان لم تخبر امها عادت الى جورج حيث لم تجد الكلمات الملائمة واخيرا اخذت حماما طويلا مريحا قبل ان تحضر نفسها وترتدي ملابسها للمساء .

.......نهاية الفصل 23.......

[Just Faith]

الفصل 24

........................

ان جريدة المساء مطوية بعناية على منضدة القهوة ,ولا شك ان من قام بذلك هو ديكرسن اتقطتهاو ظهر ديكرسن حالا وقدم لها كاسا من الشيري فتقبلته منه,واخبرها ان العشاء سيكون جاهزاحالما يصل السيد ماكلود.

جاء جورجبعد دقائق واتجه فورا الى البار صب لنفسه مارتيني ,استمرت ليليان تتصفح الجريدة رافضةان تظهر اي اهتمام في حضوره رغم ان قلبها قد اسرعت دقاته عندما دخل من خلال الباب .

_هل استقريت ؟.

_نعم وشكرا لك ,كيف كان الاجتماع ؟".

_كان باعثا على الرضابما فيه الكفاية هذا اذا كنت مهتمة حقا ".

_وهل انت مهتم حقا فيما اذا شعرت بالاستقرار ام لا؟"

_كنت مهتما...."

_لماذا ؟الم تكن ترغب في ان تمضي المساء لوحدك ؟".

كرهت ليليان التوتر الذي في داخلها والذي هو سبب اسلوبها الساخر لكن هذا التصرف بدا لها هو رد الفعل الوحيد المامون في حضوره .

_كانت الاماسي التي قضتها لوحدي باختياري "

_كم هو مريح ان تكون رجلا ويكون باستطاعتك ان تختار الرفقة التي تريدها وفي الرقت الذي تريده!".

_نعم ان الامر كذلك "رد عليها بهدوء.

_لقد فهمت ان عشاءنا جاهز فهل انت متهيئة لتناول الطعام ؟".

وقف بانتظارها عند القوس القريب من الصالة وكان واضحا انه سيمضي لوحده اذا لم تلحق به ليليان .غادرت الاريكة ببطء وسارت في اتجاهه متجاهلة تحديقه ونفاذ صبره والطلب اليها بالاسراع

_ان الجدل يضر بالشهية وهضم الطعام فلماذا لا نتجنب اي حديث ونحن على المائدة ؟"

هذا اقتراح ممتاز اقتراح اؤيده من كل قلبي ".قالت هذا وحاولت ان تجعل صوتها يضاهي ويلائم لهجته الواخزة الباعثة

على الالم .

لكن الصمت لايريحها رغم انه لم يزعج جورج ابدا .

كان من المفروض ان تكون ساحرة وتؤثر على جورج باحاديثهما الخفيفة المسلية للقلب ,لماذا يحدث ذلك بينهما ؟كان عليها ان تختار احد التصرفين اما ان تستمر على الصمت بحديث قصير وتحاول به ان تخفف من الجو المكهرب اختارت التصرف الاخير وقالت :

_فكرت ان اذهب الى المستشفى صباح غد فانا اريد ان اتحدث مع الدكتور هندرسون عند تفقده للمرضى صباحا ,وتتوقع والدتي مني ان اقضي معها بعض الوقت ".

اخذت تحدق في طبق الطعام وهي تتوقع منه تعليقا ساخرا .

_انك ستحتاجين الى السيارة ان مفتاح المرسيدس على المنضدة التي في الصالة ".

اعتقدت بانها سيارتك ".

_بالطبع ,والاكيف يمكن ان اعطيها لك ".

قال ذلك وابتسم لها بمتعة ورافة ,كانت قد حبست انفاسها قليلا وقد اعجبتها الطريقة الناعمة التي رعتها بها عيناه .

وقالت :

_لم اقصد هذا ".

قال :

_لدي سيارة اخرى اذا كنت تفكرين في كيفية ذهابي الى المكتب او عودتي منه ".

ابتسمت بتردد وقالت :

_في الواقع اني كنت افكر في ذلك ".

_على كل حال ,انك ستحتاجين الى وسيلة نقل ,واعتقد ان سوزان تريد ان تكون معك هذا الاسبوع ".

_انك لن تعارض ؟"

_لقد اخبرتك باني لن اجعل منك سجينة هنا "والقى نظرة على طبقه وهو يفكر قبل ان يرفع نظره اليها بتسلية عذبة .

_لكني ساكون ممتنا لك اذا لم ترتبطي بمواعيد قبل اعلامي بذلك اولا لااريدها ان تتعارض مع مااكون قد صممت لنا ".

_لا بالطبع لا ".

واصبحت فجاة وجبة الطعام باعثة على السرور,والاطباق التي اعدت بخبرة صارت لها نكهة افضل لقد تغير المزاج وانغمرت ليليان في دفء.

في غرفة الجلوس صار باستطاعتها ان تتكئ وهي جالسة في الاريكة العريضة باسترخاء بينما جورج قد وضع تسجيلا موسيقيا في جهاز الستيريو .

وارتفعت انغام رائعة صادرة من كمانات وابتسمت ليليان بسعادة عندما وجدت جورج قد قطب جبينه عند ظهور ديكرسن في المدخل قاطعا عليهما جوهما الخاص وساله بحدة :

_ماذا هناك ؟.

_جاءت الانسة جلبرت لتراك لديها بعض الاوراق لك ".

قالت ليليان :

_في مثل هذه الساعة ؟"

_لن اتاخر كثيرا ".

وخرج من الغرفة ثم مر الوقت فتجاوز التاسعة فالعاشرة ولكن جورج لم يعد.

وسارت ليليان وكانها تمشي بلا وعي حتى وصلت الى باب مغلق من وائه صوتين فشعرت بتانيب الضمير لسماعها لهما

لقد جاء صوت جورج واضحا :

_لن يطول الامر اشهر قليلة لااكثر ".

ثم صوت انثوي جعلها لاتشك ان سوندرا مازالت هناك :

_مع ذلك انه يبدو وقتا طويلا ".

_هل يزعجك هذا ؟".

_بالطبع هل اعتقدت باني لن انزعج ؟"

لم يرد جورج على سؤال سوندرا ومرت ثوان ولم يكن هناك اي صوت ثم قطع الصمت صوت جورج لكنه كان منخفضا فلم تستطع ليليان ان تفهم الكلمات .

امتدت يدها الى مقبض الباب ماذا كانت ترجو ان تجد هناك ؟ارتسم في مخيلتها شعر سوندرا الاحمر تحت ذقن جورج وهي لم تكن راغبة في ان تذل نفسها بان تجد امراة اخرى بين

ذراعي زوجها .

........نهاية الفصل 24.......

[Just Faith]

الفصل 25

.................

تركت يدها مقبض الباب ,واستدارت عائدة بخفة الى غرفة الجلوس ان اصابع يديها قد تشابكت بتوتر وهي تحاول ان تقاوم الالم الذي في قلبها .

توقفت امام مدفئة الحائط للحظات ,ثم ذهبت بسرعة الى غرفة النوم كانت الغيرة لهبا اخضر استنفد اخر اثر لاملها ,حدقت في الفراش ,وتساءلت فيما اذا كان باستطاعتها تحمل استمرار الحب مع جورج وهي تعلم في هذه اللحظة الحاضرة انه يواسي امراة اخرى وببطء وبصورة الية اخذت تغير ملابسها لتتهيا لليل .

ارتدت روبا لون اخضر زيتوني فوق جلبات النوم الاخضر ,وتناولت الفرشاة من على منضدة الزينة وجلست في الفراش وبدات تمشط شعرها وتحسب كل حركة لتخدر نفسها مؤقتا فلا تشعر بالالم .

وعندما دخل جورج الغرفة بعد دقائق قليلة كان باستطاعة ليليان ان ترمقه بنظرة متعالية ماكان بامكانها ان تقدمها قبل فترة

كان قد حل رباط رقبته ووضعه في جيبه ,وكان وجهه يشي بالتعب .

وجعل ذلك ليليان تتساءل بخبث ربما قد صادفت سوندرا بعض المتاعب بسبب التغير الذي حدث في علاقة ليليان مع جورج .

قال جورج وهو يسير الى دولاب ويفرغ مافي جيوبه :

لااعتقد ان الامر سيستغرق وقتا طويلا ".

نهضت ليليان من الفراش وسارت الى منضدة زينتها لتضع عليها فراشاة الشعر

سالها جورج:

_اهناك شيء ؟"

_لاشيء ".

ونظرت اليه في هدوء ,وهي تشعر كانها عارضة ازياء بدون اي انفعال .

_هناك بعض الصعوبات اردت تذليلها مع سوندرا "ثم اضاف بكابة "تخص العمل ".

_انت لست مضطرا لتوضيح ذلك لي ياجورج ".

قال بتهكم :

_الست مضطرا؟".

_الصدق والاخلاص لم يكونا جزاء من اتفاقنا ".

ردت بنعومة متجنبة ان تقترب منه ثم مضت الى الفراش .

خلعت روبها واندست تحت الغطاء وقد اغمضت عينيها عن الغضب الذي سببته له.

_تمتمت :"ليلة سعيدة جورج".

_ليلة سعيدة .......يالجحيم ".

وفوجئت بالغطاء يرفع وجورج ينحني عليها وكادت تصرخ لو لم يغط فمها بقبلة عقابا لها !وانطلقت دموع الخجل والياس لتنحدر على خديها .

استقبلتها والدتها بترحاب ومست شفتاها خدي ليليان وقالت:

_كنت اتوقع مجيئك ياحبيبتي كان الطبيب هنا قبل دقيقة ".

_مررت به في الصالة انك تبدين في صحة افضل ".

قالت السيدة باشراق وبهجة :

_لقد نمت البارحة دونما الم ,وذلك من صنع المعجزة ".

وضحكت ضحكة منغمة واضافت لتناكد ابنتها :

_لقد اثرت صباح امس الكثير من التعليقات ولانفعالات لقد سمعت الممرضات يتحدثن عن الرجل الوسيم ذي الشعر الاشقر الذي كان يهرول باحثا عنك !"

_اعتقد انه لويس كان هنا البارحة ".

_لقد حسدتك الممرضات وبالاخص عندما ترك لويس المستشفى لوحده ,وانت خرجت برفقة رجل اسود الشعر وقد وصفته احدى الممرضات بانه انيق واخرى وصفته بانه جذاب !".

تنفست ليليان بعمق وهي تهيئ نفسها لتخبرها بالقصة .

قالت لها :

_لاحظت انك تضعين خاتم زواجك في اصبعك ,اذ الرجل الاسود الشعر كان جورج".

_نعم انه جورج ".

_انت التقيت به عدة مرات في الاشهر الماضية اليس كذلك ؟"

_نعم ".

_كنت اعتقد ان شيئا مايزعجك لكني كنت ابالغ في الاهتمام بنفسي لذا لم اهتم بك لكني قد قضيت معظم حياتي بافكار تدل على انانيتي ".

_اتعنين انك لاتعارضين مسالة عودتي الى جورج".

كانت ليليان تتوقع عاصفة من الاعتراضات والاحتجاج والادانة من امها .اما هذا التقبل او هذه الموافقة الهادئة على تصرفها فانهما شيئان مثيران للدهشة .

_لااعارض "واخفضت الوالدة نظرها .

_واعتقد باني فرحة ".

_لكن اعتقد بانك لاتستلطفينه ابدا ".

_لم اكن استلطفه لانه ليس من النوع الذي يتقبل اما لزوجته تحب التدخل .

واتكات على الوسادة وهي تحدق في السقف.

_في بداية زواجك كنت سعيدة وكان جورج هو محور عالمك وفجاة شعرت باني لم اعد اهتم ولذلك كرهته ,اتذكر ان والدك كان يمسك بيدي ويقول بلطف :

_ان ابني هو ابني حتى يجد له زوجة لكن ابنتي هي ابنتي طوال حياتي ".

كان يطمئنني بان جورج سينجب منك اطفالا يملؤون البيت وانا عرفت نظراتك المضطربة الموجهة الى جورج اثناء طرق والدك لهذا الموضوع باني سممت عقلك في هذا الاتجاه.

اخفضت ليليان راسها فهي غير راغبة ان تعترف لامها بالضرر الكبير الذي سببته لها نصيحتها .

_وعندما تركته اخيرا فرحة ,فكرت اني ساستعيد فتاتي لكنك ذهبت بعيدا عني الى كولرادوسبرنكز,هل كنت انا السبب ؟هل الاشياء التي قلتها لك قبل زواجك هي السبب في تركك لي ؟".

_انها جعلتني افقد الثقة فيه ياوالدتي ,لكنها ليست السبب ,اذا كان ممكنا ان تجاوزها انه شيء مختلف تماما ".

كانت ليليان تتحدث بصدق وتشير الى ان السبب الحقيقي هو اكتشافها ان جورج لم يكن يحبها لذلك هربت منه وشعرت بالدموع تتجمع في عينيها وقالت :

_كان بودي لواننا نتحدث هكذا سابقا".

_وهذا مااتمناه لكني لم اكن اما طيبة ابدا وانا لست كذلك الان انك ياليليان لم تعودي اليه بسبب الحاجةالى النقود ؟انك مازلت تحبينه اليس كذلك ؟".

_نعم احبه كثيرا ".

ولم تقاوم ليليان امها عندما سحبتها الى صدرها لتطلق لدموعها العنان .

شقت ليليان طريقها وهي تحتذي حذاءا مبطنا بالفرو وبرقبة طويلة وكان الثلج يتساقط بكسل على الرصيف القاسي بينما السماء الرمادية توحي بالمزيد من تساقط الثلج وباكثر من هبة ريح ,وكان هواء بارد يضرب خديها فغطتهما بالسترة وكانت واجهات المخازن والدكاكين قد زينتها ديكورات عيد الميلاد.

..........نهاية الفصل 25.........

[Just Faith]

الفصل 26

.................

كان العلاج قد اوقف مرض امها ومع ذلك فان معظم سعادة الوالدة يعود الى اعتقادها بان ابنتها قد وجدت السعادة اخيرا, لانها كانت تشعر بالذنب ولهذا قررت ليليان بانها لن تسمح لنفسها ان تجعل امها تكتشف ان علاقتها مع جورج هي ليست تامة .

كان جورج عند وعده لقد ترك ليليان لوحدها ,واوعز للسيدة ديودلي ان تنقل ملابسه الى غرفة الضيوف ,لكن ذلك لم يمنع ان يتناولا الطعام سوية كما ان سوندرا لم تعد تزوره في وقت متاخر من الليل ,وقد خيم التحفظ على احاديثهما .

كانت هناك حفلات كوكتيل عديدة وعشاء من اجل متطلبات العمل كما اخبرها جورج ومعظمها تكون في عطلة نهاية الاسبوع .

ان الحفلات عادة تجعلها مع جورج لكنها لاتسمح لها بان تنفرد به .

وفي هذه الليلة مناسبة لحفلة اخرى ,فاختارت ليليان رداء لتلبسه وكانت هناك بعض التغيرات التي يجب ان تقوم بها ليكون جاهزا عند الماسء ولهذا ذهبت الى سوق المدينة .

سمعت صوتا مالوفا طغى على اصوات المارة ولما القت نظرة على ماحولها رات لويس ولترز,كانت تود لو تتظاهر بانها لم تره وتواصل سيرها ولكنه امسك بيديها مرحبا وسحبها تحت سقف دكان مفتوح وغاصت عيناه الزرقاوان الجائعتان في جمال وجهها قال ببساطة :

_لقد اشتقت اليك فكرت الف مرة ان اتصل بك هاتفيا لكني تذكرت بان ليس لي الحق في ذلك ".

_ماكان بامكانك ان تجدني فانا اما في زيارة والدتي او مع جورج ,ولم ابق في البيت الا قليلا".

كانت ابتسامته الدافئة وشعره الاشقر قد جعلها تدرك كم من السهولة ان تنجذب الى عاطفته ومودته دون اي مقابل .

_هل انت سعيدة مع جورج ؟"

_الحياة لاتسمح بان نكون سعداء طوال الوقت لكن معظم الوقت نكون راضين ".

كانت اجابتها صادقة انها مع جورج زوجة له وهذا كل ماتطلبه الان سالته :

_وانت كيف تسير الامور معك ؟".

_والدي الشيخ بدا يعترف ببطء باني اعرف شيئا عن العمل ".

_انك لم تعترض عليه لانه لم يسمح لك بشق طريقك بنفسك اليس كذلك ؟".

ابتسم واجاب :

_كنت اعترض عليه في بعض الاحيان اني انسان على كل حال ,لكني ممتن له لانه علمني دروسا كنت بحاجة الى تعلمها ,الى اين انت ذاهبة الان ؟هل استطيع ان ادعوك الى شراب ؟او كوب قهوة او شيء ما ؟!!".

نظرت ليليان الى ساعة يدها الانيقة وقالت :

_اخشى ان ليس لدي وقت كاف اذ علي ان اتسلم رداء قد اجريت عليه تعديلات ومن ثم اعود الى البيت لاتهيا الى حفلة في هذه الليلة لدى عائلة فريدركسون ".

ابتسم ابتسامة مشرقة وقال :

_انا مدعو لديهم ايضا وهذا يعني انني ساراك ثانية هذه الليلة ".

_سنكون هناك ".

انحنى عليها وقبل خدها قبلة خفيفة وارتسم على وجهها تعبير صبياني من الخجل ,ودعته وماان مضت باتجاه المخزن حتى فوجئت بسوندرا جلبرت تقف على بعد اقدام وقد راتها ولاشك مع لويس وسمعت ما دار بينهما من حوار .وتقدمت سوندرا منها وما ان فتحت فمها لتتكلم حتى كانت ليليان قد ابتعدت عنها مسرعة .

ارتدت ليليان الرداء وكان بلون المشمش ,وكان اختيارها له عملا ممتازا لان خياته بسيطة وتبرز رشاقة جسدها ,كانت فتحة الصدر قد جعلته يبدو انيقا متواضعا لكن فتحة الظهر جعلته يبدو جذابا ,وكان جورج عند المدفئة الجدارية حيث كان قد وضع كاسه على حافتها وقال :

_ان رداءك جذاب اهو ماصممت على ارتدائه في حفلة الليلة ؟".

_نعم ".

_انه ملائم جدا انه لمن المؤسف ان لويس ولترز لن يكون باستطاعته ان يراك وانت ترتدينه ".

_هل يعني اننا لن نذهب للحفلة هذه الليلة ؟"

_هل يخيب هذا املك ؟لقد تهدمت خطتك للقاء لويس

ولترز ....."

_اية اكاذيب قد اخبرتك بها سوندرا جلبرت ؟لقد قابلت لويس مصادفة وكنت ذاهبة لاستلام هذا الرداء من المخزن لقد ظهر اننا الاثنين مدعوان الى الحفلة واخبرني انه سيراني هناك ,فماذا في هذا انا لااستطيع السيطرة على ماجال في ذهن سوندرا ,مع العلم انك قد اخبرتني هذا الصباح اننا ذاهبان اليها ".

اصر جورج قائلا :

_لقد تغيرت خطتي ".

_ان من النزاهة حقا انك اخبرتني بذلك الان ".

كان صوته حادا :

_لقد قررت هذا الصباح ان نقضي عطلة نهاية الاسبوع في فيل ".

_فيل ؟ للتزحلق على الجليد".

_نعم سنستطيع بالتزحلق ولكن لدي هناك مشروع انشائي ايضا اريد ان اتاكد منه وادقق فيه,وسنغادر الى هناك في الصباح الباكر ".

_لكن هذا لايوضح سبب عدم ذهابنا للحفلة".

لم تفهم هل ماارتسم على شفتيه غضب ام تهكم وهو

يقول :

_افترض انك ستحتاجين الى وقت لحزم ملابسك ,وبما انك ستذهبن معي في اجازة عطلة نهاية الاسبوع اذن فان عليك ان تتصلي بوالدتك ......"

كانت السخرية التي في صوته قد اقنعتها بان ابتسامته المنحرفة هي بسبب انزعاجه منها.

ماذا تراها فكرت بان جورج غيور من لويس ؟اذا كان جورج غيورا فان هذا يعني بان لديه شعورا مانحوها .

_اذا كانت سفرة عمل فلماذا اذن تاخذني معك ".

_اعتقدت انه نوع من التغير مفيد لك "ثم تسلى منها بسخرية .

_بامكانك ان تاتي معي او تبقي هنا ايهما تريدين ,ان ذلك لن يغير من الامر كثيرا بالنسبة لي ".

شعرت بالقهر كان عليها ان تدرك بانه لن يعترف بانه يريدها ان تاتي معه.

..........نهاية الفصل 26.......

[Just Faith]

الفصل 27

..................

توقف تساقط الثلج بعد شروق الشمس لكن ماحولهما كان يؤيد احتمال سقوط مرة اخرى .كان كل شيء قد تغطي بغطاء جديد نقي وابيض ويومض تحت الاشعة اللامعة والريح هنا وهناك تدفع مسحوق الثلج وتطيره ليستقر فيما بعد على الثقيل منه والذي على الارض .

كان الجو داخل السيارة باردا ولاعلاقة لذلك بدرجة التجمد في خارجها ,وتمنت ليليان لو ان رصانة وسلام المنظر الشتوي الذي امامهما تنتقل او ينتقل الى نفسها ونفس جورج .

كانت قد حاولت ان تتحدث معه عند مغادرتهما لدنفر لكن اجاباته المقتضبة تركتها تاخذ انطباعا بانه قد ندم اذ دعاها الى صحبته ,ولم تستطع منع نفسها من التحديق في المنظر الجانبي لوجهه الاسمر وقد زادت من توتره البرودة التي في الخارج .

ودون ان يرفع نظره عن الطريق الذي امامهما قدم لها جورج علبة السجائروقال :

_اشعلي لي واحدة منها ".

وترددت ليليان قبل ان تضع بين شفتيها سيجارة ذات فلتر ,ان هناك شيئا حميميا بصورة فظيعة في ان تشعل سيجارة شخص اخر ,وقدمت السيجارة المشتعلة واعادت اليه العلبة ,راقبته وهو يضعها بين شفتيه ةتساءلت فيما اذا كان يستطيع ان يشعر بدفئها هي ,لكنه بوجهه الهادئ جعل معرفتها بذلك متعذرة .

_غدا ساكون مرتبطا مع احد المهندسين رتبت الامر بحيث تستطيعين البقاء مع زوجته والتي تسكن حاليا هنا في (فيل)الا اذا رغبت ان تقضي اليوم لوحدك".

لم تستطع منع نفسها من ان تقول بمرارة :

_كيف رتبت ان تتخلص مني هذا اليوم ".

_ماذا كنت تتوقعين مني ان افعل ؟ان امثل دور المحب العابد ؟انك تعلمين ان ذلك مبالغا فيه ".

_اعتقد ان ذلك ممكن ان يكون طبيعيا بالنسبة لك اذا اخذنا بعين الاعتبار سفراتك من اجل العمل التي رافقتك فيها سوندرا ".

قا ل بهدوء :

_لقد دعيت خلال الشهر الماضي الى حفلات وتداولت في اعمال ولم انم الا ساعات قليلة ,انا اعرف انك محرجة لاني جررتك بعيدا عن لويس الثمين ,لكن مادمت الان هنا فعلى الاقل تظاهري بانك مستمتعة دعينا ننسى الماضي لايام قليلة وكذلك المستقبل وكل شيء ......."

كانت الشقة مؤلفة من غرفة نوم واخرى اصغر منها للضيوف ,مع غرفة للجلوس ومطبخ صغير ,ولم يترك جورج لليليان فرصة استيعاب المكان لانه طلب منها ان تتهيا لمرافقته للتزحلق خلال ساعة وعليها ان تفتح الحقائب وترتب الملابس خلال هذه المدة .

وهكذا بعد ثلاثة ارباع الساعة كانت ليليان قد التحقت بجورج في غرفة الجلوس وهي في رداء التزحلق اما جورج فكان رداه اسود وابيض وقد رافقها الى الباب بمجرد دخولها .

كان نفاد صبره واضحا وبدا وكانه وبدا وكانه في عجلة للابتعاد عن جو المدينة ليجرب مهارته وقوته ضد جبال الثلج ,وبعد ان ركبا في المركبة الصاعدة الى قمة الجبل ادكت ليليان انها تتحسر على لحظات شهر العسل التي قضتها معه هنا في هذه الجبال الوعرة ,وتمنت لو انها تعود ثانية .

ان هذه الرغبة لايمكن ان تتحقق الا بتعاونهما معا .

لكن جورج لايبالي ,كانت في مثل هذه الحالة منالمشاعر وهي تتبع جورج وهو يتزحلق هابطا من الجبل ودرست عيناها شخصه الذي في الرداء الاسود والابيض معجبة بالمرونة والمهارة اللتين في حركاته ,ثم ان التزحلق تطلب منها هي ايضا ان تستعمل عضلاتها التي اهملت ترويضها لاكثر من عام ثم تدريجيا عادت اليها مهارتها .

كان هواء الجبل يهب باردا على وجهها ويلمس شعرها الطويل الذي كان ملموما عند مؤخرة رقبتها وكانت النظارات الصفراء التي وضعتها على عينيها قد جعلت كل شيء يبدو مصبوغا باللون الذهبي .

رات جورج في اسفل يراقبها توقفت عند الزاوية اليمنى من المنحدر ورفعت النظارات عن عينيها الى راسها فبدت عيناها تلمعان وهناك حمرة جميلة على خديها وارنبة انفها وكان فمها قد انفتح بابتسامة وهي تنظر الى وجه جورج الذي لم يعد متجهما مكتئبا فقد اثر فيه هواء الجبل النقي ونشاط التزحلق سالها :

_ها تريدين استعادة انفاسك ثم نعود الى قمة الجبل لمعاودة التزحلق ؟"

اجابته :

_ساستريح في المركبة الصاعدة ".

استمر جورج بالتزحلق وقد سبقته هي بمسافة بضع اقدام وكانت تعرف ان سبب خفة قلبها هو الانفتاح المفاجئ لباب الاتصال بينهما .

ربما مازال هناك شيء من صداقتهما يمكن انقاذه وفجاة شعرت بانها تسقط ارضا عندما اصطدمت بجزء بارز على المستوى ثم وجدت جورج ينحني عليها ووجه الضاحك في مواجهتها :

_هل انت بخير ؟"

امتدت ذراعه حول خصرها وساعدها على الوقوف وقال :

_سنهبط ببطء وتان ".

كانت سعيدة لانه مهتم بها بصورة دافئة ولما انهيا

الهبوط قالت :

_ساجلس لاستريح قليلا".

_اتمانعين اذا قمت انا بتزحلق اخر ؟"

اجابت بسرعة :

_بالطبع لا وسانتظرك عند البار وانا اشرب الكاكاو الحار ".

_حسنا ساراك فيما بعد".

حياها ومضى.

ولم تستطع ليليان ان تمنع قلبها من الخفقان السريع وهي ترى جورج يعود بعد ساعة شاقا طريقه بين المتزحلقين الاخرين متجها اليها .

وشعرت ببعض الفخر وهي ترى نظرات الاعجاب من النساء تتجه الى جورج ثم شعرت بيده تستقر على مرفقها كان في وجهه وعينيه شعور المنتظر لكن ليليان اعجبت بالطريقة التي استقرت بها نظرة ناعمة من عينيه على وجهها ثم وجدته يقودها ولاتعرف الى اين من الضوء الى داخل عتمة بناية .

_فكرت ان نتناول كاسا"قال لها .

........نهاية الفصل 27........

[Just Faith]

الفصل 28

..................

كانت ابتسامته خالية من اية علامات تهكم او سخرية ,وبدا الاخلاص في كلماته ,وبعد ان اعتادت عيناها على التغير في الضوء وجدت ان المكان ليس معتما كما تصورته اول مرة .

كان محلا للاستراحة وهناك مدفئة جدارية تلتمع فيها النيران واناس يضحكون وهم مرتدون ملابس التزحلق وما ان جلسا حتى سالها جورج :

_كيف تشعرين ؟".

_بصورة جيدة ".

كانت احاديث الحاضرين بنبرة عالية لاتساعد على استمرة حديث بصوت اعتيادي,وماان طلبا المشروب وانهيا شربه حتى اقترح جورج ان يغادرا المكان فورا .

كانت اشعة الغروب قد صبغت الجبال المكسوة بالثلج بحمرة قرمزية .

وتوقفا عند مطعم واكلا طعاما جيدا ,وكانت النجوم قد غطت السماء وهناك ضوء نصف قمر شاحب .

وعند ركوبهما في السيارة وعودتهما الى الشقة سالها جورج :

_تعبة ؟".

_لا ,اني راضية ".

وابتسمت له بالاخلاص وكانت تعلم ان على جورج لكي يكون اليوم كامل الارتواء ان ياخذها بين ذراعيه.

كان هناك صمت لايخلو من بعض التوتر العصبي وهما يدخلان في الشقة وشعرت ان ذلك قد يطغى عليهما فحاولت تجنبه بكل صورة فسالت بسرعة :

_اهناك قهوة في المطبخ ؟

_قهوة جاهزة على مااعتقد "

_ساحضرها اليك وعليك انت ان توقد نارا في المدفئة ".

وبعد بضع دقائق جلسا امام المدفئة يشربان القهوة السوداء الحارة واللهب الاصفر يلتهم بنهم الكتل الخشبية من الجذوع ولما كان جورج لم يوقد اي ضوء فانهما بقيا في ذلك الجو الحميمي الهادئ

قالت ليليان :

_حدثني عن الزوجين اللذين سنلقاهما غدا ".

_عائلة هانسون ؟"واستمر يحدق الى النار.

_انا وستيف هانسون كنا في كلية واحدة وكنت شاهد زواجه بعد تخرجه ,وقد قبل ان يعمل مع ابي وشريكه ولذلك صرنا نلتقي باستمرار."

_كم طفلا لديهما ؟".

_اربعة ثلاث بنات وولد واحد الولد هو اصغر الجميع وكثير الحركة "ابتسم لها .

-"انه في الرابعة من عمره حاليا,ولما كان اصغر من هذا العمر كان في كل مرة يميل الى لعبة ,مرة يعضني واخرى يرفسني ,وحسب ماعلمت من ليندا زوجة ستيف ,انه الان يميل الى الكاوبوي والهنود الحمر ولاادري ماسيفعل بي ".

ضحكت ليليان وقد سرها جدا هذا الجانب من جورج الذي لم تطلع عليه من قبل .

حدق فيها جورج وهو يتفحص وجهها بتان ودقة مما جعلها تحبس انفاسها ثم قال :

_انها اول مرة اسمعك تضحكين من كل قلبك ضحكة تختلف عن الضحكات المجاملة في الحفلات التي ذهبنا اليها خلال اسابيع".

لم تعرف ليليان كيف ترد وشعرت بان ماقاله صحيحا ,نهض ومد يده ليساعدها وقال :

_لقد تاخر الوقت وانت تعبة فلماذا لاتذهبين الى الفراش ؟".

مالت عليه فمسح شفتيها بقبلة وقال :

_"الافضل ان تذهبي للفراش لترتاحي ".

غمرها شعور دافئ وهي تشعر ببداية امل للمستقبل .

بعد ان تم تعارف ليليان مع عائلة ستيف اعتذر جورج بانه سيذهب مع صديقه ستيف في جولة لا يعودان منها الا بعد الظهر مما اتاح لليليان الفرصة لتكون اكثر تالفا مع ليندا .

كانت ليليان متلهفة لان تكون صديقة لهذين الزوجين هما كما هو واضح قريبان الى زوجها .

ورغم ان ليندا شخصية هادئة لكنها ليست من النوع الخجول ,وبعد دقائق قليلة استمر حديثهما سهلا واختفت منه اية غربة .

لقد نجحت ليندا في اضحاك ليليان طوال الصباح وهي تشرح لها ماصادف ابنها سان من حظ سيء ,وبعد الغداء بقليل استطاعت ليندا ان تقنع سان بان ياخذ غفوة بينما استرخت هي وليليان وهما تتناولان القهوة بدات ليندا بالسؤال :

_حسنا اخبريني بكل شيء عنك وعن جورج".

_في الحقيقة ليس هناك الكثير مما يستحق التحدث عنه ".

_منذ متى تعارفتما ؟"

_منذ ستة اعوام ".

_لابد انك تعرفت على زوجته الاولى كنا انا وستيف في لويزيانا فلم نتقابل معها ".

لقد ادهش هذا التصريح ليليان حتى انها للحظة لم تستطع الكلام ,لقد تذكرت انها قابلت المراة مرة لكنه لم يخبرها بانها زوجته الاولى .

قالت ليليان دون ان تواجه عيني ليندا :

_نعم لقد عرفتها ".

تنهدت ليندا وقالت :

_انها بدت لي دائما بانها اجتماعية ومدللة وعلى اية حال ,ان جورج كان قد اختار قوتا سيئا للزواج ".

_ماذا تعنين ؟".

_حسنا ان والده كان قد اشترى لتوه حصة شريكه في العمل وفي هذا الوقت التقى جورج بالفتاة ,وكان يعرف ان عملا اضافيا ومزيدا من المسؤولية سيضعها والده على كاهله لذلك كان عرضه لزواج سريع لقد شعرت بصورة او اخرى بالرثاء للفتاة ,فانها وقد اعتادت على جورج ان يكون مهتما بها ويقضي معظم اوقاته معها قبل الزواج ,فاذا بها بعد الزواج تفاجا بانه مهتم بالعمل بصورة كلية فشعرت وكانه هجرها .ان جورج يختلف عن زوجي ستيف الذي عادة يجلب عمله الى البيت لينجزه ,لذلك كان صعبا على زوجته ان تحتمل ذلك ".

ايدتها ليليان قائلة :

_نعم بالتاكيد ان ذلك صعب ".

لقد اكتشفت لاول مرة سبب انغمار جورج بالعمل بعد زواجها منه هي ايضا .

وقالت ليندا :

_وبالطبع عندما تحطم زواجه ,اصبح جورج متصلبا بصورة فظيعة واليوم وهو معك ارى لاول مرة نعومة في وجهه ,ولك مايحتاجه هو انجاب الاطفال انه يعبد ابني سان ".

سالت ليليان :"وماذا عن سكرتيرته؟".

.........نهاية الفصل 28..........

[Just Faith]

الفصل 29

........................

لم تستطع منع نفسها من هذا السؤال لان سوندرا كانت السبب في غربتها .

ضحكت ليندا وقالت :

_سوندرا الصافرة !كنت معتاد على مناكدته بسببها بصورة فظيعة "ورمقت ليليان بنظرة جانبية من عينيها الزرقاوين .

_انا لاارى اي داع لان تغاري منها ,واذا كانت تعني لجوج اي شيء اكثر من سكرتيرة فانا واثقة بان جورج لا يخفي ذلك على ستيف ,وانا بالتاكيد اطلع على ذلك من زوجي لكن هذا لايعني ان سوندرا لاتطمح لان تكون اكثر من

سكرتيرة ".

_هل تعتقدين ان جورج قد احب زوجته ؟".

_لاادري فهو لم يتحدث عنها انا لااتصوره يتزوج من شخص لايهتم به كثيرا ,ولكني لن اقلق من اجل ذلك لو كنت

مكانك "وابتسمت مطمئنة.

_ان كل ذلك ماء تحت جسر ,كما يقولون ,اضافة الى ذلك ان جورج ليس من النوع الذي يقع في الخطا مرتين مع نفس الشخص ,وكائنا من تكون فان جورج لن يعود اليها ثانية ".

ان هذا التصريح جعل ليليان اكثر فضولا ,فانه اي جورج قد عاد اليها هي فهل دافعه الى ذلك لم يكن سوى الانتقام .

كان الوقت حوالي بعد الظهر عندما استيقظ سان من نومه وبعد ان استعاد نشاطه بتناوله كاسا طويلة من الحليب واربع قطع من البسكويت اصبح مستعدا الى مهمة اكمال رجله الثلجي ....وكانت ليندا تهئ لحمة بقر مشوية لوجبة العشاء ,فتطوعت ليليان سان على ارتداء سترته الشتوية.

استفسر منها سان بجراة :

_كم طفلا لديك ".

_ليس لدي اي طفل "ثم ابتسمت له .

_لكني امل ان احصل على طفل في يوم ما ".

_كم طفلا تريدين ؟".

_ثلاثة انه الرقم الملائم بالنسبة لي ".

_وكلهم اولاد ؟".

اجابت بوقار :

_اعتقد ان ولدين وفتاة واحدة شيء حسن "وسمعت وراءها ضحكة ليندا المنخفضة .

تردد سان قبل ان يوافق ثم اتجهت عيناه الى ماوراء ليليان وابتسم ابتسامة مشرقة وهتف قائلا :

_عمي جورج ".

ومضى متجاوزا ليليان ,ولما التفتت مندهشة رات جورج واقفا عند المدخل وهو ينظر اليها بنظرة فيها اكثر من مجرد تسلية .

وصعدت حمرة الخجل الى خديها وكانت فرحة لان سان الملحاح قد جذب انتباهه فانتهزت الفرصة لتذهب الى المطبخ حيث

عرضت فورا مساعدتها فرحبت بها ليندا وقدمت لها بعض الجزر والة التقشير فاخذت ليليان تقشر الجزر امسكت باعلى ذراعيها يدا جورج وسمعته يهمس في اذنها :

_هل انت فرحة لرؤيتي ؟".

وانقذها من الرد نداء ستيف :

_جورج نداء هاتفي لك انه من مسافة بعيدة ".

_جورج نداء هاتفي لك انه من مسافة بعيدة ".

تنهد جورج وضغط على كتفي ليليان ومضى خارجا الى غرفة الجلوس ,ولما عاد ابتسمت له ليليان بتردد عندما دخل لكنه كان عابس الوجه وقال :

_انا اسف ليندا لكننا انا وليليان سنعتذر عن تناول الغداء لقد استجد شيء سيضطرنا الى مغادرتكم ."

_ماخطبك ؟".

لكن جوابه كان موجهه الى ليليان :

_انها المستشفى كانوا يحاولون الاتصال بنا لقد حدثت انتكاسة لوالدتك ويريدون ان نحضر باسرع مايمكن ".

شحب وجه ليليان فامتدت ذراع جورج بسرعة لتمسك بها وهزت راسها ردا على كلمات العطف التي نطق بها كل من ستيف وليندا وقادها الى السيارة .

كانت السفرة كابوسا لما تسلقا درجات المستشفى اندهشت ليليان وهي ترى شخصا مالوفا لديها يهرع مسرعا اليها فاذا بها سوزان .

قال جورج بهدوء :

_لقد سبق واتصلت هاتفيا بسوزان فكرت انك ستودين ان تكون معك ".

ووصلتبصحبة سوزان الى غرفة امها

همست سوزان :

_اخبرتني الممرضة بان حالة والدتك في تحسن ".

حركت ليليان راسها مؤيدة هذا الكلام وتمنت ان يكون ذلك صحيحا وسالت :

_كم مضى على فقدانها الوعي ؟"

_انها لم تصب بالاغماء بالضبط".

_اخبرتني الممرضة ان ماحدث هو نوم من تاثير المخدر ".

وفتحت السيدة سيمونز عينيها وسارت ليليان وجلست قرب امها واخذت يديها ووضعتها بين يديها ,واستقت نظرات العينين الزرقاوين عليها بكابة :

_ليليان ؟".

_نعم ياامي انا هنا ,كل شيء سيكون على مايرام ".

قالت والدتها بضعف واهتزاز :

_لقد اخبرتهم ان لاداعي للاتصال بك لقد اردت ان تقضي وقتا طيبا مع جورج".

_لاتحاولي الكلام ,عليك بالراحة لتتحسن صحتك ".

_نعم ساحاول ".

وارتعش جفناها ثم انغلقا ثانية ثم انفتحتا لتقول :

_لن اموت في هذه المرة فلا تقلقي علي ".

_لن افعل ".

بعد ثوان نامت اوضحت ليليان قائلة :

_انها تطمئني".

اقترحت سوزان :

_لماذا لانذهب الى غرفة الانتظار انا واثقة انك ستحتاجين الى شرب القهوة وانا اعرف ان الممرضات ممكن ان يوفرن لنا كوبا مما لديهن ,ثم ان جورج على وشك ان يعود ليقدم لنا قرار الاطباء ".

ولما سارتا في الممر المؤدي الى غرفة الانتظار وجدا لويس ولترز امامهما

نظر لويس الى وجه ليليان بعطف وقال :

_اتصلت هاتفيا بشقتك ومدبرة المنزل اخبرتني بان والدتك ليست على مايرام جئت لاخبرك باني هنا اذا ما احتجت الي ".

_انه عطف منك ".

........نهاية فصل 29.......