رواية صدفة للكاتبة : bella snow *مميزة و مكتملة *

[bella snow]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tony kadhim

روايه جميله جدآ والاحداث مشوقه للغايه ياسين شخصيه مميزه يجذب القارئ له
قمر محبوبه كتير وعنجد حبيتا
منال بكرهها كتير لأنهو خاينه وانا بكره هذا الاشي بالنساء
دانيل مع الوقت نعرف شو سالفتو
بس عنجد كتير حلوه روايتك بالتوفيق على طول يا مبدعه

شكرا لك على مديحك واطرائك الحلو بتمنى تنال الرواية اعجابك

[قمر الليالى44]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 3 والزوار 0) ‏قمر الليالى44, ‏11Sozan, ‏وردة الياسمين الحلوه

[bella snow]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 3 والزوار 4)
‏bella snow, ‏Princess of Darkness, ‏rajanour

[bella snow]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عذرا على التأخر في التنزيل
نصف ساعة ويكوم الفصل الثالث بين أيديكم

[انجوانا]

مساء الخير تسجيل حضور

[انجوانا]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 2 والزوار 1)
‏انجوانا, ‏bella snow+

[bella snow]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعذرووووووووووووني على التأخير أنا آسفة وأتمنى أن تقبلي اعتذاري فقد كنت مشغولة مع التسجيلات الجامعية و الضيوف والوضع كارثي ولكن الحمد لله

[bella snow]

الفصل الثالث لرواية " صدفة "


الفصل الثالث

دروس الحياة تأتي في صورة أوجاع تهز الروح
و الثقة كانت أثقل الدروس و أكثرها وجعها

قصر آل كونيناف

يجلس مراد على الأريكة و نظراته على زوجته التي تضع زينتها على وجهها ، كيف لقلبه أن يتحمل كل هذا الوجع مقابل أن تبقى معه و حوله ؟
كيف للحب أن يكون مشبعا بالذل و القهر فيشهر أنه يختنق في كل لحظة يرى فيها نظرات زوجة نحو ابن عمه
يشعر بالخيانة لكنه يقاوم لأجل حبه لها
الحب الذي كتمه لسنوات بينما يراقبها تركض خلف ياسين و تحاول جذب اهتمامه و حينما لم يعرها الأخير اهتماما أكثر من مجرد صداقة استغل هو الوضع و تقرب منها أكثر
عرض عليها الزواج فوافقت و ها هما سيبلغان سنة كاملة من التواجد تحت سقف واحد و الخوف لا ينفك ينهشه
يهون الألم وهي بجانبه
يهون كل شيء مقابل أن تظل معه
وقفت منال من مكانها واقتربت من زوجها الذي كان بصدد وضع ربطة عنقه ،أخذتها منه وتولت الأمر وبينما هي تربطها قالت :
- عزيزي أنت تعرف بأنني سأفعل أي شيء مقابل أن تفوز بإدارة أعمال الشركة ، أليس كذلك؟

عندما لم تتلقى إجابة منه أردفت :
- عمك يفضل ياسين و المدراء كذلك ، و بزواجه يعني يمكننا القول بأنه قد فاز فعليا
اكتفى بمنحها نظرات مبهمة ، شعور داخله يخبره أن "الغيرة " تزين نظراتها و أفكارها التي لا تبوح بها ، الغيرة من الفتاة التي اختارها ياسين
قال محافظا على جمود ملامحه :
- ما الذي تخططين له ؟
ابتسمت منال وقبلت وجنة زوجها ثم جلست على طرف السرير واضعة ساقا على الأخرى و أجابت :
- أنا أفكر بأن نتخلص من تلك المتسولة وبهذا سنسدي معروفا لياسين فلا أعرف لما ذوقه منحط إلى هذه الدرجة؟؟
شحب وجه مراد كليا لكلام زوجته ،أهي حقا تقترح عليه قتل الفتاة؟؟ ..فقط كي تبقي ياسين جوارها ؟
قال :- إن كنت تقصدين قتلها فأنا لا أوافقك ،وحتى وان تخلصنا منها فبالتأكيد ياسين سيجد فتاة أخرى وبالطبع لن يعجبك ذوقه مجددا عزيزتي

زفرت منال بيأس و لا تعلم لمَ أحست كأن تلك الكلمات حملت معنى خفيا بين حروفها ، هل يشك بها مراد لهذا يتصرف معها ببرود على غير العادة ؟
و لتدحض الشك قالت :- إذا فلنتخلص من ياسين ،ما رأيك؟؟
هذه المرة استطاعت بجدارة زلزلت كيان المقابل لها ، بحيث بقي يحملق فيها كالأبله ظنا منه أنه قد أخطأ السمع
عندما لمحت منال الصدمة والتردد جليا على ملامح زوجها وقفت وتقدمت منه ،أمسكت بكفيه وقالت :
- عزيزي إن لعبنا بنزاهة فأنا أضمن لك بنسبة ألف بالمائة بأن ياسين سيسحقك
ربما لا يحب ياسين ، لكنه يبقى ابن عمه و عائلته و مجرد التفكير في قتل أحدهم يصيبه بالغثيان فكيف إن كان ذلك الشخص من الأقربين ؟
ربما كل شيء عادل في الحب و الحرب
لكن القتل ليس كذلك
هو ليس بنصف رجل كي يطعن من الظهر ، ليس بالحقير الذي يقتل ابن عمه ويسير في جنازته
لا
هو رجل ، والرجل يحارب بنزاهة حتى آخر أنفاسه
****
بعد أن أعطتها موظفة الاستقبال رقم طابق قسم المحاسبة في الشركة التي انتقلت إلى العمل فيها ،لقد منَّ الله عليها إذ تم قبولها للعمل هنا خاصة وهي لم تتوقع أن يتم ذلك عند إرسالها
لسيرتها الذاتية قبل أسبوع للالتحاق بهذه الشركة الضخمة وها قد جاء العمل في وقته ،فالراتب جيد وأفضل بكثير وستعمل على دفع ذلك الدين و تنقذ شقيقتها من تلك المهزلة التي بدأتها
استقلت المصعد وما أن كاد الباب أن يغلق حتى دخل شاب وسيم بشعر بني وعينان خضراوان نظر إليها من رأسها إلى أخمص قدميها مع ابتسامة لم تفارق وجهه ثم ضغط على زر الطابق الرابع عشر ،ألقت عليه نظرة حادة وقالت : - أنا سأتوقف في الطابق الثامن
ثم ضغطت على زر عليه رقم ثمانية ،عادت ابتسامة يحيى لتتسع أكثر ،يبدو بأن غضبها يسليه ، دائما ما كانت النساء أهم نقاط ضعفه ..وخاصة ذوات الأعصاب النارية
- يبدو أنك جديدة هنا؟؟
- ويبدو أنك تعمل كمترصد هنا
قهقه من الصفة التي نسبتها إليه ،الخطأ ليس خطأه لأنه صاحب هذه الشركة ويعرف كل الموظفين أو لنقل الموظفات والجميلات خاصة
عاد ليتكلم مجددا : - أتؤمنين بالصدف؟
- لا
-ولمَ عزيزتي فلا نستطيع أن نلتقي بجميلة إلا صدفة

زفرت بضيق وغضب ،ثم أخذت تشد على حقيبة يدها فقد طفح الكيل عندها ،وبحركة مفاجئة سددت إلى وجهه ضربة قوية بها وولت هاربة ما أن توقف المصعد وفتح بابه بينما بقي الشاب مصدوما منها ،ما الذي قاله لينال ضربة منها ؟؟ أيعاقب لأنه قام بمجاملتها ؟

سارعت بخطواتها لتجاوز الرواق نحو قسم المحاسبة محاولة كبح غضبها من ذلك الوقح ، سألت مدير القسم عن مكتبها بعد أن أطلعته عن هويتها فرحب بها الأخير وعرفها على القسم ثم أوصلها إلى مكتبها فهي ستعمل كمساعدة له
جلست على كرسي مكتبها وأخرجت دفترين ومجموعة من الأقلام من حقيبتها وما هي إلا دقائق حتى رن الهاتف ، تنهدت بضيق فهي لم ترتح كفاية بعد حتى تبدأ العمل ...رفعت السماعة فآتاها صوت أنثوي
- الآنسة مريم منصور؟؟
- نعم
- رئيس الشركة يريدك في مكتبه الآن
- حسنا
عادت لتتنهد مجددا ولكن هذه المرة تشعر بالتوتر ، ما الذي يريده الرئيس منها؟ ولما يطلبها؟
وقفت من مكانها وتوجهت إلى مكتب الرئيس في الطابق الرابع عشر ،وفي طريقها قابلت السكرتيرة التي رمتها بنظرات متفحصة ومتعجرفة وبالمقابل بادلتها مريم نظرات اشمئزاز
طرقت الباب وعندما سمعت الإذن بالدخول ولجت إلى المكتب ..وما أن كادت تكمل تحيتها حتى صرخت بالشخص الجالس خلف ذلك المكتب الفخم
-أنت؟؟ ..ما الذي تفعله هنا ؟؟
- أنا هو صاحب هذه الشركة جميلتي
شحب وجه مريم تماما وتوترت ملامحها ،لقد ضربت رئيسها أي حظ هذا الذي تملكه؟ ولكنه تمادى وقام بمغازلتها وقد استحق
تلك الضربة ولو كانت تجيد الفنون القتالية كأختها لأرته نجوم الظهر ،قد تكون واحدة من موظفاته ولكنها ليس أيا منهن
وقف الشاب من مكانه ودار حول مكتبه وعندما أصبح أمامها مد يده مصافحا وقال :
- يحيى رافع
أخذت مريم تحدق بيده الممدودة نحوها ،لقد ظنت لوهلة بأنه سيصفعها ،أما أن يصافحها ويعرف نفسه لها فهذا آخر شيء توقعت أي يصدر منه بعد ضربها له
- أنا مريم منصور
قال مبتسما :
أظننا سنلتقي كثيرا خلال الأيام القادمة ، شقيقتك و صديقي سيتزوجان
تحولت النظرة في عيني مريم من البرود إلى الغضب و قالت :- أنت صديق ذلك المتعجرف ؟! .. لا عجب في أنكما متشابهان

رمته بنظرات غاضبة ومشمئزة ثم ولت مغادرة للمكتب بينما بقي يحيى مصدوما من أن الجميع يستمر بتشبيهه بياسين ،صحيح بأنه رفيقه منذ سنوات ويحبه أكثر من نفسه ولكنه لا يشبهه في أي شيء .
****
الحياة كانت دوما تسير ما تخطط له ، تفاجئها بمنعطفات غير محسوبة تحمل المجهول ضمن طياتها
والمنعطف الجديد يخيفها رغم كل الأكاذيب التي تحاول إقناع نفسها بها
خاصة العلاقة المجهولة بين والدها و عائلة كونيناف
خالتها تقول بأن منصور كان يعمل كسائق لدى والدة ياسين لكنها تكاد تجزم أن ما يربط العائلتين أكثر من ذلك بكثير خاصة خوفها اللا مبرر
حملت حقيبة ظهرها و غادرت النادي لتجد يحيى أمامها يتكئ على سيارتها
ابتسمت وسألته : - ما الذي تفعله هنا؟
وقف باستقامة ثم أشار لها أن تركب وتوجه إلى مقعد السائق وهو يقول :
- اصعدي سأوصلك في طريقي



.................................................. ..

يتبع............

[bella snow]

حينما انطلقت بهما السيارة قال :
:- قمر لا تتزوجي من ياسين وأوقفي هذه المهزلة الآن قبل أن تتعقد الأمور
ردت ساخرة :- إنك تتكلم وكأنني داخلة إلى الجحيم
- إنك فعلا متوجهة إلى الجحيم بل أسوأ من ذلك ،أنت لا تعرفين ياسين حياته ليست عادية، حتى عائلته ليست بالعادية .
قاطعته قائلة بسخرية : - لا تقل بأنه عفريت أو مومياء
زفر يحيى بتعب ،إنها لا تفهمه ولا تحاول أبدا فهمه ،هو يريد حمايتها، منذ متى تولدت لديه هذه الرغبة لا يعلم ، قد تكون البراءة التي على وجهها هي ما تدفعه إلى ذلك ،رغم انه قابلها ليلة أمس فقط ولكنها تغلغلت إلى كيانه بعفويتها وجرأتها وشراستها وضعفها الذي يلمحه في عينيها ..
هو أدرى بالمتاهة التي تعيشها عائلة كونيناف و الأسوأ السواد الذي يغلف صديقه و لا يريد لها التورط فذلك لن يسبب لها سوى الأذى
قال بصوت مهزوم : - لا أعلم ما الذي قاله لكِ ياسين عن هذا الزواج السخيف بينكما لكن صدقيني أهدافه أبعد من ذلك
أجابت وقد بدأت أعصابها تتوتر :
- قال بأنني أملك شيئا يريده ، لم يقدم لي شرحا كافيا و أنا لا أهتم ، فليحصل على غايته العجيبة و سأتحرر منه

رد بشيء يشبه الحدة : - إذا تزوجته ستتألمين وستخسرين الكثير
فقدت قمر أعصابها من كل ما يحدث وما يقال ،ما عاشته خلال الساعات الماضية يفوق قدرة تحملها من ابتزاز ياسين وتهديه لها إلى جانب ما رأته في ذلك القصر السخيف وصولا إلى وقوف شقيقتها وخالتها ضدها والآن يحيى وما يردده منذ ركبا السيارة ...بحق الله هذا كثير عليها
صرخت به: - بحق الله ما الذي تريدونه مني ؟ أنا مجبرة على فعل ذلك ،ثم لماذا تصور صديقك كشخص سيء وحقير أوليس بصديق مقرب لك؟ لقد منحني المبلغ الذي أحتاج وقد وعدته وفات الأوان عن الهروب كالجبانة
لانت نبرة صوته وأصبحت أكثر هدوءا مع رؤيته لغضبها وقهرها :
- قمر، أنا سأدفع ذلك المال لياسين وبذلك ستتحررين من هذا الاتفاق السخيف وان كان كبرياؤك هو المشكلة فاعتبريه دينا وسترجعينه لي مع الوقت ولكن رجاءا لا تتزوجي

تنهد يحيى مستسلما ،فإن كان هذان الاثنان يتشابهان في شيء ما فهو العناد لقد تعب من محاولة إقناعها لتغير رأيها ولكنه فشل والآن عليه أن يلعب ورقته الأخيرة وليرى النتيجة بنفسه
- هل يمكننا الذهاب إلى مكان هادئ ونتكلم كالبشر؟
- لا داعي ، كما يجب عليّ الذهاب إلى المنزل فلم يبق الكثير لزيارة آل كونيناف لنا
نظر إليها يحيى بتوسل ،لا يجب أن يضيع هذه الفرصة سيعمل على إقناعها ولتنسف الكرة الأرضية بعدها ،قال :
- سنتناول شيئا ما ونغادر فورا لن نتأخر ، أعدك
- مهما كان ما ستقوله لي يا يحيى فلن أرجع عن قراري لذا اقطع هذه السيرة واختصر الوضع على كلينا ف...
قاطعها قائلا : - ساعة واحدة ،أعطني ساعة واحدة فقط ...أرجوك علينا التكلم
رضخت قمر تحت إلحاحه وإصراره بشرط أن لا يؤخرها فخالتها لن ترحمها إن تأخرت
توقفت السيارة أمام مطعم صغير يطل على البحر بعيد ، كانت الإطلالة جميلة وقد أضاف اقتراب موعد الغروب لمسة ساحرة جعلت الأجواء أكثر ودفئا
أطلق يحيى تنهيدة أظهرت ما يجول داخل صدره من هم وأسى ،ثم أخذ يتكلم وهو ساهم في تلك المياه الزرقاء بدا كأنه سُحرَ بها أو كأنها ألقتْ عليه تعويذة جعلته يتكلم دون توقف :
"- قابلتُ ياسين لأول مرة قبل خمس سنوات، وكان قد مضى على وفاة والداي حوالي أسبوع عندما كنت أتمشى ليلا على الرصيف بمحاذاة الساحل ورأيته يجلس على مقعد هناك وقد بدا هادئا بشكل غريب ...توجهتُ نحوه وجلست بجانبه أما هو فلم يحرك ساكنا بل لم ينظر إليّْ حتى... لقد كنت في حالة مزرية أردتُ أن التحدث إلىّ أحدهم وكان أول شخص ظهر أمامي هو ذلك الشاب فأخذتُ أقص عليه حكايتي ولم أستطع منع دموعي... أخبرته كيف أني وبسبب قيادتي المفرطة قتلت والديّ اللذين كانا معي في السيارة ،أخبرته عن يأسي ورغبتي في الموت فأنا لم أعد أملك شيئا لأخسره...أتعرفين بماذا أجاب؟"
أخذت تستمع إليه بانتباه شديد وتؤثر ملحوظ ،بدا لها كأنه يعيش تلك الذكريات بتفاصيلها المؤلمة والحزينة ،أن يكون الشخص مسئولا عن قتل والديه فإن ضميره لن يتركه بحاله حتى مع مرور الزمن سيحترق صدره أكثر فأكثر ويتألم داخله أكثر فعندما تخسر شخصا قريبا فإن شموعا كثيرة تضاء داخلك ومع كل يوم يمضي ستنطفئ شمعة واحدة ولكن تلك الشمعة الأخيرة فإنها لا تنطفئ أبدا وتستمر بحرق الإنسان في داخله
تابع يحيى سرده مع ابتسامة حزينة :
- نحن لا نختار ما نريده وما لا نريده بل القدر هو ما يسيرنا و ما نحن إلا وسيلة يحقق بها القدر مبتغاه ،ما ذهب لن يعود مهما فعلنا و تصحيح الماضي مستحيل ولكن تغيير المستقبل هو آخر ما تبقى لذا لا تيأس من الحياة واجعلها تيأس منك " تلك الكلمات كلما زحفت إلى ذاكرتي تمدني بالقوة وتدفعني للمضي قدما...ومنذ ذلك اليوم كثرت لقاءاتنا وتعززت صداقتنا خاصة بعد شراكتنا في العمل..

سكت قليلا ثم قال : - والدة ياسين خانت زوجها مما أدى إلى انفصالهما .. والده رفض بقاءه معه
و تزوجت السيدة سارة –والدة ياسين- من رجل أعمال فاسد حول حياتها إلى جحيم مما جعلها تقدم على الانتحار هكذا كان تقرير الشرطة لكن ياسين لا يصدق ذلك بل يظن أن زوجها قتلها .. و بعدها تحولت حياته بشكل مخيف ، أنتِ نوعا ما و بشكل غير مباشر تشكلين جزءا من ماضي ياسين

ساد الصمت حولهما كلا منهما غارق في تفكيره ،بينما أفكارهما تلتقي عند نقطة واحدة بل شخص واحد ...قطعت قمر ذلك السكون بقولها :
- ما علاقة والدي بماضي ياسين غير كونه سائقا لوالدته ؟
سكن التردد ملامحه كاملة ، من مجرد النظر لوجهه تعلم بأنه يخفي شيئا عنها خاصة حينما قال بارتباك :
ـ لا أعلم .
هزت رأسها تؤكد له :-أنا لا أعلم بدوري ضمن مخططات ياسين ولكنني سأقف بجانبه وأساعده فبصورة أو بأخرى هو ساعدني وأنقذ أعز ذكرى لي من والدتي

عبس يحيى ووضع راحتيه على وجهه باستسلام ، لقد اختصر لها حياة ياسين متفاديا ذكر التفاصيل الخطيرة بل الأكثر خطورة لأن ما تحمله يتعلق بالمستقبل محاولا توضيح ملامح العالم السوداوي و الذي ستخوضه لا أن يقنعها بالتمسك بقرارها

***
منزل قمر منصور

عند الساعة الثامنة تماما رن جرس البيت معلنا عن وصول الضيوف ،سارعت مريم لفتح الباب فقابلها وجه بارد خال من الملامح لا يمكن أن يملكه غير ياسين كونيناف الذي تقدم ودخل فورا بتصرف يخلو من اللباقة ، وتبعه عمه الذي ابتسم بلطف محييا ومعرفا عن نفسه
أغلقت مريم الباب وتوجهت إلى قاعة الجلوس هناك رأت عم ذلك البارد يقف مصافحا ليلى مع دهشة مصحوبة بالسعادة
تكلم العم كمال و عيناه تلمعان بعدم تصديق :
-ليلى ؟! .. لا أصدق ! ..أين اختفيتِ كل تلك السنوات ؟ .. يا للمصادفة !...لا أصدق هذا !
احمر وجه ليلى خجلا وردت بارتباك واضح :
- سعدت برؤيتك مجددا يا كمال
الضجر بدا واضحا على ياسين ،لم يكن ينقصه إلا أن يكون عمه على معرفة بخالة تلك الغبية ولا تبدو معرفة عادية ، فابتسامة عمه السعيدة التي تكاد تظهر أضراسه مع لمعان عينيه وخجل تلك المرأة يثبتان بأن قصة ما جمعتهما ، وهذا أيضا يقدم تفسيرات عن سبب عدم زواج عمه واعتزاله النساء...
سأل كمال بعدما جلس على إحدى الأرائك و ملامحه بها بعض اليأس و الحزن :
- إذا هل قمر ابنتك؟
- لا .. أنا ابنة شقيقتها
توجهت الأنظار كلها إلى الواقفة على باب غرفة الجلوس والتي نطقت الجملة الأخيرة ، كانت تنظر إلى خالتها بأسف واضح لتأخرها في العودة
انطلق صوت يحيى المرح مخترقا الصمت الذي يلف المكان موجها كلامه إلى صديقه :
- كيف تذهب لطلب يد فتاتك دون شقيقك ؟؟
رمقه ياسين بطرف عينيه ، ألا يلاحظ بأن تصرفاته مكشوفة ؟ هو على علم بأنه قد ذهب للعشاء مع تلك الفتاة لذا لم يتعب نفسه للاتصال به فقد كان واضحا بأنه سيأتي بمفرده
لاحظ يحيى الابتسامة الساخرة التي على وجه صديقه ،لا يحتاج لمدة طويلة ليدرك بأن الأخير يعلم أين وماذا كان يفعل ، فلم يكن ليأتي إلى هذا المنزل دون اصطحابه بصفته صديقه وشقيقه الوحيد
سلم على العم كمال ثم توجه إلى الخالة ليلى عرفها عن نفسه ومد يده مصافحا إياه وبعدما تصافحا رفع يدها إلى شفتيه وقبلها مما جعلها ترتبك أما كمال فقد ألقى عليه نظرة ساخطة
ولم يكن كمال الوحيد الذي ألقى عليه تلك النظرات المستنكرة فحتى مريم فعلت نفس الشيء وأتبعته بشتيمة ، زير النساء كالنحلة يرتشف من كل زهرة ، يغازل النساء في المصاعد المغلقة ثم يأتي بصحبة شقيقتها وأخيرا يقبل يد خالتها !!!
مضى الوقت سريعا والعائلتان تتناقشان حول موضوع الزفاف وقد تم تحديد الموعد بعد أسبوع كون العروسان يريدان الاستعجال وهذا ما لم يرق لليلى فهي تعلم بهذه المسرحية اللعينة بل إن كل المتواجدين يعلمون عدا العم كمال
****
بعد مدة كان ياسين يستقر بجانب يحيى الذي يتولى القيادة و اختلاج عضلة فكه يشي بانفعاله ، يكاد يجزم بأنه يريد التحدث و يمنع نفسه بصعوبة
- لمَ أنت غاضب ؟
زم يحيى شفتيه من النبرة المتهكمة التي بدت واضحة في السؤال الذي طرح عليه ، ألا يبدو جليا بأنه غاضب ؟ أيحاول هذا البارد التغابي عليه ؟؟

يتبع ....

[bella snow]

صرخ به : - ياسين بحق الله لمَ تريد إقحام الفتاة في أمورك اللعينة؟
انفرجت شفتاه بابتسامة ساخرة وقال بهدوء :
- لا شأن لك
ضغط يحيى بقوة على الفرامل مما جعل الرجلان يندفعان للأمام ثم للخلف ليصدما بقوة بكرسيهما ، التفت يحيى إلى ياسين صارخا بغضب ،لقد مل بروده وهدوءه ، مل من انتقامه وخططه اللعينة ،هو يحاول جاهدا منعه من إيذاء نفسه ويريد مساعدته ولكن كتلة الجليد وناكر الجميل هذا لا يريد أن يقتنع بل لن يقتنع مطلقا
- لا أظن المبلغ الذي أعطيته لها يهمك فهو لن يؤثر في ثروتك وأعلم تماما أنك تستخدمها كوسيلة لانتقامك هذا إن لم نقل درعا بشريا لتحتمي خلفه ، إن أردت الموت فلا يهم، للجحيم أنت وانتقامك ولكن هي ...هي بريئة و لن أسمح لك بإيذائها

احتدت عينا ياسين بنظرات خطيرة ومخيفة ، صحيح بأن خطته لا تتأسس حول استغلال فتاة سخيفة بل هو يسعى لأكبر من مجرد انتقام صغير ،يسعى إلى تدمير الجميع وهذا الزواج ما هو إلا الخطوة الأولى لكل شيء.
رد بحدة : - لم أتخل عن رجولتي بعد لأحتمي خلف فتاة صغيرة ،كما أنني لا أتصف بالسادية أو الجنون لأعذبها فقط من أجل ماض مشترك مع والدها فلا تقلق و ابتعد عن الفتاة

قال بينما يعيد تشغيل محرك السيارة :
- أنا سأقف بجانبك يا ياسين لكن تذكر ، إن تعرضت قمر للأذى ستجدني في مواجهتك ليس بصفتي صديقا أو شقيقا بل كيحيى فقط .

هز ياسين كتفيه دلالة على عدم اهتمامه ، فأمر تلك الفتاة لا يهمه لا من قريب ولا من بعيد، عليها فقط الالتزام بدورها فحسب و لن يلحقها أي ضرر
...
أما قمر فقد كانت تدير حربا صغيرة داخل رأسها ، تتقاذفها الأفكار ناحية اليمين و ناحية الشمال
جزء بريء ساذج منها يقنع بأن عليها مساعدة ياسين مهما كان ما يريده و الجزء الآخر يحذرها خاصة بأن بشكل أو بآخر مرتبطة به بخيط مجهول مخيف
ألقت جسدها على السرير وهمست بينما عيناها على السقف الأبيض لغرفتها :
- سأقف بجانبك ياسين وسأساعدك في نيل انتقامك وبالرغم من عجرفتك وغرورك وبرودك القاتل للأعصاب فأنت وسيم خاصة عيناك إنهما لغز محير لي
كانت تبتسم ببلاهة دون أن تدرك ذلك وفجأة اختفت بسمتها لتتحول إلى عبوس مع تقطيبها لحاجبيها قالت :- أكنت أتخيل صورته و وصفته بالوسيم؟ تبا لي ...هذا لا يبشر بالخير مطلقا.
عاد هاتفها ليرن بنغمة وصول رسالة نصية ، أسرعت بفتحها ظنا منها بأنها من ياسين ولكن الغريب بأنها كانت من رقم مجهول
" إن ما تقدمه لنا الحياة ما هو إلا ظلال تختبئ خلفها أقدارنا ...لذا احذري أي ظل تختارين .. ظلك"

اعتدلت واقفة رافعة حاجبيها استغرابا من هذه الرسالة ومرسلها ، لا بد وأنه أحد الحثالة الذي يريدون التسلي على الهواتف
نفت الفكرة فورا ، فإن أراد التسلي لاتصل ولما كلف نفس عناء إرسال رسالة غامضة ولكن مخيفة
تمتمت بحنق :
- بحق الله من أرسل هذه الرسالة الغبية ؟

انتهى الفصل الثالث
أتمنى أن ينال اعجابكم
وعذرا مجددا على التأخير
موعدنا القادم سيكون يوم الثلاثاء القادم كونوا على الموعد
والسلام عليكم ورحمة الله