رواية صدفة للكاتبة : bella snow *مميزة و مكتملة *

[انجوانا]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bella snow

السلام عليكم ورحمة الله
صباح الفل والياسمين حبيبتي ام سوسو
الفصل الاول رح يكون اليوم الساعة السابعة مساءا بتوقيت مصر واذا قدرت رح نزلو قبل لما تكوني موجودة

يعني الساعه8 بتوقيت السعوديه ان شاء الله اكون متواجده وقت التنزيل

[bella snow]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انجوانا

يعني الساعه8 بتوقيت السعوديه ان شاء الله اكون متواجده وقت التنزيل

ماشي حياتي رح كون بانتظارك

[انجوانا]

تسجيييل حضور بيلا

[bella snow]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نبدأ على بركة الله مع الفصل الأول من رواية "صدفة "

[انجوانا]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 3 والزوار 0)
‏انجوانا, ‏المارينا, ‏bella snow

[bella snow]

الفصل الاول

منذ ساعتين لم تتوقف عن التحرك و العمل ، تحركت نحو الطاولة سبعة تنقل الطلبية و في طريقها تعثرت لتنزل الصينية من يدها و تلطخ القهوة حذاءا أسودا أنيقا ، رفعت عينيها لترى الشخص الذي أوقعت عليه القهوة فقابلتها عيناه الزرقاوان بنظرتهما الباردة

قالت بارتباك :

- آسفة ، لقد تعثرت ولم أنتبه

- امسحيها

أطلقت آهة تدل على استغرابها ثم رفعت رأسها إليه والصدمة تلتهم ملامحها أيعقل أنها أخطأت السمع ؟؟ انتقلت نظراته عليها ثم قال ببرود :

-قلت امسحيها

تحولت نظراتها إليه من الأسف إلى الغضب و السخط ، قد أخطأت من غير قصد و لم يكن هناك داع لعجرفته وغروره ،لن تكون نهاية العالم لو تقبل اعتذارها فهذه الحوادث تحدث دائما

التفتت يمينا وأمسكت بكأس عصير من الطاولة التي بجانبها وسط دهشة صاحبته واستنكارها لهذا الفعل الغريب ثم سكبته ببطء شديد على حذاءه و هي ترمقه بنظرات متحدية ومتمردة ، أعادت الكأس بعد أن أفرغت محتواه على الحذاء فهو من بدأ عجرفته وهي بادلته بالمثل ، فالعين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم منطق لطالما آمنت به ،سحبت المنديل الذي كان بين يدي المرأة التي خسرت كأس عصيرها ورمته على وجهه وهي تقول بغضب :

-لا أعتقد بأن يديك مكسورتان لذا يمكنك أن تمسح حذائك اللعين لوحدك.

ولت مغادرة تاركة الجميع وسط الصدمة و غايتها الوحيدة هي تغيير ثيابها والخروج من هذا المطعم قبل حتى أن تسمع جملة " أنت مطرودة " ، قد أهانت الوغد لأنه يستحق ذلك

قالت زميلتها باستنكار :

- قمر أتعلمين من ذاك الشخص؟ حتما سيحطم حياتك ومستقبلك ...

نظرت إليها بغضب وقالت :

-لا تدعيني أفجر كل غضبي بوجهك ولا يهمني أن أعرف ذلك المغرور

غادرت مباشرة بعد إلقاءها لجملتها تاركة خلفها زميلتها التي تهز رأسها نفيا واستنكارا لما فعلته.

كانت تمشي بسرعة وسط شوارع المدينة محاولة إفراغ شحنات الغضب الذي اعتراها بسبب الرجل المتعجرف ...شعرت بشخص ما يسير خلفها و ما أن التفتت حتى أمسكها شخصان وسحباها نحو سيارة

سوداء حاولت المقاومة ولكن بنيتهما القوية سمحت لهما بتكبيلها وعدم منحها الفرصة حتى للتنفس وحالما أرادت الصراخ كتم أحدهما فمها بيده الخشنة.. أدخولها السيارة بعنف فكان آخر رجل تتمنى رؤيته على متنها .

صرخت بغضب :

- أنت ؟؟ أيها الوغد كيف تجرؤ على اختطافي ؟.

لم تتغير ملامحه ولا نظراته الباردة وقال :

- لا تعلمين أي غباء أقحمت فيه نفسك و بما أننا في بلد ديمقراطي سنعقد اتفاقا

- أنا لن أعقد اتفاقا مع بليد مثلك

أشار للسائق أن ينطلق ثم اقترب منها بينما هي تتراجع للخلف وقال :

- لكي أنسى فعلتك الوقحة ستتزوجينني...وأنا لا أنتظر موافقتك أو عدمها بل ستفعلين ما أطلبه أنا

اتسعت عيناها من الدهشة ...يا لسخرية القدر فلطالما كرهت الأغنياء والآن يأتي هذا الغني ليعرض الزواج عليها طبعا ليس حبا فيها أو في شكلها بل لا تعلم لأي سبب غبي و مجنون طلب ذلك

ضحكت قائلة : - لولا أنك وغد لصدقت كونك تملك حسا فكاهيا لطيفا ، اسمعني يا أيا كان اسمك ، جنونك هذا أتركه أمام عتبة منزلك أي زواج وأي سخافة ونحن لم نتقابل إلا منذ دقائق كما أنك لست من نوعي المفضل .

قال بنبرة باردة كالصقيع:

- لا مجال للرفض ستنفذين ما أطلبه منك و إلا لن يعجبك ما سيحصل و اطمئني أنا أعرفك أكثر مما تعرفين نفسك .. ستوافقينني و إلا لن يعجبك ما سأفعله

رفعت يديها أمام وجهها في حركة ساخرة كمن يدعي الخوف ،ليست قمر من تنطلي عليها خدعة التهديدات السخيفة ،ضحكت بسخرية وقالت:

- أنظر أنا ارتجف من الخوف ،اخدع غيري بتهديداتك اللعينة فليست أنا من تنصاع لأوامر المتعجرفين

احتدت عيناه كإنذار بالخطر وازدادت زرقتهما ،انتهى وقت اللعب والمماطلة فان لم ترضخ للتهديدات فحتما هناك شيء تخاف عليه ، أليس لكل شخص نقطة ضعف معينة؟ قال:

-إذا ما رأيك بتهمة اختلاس أموال لشقيقتك ،تبدو فكرة مناسبة ما رأيك؟

اختفت ابتسامتها الساخرة واحتل الغضب ملامحها الرقيقة ،لا يعقل بأنه يهددها بشقيقتها؟ بحق الله كيف عرف هذه المعلومات عنها ؟ بل كيف علم بماهية عمل أختها مريم؟

- أنت تمزح يا رجل ،لا يمكنك فعلها

عندما لم تتغير نظراته أدركت بأنه جدي وسينفذ ما يريد .. شتمته في سرها و كذلك المطعم الذي كانت تعمل فيه ومديره ..تبا فيما أقحمت نفسها؟

صرخت به : - بحق الله لمَ تفعل ذلك بي هناك آلاف الدمى بأشكال وألوان مختلفة يرغبن في الارتباط بك ،سحقا لك لمَ تريدني أنا؟ أكل هذا بسبب حادث سخيف؟ بل كيف تعرفني ؟

انفجارها يعني رضوخها وخوفها هذا ما أدركه ياسين ،صحيح بأنه سيحصل على أجمل وأرقى النساء بإشارة واحدة منه ولكنه يريدها هي ، غير أنها قوية لدرجة أن أهانته تبقى السبيل الوحيد لتتلاقى طرقه مع والدها المختفي منذ سنوات

تأمل وجهها المحتقن من الغضب ويديها اللتان تقبض عليهما بقوة كأنها تريد لكمه ،ولكن للأسف فغضبها ورفضها لن يغير أي شيء فقد وقع الاختيار عليها وما للهروب من سبيل

- الآن سأوصلك إلى منزلك وكأي فتاة عاقلة ستخبرين أهلك عن زواجك

انتزعها صوته من تفكيرها ،لقد كانت تفكر بطريقة تخلصها من هذا المأزق ،لا يمكنها قبول مهزلة الزواج هذه ،هي أصلا تمقت فكرة الزواج من أصلها فكيف ستقبل بسخافة كهذه ؟

رمقته بنظرات حادة بينما هو ينتظر ردها على كلامه فتكلمت بنبرة شديدة التهكم

- لو لم أكن على دراية بعجرفتك لظننتك رجلا شهما لتقوم بإيصالي

لم يرد عليها بل أصلا لم يهتم فهذه طبيعته يترك كل شخص يأخذ الفكرة التي تحلو له حوله ولا يهتم بآرائهم ،لا ينكر بأن شخصيته الباردة لا تروق للكثيرين والجميع يعتبره متعجرفا ووقحا وهذا آخر اهتماماته

بعد مدة توقفت تلك السيارة أمام منزلها الكبير ..نزل معها من السيارة وأوصلها إلى باب المنزل ثم أخذ ينظر لمنزلها بملامح ساخرة قال :

- من يملك بيتا كهذا لا يعمل كنادل في مطعم

الكل يخبرها بنفس الشيء بل ويتهمونها بالكذب حول وضعها الاجتماعي حتى أنها ملت من تكرارا نفس الجملة وها هي الآن مضطرة لإعادتها مجددا قالت:

- المظاهر تخدع أحيانا ..كوني أعيش في منزل راق لا يعني بالضرورة أنني غنية ...فيجب أن أعمل لأعيش

سكتت قليلا ثم خطر على بالها سؤال فأردفت :

-هلا أخبرتني لما تريد أن تتزوج فتاة لا تعرفها ؟

أجابها ببرود: - قمر منصور أمك متوفاة بينما والدك هجركم ورحل ،في العشرين من عمرك طالبة كلية الاقتصاد ، تعيشين مع خالتك وأختك ، تعملين كنادلة وتدربين الأطفال على التايكواندو رغم أن جسدك الصغير لا يوحي بذلك

كانت ترمقه بنظرات مصدومة سرعان ما تحولت إلى اشمئزاز بعد الملاحظة التي ألقاها حول جسدها ...الوقح لا يملك يدا طويلة فقط مكنته من الحصول على كل المعلومات حولها وحول عائلتها بسهولة وما كان ينقص سوى أن يحضر نسخة عن شهادة الميلاد والطبع هي تستطيع توقع من أطلعه عن كل المعلومات فهذا لن يكون إلا وكالة الأنباء المتنقلة مدير المطعم الغبي، وعلاوة عن كل هذا فهو يتمتع بحس قوي من الوقاحة وقلة الأدب كحال سائر الأغنياء..كادت أن تصرخ بوجهه لولا قاطعها قائلا :

- جهزي نفسك غدا سيأتي شخص ما ويأخذك في الصباح الباكر ..ويفضل أن تخبري عائلتك بأمر زواجك

من يظن نفسه ليسدي أوامره إليها ،هي ليست خادمة ولا جارية لديه ، حقا إن غروره لا يطاق تبا للقدر الذي وضعه في طريقها أو يجب أن تقول تبا للقدر الذي وضعها في طريقه ..

صرخت قائلة :- ومن قال بأنني موافقة ؟؟.

زفر بتعب وعلامات الضجر بادية على ملامحه ثم انخفض قليلا ليكون بمستوى طولها ولينظر في عينيها ثم قال بشيء من الحدة :

-أنا لا أنتظر موافقتك..

نظراتهما تشابكت للحظات ، تلك الزرقة في عينيه غريبة تكاد تميل إلى السواد

كأنهما ثقب أسود بل عالم كامل من السواد

الرجل لا يبدو سهلا بل يكاد يكون خطيرا خاصة بتلك المعلومات التي يعرفها عنها و تهديداته لها و يبقى السبب مجهولا

لا شيء يحدث صدفة في الحياة

بل كل شيء مسير وفق خط محدد من الأحداث

ظهور هذا " الغريب " يخيفها لأنها تخشى المجهول تخشى الطرق التي تجهلها

سألت :- ما اسمك ؟

- ياسين كونيناف ولا داعي لأن أكرر كلامي .

تركها وغادر بينما هي فلم تتحرك من مكانها شبرا واحدا نتيجة الصدمة التي ألجمتها

أقال كونيناف ؟

إنهم من أغنياء البلاد فما السبب الذي جعل طرقها و ذلك الـ "ياسين" تتقاطع بهذا الشكل ؟

دلفت إلى المنزل ونادت خالتها ليلى التي تفاجأت من حضورها المبكر فلم تمض ساعتان منذ مغادرتها المنزل نحو العمل سألتها :

-قمر لمَ عدت باكرا هل حصل شيء ما؟

لم تجب خالتها بل توجهت إلى المطبخ لتشرب كأسا من الماء .. شربت كل محتوى الكأس جرعة واحدة .. لمحت ورقة على الطاولة حملتها وقرأتها والدهشة تعلو ملامحها وعندما دخلت خالتها ليلى خلفها ولمحت الورقة ين يديها قالت :- عزيزتي ما كان عليك قراءتها .

التفتت إليها وقالت : - خالتي ما قصة الدين هذا؟

تنهدت ليلى وأشارت لابنة أختها أن تلحقها إلى غرفة الجلوس وعندما جلستا تكلمت :

- منذ فترة أخذت قرضا من البنك لأذهب و أتعالج بالخارج فكما تعلمين معالجة الأمراض السرطانية في بلادنا ليست بنفس الخبرة في دول الغرب لقد ظننت بأن عملي كمديرة للثانوية سيسهل علي دفعه ولكن لم أستطع وتأخري في إرجاع المبلغ جعلني مضطرة لإرجاعه مع الفوائدلذلك رهنت المنزل

ظهر الحزن والأسى على وجهها وهي تتذكر مرض خالتها وخوفها من فقدانها بعدما خسرت والدتها بسبب السرطان فهو يعد مرضا وراثيا في عائلتهم ...وضعت يديها على رأسها وقالت بانكسار :

- إن لم ندفع لهم سيأخذون المنزل منا لأنك رهنته بالرغم من أنه يساوي أكثر من هذا المبلغ

مصيبة جديدة تضاف إلى القائمة ، غير فقدانها لعملها و الآن قد ينتهي بهم المطاف في الشارع

و مع الوغد الذي يهددها بعمل شقيقتها لن يعود هناك مصدر ليعيلهم

حقا المصائب لا تأتي فرادى

اتسعت نظراتها بإدراك .. ياسين كونيناف ، ألم يقل بأنه يريد الزواج بها ؟

ستندم على ذلك خاصة وهي لا تدرك شيئا عن دوافعه

لكن منزلها يستحق

هي الأخرى ستضع هذا الشرط أمامه و قد يقبل

المبلغ لا يعتبر كبير مقابل ثروة تلك العائلة

***

منزل آل كونيناف

تجلس منال على الأريكة في غرفة الجلوس تدير خصلة من شعرها الأشقر حول أصابعها بينما تشتعل ملامحها سخطا بسبب زوجها الذي يجلس باسترخاء مثير للأعصاب ، ترك الجريدة التي يقرأها و نظر إليها قائلا :

- ما رأيك بأن نسافر إلى مكان ما غدا فأنا لا أريد حضور العشاء السخيف الذي يقيمه عمي.

هزت رأسها نفيا دلالة على رفضها اقتراحه وقالت :

- أنت دائما ترفض حضور عشاء الاحتفال بالذكرى السنوية للشركة ولكن هذه المرة علينا حضوره وعليك كسب مدراء مجلس الإدارة لصفك وإلا سيفوز ياسين بهذا المنصب

لقد تعب من تكرار نفسه ، هو لا يهتم بالمنصب كثيرا كما هي تفعل ، يكفيه أنها معها ، يكفيه أنه يحبها و يحظى باهتمامها

يكفيه أنه يفتح عينيه على وجهها الجميل و ينام وهي بين ذراعيه

و هذا هو تعريف السعادة بالنسبة إليه

عندما انتبه مراد إلى نظراتها المسلطة عليه رد عليها بنظرات متسائلة فقالت:

- الساعة تجاوزت العاشرة وأنت ترتشف قهوتك بكل هدوء ولامبالاة بينما ياسين يكد ويعمل ..عزيزي بهذا المنوال لن تنال شيئا

تنهد بضيق،لمَ الجميع يستمر بمقارنته بابن عمه ،ياسين فعل وياسين ذهب،ياسين ،ياسين.. لقد مل حقا من مقارنة الجميع به ،لقد كان الجو مشمسا ورائعا وهو يجلس مع زوجته ويشرب قهوته الصباحية بهدوء لما يجب عليها أن تعكر مزاجه بذكر اسم ذلك البارد

رمى الجريدة على الطاولة و نهض من مكانه مغادرا إلى الخارج دون أن يلقي نظرة على زوجته فوقفت منال بدورها وتبعته أمسكت بيده لتوقفه وتديره إليها وحينئذ ابتسمت له وقالت:

- يجب أن أذهب وأشتري فستانا جديدا وسأختار لك طقما جميلا فهل يمكنك انتظاري لأحضر حقيبة يدي لتوصلني لدار الأزياء في طريقك ؟؟

أومأ برأسه وهو يبتسم بحب ،لا يعلم لمَ هي الوحيدة التي لا يستطيع أن يغضب منها

ربما لأنها الوحيدة التي تهتم به وترعى شؤونه وتشعر بمعاناته بينما الجميع يسعى لإرضاء ياسين المغرور ،كم يكرهه ويمقته

أسرعت منال تصعد السلم متجهة إلى جناحها ورغم ذلك فقد حافظت على مشيتها الواثقة حد الغرور ، في الرواق صادفت داليا تهم بدخول مكتب كمال فنادتها باستعلاء :

- أنت ِ ، تعالي إلى هنا

بقيت داليا لوهلة واقفة مكانها ولم تصدر منها أي حركة ، تلك المرأة تفقدها أعصابها بقلة أدبها وانعدام لباقتها

استدارت إليها وسألت بضيق :

- أتتكلمين معي أنا؟؟

ارتفع ذقن تلك الشقراء بكبرياء وانطلقت من عينيها الخضراوين نظرات حاقدة وكارهة لتلك الخادمة التي دائما تتعمد استفزازها بأفعالها وتعاملها كأنها لاشيء، ولكنها لن تسمح لها بتهميشها مجددا فهي سيدة هذا القصر وقريبا لتصبح كل أموال كونيناف تحت سيطرتها وأول شيء ستفعله هو رمي هذه القمامة عند أقرب مزبلة

دنت نحوها بخطوات أنثوية رشيقة وعندما أصبحت أمامها مباشرة قالت :

- احرصي على تنظيف مرسمي وانتبهي لرسوماتي فلن أحبذ أن يضيع تعبي نتيجة غباء الخادمات

ظهر الغضب على ملامح داليا وتأهبت لفعل شيء لطالما حلمت به وأرادته ألا وهو صفع تلك المغرورة، لا تبدو فكرة سيئة لأن الحقيرة التي تقف أمامها تحتاج إلى تأديب وهي ستحرص على إعطاءها حقها كاملا فردت بحدة :

- لا وقت عندي لرسوماتك التافهة لذا نظفي قذارتك بنفسك

اشتعلت عينا منال غضبا واحتقن وجهها فرفعت يدها بغية صفع تلك الخادمة التي تجرأت وتطاولت عليها ، ولكن غضبها تحول إلى دهشة رافقتها شهقة ألم لما أمسكت داليا بيدها ولوتها خلف ظهرها ثم دفعتها ليصطدم ظهرها بالجدار قائلة بهمس خطير ومهدد :

- إياك ورفع يدك عليّ أيتها الحقيرة و إلا قطعتها لك

- أبعدي يدك عن زوجتي!!

كان ذلك مراد الذي صرخ بجملته تلك ، كان قد صعد ليتفقد زوجته لأنها تأخرت ففوجئ بتلك الخادمة تحاصرها على الجدار لا بل وتهددها ، كيف ذلك وهي زوجته وحبيبته وسيدة هذا القصر ؟ لن يسمح لأحد بأذيتها أيا كان يكن

حررت داليا منال من حصارها وأخذت ترمقها بنظرات غاضبة ،بينما منال ركضت لحضن زوجها تدعي البكاء وتحاول تبرئة نفسها ،فقال مراد بحدة :

- اسمعي ، أنت ِ لست سوى خادمة هنا لذا عليك خدمة زوجتي باحترام لأنها سيدتك كما أننا لا ندفع لك المال هباءً،مفهوم؟؟

أطلقت داليا ضحكة ساخرة وأجابت :

- لست أنت من يدفع من جيبه و أنا هنا لخدمة السيد ياسين فقط ،أما أنت وزوجتك فاذهبا للجحيم

همت بالابتعاد عنهما والدخول إلى مكتب كمال لتكمل عملها هناك ولكنها توقفت فجأة واستدارت إليهما كأنها تذكرت شيئا ما نسيت قوله ،فقالت مخاطبة مراد:

سيد مراد...نصيحة لك مني توقف عن اللهث خلف زوجتك ككلاب الشرطة واهتم بعملك .. طاب يومك

ابتسمت ساخرة فها قد أصابت الهدف وقالت ما كان يحتاج ذلك الأحمق لسماعه فتلك الحرباء تستغفله و تستغل حبها له لتحقيق مصالحها ، لمَ لا يفهم بأنها لا تحبه بل تحب ماله ؟؟ حتى الأعمى يمكنه أن يلاحظ ذلك ولكنه غبي بل تجاوز الغباء بأميال

أما مراد فراقبها بعينين مصدومتين وهي تدخل المكتب وتصفقه بقوة ليحدث صوتا قويا هز الرواق

أتم وصفه حاليا بالكلب ؟؟ ومن قبل من؟؟ من خادمة لا قيمة لها !

تبا لياسين حتى رغم كونه غير موجود ليعكر له مزاجه فإنه يترك أتباعه ليقوموا بإزعاجه وإفساد يومه...

*****

يستقر على الكرسي خلف مكتبه يتلاعب بالهاتف بأصابعه ، لقد بدأ يجمع خيوط خطته التي صبر لسنوات كي ينفذها

قمر ستكون زوجته و هذا سيخرج حازم منصور من مخبئه و حينها سيأخذ منه ما سرقه منه قبل سنوات ، بل سينال إجابات لأسئلة دمرت عائلتهم و شتت كل فرد منها

لولا تلك الأسرار والأكاذيب لما تحطم هو

بل لما أُريقت دماء أقرب الناس إليه

انتقل تركيزه إلى معاذ سائلا :- ما هي المستجدات؟

رد الآخر :- آخر ما توصلت إليه هو أن الشخص الذي اشترى نسبة صغيرة من أسهم شركة دارسي للنقل في فرنسا لديه صلات مع السيدة منال

ابن عمه و زوجته يلعبان بالنار و من الغباء أن يستغفلاه بهذه الطريقة المثيرة للسخرية

بعقد صداقة مع أحد أعداءهم و الذي كاد يتسبب بأزمة لهم

سيهتم بأمر تلك الفتاة و بعدها سيضع بيتر دارسي نصب عينيه

قال : -معاذ استمر بمراقبة كل تحركات مراد ومنال وانتبه لأي تفصيل وأيضا عليك غدا أن تذهب لعنوان تلك الفتاة الوقحة واصطحب معك داليا و احرصا على جعلها تبدو كامرأة راقية

لو كان ياسين سيتفهمه بل سيغير رأيه لحاول ثنيه عن إدخال فتاة بريئة وسط دائرة معقدة من المشاكل

لأنها الوحيدة من ستتأذى وتكون هدفا للجميع

تكلم ياسين بنبرة صوته المبحوحة :

- هل هناك شيء آخر ؟

أجاب : - لم يبق شيء سيدي

رن هاتفه بتلك النغمة المخيفة والتي يكرهها عمه كثيرا ،أخرج الهاتف من جيب سترته فكان يضيء باسم صديقه يحيى ،يشعر كأنه زوجته وليس صديقه فهو يتصل به كثيرا حتى بات لا يتذكر عدد المرات التي يهاتفه فيها في اليوم الواحد

ضغط على زر الإجابة ثم دفع بالهاتف نحو معاذ الذي ارتبك وحاول الرفض لكن نظرة واحدة من سيده جعلته يذعن ويجيب:

- ياسين أيها الأحمق، بحق السماء لمَ لا تجيب عن هاتفك ،هل كل شيء بخير ؟

أبعد معاذ الهاتف عن أذنه من شدة صراخ يحيى ثم أجاب بصوته المبحوح العملي :

- كل شيء بخير ،شكرا على اتصالك

أبعد يحيى هاتفه وتفقد اسم الشخص الذي اتصل به ،هذا بالطبع ليس صوت ياسين؟ وياسين أبدا لا يجيب بهذه الطريقة اللطيفة فعادة يقول "ماذا تريد؟" أو" توقف عن إزعاجي باتصالاتك"

وعندما تأكد من أنه اتصل بالشخص الصحيح أعاد الهاتف إلى أذنه وسأل :

- معاذ أهذا أنت؟ ما به صوتك يا رجل يبدو مرعبا...هيا أعط الهاتف لياسين

امتقع وجه معاذ من تلك الملاحظة، أيخاله أسدا أم غوريلا ليصف صوته بالمرعب ؟ بل إن صوته رجولي بحت و كثيرا ما لاقى إعجاب النساء

- السيد ياسين مشغول حاليا أرجو منك إعادة الاتصال به لاحقا

وما أن أكمل جملته قطع الاتصال وأطفأ الهاتف ثم قدمه لسيده ، ابتسم ياسين ساخرا من صديقه لابد بأنه يشتمه الآن ، أشار لمعاذ بأن ينصرف ففعل الأخير بينما بقي هو غارقا في أفكاره

قريبا .. قريبا جدا سيعود لكل ذي حق حقه

وسينتقم لدماء أغلى امرأتين في حياته

انتهى

أتمنى أن ينال اعجابكم
أطلعونا على آرائكم
وادعولي بالنجاح حبيباتي لأنو اليوم تطلع نتيجة التوجيهي (البكالوريا)

[bella snow]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 3 والزوار 1)
‏bella snow, ‏انجوانا, ‏المارينا

[انجوانا]

اول شي الله يوفقك ويحقق حلمك وتحصلي علامات عاليه وتكون نتيجتك متل مابدك ...

[انجوانا]

الفصل الاول ...حلو ...ياسين مغرورو جدا ومتعجرف وشايف حالو وبيقرر عن الكل وكمان قمر المسكينه ما علقت الا معو بالمطعم ...وبعدين هو اختارها بدو تواجه اهل القصر يعني حرب رح تكون ...وعرف نقطه ضعفها
وبعدين هو بدو يتزوج مشان رئاسه الاداراه والشغل ...
مراد يهيم بزوجته الطماعه اللي بتضحك عليه مشان امواله والله عجبتني الخادمه وهي بتقول لمراد انه مثل الكلب ههههه ...
بانتظار التكمله بيلا بدايه موفقه ....قبلاتي

[modyblue]

فصل جميل وبداية قوية بين اتنين صلبين ياسين بعجرفته وبروده وقمر بكبرياؤها وتهورها ممتع الحوار واتمني لك التوفيق ف النتيجة بانتظار فصولك موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .