نبضة قلب - جانيت ديلي- روايات عبير الجديدة(كتابة/كاملة)**

[Just Faith]

الفصل العاشر

......................

كان صوت سوزان مليئا بالحنو الهادئ ,وتنفست ليليان بعمق وهي تبحث عن كلمات تعبر عن الافكار ,ولكنها قالت:

_انا لست متاكدة في الاتجاه الذي ذهب اليه جورج وقالت :

_ان جورج رجل يصعب نسيانه ".

وافقتها ليليان على ذلك وهي تصلي بحرارة لياتي اليوم الذي يصبح بمقدورها ان تنساه وتنسى العاطفة التي شعرت بها مرة نحوه .

وفي اليوم التالي -كانت ليليان تعلم ان لويس سياتي في الليل-وجدت نفسها تستجيب لمتطلبات البيت لتنظف غرفه واركانه ,حاولت ان تقنع نفسها بان ذلك بسبب لويس وليس لاية رغبة لان تشغل وقتها بالعمل ,لكي تبعد عن ذهنها التفكير في جورج ماكلود ولسوء الحظ ان امها كانت قلقة واخذت تدق الجرس الصغير بصورة متلاحقة مما جعل ليليان تشعر بان تقدمها في انجاز عملها المنزلي يصبح صعبا ومستحيلا تقريبا انها قد نسيت عدد المرات التي تركت فيها فراشها او اوقفت المكنسة الكهربائية لكي تهرع صاعدة درجات السلم الى امها على هذا المنوال فانها ستكون محظوظة اذا وجدت وقتا لتستحم وتغير ملابسها قبل حضور لويس .

سمعت رنين الجرس الملح وكانت قد صعدت الى منتصف السلم عندما ادركت انه الهاتف وليس جرس امها عادت هابطة السلم وهي تتنهد باشمئزاز ثم رفعت السماعة وقالت :

_بيت عائلة سيمونز".

رد عليها صوت رجل :

_السيدة ماكلود رجاء ".

_انا هي ليليان ماكلود ".

حاولت ان تتعرف على الرجل من صوته لكنها فشلت ثم استمعت على الصوت :

_انا كريج توماس المحامي الذي وكله زوجك عنه".

هل جورج يسعى للطلاق ,ان الفكرة جعلتها تشعر برهبة .

_ان السيد ماكلود يريدني ان اجتمع بك لكي نتناقش حول بعض التغييرات التي يريد ان يجريها ".

_سالت بهدوء :

_اي نوع من التغيرات ياسيد توماس ؟".

_انها تتعلق بمبالغ النفقة التي تستلمينها من زوجك كل شهر ".

وشعرت ليليان بالغثيان ,انها مدركة بانها كانت فظة مع جورج بصورة لاتغتفر ,لكنها لم تحلم بانها اغضبته الى حد جعله يسحب منها المبلغ القليل الذي يرسله لها كل شهر ,ذلك المبلغ الصغير كان غير كاف وحده ولكن لكونها لاتدفع ايجارا عن شقة امها فالمبلغ جعلهما تستطيعان تدبير معيشتهما.

_ان والدتي الان مريضة تماما ومن شبه المستحيل ان اتركها "وارتجف صوتها

_نعم ان السيد ماكلود قد اوضح لي ذلك ,اعتقد بان مرض والدتك هو الذي دعاه الى ان يزيد المبلغ المرصود ".كانت هناك نبرة عطف في صوت المحامي .

ردت بضعف :

"زيادة ؟".

_نعم ,ان زوجك يقدر ظروفك المالية الحرجة بعدافتراقهما ,خاصة وان والدتك مريضة وعليك رعايتها مما اضطرك الى ترك عملك ,اعتقد انها التفاتة رائعة منه وخيرة ".

وذكر مبلغا هو اكبر بكثير م السابق حتى ان ليليان قد

صعقت به .

_ان المرض سيضطرك الى تسديد اجور الطبيب ونفقات المستشفى ومصروفات اخرى لشراء الادوية مثلا لابد ان كل ذلك قد تراكم عليك لقد اقترح السيد ماكلود ان تكون هذه الزيادة تسري على الماضب ايضا والتي ستتيح لك مبلغا محترما للتغلب على بعض ديونك الكبيرة ".

_ولماذا يفعل هذا ؟".

_لقد شرحت لك ذلك ايتها السيدة ماكلود "تكلم بصبر .

_لقد عرف بمرض والدتك وتاثير ذلك على مصاريفك, انها التفاتة خيرة منه ,والان هلا اتفقنا على موعد تحضرين فيه الى مكتبي ,لتوقعي على بعض الاوراق ".

شعرت وكان زوجها يقدم لها احسانا او صدقة لذلك استيقظت لديها روح الكبرياء وقالت بحدة :

_ذلك مستحيل "

_لكن ايتها السيدة ماكلود ,اانا واثق انك ستحتاجين الى مبلغ الزيادة باسرع مايمكن ".

_ان الترتيب السابق كاف لتسديد المطلوب ,وهذا الاستيقاظ المفاجئ لضميره كان ممكنا ان يؤثر في لو لم يكن مثيرا للاعصاب بصورة لاتحتمل ".

_لكن ايتها السيدة ماكلود!".

_لقد دبرت اموري بنفسي لمدة خمسة اعوام دون ان احتاج الى شفقته او احسانه ,اذا كانت هذه التسمية تروق لك ,واذا كانت ظروفي تسبب له الاهانة ,اذن فالافضل له ان يوافق على الطلاق فيتخلص بذلك من كل شعور بالمسؤلية اتجاهي ,قل ذلك للسيد ماكلود".

واعادت السماعة الى مكانها ان السماء وحدها تعلم كم كانت هي في اشد الحاجة الى المال .

ماان دخلت الى غرفة والدتها وهي تحمل صينية العشاء حتى سمعتها :

_من كان على الهاتف في فترة بعد الظهر ؟"

_انه شخص يريد الحصول على اشتراكات لمجلة ".

_هل انت متاكدة "

_الم يكن احد دائنينا وانت تخفين عني ذلك ؟"

ابتسمت ليليان وقالت :

_قد تكون لدينا ديون متبقية ,ولكن مركزنا المالي لم يتدن الى حد ان يتصل بنا الدائنون هاتفيا ساعة يشاؤون او يخيموا عند باب بيتنا "

_كيف تستخفين بمثل هذه الامور "

_لانك تبالغين فيها ".

واضافت :"كفاك قلقا ياوالدتي وابدئي بالاكل "وفرشت على حضن والدتها صدرية كما انها وضعت وسادة اضافية خلف ظهرها .

.........نهاية فصل العاشر .......

[Just Faith]

الفصل الحادي عشر

..........................

اخذت امها تئن وقالت :

_الحقيقة اني لااملك شهية كافية للاكل فالالم قد ازداد في هذا اليوم ".

_كلي بقدر ماتستطيعين وانا ساستحم واغير ملابسي ,وساعود اليك بسرعة لاتاكد من انك اكلت ".

_هل سيزورنا احد ؟".

_سياتي لويس ولترز هذا المساء في زيارة قصيرة ".

_اننا لسنا في وضع يساعد على تسليته ,اليس كذلك ؟"

_هلا كففت عن القلق على امورنا المالية ".

وانحنت على امها وطبعت قبلة خفيفة على خجها وسالتها الوالدة وهي مستلقية وبصوت عذب:

_لويس ولترزاليس هو ابن دميان ولترز؟"

_نعم ".

_الاتعتقدين ان من واجب ابيه ان يعطيه مركزا اداريا اني اتذكر ان السيدة ولترز قد اخبرتني مرة بان كل ما حصل عليه اولادها من ابيهم هي منحة زهيدة وسيارة كي يضطروا بعدها للاعتماد على انفسهم ولااستغرب اذا ما ترك السيد ولترز كل امواله الى جمعيات الاحسان بعد وفاته ".

واضافت :

_وهذا هو السبب الذي جعلني غير متلهفة لان اسمح لك بمخالطة ابنه ,رغم انه من عائلة مرموقة ,لكن اذا اخذنا في الحسبان مركزنا الحالي فالامر لم يعد مهما فانا اكاد اكون ممتنة لان لويس اخذ يزورك ,ويجعلني اشعر باننا لم نفقد كل علاقاتنا الاجتماعية".

_انا فرحة لانك لاتمانعين في زيارته لنا ,علي ان اتهيا فقد ازف وقت حضوره ".

وبعد ان انهت الاستحمام لفت جسدها في منشفة عريضة بيضاء دفعت خصلات شعرها الى الوراء وجعلتها تتكوم على قمة راسها وثبتتها بدبوس شعر كبير الحجم ,وبدات بطلاء وجهها بالكريم .

سمعت جرس الباب فنظرت بحدة الى ساعتها الذهبية التي قد وضعتها على منضدة الزينة ,ان الوقت ما زال مبكرا بالنسبة لمجيء لويس الا اذا كان قد قرر ان يقدم موعده وبانفعال ارتدت الروب المتراخي والذي هو بخضرة الربيع مما جعل بشرتها البيضاء تبدو ساحرة ,وبدات تفك عقدة شعرها ثم سمعت الجرس للمرة الثانية .

اسرعت وهبطت درجات السلم وفتحته

بقي فمها مفتوحا وهي تحدق الى الوجه الصلب كالجرانيت ,وجه جورج ونار التحدي في عينيه جعلتها تفسح له سامحة له بالدخول .

قال جورج وعيناه ترنوان الى روبها بمتعة وتهكم :

_السيد توماس المحامي اخبرني عما قلته له ".

امتدت يد ليليان لتشد روبها عند منطقة الرقبة وهي تعلم انه لايمكن بحال ان يخفي مفاتن جسدها ,وادارت لجورج ظهرها وكانها ترغب في الهروب منه والقت نظرة عابرة الى حيث غرفة نوم امها في اعلى السلم ثم عادت الى مواجهته :

_اذا كنت قد عرفت برايي,فانا لاارى مايدعوك الى المجيء الى هنا ؟"كان صوتها خافتا محاذرة ان لاتسمعها امها او تتعرف الى صوت جورج .

_اعتقد اني كنت واضحة ولايوجد بعد اي شيء جدير بالنقاش ".

_انك مخطئة في هذا ".

كان واضحا انه يسيطر على انفعاله بشدة اما ليليان فانها ابتلعت ريقها ونظرات عينيها الخضراوين تسرحان على بذلته الزرقاء ذات الخياطة الممتازة وثوبه الابيض اللامع ,وكان كلاهما ابرز سمرة وجهه الذهبية ان جورج لايزال يستطيع ان يجعلها تشعر بانها قابلة لان تقتحم وفيه مسحة من السيطرة

_اذن قل ماعندك واتركني وشاني ".

ارتفع حاجبيه بتهكم متسائلا :

_اقوله هنا ؟اليس من الافضل ان نذهب الى حيث لن تصل اصواتنا الى اعلى السلم ؟".

لم يفت جورج الانتباه الى الاختلاف في بعض مناطق الجدران حيث كانت هناك لوحات زيتية قد بيعت حاليا بينما رفعت ليليان ذقنها بكبرياء عندما واجهته وهو يقول لها :

_اني اتذكر اللوحات الزيتية الانطباعية على ذلك الجدار ".

_سنعيد تعليقها بشكل افضل ".

_وتماثيل الفنان روبنز التي كانت على رف الموقد ذاك ".

لقد مللنا منها فتخلصنا منها ".

_فهمت !!"كان التهكم قد لوى فمه الى جانب .

_وهل مللتم من تلك المزهرية التي تعتز بها والدتك وتفتخر والتي اهداها اليها والدك "ثم ابتسم :

_افترض انها قد تحطمت !".

ردت بحدة :

_نعم ".

وجعل جفنيه ينغلقان بكسل ليخفي النار المتوهجة وهو يحدق الى ليليان يتفحصها بادراك غير محتمل وقال :

_اني افترض ان جواهركما قد بيعت اولا ؟".

صعدت حمرة الحياء الى خديها وضمت ذراعيها على صدرها وهي تبتعد عنه فقالت بحدة :

_نعم الجواهر بيعت اولا ".

خطا جورج مقتربا منها وعلى وجهه بدا غضب بارد :

_اتعرفين حقا كم انت غارقة في ديونك ؟"

واخذ يذكر لها اسماء الدائنين وقيمة كل دين على حدة ,وفي عينيها انبعثت الدموع فجعلتهما براقتين بصورة لاتصدق وهي تنظر اليه وقالت :

_هل شعرت بالمتعة وانت تحصي كل كبيرة وصغيرة ".

كان الانفعال قد سيطر على شفتيها وذقنها قد ارتجفت بمذلة

_هل جعلك ذلك تشعر بالتفوق علينا لاننا صرنا فقراءالى ذلك الحد ؟".

_فلتحل عليك اللعنة ليليان !انني احاول ان اسهل عليك

الامور ".

كان صوته قد ارتفع بحث غطى على صوتها وسالته بسخرية :

_كيف ؟بان تفرض علينا احسانك وتقدم لنا صدقة لا نوغب فيها ؟بتقديمك المزيد من الخزي لنا ؟".

.............نهاية الفصل 11............

[Just Faith]

الفصل الثاني عشر

...........................

حملق فيها وبدت على وجهه تجاعيد مبالغ فيها وكانها حفرت فيه .

_هل كان علي ان انتظر حتى تصلا الى حد الافلاس فيرمي بكما انت ووالدتك الى الشارع ؟هل كان المفروض بي ان اعاملكما كغريبتين ولاتهزني ورطتك ؟".

_كم انت نبيل !هل يسليك ان تكون كفيلنا ,ثم كيف سيكون الافضل لارد لك ماتدفعه من اجلي ؟".

_لاشيء !انا لااتوقع منك شيئا بالمقابل "وصك على اسنانه

_انك بحاجة الى المال وانا متهيء لان افعل كل ما يجب لكي تحصلي عليه .ان الامر بهذه السهولة وبدون اي تعقيد !".

_لن يكون اي شيء معك سهلا او بدون تعقيد "وضمت قبضتيها ووضعتهما على جانبيها .

_انا لن انكر اننا بحاجة الى المال لكنني لن اخذ سنتا واحدا من نقودك هل تسمعني !انا لااريد نقودك ؟".

_اتريديني ان ابقى متفرجا على مذلتك وحرجك امام كل اصدقائك ,ان اراقبك تفقدين كبرياءك واحترامك لنفسك هل يعجبك ذلك ؟"واخذ يدرسها بتمعن .

وقالت متحدية :

_هل تخشى ان يلوموك ,ويعتبرونك مذنبا لانك لم تتقدم لمساعدتي ؟حسنا لاتقلق بالتاكيد ساخبرهم بكرمك ".

امسك بكتفيها باحكام وهزها بقسوة مما جعل الدموع التي كانت مخزونة تندلق الى الخارج :

_ايتها الفارة الصغيرة المخبولة !اتعتقدين ان راي الناس يهمني ؟لن يهمني ذلك انك انت مصدر قلقي واهتمامي ".

انفكت كماشة شعرها فتهدلت خصلاته بغزارة وفوضى كان جورج قد توقف عن هزها لكن كتفيها بقيا في يديه ,بينما يداها استقرتا على صدره الصلب ذي العضلات ,خيم عليهما السكون وكان جورج يتطلع الى الدموع الهاطلة على خديها كانت شفتاها قد افترقتا لتحتجا لكن ليليان وجدت ان الكلام متعذر عليها فقد اسكتها تحديقه الحاد بينما كانت داخلها احاسيس مختلفة بسبب اقتراب جسد احدهما من الاخر .

سمعت صوته الابح وهو يسالها :

_لماذا ياليليان ؟انك تحملين اسمي ,وقد شاركتني فراشك فلماذا لاتستطيعين ان تاخذي نقودي ؟".

همست وعيناها ترجوانه ان يفك ارتباطه لها :

_جورج ارجوك ان تتركني وشاني ".

انفرجت اسارير وجهه احدى يديه امسكت بقوة رقبتها باحكام مؤلم بينما اليد انزلقت الى ظهرها لكي يضطر جسدها ان ينهار حاولت ليليان ان تقاومه لكن بدون اي تاثير يذكر ونجحت فقط في ان تجعله يصدر قهقهاته

_انك راغبة بي ,ان ذلك واضح في عينيك ,هكذا الامر دائما بيننا اننا نتقاتل بعنف حتى عند ممارسة الحب ".

احتجت وهي تتمتم محبوسة النفس رغم ان نبضها قد ازداد سرعة وهي تتوقع قبلة منه

لم يخيب جورج املها استقر فمه على فمها بسيطرة قاسية ضاغطا امرا امتلاكيا حتى حصل منها على رد الفعل الذي يسعى اليه وعندما ابعدتها عنه يداه باحكام كانت نظرة عابرة من ليليان الى لمعة الرضى في عينيه قد جعلتها تخفض راسها في مذلة ,وقلبها يرتجف لانها لم تقوعلى مقاومته .

_لم تهتمي باحد بعدي ؟اليس كذلك ؟".

كان سؤاله المنمق قد جعلها ترفع فكها ورغم ان في عينيها اللامعتين الخزي والاذى لكنهما حدقتا اليه باتهام .

لم يكن على شفتي ليليان رد جاهز ولم تطرا اية كذبة على بالها .

جرس امها انقذها من ضرورة الرد على جورج وعليه لم يقم باي تصرف ليمنعها من الابتعاد عنه ومع ذلك شعرت بخطواته الخفيفة الوقع وراءها وهي تتجه صاعدة السلم ,وتوقفت مرة وهي في منتصفه لتلقي نظرة عابرة عليه ,كانت عيناه السوداوان تحدقان اليها فاسرعت مكملة صعود السلم .

_هل اردت شيئا ياوالدتي ؟".

كانت ليليان قد تركت الباب مواربا بعد ان دخلت غرفة نوم امها .

_اكان ذلك لويس عند الباب ؟فكرت لربما ياتي للتحدث معي ,لكن يالليليان انك لست في رداء ملائم !".

_لم تسنح لي الفرصة لاغيره لكني سافعل ".

ارتعشت يداها وهي ترفع صينية الطعام من على فراش امها وقالت :

_لم يحضر لويس بعد واذا مافعل فاني ساساله اذا كان باستطاعته الصعود اليك بضع دقائق ".

_اذن من دق جرس الباب ؟".

توقفت ليليان عند المدخل لتلقي نظرة على اسفل السلم حيث وقف جورج يرنو الى السيجارة التي بين اصابعه وهو يستمع الى كل كلمة .

ردت على امها بحدة :

_انه بائع جوال وانا اجد صعوبة في التخلص منه ".

_حسنا ,يكفيك ان تقولي له بانك لاتريدين منه ايشيء ".

_سافعل هذا ".

هبطت السلم ببطء مسته مسة عابرة وهي تتجه الى المطبخ ,وجدت ان جورج تبعها بدات تحدث ضجة بالمواعين وهي تضعها في المغسلة مقاومة نفسها من ان ترمي عليه واحدا منها اما هو فانه قد اتكا قليلا باهمال على الكونتوار على بعد اقدام قليلة منها .

_اذن فلويس والترز مازال يحوم حولك ؟"

كانت هناك حدة جارحة كحد الموس في صوته مما جعل ليليان ترمقه بنظرة غاضبة ان لامبالاته الباعثة على الرعدة والتي ارتسمت على ملامحه ذكرتها مكرهة بافعى مجلجلة .

ردت بحدة :

_انها اول مرة اراه فيها منذ سنوات وهذا لاينطبق على قولك مازال يحوم حولي ولو ان هذا ليس من شانك ".

_انك قانونيا مازلت زوجتي ".

دارت تواجهه بغضب :

_لكن باختيار من ؟ليس باختياري ,اؤكد لك هذا لقد سئمت من تهديدتك لي واتهامك لي بالخيانة الزوجية كلما اردت ان اضطرك الى الطلاق واني قد صممت على ان اجعل اتهامك لي حقيقيا

هذه المرة ".

ضغطت على قلبها رعشة باردة من الخوف وهي تراقب جورج يتحرك باتجاهها والغضب الشديد يلمع في عينيه ,لكنه توقف على بعد بضع خطوات وراته يقبض باحكام على حنكه بينما هو يسيطر بنجاح على نفسه وقال قود صار باردا كالجليد ومحتقرا لها :

_انك تضيعين وقتك في تهديدي ياليليان ثم اني لست من سيحصل نتيجة مثل هذا التصرف ".

..........نهاية الفصل 12........

[Just Faith]

الفصل الثالث عشر

..........................

لقد عرفت ليليان منذ مدة طويلة هذه الحقيقة المرة التي صرح بها وانها هي التي ستعاني من اهانتها وليس جورج وقالت :

_لماذا لاتنصرف ياجورج ليس لدينا المزيد لنقوله ".

وشعرت فجاة بالتعب الشديد

_لقد رفضت ماعرضته علي ,ورغم اني بدوت نبيلة بصورة سخيفة ومضحكة فعلى الاقل دعني احتفظ ببعض كبريائي "

تشنجت عضلة قرب فمه وهو يقول :

_بامكانك الاحتفاظ بكبريائك لكني لااعلم الى متى ستعشين عليها او كم ستسد من نفقات امك المريضة ".

نظر الى عينيها بامعان فوجدهما مغرورقتين بالدموع وكان في ملامحها تعبير انسان محارب .

_انا لن اطلب منك ان ترافقيني الى الباب ساجد طريقي اليه بنفسي ".

حضرت ليليان قطع الهامبرغر واخرجتها من الفرن ووضعتها في ماعون دافيء كما هيات عصير الطماطم والجبن والبصل واخذتها في الصينية الى غرفة الجلوس حيث الخبز المها على شكل قطع مكعبة وقربه المواعين الفارغة والشوكات ذات القبضة الخشبية وعادت الى المطبخ لتتخلص من صدريتها التي كانت قد استخدمتها لتحمي فستانها ولم تكد تخرج من المطبخ حتى سمعت جرس الباب (لابد ان يكون لويس هذه المرة )

فتحت الباب ورات لويس ولترز بوجهه المهذب الباسم

قال عندما دخل وشم الرائحة الطيبة للطعام:

_كان من المفروض ان اقدم انا هديتي المتواضعة "واخرج من وراء ظهره زجاجة نبيذ وردي اللون كان يخفيها هناك _هل ستتلاءم مع طعامنا ؟".

_ان والدتي كانت دائما تقول لي :

_ان النبيذ الوردي اللون ملائم ,لماذا لاتاخذها الى غرفة الجلوس وانا ساحضر لنا كاسين ".

قالت ذلك ضاحكة ولما تناولت الكاسين من دولاب المطبخ شعرت بالراحة وهي تفكر بانها ستقضي امسية طيبة في صحبة لويس,كان الذي اخافها حقا هي معرفتها بان جورج مازال بامكانه ان يجعلها تتجاوب معه برغبة

ولما عادت الى الغرفة وجدت الاخير قد سمح لنفسه ان يغمس بعض قطع اللحم في العصير لقد بدا عليه شعور بالذنب باعثا على السحر وجذابا وكانه ولد صغير ضبط وهو يذوق كريم الكعكة ,وذلك جعلها تشعر بانها شابة وخالية من الهم

تناول لويس الكاسين ومفتاح العلب وهو يقول:

_لقد ضبطتني اسرق "

ضحكت ليليان وقالت :

_اني اعتبر قولك مديحا لي فانك لم تستطع المقاومة امام جودة طبخي ".

_تلك هي الحقيقة ".

وصب كمية متساوية في كل كاس وناول احداهما الى ليليان بينما احتفظ بالكاس الثانية لنفسه والتي سرعان ما رفعها

لشرب نخب :

_من اجل المزيد من الاكلات اللذيذة والمزيد من قناني النبيذ والاكثار من قضاء الاماسي معك".

رفعت كاسها استجابت للنخب وهي تعلم انه مخلص في ذلك ووجدت صعوبة في مواجهت تحديقه اليها بعينيه الزرقاوين اللامعتين ,لقد بدا على لويس بانه احس بمشاعرها وبروح التفاهم التي اعجبتها فيه كثيرا وانطلق يغير من لهجة كلامه الجاد نوعا ما واخذ كلاهما بعد دقائق يهاجم الماضي ولما اشبعت شهيتهما من الطعام اتاحا سوية في الاريكة متكئين على مسندها ولويس يربت على معدته برضى .

ومد كفه الى داخل جيب سترته واخرج علبة سجائر فضية اللون فتحها وقدمها الى ليليان التي رفضتها قائلة :

_لا شكرا انا لاادخن ".

القى لويس نظرة عابرة على المنضدة المرمرية التي بجانبه ثم مطفئة السجاير والتي كان بداخلها عقبا سيجارتين وتبعت ليليان نظراته بصورة لا شعورية فشحب خداها عندما رات الشيء الذي جذب انتباهه ولما ادرك هو بان ليليان لاحظت سبب تساؤله شعر بان عليه ان يوضح لها :

_لقد اعتقدت انك اتخذت لنفسك العادة القبيحة ,التدخين ."

والتعبير الواضح الذي ارتسم على وجه اغناها عن ضرورة اخباره عمن كان هنا قبل قليل وربتت على شعرها للتاكد من عدم وجود خصلات متناثرة ,وبذلت جهدها للسيطرة على توترها المتزايد وبدا من السخف حجب حقيقة كون جورج قد زارها ,ولربما ان افضل حل هو ان تطرح موضوع جورج بصورة عرضية قالت :

_من المحتمل ان هذين العقبين هما مما تركه جورج ".

هناك في الحفلة الموسيقية وهو مطلع على الامر لقد مد يده وامسك بيدها ليبعث فيها الاطمئنان راقبت الصراع في وجهه وهو يحاول ان يجد الكلمات المعبرة عن مشاعره.

قال ببطء:

_اعتقد باننا ينبغي ان نغير موضوع حديثنا انا متاكد ان من قلة الذوق ان اعبر عن عدم ميلي للرجل الذي كنت متزوجة منه ,اذن فما رايك في ان اساعدك في غسل المواعين ؟"

_لن يكون هذا ضروريا فانا قد قررت ان اتركهما في المغسلة واؤجل غسلها الى الصباح".

_انا اعلم ان قضاء الامسية في غسل الصحون ليس مما يلهب العاطفة ويثير الخيال "قال ذلك وهو ينهض من الاريكة مادا يده الى ليليان .

_ومع ذلك نستطيع دائما ان نستمع الى بعض الموسيقى ".

_اختر انت ماتراه ملائما من التسجيلات الموسيقية اما انا فساصعد الى غرفة نوم والدتي فقد تحتاج الى شئ

واعود بعدها اليك

.......نهاية الفصل 13........

[Just Faith]

الفصل الرابع عشر

.............................

ولم يذكرااسم جورج طوال الامسية وقد ظهر ان لويس مسل ونجح في ذلك وجعل ليليان تضحك وتقهقه لقد مضت مدة طويلة وهي لاتضحك هكذا حتى انها شعرت بالاسف عندما انتهت الامسية ,ان لويس لم يسبب لها الحرج ابدا وهكذا فانها اندفعت بدفء زائد عن اللزوم وهي بين ذراعيه كان ذلك بسبب شعورها بالامتنان له ولم تفكر الا فيما بعد وهي وحيدة في غرفتها هل ممكن ان يتحول الامتنان الى حب .

كانت بوادر الخريف قد بدات وقصر النهار والريح تهب من الجهة الشمالية الغربية لجبال روكي والصيف قد انتهى تقريبا .

والطبيعة صبغة الحقول باللون الاحمر ولاصفر الذهبي والبرتقالي المائل الى اللون البني وصار الهواء الذي ياتي من قمم الجبال يحول لون الخدود والانوف الى الوردي الفاتح الدال على الصحة الجيدة .

لم يكن الخريف بالنسبة لليليان وقتا ملائما للاحتفال وليس هناك وقت للمرح وهي تضع في اعتبارها الاشهر الباردة القادمة كانت هناك ساعات تحياها في حضور لويس او سوزان .

وبدون ان تلاحظ ليليان ذلك بصورة فورية قد زادت حالة امها سوءا .لقد اصبحت زيارات الطبيب مالوفة وشائعة وزاد وجهه غما .

لقد جرب العلاج الجديد وفشل فاخذت ليليان تشعر بان الشيء الوحيد الذي زاد في ديونها ولم تعد تستطيع ان تجعل واردها الشهري يغطي مصروفاتها ,وقادها ذهنها في كل مرة الى ماعرضه عليها جورج لكن كبرياؤها كان يجعلها تغلق ذلك الباب .وفكرت انه ممكن ان يتصل هاتفيا بها لكنه لم يفعل .

سمعت وقع اقدام على السلم وهي في المطبخ واجهها الدكتور هندرسون وبايماءة ابوية وضع يده على كتفها وعاد بها الى المطبخ وقال:

_هلا هيات لي كوبا من القهوة ياليليان ,وفيه الثير من السكر ".

وجلس على كرسي وراء المائدة بينما انصرفت هي لتنفيذ طلبه .

وصبت لنفسها ايضا قهوة في كوبها وقدمت له كوبا كانت معرفتها بالدكتور تعود الى ايام كان اباها حيا ,وهكذا عرفت ان الاخبار التي يريد ان يقدمها لها ليست سارة

قال "قوية وحلوة ".

ارتشف القهوة وتلمض برضى :

"انها مثلك ياليليان الصغيرة لكنك بالطبع لم تعودي صغيرة كما اعتادت جدتي ان تقول اننا نكبر قبل الاوان ونفهم في وقت متاخر "كدت انسى وقال :

_لقد تدهورت حالة والدتك في الشهرين الماضيين , ولم يبقى امامها الا اختياران ,كلاهما يتطلب العناية بها من قبل متمرسين ,فاما ابقاءها في مستشفى ا على الاقل تخصيص ممرضة لها في هذا البيت ".

_ماذا تعني باختيارين ؟"

سالته ليليان

_انك عرفت منذ وقت ان حالة والدتك دقيقة للغاية ,فانك ابنة طبيب فلا استطيع ان الف وادور معك فيما يخص حالتها

الخطيرة "

_هناك فرصة ,مجرد فرصة لاغير انها اذا وضعت في المستشفى فهناك علاج جديد قد جرب وثبت نجاحه ممكن ان يطيل حياتها الى اشهر قليلة وممكن ان يخفف بعض الالم الذي تقاسي منه ".

_والاختيار الثاني ؟".

_ان تتركي المرض يستفحل ,فيزداد المها ولن تجديها بعد ذلك المهدئات بتبقى النتائج نفسها ".

ان كلماته الجافة قد جعلت ليليان تخفض راسها وتبعد

نظراتها عنه .

_انا لااستطيع ان احتمل رؤية وجه والدتي متلويا وهي تعاني من الم المبرح ,وانا لااعرف من اين احصل على المال لتسديد النفقات ,لكني اريد لوالدتي ان تجرب العلاج الجديد".

غطى الطبيب كفي ليليان بكفيه وتنهد ثم قال:

_بودي لو انك لست وحيدة "واضاف قائلا :

_ساجري الترتيبات الملائمة للدخول الى المستشفى بعد غد ".

كان ممر المستشفى يعج بنشاط الممرضات وحركة المختصين بامور التقنية ومساعدي الاطباء ,كانت بدلة ليليان الخضراء المائلة الى اللون الذهبي قد فصلت وخيطت بصورة ممتازة وتوحي بثراء هي لاتملكه وكانت تسير بجانب امها التي في كرسي ذي عجلات ,كان الموقف اليائس قد اثر فيها بصورة قوية بعد ان غادرها الدكتور هندرسون ,وهي تنظر الى وجه امها ادركت ليليان ان قرارها كان صائبا ان امها ضعيفة لذلك ينبغي ان تكون قوية .

وصلوا الى غرفة كان احد مساعدي الاطباء قد فتح الباب وبقي ممسكا به ,القت وهي تدخل نظرة عابرة على شاغلات الغرفة وهي تشعر بالحرج ابتسمت احدى النساء بترحيب ,وامراة عجوز كانت نائمة قام المساعدان باعتناء ووضعا امها في فراش المستشفى .

راقبت ليليان العينين الزرقاوين الكئبتين وهما تستوعبان مايحيط بهما ثم صارت تحدق بخوف وتساؤل وهي ترنو الى

المساعدين .

اصرت امها بضعف ولكن ايضا بالحاح وسيطرة قائلة :

_ليست هذه غرفتي ,لقد جئتم في خطا الى هنا ".

_لاياسيدتي ,هذه هي الغرفة التي اخبرونا ان ننقلك اليها "

_انها غلطة لقد اخطا شخص ما ,يجب ان تتاكدي من ذلك ياليليان فورا ".

_نعم ياوالدتي سافعل ".

وتقدمت من امها مهدئة اصابعها التي كانت تمسك بغطاء الفراش بعصبية .

قالت امها وكانها تصرخ باحتجاج واضح :

_انت تعرفين باني دائما احصل على غرفة خاصة ".

اقترح احد المساعدين بلطف قائلا:

_باستطاعتنا ان نغلق الستائرالفاصلة بينك وبين المريضات الاخريات ".

ردت ليليان وهي تبتسم ممتنة من حسن تصرفه:

_هلا فعلت ذلك ,رجاء ".

...........نهاية الفصل14..............

[Just Faith]

الفصل الخامس عشر

...............................

وسحب الستائر ذات اللون الرمادي لكنها لم تساعد كثيرا في التخفيف من مشاعر امها ابتسم المساعدان تعاطفا مع ليليان ثم خرجا من الغرفة .

كانت ليليان تعرف ان امها ستنتكس عندما تكتشف بان عليها ان تشارك المريضات الاخرياتنفس الغرفة ,وهي لم تدفع بعد مصاريف المستشفى ولو انها خصصت مبلغا معينا لغرض تسديدها كل شهر ,وقد اخبرها احد المستخدمين بان ادارة المستشفى تشعر ان ليس من الانصاف وضع امها في غرفة خاصة تكلف كثيرا .

كان تصريحا مقنعا بحيث لم تستطع ليليان ان تحتج عليه كانت ترجو ان تقنع امها بان تاتلف مع المريضات الاخريات في الغرفة ,لكن النظرات التي تلقيها هذه باتجاه الاخريات غير المرئيات وراء الستائر جعلتها تدرك ان ذلك رجاء لايتحقق.

همست امها :

_انا لااستطيع احتمال مراقبة الاخريات لي ".

_لكنهم لاتستطعن رؤيتك ".

_لكنهن وراء الستائر ولااعرف من هن انهن غريبات تماما "وامسكت بيد ليليان بقوة .

يجب ان تفعلي شيئا ".

وقبل ان تستطيع ليليان ان ترد عليها انفرجت الستارة ودخلت ممرضة ولكثرة اختلاطها بالمريضات المرهقات احست حالا بحالة التوتر وجهت اليها ابتسامة بشوشة وقالت :

_انا الممرضة هايس "كان صوتها ودودا لكي تجعل المريضة في وضع مريح .

_ارى انك قد جعلت لنفسك مكانا منعزلا".

_لابد ان هناك خطا ايتها الممرضة ,فالمفروض اننا قد حجزنا غرفة خاصة ".

هذه اللهجة المتوترة جعلت الممرضة ترتبك وتوجه نظرة عابرة الى ليليان التي اومات بالنفي بهزة

من راسها .

قالت الممرضة :

_حسنا ,ان طبيبك هو الدكتور هندرسون ربما عليك ان تناقشي معه هذا الخطا انه سيتفقد المرضى بعد قليل وانا واثقة بانه سيهتم بكل شيء بحيث يرضيك".

لقد هدا هذا القول قليلا من حالة امها التي قالت :

_ان ذلك بسبب شعوري باني لااعرف من هن المريضات اللواتي معي في الغرفة ".

كان التعالي في لهجة الام قد جعل الممرضة تفقد ابتسامتها ,بينما بدت حمرة الخجل على خدي ليليان .

قالت الممرضة ببعض الحدة :

_كلهن من البشر ,وبحاجة الى الرعاية ,والان اسمحي لي بالانصراف فلدي واجبات اخرى سيكون الطبيب معك بعد قليل ".

وغادرت الممرضة الغرفة .

بعد ربع ساعة جاء الدكتور هندرسون وكان بصحبته رجل طويل القامة رشيق اصلع يضع على عينيه نظارات ذات اذار غامق اللون ,تبين انه الدكتور جوردن وهو اخصائي في حقل مرض امها ,وماان بدا الاثنان بفحصها حتى بدات تشكو من كونها في الغرفة مع مريضات اخريات ,حاول الدكتور هندرسون ان يزيل مخاوفها لكن ذلك عبثا فقد زادت عصبيتها .

بقي الدكتور جوردن يواصل فحوصاته بينما اشار الدكتور هندرسون الى ليليان ان تتبعه الى الخارج الغرفة ,وشرحت له بسرعة امر الغرفة فهز راسه بتفهم وبعد دقائق التحق بهما الدكتور جوردن وسال :

_ماهي المشكلة ؟بالتاكيد ان في هذه المستشفى غرفا خاصة متوافرة "اجابه الدكتور هندرسون :

_هذا مؤكد ,لكن ربما تسطيع ان تقنع السيدة سيمونز

بخلاف ذلك ".

ثم مضى يشرح الموقف للدكتور جوردن لكن رد الفعل لدى الاخير لم يكن ملائما لهما فانه قد وجه كلامه الى ليليان قائلا :

_انا اقدر ظروفك الاقتصادية ,لكن لسوء الحظ اذا ما استمر اهتياج والدتك فان اي علاج نقدمه لها لن يفيد في تحسين صحتها".

ومرت فترة الصباح ثم الظهيرة فالمساء ,ورغم اقناع الدكتور هندرسون للسيدة سمونز بعدم وجود غرف خاصة شاغرة فان ذلك لم يفد في شيء بل انه زاد من ضيقها واضطر ان يعطيها مهدئا لكي تنام ولاتنهاراعصابها ,لقد ادركت ليليان ان الحل الوحيد للمشكلة هو الحصول على المال ,ولكن ماذا بقي لها في البيت لتبيعه لتسديد اجور المستشفى وقيمة العلاج ,لو انها فقط قبلت بما عرضه عليها جورج ......لكنها حاولت ان تطرد هذه الفكرة من ذهنها.

بقيت المجلة مغلقة في حجرها وهي تحاول ان تفكر في حل لهذا الموقف المحرج ,كانت منغمرة في دوامتها او حيرتها الى حد كبير بحيث انها لم تنتبه الى سوزان وزوجها ادم وهما يدخلان الى الغرفة ويتبعهما لويس ولترز لذا قفزت متشنجة عندما لمست سوزان كتفيها

جلست سوزان في كرسي قرب ليليان واستفسرت :

_كيف حال والدتك ؟".

_ليست جيدة انها نائمة وكان لابد من اعطائها مهدئا ".

اما لويس فانه مسح خدها بقبلة خفيفة لم تكد ليليان تحس بها قالت سوزان :

_حسنا فعلنا بمجيئنا اليك هذه الليلة ,لنعدل من مزاجك التاملي "وسال لويس قائلا :

_اهناك شيء خطا او خطير ؟".

كان الاهتمام الذي في نظراته قد عكس مشاعر الثلاثة تجاه تعبيرها الجاد .

انها والدتي ,ان اعصابها لاتحتمل لشعورها بانها في غرفة واحدة مع غريبات وانا لااستطيع دفع ثمن غرفة خاصة ,والاخصائي يخشى ان تؤثر انفعالاتها تاثيرا سيئا على علاجها ".

تبادلت سوزان مع زوجها نظرات فيها غم ,وشعرت ليليان بانها طرقت موضوعا ليس مخيبا فحسب بل لاحل له حتى الان ,وان ليس من الانصاف ان تحمل اصدقاءها عبء مشاكلها لذا ابتسمت بصورة زائفة نوعا ما وقالت :

_قبل ان تتحول الغيوم المتجمعة فوق رؤوسنا الى مطر اعتقد ان علينا ان نخرج ,هلا ذهبنا جميعا الى مقهى ؟".

قال لويس وهو يمد ذراعه لليليان :

_اعتقد انها فكرة ممتازة ".

ولمدة ساعة تقويبا جلسوا حول مائدة في مقهى صغير ,لكن المحاولات في ضحكاتهم وخفة قلوبها في الحديث امتدت يد لويس تحت الطاولة وامسكت بيدها فكان مريحا ان تعرف بانه هناك من هو مستعد للمساعدة اذا مااحتاجت اليه .

انفرجت سوزان فجاة قائلة لزوجها :

_انك محام ياادم لماذا لاتستطيع ليليان ان تبيع البيت ؟"ونظرت الى ليليان وهي تخشى ان تعتبرها قد تدخلت في شؤنها :

_اعني انه على اية حال بيت عتيق واسع مبني بدون تصميم ,انه يكلف كثيرا ,وبالاخص مصارف التدفئة وما شباه ذلك انه في موقع جميل يسهل ايجاد مشترين له".

ثم انهت كلامها بوداعة :

_من المحتمل ان اقتراحي هذا بلا قيمة ".

_لا انه ليس كذلك ,لقد اقترحت نفس الاقتراح على والدتي لكنها لم تستطع تحمل فكرة مفارقة بيتها اما الان ......"

ولم تستطع ليليان ان تقول انها تخشى ان لاتفارق امها المستشفى طوال عمرها .

_هل ذلك ممكن ياادم ؟".

_نظريا ممكن ,هل البيت مسجل باسم والدتك ؟"ولما حركت راسها مؤكدة بالايجاب استمر في قوله :

_في هذه الحالة عليك اما ان تحصلي على موافقة والدتك على بيعه او ان تحصلي على شهادة الطبيب بانها عاجزة جسديا عن التصرف في شؤنها المالية ,وفي هذه الحالة تسمح لك المحاكم بان تكوني وكيلة عنها ".

لمعت عينا سوزان الزرقاوان بمرح وهي تقول :

_اذن ذلك ممكن انك محظوظة حقا ياليليان لان لدينا هنا محاميا "والتفتت الى لويس بلهفة .

_ومالك xxxxات حقيقي ,سيكون باستطاعتك بيعه

بسرعة ".

..............نهاية الفصل 15.............

[Just Faith]

الفصل السادس عشر

...............................

كانت انفعالات سوزان قد انتقلت الى ليليان فشعرت هذه بان الامل اخذ ينتعش في داخلها ,وبدا لها ذلك فجاة انه هو الحل لمشكلتها لذلك التفتت الى لويس بامل منتظرة بلهفة سماع رايه.

قال ادم مكملا كلامه :

_لكن ذلك يتطلب بعض الوقت "ولم ترحب سوزان بكلماته الحذرة لذلك حدقت اليه مهددة :

_ليس لبضعة اشهر وانما بالتاكيد لبضعة ايام ".

ان عامل الوقت مهم هذا مافكرت في ليليان وهي لم تكن تريد اي تاخير غير ضروري يعرقل ايجاد حل كما انها اقتنعت بان من الضروري ان تحجز لامها غرفة خاصة في المستشفى وباسرع مايمكن والتفتت الى لويس وهي تنتظر تشجيعا منه .

قال :

_كان بودي ان اقول لك ان باستطاعتي بيع البيت غدا ,ولكن ذلك غير ممكن فالمسالة مسالة عرض وطلب .وحاليا ان ماهو معروض يزيد عما هو مطلوب ".

صاحت سوزان :

_اتعني انك لاتستطيع بيع البيت ".

اجابها :

_لاشك باني استطيع بيعه .......بمرور الايام ".

تلاشى نجم الليل وخبا ضياؤه ذلك كان شعور ليليان وتعلقت نظراتها بوجه لويس المعتذر وهي تحاول بقوة الارادة ان تجعله يعيد انارة حلمها .

_انها لقسوة مني اذا قلت غير ذلك ,ان الامر قد يستغرق يوما او اسبوعا او اشهرا او اكثر ,وليست هناك طريقة للتنبؤ بذلك ".

قال ادم :

_وهذا ينهي الموضوع ".

اما سوزان فانهاامسكت بكم سترة زوجها بانفعال وقالت :

_يجب ان لانستسلم ,بامكان كل واحد منا ان يكلم والديه ويقنهما بشراء البيت او رهنه كاستثمار".

رفضت ليليان مثل هذه الخطة وقالت :

_لا,انا ارفض السماح لاصدقائي بان يجازفوا من اجلي وساجد وسيلة اخرى للحصول على المال ".

احتجت سوزان :

_لكن ليس هناك وسيلة اخرى ثم اية مجازفة تتحدثين عنها ؟سيكون لديهم البيت في اسوا الحالات ".

كانت ليليان قد اتخذت قرارها اخيرا ولم تقبل باي احتجاج من صديقتها سوزان او من الاخرين فاعادت اليهم راحتهم وابدت رغبة في الانصراف ,وهي تتناول حقيبتها الجلدية الذهبية اللون ونهضت ولم يبق على الثلاثة الا

ان يتبعوها .

ولما كانت في نظرات سوزان كابة مبكية فان ليليان قالت لها :

_كفاك نظرا الى وكاني هرة شريدة ضائعة القيت

في اعصار ".

_ولكن ماذا ستفعلين ؟".

كانت ليليان تفكر بان كبريائها هو الذي منعها سابقا من قبول مساعدة زوجها جورج ,ولكن في هذه الظروف الشنيعة التي تمر بها وفيما يتعلق بحياة امها او موتها فان الكبرياء لم تعد لها تلك الاهمية ومع ذلك لم تجب عن سؤال صديقتها وانما قالت :

_علي ان اذهب للاطمئنان على والدتي "ومدت يدها لتصافح سوزان وانا عاجزة عن شكركم جميعا لما بذلتموه من اجلي ".

قالت سوزان :

_انك تجعلين الامر وكاننا قدمنا لك تضحية عظيمة انك صديقة تستحق اكثر من ذلك ".

قال ادم :

_اذا بقيتما متهافتين عاطفيا فانا ذاهب الى البيت ".

وجالت سوزان بعينيها ساخطة وقالت :

_هكذا نظرة الرجال الينا !اعتقد ان علي ان اعود الى البيت .

شعرت ليليان بذراع لويس تحيط بخصرها وهي تودع سوزان وادم كان بودها لو تريح راسها ولو لثانية واحدة على كتفه وتستمتع بالراحة بين ذراعيه ,ولما رفعت نظرها الى عينيه اللطيفتين الزرقاوين لاحظت شدة حبه ,تمنت لو انه وهبها احدى قبلاته الحنونة لكنها كانت تعلم انه لايميل الى ذلك في محل عام .

سالها :

_كيف ستعودين الى البيت ؟".

ردت برقة "بسيارتي ".

_هل تحبين ان اتبعك ".

_لاانا لااعرف كم ستطول مدة بقائي ".

اوصلها لويس الى المصعد الذي يقودها الى حيث امها دخلت فيه ثم استدارت وواجهته فمد يده وامسك بخصلة من شعرها ومررها على خدها وقال برقة :

_اذا احتجت الي ......"

ابتسمت ليليان وهزت راسها مؤكدة فهمها لقوله فتركها ,وانغلق باب المصعد فحجب عنها شعره الاشقر ووجهه الهادئ القوي .

كانت امها في مكانها والستائر تحيط بها وكانها في شرنقة امنة ,وقفت هادئة على حافة السرير وهي تحدث الى وجه امها الانثوي وتجاعيد الالم التي اكتسحته بعد ان كان ذا

ملامح جميلة .

سارت ببطء خارجة من الغرفة وتوقفت عند مكتب الممرضات وتاكدت ان لديهم هاتفها في حالة حاجتهن اليها خلال الليل ثم قادتها قدماها الى حيث استقرت في سيارتها .

وكانت تشعر طوال الطريق وهي تقود كانها امراة الية تقوم بدورها بصورة صحيحة في طريق يقودها الى البيت ,بينما ذهنها مع والدتها حتى وصلت الى الباب وفتحته كانت تعلم بانها لن تستطيع ان تكون قاسية مع والدتها المريضة.

............نهاية الفصل 16............

[Just Faith]

الفصل السابع عشر

.............................

اتكات على الباب المصنوع من البلوط ,ولما شقت طريقها خلال العتمة وضغطت على زر الكهرباء تركزت نظراتها على الهاتف الذي علىالمنضدة وهي تخلع سترتها والتي وضعتها بعد ذلك مع حقيبتها على الاريكة العريضة الجلدية لم تترك عيناها جهاز الهاتف فاتجهت اليه وجلست وراء المنضدة .

كان قلبها يدعوها الى ان تؤجل الامر الى الغد اما عقلها فانه يحثها على ان تفعل ذلك الان ,امتدت يدها ببطء ثم اختطفت السماعة وكانت تهتز من فرط الانفعال ,والدم اخذ يضغط على اذنيها وتحركت اصابعها المرتعشة لتدير رقم هاتف جورج ,وكادت شجاعتها ان تخذلها عندما سمعت صوت سوندرا وهي ترد على النداء ولكنها مع ذلك استطاعت ان تضبط اعصابها لتطلب جورج .

_من الذي يتكلم ؟كي اخبره ".

_انها مكالمة شخصية "اجابتها ليليان

احست بتردد سوندرا

_ساحاول ان احصل لك على السيد

ماكلود ".مرت ثواني وكانها دقائق وقاومت ليليان رغبتها في ان تغلق الهاتف .

_ماكلود هنا "

وشعرت وكان قلبها يستقر في غير موضعه عندما سمعت صوته الرجولي .

_هلو ؟".

اضافت :"انا ليليان ".

بقي صامتا لفترة وشكت فيما اذا كان قد قطع الاتصال .

_نعم ".

كان صوته باردا ومتغيرا

تمتمت ليليان :

_اردت ......اردت ان اناقش معك شيئا ".

كان صامتا ثم جاء صوته :"ساكون حرا بعد نصف ساعة سارسل اليك السيارة ".

_لا ".

كانت صيحتها فورية شعرت فجاة بانها خائفة من مواجهته وكانت تريد بعض الوقت قبل ان تقابله وقالت :

_اعني ان الامر ليس على درجة كبيرة من الاهمية ,ممكن ان اؤجله الى الغد "لكنه رد بثبات :

_بعد نصف ساعة ".

ثم وضع السماعة على القاعدة -حاولت خلال عشر دقائق ان تحاول مكالمته ثانية لكن الخط كان مشغولا ,وراودها احساس داخلي بانه قد رفع السماعة خارج القاعدة,وقد اغضبها ذلك ان جورج يعرفها جيدا لذا فهو لن يدع لها الفرصة لتتراجع بعد ان قامت بالحركة الابتدائية او الاولية .

من المرجح ان ذلك قد وهبه رضى هائلا لانها هي التي تسعى وراءه ,بعد ان رفضت عرضه بمساعدتها ,ورمته في وجهه.

اذا كان يعتقد بانها ستتوسل اليه خافضة الراس فانه مخطئ ,نظرت الى بدلتها فوجدتها ليست بالمستوى المطلوب لمقابلة جورج.

استقر رايها على فستان معين عليها ان ترتديه فهرعت مسرعة صاعدة درجات السلم الى غرفتها ,انه فستان ذو لون ذهبي يميل الى اللون البني وذو كمين طويلين ,وستضع على كتفيها سترة من جلد الفهد ذات ياقة من الفرو الاسودوبسرعة البرق غيرت ملابسها واعادت تزويق وجهها ,وكانت تتساءل فيما اذا كان من الافضل ان ترفع شعرها الى الخلف عندما سمعت جرس الباب فلم يعد امامها اي خيار فتركت شعرها منسدلا ,وانه يلائمها كذلك بصورة افضل .

هبطت الى الطابق الارضي وتنفست بعمق لتهدئ نبضها المتسارع قبل ان تفتح الباب كانت تتوقع ان ترى جورج واقفا عند المدخل لكنه كان شخصا اخر غريبا في بدلة زرقاء والذي تساءل :

_السيدة ماكلود".

_نعم ".

_وقدم نفسه باسم (رالف ميسون)المستخدم في مؤسسة ماكلودوقال :

_ان السيد طلب مني ان اصحبك اليه ".

ابتعد ليتيح لليليان لتمر الى سيارته السوداء ,كانت ترغب لو ان جورج جاء بنفسه بدلا من ارسال شخص اخر ,وتسللت الى المقعد الخلفي بدا العالم خارج منيات نافذة السيارة مكانا غريبا تخترق ظلمته اشعة مصابيح الشارع ,ووميض اضواء السيارات الامامية للسيارة القادمة نحوها انزوت عميقا في الركن ساحبة سترتها حول وجهها فمس الفرو الناعم خديها .

لماذا تراها ذاهبة لرؤية جورج ؟الم يخبرها بان عرضه قد لايبقى مفتوحا او مستمرا ؟كانت تفضل لو ان مناقشتهما جرت على الهاتف ,ولكنه لم يكن راغبا في ذلك لذلك قطع الهاتف لابد انه يحصل على متعة سادية بان جعلها تقوم بهذه الرحلة عبر المدينة لكي تجده يرفض مساعدتها عندما تصل اليه تذكرت شيئا اخر قد قاله :

(الشروط قد لاتبقى نفسها )مالذي يمكن ان يعنيه بذلك ؟ايريد الضمان ام الضمان الاضافي ؟قررت ليليان تحسبا لكل شيء ممكن ان تتصرف ببيت امها واستدارت السيارة استدارة حادة معيدة افكارها وبصورة خشنة الى الحاضر .

_الى اين انا ذاهبة ؟"

_انه ليس الطريق الى البيت ".

_البيت ؟"كانت نظرات الرجل الذي بدا وجهه في المراة التي امامها مليئا بالفضول .

_ان السيد ماكلود لايسكن في بيت انه يعيش في شقة وسنصل اليها بعد قليل ياسيدتي ".

_فهمت ".

لم تستطع ليليان منع الاحمرار المحرج الذي لون خديها :

_هل سكن هناك منذ مدة طويلة ؟".

لقد فاجاها الخبر لم تكن تعرف ان جورج لم يعد يسكن في بيته في اطراف مدينة دنفر قريبا من جبال روكي .

رد السائق :

_منذ ان استخدمني قبل ثلاث سنين

تقريبا ".

........نهاية الفصل 17.......

[Just Faith]

الفصل الثامن عشر

...........................

كانت هناك ابتسامة تبدو بوضوح على شفتيه وكانه يتسلى بكونها لاتعرف اين يسكن زوجها لكن مايجعل الامر اكثر ازعاجا هو ان جورج لم يكلف نفسه اخبارها بانه رحل ,لو انه فعل ذلك لانقذها من ان تجعل من نفسها حمقاء .

وبعد دقائق اوقف السائق السيارة عند مدخل سقيفة بناية عالية ,دار حول السيارة وفتح لها الباب وكانت التسلية واضحة في عينيه وهو يتحرك باتجاه الابواب الزجاجية الواسعة .

_المصعد الى يمينك ياسيدتي ......"

سارت ببطء الى الابواب وهناك ترددت وهي تعلم ان باستطاعتها ان تترك الامر وتعود الى بيتها اذا اختارت ذلك لكن ليس هذا هو سبب قدومها .

وماان دخلت الى المصعد واغلقت بابه محدقة الى الزر الذي اذا ضغطت عليه سنقلها الى شقته.

ارتعشت ركبتاها وهي تتجه الى الباب الاسود المصنوع من خشب اشجار الجوز وضغطت على زر الجرس انفتح الباب وشاهدت شخصا غريبا في بدلة سوداء ولما قدمت نفسها اليه تنحى جانبا ليسمح لها بالدخول .

القت نظرة عابرة على الرجل فاوضح لها قائلا:

اننا نبقي الابواب مغلقة طوال الوقت سيدتي لكي لا يستطيع اي شخص الدخول الى المصعد ثم الى الشقة دون ان ندري به".

واشار الى قوس يمثل مدخل غرفة وقال :

_سيلحق بك السيد ماكلود بعد قليل ".

لم يسمع لوقع قدميها اي صوت وهي تخطو على السجاد الابيض المخملي الذي غاص فيه حذاءها ,كانت هناك مدفئة ضخمة عند منتصف الحائط المقابل وهي من حجارة رمادية مصقولة غالية وقربها اريكتان عريضتان ثمينتان تواجه احداهما الاخرى ,وبينهما منضدة للقهوة سوداء من خشب الجوز ايضا ,وحول الغرفة وضعت تماثيل من المعدن منها قديمة الطرازومنها من الفن المعاصر ,وانارة غير مباشرة تنبعث من السقف فتزيد من اناقة الغرفة وترفها .

لقد سحر ذلك كله ليليان .......ثم شعرت برجفة ورغم انها لم تسمع صوتا لكنها عرفت ان جورج قد دخل الى الغرفة ,بذلت جهدها لتبقى هادئة ثم استدارت لتواجهه.

ولما التقت عيناها السوداوين المحدقتين اليها ,فان عزيمتها خارت كما شعرت بالضعف في ساقيها .

كان جورج وسيما بصورة لاتقاوم وهو يقف عند المدخل المقوس مرتديا بنطلونا اسود رشيقا وكان قميصه الحريري بلون المرجان الاحمر الثمين بباقته العريضة المفتوحة وبدا وجهه الاسمر رائعا ,وعندما انحرف جانب من فم جورج بابتسامة جافة ادارت له ظهرها وواجهت المدفئة الجدارية .

كانت تدرك ان الحمرة قد فارقت خديها وانه اربكها اكثر مماارادت ان تعترف به ,عليها ان تسيطر على نفسها او تهرب .

كانت واعية لحركات جورج رغم انها لم تلتفت اليه ,ثم سمعت صوت قطع الثلج في الكاسين وصوت سكب سائل ,ولما اقترب منها سيطرت على انفعالاتها واصبحت مستعدة لمواجهته.

قال وهو يقدم لها كاسا :

_انك تبدين في حاجة الى شيء تشربينه ".

تناولت ليليان الكاس بتردد محاذرة ان تلمس كفها كفه,والبريق في عينيه عكس تسليته من تصرفها الصبياني هذا ,ابتعدت عنه وهي ترتشف الشراب بسرعة وكان (فودكا )

فاعاد الحمرة الى وجهها .

سال جورج :

_حسنا ؟".

_انها غرفة جميلة ".

قالت ليليان ذلك وهي تعلم ان هذا ليس رد الفعل الذي كان يريده جورج ,ولكن هذا وحده الذي كان باستطاعتها ان تقوله.

انها ليست مستعدة تماما لاخباره بسبب زيارتها له ,رغم انها تعلم انه مدرك لذلك.

_انا فرح لانها اعجبتك ".

قالها وهو يضحك منها .

وقادتها قدماها العصبيتان الى المدفئة ,ثم اضطرت ان تستدير لمواجهته قد استقر في احدى الاريكتين العريضتين واحد ذراعيه قد امتد على متكئها الخلفي وهو يتفحصها متسليا .

كان هو المسيطر على الموقف ومنطقيا على سجيته وهذا كله هو المسيطر على الموقف ومنطقيا على

سجينته .

بدت الغرفة فجاة دافئة جدا فادركت انها مازالت مرتدية سترتها ,ففتحت ازرارها وتركتها مستقرة على كتفيها .

صاح جورج :"سيد دكسون !".

وحالا ظهر الرجل الذي كان قد استقبلها عند الباب .

_هلا اخذت سترة السيدة ماكلود ".

خلعت سترتها وناولتها للرجل ,الايفوت شيء عن انتباه جورجهكذا تساءلت بانزعاج,سمعته يقول للرجل الذي كان قد عاد الى مدخل الغرفة :

_لن احتاج هذا المساء ياديكرسن ".

فنظرت بخوف الى جورج لماذا صرف الرجل ؟.

فقال وكانه يجيب عن سؤالها الذي لم تنطق به:

_لقد افترضت انك لن تريدي احدا منالخدم يصغي الى حديثنا ".

غمرها الصمت كان واضحا انه ينتظر منها ان تطرق الموضوع وهي لاتعرف كيف تبدا فحركت (الفودكا )التي بقي منها مايملا نصف الكاس الذي في يدها بعصبية .

وبدات تقول بتردد:

_ان والدتي في المستشفى ,والدكتور هندرسون يعتقد بان هناك علاجا جديدا ممكن ان يفيدها وقداستدعى اخصائيا لمساعدته".

توقفت في كلامها وهي تحدق الى التعبير الغامض الذي ارستم على وجه جورج ,ان عدم تعاونه قد اغضبها ,كان بامكان ابتسامة تفاهم صغيرة او اشارة عطف ان تسهل عليها الامر لكنه لم يكن يريد ذلك .

.........نهاية الفصل 18.........

[Just Faith]

الفصل التاسع عشر
........................
وضعت الكاس على المائدة وصرخت :
_الايكفيك اني قد جئتك الى هنا "ولم تعد تستطيع منع انفعالها السريع .
_وانت تعلم سبب مجيئي ايضا".
لما ارتفع حاجباه وجدت نفسها تنهض وتسير مسرعة الى المدفئة وتقف امامها وكانها تريد ان تستمد الدفء من جمراتها .
وانبثقت الدموع في مقلتيها البؤس والمذلة والكبرياء تحاربت كلها مع الجانب المنطقي من عقلها الذي اكد حاجتها الى مساعدة من جورج .
قال جورج وهو يقترب منها :
_انك جئت لتعرفي فيما اذا كان عرضي مازال مستمرا"
_انا لااريد نقودك "
خرجت الكلمات من فمها بكبرياء
قال بنعومة :
_اه ,لكن والدتك بحاجة اليها والالما جئت الى هنا ".
_انك مزعج بصورة لاتطاق !".
_ليس هذا بالاسلوب الواجب عليك استعماله للحصول على نقود من رجل ".
سالت بسخرية :
_وماالذي يجب ان افعله ؟ازحف عند قدميك ام اقبل يدك ؟".
رد عليها دون ان يفقد سيطرته على نفسه او يظهر تاثره من هجومها العنيف :
_انها ستكون تجربة جديدة بالنسبة لك ".
ابتعدت عنه وقد تغلب عليها الياس :
_حسنا لن افعل ذلك ,لن افعل ,كل مااريده منك وببساطة نعم او لا ,اما تساعدني او لن فعل".
تمتم بنعومة :
_لكن ليس هذا ماريده انا منك".
هذا التصريح الغريب جعل ليليان تلتفت اليه كان هناك لمعان غامض في عينيه جعلها تقطع انفاسها كان اللمعان ناجما من غضب وقسوة ,لكن هناك شيئا ما ايضا ,شيئا كانه ينومها مغناطيسيا ,امتدت اصابعه وامسكت بخصلة من شعرها .
همست بصوت خافت :
_اذا ......اردت ضمانا فباستطاعتي ان اقدم البيت كضمانة ....."
وافلتت ضحكة كئيبة
_لن يكون هذا فساساعدك ليليان ....."
ولم يكمل كلامه ولما نظرت اليه شعرت بروح التملك والسيطرة عليه وهو ينظر اليها فاحست بالتوتر في عضلات معدتها كان تحديقه اليها قد ادخلها الى اعماقه رغم ان جاذبيته المغناطيسية مازالت تسحبها اليه ,
كانت الشعرات المجعدة في صدره المكشوف من خلال فتحة القميص قد اثارت رغبة ليليان لان تجعل يدها تتسلل تحت قميصه الحريري لتشعر بدفء بشرته وصلابة عضلاته كما كانت تفعل سابقا ,كانت هذه الفكرة قد جعلتها تنسحب الى الوراء والمسافة كانت لاتزال بضعة انشات .
ولكي تتخلص من تاثيره الطاغي قالت :
_ماذا تريد مني اذن ؟".
_اريد ان يعود الي كل ماكان ملكا لي ,ماشتريته ودفعت ثمنه وانا احمق لاني ادفع مرتين "ولما شعر بنظراتها المضطربة اضاف وهو يحدق اليها بتصميم وتفكير .
_اريدك انت ليليان ,انك مازلت زوجتي قانونيا وكل مااطلبه منك هو ان تؤدي واجباتك نحوي مرة اخرى ".
قكرت بصورة عنيفة ان عليها ان ترفضه لماذا تجد نفسها مترددة ؟لماذا لاتتكلم لماذا لاتقول له بانها لاتوافق على شروطه؟.
ولم تصدق نفسها عندما وجدت انها تقول بهدوء :
_وبالمقابل انك سوف ......"
قاطعها جورج وهو يراقب الانفعالات المتصارعة البادية على وجهها بقوله :
_ساسدد كل ديونك وكل مصاريفك التي يتطلبها علاج والدتك "ملات الدموع عينيها وقالت :
_لا !!".
قبض جورج على رسغها وسحبها نحوه مما جعل اصابعها تستقر على صدره :
_ان ترتجفين خائفة بين ذراعي ....."
سالته بحنق وغضب :
_هل مللت فجاة من سوندرا ؟".
لكن جورج بدا وكانه يتوقع منها هذا السؤال فقال :
_ان سوندرا كانت دائما باعثة على الرضا ....من كل الوجوه".
وقال وهي تئن وتشعر بغيرتها القديمة تعود اليها :
_لماذا اذن تريدني ؟"
_اليس واضحا بالنسبة لك باني ماازال اجدك مرغوبة .....واني مازلت اريدك"
_اه ياجورج"
_اتكرهيني الى ذلك الحد ,بحيث انك تحط من قدري بهذه
الطريقة ".
_انا واثق انه عرض افضل من تشردك في الشوارع !".
وشد قبضته عليها ليمنعها من الابتعاد عنه بخجل ....همست :
_انت تعلم باني لم اكن اعني ذلك عندما قلته".
_بالطبع واعرف ايضا ان جزءا منك يريد ان تبقي زوجتي بكل ماللكلمة من معنى ".
_لا ".
همست بهذا الاحتجاج الذي رافقه الاكتشاف المرعب بانه ماقاله صحيح.
كان قد الصقها بصدره لايحجبه عنها الا ثوبه الحريري وتجمع الدم في راسها وهي تقاوم في نفسها الرغبة في ان تضع يديها حول رقبته وتدفن وجهها بين ذراعيه في استسلام .
كان الشوق باعثا على التوتر فاغلقت عينيها لتتستر عليه ومرت ثوان قصيرة فاحصا وجهها الخائف ثم اطلقها بصورة سريعة وابتعد عنها وقد اخرج ولاعة واشعل بها سيجارة ,كان قد دار لها ظهره وهو يقول :
_ذلك هو عرضي اقبلي به او ارفضيه ".
ولم يلق عليها نظرة ليرى رد الفعل لديها ,وانما التقط كاسه الفارغ وسار الى البار .
راقبته وهو يسكب الشراب في الكاس ثم يشربه في
جرعة واحدة .
كان عقلها يوحي لها بانها يجب ان تفرح لانه ابتعد عنها لكن قلبها الخائن كان ينحب ويئن ,كانت قد انشطرتالى قسمين ,انها لحماقة ان ترفض عرضه لكن ماذا عن كبريائها والان قد حلت الحاجة مكان الكبرياء.
وان ماخاف ليليان هو ان حاجتها الى جورج الان لا علاقة لها بوالدتها انها مازالت تحبه وبدات تتساءل فيما اذا توقفت عن
حبه ابدا.
وسالت :
_والى متى ستدوم رغبتك بي ؟".
_الى ان اشعر بالملل منك على ماافترض ".
_ومتى يكون ذلك بعد يوم اسبوع شهر عام".
كان الالم واضحا في كلامها
_اتفضلين ان يكون يوم تشييع جنازة والدتك هو نهاية اتفاقنا .....ان هذا ممكن ان يكون ملائما مادمت تضحين بنفسك من اجلها ,انك بموتهاستتخلصين من طاغيتين انا
وهي ...".
سحب نفسا وقالت :
_انك لم تنصفني ".
فقال :
_كان بامكاني ان استغلك قبل دقيقة كل ماكان علي ان افعله هو ان اقبلك بضع مرات واتمتم باقوال ملائمة في اذنك ,وذلك ماكنت تريدينه لتقولي فيما بعد اني انا الذي
اغراك :اذا وافقت على ان تبقي معي ,فلا اريد ذلك نتيجة اغراء جسدي مني ,والان ماذا سيكون قرارك -اتبقين معي ام اطلب تاكسي ليعود بك ."
..........نهاية الفصل 19.......